حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تعثر تمويل فيلم "ألف ليلة وليلة" بتقنية 3D مشكلة

هل تدخل مصر عصر السينما الرقمية ذات الأبعاد الثلاثية؟

تحقيق : مصطفي البلك

هل تدخل مصر عصر السينما الرقمية ذات الابعاد الثلاثية "3D" خاصة بعد الاعلان عن ثلاثة افلام جاهزة للتصوير وينقصها التمويل وهي الف ليلة وليلة والدجال والتمساح. وهنا نتساءل لماذا لا تجد هذه الافلام التمويل اللازم لها لبدء التصوير بعد نجاح وانتشار البرمو الخاص بفيلم الف ليلة وليلة وردود الافعال التي قوبل بها والتي تؤكد التقنية العالية التي يمكن أن يكون عليها وانه لن يقل في جودته عن اي فيلم عالمي. بالاضافة الي النجاح الكبير التي حققته سينما البعد الثالث علي مستوي العالم فرغم ان فيلم افاتار بلغت تكلفته الانتاجية 230 مليون دولار الا انه حقق رقما قياسيا في مبيعات شباك التذاكر لدور السينما في الولايات المتحدة وكندا حيث حقق أرباحا تقدر بنحو 278 مليون دولار في أسبوع العرض الأول. وبعد 10أسابيع من طرحه في دور العرض تجاوز الفيلم حاجز 2.6 مليار دولار ليصبح حاليا أكثر الأفلام ربحا في تاريخ السينما متعديا بذللك فيلم نفس المخرج جيمس كاميرون السابق تايتانيك والذي بقي لفترة ثلاث عشرة سنة متصدرا لترتيب الافلام الأكثر ربحا. وهذا النجاح لافاتار دفع مخرجه الكندي جيمس كاميرون في الفترة الحالية. لبدء تصوير الجزء الثاني من فيلم الخيال العالمي ¢Avatar" حيث يعقد جلسات عمل مع كتاب السيناريو ثال كريستوفر وريدلي سكوت لوضع اللمسات النهائية علي السيناريو لبدء التصوير في الفترة المقبلة.

ويقول مخرج فيلم الف ليلة وليلة تامر مرتضي يقول : إنه يعتمد علي ثلاث قصص تدور في اطار خيالي ليظهر الابداع في استخدام تقنية البعد الثالث ولا انكر ان التمويل يمثل حجر عثرة امام الفيلم لكن هذا سنتغلب عليه وسيري الفيلم النور قريبا كما ان جميع من شاركوا في تصوير البرمو لم يتقاضوا مليما وهم متحمسون جدا لهذا المشروع السينمائي الضخم وانهم كانوا يأتون للتصوير ويظلون اكثر من 24 ساعة. كما ان البرمو الاولي والذي يعرض عبر مواقع اليوتيوب والتقنية العالية الموجودة به تؤكد اننا سندخل سينما البعد الثالث عالميا وليس محليا. اضف الي ذلك ان نجاح التجربة سيفتح الباب لانتاج افلام مصرية تغزو العالم.

وعن تعثر التمويل عن الف ليلة وليلة رغم تاكيد نجاح افلام البعد الثالث في العالم يقول المنتج ابراهيم مكي احد المهتمين بصناعة افلام البعد الثالث في مصر غياب التمويل احد اهم اسبابه هو الخوف من عدم وجود سوق لهذه الافلام خاصة وان تكلفتها عالية تصل للملايين ففيلم الف ليلة وليلة تكلفتة تتعدي ال 100 مليون دولار وهذا الرقم مقارنة للانتاج العالمي رقم بسيط جدا لكن بالنسبة لمصر رقم انتاجي ضخم جدا فهل نعلم ان فيلم افاتار الجزء الثاني تكلفتة المبدئية مليار دولار. ولكن هناك لابد ان ننظر للسينما نظرة انها صناعة وليست ترفية . فمثلا فيلم افاتار حقق في اسبوع العرض الاول له 278 مليون دولار اي انه طي تكلفته بزيادة 48 مليون دولار وحقق بعد ذلك ايرادات بلغت 2.6 مليار دولار اذن انه حقق ارباحا خيالية لم تحققها اي تجارة او صناعة في العالم وليس في مصر. واننا لو اتجهنا لانتاج افلام البعد الثالث لابد ان ذات تقنية عالية جدا تضاهي الافلام الاجنبية وتتفوق عليها لتغزو العالم كله لتححق الايرادات الضخمة وتحقق ارباحا ولهذا اؤكد ان الرهان عالمي وليس محليا . لان لو كنا سننتج افلاما ثلاثية الابعاد للسوق المحلي فسنمني بخسائر كبيرة وهذا اهم اسباب تعثر التمويل لان راس المال جبان ويريد مكاسب اكيدة ونحن حديثو تجربة بانتاج افلام ال 3D. ولا ننكر فيلم الف ليلة وليلة يعد أول فيلم مصري يستخدم تلك التكنولوجيا المتقدمة. لتكون نقلة جديدة في السينما المصرية بأكملها. وستليها تجارب عديدة بدليل ان هناك فيلم آخر باسم الدجال لطارق العريان بتكلفة 50 مليون دولار. واذا خضنا تجربة الف ليلة وليلة بنجاح وحققت ارباحا خيالية مثلما حقق فيلم افاتار ستجد كل منتجي السينما يسعون وراء انتاج مثل هذه الافلام وستجد كل دور العرض المصرية تستخدم تقنية شاشات العرض ال 3Dوسيكون مستقبل السينما المصرية في هذه النوعية من الافلام واذا كنا لم نغز العالم بالافلام المصرية العادية فسنغزوه بافلام البعد الثالث ولدينا خبرات في هذا المجال قادرة علي عبور السينما المصرية للعالمية.

المنتج محمد حسن رمزي أكد أن مصر قادرة علي عمل أفلام بهذه التقنية وشباب السينما المصرية الذين يسعون لاستخدام ال 3Dقادرين علي صناعة مثل هذه الافلام ورأينا البرمو الخاص بفيلم الف ليلة وليلة واؤكد انه متفوق علي الافلام العالمية كما ان نجومنا يملكون المقدرة علي اداء ادوار عظيمة في افلام البعد الثالث . لكن يحول أمامها التكاليف المرتفعة التي تحتاجها مثل هذه الأفلام فالكثير من المنتجين وأنا منهم يخافون من خوض تلك التجربة لأنهم سيعتبرونها مخاطرة غير محسوبة. أما من اتجه لها الآن فهو بلا شك يجازف خاصة مع الانهيار الاقتصادي في مصر. وهذه الأفلام من الممكن نجاحها وأيضاً متوقع فشلها. وبالتالي أعتقد أن الكثيرين سينتظرون عرض فيلم مصري بتلك التقنية للإقدام علي تلك الخطوة وإن نجحت فستغزو الأفلام ثلاثية الأبعاد دور العرض المصرية والعالمية. وسيشجع الموزعين علي تزويد السينمات بدور عرض مجهزة لعرض تلك النوعية من الأعمال. واتمني ان اري الف ليلة وليلة علي شاشات العرض في امريكا وفرنسا ويكون فيلما مصريا ناطقا بالعربية ومترجما للانجليزية والفرنسية وينشر في العالم مثلما تنتشر افلام هوليود في كل الدول العربية.

ويقول المنتج السعودي مبارك الفاضل شاركت عددا من الاخوة في مصر فكرة انتاج سينما ثلاثية الابعاد والمشروع ضخم لكن التكلفة عالية جدا ولهذا لابد ان تكون مدروسة بشكل اقتصادي كبير. أفلام ال 3D أو الأفلام ثلاثية الأبعاد تحتاج لمواصفات خاصة لمشاهدتها وإلي تقنيات أعلي للاستمتاع بها وهذا غير متوفر في مصر وفي عدد من دول العالم العربي وان الافلام لابد ان يبدأ عرضها محليا مثلما يحدث في السينما الامريكية .هذا بخلاف الأموال الباهظة لإنتاجها. إن هذه الأفلام ستظهر بلا شك في القريب العاجل وما نواجههه حاليا تمت مواجهته عن البدء في انتاج الافلام الملونة والانتقال من الابيض والاسود الي الالوان. وأن المنتجين سينتجون تلك النوعية من الأفلام لأن وراءها الكثير من الفوائد خصوصاً مع ظهور قنوات تليفزيونية وشاشات تليفزيونية موجودة في السوق المصري والعربي تعتمد علي تلك الخاصية في أعمالها بل ومن الممكن أن تكون هناك قنوات مخصصة لها فقط في المستقبل. ومع ظهور أجهزة حديثة تتيح هذه الظاهرة الجديدة.

واذا كان هناك عائق في التمويل في الوقت الراهن فاؤكد ان التمويل سيكون موجودا وستبدأ عجلة الانتاج لافلام ثلاثية الابعاد في مصر قريبا وان التمويل سيكون خارجيا وعربيا ولدينا الكثير والعديد من الكفاءات السينمائية العالية التي تحتاج فقط لاتاحة الفرصة لها لخوض مثل هذه التجارب وستجد فيلماً مصرياً ثلاثي الأبعاد قريباً.

ويقول الخبير السينمائي طارق الدسوقي: كل شيء في اوله صعب اهم شيء الحماس للمشروع والايمان به. وهذا ما رأيته من القائمين علي فيلم الف ليلة وليلة من مجموعة عمل ونجوم وان البرمو الخاص بالفيلم والذي تم تسريبة علي الانترنت يؤكد التقنية العالية التي استخدمت للابهار ولم اصدق نفسي وانا اشاهده ولم اتخيل ان لدينا هذا القدر من الابهار من ابناء مصر ونجومها فلم اصدق نفسي وانا اري سوسن بدر علي هذه الصورة وغادة عادل وغيرهما كما اعجبني ان نجوم العمل كانوا حريصون علي خوض التجربة والحماس لها بهذا الشكل.

وعن التمويل قال الدسوقي لو ان ظروف مصر الاقتصادية كانت افضل لكنت طالبت الدولة بدعم هذا الفيلم والوقوف وراءه ليكون باكورة الانتاج المصري لسينما ثلاثية الابعاد بتمويل الدولة وان هذه التجربة ستكون بداية لعودة صناعة السينما الي ما كانت عالية احد مصادر الاقتصاد والدخل المصري فالارباح التي حققتها افلام ثلاثية الابعاد خرافية ولهذا اتوقع ان تجد هذه الافلام المصرية التمويل اللازم لها لانها ستحقق ارباح كبيرة ورغم ان راس المال جبان لكن سيوجد احد الممولين الذي يحب المخاطرة وانها ستكون مخاطرة محسوبة الابعاد فيلم الف ليلة وليلة كتبه محمد أمين راضي ويخرجه تامر مرتضي ويشارك في بطولته "عمرو واكد" في دور شهريار. و"غادة عادل" في دور "شهرزاد". "غادة عبدالرازق" في دور "النوامة". "آسر ياسين" في دور "السندباد". "عمرو سعد" في دور "علاء الدين". "فتحي عبدالوهاب" في دور "علي بابا". "سوسن بدر" في دور "شمايل" الشريرة والتي تقترب شخصيتها من أسطورة "ميدوزة" الإغريقية برأسها التي تخرج منها الثعابين. "عزت أبو عوف" في دور "كهلان" و"أحمد بدير" ومن المتوقع أن يحقق الفيلم إيرادا يصل إلي مليار جنيه.

الجمهورية المصرية في

01/02/2012

 

أحداثه من الحرب العالمية الثانية.. وقبل ظهور البترول

"الذهب الأسود".. أول فيلم روائي عالمي عن تاريخ النفط

كتب - نادر أحمد: 

بدأت دور السينما في عرض أول فيلم سينمائي عالمي عن اكتشاف البترول في الصحراء العربية تحت عنوان "الذهب الأسود" وهو ما قد يتخيله البعض أنه تسجيلي ولكنه فيلم روائي طويل مدته "130 دقيقة" تأليف السويسري هامش روشيه بطولته العالمي أنتونيو باندايرس مع التونسي طاهر رحيم وفريدا بينتو وريز أحمد وإخراج جان جاكوز أنود الذي كتب السيناريو والحوار بالتعاون مع ميتوميجيس.

أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الثانية وقبل ظهور البترول في المنطقة العربية خاصة في منطقة الخليج وأبرزت المشاهد الأولي حالة الفقر الشديد كان يعيشها البدو وهي أبناء الخليج والذين كانوا يعيشون علي الإعانات من الدول العربية الغنية.. وتتطور الأحداث عندما يتضح أن الصحراء العربية الخليجية ما هي إلا بحيرات من حقول البترول.. ومحاولات الغرب السيطرة عليها والتي بدأت تتطور وتودع حاية الفقر وتعيش حالة التمدن والتحضر والثراء الذي يزداد يوماً بعد يوم مع زيادة الاكتشافات البترولية والتي تدفع الغرب إلي زيادة محاولات السيطرة علي المنطقة والترهيب بالاسلحة الحديثة.

وتنطلق أحداث الفيلم في مشاهد بالصحراء لا نهاية لها ومعركة ما بين عدة قبائل منقسمة ما بين أميرين يتحاربان وجهاً لوجه إلا أن ساحة المعركة مليئة بالجثث والتي تنتهي ما بين قائد منتصر وأمير مهزوم فيضع المنتصر شروطاً لمعاهدة السلام بعدم دخول أحد "الحزام الأصفر" باعتبارها منطقة محرمة لكلا الطرفين.. إلي جانب ان يضم الأمير المنتصر طفلي الأمير المهزوم ليربيهما ويضمن بذلك عدم قيام والدهما بإعادة الغزو علي أرض عدوه وفقاً للعادات القبلية السائدة في هذا الوقت..وتمضي الأحداث ويكبر الطفلان ويصبح أحدهما الأكبر محارباً والأصغر لا يهتم سوي بالقراءة والمعرفة.. ثم يأتي أحد مكتشفي النفط قادماً من أمريكا ويؤكد للأمير المنتصر أن أرضه تعوم فوق بحيرات من البترول وأن بلاده ستكون من أغني بلاد العالم وأنه شخصياً سيكون أغني من ملكة بريطانيا.

ولكن تواجه الجميع مشكلة كبيرة تكاليف إنتاج الفيلم 40 مليون دولار وقد اعتقد المنتج والمخرج علي فريق من أفضل الفنيين والحرفيين في العالم لتصميم الأزياء وخلف عالم شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين.

وتم تصميم 7000 زي من أزياء الفرسان. و700 سرج للخيول. وتم استخدام 10 آلاف من الإبل. وأكثر من 2000 حصان. وتم تصميم ثلاث طائرات و8 سيارات مدرعة لاعطاء مشاهد المعارك إلي جانب 400 بندقية و250 سيف وخمسة آلاف طلقة رصاص.

الجمهورية المصرية في

01/02/2012

 

"حدث ذات مرة في الأناضول" 

الشريط حاصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان كان

دمشق- اختتمت تظاهرة مهرجان المهرجانات فعالياتها بالفيلم التركي "حدث ذات مرة في الأناضول" الذي عرض في صالتي كندي دمر ودمشق ليكون الشريط الأخير في الفعالية التي استمرت أسبوعين وحملت في طياتها نخبة من الأفلام العالمية التي حازت أهم جوائز 2011 عبر خارطة العالم السينمائية.

لم يبتعد الفيلم عن جاره الإيراني انفصال نادر وسيمين الذي عرض في التظاهرة ذاتها من خلال اعتماد الشريطين على رصانة السيناريو وتفوق الحوار على الحدث وحتى الصورة ففي الشريط التركي يصل المشاهد إلى درجة تتبع جمل الأبطال وحواراتهم حتى بعيداً عن الحدث الأساسي الذي يظهر ثانويا بدلا من أن تصب الحوارات فيه.

في الشريط التركي الحاصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي مناصفة مع البلجيكي /طفل على الدراجة/ تبدو الحقيقة الكاملة التي لا يصل إليها أحد هي المحور الأساسي وضبابية التصرف والسلوك هي الطريق الذي يقود في النهاية إلى إشارات استفهام تواجه كل تفاصيل الحياة.

ليس هناك شيء جلي وفق ما تفترضه أحاديث أبطال الفيلم فالقصة الرئيسية التي تتمحور في إطار جريمة ارتكبها ثملان حيث قتلا صديقاً لهما ودفناه في الطبيعة ثم ذهبت قوة من الشرطة مترافقة مع النائب العام والطبيب الشرعي والمجرمين لمعرفة مكان الدفن في الليل وفي الجو العاصف إلا أن الضياع كان بانتظارهم والخوف المحيط بكل تفاصيل هذه الرحلة.

لا يستدل المجرمان على مكان دفنهما للضحية في البداية فمن قام بالجريمة يبدو تائهاً عن مكان حدوثها كما أن الشرطة تدخل في دوامة البحث والنقاشات التي تخرج عن إطار الجريمة لنرى قصصاً إنسانية لكل أفراد الرحلة لا تختلف ضبابيتها عن الجريمة ولو أنها تخلو من الفعل الجنائي والحدث الذي يتتبع أثره مختصون.

تترافق الجريمة الواضحة بجريمة أخرى غير مثبتة قانونياً فالنائب العام يحكي للطبيب الشرعي قصة وفاة زوجته بعد أن رأته في علاقة غرامية مع امراة أخرى كان فيها ثملاً أيضاً لنرى في النهاية أن الوفاة أيضاً جاءت انتحاراً عقابياً للنائب وإنما دون دلائل مباشرة ودون تشريح للجثة مقابل الضحية التي يقتفى أثرها القانون ثم يشرحها بعد اكتشاف مكانها ونرى أن نتيجة التشريح ايضاً تدل على أن الجريمة لم ترتكب كما اعترف الجناة أو كما توصل إليه المحققون وكتبوه في محضر التحقيق.

ينتهي الفيلم دون أن نعرف تماماً كيف تمت الجريمة حتى إن القتلة يبدو أنهم لم يجهزوا على الضحية كما أن الطبيب الغامض يبدو على علاقة في الجريمة خاصة حين يعطي دليلاً مادياً على ذلك برفضه كتابة التقرير الحقيقي للتشريح.

يأتي تشريح الجثة في ختام الفيلم وفق تصور رمزي للفكرة عامة وهو الدخول إلى الجسد الإنساني والبحث عن الحقيقة في القلب والرئتين والبطن تلك الحقيقة التي يمكن تغييبها رغم شق الجلد وكسر العظام والتكشيف المباشر لها إذاً هو التساؤل الذي تضيع فيه الدلائل ونرى الجاني ضحية والضحية مجرمة ويتبادل الجميع الأدوار في سياق مكون روائي نفسي وجودي وصورة متوترة حتى للطبيعة التي لا تقل بدورها عن أدوار أبطال الفيلم.- سانا-

العرب أنلاين في

01/02/2012

 

علا الشافعى تكتب.. أحمد سبع الليل 

لا أعرف لماذا استدعيت مشاهد كاملة من الفيلم العظيم فى تاريخ السينما المصرية والعربية "البرىء" للكاتب وحيد حامد والعبقرى أحمد زكى، الفيلم الذى ظل ممنوعاً لأكثر من 17 عاماً، بالأمس، فقط تذكرت أحمد سبع الليل الشاب القوى الفتى، والذى كانت مداركه تتفتح ووعيه يتشكل بسيط، لا يعرف الخبث، يعشق العمل، طيب لأقصى حد، وفى أحيان كثيرة تصل تصرفاته إلى حد السذاجة.

نعم استدعيت أحمد سبع الليل، ذلك الغض البرىء، وأنا أتابع أمس مثلى مثل الكثيرين منا، الأحداث المتلاحقة، وأخبار السرقات والسطو المسلح، بالقاهرة على بنك H.S.B.Cفرع التجمع الخامس فى عز الظهر، وسرقة عربية أمانكو فى التبين، حادث فتنة طائفية فى العامرية، حادث صلب لمواطنين فى الشرقية بدعوى أنهما بلطجية، خناقة بين سائق سيارة ملاكى، وسائق ميكروباص فى شارع جامعة الدول العربية، وتطورت الخناقة، وببساطة أخرج قائد السيارة الملاكى مسدسه، وأردى سائق الميكروباص الذى لم يتجاوز عمره الـ21 سنة قتيلاً، لذلك قام زملاء السائق بقطع الطريق، ليس ذلك فقط، بل طالبوا القيادات الأمنية التى تواجدت فى مكان الحادث، وكان لا حول ولا قوة لها، بضرورة تسليمهم القاتل ليأخذوا حق زميلهم بأيديهم.

أما الحدث الأهم والجلل، فهو قيام المجلس العسكرى بإصدار قانون انتخابات الرئاسة، ونشره فى جريدة الوقائع المصرية، قبل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان المصرى بأربعة أيام، تلك نماذج لما شاهدته القاهرة وبعض محافظات مصر، أمس، من أحداث تناقلتها وسائل الأعلام المصرية وبرامج التوك شو، دون أن يقول لنا أحد شيئاً سوى رصد ونقل ما يحدث، تلك الحالة من العبث والفوضى، لذلك كان من الطبيعى أن أتذكر بطل البرىء، والذى لم يكن يفهم شيئاً مما يدور حوله، وللحظة شعرت بأن معظمنا بات يشبه أحمد سبع الليل فى تعاطيه مع كل الأمور المتعلقة ببلده.

أحمد لم يكن يعرف سوى ما يملى عليه من أوامر، وما يقوله له قياداته فى معسكر الأمن المركزى،"اضرب يضرب، دول أعداء الوطن، فيه مؤامرة ضد الوطن" كان سبع الليل ينفذ دون أن يفكر إلى أن حدث التحول الدرامى له بعد أن شاهد صديق عمره وابن قريته حسين- جسده ممدوح عبدالعليم- مقبوضا عليه؛ لأنه من أعداء الوطن، وهنا أدرك سبع الليل الكذبة الكبيرة التى عاش فيها، وفاق بعد فوات الأوان، فصديق عمره قتل، وهو تحول إلى قاتل، بعد أن حاول أن يأخذ بثأر صديقه، وثأر لنفسه ممن ضللوه، وكل ما أخشاه أن يكتشف أغلبنا مثل أحمد سبع الليل، ونفيق بعد فوات الأوان، خصوصاً إننا أصبحنا لا نفهم ما يدور حولنا ولا أعتقد أن أحد منا يملك تصوراً محدد الملامح لما يحمله الغد فهل فات الأوان؟

اليوم السابع المصرية في

01/02/2012

 

بنتين من مصر: العنوسة سرطان يأكل بناتنا

بقلم رضاب فيصل 

محمد أمين يرصد مشكلة تأخر سن الزواج في مصر، ويخرجها سينمائيا سيف الساحر من خلال فيلم يعكس قضية شريحة واسعة من المجتمع العربي.

كلما تسارع نبض الحياة سارعت المرأة العربية بوضع بصمتها الخاصة فيها، لتمشي إلى جانب الرجل متناسيةً فكرة المطالبة بالمساواة فيما بينهما. لأنها قد حققتها أصلاً.

ومع ظروف الانشغال بتحقيق الذات، ومواصلة الدراسات العليا وإثبات القدرة على تحمل ضغط العمل. تؤجل الفتاة فكرة وجود الشريك الرجل إلى حين يتحقق كل شيء. وتتلاشى إمكانية الزواج بين صعوبات واختبارات الحياة.

ويعرض فيلم "بنتين من مصر" للكاتب محمد أمين والمخرج سيف الساحر، هذه المشكلة المتفاقمة في مصر. والتي تنتشر بذات الكثافة في بقية البلدان العربية، ليسلّط الضوء على قضايا اجتماعية ودينية بغاية التعقيد والحساسية، أثناء تناوله لقصة كفاح بنتين من مصر تجمعهما الصداقة وصلة القرابة.

الأولى "حنان" تقوم بدورها الممثلة زينة، والثانية "داليا" وتؤديها الفنانة صبا مبارك. نشأتا في عائلة محافظة، تحترم تقاليد مجتمعها وتقيم شعائرها الدينية باحترام وتقديس. بالإضافة إلى التحصيل العلمي الذي نالته كل واحدة، والتقدم الوظيفي المهني الذي أتقنتاه، كل هذه الصفات تجعل من حنان وداليا "عروستين مثاليتين" يرغب أي شاب بالارتباط بمها، ولكن هذا الشيء لم يحدث للأسف.

على الرغم من أن مسألة "العنوسة" طرحت وتطرح يومياً في الدراما. إلا أن "بنتين من مصر" ركّز على الجانب الإنساني والعاطفي، من خلال أحداث اتسمت بالألم إلى جانب الطرافة. فوضحّ درجة الحرمان الجسدي والعاطفي بتفاصيل صغيرة باتت تعبر عن هوية شريحة واسعة من المجتمع المصري.

فشراء حنان لقمصان النوم وأحلام اليقظة التي صارت من يومياتها. ورسم داليا لرجل وامرأة يقبلان بعضهما على الورق وحديثها على التشات مع الشاب جمال. يصف حجم الشرخ الكبير الفاصل بين الرغبة الطبيعية للإنسان، والعجز الحاصل في واقعه.

وغياب وجود الرجل معنوياً ومادياً في حياة نساء الفيلم، صيّرهن ضحايا صراع نفسي حسي بين الشرعي واللاشرعي. مما دفع نسبة كبيرة للالتفاف حول بعض القوانين والتشريعات لإرضاء الله والنفس معاً. وهو ما نلمسه في فكرة الزواج العرفي التي طبقتها الطبيبة صديقة داليا في المشفى.

وكحلّ درامي للبوح الذي حدث في الفيلم، وجدت حلقة العلاج النفسي الذي كانت تحضرها حنان. وعبر هذه الجلسات العلاجية سمعنا مخاوف وشكاوى بنات فاتهن "قطر الزواج" لنجد أن العنوسة لا تهدّد الحياة العاطفية والجسدية للمرأة فقط، بل تهدد مصير المرأة كله. إنها حرمان أبدي من الأمومة هذه الغريزة التي تقاتل نساء الأرض لا شعورياً للمحافظة عليها. وهي عزلة أبدية في مجتمع صاخب. كما أنها تهديد لشخصية المرأة التي تعبت في إنجازها سنوات طويلة. فالزواج رخصة تسمح بممارسة نشاطات اجتماعية، لا تقدر "غير المتزوجة" من الحصول عليها في ظل غياب الرجل السند.

هل هي أنانية وجشع من المرأة، أن ترغب بالعلم والعمل والزوج والأولاد في آنٍ واحد؟ أم أنه حق ذاتي وطبيعي لأي إنسان حيّ سواء كان ذكرا أم أنثى؟ وإذا كان هذا طبيعياً، فلماذا قلما نجد امرأة استطاعت الجمع بين النجاح المهني والعائلي؟

هي أسئلة شائكة، أجوبتها أكثر صعوبة منها، اقترب "بنتين من مصر" من بعض تشعباتها، مثلاً نتلمّس من حديث حنان أمام زملائها في العمل، أن المرأة اليوم صارت خائفة من طرح قضية المساواة والحقوق أمام الرجل. لأنه وبصراحة يمكن أن يخاف منها ويعدل عن فكرة الارتباط بها. فالأفضل أن تظهر بوادر الطاعة والانصياع لأوامره حتى يتم موضوع الزواج بخير وسلامة.

ونكتشف في الفيلم، أن جزءاً كبيراً من مشكلة "العنوسة" تتحملها المنظومة السياسية والاقتصادية التي تسيطر على المجتمع. وهذا يظهر أثناء عرض شخصيات ذكورية تسعى وراء الرزق بكل قوتها ولا تملك إليه سبيلاً. وأخرى معرضة للابتزاز أو للاعتقال دائماً... ولا ننسى دور المجتمع بعاداته المهترئة، الذي يمثّله خطيب حنان بجدارة. فالخوف من أن تكون لشريكة العمر علاقات سابقة، يقضّ مضجع رجال كثيرين ويمنعهم من الزواج.

وأما أن يطرح الفيلم مأساة غرق العبارة المصرية، التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شاب ورجل مصري. فكأنما يشبّه العبارة بمصر الغارقة في بحرٍ من الفقر، ومحيطٍ واسع من العجز يشدان أبناءها نحو الهلاك والضياع.

كذلك يشير الورم الذي اكتشفته حنان معششاً برحمها. إلى سرطان العنوسة المستشري في المجتمع. والمتطلب حلولاً اسئصالية لانتشاله من الجذور. وهذه مهمة الفرد والمؤسسات الحكومية معاً.

ميدل إيست أنلاين في

02/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)