حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفن في زمن الإخوان والسلفيين

السينما تحت الحكم الإسلامي

تحقيق:  أحمد سيد ـ محمد كمال

بعد أن انتهت الانتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاثة  وتأكد سيطرة التيارات الإسلامية علي أغلبية مقاعد البرلمان والمتمثلة في حزب »الحرية والعدالة« الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب »النور السلفي« وحزب »الوسط« بمرجعيته الإسلامية، أصيب الفنانون ببعض القلق علي مستقبل  السينما فمنهم من حمل رد فعله  قدراً من المبالغة مثل المخرجة إيناس الدغيدي التي أعلنت أنها سوف تسافر خارج مصر.. بينما عبر  آخرون  عن قلقهم علي مستقبل السينما المصرية تحت الحكم الإسلامي المحتمل.

في هذا التحقيق نستعرض عدداً من التجارب السينمائية في بعض الدول الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين مع آراء عدد من النقاد في هذه التجارب.

البداية مع السينما الإيرانية الأكثر شهرة، وبدأت في الصعود والمشاركة في العديد من المهرجانات العالمية بل والحصول علي جوائز كبيرة لمبدعيها ومخرجيها، يرجع تاريخ السينما الإيرانية إلي عام 1900 عندما أحضر الشاه مظفر الدين أول آلة تصوير من أوروبا، كما افتتحت أول صالة عرض في إيران عام 1904 بينما كان أول فيلم إيراني تم إخراجه في عام 1930 والسينما الإيرانية في بدايتها كانت تشبه إلي حد كبير السينما الهندية ولكن بمرور الوقت أصبحت تعبر عن نفسها، وفي فترة الستينيات بدأت السينما الإيرانية بالتحدث عن مشاكلها الاجتماعية والسياسية.

وبعد أحداث الثورة الإيرانية عام 79 ووصول الإمام الخوميني إلي الحكم بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، أصبحت النظرة إلي السينما كرمز من رموز نظام الشاه  بالإضافة لوجود تلميحات توحي بالتأثر بالغرب تؤثر علي المجتمع الإيراني، لهذا تم حرق ما يقرب من 180دار عرض وبدأت الدولة في فرض رقابة شديدة وصارمة علي السينما واختفت المرأة من الأفلام تماماً وظل هذا الوضع حتي منتصف الثمانينيات عندما سمحت الدولة ببعض الحرية للمبدعين بإظهار الواقع الإيراني مع وجود هذه الرقابة الصارمة أيضاً.

وفي عام 87 بعد انتهاء حرب الخليج الأولي بين إيران والعراق وظهور جيل جديد من المخرجين الشباب مثل محسن مخملباف وإبراهيم حاتم كيا ومجيد مجيدي وأبوالفضل جليلي والذين كان لهم الفضل في إدخال نظم جديدة للمونتاج تتناسب مع مبادئ الثورة الإيرانية والوضع في إيران وقتها، وبدأوا في صنع أفلام تتماشي مع وضع الحرب التي عاشتها إيران في تلك الفترة، وأيضاً المرحلة التي جاء بعدها وفي هذه الفترة ظهرت العديد من المخرجات الإيرانيات اللاتي قدمن أفلاماً مميزة في تلك الفترة مثل رخشان بني اعتماد وبوران درخشنده وتهمينة ميلاني، ولكن مع وجود هذه الرقابة الصارمة علي الأفلام، بدأ هؤلاء المخرجين في الاختفاء وراء أفلام تتحدث عن الطفل لتوصيل الفكرة التي يريدون أن تصل إلي الجمهور.

وفي منتصف التسعينيات ومع بداية ظهور ما يسمي بالتيار الإصلاحي في إيران ظهرت أسماء لمخرجين إيرانيين في السطوع من خلال تقديم أفلام تتمرد علي التابوهات الثلاثة الدين والدولة والجنس فبدأوا في تقديم أفلام تحمل نقداً صريحاً للدولة والنظام الإسلامي والنظام السياسي بحرية كبيرة ففي البداية كان يعاني هؤلاء المخرجين من الرقابة التي كانت ترفض أفلامهم بل وصل الأمر لطرد بعضهم خارج البلاد أو سجنه مثل المخرج جعفر بناهي.

لجأ هؤلاء المخرجين إلي شركات ومنظمات خارج إيران لتمويل أفلامهم ومنهم من كان يمول أفلامه بنفسه، ومن منتصف التسعينيات تقريباً انقسمت السينما الإيرانية إلي جزئين الأول هو السينما الخاصة بالدولة التي تخضع لرقابة صارمة تنتج أفلاماً تحمل أحياناً نقداً للواقع الإيراني ولكن مع وجود خط أحمر لا تتعداه هذه الأفلام لمخرجين مثل حمد متوسلاني وعلي رضا داوود نجاد ورضا مير كريمي وبهرام توكلي ورخشان درخشان.

أما الجزء الآخر فيتمثل في مخرجين ينتمون إلي التيار الإصلاحي الجديد وهم علي قدر الإمكان يحاولون الابتعاد بأفلامهم عن القيود الصارمة في إيران ويشاركون بأفلامهم في مهرجانات كبيرة ومنهم من حصل علي جوائز عالمية كبيرة مثل جعفر بناهي وعباس كيروستامي ومحمد رسولوف.

تركيا بين الصعود والهبوط

حتي وإن كان العالم الخارجي لم يكتشف هذه السينما إلا متأخراً- بصرف النظر عن أسماء راسخة حققت مجداً لهذه السينما رغم أنفها وسنذكرها بعد قليل- فإن السينما التركية وجدت منذ أيام السينما الصامتة، كما الحال في معظم بلدان العالم، وقد وصل إنتاج تركيا في بعض الأحيان إلي 300 فيلم في العام، وصار لسينماها نجوم كبار، أغلبهم من المغنيين، الممثلين من أمثال محترم نور وتوركان شوراي ثم جونايات آتكن وفاطمة أوكتان وزكي موران (النسخة التركية من فريد الأطرش شكلاً وغناء).. هذا العدد الضخم من الأفلام وهذه النوعية الضخمة من النجوم جعلت السينما التركية صناعة حقيقية، إلي درجة أن سنوات الستينيات شهدت شارعاً كاملاً في اسطنبول، غير بعيد من منطقة بيوجلو، مملوءاً بشركات الإنتاج، وقد كانت هذه هي الفترة التي شهدت توسع الإنتاجات المشتركة للأفلام الجماهيرية التجارية بين تركيا ومصر وسورية ولبنان.

السعودية وعهد جديد

بداية السينما السعودية كانت عام 77 مع فيلم للمخرج عبدالله المحيسن الذي حصل علي جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان القاهرة السينمائي.

وفي الثمانينيات تم القضاء علي السينما تماماً بفضل التغيرات الدينية والاجتماعية التي شهدت تديناً وتشدداً كبيراً في المجتمع السعودي، وثم غلق دور العرض في كل المدن السعودية كما أغلقت السفارات الأجنبية التي كانت تعرض أفلاماً ضمن أنشطتها الثقافية لتصبح فكرة تصوير فيلم في نظر العديد من المتدينين في المجتمع جريمة أخلاقية ومنعت الدولة عرض الأفلام وظلت السينما طوال هذه السنوات وحتي يومنا هذا، عبارة عن أفلام قصيرة وتجارب فردية، والسينمائيون يتعرضون للإهانات من المتدينين ويتهمونهم بالكفر والضلال.

النموذج التركي

يري المؤلف بشير الديك أن مصر ستكون أقرب الي النموذج التركي في الفن وفي مجال السينما تحديدا لأن الحزب الحاكم في تركيا هو حزب »العدالة والتنمية« وهو حزب اخواني أصيل وهناك تقارب كبير في الافكار والتوجهات السياسية والاقتصادية.

وبصرف النظر عن الحزب الذي سيحكم في مصر سواء كان الحرية والعدالة أو النور أو الاثنين معا فهم في النهاية سيقومون بحكم شعب وهذا الشعب شديد التحضر ولن يسمح بأي تيار أيا كان اخوانيا أو سلفيا أن يعود به للوراء مرة أخري حتي في ظل وجود بعض الدعوات التي بها جانب من التطرف والتشدد، فأثناء فترة حكم مبارك كان هناك فزاعة يستخدمها وهي فزاعة الإخوان وسياسة الأوامر ولن يستطيع الإخوان أو السلفيين أن يحكموا الشعب مرة أخري بسياسة الأوامر كما أن ميدان التحرير »موجود« وهو النواة الأصيلة للثورة.

وعن النموذج التركي قال: السينما التركية تتمتع بشكل كامل من الحرية وأصبحت السينما التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية من أهم الدول الصاعدة في مجال السينما وهو نموذج أحدث طفرة اقتصادية في انتاج وتوزيع الأفلام وهذا بعيدا عن المسلسلات لان هذه المسلسلات تنفذ بشكل تجاري مثل الموجود في امريكا والهند. اما السينما فهو شيئا مختلفا جدا و»يارب نبقي زيهم في السينما«

وعن أن الحرية في السينما مرتبطة بتوازعات لدخول الاتحاد الاوروبي قال هذا توجه عام موجود في الدولة صحيح أن تركيا تحلم بدخول الاتحاد الاوروبي لكن هذا لا يؤثر بشكل كبير علي توجهات الحكومة التركية وأفكارها في مجالات السينما والثقافة.

فقد نجح هذا الحزب التركي في التطور عندما فتح باب للتحاور مع كل أطياف الشعب محل مشاكل الدولة والمناقشة في كل الأمور المهمة واتمني أن يسير حزب الحرية والعدالة علي هذا النهج.

صعب المقارنة

»من سابع المستحيلات« هكذا بدأ الفنان عزت العلايلي حديثه مؤكدا أن من الصعب أن يتم تطبيق نظام أي دولة وقعت تحت الحكم الاسلامي وتم مقارنتها بمصر لان مصر تعد من الدول المتقدمة ولها تاريخ فني حافل كما أن لديها كوادر فنية وابداعية من الصعب تجاهلها.

ويضيف عزت العلايلي قائلا: إن الدولة الوحيدة المتقدمة في الفن هي تركيا واتمني أن نحقق نفس نجاحها علي المستوي الفني وهذا لأن الفن ليس تحت سيطرت التيارات الدينية ولكن العلمانيين والليبراليين هم المتحكمون في هذا الأمر لذلك تجد الفن لديهم في تطور وازدهار.

ويوضح عزت العلايلي قائلا: حتي مع سيطرة الاخوان المسلمين والسلفيين علي الحكم فأن هذا لن يؤثر علي الفن لان المبدعون لن يسمحوا بذلك، كما أن مصر ليست شبيه لغيرها من الاقطار العربية الأخري.

تحايل

الناقدة السينمائية ماجدة موريس تري أن تكرار تجارب دول مجاورة مشتركة في اللغة أو الدين أمر غير وارد علي الإطلاق، وتقول: بشكل عام المجتمع المصري أكثر نضجاً من مجتمعات شبه الجزيرة العربية، ومن المعروف أن المزيد من التضييق يقابله مزيد من الإبداع والابتكار في سبيل الهرب من بطش الرقابة.

وتضيف: علي سبيل المثال عندما فرضت إيران الحجاب، لجأ المبدعون إلي وسائل أخري للتعبير عن كل ما يرغبون به، حتي مناقشة مسألة الدعارة، وعندما فهم النظام تجاوز المبدعين للمحاذير التي وضعوها بدأوا في منع أفلام من السفر والمشاركة في مهرجانات دولية، وصولاً إلي منع المخرجين أنفسهم من مغادرة إيران مثل المخرج الشهير جعفر بناهي.

صراع لن ينتهي

بالتأكيد نحن مقبلون علي مرحلة مليئة بالصراع.. بهذه العبارة بدأ الناقد وليد سيف حديثه مؤكداً أن محاولات التشدد بدأت مبكراً وهذا الصراع لن ينتهي إلا إذا تعاملنا معه كمبدعين بشكل فوري وحاسم، ولابد أن نتمسك بحرياتنا وألا نسمح بتدخل أشخاص آخرين يرسمون لنا طريقنا ويشكلون وجداننا ويصبح الفن مجرد هامش بلا تأثير تتحكم فيه بعض المرجعيات الدينية.

ويوضح وليد سيف قائلاً: لابد من التمسك بحقوقنا وعدم الاستسلام للتيارات الدينية لأن البلاد تشهد حالة من التغيير الفعلي والأفضل بخلاف ما كان يحدث قديماً في عهد النظام السابق الذي كان يسعي لهدم الفن والثقافة.

ويضيف وليد سيف قائلاً: مصر ليست مثل أي دولة عربية، فلدينا ما يكفينا من تاريخ فني وحضاري يجعلها من الدول التي تتمتع بالثقافة والحرية.

الدستور هو الحل

بينما كان عصام زكريا أكثر تفاؤلاً إلي حد بعيد حيث أكد أنه لابد أن يكون للأقلية رأي وصوت في القرارات السياسية حتي لو كانت هناك أغلبية من التيار الديني مسيطرة علي المجلس.

ويوضح زكريا قائلاً: إننا عشنا وهم كبير اسمه الديمقراطية وما يحدث حالياً نتيجة للخطأ الأكبر الذي وقعنا فيه وهو عدم صناعة دستور قوي قبل العملية الانتخابية فلو كان هناك دستور لما كنا نبحث عن لجنة للدفاع عن الحريات أو غيرها.

ويضيف عصام زكريا قائلاً: من الصعب أن يكون مصر مثل الدول العربية الأخري لما تتمتع به من حضارة وتاريخ فني لا يمكن هدمه لمجرد وصول التيارات الدينية للحكم، وأطالب الجميع حالياً بالتركيز في المعركة السياسية القادمة وهي الدستور.

أخبار النجوم المصرية في

12/01/2012

 

رؤية خاصة

شارلوك هولمز

رفيق الصبان 

عدة ميزات تسيطر علي الجزء الثاني من مغامرات شارلوك هولمز التي يخرجها الإنجليزي جي ريتش ويمثلها روبرت داوني إلي جانب الوسيم جود لو الذي يلعب دور شريكه وزميله في مغامراته العجيبة الدكتور واطسن.

وكما في الجزء الأول تدور الأحداث في نهاية القرن التاسع عشر في عدة مدن أوروبية حيث بدأت تجارة السلاح تنتشر وأباطرتها يزدادون نفوذاً ورياح الحروب بدأت تعلن عن مجيئها، وشارلوك هولمز شأن جيمس بوند.. يجد نفسه مكلفاً بالدفاع عن مستقبل الدنيا عامة وأوروبا خاصة.. والتصدي لهذا الشيطان المتسلط الذي يملك مفاتيح السلاح الذي سيدمر به العالم أو يسعي للسيطرة عليه بواسطته.

الأحداث تبدأ في لندن.. ومن خلال حفلة كبيرة.. تجري فيها المطاردة الأولي وهي تسبق محاولة صديق هولمز ورفيقه في مغامراته واطسن بالابتعاد عن مغامرات شريكه.. وقراره الزواج والخلود إلي الدعة والراحة.

ومن خلال سرد بسيط يهيئ لمغامرات عديدة.. تتوالي المغامرات والمطاردات الشائكة والتي تنقلنا من حفلة كبيرة في لندن إلي معسكر للغجر وإلي غابات ألمانيا وإلي أوبرا باريس ثم إلي قاعة الاجتماعات الكبري في فيينا.. مروراً بقطار الشرق السريع الذي تدور فيه أيضاً مغامرة مدهشة ومطاردة تقطع الأنفاس.. بعد أن يكون الفيلم أيضاً قد مر علي جبل في وسط أوروبا.. أقيم فيه مصنع السلاح المدمر علي أعلي قمة في جبل شاهق.

كل ذلك يمر علينا.. بسرعة وإيقاع يحبس الأنفاس ولا يترك لنا مجالاً لنفكر في منطقية الحدث أو إمكانية حدوثه.. وبالطبع فإن هذا التنوع في الأمكنة يعطي مجالاً واسعاً لحركات الكاميرا المبهرة.. ولإعطاء المطاردات طابعاً راقصاً وكأننا أمام (باليه) حركية صممها (كوريجراف) عبقري.

وبالطبع فإن ذلك كله يستلزم بالضرورة ديكورات شديدة التأثير والجمال.. تعود بنا إلي نهاية القرن التاسع عشر، وهذا ما ظهر بوضوح في ديكور مصنع الأسلحة الخارقة للعادة وفي ديكور الأوبرا، حيث تدور أحداث أوبرا دون جوان في فصلها الأخير.. وفي الغابة كثيفة الأشجار التي تدور فيها مغامرات أشبه بالرقصات الجماعية.. أو مطاردة القطار الضاحكة.. وحتي أجواء حفلة فيينا الارستقراطية التي ستدبر من خلالها جريمة قتل جماعية أراد الفيلم أن يعطيها بُعداً رمزياً شديد الذكاء..وبمناسبة الديكور.. فإنه يلعب في الفيلم الدور الأول بنجاح.. حيث طغي علي جميع العناصر الأخري بقوة وجاذبية خاصة.

وميزة أخري.. تتمثل في الإحساس الكوميدي اللذيذ، الذي طبع علاقة هولمز بصديقة واطسن، وعلاقته التي تتخذ أحياناً قالباً شديد الخصوصية، يؤكدها مشهد تنكر شارلوك هولمز بزي امرأة، في بعض مقاطع الفيلم، وغيرته (الحلوة) من زواج واطسن ومحاولته التخلص من زوجته أثناء رحلة شهر العسل بالقائها في البحر، كل ذلك كان يرسم ابتسامة حلوة ضمن هذه السلسلة من المطاردات والمغامرات، التي يلعب فيها الخيال دوره أكثر بكثير.. من الواقع الحقيقي.

أداء (داوني) و(لو) وصل إلي حد عال من التعبير.. مما يجعلنا نأمل بأفلام أخري تجمعهما في هذه السلسلة من المغامرات التي تزداد جماهيريتها جزءاً بعد جزء، والتي تحمل رغم (تجاريتها) طابعاً فنياً قوياً.. تمثل في الديكور والأزياء وخلق الأجواء وإعطاء أبعاد كثيرة علي الحدث الأساسي، مما يجعلها تتفوق بكثير علي مثيلاتها من أفلام المغامرات والمطاردات والأبطال الذين لا يقهرون.

أخبار النجوم المصرية في

12/01/2012

 

سينمائيات

المــــوت حـــــباً

مصطفى درويش 

استهل »لارس فوي تربر« المخرج الدنمراكي غريب الأطوار فيلمه الاخير »ميلانكوليا« - (الكآبة) - بمقدمة مدتها ثماني دقائق، مصحوبة بقطعة موسيقية مأخوذة من اوبرا »تريستان وايزولد« لصاحبها الموسيقار الاشهر »ريتشارد ڤاجنر«، وتعرف تحت اسم »الموت حبا« وسميت هكذا. لان الموت في تلك الاوبرا كان مخلص المحبين، هو المحور الرئيسي الذي تدور  حوله دراما »تريستان وايزولد« اللذين قامت بينهما حواجز، وفصلت بين حبهما عقبات الحياة القاسية، والواقع المرير.

ولم يكتف صاحب الفيلم باستخدام تلك القطعة كموسيقي تصويرية مصاحبة لمقدمة فيلمه، دون انقطاع، بل عمل علي ان يكون مصاحبة، من حين لآخر، لبعض مشاهد الفيلم التالية للمقدمة، بمراعاة الا يكون ثمة اسراف في استخدامها، والا تتداخل معها أية موسيقي تصويرية أخري ايا ما كان نوعها ومستواها.

ولاغرابة في استخدامه قطعة »الموت حبا«، في أضيق الحدود وقصره موسيقي الفيلم التصويرية علي لحنها المميز.

ففكرة الفيلم السائدة هي الموت يأتي علي البشرية تبعا لاصطدام كوكب اسماه صاحب الفيلم »ميلانكوليا« بالكرة الارضية، فيتحول بها إلي كوكب ميت، خال من الاحياء.

وإلي جانب تلك الفكرة السائدة، يعرض الفيلم لفكرتين اخريين، الحب والاسرة.

وفضلا عن ذلك، فالمخرج كان في بداية عهده بالسينما من المنادين بتحرير الفن السابع من المؤثرات، كالموسيقي التصويرية والحيل السينمائية، وجعله بذلك اكثر نقاء وأقل اعتمادا علي أي عنصر دخيل.

وأعود إلي المقدمة القصيرة، بدقائقها المعدودات، ولقطاتها التي لم تتجاوز الست عشرة مترا، لاقول انها أجمل اجزاء الفيلم، وأكثرها ابهارا.

فببلاغة سينمائية نادرا ما يكون لها نظير، عرض فيها صاحب الفيلم باختصار وتكثيف، قل ان يكون لهما مثيل، للافكار الثلاث التي تدور حولها الاحداث الحب، الاسرة، ونهاية عالمنا.

وما ان تنتهي المقدمة، حتي نكتشف ان الفيلم مكون من جزءين.

احدهما تحت عنوان »جوستين«

والآخر تحت عنوان »كلير«

وكلتاهما »جوستين« و»كلير« شقيقتان ويبدأ الجزء الاول بجوستين، الشقيقة الصغري في عربة فارهة، بيضاء، مرتدية ثياب العرس وتؤدي دورها النجمة الامريكية »كريستن دنست«، وعن ادائها له توجت بجائزة أفضل ممثلة، في نهاية فعاليات مهرجان كان الاخير والعربة متجهة بها، مع العريس، إلي قصر فخم، يملكه زوج شقيقتها »كلير« الواسع الثراء، حيث يقام حفل الزفاف.

وجميع احداث ذلك الجزء، تقع اثناء الحفل، حيث نري تمزق أسرة الشقيقتين، فالام »شارلوت رامبلخ« مطلقته والاب »جون هيرت« حطام، لانفع فيه.

وسرعان ما يتبين لنا ان »جوستين« تعاني من اكتئاب، افقدها القدرة علي الحب، وعلي الاهتمام بالعالم الخارجي.

أما الجزء الثاني »كلير« فبدون موضوعه وجودا وعندما حول انتظار الشقيقتين، لكوكب آت من القضاء، يصطدم بالكرة الارضية، فتفني بمن عليها، وتتحول إلي هباء ونحن، المتفرجين، ننتظر معهما الحدث الفاجع، ولايطول الانتظار.

يبقي لي ان أقول، انه في مضمار التنافس علي السعفة الذهبية لمهرجان كان (2011)، فاز بها فيلم »شجرة الحياة« لصاحبه المخرج المقل »تيرنيس ماليك« وهو مثل »ميلانكوليا« فيلم قوامه التأمل في الحب والاسرة ومصير العالم.

ولكنه، ليس مثله، فيلما عدميا، صاحبه يري الحياة بلا معني، عبثية، بلا هدف، كل شيء فيها إلي زوال.

أخبار النجوم المصرية في

12/01/2012

 

قلب جرئ

بارقــــــة أمــــل

خيرى الگمار 

رغم حالة الضبابية التي تسيطر علي الأوضاع الفنية ،تراجع معدلات الانتاج ألا أن مسلسل »المنتقم« الذي يصوره المخرج حاتم علي يعتبر بارقة أمل بالفعل من مختلف الجوانب لعدة أسباب أولها أن المسلسل ينتمي إلي الأعمال ذات الانتاج العالي لأنه يضم عدداً كبيراً من النجوم بالاضافة إلي عدد الحلقات التي تصل إلي 120 حلقة، ورغم أن الانتاج عربي من خلال قناة »MBC  « إلا أن معظم نجوم العمل مصريين، وهذا ما يجعلنا أمام تجربة مختلفة وتحد جديد للنجوم المصريين في تقديم هذا النمط بصورة ناجحة مثلما قدمه من قبل نجوم تركيا وأيضا النجوم العرب، وأكثر ما أسعدني في هذا العمل تصريحات مخرجه حاتم علي الذي أصر علي أن يصور كل المشاهد في مصر ما بين القاهرة والاسكندرية والصعيد رغبة منه في إبراز جمال الطبيعة المصرية والتي قال عنها أنها أجمل من تركيا والبلاد الأخري التي تحيط بها.

بالطبع سيكون هذا العمل مكسباً كبيراً لنا في الناحية السياحية أيضا لأن الأعمال التركية جعلت السياحية العربية تزداد بشكل كبير إلي تركيا للتواجد في المناطق التي عرضتها الصورة في العمل، وهذا ما نتمناه في مسلسل »المنتقم« خاصة أن حاتم علي مخرج له تاريخ حافل في تقديم الأعمال المتميزة ونرغب في أن يبدع وينقل صورة رائعة عن المناطق الخلابة  تساهم في جذب الأنظار إلي بلدنا في وقت تعاني فيه من التراجع السياحي بسبب عدم استقرار الأوضاع.

لكن السؤال الذي أصبح ملحا لماذا تلجأ القنوات والمنتجين العرب إلي انتاج هذه الاعمال وتتمسك بها في الوقت الذي خرجت هذه الأعمال من حسابات المنتجين المصريين؟! ،ورغم أن هذه الأعمال تحظي بقبول كبير عند عرضها ويتابعها كل قطاعات المجتمع وهي السبيل الأمثل للخروج من تقليدية الدراما المعروفة منذ عقود، والتي تعتمد علي سطوة النجم الواحد والذي أصبح يحصل علي ما يقرب من نصف ميزانية العمل، وتجده حاضراً كل عام بشكل جعل معظم الناس يبتعدون عن متابعة النجوم لصالح أعمال أخري قدمت بشكل جيد فالمشاهد أصبح يسير في الاتجاه الذي يجد فيه إختلاف ورؤية حديثة بصرف النظر عما يقدمه البطل في أعماله وبالتالي حظيت هذه الأعمال بالانتشار الكبير في الدول العربية لكنها حتي الآن لم تجد حظها في مصر لأن منتجي الدراما لايزالون يلعبون علي  الأسماء المعروفة لأنها الأيسر في البيع الفضائي وتحقيق الربح السريع لكننا حاليا في حاجة إلي التمرد ولو قليلا لكي نواكب ما يدور حولنا.

khairyelkmar@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

12/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)