حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

داود عبدالسيد:

أوافق على الإخوان وأرفض السلفيين!

كتب حسام عبد الهادى

حزين لأن 2011 مرت دون أن يكون هناك أي إنجاز حقيقي لثورة 25 يناير.. ومتفائل لاستمرار قدرة الناس علي رفض السيئ والإصرار علي بناء دولة جديدة في 2012.

·         وما الذى يجعلك متفائلاً إلى هذا الحد؟

ــ أنا متفائل مادامت الثورة موجودة ومادام أصحاب الثورة مصرين على تحقيق أهدافهم التى فجروا ثورتهم من أجلها، وأتمنى تحقيقها وبناء الدولة الجديدة التى نتمناها جميعاً فى 2012 وإن كنت حزيناً على ما فات وما ضاع من وقت بسبب ما حدث من محاولات لإخماد الثورة فى 2011 بوجود الثورات العديدة المضادة التى كانت تخرج من كل حدب وصوب، للدرجة التى جعلتنا على يقين بأن نظام مبارك لم يرحل، ومن يرد نفى ذلك من المسئولين فعليه إثبات العكس بتحقيق إنجازات تخدم الشعب وتكون فى صالح الوطن.

·         وما رؤيتك لأول مشاهد 2012؟

ــ أول مشهد أتمنى أن أراه مكتملاً انتهاء انتخابات البرلمان ومعه مجلس الشورى وعقد الجلسة المجمعة الأولى إيذاناً ببناء الدولة الجديدة التى تعيد إلينا الهدوء والاستقرار حتى تكتمل الصورة بانتخابات رئيس الجمهورية وتسليم الدولة إلى سلطة مدنية.

·         وكيف كان رد فعلك من نتائج المرحلتين السابقتين من انتخابات البرلمان؟

ــ عن نفسى سعيد جداً بما حدث، وأى قوى سياسية وصلت أو ستصل إلى الحكم مع نهاية المرحلة الثالثة للانتخابات لابد أن نبارك لها، وعن نفسى وباعتبار أن المؤشرات الأولية تقول إن البرلمان للتيار الإسلامى وخاصة الإخوان فأنا أبارك لهم على هذا النجاح، ولابد أن يؤكدوا للجميع أنهم على قدر هذه المسئولية وعليهم استخدام العقل والمنطق فى أسلوب حكمهم ومحاولة تجميع القوى الوطنية والابتعاد عن محاولة فرض أيديولوجية معينة على المجتمع كله.

·         وهل ترى أن من حقهم تشكيل الحكومة؟

ــ مادام الشعب اختارهم، فمعنى هذا أنه يوافق على قيادتهم للبلاد فى المرحلة المقبلة، ومن حقهم إذن تشكيل الحكومة وأن تمنح لهم الحرية كاملة فى حكم البلاد بشرط ألا يغيروا من طبيعة الشعب المصرى أو من طبيعة الدولة المدنية.

·         ورؤيتك لحكم الإخوان؟

ــ الإخوان يحاولون طمأنة الناس، وإن كنت أعيب عليهم أنه لا يوجد ما يؤكد هذه الطمأنة، بمعنى أنه حتى الآن لم تخرج منهم تصريحات رسمية، أو تصريحات واضحة، فما يخرج علينا هو تصريحات من أفراد عاديين يتم نفيها أو رفض نسبها لهم بحجة أنها لا تعبر عنهم ولم تخرج من تحت عباءتهم الرسمية وهو ما يحدث بلبلة عند الناس وعدم وضوح رؤية وموقف، أما السلفيون فهم فى غاية السوء وأنا أرفضهم تماماً.

·         ما الذى تريده منهم مع بداية الحكم؟

ــ عدم المساس بحريات الناس، فليس من حق أحد أن يقيد حرية الآخرين، حتى لو افترضنا أن هناك أشياء لابد من منعها لصالح المجتمع فلا يجب أن يكون المنع مصحوباً بتصريحات مستفزة تؤدى إلى مخاوف مثل الاقتراب من حرية العقيدة والحريات الشخصية وحرية الإبداع، دون ذلك فليحكموا كيفما شاءوا، وليمارسوا كافة حقوقهم فى الحكم، وإلا لماذا اختارهم الناس؟! وعليهم بعد ذلك أن يتحملوا مسئولية حكمهم، حتى إذا ما حكمنا عليهم يكون ذلك عن يقين، لأنهم لو فشلوا فلن تقوم لهم قائمة، وسيفقد الناس ثقتهم فيهم، ولن ينتخبوهم مرة أخرى.

·         وهل صورة الفن معهم ستكون أفضل؟

ــ حسب النية، فحتى الآن الصورة ضبابية غير واضحة، ولم يعلنوا بعد عن موقفهم من السينما والمسرح ودورهم الرقابى عليهما وما هى المحاذير والممنوعات، أسئلة كثيرة كان لابد لها من الإجابة عليها وهم على مشارف الحكم. كما أن موقفهم لم يتضح من بقية المشاكل الموجودة فى مصر مثل التعليم وهل سيتم وضع النظريات والمناهج التعليمية التى تخدم مصالحهم أم مصالح المجتمع والارتقاء بمستوى التعليم بشكل عام، خاصة أن التعليم هدف قومى لا يقبل المزايدة أو المتاجرة أو الشخصنة، وكفانا تدهور تعليمى طوال النصف قرن الماضى وإلا لأصبحنا الآن من أقوى الدول الناهضة، خاصة أن تنمية البشر هى العمود الأساسى فى تنمية أى مجتمع، والبشر هم العنصر الرئيسى فى نهضة كل مجتمع، ولابد مع الوضع فى الاعتبار أن هناك فرقاً بين الدولة الديمقراطية والدولة الشمولية وعليه لابد أن تتحدد الأهداف القومية التى يجب بناء المجتمع من خلالها وقبل تسليم السلطة.

أيضاً هناك مشاكل فى الإعلام عليهم تحديد موقفهم منها، فمثلاً كيف يكون شكل الإعلام فى المرحلة المقبلة التى يحكمونها، وهل سيكون الإعلام كله خاصاً، بما فيها الجرائد والمجلات القومية والتليفزيون؟! أم أن الأمر سيستمر فى تبعية بعض الإعلام لهم مثلما كان يحدث من قبل وهو الإعلام القومى الرسمى الحكومى، كذلك الجانب الثقافى وإنفاق الحكومة على الأنشطة الثقافية كيف يكون شكل الأنشطة وتمويلها فى المرحلة المقبلة، كل هذه الأشياء لابد أن يتم حسمها ووضع ضوابط لها بمجرد الاستقرار فى البرلمان وقبل الانتخابات الرئاسية.

·         وما رأيك فى تصريحاتهم ــ وخاصة الإخوان ــ بالدخول إلى ساحة الإنتاج الفنى؟!

- المهم أنهم لا يفرضون علينا إنتاجاً معيناً وفقاً لأهوائهم ورغباتهم وتوجههم، حتى يقضى هذا الإنتاج الممنهج على السينما ويكون بداية الطريق لقتلها، عليهم أن يحسنوا النوايا ويثبتوا لنا عكس ذلك ليكون الترحيب بهم على قدر فرحتنا بنجاحهم.

·         فى حالة إطلاقهم لحرية الإبداع هل من الممكن أن تتعاون معهم فى عمل فنى؟

ــ ليس لدى مانع على الإطلاق، فأنا لست مقاطعهم لأنهم ببساطة ليسوا إسرائيليين فهم مصريون مثلنا تماماً، وأيضاً لست مقاطع السلفيين لكننى معترض على أسلوبهم فى التصريحات الأشبه بالفزاعة، ولكن الأمر ببساطة يتطلب مدى قبول ما يطلبونه منى فى إطار هذا التعاون مع قناعاتى الشخصية كمبدع، وإن كنت أرى أن هذا من الممكن أن يتحقق مع الإخوان، لأنهم ببساطة يعرفون معنى الحرية ويعرفون أيضاً معنى القيود وهم الذين دفعوا ثمن الدفاع عن قضيتهم سنين كثيرة للحصول على اعتراف المجتمع بهم وهو ما تحقق أخيراً، أما السلفيون فكيف أسمح لنفسى أن أعمل مع ناس تصف أدب «نجيب محفوظ» بأنه أدب داعر، وأن الحضارة الفرعونية حضارة عفنة، هؤلاء من المستحيل العمل معهم ليس فى إطار المقاطعة، ولكن فى إطار التباعد الفكرى بيننا.

مجلة روز اليوسف في

31/12/2011

 

أشرف عبدالغفور:

سألتقى مرشد الإخوان فى مطلع 2012

كتب حسام عبد الهادى 

تلقى «أشرف عبدالغفور» نقيب المهن التمثيلية اتصالا هاتفيا من مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين للتنسيق معه فيما يتعلق بتحديد موعد مرتقب بينه وبين «محمد بديع» مرشد الإخوان المسلمين، على أن يكون الموعد فى مطلع العام الجديد 2012 لوضع ضوابط لآليات العمل الفنى والتحاور حول التصدى للأعمال الخليعة والهابطة التافهة ومحاربتها والتى رفض «عبدالغفور» أن يسميها فنا مؤكدا تضامنه مع نظرة التيار الإسلامى فى إعادة الاحترام والرقى للفن والذى وصفه «عبد الغفور» - أى الفن - بأنه يعانى من حالة تردى منذ أكثر من 10 سنوات، وإن كان «عبدالغفور » فى نفس الوقت رفض أن يكون للتيار الإسلامى السيطرة على الفن بمفاهيم تقيد من حرية الإبداع أو إجهاض الأعمال الفنية، الاتصال الذى تم بين « عبدالغفور » و« الإخوان» يوم الأربعاء الماضى لم يكن هو الاتصال الأول، بل سبقه - على حد قوله - اتصالات عديدة تمت خلالها مناقشة الأوضاع الفنية والثناء على تصريحاته بشأن الفن الراقى المحترم الذى ينادى به دائما، كذلك أكد على وجود لقاءات تمت بينهما لتبادل وجهات النظر التى غالبا ما كانت تخرج من الطرفين لمصلحة الفن وليست ضده .

·         من سعى للحوار مع الآخر أولا أنت أم هم؟

- هم الذين سعوا للاتصال بى وكانت الاتصالات فى البداية هاتفية، ثم تحولت إلى بعض اللقاءات ولا أجد غضاضة فى ذلك، مادام الاتصال والتحاور يصب فى النهاية لصالح الحركة الفنية ونهضتها.

·         وماذا عن اللقاء المرتقب مع المرشد «محمد بديع»؟

- أرحب به جدا وأنا واثق بأن النقاش بيننا سيؤتى ثماره، خاصة أن هذا اللقاء سيزيل المخاوف الموجودة بداخل الناس من رغبة التيار الإسلامى- أيا كان التيار - فى إجهاض الفن وإلغائه، فأنا أرى أن من خلال هذا الحوار يمكننا التوصل لصورة الفن المثلى التى نريدها لنهضة الفن والارتقاء بذوق المجتمع.

·     أنت كأول نقيب تم انتخابه من نقابات مصر كلها بعد الثورة مباشرة هل كنت تتصور أن تحدث كل هذه المتغيرات التى قد تتصادم مع الفن فى المرحلة القادمة؟

- لن أسلم بأن هناك متغيرات ستصطدم مع الفن فى المرحلة المقبلة.

·         وما الذى يجعلك مطمئنا؟

- وعى الناس، فلن تعود مصر مرة أخرى إلى الوراء، أو إلى عصر الجاهلية، فالإخوان المسلمين على سبيل المثال بها كوادر لها ثقافتها ووعيها وقدرها الكبير فى العلم والتفاهم وقدر كبير من الانخراط فى العمل السياسى والمجتمعى والاقتصادى والاستثمارى والتجارى، وهو ما يجعلنى مطمئنا ولست خائفا، وقد أكون مخطئاً فى إحساسى هذا، لكن أتمنى ألا أكون مخطئا، ومن هنا أمد يدى لنتعاون جميعا من أجل مصلحة الفن لأننى لن أسمح بإجهاض الفن «ده مش هايحصل» وحط تحتها 20 خطاً وبأى وسيلة، وأن كنت أتمنى أن تكون وسيلة التفاهم بيننا هى الحوار وفى حالة عدم الوصول إلى نتيجة مطمئنة سيكون اللجوء إلى الخيار الآخر وهو عن طريق هذا الحوار، خاصة بعد أن عرفت الناس طريقها إلى التغيير وميدان التحرير .

·         دفاعك بهذه القوة هل لإيمانك بالقضية كـ«أشرف عبدالغفور» الفنان أم كـ«أشرف عبدالغفور» نقيب الفنانين ؟

- وصول التيار الإسلامى إلى الحكم لم يخفنى ولم يفزعنى أولا لإيمانى بقضية الفن كفنان، ثانيا لضرورة دفاعى عنها كنقيب لكل الفنانين ولكل من يعمل بالمهن التمثيلية فى مصر، ومن هنا لابد أن يكون دفاعى نابعاً من داخلى، خاصة أننى لا أختلف معهم وأتفق على ضرورة أن يكون الفن راقيا محترما نبيلا ساميا هادفا ملتزما وإن كنت لا أعنى بكلمة التزام هنا أن يكون محجبا، ولكن أن يكون ملتزما بقضايا الوطن ومشاكل الناس، وأن يكون فنا معبرا عن الشارع الذى نعيش فيه سواء كان هذا الشارع مصرياً أم عربياً .

·         ومن وجهة نظرك كيف يتم تحقيق ذلك؟

- المشاكل التى تحاصر الفن كثيرة، وتحتاج إلى سنين لمناقشتها وعلاجها، ولكن لابد أولا أن نغير نظرة الجمهور ونوجهه للفن الهادف .

·     وكيف يحدث ذلك والمتحكم فى هذا الأمر رأس المال الذى يسعى إلى المكسب الذى يراه فى الهلس أكثر مما يراه فى الأعمال الجادة المحترمة؟

- لابد من فتح الحوار مع كل الجهات الإنتاجية وصناع الفن سواء كان سينما أو مسرحاً أو تليفزيون أو حتى غناء، ولابد من تفاعل كل المؤسسات وهو ما نفكر فيه كنقابة ممثلين من خلال عقد مؤتمر ضخم مع بداية 2012 لمناقشة كل هذه الأمور على أن يحضر المؤتمر كل الكيانات الفنية والتيارات السياسية والحزبية والمتخصصين لرسم صورة توافقية مناسبة للفن فى المرحلة القادمة ترضى جميع الأطراف.

·         هل من الممكن أن يحدث تعاون بين النقابة والإخوان فنيا؟

- أكيد، لأن الفن مرتبط بنقابة الفنانين أو المهن التمثيلية، وفى حالة دخول الإخوان إلى ساحة الإنتاج الفنى كما أعلنوا، قطعا سيحدث تعاون بيننا، فالمصلحة مشتركة، ومن هنا لابد أن تكون هناك صيغ توافقية فيما بيننا لتصب فى النهاية لصالح الفن ولصالح مصر .

·         وما موقف أمثال «دينا» و«سعد الصغير» من هذه المرحلة ؟

- نحن هنا نقابة ولسنا رقابة، فالمسئولية الأكبر على الرقابة التى تقوم بتقييم الأعمال وتحديد التصريح بها للعرض من عدمه، وليس للنقابة دور فى ذلك، وإن كنت أرى أن المسألة الخلافية الأكبر فيما يخص هؤلاء تتلخص فى السينما أكثر باعتبار أن هذه الصناعة تحتاج إلى خلطة خاصة تجذب بها الجمهور والذى يعتبره صناعها استثماراً أيا كان شكل وطريقة تقديم هذا الاستثمار وبما يحقق الربح والربح المادى فقط بخلاف التليفزيون والمسرح اللذين تحكمهما ضوابط فنية مجتمعية ومن هنا نستطيع أن نصل إلى اتفاق لوضع مواصفات سينمائية تنأى بنا عن المواضع الخلافية، وإن كنت أرى شخصيا كـ « أشرف عبدالغفور » أن هناك كثيرا وكثيرا من أدوات المبدعين فى صناعة السينما التى يمكن بها توصيل وجهة نظرهم دون أن يورطوا أنفسهم فى نقاط خلافية

·         أنت كعضو المجلس الاستشارى وليس كنقيب الفنانين فقط متفائل بالعام الجديد أم متشائم؟

- نحن لا نملك سوى التفاؤل وندعو الله أن تعبر مصر هذه الشهور الستة القادمة على خير وأن نتدرع جميعا بالصبر والتؤدة والتعقل والحكمة والوعى قبل السعى، وأن نفكر ألف مرة قبل أن نخطو خطوة قد تأخذنا إلى الإضرار بالصالح العام للوطن .

·     ما يحدث فى كواليس المجلس الاستشارى أكيد يختلف عما يظهر لنا على السطح، فهل ما يدور بداخل هذه الكواليس يجعلك متفائلا إلى هذا الحد؟

- المجلس الاستشارى ليست مهمته تنفيذية وليست له صلاحيات على الإطلاق، بل هو مجلس استشارى آراؤه غير ملزمة، ومهمته ستنتهى بنهاية المرحلة الانتقالية مثله مثل المجلس العسكرى تماما وبمجرد انتخاب رئيس الجمهورية بحد أقصى 30 يونيو .

·         هل لديك مخاوف من تمديد الفترة الانتقالية؟

- ليست لدى مخاوف إلا إذا لم نراع الهدوء وإذا استمرت خلافاتنا وأصررنا على عدم توحيد صفوفنا، كذلك إن حدثت نزاعات بداخل لجنة الدستور وأصر تيار على وضع الدستور دون مشاركة جماعية وغلبوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن دون أن يعوا أنه لا توجد دولة فى العالم يوضع دستورها من خلال كيان أو تيار واحد، بل لابد من مشاركة كل فئات وتيارات المجتمع، أيضا إن لم نراع الالتزام بضوابط وشروط اختيار رئيس الجمهورية والخوف أن تنشب خلافات فى وجهات النظر قد تؤدى إلى حدوث صدام بين كل القوى السياسية، دون ذلك ولو اجتمعنا جميعا على حب الوطن سنعبر الفترة الانتقالية بأمان وفى موعدها، بل من الممكن أن نعبرها قبل الموعد المحدد.

·         وأين قانون الغدر والعزل السياسى من المجلس الاستشارى؟

- فى حساباتنا وعلى جدولنا، ولكن هناك أولويات تفرضها علينا الأحداث المتلاحقة، فليس من المعقول أن نجد البلد فى حاجة إلى سيطرة أمنية ولا نضع للملف الأمنى أولوياته فى المناقشة مثلما حدث يوم الثلاثاء الماضى عندما اجتمعنا فيه مع وزير الداخلية اللواء «محمد إبراهيم» لمدة ساعتين ونصف الساعة، كذلك الملف الاقتصادى يأتى ضمن الأولويات بعد الأمن وهكذا، ولكن ملف قانون الغدر والعزل السياسى فى الاعتبار على أن تتم مناقشته مع بداية 2012 ده إذا استمرينا فى المجلس ولم تطرأ على السطح أحداث تفسد هدوء دراسة الموقف واتخاذ القرارات والاستمرار فى عملية الإصلاح.

مجلة روز اليوسف في

31/12/2011

 

عبدالعزيز مخيون :

علي «الإسلاميين» أن يقتدوا بـ«حسن البنا» في نظرته للفن لم

كتب اسلام عبد الوهاب 

يكن يوماً ساعياً لمنصب أو سلطة، ولم يرتمي يوماً في أحضان النظام، بل كان دائماً - وأعماله تشهد علي ذلك - يقف علي يسار الحكم السابق معترضاً علي كل تجاوزاته وأفعاله، وعندما قامت الثورة لم يقفز عليها. عبدالعزيز مخيون فنان بدرجة مناضل وهو أحد الأعضاء البارزين في حركة كفاية.. حاورناه ليتحدث عن طالع 2012 في الفن والسياسة.

·         هل لديك تخوف علي الفن في 2012 ؟

- أنا لا أخشي علي الفن ولكن أخشي علي مصر، وأتمني أن تنجح في العبور إلي بر الديمقراطية أما الفن فسيأتي عندما تبني دولة ديمقراطية.

·         كيف تري المشهد السينمائي بعد سيطرة الإخوان وتأسيسهم لشركات إنتاج فنية؟

- التيارات الإسلامية والجماعات الدينية بما فيها الإخوان نظروا إلي الجانب السلبي في الفن ولم ينظروا إلي الجانب الإيجابي ومعظمهم نظر إلي الفن علي أنه «رجس من عمل الشيطان» كما أن الإخوان المسلمون لم يبنوا الفن علي ما أسسه حسن البنا ولم يتقدموا إلي الأمام بعد تجربته علي المسرح لكنهم تأثروا بتشدد السلفيين ونظرتهم القاصرة إلي الفن. لكن في نفس الوقت هناك جانب سلبي في الفن كان سائدا في الفترة الماضية وإن كان هذا لايعفيهم من قصور النظرة، ونحن نري أن إيران وهي جمهورية إسلامية أحسنوا التعامل مع رصيد السينما الإيرانية وقاموا بتوظيفه في خدمة الثورة وأهدافها. كما إن الإخوان لديهم برنامج ثقافي ضمن برنامجهم الحزبي لكنه يحتاج إلي توضيح أكثر وينقصهم الممارسة العملية للفن خصوصا أن الساحة الآن أصبحت مفتوحة لمن يريد أن يعبر عن نفسه بالفن.

·         وماذا عن السلفيين وعلاقتهم بالفن؟

- مطلوب من الإخوة السلفيين الذين أصبح لهم حزب سياسي ومقاعد في البرلمان أن يوضحوا موقفهم من الفن، أنا أقول لهم هل في أحزابكم برنامج للفنون والآداب والثقافة؟ كما إنني لا أعول علي التصريحات الهمجية التي أسمعها من الصحافة والإعلام نقلا عن لسانهم لأنني لا أثق في صحافة التهييج والإثارة.

·         هل أنت مؤيد للرقابة الفنية من منطلق ديني أم منطلق اجتماعي؟

- أنا دائما أتحفظ علي الرقابة، وتحفظي هذا نابع من أننا خضعنا مرغمين لسنوات طوال لأنظمة حكم شمولية فكانت تولي علي الفنون رقباء موظفين كانوا أحيانا ملكيين أكثر من الملك وكانوا يصدرون قرارات تعسفية بدون وجه حق بمنع بعض الأعمال، أما في الدولة الحديثة التي ننشدها فإن الرقابة أولا يجب أن تتمثل في ضمير الكاتب ثم في ميثاق اجتماعي نتفق عليه جميعا يحرص علي الحفاظ علي قيم الأسرة والحياء العام. مع مراعاة أنه لا فن بدون حرية ولكنها يجب أن تكون حرية بضوابط.

·         ما تفسيرك لصعود التيار الإسلامي في البرلمان، وهل هو نتيجة لضعف قوة التيار الليبرالي؟

- أنا أري أن ما حققه السلفيون والإخوان في هذه الفترة الاستثنائية من تاريخ مصر يعود إلي حالة الفساد السياسي التي كانت عليها مصر، وقد استطاع التيار الديني بشرائحه المختلفة أن يتعامل مع هذا الوضع من خلال العمل الدعوي والخيري، أما في الجانب الآخر فإن التيارات القومية والديمقراطية والاشتراكية فإنها فشلت في إيجاد وسيلة اتصال مباشر مع الجماهير لحشدها.

·         وما رؤيتك للانتخابات البرلمانية القادمة بعد 4 سنوات من الآن؟

- أتوقع أن تحصل القوي السياسية التي تعبر عن العمال والفلاحين والطبقة المتوسطة والفقراء بشكل عام علي النصيب الأكبر وعندها سوف يكشف المجتمع المصري الأوزان الحقيقية للقوي السياسية وسوف يتمتع الشعب المصري لأول مرة بحريته في الاختيار التي لم يحصل عليها في الانتخابات الحالية

·         ولماذا تتحفظ علي نتائج الانتخابات البرلمانية الحالية ؟

- أنا متحفظ علي هذه الانتخابات لعدة أسباب أولاً فيما يخص الترغيب والترويع داخل اللجان وحول اللجان من أجل حشد أصوات الناخبين لصالح شخص أو تيار معين. ثانيا: استجداء أصوات الناخبين بقرع أبواب البيوت، ثالثا: استخدام الدين ودور العبادة في الدعاية الانتخابية بالمخالفة للقانون.

ورابعا: الإنفاق المالي الكثيف فقد شاهدت بنفسي حفلات وولائم تكلفت الملايين، أما كان أولي للسلفيين الذين يقولون قال الله وقال الرسول أن يوجهوا تلك الأموال إلي المدارس والمستشفيات لتعليم وعلاج غير القادرين أقول لهم هل هذا من مبادئ الإسلام! كما أن هذه الانتخابات في مجملها جاءت في سياق غير صحي سياسيا لأنه لا انتخابات بدون دستور.

مجلة روز اليوسف في

31/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)