حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رانيا يوسف:

«ريكلام» نقطة سوداء في حياتي الفنية

بقلم : محمد مصطفي

في تصريحات خاصة قالت النجمة رانيا يوسف: أن علي رجب مخرج فيلم "ريكلام" الذي اشارك في بطولته مع النجمة غادة عبدالرازق حذف اكثر من سبعة مشاهد خاصة بي واظهرني في الفيلم كما لوكنت ممثلة صامتة أوكومبارس. وعن كيفية علمها بذلك لأن الفيلم لم يعرض بعد قالت يوسف .. لقد شاهدت مع أسرة الفيلم نسخة عمل نهائية ولكن قبلها بساعات كانت هناك مشاحنات بيني وعلي رجب حيث أبلغني أن شركة الإنتاج هي التي صنعت تريللر الفيلم وهوليس له ذنب في ظهوره وذلك بعد أن أبديت غضبي لأن ظهوري في التريللر سيئ جدًا بل أكاد غير موجودة بالرغم من انني تعاقدت علي الفيلم علي اساس انه بطولة مشتركة مع غادة عبد الرازق ووضعت بندا في العقد مفاده أن اسمي وصورتي يكونان علي افيش الفيلم بنفس حجم اسم وصورة غادة التي لا يوجد ادني مشكلة بيننا لان الصداقة تجمعنا

مشكلة التريللر

وتضيف قائلةحينما ابلغني المخرج أن شركة الانتاج هي التي صنعت تريللر الفيلم وأنه ليس من فعل ذلك قررت الصمت وقبلت علي مضض حجج المخرج ولكن بعد أن شاهدت نسخة عمل الفيلم فوجئت أن رجب قام بحذف أكثر من سبعة مشاهد خاصة لي من الفيلم حتي شعرت انني بلا دور وحينما جاءت نهاية الفيلم تأكدت من سوء النية لدي المخرج فقد شاهدت فيلما غير الذي تعاقدت عليه وحينما تحدثت للمخرج ابلغني أن قصة الفيلم تدخلت فيها شركة الإنتاج. وإذا كانت شركة الإنتاج هي التي فرضت القصة والتريللر الخاص بالفيلم فماذا فعل رجب وما دوره كمخرج وهل من المفروض أن اطلب من الامن تعيين مخبر يراقب المخرج ويمنعه من حذف مشاهد لي؟! فلم يصل الضمير لهذه الدرجة أن اوقع علي فيلم والمخرج يعمل شيئا آخر وحسبي الله ونعم الوكيل في علي رجب وسأحصل منه علي حقي آجلا أوعاجلا .

إجراءات عاجلة

عن الاجراءات التي ستتخذها حيال ما حدث قالت رانيا يوسف أنني سأتقدم بشكوي لغرفة صناعة السينما ضد الشركة المنتجة لمنع عرض الفيلم وشكوي أخري ضد علي رجب في نقابة السينمائيين وشكوي لنقابة الممثلين التي انتمي اليها حتي تحميني من تجاوز هذا المخرج تجاهي كممثلة .. وعما إذا كان وجود اسمها علي الافيش عوضا عن حذف مشاهدها قالت يوسف: لقد تعاقدت علي فيلم "ريكلام " بالسيناريو الموجود لدي نسخة منه وماقدمه رجب كما قلت ليس هوالفيلم الذي تعاقدت عليه هذا جانب ومن جانب آخر فإني ارفض تصوير افيش الفيلم لانه ليس الفيلم الذي تعاقدت عليه ولا السيناريوالذي وافقت عليه بل هوفيلم آخر لعلي رجب وانا اعلن براءتي من هذا الفيلم وانني ليس لي علاقة به من قريب أوبعيد

حق لن يضبع

عموما أنا لن اتنازل عن حقي في الفيلم الذي افسده علي رجب الذي وثقت به وخزلني وجعلني بلا مشاهد في الفيلم والمشاهد التي أظهر بها إما صامتة فوتومونتاج أواقول جملة واحدة لا أكثر ثم تنصل بعد ذلك من الفيلم والصق كل الاخطاء بالشركة المنتجة لذا لم احرج من أن اسأله "طيب حطيت اسمك علي ايه مادام الشركة المنتجة هي اللي عملت كل حاجة وانت مخرج ازاي" وعما إذا كان علي رجب حذف مشاهدها هي فقط ام أن هناك ممثلين آخرين تعرضوا لنفس الأمر قالت رانيا : الحذف والاضافة هما حق اصيل للمخرج هذه قاعدة سليمة وأنا اعترف بها كممثلة محترفة ولكن ينبغي ايضا أن يكون المخرج عادل ولا يجب أن يحذف لي 7 مشاهد مقابل اضافة 30 مشهدا لآخرين وأنا في النهاية اتحدث عن نفسي فقط وغادة عبدالرازق صديقتي ومتفهمة موقفي وليس لها علاقة بما فعله المخرج وليس لدي مانع من أن يضيف لغادة مايشاء ولكن لا يكون ذلك علي حساب مشاهدي أنا وعلي رجب "عايز يحط اسمه علي العك ده هوحر لكن انا لن اشارك في تصميم الافيش" أو احضر العرض الخاص واعتبر الفيلم نقطة سوداء في حياتي الفنية .

جريدة القاهرة في

03/01/2012

 

«أسماء».. ثورة النفس علي النفس

بقلم : آلاء لاشين 

فيلم أسماء من الأفلام التي استوحت أحداثها من الواقع من خلال قصة امرأة مصابة بمرض الإيدز «نقص المناعة» أسماء سيدة ريفية حاملة لفيروس الإيدز وتعاني المرارة وتحتاج لإجراء جراحة عاجلة ولكن الأطباء عندما يعلمون بحقيقة مرضها يرفضون إجراء الجراحة. تقرر أسماء أن تثور علي نفسها ومجتمعها بالظهور في برنامج «توك شو» دون اخفاء وجهها لتحكي قصتها وتواجه الناس بحقيقة مرضها. أفلام الحداثة الفيلم يندرج تحت نوعية أفلام «الحداثة» وهي التغيير في شكل السرد وبناء الشخصية وتغيير الزمن الواحد الواضح والغموض ووجود أزمة يعانيها البطل. وهذا هو الحال هنا فالغموض يظهر من خلال مشهد لم يقدمه الفيلم صريحا بل يستنتجه المشاهد، وهو الاعتداء الجنسي الذي تعرض له الزوج في السجن مما جعله يصاب بمرض الإيدز ثم معاناة أسماء خلال أحداث الفيلم في كيفية مواجهة المجتمع بحقيقة مرضها. أما الزمن هنا لا يتخذ مسارًا خطيا بل يتعدد ويتداخل فيه لحظات من الماضي والحاضر فالفيلم يعتمد في سرد معظم أحداثه علي الفلاش باك «العودة للماضي» و مع أن الفيلم الواقعي لا يستخدم في بنائه الدرامي التقنيات الحديثة، مثل الفلاش باك حتي يكون أقرب للواقع، إلا أن هنا يختلف الأمر فالفيلم رغم أن أحداثه مستمدة من الواقع الا أن الفلاش باك هنا ضروري ومبرر فهو موظف داخل العمل الدرامي فكشف عن أبعاد الشخصية وعبر عنها في مواقف ذاتية تخص شخصها ووضح أحداثا مهمة للجمهور لكن تخلله بعض العيوب بسبب اختزال الزمن الذي يفعله الفلاش باك مما يدفع إلي التساؤل في بعض الأحيان هل هذا ماض أم حاضر؟وذلك يشعر المتفرج بالحيرة. مواضع القصور السيناريو تخلله بعض مواضع القصور كما في شخصية الأب الذي جسد شخصيته الفنان «سيد رجب» ولم يقدمها الكاتب كما يجب فأهمل العمق الدرامي بها وأيضا المشهد الذي تكتشف فيه مصادفة «هند صبري» أن ابنتها علي علاقة بشاب وكان من الأفضل مراقبتها حتي يكون الأمر أكثر واقعيا وهذا لأنه في أحد مشاهد الفيلم قابلها أحد جيرانها ولفت انتباهها نحو ابنتها أن تضع عينيها عليها فأصبح لديها خلفية وإنذار مسبق ومبرر لمراقبتها في الحدث الدرامي ومن الممكن أن يكون الكاتب قد اراد أن يركز علي تفاصيل الشخصية وليس علي الجوانب الأخري بحياتها . فالموضوع محدود يدور في ذات الشخصية وهذا يجعل تيمته أقرب إلي أفلام المهرجانات التي تقدم فكرة بعينها وليست أفكارا متعددة. وعندما قرر الكاتب أن يتعمق ويقدم موضوعا يتحدث عن مرض الإيدز ويكشف عن المعاناة التي يعيشها المريض فكان عليه توضيح بعض الأمور المهمة الخاصة بذلك المرض حتي يتجنب اسئلة الجمهور الشائعة. فليس كل من شاهد الفيلم يعلم اي معلومة عن المرض سوي المعلومات البسيطة التي تبثها اجهزة الاعلام . مما دفع الكثير من التساؤل. هناك فرق وكان لابد أن يوضح ماالفرق بين مريض الإيدز.. وحامل الفيروس؟ فحامل الفيروس هو إنسان يدخل الفيروس إلي جسمه ولا تهاجمه أعراض المرض. وفي كلتا الحالتين المريض وحامل الفيروس من حقهما ممارسة حياتهما بطريقة طبيعية. حيث إن الكاتب قد أثار استغراب الكثير من المشاهدين بأنه كيف تكون مريضة الإيدز وهو مرض معد ويود زميلها أن يتزوجها وهو يعلم حقيقة مرضها .فهو لم يوضح أن مريض الإيدز يمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي حتي لو كان الشريك الآخر سليما بشرط أن يكون علي دراية تامة بالحقيقة وعليه إذا قبل أن يتخذ الاحتياطات التي يرشده إليها الطبيب المعالج. ويؤخذ عليه أيضا انه عندما سألت الطبيب هل تستطيع الإنجاب ولا يصاب الجنين بالمرض فكان يجب أن يوضح الإجابة علي لسان الطبيب أنه يوجد احتمالية العدوي من الأم للجنين بنسبة 20 إلي 30% ولكي يكون الجنين متحصنا بالوقاية لابد من أخذ الادوية المتاحة وعدم إرضاعه بعد الولادة وذلك ينطبق علي النساء الحاملات للفيروس كما في حالة أسماء . قدمت هذة القصة من قبل في فيلم «فيلادلفيا» التي تتشابه قصته بشكل كبير مع فيلم «أسماء» مع الفارق أن البطل هنا رجل يعاني مرض الايدز وتم فصله من عمله كما حدث لأسماء لكن في فيلادلفيا الذي دافع عنه هو محام أراد أن يغير نظرة المجتمع له، أما في فيلم أسماء كان مقدم البرامج ماجد الكدواني هو الذي يدافع عنها وأصر علي ظهورها في البرنامج ومواجهة المجتمع. وفي نهاية الفيلمين يحاولان جاهدين أن يغيرا نظرة المجتمع لمريض الايدز وكسب تعاطف ومساعدة الآخرين. وبالمقارنة هنا نري أن أداء توم هانكس قد أوصله لجائزة الأوسكار، بينما أداء هند صبري دفع الكثير لترشيحها لجائزة أفضل ممثلة في مهرجان أبوظبي السينمائي ولكنها لم تحصل عليها . الأداء هند صبري: مفاجأة وفقد حاولت الإلمام بالشخصية وتقديمها باتقان واحساس وأداؤها في الفيلم تنوع بأكثر من طريقة فبالرغم من أنها شخصية متغيرة علي مدي أحداث الفيلم قدمت أكثر من شكل في الأداء لكن كان من الأفضل الثبات علي أداء واحد، فقد كنت في قمة استغرابي قبل مشاهدة الفيلم لماذا لم تحصل هند علي جائزة أفضل ممثلة في المهرجانات التي شارك فيها الفيلم لكن عندما شاهدته وجدت الإجابة.. فقد قدمت أحاسيس جيدة وأتقنت اللهجة الريفية لكن جاء التقصير لاختلاف الأداء في المشاهد ومع ذلك لا أحد ينكر مدي الجهد الذي بذل في تجسيد شخصية اسماء واقتناع الجمهور تماما بانها أسماء وليست هند صبري . ماجد الكدواني: قدم هذا الدور من قبل في فيلم 678 الا انه هنا قدم دور مذيع التوك شو ببساطة وعفوية دون أي تكلف واستطاع أن يجسد النموذج الذي نراه في الإعلام حاليا من خلال تحمسه الشديد لأسماء لتظهر معه وتحكي قصتها ثم بعد انتهاء الحلقة صافحها وشكرها ثم في نفس اللحظة أدار ظهره لها وأعلن عن حلقة الغد أن معه نجما كوميديا وينبه علي فريق العمل بعدم التأخير واستطاع أن يظهر ما يحدث بالفعل في انه كان يريد تقديم حلقة ساخنة في برنامجه ليكسب أكثر عدد من المشاهدين كما هو الحال حاليا دون النظر انه يقدم حالة كان يبدو بوضوح تحمسه وتعاطفه معها علي الشاشة . ماجد الكدواني وهند صبري كانا يتبادلان الأداء الجيد ويتنافسان علي من يسرق الكاميرا من الآخر، ومن الملاحظ أن ماجد هو الذي نجح في سرقة الكاميرا في هذا الفيلم . هاني عادل: لم يكن علي نفس درجة الأداء القوية كما كان في مسلسل دوران شبرا. فمن الممكن أن يرجع هذا بأن الفيلم كان قد تم الانتهاء منه قبل مسلسل دوران شبرا ولم يكن هاني قد أتقن التمثيل بعد. ولكن أداءه يبشر بميلاد فنان جديد، أما الموسيقي التي وضعها فكانت معبرة عن الأحداث وبها تيمة تعلق في أذن المشاهد فهي ملائمة للجو العام للفيلم. سيد رجب: فنان يجيد تقديم الأدوار الصعبة وقد أدي الدور بشكل جيد لكن ظلمه السيناريو ولم يعطه حقه في الدور من خلال التعمق في الأداء وأبعاد الشخصية . عمرو سلامة المخرج الموهوب برغم أنه لم يدرس في المعاهد المتخصصة ولكنه واع بدرجة كافية، ففي فيلمه الروائي الثاني قدم حدثا دراميا مؤثرا باستخدامه للرمزية في مشهد خلع القفاز من يد أسماء ومصافحتها للناس دونه فكان يمثل الخوف والقهر الذي كان بداخلها وتحللت منه وثارت علي نفسها بخلعها وتركها له في المكان الذي ثارت فيه علي نفسها ومجتمعها. اختار فريق عمل جيد ومتميز والأنسب لتقديم هذه الشخصيات، وأظن أنه لا يريد مناقشة المرض بعينه ولكنه أخذه كمدخل وأنه جريء ليوجه من خلاله رسالة لكل فئات المجتمع ليثوروا علي أنفسهم ويغيروا الناس من نظراتهم بعضهم البعض، فهو يدعو للتضحية والمواجهة. يحمل الفيلم بداخله طابعا ثوريا رغم أنه قد تم الانتهاء منه قبل الثورة بعام فالفيلم يدعو لما نحاول تحقيقه من الخروج من أزمتنا.

جريدة القاهرة في

03/01/2012

 

2011 سينما تبدع وأخري تكذب أو تتجمل

بقلم : د.وليد سيف 

تمامًا كما يدور من صراع علي الحياة السياسية اليوم بين جانبين يقود أحدهما ثوار حقيقيون يسعون إلي تحقيق تغيير جذري وإسقاط نظام كامل، وعلي الجانب الآخر يقف تيار يسعي لترقيع النظام السابق ببعض الحيل ليضع علي الوجه القبيح والجسد العفن مساحيق تجميل وعطور ودعامات ليقنع العالم بأنه عاد شبابا مع أن الموتي لا يعودون. ينطبق هذا أيضا علي السينما المصرية الروائية الطويلة في حصادها لعام 2011 الذي ينحصر في 25 فيلما شهدتها دور العرض. أضع في الصدارة ثلاثة أفلام تتفق فيما تحويه من صورة صادقة وما تسعي إلي تحقيقه من لغة سينمائية متقدمة وعلاوة علي ذلك فإنها كلها من إبداع مخرجين انتقلت أعمالهم إلي العروض التجارية بعد مشوار مع العروض الثقافية والمهرجانات بأفلام صورت بالكاميرا الرقمية وينتمي معظمها إلي ما يمكن أن يطلق عليه تيار السينما المستقلة، بكل ما أتاحته من تحرر من شروط السوق والميزانيات ونظام النجوم العقيم. ثلاثة علي القمة أول هذه الأفلام طبقا لتاريخ العرض هو «ميكروفون» لأحمد عبدالله الذي يتمكن عبر البناء الدرامي والسينمائي من أن يحقق حالة من التوحد مع مجموعة من الشباب الموسيقيين وحلمهم في تحقيق حفلهم. وفي مشهد سينمائي بارع يقع هؤلاء الشباب تحت حصار مادي يوازي الحصار المعنوي الذي يعيشونه والذي يحرمهم من أي ميكروفون. ومع ذري متصاعدة وخطوط متوازية لمبدعين شباب آخرين تتصاعد الأحداث لتتضح الرؤي فتكتشف فجأة أنك شاهدت تحفة سينمائية حققها مخرج متمكن من الإيقاع بصورة ملفتة. ولم يكن ينقص هذا العمل إلا أن تكون الموسيقي والأسلوب الغنائي الذي انتصر له الفيلم نابعا من تراثنا. أما فيلم «حاوي» الذي أراه الأفضل في عام 2011 فيتجاوز مخرجه ابراهيم البطوط كل ما هو تقليدي ليطرح رؤية طازجة ومؤثرة. يقول مقطع من أغنية حاوي التي ألهمت بفكرة الفيلم "بقيت حاوي بقيت غاوي.. في عز الجرح أنا ما أبكيش.. بقيت عارف.. أطلع من ضلوع الفقر لقمة عيش". هل يمكن أن تجد كلمات أكثر تعبيرا عن حالنا البائس وظروفنا الكئيبة في واقع يفرض القهر والجوع والإذلال علي المواطن؟. علي مستوي السيناريو ينسج البطوط تفاصيله بطريقة معقدة.. وتبدو الشخصيات بالغة التعبير كصور رمزية لقطاعات عريضة من المجتمع مما يضيف لمضمون القصة ودلالاتها الرمزية. ثالث أفلام الصدارة وآخرها في العرض هو «أسماء» لعمرو سلامة. والمؤكد أنه أحد المحاولات الطموحة لعرض رؤية اجتماعية واسعة من خلال مأساة المرض بلغة سينمائية متطورة. تقول أسماء بطلة الفيلم "انا لما أموت مش حاموت من المرض حاموت من اللي عندكوا انتو." ولوكان الفيلم قد اخلص أكثر في عرض أمراض المجتمع لإنطلق لآفاق أبعد. ولكن العمل بلا شك أتاح لفنانيه مساحات من التألق خاصة بطلته هند صبري وبطله عمرو واكد. المرتبة الثانية في المرتبة الثانية تأتي أربعة أعمال أخري. أولها يقع بعيدا عن السينما التقليدية ولكن بتمويل وزارة الثقافة، وهو «المسافر» لأحمد ماهر. وهو عمل يضن كثيرا بالكشف عن دوافع سلوك شخصياته مما يضعف من حالة التواصل التي ينبغي أن يعقدها مع مشاهديه باختلاف ثقافاتهم. ولكنه بلاشك عمل فريد حيث تتضافر الأماكن الحقيقية الخارجية المختارة بعناية مع ديكورات أنسي أبوسيف في توظيف درامي وجمالي بديع ،بما توفره من عمق للكادر وبعد للمنظور وتعدد لمستويات المجال وثراء في التفاصيل.. وعلي الرغم من أن البطولة لعمر الشريف إلا أن المفاجأة في الظهور المتجدد للممثل العبقري محمد شومان الذي تمكن من أن يقدم صورة جديدة ومغايرة لرجل أقرب للبلاهة والتخلف وبعيدا عن السقوط في فخ المبالغة أو إثارة الاشمئزاز. أقدر أيضا الجهد الذي بذله صناع فيلم «الشوق» لخالد الحجر ونالوا عنه جائزة مهرجان القاهرة الكبري. وليس من حقي أن أصادر علي حرية الفنان خالد الحجر في تحقيق أسلوبيته حتي ولو كنت أختلف معه في رؤيتي لدور الفن. ولكني أري أن الفنان إذا أراد أن يعبر عن البؤس والقتامة بصدق، فهو ليس مطالب بأن يحيل الصورة إلي كتلة من العذاب. وهو ما أخلص في تحقيقه مدير التصوير الإنجليزي نيستور كالفو الذي حافظ باستماته علي ظلاله الخانقة وألوانه الباهته حتي في لحظات البهجة القليلة. وهو في الحقيقة يشكل أسلوبية بصرية معبرة بسيطرة مساحات السواد وبوضع الشخصيات دائما خارج دائرة الضوء. في «كف القمر» لخالد يوسف تدعو الأم من فراش المرض أبناءها الخمسة ليعودوا إليها وهي تشير بكفها، كما لو كانت تبحث عن أصابعها التي فرقتها الأيام. والحقيقة أن القصة في حد ذاتها تفقد أي تماسك أو منطق، فالبعد الرمزي والدلالات السياسية هي التي تقود الحدث وتلوي ذراع الشخصيات تجاه أي فعل أو رد فعل. ولكن تبقي الموسيقي التصويرية لأحمد سعد من أهم عناصر التميز في الفيلم. كما تبرز غادة عبدالرازق في لحظات ظهورها القليلة بقدرتها البارعة علي التلون موظفة صفحة وجهها وتعبيرها الحركي والجسدي بمنتهي الليونة وبمقدرة مهولة علي التحول. ويكفيها مشهد موت طفلها الذي رفضت إرضاعه بمشاعر مركبة أدتها بتدرج إنفعالي محسوب. ومع فيلم «الفاجومي» تعيش جانبا من رحلة عمر حقيقية ممتدة خاضها الشاعر الشهير في مواجهة نظم وحكومات، شارك خلالها في مئات المظاهرات والاعتصامات لم يتراجع أو يفقد الأمل أو الإيمان ولو للحظة بحتمية تحقق حلم الثورة. والغريب أن هذا الرجل وجد من يتحمسون لتقديم فيلم عنه بكل ما تحمله شخصيته من استفزاز لنظام كان وقت بدء تنفيذ هذا العمل جاثما علي صدر هذا الوطن ولم تكن قد لاحت أي بشائر لسقوطه. ربما لهذا السبب أضع هذا الفيلم في هذه المكانة المتقدمة رغما عن كل تحفظاتي علي مستواه الفني. نجوم الفن البائد ننتقل إلي مجموعة من الأفلام التقليدية التي تحقق معظمها بقدر مقبول من الصنعة كأعمال أتيح لها ميزانيات جيدة بفضل نجومها وهي «فاصل ونواصل» و«365 يوم سعادة» و«سامي اكسيد الكربون». يتفاوت المستوي الفني بين هذه الأفلام ولكن تتفق جميعها في أنها سينما تجارية لا تتطلع إلا لجيوب المشاهد ولا تهدف إلا لتحقيق قدر من المتعة والتسلية للجمهور لضمان استمرار إقباله. ويظل الأكثر طموحا وذكاء بينهم كالعادة أحمد حلمي بفيلم «إكس لارج» في تعامله مع شخصية البدين من منظور جديد. وأحمد مكي أيضا في تجربة «سيما علي بابا» الجريئة والتي لم تحقق النجاح المعتاد للنجم ولكنها سوف تحسب له كمحاولة طموحة في ظل سينما تجارية تخشي أي قدر من المغامرة. كما أنها اتاحت للسينما المصرية أن تخوض في مجال أفلام الخيال العلمي والفانتازيا وهي مناطق غابت عنها كثيرا. وتضم هذه القائمة أيضا فيلم حاول مغازلة السوق عبر الخطاب السياسي الملفق وهو «صرخة نملة» للمخرج سامح عبدالعزيز وبطولة عمرو عبدالجليل . وهو من أفلام الترقيع الصريح حيث تم لصق مشاهد من ثورة التحرير في نهايته تتنافي مع الرؤية التي يطرحها والمقدمات التي يستند إليها. وجوه جديدة للبيع علي الجانب الآخر تأتي مجموعة من الأفلام لنجوم جدد أو وجوه جديدة كان أفشلهم علي الإطلاق «يا نا ياهو» حيث قدم بطله نضال الشافعي خليطا بشعا من اللمبي وجيم كاري علي الرغم من قدراته المحدودة جدا في الأداء الحركي أو التعبير بالوجه. وينضم لهذه القائمة أيضا «بيبو وبشير» في أول بطولة مطلقة لآسر ياسين يغازل فيها السوق ولكن بإمكانيات متواضعة لمخرجة في عملها السينمائي الأول. وفي نفس الإطار يأتي «إذاعة حب» لبطلة الفيلم السابق منة شلبي ومعها شريف سلامة. أما الوجه الجديد أمجد عابد فيكشف عن جانب من قدراته في النصف الثاني من فيلم «أنا باضيع يا وديع» بعد أن أهدر السيناريو نصفه الأول في الهزل والتشتت.. ثم تأتي بطولات جماعية بالزوفة لشباب لم يظهر علي أي منهم أي علامات أو حتي إرهاصات لموهبة في أفلام «سفاري» و«آي يو سي» و«فوكك مني». كما تعبر هذه الأعمال عن رداءة سينمائية وعودة صريحة إلي أفلام المقاولات بكل ما تمثله في فقر الانتاج والمواهب والامكانيات وكل شيء. أوسكار الأسوأ ادخرت لكم ثلاثة أفلام تنتمي إلي نجوم الفن البائد للتنافس علي أوسكار الأسوأ. أولهم هو النجم السوبر سابقا محمد سعد في «بوم بوم تك». والخطير في هذا الفيلم أن سعد يتراجع عبره من مرحلة الفيلم الرديء بالصدفة إلي مرحلة الفيلم الهادف عامدا إلي إفساد وعي الناس وإرباك مفاهيمهم حول الثورة والخلط بين الثورجي والبلطجي.. أما الفيلم الثاني فهو لسعد أيضا ولكن زد علي ذلك أنه الصغير بشريط «شارع الهرم». وهو عمل صادق جدا من عنوانه إلي مختلف تفاصيله. لا يخلف فيه النجم وعده لجماهيره بمزيد من الإسفاف والابتذال والدعوة للتخلف وهز الأرداف في مواجهة ثورة في الشارع تدعو لتنمية الوعي والتعريف بالحقوق والحريات. أما الأحق بأوسكار الأسوأ في رأيي فهو نجم الفلول الأول طلعت زكريا والذي دافع باستماتة عن مبارك وهاجم الثوار والصق بهم تهم الفعل الفاضح وتعاطي المخدرات علي قنوات التليفزيون. وكان يعتقد انه بإمكانه مصالحة جمهوره ببعض الحركات بفيلم بعنوان «سعيد حركات» أو «الفيل في المنديل». ولكن من الواضح أن حركاته لم تفلح فأعطي له الجمهور صفرا بحجم الفيل في شباك التذاكر. تسجيلي وقصير لا يجوز أن ينتهي الحديث عن أفلام هذا العام دون التنويه إلي الحدث النادر بنزول فيلم تسجيلي كعرض أساسي في دور العرض وهو «يناير 2011». وهو ايضا يمثل حالة نادرة كشريط سينمائي طويل يضم ثلاثة أفلام قصيرة. كما تجدر الإشارة أيضا إلي تجربة أحمد رشوان المتميزة في مجال الفيلم التسجيلي. حيث يمزج في «مولود في 25 يناير» جانبا من حياته الخاصة مع الحالة العامة للبلاد. شهد العرض العالمي الأول للفيلم مهرجان دبي ونال جائزته. أما في مجال الفيلم الروائي القصير فيأتي «برد يناير» لروماني سعد من أهم ما شاهدته بين هذه الأعمال بل إنني أراه تحفة بكل المقاييس بقدرته الرائعة علي اختزال روح الثورة والتعبير عن كيفية وصولها إلي مواطنة بسيطة. عروض أجنبية علي مستوي الفيلم الأجنبي يأتي «في الوقت المحدد» لاندرو نيكول في رأيي هو أهم ما شاهدناه. والمفاجأة الأسعد التي يحملها لنا هي هذه المتعة الذهنية التي يحققها بعد أن فقدت معظم أفلام الخيال العلمي قيمتها العلمية والثقافية وأصبحت مجرد وسيلة لاستعراض التقنيات السينمائية الحديثة بافتعال صورة تهدف فقط إلي تحقيق الإبهار. يعود بنا الفيلم إلي زمن روائع أفلام الخيال العلمي «البرتقالة الآلية» و«451 فهرنهايت» وغيرهما.. تلك الأفلام التي تعاملت مع هذا اللون باعتباره وسيلة للتثقيف من خلال النظرة العلمية المستقبلية إلي صور من الخيال الرائع توازيها بنفس القدر دعوة للتأمل في واقع ومستقبل البشر وتبصيرهم بما يرتكب ضدهم من ممارسات وما يحاك ضدهم من مؤامرات لنهبهم واستعبادهم. علي مستوي الأسابيع السينمائية أري أن أسبوع الفيلم التركي ثم الإيراني الذي أعقبه كانا من أهم الفعاليات الثقافية التي شاهدناها والتي عكست حرصا علي التواجد وعرض تجربتهما الفنية باختيارات جيدة وبرغبة جادة في التواصل مع المشاهد المصري وجس النبض لعروض تجارية. فهل يتسع سوق العرض المصري لمساحة أكبر من سينما العالم بعد الانغلاق علي الفيلم الأمريكي. وهل يمكن أن تعيش الأجيال القادمة مع محيط اوسع من التجارب الفنية في الشرق والغرب لبناء ثقافة متنوعة وشاملة من تجارب متقدمة تحققها السينما في اليونان واسبانيا واوروبا الشرقية وشتي أنحاء العالم.

جريدة القاهرة في

03/01/2012

 

 

«ليلة رأس السنة».. بهجة وألم

بقلم : د. رفيق الصبان 

نهاية العام بالنسبة لكثيرين قد تكون نهاية أوقد تكون بداية.. إنها لحظة موت وحياة في الوقت نفسه، وهذا ما لاحظته عين هاري مارشال في فيلمه الأخير «حفل نهاية العام» الذي يقدمه لنا هذا الموسم.. بعد أن قدم لنا العام الماضي رؤيته عن أعياد الكريسماس.. فاتحا ملفا عامرا بالأحداث والشخصيات، ولكن من دون شك فإن آخر يوم في السنة يختلف تماما عن الفرحة بعيد الميلاد، لأنه يدفع المرء رغما عنه إلي استعراض ما فات من عمره، ما قام به وما لم يقم، ما فعله بالآخرين وما فعله الآخرون معه، إنه يفتح دون شعور منه دفتر الحياة ليقرأ سطوره التي بدأت بالاختفاء وينظر بأمل إلي سطور جديدة بدأت تكتب علي صفحة عمره. هذا التأمل الذي تختلط فيه ميتافيزيقية خاصة وأحلام كثيرة وإحباطات مؤلمة هوالنسيج الذي اختاره مارشال.. ليقدم فيه فيلمه الجديد جامعا شخصيات من أعمار مختلفة وأحداثا تكاد تصل إلي درجة التناقض ورؤية شاملة أحاطها بسياج من إنسانية مازالت تأمل في أعماق قلبها بعودة الحب والسلام إلي هذه النفوس التي مزقتها الأحداث وكادت تبعدها عن إنسانيتها. الموت والحياة.. الحب والغدر.. الحلم والواقع، الشباب والشيخوخة الظلم والتسامح.. كل ذلك يطل علينا باستحياء في فيلم «مارشال» الذي أراد أن تدور أحداثه في ليلة واحدة.. وفي شارع كبير من شوارع نيويورك.. حيث يتجمع الآلاف لوداع سنة وإشراق فجر جديد من خلال كرة مشتعلة تصعد إلي عنان السماء وتضيء الظلمة مبشرة بشروق متجدد. هذا الضابط السابق الذي امتلأت حياته بحروب قاسية اعتدي بها علي الناس وأطلق النار ونشر الموت يعيش آخر لحظاته علي سرير المرض لا يقف أحد إلي جانبه حتي ابنته الوحيدة.. إنه يجتر ذكرياته البعيدة ويحاسب نفسه. ويكتشف أمام الموت الذي يقترب منه ألا شيء يدوم ولا شيء له أهمية سوي التآلف ونبضات القلب والرحمة.. هذه الرحمة التي لم يعرف كيف يقدمها للآخرين، والتي يسعي إليها الآن وهوعلي فراش الموت دون أمل، ترعاه فقط ممرضة سوداء.. تذكر زوجها الجندي الذي يحارب بعيدا في بلد غير بلده، ترتدي أجمل ثيابها وتقف أمام جهاز التليفون المصور الذي يصلها بزوجها لتذكر له علي البعد كم تحبه، وليذكر لها عذاب البعد والقهر الذي يعانيه في حرب لا جدوي منها. أنضج اللحظات روبرت دي نيروفي دور الضابط الذي يواجه الموت وهال بري في دور الممرضة السوداء يقدمان أنضج لحظات الفيلم وأكثرها تأثيرا.. وامتلاءً بالأبعاد الرمزية والنفسية والاجتماعية والتي عرف الممثلان القديران كيف يعبران عنها بقوة وسلاسة ويخطفان الأضواء من كثير من الشخصيات الأخري التي تعاقبت علينا في هذا الفيلم الذي أراد أن يجمع كل شيء في باقة واحدة مزدهرة بالضياء، اشتون كتشنر الممثل شديد الوسامة والذي يصعد بثقة أدراج نجومية يستحقها بلعب دور رسام كاريكاتير.. يائس من مجتمعه وزيفه ومن إهمال الكل له ومن موهبته التي لا تجد منقذًا لها يثور علي هذه الاحتفالات التافهة في رأيه.. ويرمي بالبالونات والأوراق الملونة التي تزين بيته، ويقرر الخروج إلي الخلاء، ولكنه يسجن في المصعد الذي تعطل فجأة به، وبجارته المغنية الشابة التي ستخوض أول تجربة مهمة في حياتها وذلك بالغناء أمام الجماهير المحتشدة في «تايمز سكوار» برفقة مغن له شعبية مفرطة.. ولكنها تجد نفسها حبيسة مع شاب بائس.. تحمل بقايا حلم تحطم، وهناك هذا المطرب الشهير الذي أضاع فرصة عمره حين غدر بالفتاة التي يحبها والتي وعدها بالزواج.. ثم تهرب من مسئوليته، وها هوالآن يحاول أن يضمد جراح الماضي وأن يستعيدها، ولكن كرامة الأنثي تقف في وجهه وتشعره بأن الزمن لا يعود إلي الوراء، وخصوصا في هذه الليلة التي تودع فيها عاما، لتستقبل عاما آخر. حلم القبلة وهناك أيضا هذه المراهقة التي تحلم بالقبلة الأولي من الفتي الذي تحبه خلال هذه الليلة المشهودة والتي تقف أمها في وجهها دفاعا عنها. إنهما جيلان يتصارعان.. جيل يدافع عن حريته وجيل مازال يؤمن أن له الحق في توجيه حياة الآخرين. هذه الأم التي ضحت بحياتها وعواطفها من أجل ابنتها والتي تركت وراءها قصة حب معلقة مع شاب وسيم وشديد الثراء أعطته وعدا غامضا بلقاء محتمل في آخر أيام السنة، وها هويعود حاملا أملا مستحيلا بلقائها.. يضطره إلي مرافقة أسرة راهب انجليكاني في السيارة التي تحمل عائلته كي يصل إلي موعده، ثم المرأتان الحاملتان اللتان تتنازعان وتتسابقان علي ولادة أول مولود في السنة كي تحصل الواحدة منهما علي الجائزة الممنوحة للطفل الوليد. أوالمرأة في منتصف العمر «ميشيل فيفر» التي تتمني تحقيق أمنيات ثلاث في نهاية العام.. يحققها لها شاب في العشرين، ليبدأ معها صلة عجيبة تستنكرها بادئ الأمر.. ثم تستسلم إليها غير عائبة بفرق السنين بينهما. شخصيات تتوالي أمامنا ومواقف مثيرة ومركبة مأساوية وضاحكة كل ذلك في تسلسل سردي بديع.. ومن خلال إيقاع لا يتوقف لحظة واحدة.. ويترك مذهولا تتابع توالي هذه الشخصيات بحلوها ومرها، تعايشها وهي تعيش هذه الليلة الفاصلة من مساء يموت وفجر يولد. استطاع المخرج أن يضع روحه السينمائية ليعبر عنه سواء بمشاهد عرف كيف يرسمها وينظمها.. أم مشاهد تسجيلية خفيفة صورها في الميدان الأمريكي الشهير عشية ليلة رأس السنة الماضية.. مما أعطي الفيلم مذاقا حقيقيا دسما. وتعاونت مجموعة من الممثلين الشباب إلي جانب جهابذة التمثيل الكبار لأداء هذه الأدوار المختلفة والتي تتناسب تقريبا كلها من مساحتها ومداها دون أن تسيطر شخصية علي أخري.. أوموقف علي موقف كل ذلك يجتمع في بوتقة واحدة وينصهر تحت نار واحدة في الفيلم يذكرنا بين حين وآخر.. بهدفه الدفين.. وهوأن الحب هوالوسيلة الوحيدة لقهر الزمن والوحدة واليأس والكآبة. حب متعدد الأوجه الحب الذي ينادي به الفيلم حب متعدد الأوجه غاضب حينا مشرق أحيانا أخري يحتوي علي رصيد من الحزن ورصيد أكبر من الأمل ولكنه يبقي دائما الحل الوحيد والممكن تجاه الكثير من العقبات والحواجز. وإذا لم يكن الحب وحده متاحا فإن هناك الأمل بالحب والفيلم يفتح في هذا المجال نافذة كبيرة متسعة ليجعلنا نعيد إيماننا بأن النجوم طلعت لتنير ليلنا وأن كرة الضوء التي نترقب صعودها للسماء لا يمكنها أن تنافس القهر الغائب.. قدرها تريد أن تذكرنا به.. وبوجوده معنا وإن أسدلنا عليه نجوما سوداء. أفلام عذبة «ليلة رأس السنة» واحد من هذه الأفلام الرقيقة والعذبة التي تمنحنا إياها هوليوود بين الحين والآخر لتذكرنا أنها مازالت قادرة رغم اكتساح أفلام الرعب والدم والخيال العلمي علي أن تقول لنا كلمة حب وأن تضيء أمامنا شعلة أمل وأن تبعث البهجة في قلوبنا، كما قالت لي صديقتنا الكبيرة والناقدة الفذة خيرية البشلاوي ولعلها أصدق كلمة تقال.. في زمن عزت فيه البهجة حقًا.

جريدة القاهرة في

03/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)