حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ'المغربية' إن الفيلم يرصد تجربة ألمانيات اعتنقن الإسلام

محمد نبيل: 'أحلام نساء' تجربة ثلاثة نساء لهن قراءات خاصة للدين

أجرت الحوار: نعيمة لمسفر | المغربية

·         الفيلم يسمح بالنقاش حول مواضيع غير مفهومة عند الكثيرين

·         أحاول أن أكون فنانا مبدعا يعتقد في الجمال والفن

يشارك المخرج المغربي، الشاب محمد نبيل، في مهرجان خريبكة الدولي للسينما، بفيلمه الوثائقي "أحلام نساء"، الذي يحكي قصة ثلاث نساء ألمانيات اعتنقن الإسلام، وكيف يعشن هذا التحول في مجتمع ما زالت الظاهرة تكتسي فيه الكثير من التعقيد.

ومحمد نبيل صحافي وسينمائي مقيم بالعاصمة الألمانية برلين، أستاذ فلسفة. غادر المغرب منذ 11 عاما، حيث عاش مهاجرا في كل من كندا، روسيا ثم ألمانيا .وتأتي هذه المشاركة بعد مشاركته في المهرجان الدولي للسينما بإيطاليا كما عرض الفيلم في عدة مناسبات دولية ووطنية.

وقال نبيل في حوار مع "المغربية" "إن ألمانيا بلاد الأفكار والفلسفة، عشقت لغتها، وأنا أدرس الفلسفة في المغرب، وكان الحلم يراودني منذ عقد من الزمن، لأزاوج بين الدرس الفلسفي الألماني، وفضاءات إنتاجه، حتى تحقق ذلك من حيث لا أدري، بعد ارتباطي بزوجتي الألمانية. فنحن معا نكافح، يوميا، من أجل إضافة شيء جميل إلى هذا العالم، ببصمات ألمانية ومغربية. وفيلم "أحلام نساء" هو أحد إنتاج هذه البصمات".

·         بداية كيف جاءت الفكرة لتوثيق تجربة نساء ألمانيات مع دخولهن الإسلام؟ وما هو الهدف من نقل هذه التجربة على الشاشة؟

تأسس الفيلم ومعالجته السينمائية على بحث قمت به في ألمانيا، حول ظاهرة النساء المعتنقات للإسلام. وفي الأصل، كان بحثا صحفيا نشرت، بصدده، مقالات في الصحف العربية، فحولت المادة الصحفية والعلمية إلى بحث سينمائي، ومعالجة بالصور، لظاهرة مازالت تثير العديد من الجدل، في الفضاءات العمومية الألمانية، بل وتزعج العديد من الأطراف السياسية. أما الهدف من نقل التجربة إلى الشاشة فهو فهم الظاهرة بكل أبعادها المعقدة، وخلق نقاش عمومي حولها.

العمل الذي قمت به، لا يحمل دعاية للإسلام في ألمانيا، ولكن أردت به تقديم تجربة إنسانية لثلاث نساء لهن أحلام وطموحات، كما لهن أفكار وقراءات خاصة للدين. وهذا ما عكسه الشريط، تاركا للجمهور الانطباع بأن الاختزال، في لحظة من اللحظات، يصبح خطأ وجرما في حق أي دين من الأديان. إنها مقاربة سينمائية لتجربة إنسانية .

·         حدثنا عن نساء الفيلم؟

- الفيلم الوثائقي "أحلام نساء" هو محاولة للنبش في علاقة الثقافة، والمجتمع الألماني، بالإسلام، والثقافة العربية الإسلامية.

هي حكاية أو سيرة ذاتية لثلاث نساء ألمانيات، أردت من خلالها إبراز تنوع إسلام شخصيات الفيلم، وشمولية وعمومية الإسلام. ما يعني أنه لا يمكن اختزال الإسلام في مذهب دون آخر، أو توجه بعينه وإلغاء التوجهات الأخرى. فالمعلّمة الألمانية، في مدينة برلين، "باربرا"، ارتبطت بزوج مسلم تركي الأصل، ما دفعها إلى اعتناق الإسلام. غير أن إسلام "باربرا" سبب لها مشاكل وصراعات عائلية عديدة، بسبب ممارستها لطقوس دينها الجديد. على العكس من باربرا، لم تواجه مواطنتها جيسيكا، بائعة الأحجار الكريمة، مثل هذه المشاكل، بسبب اعتناقها الإسلام، بل زودها هذا الدين بالطاقة والحب. جيسيكا تميل في اعتناقها للإسلام نحو الصوفية. وهذا الأمر منحها نظرة تفاؤلية للمجتمع، على حد تعبيرها. أما "كريستيانا" المتخصصة في علم النفس، فقد اعتنقت الإسلام، ثم خرجت منه، بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنها عادت إلى اعتناقه مرة أخرى، وهي تتبع كذلك أحد الطرق الصوفية، كما أنها تعيش صراعا كبيرا مع المجتمع والجيران، لكنها تقول إنها سعيدة، رغم ذلك.

·         بشكل عام، كيف يتعامل المجتمع الألماني مع الجالية المسلمة هناك؟ أو إلى أي حد يبدي الألمان التسامح والتعايش مع المسلمين هناك؟

- الألمان لم يعرفوا الهجرة كظاهرة، في مرحلة ما بعد الحرب، كما عرفتها مجتمعات أوروبية أخرى، فالألمان اعتبروا المهاجر "ضيفا"، سيرحل فور انتهاء مهمة بناء البلد، الذي دمرته الحرب، لكن العكس هو ما حدث، والدولة لم تنتبه إلى هذا المشكل، الذي دفع ألمانيا إلى سن قانون الهجرة، لأول مرة في التاريخ، عام 2002/2003.

الحديث عن الاندماج أصبح كلاما بلاغيا أكثر منه واقعي في ألمانيا. لا يمكن للاندماج أن يقع إذا لم نحدد ماذا نقصد به، وهناك فرق شاسع بين الاندماج و الانصهار، وهل اللغة كافية للاندماج، أم هناك وسائل أخرى ..الإشكالية ما زالت مطروحة، ويبدو أن القضية بدأت تزعج بعض الأطراف في ألمانيا.. لكن هناك حراك، وجدل سياسي واجتماعي خصب حول قضايا المهاجرين.

وفيلم "أحلام نساء" يبرز جزءا من الصراع المجتمعي، الذي يظل عاديا وموضوعيا، في كل المجتمعات، ولو بصيغ مختلفة.

سوسيولوجيا، أي مجتمع يعرف الصراع والاحتكاك، لكن السؤال هو كيف يجب تدبير الصراع والاختلاف. لا يمكن التحدث عن 82 مليون ألماني بتعميم الأحكام غير العلمية. هناك فئات و طبقات، لكن المستقبل حابل بالجديد في قضايا المهاجرين، الذي تصدر الدولة في حقهم العديد من القوانين، التي يعتبرها بعض المراقبين، تمييزية وغير معقولة. بالمقابل، لابد من التذكير بمجهودات المجتمع الألماني، وإمكانياته العلمية، والثقافية، والفلسفية، في ظل الديمقراطية الألمانية، التي يمكن للمهاجر أن يستغلها بشكل كبير. فالمشاركة السياسية، وفي الفضاءات الثقافية والفنية الألمانية، ضرورية، لكن ما زال هناك شبه غياب للمهاجرين وأبنائهم، عن هذه الفضاءات، التي تسمح بالتلاقي، والحوار، والاندماج، أيضا.

·         ما هي ردود الأفعال أو الارتسامات، التي خلفها الفيلم بعد عرضه في المغرب، وفي ألمانيا؟ يعني ماهي الانتقادات، التي واجهتها سواء الإيجابية أو السلبية؟.

- عرض الفيلم في المغرب، وألمانيا. وفي هولندا، أثار الكثير من الجدل في الفضاءات، التي عرض فيها، خاصة أنه يتطرق للظاهرة الدينية، من زوايا التصوف، وحقوق الإنسان، والزواج المختلط . فالفيلم يسمح بالنقاش حول مواضيع غير مفهومة عند الكثيرين، والأمر يتعلق بمنع وإباحة الحجاب في ألمانيا، بالنسبة للمدرسات مثلا.

إن فهم المجتمع الألماني من الداخل ليس بالمهمة السهلة، لكن رهان الفيلم هو التقرب من هذا المجتمع، فكريا ودينيا، وبالفعل حصل ذلك عن طريقة السيرة الذاتية في الفيلم، التي تحكي جزءا منها، ثلاث نساء ألمانيات، إلى جانب مجموعة من الخبراء، الذين شاركوا في الفيلم بتحليلاتهم وآرائه.

·         ماذا تتوقع من مشاركة فيلمك في كل من المهرجان الدولي للأديان في إيطاليا، وفي مهرجان خريبكة الدولي للفيلم الوثائقي، في المغرب، في أكتوبر المقبل؟

- الهدف من مشاركاتي بفيلم "أحلام نساء" ليس بالضرورة الحصول على الجوائز، لكن تعلم ما لا يتعلم أثناء تصوير وإنتاج فيلم معين، إنه الالتقاء بالجمهور، التحدث معه، الإنصات إليه، وفهم كيفية استقباله للفيلم، وانتقاداته. وهي كلها عوامل اعتبرها حافزا للمشاركة في أي مهرجان. إننا لا نولد مخرجين أو فنانين، بل نتحول إلى فنانين في إطار صيرورة التاريخ. فأكبر جائزة يمكن أن أحصل عليها، هي ذلك الكنز الحواري بيني وبين جمهور، من مختلف الثقافات والديانات، وأتمنى أن تكون الفرصة سانحة لي، بشكل كبير، سواء في إيطاليا أو خريبكة، لتحقيق هذا الحوار السينمائي الجميل.

·         ما هو تقييمك لنتائج عرض فيلمك الأخير بمدينة طنجة؟

عرض فيلمي في طنجة، وفي مهرجانات عدة، وفي المركز الثقافي الألماني في الرباط، هو حدث إيجابي في حد ذاته. هو اكتشاف لجمهور جديد، ولشباب يحمل أفكارا متنورة عن الدين والمجتمع. و ما يعيد لي التفاؤل شخصيا، في مغرب له مستوى معرفي، وعلمي، وحتى فني محدود، أن هناك شبابا لهم فضول التعلم، ويريدون اكتشاف قارات مغايرة، ويجتهدون من أجل تطوير مستواهم المعرفي، ما يبشر بالأمل في المستقبل.

·         كيف دخلت إلى مجال الفن، خصوصا أنك درست الفلسفة؟

أولا، أحاول أن أكون فنانا، مبدعا، يعتقد في الجمال والفن. وهو مجال درسته في إطار دراساتي الفلسفية، وكنت عضوا منخرطا في الجامعة الوطنية للأندية السينمائية.

عشقت الصورة وأنا طفل صغير، كنت أحتك بالأجانب الوافدين على المغرب، من مختلف الجنسيات، في مدينة سيدي قاسم أساسا، وهذا ساهم في زرع بذور حب طفولي للصورة السينمائية...

درست السينما في كندا، في إطار دراسة حرة، نظرا لاقتراب موعد هجرتي الثانية لألمانيا عام 2005، ثم أخرجت فيلما قصيرا في مونتريال، في تجربة أولى مع الكاميرا، و خضعت لتكوين في ألمانيا، وما زلت أتعلم لحد الساعة، وأستفيد من أي لقاء أو ورشة أو تكوين في مجال السينما. إننا نتعلم باستمرار، وفي أي بلد يكون العلم، والأفكار، والفلسفة، يصبح التعلم متعة وجمالا.

·         كيف زاوجت بين العمل الصحفي والسينمائي؟

مزاوجة صعبة ومتعبة وقاهرة، لكن فيها من الجمال، والمتعة، والمجاهدة بلغة الصوفية، ما يكفي. إنها تحد الذات لإكراه اليومي القاتل، وزحف الرأسمال، وتحويل العالم إلى شيء وبضاعة، أكافح كما يقول الألمان باستمرار .

·         لماذا فكرت في الاستقرار في ألمانيا، بعد هجراتك المتعددة؟

ألمانيا بلاد الأفكار والفلسفة، عشقت لغتها، وأنا أدرس الفلسفة في المغرب، وكان الحلم يراودني منذ عقد من الزمن، لأزاوج بين الدرس الفلسفي الألماني، وفضاءات إنتاجه، حتى تحقق ذلك من حيث لا أدري، بعد ارتباطي بزوجتي الألمانية. فنحن معا نكافح، يوميا، من أجل إضافة شيء جميل إلى هذا العالم، ببصمات ألمانية ومغربية. وفيلم "أحلام نساء" هو أحد إنتاج هذه البصمات.

·         ألا تفكر في العودة إلى المغرب؟

لدي رغبة كبيرة في العودة، فأنا مدين للمجتمع المغربي بالكثير. حاليا، أعمل قليلا بين المغرب وألمانيا، لكن أجد أنه لا يمكنني تحقيق الكثير من طموحاتي في المغرب، فما زالت الكثير من الأبواب موصدة في وجه الكثير من الطاقات، ربما بسبب عقلية معينة ما زالت تفرض نفسها، رغم أنها أضحت متجاوزة، ولأننا نحب المغرب، لابد من أن نقول إنه إذا استمرت هذه العقلية، فإنه، بالمقارنة مع أوروبا وإسبانيا جارتنا، والغرب الأمريكي، سيتراجع يوميا، ولا يمكن مواكبة أي رهانات، بل حتى التواصل الثقافي، الذي نتحدث عنه، من الصعب ممارسته في ظل هذا الميزان المختل. لكن وجب التفكير جديا في إعادة بناء الذات المغربية، انطلاقا من مبدأ الطاولة الممسوحة، كما قال ديكارت.

·         ما هي أعمالك الفنية المستقبلية؟

أعمل على مشاريع أفلام تتعلق أساسا بالسؤال النسائي، في المغرب وألمانيا. وأشتغل، حاليا، على مشروع فيلم وثائقي عن الأمهات العازبات، في المجتمع المغربي. وهو موضوع مثير سيحمل الكثير من الوقائع والحقائق المجتمعية .

الصحراء المغربية في

29/11/2011

 

تكريم إيطالي وقطري في المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة

خريبكة: عبد الرحمان مسحت | المغربية  

افتتحت فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، التي ستختتم مساء يومه السبت 29 أكتوبر الجاري، بتكريم عدد من الوجوه الأجنبية والعربية، تقديرا لجهودها الكبيرة في إغناء الرصيد الوثائقي، والسينمائي العربي بشكل عام إذ حظي بدرع المهرجان كل من أنا باستوري، مديرة المركز الثقافي الإيطالي بالمغرب، وسكرتير السفير الإيطالي بالرباط، باعتبار دولة إيطاليا، ضيفة شرف الدورة الثالثة من هذا المهرجان، بعد سوريا وفلسطين في الدورتين الأولى والثانية.

كما كرمت الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، المنظم بدعم من المركز السينمائي المغربي، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمعهد الوطني للتهيئة والعمران، والمركز الثقافي الإيطالي، نبيل العتيبي، رئيس قسم الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية القطرية، والإعلامي المغربي عبد الرزاق لحرش.

كما جرى بالمناسبة تقديم، لجنة تحكيم هذه الدورة، التي يرأسها المخرج نبيل العتيبي، رئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية بقطر، والناقد المغربي سعيد يقطين، وفاطمة يهدي، صحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والمخرجة الإيطالية، جيوفانا تافياني، والمخرج الجزائري، عبد المالك لكون، فضلا عن الناقد الجامعي يوسف آيت همو، والناقد الإعلامي أحمد سجلماسي، وخليل الدامون، رئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب.

بالإضافة إلى عدد مهم من مخرجي الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.
واعتبر الحبيب ناصري، رئيس المهرجان في كلمة بالمناسبة أن هذه التظاهرة تعد قاطرة حقيقية للتنمية المحلية، وترسيخ قيم الحوار، والتواصل الكوني، ما يجعل المغرب، محطة دولية لتكريم مبادئ التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والأجناس.

وأكد ناصري أن السينما التي بدأت وثائقية، تعد أحد الأشكال الإبداعية الراقية، التي قدمت للمتلقي في العديد من المناسبات، فيضا من القيم والمبادئ الوجودية، التي تدعو في العمق إلى السلام، والكرامة، وتمجيد الحرية والتسامح، واحترام حقوق الإنسان، وتكريم الحياة في أبهى تجلياتها بمختلف تقاليدها وعاداتها.

وثمن بالمناسبة الجهات الداعمة للمهرجان، وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي، داعيا بالمناسبة إلى جعل المهرجان مناسبة سنوية من أجل الاحتفاء بالسينما الوثائقية، كفعل فني وإبداعي، تساهم بشكل كبير في إشاعة قيم الثقافة والفنون. وقال إنه "بين الدورة الأولى والثالثة عشنا لحظات ممتعة تعلمنا فيها أشياء كثيرة ومفيدة في الحياة، وأطللنا من خلالها على نافذة تنظيم المهرجان وعلى كيفية سير سؤال الثقافة في بلادنا كبوابة نحو تحقيق رقي جمالي أفضل بطوق المواطن".

وأكد رئيس المهرجان أن الفيلم الوثائقي يعد أداة من أدوات مساءلة الذات والآخر، ناهيك عن كونه تجليا من تجليات محاربة كل أشكال العنف والتطرف والإقصاء.

وأكدت كل كلمات المكرمين في المهرجان الدولي الثالث للفيلم الوثائقي بخريبكة، أن هذه التظاهرة تعتبر محطة مهمة لتعزيز مزيد من الحوار الثقافي والسينمائي، مؤكدة أن السينما في أبهى تجلياتها تعد الفن الحقيقي للتعبير عن طموحات الإنسان ونبض المجتمع، فضلا عن طرح الأسئلة من أجل الحياة والوجود، وتكريم المجتمع.

وشهد حفل افتتاح الدورة الثالثة، المنظمة تحت شعار "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، تقديم وصلات فنية موسيقية أدتها إحدى فرق عبيدات الرما بالمدينة، وفنان الملحون جمال الدين بنحدو، فضلا عن افتتاح معرض للفنون التشكيلية من توقيع الفنانة الحاجة خدوج السليماني.

وجرى بالمناسبة عرض فيلم الافتتاح، ويتعلق الأمر بفيلم" عودة إلى البلد" للمخرجة الايطالية جيوفانا تافياني، إضافة إلى عرض ثلاثة أفلام مدرجة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وهي "الأزمنة الجديدة" للمخرج الإسباني جورج دورادو، و"أمازيغ مصر" للمخرج المصري حسن داوود، و"مضيف الشهداء" للمخرج الفلسطيني فايق جرادة.

وتكريما للسينما الايطالية، جرى تنظيم لقاء مفتوح مع المخرجة الإيطالية، جيوفانا تافياني، وأنا باستوري، مديرة المركز الثقافي الايطالي بالمغرب.

يشارك في الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة 11 فيلما من 11 دولة هي: ايطاليا، وبلجيكا، وإسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفلسطين، وتونس، ومصر، والجزائر، والمغرب، وستتبارى تلك الأفلام على جوائز المهرجان، وأرفعها الجائزة الكبرى، فضلا عن جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، وجائزة النقد، وجائزة الجمهور، وجائزة المؤسسة التربوية.

وتشتمل فقرات برنامج هذه التظاهرة السينمائية الدولية، على أنشطة خصبة منها ندوة فكرية حول موضوع "الهجرة في الفيلم الوثائقي"، التي نظمت يوم الخميس، إضافة إلى تنظيم مسابقة لأحسن فيلم وثائقي مفتوحة في وجه المخرجين الهواة الشباب بالمدينة ونواحيها.

كما جرى بالمناسبة، تنظيم أمسية شعرية ومعرضين تشكيلين، وعرض أشرطة وثائقية بعدد من المؤسسات التعليمية، إضافة إلى عرض شريطين وثائقيين ضمن بانوراما المهرجان بساحة المجاهدين، وهما"تاريخ مقاومة .. وكفاح امرأة" للمخرج المغربي عبد العزيز العطار، و"كل ما أريد" للمخرجة الأمريكية ميشال ميدينا.

الصحراء المغربية في

29/11/2011

 

أهل الفن يضعون خارطة الحكومة الجديدة

القاهرة ـــــ خالد بطراوي 

شهدت الساحة الفنية أخيرا حالة من الارتباك، خاصة مع العد التنازلي للانتخابات، حتى أن بعض المنتجين سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية قرروا تأجيل تصوير أعمالهم الى ان تهدأ الأجواء ومعرفة الفائز الذي يتربع على عرش الحكم. المشاهير من الفنانين والمنتجين وضعوا النقاط فوق الحروف، وهم يرسمون خارطة الانتخابات وتوقعاتهم للحكومة الجديدة، وما تحتاجه مصر في هذه المرحلة الحرجة.

يقول نور الشريف:

- نحن في موقف اقتصادي شديد السوء، وهو أمر أكده خبراء الاقتصاد، والموقف لا يتحمل أي مهاترات. هكذا يرى الفنان القدير نور الشريف الصورة، ويضيف: نريد حكومة ليس لديها اطماع، ووزراء يملكون تجربة سياسية وعقلا متزنا وانتماء حقيقيا للبلد، ليواجهوا حالة الانقسام الخطيرة في المجتمع، هذه الوزارة ستكون مهمتها ثقيلة، وعليها ان تحقق انجازا في شهور معدودة، وأهم انجاز أن تتخذ قرارات مدروسة وجريئة لانقاذ بلدنا، لأنني أخشى ما اخشاه أن تسيطر فئة غير واعية من الشعب على القرار فنغرق اكثر، نريد اتفاقا لا خلافا وانقساما.

بقايا الماضي

أما صلاح السعدني فيقول:

- نريد حكومة بجد حكومة تكنوقراط، فيها روح جديدة، ويكون أغلب وزرائها من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين، ومع ذلك فانني أرى أن المسألة اكبر من الحكومة المؤقتة، واذا كان قد فرض علينا الأمر وتم وضع العربة قبل الحصان، وستجري الانتخابات قبل وضع الدستور، فإنني أدعو الشباب الذين قاموا بالثورة للتكاتف والنزول إلى لجان الانتخابات التي تمثل اخطر انتخابات في تاريخ مصر، لأننا نعول عليها للانطلاق بمصر نحو المستقبل، فعلى هؤلاء الشباب أن يفضوا تظاهراتهم واعتصاماتهم، ويسارعوا الى المشاركة في الانتخابات من أجل ضمان مجلس شعب حقيقي، يقوم بدوره الذي ننتظره في اصلاح التشريعات العوجاء التي عشنا فيها سنوات والتخلص من بقايا الماضي، ونحقق مستقبلا حقيقيا يليق بمصر، الذي ننتظره منذ أربعة آلاف سنة.

قتامة شديدة

الفنانة هالة فاخر ترى ان السفينة تغرق والانقسامات تهدد المجتمع كله، الصورة شديدة القتامة، والحكومة القادمة لابد ان تسعى لانقاذ البلد الذي يوشك على الغرق.وتضيف:

- لا أحد يعرف ماذا يحدث، ولا يمكننا أن نتوقع شيئا، وكل ما نملكه أن ندعو الله أن يجبر بخاطرنا ونجتاز الأزمة.

أما وفاء عامر، فتبدي حزنها على ما يحدث:

- هناك انفلات أمني، وتخريب في مصر واقتصادها، سواء حرق السيارات أو خسارة البورصة، أو التسبب في قتل الأرواح، وإصابة الاخرين من جراء أحداث الشغب التي تحدث في ميدان التحرير مع مجموعة مسالمة من شباب الثورة الذين لا يحملون أي اسلحة، ولكن يأتي التخريب والدمار من المندسين وسط هؤلاء الأبرياء.

وتطالب وفاء عامر رجال الأمن بضرورة الحزم والوقوف بشدة امام أي خارج على القانون، خاصة ونحن مقدمون على عملية انتخاب مجلسي الشعب والشورى.

مرحلة انتقالية

ويرى المنتج محمد فوزي، الذي توقف عن الانتاج مؤقتا:

- أن الحكومة القادمة لن تستطيع أن تحقق شيئا إذا تم التعامل معها بالأسلوب نفسه، في عدم اطلاق يدها وعدم منحها الصلاحيات التي تمكنها من ادارة هذه المرحلة الانتقالية التي تعتبر من أصعب المراحل التي تمر بها مصر.

ويضيف: من المهم جدا منح هذه الحكومة الصلاحيات الكاملة، لأنها لو ظلت بلا صلاحيات لن تحقق شيئان وهذا سبب اعتذار الكثيرين عن قبول وزارة لا تملك الحد الأدنى من الصلاحيات لاتخاذ القرار المناسب.

إنقاذ وطني

الأمر لم يختلف كثيرا مع الفنانة هالة صدقي، التي تقول:

- لابد من منح حكومة الانقاذ الوطني صلاحيات كاملة، واطلاق يدها في اتخاذ القرارات الحاسمة. فعلى مدى الشهور الماضية لم نحقق شيئا، وخسرنا المليارات، واصبحنا نعيش مرحلة خطيرة لا تتحمل اي قرارات خاطئة، وربما كان عدم منح الحكومة الصلاحيات أحد أسباب ذلك، نريد وزراء يمثلون التيارات المعتدلة، فهذا ليس وقت الاختلاف ولا تصفية الحسابات، نريد وزراء لديهم الجرأة في اتخاذ القرارات التي تضمن عودة الأمن.

هذا الوقت ليس وقت تظاهرات واعتصامات، كفانا خسائر وكفانا دماء، ما ذنب الابرياء الذين فقدهم ذووهم.

يد الشعب

ويؤكد الفنان عمرو واكد أن الأمر في يد الشعب:

- الشعب هو من يحدد مصيره، ولا أحد فوق هذا الشعب، ولابد من تسليم السلطة في وقت محدد، وان تشكل حكومة قادرة على ادارة البلاد واتخاذ قرارات بدلا من الحكومة الضعيفة، التي تتعلل بضيق ذات اليد والظروف والمطالب الفئوية، ولم تنجح حتى في اعادة الأمن للشارع المصري.

ويضيف عمرو واكد ان الحكومة الوطنية القادمة يجب تشكيلها من اسماء قوية وقادرة على اتخاذ القرارات المناسبة.

استقرار أمني

وترى الفنانة سميرة أحمد أن الأوضاع شديدة الخطورة في مصر:

- لابد من تشكيل حكومة انقاذ وطني تقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية الحالية، ولا تكون مجرد حكومة تسيير أعمال كالحكومة السابقة، لأننا نشهد انتخابات برلمانية ووضع الدستور وانتخابات رئيس الجمهورية بالاضافة إلى كل ذلك، ولدينا مشاكل اقتصادية خطيرة تحتاج إلى وزراء قادرين على استعادة عافية الاقتصاد المصري، وخلق استثمارات جديدة، وهذا الى جانب وجود استقرار أمني، لأن المستثمر لن يأتي طالما هناك فوضى تعم البلاد.

اتمنى من حكومة الانقاذ الوطني أن تلبي احتياجات الناس، وتستمع إلى شكواهم بحكمة وصبر، وأن يتسم أداؤها بالايقاع السريع، فالنوايا الطيبة وحدها لا تكفي لإرضاء المشاعر الملتهبة.

القبس الكويتية في

29/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)