حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دنيا سمير غانم:

لم أكن مهتمة بالسياسة ولكني وجدت نفسي أتابع الأخبار

بقلم : رضوي عبد الكريم

دنيا سمير غانم فنانة شابة لم يتجاوز تاريخها الفني عشرة أعوام ظهرت في دور ثان مثلها مثل عشرات من الشابات اللائي ظهرن في ذلك التوقيت لكن إذا دققت النظر الآن فستجدها هي في مقدمة هؤلاء اللاتي ربما اكتفين بأدوار عاشرة او انتهت مسيرتهن الفنية اما دنيا فاختارت أن تكون في المقدمة وواحدة من أهم بنات هذا الجيل ، تقف اليوم دنيا أمام أحمد حلمي أحد اهم نجوم الكوميديا في مصر الآن ربما دون منافس وظهور دنيا اللافت بدأ مع ظهور أحمد مكي منذ سنوات قليلة، دنيا تمتلك موهبة قادتها لأن تصبح نجمة من نجوم الصف الأول.. قابلناها وكان لنا معها هذا الحوار.

تجربة جديدة

·         من وجهة نظرك كيف ترين تجربتك الجديدة مع أحمد حلمي بعد أن اعتدت الظهور مع مكي؟

- أبحث دائما عن العمل الجيد والمتميز ولم أربط نفسي بالعمل مع فنان واحد فقط فمكي ظهرت معه كبطلة في عدد من أفلامه وأيضا في مسلسله "الكبير قوي" ولكن تجربة أحمد حلمي جذبتني وقررت أن أخوض التجربة فقد رشحني للفيلم المنتج وليد صبري وكنت سعيدة جدا لأني سأتعاون مع المخرج شريف عرفة وأحمد حلمي بالإضافة إلي السيناريست تامر حبيب التجربة مع حلمي كانت مميزة والكواليس أيضا كانت ممتعة للغاية فكنت طوال الوقت أشعر وأني اتعامل مع شخص آخر غير أحمد حلمي فتقمصه لشخصية مجدي كانت مقنعة للغاية وكنت أصدق أن هذا ليس أحمد حلمي، الشخصية التي جسدها أحمد حلمي شخصية طيبة للغاية وحلمي أيضا كان بارعا في تقديمها .

·     مكي يدخل هذا الموسم بفيلمه "سيما علي بابا" لماذا لم تشاركيه بطولة هذا الفيلم وقررت مشاركة حلمي وكيف ترين تجربة فيلم مكي الجديد وخصوصا بعد الهجوم الذي تعرض له الفيلم؟

- مكي قدم من خلال فيلم "سيما علي بابا" فكرة وأسلوباً جديداً علي السينما المصرية ، وأجواء الفانتازيا التي دارت خلالها قصتا الفيلم جعلته يحمل روحاً مميزة ومختلفة تماما . وقد اتصلت بمكي لكي أهنئه علي الفيلم ، وأبديت له إعجابي بالتجربة وبالعمل ككل ففيلم "مكي" تجربة جديدة واستمتعت بها أثناء مشاهدتها ، لم أترك مكي ولكن فيلم إكس لارج عرض علي ووافقت علي تقديمه . أهم النجوم

·         تعاملت مع أحمد حلمي وأحمد مكي وأحمد عز وهنيدي فكيف ترين تلك التجارب وخصوصا أن لكل منهم خط مختلف عن الآخر؟

-بالفعل لكل منهم شكل مختلف عن الآخر وهم من أهم نجوم مصر، أحمد مكي العمل معه مختلف تماما لأن العمل معه يتميز بشيء عن الآخرين فمكي من النجوم الذين يتشاورون مع فريق العمل في الفكرة وفي كل شيء خاص بالعمل فأنا تشاركت مع أحمد مكي في فيلمين ومسلسل وفي كل مرة يتشاور معي ومع باقي فريق العمل ، عز مختلف أيضا عن باقي النجوم فهو يحب الاختلاف والتنوع ويعطي كل شيء حقه وقبل أن يطرح اي فكرة اثناء التصوير يفكر فيها جيدا وكذلك كواليس العمل معه هادئة جدا، حلمي هو الآخر لم أملك إلا أن أقول عنه إنه فنان مثقف ودقيق جدا في عمله ويبحث جيدا ويسعي إلي الأعمال التي يكون لديها تأثير نفسي علي المشاهد ومع ذلك لم تخل من الكوميديا اما هنيدي فهو فنان كوميدي له باع طويل في تلك الأفلام وعملي معه في «ياانا يا خالتي» كانت تجربة مفيدة لي بالطبع .

فوازير رمضان

·         هل عرضت عليك "فوازير" رمضان المقبل؟ وهل بالفعل اعتذرت عنها؟

- هذه حقيقة أنه قد عرض علي أكثر من 18 عرضا لتقديم فوازير لشهر رمضان المقبل ، لم يكن الأمر سهلا للغاية فخطوة كهذه تحتاج مني تفكيرا وتأنيا وربما سنوات لكي أقدم علي هذه الخطوة ، الفوازير تم تقديمها من قبل من فنانين كبار أمثال نيللي وشريهان فلابد أن أكون قادرة علي أن أخوض مثل هذه التجربة واعلم أن الجمهور لن يتقبل أعمالا أقل في مستواها الفني من هذا بالإضافة أري أن الفنانة التي يجب أن تقدم الفوازير لابد أن تكون لديها قدرات عديدة فالعمل بالفوازير يتطلب أشياء كثيرة أشعر أني لا أملكها الآن المشهد السياسي

·         الوضع الحالي السياسي في مصر ربما هو مربك للبعض فما رأيك في المشهد السياسي الآن؟

- لا أستطيع أن أقدم تحليلا للوضع الحالي واعتقد انه لا يوجد اي محلل سياسي يمتلك أن يقدم تحليلا للوضع، انا بعادتي لا اميل للسياسة ولكني وجدت نفسي مثل كل الناس اتابع الأخبار واخاف من كل شيء وانا ايضا قررت أن أشارك في الانتخابات وأدلي بصوتي لاني شعرت أننا استطعنا ان نغير بلدنا للأفضل وأصبح لدينا خيارات لذلك، اما عن الحالة الآن فنحن مازلنا نمر بحالة ترقب وغموض لا احد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك وأتمني لمصر بالتأكيد أن ترقي الي المراتب العليا وان تحتل دورها بين الدول العربية مرة أخري.

جريدة القاهرة في

03/01/2012

 

«وهلأ لوين؟».. أنشودة سينمائية للحياة والحب والسلام

بقلم : أسامة عبد الفتاح 

بعد عرض الفيلم الوثائقي "تحرير 2011" تجاريا في ديسمبر الماضي، في حدث سينمائي نادر بالسوق المصرية، شهدت الأيام الأخيرة من العام المنصرم حدثا مهما آخر يعد مؤشرا جديدا علي التطورات الإيجابية بهذه السوق بعد الثورة، وهو عرض فيلم "وهلأ لوين؟"، للمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، بدور العرض المصرية، وإن كان بعدد قليل من النسخ، علي أساس أن الفيلم "أجنبي"، رغم أنه عربي، ورغم أن مصر مشاركة في إنتاجه، وهذه معضلة في حاجة إلي تفسير. الفيلم إنتاج لبناني فرنسي مصري إيطالي مشترك، وتعدد جهات الإنتاج يجبر المرء علي أن ينسب الفيلم لمخرجه، وبذلك يصبح "وهلأ لوين؟" لبنانيا، خاصة أنه ناطق باللهجة اللبنانية، وأحداثه تدور في لبنان.. غير أن ذلك ليس مبررا لاعتبار الفيلم أجنبيا لدي توزيعه في مصر، فالأفلام العربية يجب أن تحظي بمعاملة نظيرتها المصرية، ويجب أن يميزها أباطرة التوزيع المصريين عن الأفلام الأجنبية بحق، أو الأمريكية علي وجه التحديد، خاصة إذا كانت متميزة وحاصلة علي جوائز دولية، كما هي الحال مع فيلم نادين. وفي كل الأحوال، فإن عرض الأفلام العربية تجاريا في مصر يعد حلما، ليس فقط للنقاد والمتابعين والمهتمين المصريين بشئون السينما، لكن أيضا للسينمائيين العرب.. وأذكر أن المخرج التونسي رشيد فرشيو قال- في حوار أجريته معه منذ نحو 15 عاما - إن من بين أحلامه أن تخصص مصر ولو قاعة واحدة لعرض الأفلام العربية.. ولا شك في أن عرض فيلم نادين الأول "سكر بنات"، ثم الثاني "وهلأ لوين؟" في مصر، يعد بداية علي طريق تحقيق الحلم. سؤال بلا إجابة اسم "وهلأ لوين؟" يعني: "والآن إلي أين؟"، ورغم أنه قد يبدو سخيفا أن أترجم اللهجة اللبنانية "العربية" إلي العربية، إلا أنني لم أجد مفرا من ذلك بعد أن وجدت أن معظم المصريين يسمون الفيلم "هلاوين"، وكأنه جزء من سلسلة أفلام الرعب الأمريكية الشهيرة، بمن في ذلك موظفو دار العرض التي شاهدته فيها، إلي درجة أن الخطأ طال لوحة ترخيص الرقابة التي تسبق عرض الفيلم. تنطلق نادين لبكي من هذا السؤال البسيط، وبه تنهي فيلمها، في إشارة إلي أنه سيظل بلا إجابة، وإلي أننا سنظل نتساءل عن الطريق التي يجب أن نسلكها.. وبساطة السؤال تحكم الفيلم كله، حيث يختار صناعه تبني وجهة النظر البسيطة لبطلاته من النساء في مواجهة الحرب والكراهية وحمامات الدم، وتبني طريقتهن وحيلهن الصغيرة لوأد الفتنة الطائفية وتحقيق السلام لحماية أولادهن وأزواجهن وضمان استمرار الحياة كما عرفنها وعشنها. من الممكن أن ترمز الضيعة اللبنانية النائية والمعزولة، التي تدور فيها أحداث الفيلم، إلي لبنان كله، أو إلي الوطن العربي كله، فنحن إزاء قرية مسالمة يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون، ويتجاور فيها المسجد والكنيسة، ولا يربطها بالعالم الخارجي شيء بعد تحطم الجسر الواصل إليها، وكل ما يطمح إليه أهلها أن يعيشوا في سلام، بعيدا عن ويلات الحرب والسياسة، شأنهم شأن معظم العرب.. وللدلالة علي معاناة الضيعة، توضح جملة حوارية بليغة أن أمواتها أكثر من أحيائها، وذلك ما يدفع نساءها للاستماتة دفاعا عمن تبقي من رجالهن. حيل وألاعيب تليفزيون وحيد في الضيعة ينقل أنباء فتنة طائفية قريبة، فتبدأ سلسلة حيل النساء لإخفائها عن الرجال حتي لا يمتد نزيف الدماء إلي قريتهن المسالمة، وتكون البداية بإفساد التليفزيون، ثم إحراق الصحف التي تتحدث عن الفتنة.. ولأن أخبارا كهذه لا يمكن التعتيم عليها طويلا، تبدأ المناوشات الطائفية في الضيعة، وتتصاعد، فتتصاعد معها حيل النساء لإطفاء النار، ومنها استقدام راقصات أوكرانيات لإلهاء الرجال.. ومع وصول الأزمة إلي الذروة بمصرع أحد شباب القرية المسيحيين برصاصة طائفية طائشة أثناء إحدي رحلات الموتوسيكل لشراء احتياجات الأهالي، تصل الحيل والألاعيب إلي ذروتها بدورها، حيث تقرر النساء - بمعرفة شيخ الجامع وقس الكنيسة - عمل مخبوزات بالحشيش وحبوب الهلوسة لتخدير الرجال حتي تتاح لهن فرصة دفن أسلحتهم لمنع الحرب. أما المنطقة المضيئة وغير المسبوقة سينمائيا في أي فيلم آخر، فتكمن في الجزء الأخير، حين تلجأ النساء للحيلة الكبري والأخيرة، حيث توحي المسلمات لأزواجهن وأولادهن بأنهن تحولن إلي مسيحيات، ويبدأن في التصرف علي هذا الأساس، بما في ذلك خلع الحجاب.. وتفعل المسيحيات العكس، بمن فيهن والدة الشاب المقتول، التي تواجه ابنها الآخر مرتدية الحجاب، وتقول له - في مشهد جميل أدته الممثلة كلود باز مصوبع باقتدار - إنه إذا كان يريد أن ينتقم لشقيقه فلينتقم منها هي، لأنها أصبحت من المسلمات! ولا أريد أن يتهمني أحد بأنني "أحرق" الفيلم، لأن أي سرد للأحداث - أو حتي النهاية - لا يمكن أن يغني عن مشاهدة هذا العمل الممتع وتلقي طاقة الإبداع الهائلة التي تشع من معظم مشاهده بروح الكوميديا السوداء الساخرة التي تفجر الضحكات بقدر ما تدر الدموع، وهذا شأن الأعمال الفنية العظيمة التي تحاكي الحياة بكل ما فيها من متناقضات السعادة والحزن واليأس والأمل. العبث المقبول وقد رأي البعض أن أسلوب معالجة الفيلم لموضوعه ينطوي علي عبث شديد، وخفة واضحة، رغم أن قضية الفتنة الطائفية المطروحة شديدة الجدية والأهمية، وهؤلاء أختلف معهم تماما، حيث أري أن أسلوب العبث مناسب للغاية لعبث الحرب الذي يدعو الفيلم لتجنبها.. وهنا تجب الإشارة إلي أن مشكلة الفتنة الطائفية في لبنان مختلفة عن مثيلاتها في أي دولة أخري، حيث وصلت إلي حد الحرب الأهلية علي مدي سنوات طويلة، وإلي حد الجنون والعبث الكامل، وبالتالي صار اتباع أسلوب العبث - لدي معالجتها سينمائيا - مقبولا. استخدمت نادين لبكي خبرتها كمخرجة فيديو كليب في عمل إيقاع شديد الحيوية والتدفق للفيلم، لا يترك الملل يتسلل إلي المشاهدين لحظة واحدة.. وظهرت هذه الخبرة بشكل مباشر في إخراج أغنيتين بالفيلم، إحداهما حالمة اعتمدت فيها علي القطع المتوازي بين الواقع والعلاقة المتخيلة بين شخصية السيدة المسيحية التي تؤديها بنفسها (آمال) وشاب مسلم، والأغنية الأخري اختارت لها إيقاعا راقصا ومبهجا، حيث تؤديها نساء الضيعة وهن يصنعن المخبوزات بالحشيش، واسمها بالمناسبة "حشيشة قلبي". حرية مطلقة وأعجبتني الحرية المطلقة التي صنعت بها المخرجة فيلمها، من دون أي حساسيات أو حسابات دينية أو سياسية، ومن دون أي مضايقات رقابية، خاصة في المشهد الذي توجه فيه الأم المسيحية الثكلي كلامها بعنف إلي السيدة العذراء في الكنيسة، وتصرخ فيها لتلومها علي عدم الحفاظ علي ابنها، في حين أنها تحتضن ابنها هي - أي السيد المسيح- بين ذراعيها.. وهناك أيضا العديد من المشاهد التي تسخر من ادعاء البعض مخاطبة العذراء أو ظهورها لهم. تكمن أبرز نقاط الضعف بالفيلم في السيناريو، الذي كتبته نادين بالاشتراك مع جهاد حجيلي ورودني حداد، ومنها أنه لم يعتن بالقدر الكافي برسم الشخصيات، خاصة شخصية "آمال" الرئيسية (نادين لبكي)، التي لا نكاد نعرف عنها شيئا، فضلا عن علاقتها الغائمة والغامضة بـ"ربيع" المسلم، والتي لم تكن عادية وفي نفس الوقت لم ترق إلي مستوي قصة الحب وبدت مبتورة ومبتسرة.. وكان من المفترض في رأيي بذل المزيد من الجهد في إضافة أبعاد وأعماق أكثر للضيعة وقصتها وتاريخ معاناتها مع الفتنة أو غيرها، بدلا من الاكتفاء بوضع مقابر القتلي في الخلفية. ورغم العيوب البسيطة، يعد "وهلأ لوين؟" تحفة سينمائية يندر أن يجود العرب بها، وأنشودة شجية وجميلة للحياة والحب والسلام، ودعوة عالية الصوت لنبذ الخلافات والصراعات وحقن الدماء، والأهم: التسامح والتعايش وقبول الآخر.

جريدة القاهرة في

03/01/2012

 

فريد الأطرش . . زمان يا حب

بقلم : أيمن حامد 

كان في الخامسة عشرة من عمرة، يعمل عازفا علي العود في فرقة المطرب إبراهيم حمودة، الذي دعته الأسرة المالكة للغناء في حفلة ساهرة، رحبت الأميرة بحمودة، لكن ما إن وقع نظرها علي فريد الأطرش وهو يحمل عوده، حتي صاحت "يا باي. الواد الشامي ده دمه تقيل.. خليه يطلع بره.. مش قادرة أشوفه". ارتبك إبراهيم حمودة ولم يدر ماذا يفعل، هل يطرد فريد ويوصم بالجبن أم يرفض فيتعرض للعقاب. وقبل أن يقرر كان فريد قد خرج فعلا من القصر. مسيرة من الألم والحب واليأس والحزن والنجاح والإبداع عاشها الفتي فريد "19 أكتوبر 1910- 26 ديسمبر 1974" لكن فصول الألم في حياته كانت أطول أو كان يخيل إليه أنها كذلك. حتي في أبهج لحظات النجاح لم ينس فريد آلامه وطفولته البائسة وهو سليل الملوك والأمراء، عاش حتي اليوم الأخير من حياته شاعرا بالاضطهاد وموقنا أن أياد خافية تحاربه في الوسط الفني. لم يكن يرغب حتي في نسيان شظف الحياة في صالة بديعة مصابني حينما بدأ عازفاً في فرقتها ليعيل أمه وأخته أسمهان، كانت الراقصة الكبيرة التي كانت يومها صاحبة نفوذ كبير في الأوساط الراقية تعامله بالقطعة، فإذا صفق الجمهور له في ليلة كانت تدعوه للعشاء علي مائدتها، وإذا لم يصفق له السكاري في ليلة أخري أشاحت عنه بوجهها، وكم كان ذلك قاسيا علي الأمير الدرزي العاشق للفن. لكن يظل الموت المبكر لأسمهان الفجيعة التي غيرت مجري حياته إلي الأبد، وطبعت صوته بصبغة الحزن لم تغادره حتي في أحلي لحظات حياته. كانت أسمهان عالم فريد الأثير،فلم يخرج للفضاء والنور من صالة مصابني المعتمة إلا مع تلحينه لأغنية "ليالي الأنس في فيينا" التي غنتها الشقيقة في فيلم"غرام وانتقام". كانت أسمهان لونا صوتيا وغنائيا متميزا، ساعدت فريد بصوتها في نشر إبداعه. لكن رحيلها المفاجئ قصم ظهره وكانت الخسارة مضاعفة.. عاطفية لفقده الأخت، وفنية لخسارته شريكاً وثنائياً ناجحاً. فرض موت أسمهان علي الفتي، المولود في بلدة "القريا" في جبل الدروز، حياة أشبه بالمقامرة، وعشق بعدها المقامرة، صاحبه إحساس بأن الحياة صدمته مبكرا، وأصبح يخشي من نفسه ويخاف من الوحدة، عشق الليل والسهر وتمني أن تتحول الحياة كلها لليل طويل، محاطا دوما بأصدقاء، ومجلسه دائم للفرفشة والأنس والسرور والتسلية وقليل من الغناء. افتقد فريد الأسرة فعاش وحيدا وكان اسمه في معظم أفلامه "وحيد". لم يؤمن كثيرا بمؤسسة الزواج، ولم يثق كثيرا في المرأة كان يحب أن يحييا "اليوم بيومه" بلا قيود كان يظنها في الزواج. أحب فريد سميرة أحمد بعد أن وقفت أمامه في فيلم"شاطئ الحب"، أسرته شخصيتها الجذابة ورقتها، شعر أنه أمام امرأة تختلف عن كل النساء اللواتي عرفهن في حياته. دعاها لمجلسه الساهر وعلمها لعبة "الكومي".. ويضحك من قلبه عندما تسأله وبراءة الأطفال في عينيها: أديله "بصلة يا فريد؟ تقصد باصرة. صارحها بحبه لها وبادلته حبا بحب. لكن سميرة كانت تعي أن الحب يعني الزواج، فيما لم يع ذلك فريد أبدا. وغابت سميرة عن حفلاته.أرسل لها هدية عندما كان في بيروت، سيارة "سبور" وملابس وعطورا لكن سميرة رفضتها. غضب فريد منها وردت عليه لا شيء غير الزواج. قرر فريد العودة إلي القاهرة ليتحدث معها، وكان موعد العودة صباح يوم 5 يونيو عام 1967 اتصل به عبد الوهاب وهو يحزم حقائبه ليخبره أن الحرب نشبت وأن المطارات أغلقت. البرنس فريد كان إنسانا بسيطا ومتواضعا لكن العطاء عنده بلا حدود للآخرين، لم يكن يحسبها أبدا، مارس الحياة بكرم حاتمي مذهل. يوما كانت الفرقة الماسية تحيي بعض الحفلات في دبي، وفي طريق عودة أعضاء الفرقة وكان عددهم حوالي الثلاثين من دبي إلي القاهرة توقفت بهم الطائرة في بيروت علي أن يستقلوا طائرة أخري من بيروت إلي القاهرة، لكن أول طائرة الي القاهرة كانت في صبيحة اليوم التالي. واحتارت الفرقة، لأنهم لم تكن لديهم أموال تكفي لحجز ليلة في فنادق بيروت لقضاء الليل. وتجمع أعضاء الفرقة في فندق بريستول يتشاورون، إذ يراهم فريد صدفة أثناء خروجه، وبمجرد أن علم بالمشكلة أصر علي أن ينزل الجميع في الفندق علي نفقته الخاصة، بل ودعي أعضاء الفرقة الي مأدبة ضخمة تكفي مائة فرد في مطعم اليلدزلار الشهير. ويلتقي فريد "المقامر" وبصحبته الممثلة الأمريكية ريثا هيوارث صديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب في باريس، ويقرر فريد دعوة عبد الوهاب لمشاهدة سباق الخيل الذي كان مولعا به. ويطلب من عبد الوهاب أن يرشح له رقما ليلعب عليه في السباق، الذي اعتذر لعدم خبرته في الموضوع، لكن فريد أصر، واختار عبد الوهاب رقم "7" لأنه كان يتفاءل به. ويلعب فريد ويكسب أربعة آلاف جنيه مرة واحدة. ليصر علي اقتسامها مع عبد الوهاب، وحاول الأخير مرارا أن يرفض لأنه اعتبر الأمر كله مجرد مزحة، لكن فريد لم يهدأ إلا بعد أن اقتسم عبد الوهاب المبلغ معه. مساهمة فريد في الغناء العربي امتدت إلي جبهة واسعة جدا، شملت كل الألوان.. من الأغنية القصيرة إلي الطويلة، إلي الاستعراضية، إلي الشعبية، إلي الاوبريتات. الأغنية الطويلة عند فريد كثيرة وخالدة من بينها أغنية "الربيع" و"بنادي عليك"و"حبيب العمر"، هذه الأغاني الطويلة التي تمتد لأكثر من نصف ساعة، وربما كانت تصل في الحفلات إلي حوالي ساعة ونصف الساعة، ولم يكن بمستطاع أن تتحمله الجماهير إلا من صوت قادر له مسافة رائعة ومقدرة هائلة علي الأداء. كان فريد بخلفيته التلحينية الكبيرة قادراً علي إعادة الجملة بإضافات جيدة وجميلة وممتعة، ولا عجب إذن أن استمر يغني أغنية الربيع طيلة 25 عاما متواصلة علي المسرح، فيما لم يمكن استقبال الجماهير له في كل مرة يغنيها إلا تعبيرا عن إيمانهم بهذه الموهبة الفذة. الأمير القادم من قصور جبل الدروز تمرغ إلي حد الدهشة في عوالم الأغنية الشعبية المصرية كأنه قادم من حواري السيدة زينب، إذ ساهم بعشرات الأغنيات التي تميزت بالإيقاع الشعبي الراقص، والبساطة في التلحين، ومن ينسي الفاتنة هند رستم وهي تتمايل راقصة علي أنغام "يا مقبل يوم وليلة" في فيلم "انت حبيبي"، حينما جلس "الأمير" فريد مع الفلاحين في عربة قطار ليغني للفلاحة المصرية "وديني للزينة الفلاحة مشتاق وقاتلني الشوق". ومن لم يتغن يوما بأغانيه الخفيفة "ما قالي وقلتله" و" نورا يا نورا" و"قلبي ومفتاحه" أو"يا ابو ضحكة جنان" حين لم تكن هناك أحلي من ضحكة فاتن حمامة.. زمان يا حب. الأغنية الحديثة كانت حاضرة أيضا عند فريد، إذ خرج بها إلي آفاق أخري غير اللون العربي، لكنه لم يحد عن الأصالة في الإحساس بها، نقل بمهارة بعضا من ألوان الغناء الغربي كالتانجو إلي موسيقانا العربية علي نحو ما أبدع في "يا زهرة في خيالي" و"أنا واللي بحبه". مكث فريد في بيروت معظم أيامه الأخيرة فيما وهن قلبه المثقل بالجراح المولع بالسهر، لم يعد إلي مصر منذ نشوب الحرب. كان الخروج الأخير صعبا، إذ أراد أن يغادر مصر إلي بيروت لزيارة أمه المريضة ومنها إلي لندن لمراجعة حالته الصحية عند طبيبه، فظل شهرا يحاول الحصول علي تأشيرة خروج دون جدوي، إلي أن توسط كامل الشناوي، وتحدث إلي الأستاذ هيكل، لينقل الشكوي إلي الرئيس جمال عبد الناصر، الذي أمر بمنحه تأشيرة الخروج في الحال. صدمه في بيروت موت صديقه الأثير عبد السلام النابلسي في 1968، لكن قلبه هو لم يعد يحتمل أكثر من ذلك. سافر إلي لندن للعلاج في ديسمبر عام 74، قال له طبيبه إن نصف القلب الذي تعيش به أصبح ربعا ناصحا إياه بالعودة. كان واثقا من موته خصوصا بعد أن فقد أثناء تصوير فيلم "نغم في حياتي" المصحف الذي أهدته إياه سامية جمال قبل 25 عاما في ذروة حبها له، قالت له يومها" احفظه يا فريد.. لأنه يقيك من كل الشرور". عاد إلي بيروت إلي مستشفي الحايك بسن الفيل، الغرفة 202، بعدها بيومين توقف قلبه عن النبض. كانت ولادته في عيد الأضحي ومات أيضا في المستشفي صبيحة عيد الأضحي من عام 1974 وإلي بيت الطائفة الدرزية انتقل الجثمان ثم إلي القاهرة. لم يختر أشياء كثيرة في حياته، لكنه هذه المرة حرص علي أن يدفن بجوار أسمهان التي رحلت عنه مبكرا جدا، فيما كان في أمس الحاجة للاستئناس بها قليلا.

جريدة القاهرة في

03/01/2012

 

 

نجمات هوليوود .. منافسة ساخنة علي الـ«جولدن جلوب»

بقلم : ماجدة خيرالله 

في الخامس عشر من يناير، يتم الإعلان عن جوائزالجولدن جلوب التي تنظمها رابطة الصحافة الأجنبية بنيويورك، حيث تتنافس عشر من نجمات هوليوود، علي جائزة أفضل ممثلة وسوف تحصل واحدة منهن علي جائزة أفضل ممثلة في فيلم دراما، بينما تحصل الأخري علي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم كوميدي أو موسيقي والطريف أن نسبة كبيرة منهن سبق لهن الحصول علي الجولدن جلوب أو الترشح لها ومن بين المرشحات لجائزة التمثيل عن الأفلام الدرامية "جلين كلوز"، عن فيلم "ألبرت نوبز" وهو الفيلم الذي شاركت في إنتاجه وتدور أحداثه في بداية القرن التاسع عشر، حيث تتعرض فتاة مراهقة للاغتصاب فتقرر أن تحمي نفسها بادعاء أنها رجل، وتعيش داخل سترة الرجال ما تبقي من عمرها وتطلق علي نفسها اسم ألبرت نوبز، وهو اسم عائلة بديلة تبنتها وهي طفلة، تعمل "نودز" في أحد الفنادق التي تستقبل نزوات الطبقة الارستقراطية وتسعي جاهدة أن تدخر كل سنت تحصل عليها من عملها، حتي تكون ثروة ضخمة، وتحلم بشراء محل صغير لبيع التبغ يحررها من شخصية الرجل الذي تعيش داخله، ولكن لسوء الحظ أحلامها لا تتحقق، وتلقي حتفها قبل أن يعرف العالم أنها امرأة وليست رجلاً. الفيلم من إخراج جابرييل ماركيز ابن الروائي الكوبي العالمي صاحب مائة عام من العزلة! سبق لجلين كلوز أن حصلت علي الجولدن جلوب عن مسلسل "تدمير"، كما حصلت علي الأوسكار عن فيلم" الإثارة القاتلة" أمام مايكل دوجلاس. أعلي معدل ترشيح أما ميريل ستريب فقد حققت أعلي معدل لمرات الترشح للجولدن جلوب، حيث وصلت هذا العام إلي رقم 17 عن فيلم "المرأة الحديدية" الذي تجسد من خلاله شخصية "مارجريت تاتشر" رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، بينما حصلت الممثلة الشابة"روني مارا" علي ترشيح عن فيلم الفتاة ذات وشم التنين، وتيلدا سوينتون عن فيلم "يجب أن نتحدث عن كيفين"، أما السمراء" فيولا دافيز" فهي أقربهن في نظري للجائزة عن دورها الرائع في فيلم "المساعدة" للمخرج تات تيلور، والفيلم مأخوذ عن رواية كتبتها " كاثرين سكوت" وتدورأحداثها في ستينات القرن الماضي، مع بزوغ حركات حقوق الإنسان، ونبذ العنصرية ضد زنوج أمريكا، حيث تقرر الفتاة "سكيتر" التي تعيش في إحدي المدن الصغيرة في الميسيسيبي، أن تؤلف كتاباً عن حال الخادمات الأمريكيات اللائي يندرجن من أصول أفريقية، ويعانين اضطهاد سيداتهن البيض. كانت سكيتر قد تربت علي يد مربيتها السمراء التي علمتها كل فنون الحياة، وساهمت في تكوين شخصيتها، ثم اختفت المربية العجوز فجأة وحاولت سكيتر أن تعرف من أمها لماذا تركت المربية المنزل دون أن تودعها، إلا أن الأم تخفي عن ابنتها السبب الحقيقي، وهي أن المرأة العجوز التي أفنت عمرها في خدمة العائلة قد تم طردها بطريقة لا إنسانية، إرضاء لزوجة أحد المتنفذين في البلدة التي كانت تحتقر الزنوج وتعاملهم بقسوة وغلظة وكأنهم ليسوا بشراَ، وتقرر سكيتر أن تضم في كتابها تجربة أكثر من عشرين خادمة سوداء عانت التفرقة العنصرية، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، فكل خادمة تخشي بأس سيدتها لو إنها باحت بأي من تلك التصرفات الهمجية من النساء اللائي يعتبرن أنفسهن من صفوة المجتمع الامريكي. تبدأ الحكاية من عند" إيبيلين" التي لم تمانع من مساعدة سكيتر في تأليف كتابها واستسلمت لكل الاسئلة التي طرحتها المؤلفة الشابة، ومنها ما هو إحساسك وانت تقومين بتربية أطفال السيدات البيض بينما ابنك الصغير لايجد من يعتني به؟ وتحكي إيبيلين تجربتها حيث عانت طوال عمرها نظرة الكراهية والإحتقار التي تراها في عيون سادتها، رغم تفانيها في خدمة أبنائهم، وهي تستطيع أن ترد عدوان سيدتها أو حتي تترك خدمتها، لأنها في هذه الحالة تكون قد حكمت علي نفسها بالموت جوعاً، أما" ميني"فهي خادمة أكثر جرأة من صديقتها ايبلين، عانت كثيرا غلظة وجحود سيدتها، التي كانت ترفض بشدة أن تدعها تقضي حاجتها في الحمام الرئيسي، علي أنها مصدر للنجاسة، مثل الخنازير، وبعد أن طردتها سيدتها بقسوة، تعود إليها "ميني" وقد قررت الانتقام منها، بطريقة لم تخطر ببال وتقدم لها شطيرة من النوع الذي تعشقه السيدة، وقد خلطت محتويات الشطيرة ببعض من مخلفاتها، وقدمتها الي السيدة وهي تعتذر لها، ووقفت أمامها تتابعها بنظرات شامتة وهي تنقض علي الفطيرة، تلتهمها قطعة قطعة، فإذا مافرغت منها، أخبرتها الخادمة بالحقيقة، وأن ما أكلته هو مخلفاتها، وتكاد المرأة تموت غيضا ويلاحقها الإحساس بالعار، خاصة عندما يتم نشر الكتاب الذي أطلقت عليه مؤلفته اسم "المساعدة"، وحقق أعلي مبيعات وذاع الخبر بين أهل البلدة، وتحقق "سكيتر" نجاحاً بنشر كتابها وتنطلق للحياة في نيويورك، وقد بدأت موجات العنصرية ضد السود تنحسر تدريجيا منذ هذا التاريخ، ليصل أول رجل أمريكي أسمر "باراك أوباما"من أصول أفريقية إلي حكم الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2009، أي بعد أحداث الفيلم بنصف قرن تقريباً. الكوميديا تنافس وعلي جائزة افضل ممثلة عن فيلم كوميدي تتنافس كلا من" تشارليز ثيرون " عن فيلم "ناضجون صغار"، وكريستين ويج عن فيلم" وصيفة العروس"، وميشيل ويليامز عن فيلم "أسبوع مع مارلين"، وعن فيلم "المذبح" للمخرج "رومان بولنسكي" تتنافس كل من جودي فوستر، و"كيت وينسليت"، والفيلم مأخوذ عن مسرحية كتبتها "ياسمينا ريزا" التي شاركت المخرج في كتابة السيناريو أيضاً، وتدور أحداث الفيلم في إطار من الكوميديا السوداء، فبعد مشاجرة بين مجموعة من المراهقين تنتهي بأن يضرب أحدهم زميله بفرع شجرة علي رأسه، تنتهي بكسر بعض أسنانه، يقوم والدي الفتي المعتدي "كيت وينسليت" وكريستوفر والتز، بزيارة وديه لوالدي الفتي المعتدي عليه"جودي فوستر" و"جون ريلي"، بغرض الوصول إلي صيغة مرضية، تضمن عدم وصول الأمر للقضاء، وتقوم جودي فوستر وهي تعمل في مجال حقوق الإنسان وهي في نفس الوقت والدة الفتي المضروب بكتابة صيغة الصلح التي يقرها جميع الأطراف. أما كيت وينسليت فهي سيدة ارستقراطية متعجرفة، تعاني تجاهل زوجها رجل الاعمال لمشاعرها فهو لا يكف عن استخدام تليفونه المحمول كل خمس دقائق، ويقطع اي حوار دائر مهما كانت جدية الحوار وخطورته، ويستعد الزوجان لترك شقة اسرة الفتي المضروب ويودعهما الأسرة المضيفة إلي المصعد، ولكن يخطر للزوج صاحب المنزل أن يدعو ضيفيه الي فنجان نيسكافيه فيعودن مرة أخري للشقة، لتكملة الحديث، وكلما هما بالمغادرة يحدث أمرًا يضطرهما للعودة مرة أخري، ويتصاعد الحوار الذي يبدأ في أجواء من الود والرغبة في المعرفة، ثم يتصاعد الأمر الي صدام حاد بين جميع الأطراف، لنكتشف بعض ملامح كل منهم وتاريخه وعذاباته وهمومه وموقفه من رفيق حياته، وكأن أحدهم لم يتحدث الي الآخر أو يكتشفه إلا في هذه اللحظة، ورغم أن أحداث الفيلم كاملة تدور في مكان واحد، هي شقة في نيويورك تقطنها أسرة الفتي المعتدي عليه، إلا أن الملل لا يتطرق إليك ولو للحظة واحدة، حيث وصل الممثلون الأربعة الي حالة هائلة من التعايش والتلقائية، وكأن ما ينطقون به من حوار يخرج للتو من أفواههم بدون إعداد مسبق، تختلط صيحات الغضب بضحكات هيسترية، لا علاقة لها بالموضوع الأصلي للزيارة، وينتهي الموقف باكتشاف كل منهم أنه يعيش مع شخص لا يعرفه مطلقاً، بينما الأطفال لا يزالوا يلعبون في الشارع! مده عرض فيلم المذبح 76 دقيقة فقط! وهو من أهم الأفلام التي شاهدتها مؤخراً، وإن كان لم يدخل ضمن قائمة الأفلام المتنافسة علي جائزة الجولدن جلوب!

جريدة القاهرة في

03/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)