حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

انفصال:

كيف تصنع سينما حقيقية من حكاية بسيطة

دمشق – من نضال قوشحة

الفيلم ليس مجرد إنهاء علاقة زوجية بين شخصين، إنه بتر لعلاقة بين عالمين يجمع بينهما تقاطعات عائلية واجتماعية وحضارية.

يتابع الفيلم الإيراني انفصال مسلك النجاحات العالمية، التي حققتها السينما الإيرانية في العديد من الأفلام السينمائية المشاركة في مهرجانات السينما العالمية.

وحاز هذا الفيلم المنتج عام 2011 العديد من الجوائز العالمية، ولفت النظر إليه في جميع المهرجان التي شارك بها، سواء داخل إيران أو خارجها، وأكد مجددا الأهمية التي تحظى بها السينما الإيرانية على الساحة الدولية.

وصار من ملامح السينما الإيرانية تقديم موضوعات اجتماعية شديدة الخصوصية، وبالغة الولوج في التفاصيل ضمن حكاية بسيطة تبدو للمتابع عصية على أن تكون موضوعا لفيلم طويل.

ففي فيلم "أطفال السماء" كان موضوع الفيلم حكاية طفل أضاع حذاءه الرياضي واتفق مع أخته على إخفاء الأمر عن والده، ومن خلال هذه الفكرة البسيطة، يكشف الفيلم عوالم المجتمع الإيراني.

كذلك فعلها بعد عدد من الأعوام فيلم "عشرون" الذي كان له شهرة واسعة وقدم حكايات واسعة الطيف عن المجتمع الإيراني من خلال قصة رجل بسيط أراد إقفال مطعمه بعد عشرين يوما.

فيلم انفصال يسير على نفس المنهج، فقصة الفيلم الأساسية تتحدث عن نادر وسيمين، زوجان يعيشان في طهران ينتميان للطبقة المتوسطة، متزوجان ولديهما ابنة في الرابعة عشر من عمرها.

وتضيق حياة إيران بالزوجة، فتقنع الزوج بضرورة الهجرة ويقدمان أوراق الهجرة, وتكون المفاجأة برفض الزوج للهجرة بعد أن يمتلكا الفرصة، وقبل أربعين يوما من موعد السفر.

الزوج مرتبط ببيته (والده الشيخ المقيم معه مصاب بداء الخرف)، وكذلك هو متمسك بابنته التي يرفض التخلي عن حضانتها، وهو متمسك أيضا بزوجته سيمين، لكنه لا يمنعها من السفر إن أرادت ذلك.

الفيلم يضعنا بذروة الحدث منذ اللقطة الأولى، ففي قاعة المحكمة يجلس الزوجان ليعرضا وجهات نظرهما على القاضي الذي يرفض في النهاية طلاقهما بسبب تمنع الزوج.

ولتبدأ خيوط السيناريو الذي كتبه المخرج نفسه برسم خطوطه الدرامية التي تتصاعد وتتشابك لترسم من محيط هذين الزوجين، حيث نستطيع التعرف على الكثير من تفاصيل حياة المجتمع الإيراني المعاصر.

الفيلم يقدم نماذج مختلفة من المجتمع الإيراني (الحالي والماضي)، فالأب المريض ينتمي للطبقة البرجوازية ويعجز في مرحلة متقدمة من الفيلم عن الكلام ربما في دلالة عن وضع هذه الطبقة الآن.

وكذلك الشخصية المحورية سيمين التي تشعر أن فضاءها الشخصي الآمن سيكون خارج إيران، فتدفع زوجها للسفر بالعائلة لتحقيق هذا الأمان.

أما بقية الشخوص المنتمين إلى الطبقة الشعبية فهم دائما الضحايا الذين يدفعون الثمن، سواء كانت الزوجة رضية التي تفقد جنينها أو زوجها الذي أصيب بمرض الكآبة من شدة فقره والذي ما إن يخرج من السجن حتى يعود إليه.

في الفيلم مجموعة كثيرة من العلاقات الاجتماعية المتساوقة حينا والمتنافرة أحيانا أخرى، فرغم وجود علاقة أسرية تجمع نادر وسيمين وتجمعهما الكثير من وشائج التقارب، لكنهما مختلفان جدا في عدة أمور أهمها السفر للخارج وحضانة الطفلة.

"انفصال" ليس مجرد إنهاء علاقة زوجية بين شخصين، إنه بتر لعلاقة بين عالمين يجمع بينهما تشاركات وتقاطعات عائلية واجتماعية وتاريخية، بل وحضارية.

فنادر لايريد الهجرة، هو رجل يحافظ على بناء أسرته مرتبطا بقوة مع ماضيه ويريد من خلال هذا بناء المستقبل الجيد لابنته، بخلاف الزوجة التي ربما وصلت لحالة اليأس من محيطها فبنت حلمها الوردي خارج إيران وتسعى لتحقيقه هنالك، لكنها تصطدم بالكثير من العوائق الذي كان أولها رفض الزوج للأمر.

فيلم "انفصال" يقدم من خلال السينما الإيرانية مجددا دليلا على أن السينما ليست بمواقع التصوير الكبيرة أو المناظر الخلابة فحسب أو التشويق والنفقات الإنتاجية الكبيرة، بل يمكن للسينما الحقيقة أن تصنع من خلال مواضيع بسيطة وحكايات عادية، إن تم صياغة ذلك بشكل فني راق وجميل وسينمائي، يحمل جديا مقومات هذه الكلمة.

سيناريو الفيلم كان انسيابيا الحدث فيه متصاعد، لم يتكلف السيناريست إيجاد أفكار غريبة أو غير اعتيادية ، بل بنى نصه على ما يمكن تسميته فرضيات اجتماعية قابلة الحدوث.

إخراجيا، سار المخرج على نفس الخط الذي بناه النص، حيث اتسم الإخراج بأنه واع تماما لخصوصية المكان والبيئة، فرغم أن كوادر اللقطات في الفيلم لم تكن مبهرة، وليس فيها أي استعراض بصري خارجي، وكانت في معظمها في بيوت عادية وأحيانا شعبية في إيران، لكن الفيلم قدم رغم ذلك لغة بصرية شفافة وأنيقة، إيقاع مونتاج الفيلم كان موفقا، لكي ينقذ الفيلم من حالة رتابة كان مهددا بها.

الكاميرا كانت حساسة وراصدة لأدق تفاصيل ما يريده النص، واللقطات التي جمعت الأب المريض مع الخادمة كانت غاية في الرقة.

جهود الممثلين كانت كبيرة وواضحة، واستطاع الجميع أن يصلوا بالفيلم لمرتبة النجاح، ولابد أن يسجل الظهور القوي للمثل الذي قام بدور الأب المريض المصاب بالخرف، والذي لعب دوره بإتقان شديد واضعا فيه كل تفاصيل ومعالم هذه الشخصية أمام المشاهد، كذلك الحال بالنسبة إلى الخادمة، التي قدمت جهدا فيه العديد من المستويات النفسية والعصبية والتي قدمتها بشكل مدروس.

إضافة لهما يظهر دور زوج الخادمة، الذي لعبه الممثل بشكل لافت وقدم لنا من خلاله شخصية حقيقية نراها في يومياتنا المتكررة.

فيلم إنفصال حاز على العديد من الجوائز العالمية الهامة، وحقق في إيران أيضا حضورا قويا، رغم أن بعض التيارات هناك تلقته بتحفظ، وهو يضع اسم علي أصغر فرهادي على قائمة المخرجين الإيرانيين الهامين ليضاف لبعض الأسماء الإيرانية التي أصبحت معروفة في السينما العالمية أمثال محسن مخمبالوف وعباس كياروستامي ومجد مجيدي وآخرين.

الفيلم كتبه وأخرجه علي أصغر فرهادي ومن بطولة ليلى حاتمى وشهاب حسيني وبيمان معادي وسارة بيات وسارينا فرهادي (ابنة المخرج) وعلى أصغر شهبازي وبابك كريمي وشيرين يزدان بخش وكيميا حسيني ومريلا زارعي.

ونال الفيلم العديد من الجوائز منها "الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي وجائزة "غولدن كلوب" كأفضل فيلم أجنبي عام 2011 وجماعة نقاد السينما في نيويورك والجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين.

وهو يدخل الآن في القائمة الطويلة ليكون أحد تسعة أفلام في العالم ليتم بعدها اختصارها إلى خمسة أفلام، تتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام 2011.

ميدل إيست أنلاين في

23/01/2012

 

"على الحافة".. فيلم مغربي يفوز بجائزة مهرجان طنجة

الدار البيضاء - خديجة الفتحي  

فاز الفيلم الطويل "على الحافة"، للمخرجة المغربية ليلى كيلاني، بالجائزة الكبرى للدورة الـ13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختتمت فعالياته مساء السبت بمدينة طنجة، ويتناول هذا الفيلمُ العالمَ السفلي لميناء طنجة المتوسطي، من خلال قصة فتاة يحولها عملها في مصنع لتقشير "الروبيان" أو "القشمري"، ضحية من ضحايا جشع الشركات الكبرى التي لا ترى في اليد العاملة إلا آلات، ما يجعلها على حافة الهبوط في مستنقع الجريمة.

سوداوية الحياة ستدفع ببطلة الفيلم إلى تشكيل عصابة مكونة من أربع فتيات، ستغرق شيئاً فشيئاً في ظلمة يصبح الخروج منها أمراً صعباً.

ولقي نفس الفيلم تنويهاً من الجمعية المغربية لنقاد السينما، ومزج "على الحافة" في بنائه الدرامي بين الأسلوب الوثائقي والخيالي بطريقة سلسة.

ومنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الخاصة لفيلم "موت للبيع" للمخرج فوزي بنسعيدي، ويحكي الفيلم قصة ثلاثة شبان يفكّرون بسرقة متجر مجوهرات، قبل أن ينقلب بعضهم على البعض الآخر. الأول سيقع في حبّ بائعة هوى، والثاني سيسعى إلى الاتجار بالمخدرات، فيما سيحاول الثالث قتل صاحب المتجر المسيحي.

لغة الحوار في "موت للبيع" عارية، تقول الأشياء كما هي في الواقع ودون مواربة. نسمع سيلاً من الشتائم على لسان شباب يعيشون على الهامش، ويستهلكون الحشيش والكحول.

وفي هذا السياق، يقول الناقد عبدالله زياد إن الفيلم يجسد رصداً واقعياً لمصائر جيل من المغاربة لا يجد خياراً أمامه إلا الضياع والاستسلام لغوايات الخيانة والكذب، وغيرهما من صفات تأتي من وطأة ما يتعرضون له. لا شيء يفعلونه سوى تسجية الوقت.

ويضيف أن الفيلم سيقول لنا في النهاية إنّ كل شيء مفكك ومتآكل ومهزوم.. شباب يشهرون عري أجسادهم أمام واقع "يحتاج من أجل إثبات الذات فيه.. إلى الدم".

جوائز المهرجان

باقي الجوائز جاءت على الشكل التالي: جائزة أول دور نسائي آلت إلى الممثلة جليلة تلمسين عن دورها في فيلم "أندرومان" لعز العرب العلوي، وحصل على جائزة أول دور رجالي الممثل محمد بسطاوي عن دوره في فيلم "أياد خشنة" لمحمد العسلي.

وعن أحسن دور نسائي ثانوي، فازت بالجائزة الممثلة نادية نيازي عن دورها في فيلم "عاشقة من الريف" للمخرجة نرجس النجار. وفاز الممثل أمين الناجي بجائزة ثاني دور رجالي عن دوره في فيلم "أندرومان".

ومنحت اللجنة جائزة التصوير لكمال الدرقاوي عن فيلم "الطفل الشيخ"، وجائزة الصوت لفيلم "الموشومة"، وجائزة المونتاج لفيلم "السيناريو" للمخرج عزيز سعدالله، وجائزة أحسن موسيقى لمحمد أسامة عن "أندرومان". ونوهت اللجنة بفيلم "الطريق الى كابول" لإبراهيم الشكيري.

وفي فئة الأفلام القصيرة، توّجت لجنة التحكيم فيلم "الطريق الى الجنة" لهدى بنيامينة بالجائزة الكبرى.

وعادت جائزة لجنة التحكيم لهذه الفئة لفيلم "إرث" لرضا مصطفى، وجائزة السيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة" لمريم التوزاني. كما نوّهت اللجنة بفيلم "اليد اليسرى" لفاضل اشويكة.

وعرفت الدورة مشاركة قياسية بلغت 46 فيلماً، منها 23 فيلماً طويلاً وعدد مماثل من الأفلام القصيرة.

معايير الجودة

وفي تقييمها لهذه الدورة، أشارت جمعية نقاد السينما بالمغرب، إلى انعدام أي فرز أولي للأفلام الروائية المشاركة في المسابقة، وهو ما أثر - بحسبها - سلباً أثناء العرض في معايير الجودة والاحترافية، كما سجلت البروز اللافت لأفلام تعالج تيمتي الإرهاب والهجرة السرية، إلى جانب التفاوت الفني والتقني الكبير بين الأفلام المشاركة، ورهان المنظمين على الكم عوض الكيف.

وقالت الجمعية في بيان لها إن مسابقة الأفلام القصيرة تميزت بطغيان أفلام الهواة والمدارس في مسابقة الفيلم القصير.

يُشار إلى أن جمعية النقاد أحالت جائزة النقد إلى فيلم "أندرومان من فحم ودم" للمخرج عز العرب العلوي المحارزي، الذي كان مؤهلاً في نظر العديد من المتتبعين إلى الفوز بجائزة العمل الأول.

وقال محمد شويكة (ناقد سينمائي) في تصريح لـ"العربية.نت"، إن غلبة عنصر الأجانب على عضوية لجنة التحكيم كان له الأثر البارز على نتائج المسابقة، إذ كان عليهم التركيز على قراءة العنونة المصحوبة للحوارات، والتي لم تكن - بحسبه - تتماشى كثيراً مع هذه الحوارات، كما أن الجوائز تحكمت فيها، بالنسبة له، خلفيات أيديولوجية أكثر منها سينمائية جمالية، بالتركيز على تيمات الأفلام التي تعالج الإرهاب أو تتبنى قيماً غربية تحتفي بالعري الجسدي دون أن تتملكها رؤية حداثية، كما أن اللجنة أتمت أشغالها في غياب رئسها الفيلسوف إدكار موران.

واعتبر أن تتويج لجنة النقد فيلم "أندرومان" تحكمت فيه مجموعة من المعايير، أهمها أنه فيلم مغربي على مستوى الموضوع، وجرى تصويره في فضاءات وديكورات مغربية بطاقم تقني مغربي، وأن الفيلم وإن لم يرق إلى مستوى التحفة، فإنه عمل جيد، جعلنا نراهن على رؤية مخرجه الجمالية والثقافية.

العربية نت في

23/01/2012

 

نقاد مغاربة يهاجمون أفلاماً تسيء إلى الإسلاميين

الرباط ـ حسن الأشرف  

تعرضت أفلام سينمائية مغربية جديدة للكثير من سهام النقاد والمختصين بسبب تقديمها لصورة الإسلاميين على أنهم همجيون ومتطرفون ومُحبون للدماء، حيث اعتبروا إلصاق هذه الصورة السلبية بالإسلاميين تجنّياً يجانبه الصواب والواقع، الأمر الذي يطرح بحدة سؤال الإبداع في السينما الوطنية.

ويرى نُقاد أن أغلب مخرجي مثل هذه الأفلام الذين يقيمون في بلدن غربية لم يستطيعوا التخلص من النظرة النمطية التي يُوصَم بها المسلمون هناك، وأنها أعمال هاوية سرعان ما ينساها الجمهور لضآلة قيمتها السينمائية، فيما يعتبرها آخرون أفلاماً تنطلق من منطلق أيديولوجي محض، حيث لم يتم علاج مشكلة التطرف من زاوية فنية، بقدر ما جاء التناول سطحياً وباهتاً لهذه القضية.

أفلام "هواة" للنسيان

وعزا الناقد السينمائي مصطفى المسناوي هيمنة الصورة السلبية عن الإسلاميين في عدد من الأفلام المغربية من قبيل الهمجية والتطرف والإرهاب، إلى أن عدداً من المخرجين السينمائيين المغاربة المقيمين في بلدان غربية عجزوا عن الانسلاخ من النظرة النمطية المنتشرة عن الإسلام والمسلمين في بلدان إقامتهم، والبعيدة كل البعد عن الواقع.

وأضاف في تصريحات لـ"العربية.نت" أن هذه النظرة تضع الجميع في كفة واحدة وتجعل من كل مسلم "إرهابياً" مفترضاً، وبالتالي عجز المخرجون عن تكوين وجهة نظر خاصة على المستويين الفكري والجمالي ويُفترض توافرها في كل عمل فني يستحق هذا الاسم فعلاً.

واستطرد المسناوي قائلاً: "إذا كان البعض يطرح احتمال أن هؤلاء المخرجين لا يقومون بما يقومون به إلا لكونهم يسعون إلى التملق للغرب ومغازلته أو لأنهم يحاولون فقط التبرؤ من هويتهم الأصلية والبرهنة على أنهم يختلفون عن بني جلدتهم كأنهم في قفص اتهام، فإن السؤال الأساسي الذي يبقى مطروحاً في البدء والمنتهى هو سؤال الإبداع.

وتساءل الناقد: "هل استطاع هؤلاء المخرجون المبتدئون، في أغلبهم، أن يعطونا أفلاماً ينطبق عليها هذا الاسم فعلاً أم أن ما قدموه يبقى مجرد "خربشات" تفتقد للبناء الفني المحكم والقدرة على الإقناع وعلى التواصل مع جمهورها المحلي؟".

وأضاف: "هي أن أغلب الأفلام المذكورة مجرد "محاولات" هاوية لا تستحق أن نتوقف عندها؛ لأنها تُنسى بمجرد الخروج من قاعة العرض ولا يمكنها أبداً أن تشغلنا أو تحول أنظارنا عن الأعمال السينمائية الجميلة والجليلة في آن والتي تنفتح على العالم وعلى الآخر المختلف وعلى الهموم الإنسانية المشتركة.

"بروباغاندا" فنية

ومن جهته، قال الناقد السينمائي مصطفى الطالب إنه في الوقت الذي يعرف الوطن العربي حراكاً اجتماعياً وسياسياً غيَّر ملامح هذه الرقعة الجغرافية الهامة، وفي الوقت الذي عرفت فيه المنطقة صعود التيار الإسلامي لازالت السينما المغربية تنتج عدة أفلام تشوّه الإسلاميين والمتدينين بصفة عامة، جاعلة منهم متطرفين وهمجيين وسفاكي دماء وأعداء للفن وللسينما وللمرأة من قبيل ما تَمَّ عرضه أخيراً في الدورة 13 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حيث تطرقت 6 أفلام طويلة لهذا الموضوع بشكل فجّ، حملت في قصصها شخصيات متطرفة ذات نزعة عدوانية.

وأوضح الطالب أن هذه الأفلام انطلقت من منطلق أيديولوجي محض وليس سينمائياً، ذلك أن مخرجيها لم يقدموا أية معالجة لمشكلة التطرف الديني والفكري بل تعاملوا بشكل سطحي مع هذه الشخصيات التي هي في الواقع أذكى مما نشاهده.

واسترسل الناقد قائلاً: "إن هذه الأفلام هي أعمال من أجل "البروباغاندا" لا غير، مشيراً إلى أن الأيديولوجيا والبروباغاندا تقتلان الفن والإبداع ليصبح الخطاب المباشر سيد الموقف عوض الإبداع الفني، ولذلك رأينا أفلاماً دون المستوى المطلوب، خاصة على مستوى كتابة السيناريو والأداء".

وسجل الطالب أن الجمهور والنقاد سئموا من هذه النمطية في التعامل مع الإسلاميين وجعلهم في سلة واحدة وأيضاً من هذه الأفلام التي غالبها ما تُنجز بإنتاج مشترك، بمعنى أن هناك دعماً أجنبياً يفرض شروطه ورؤيته الثقافية للمسلمين على المخرج المغربي، كما أن هذه الأفلام، عكس ما تصبو إليه، أصبحت تفضي إلى تعاطف الجمهور مع شخصية المتدين، لأنه بات يدرك أن القصد من الأفلام هو تشويه صورة "الإسلامي".

وخلص الطالب إلى أنه أضحى لزاماً على المخرجين المغاربة، والعرب عامة أن يغيروا من نظرتهم لشخصية "الإسلامي" أو المتدين الذي يجب فهم آليات تفكيره وسلوكه ومحاولة معالجة أخطائه، وأضاف: "هناك مواضيع أكثر أهمية من الانكباب على التدين والتطرف قصد الحصول على دعم سخي وأننا اليوم في حاجة إلى سينما ما بعد الربيع العربي، سينما أكثر مسؤولية، وأكثر جدية واحترافية".

يُشار إلى أن جملة من الأفلام السينمائية الجديدة تطرقت إلى صورة الإسلاميين على أنهم متعصبون ومتطرفون ودمويون، مثل فيلم "السيناريو" للمخرج عزيز سعد الله و"موت للبيع" لفوزي بنسعيد و"الطريق إلى كابول" للمخرج إبراهيم الشريكي و"المغضوب عليهم" لمحسن البصري، وغيرها من الأفلام المغربية.

العربية نت في

23/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)