حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هانى سلامة:

الناس «هتشوف» نفسها فى «واحد صحيح»

حوار   أحمد الجزار   

أكد الممثل هانى سلامة أن فيلمه الجديد «واحد صحيح» يحمل معانى إنسانية راقية، وأن كل مشاهد سيشعر بأن السيناريو يتحدث عنه معربا عن سعادته باختيار الفيلم للمشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان دبى السينمائى الدولى الذى يعقد الشهر المقبل.

وقال هانى سلامة لـ«المصرى اليوم» إن مشاركة «واحد صحيح» فى مهرجان دبى عوضته عن الغياب عن المنافسة فى موسم عيد الأضحى، مشيرا إلى أنه يتمنى العمل فى الدراما التليفزيونية لكنه مازال يبحث عن العمل المناسب.

كيف استقبلت اختيار «واحد صحيح» فى المسابقة الرسمية لمهرجان دبى؟

- شعرت بحالة سعادة، لأن اختيار الفيلم فى المسابقة الرسمية يؤكد أننا قدمنا عملا جيدا بغض النظر عن حصوله على جوائز أم لا، لأن هناك لجنة من المتخصصين رأت أن الفيلم يستحق تمثيل مصر فى المسابقة، وهذا ما يجعلنى فخورا بما قدمته وأتمنى أن يحصل «واحد صحيح» على جائزة، سواء فى الإخراج أو التمثيل أو التأليف أو حتى الصوت.

ما أسباب اختيار الفيلم للمشاركة فى المسابقة من وجهة نظرك؟

- الفيلم يتحدث عن العلاقات بين الناس بشكل حقيقى جدا، وأعتقد أن أى شخص سيشاهده سيرى نفسه فيه وسيشعر بأنه يتحدث عنه، وأنا شخصيا أعرف نماذج حقيقية موجودة فى هذا الفيلم.

هل ترى أن مشاركة الفيلم فى المهرجان قد تؤثر على استقبال الجمهور له؟

- لا أعتقد ذلك، لأن هناك أفلاما كثيرة نجحت فى تحقيق المعادلة الفنية والجماهيرية، ولم يؤثر اشتراكها فى المهرجانات على إقبال المشاهدين، ومنها «خيانة مشروعة» الذى عرض فى دبى أيضا، وكذلك «سهر الليالى» ودائما ما أهتم فى أعمالى بتحقيق هذه المعادلة وإن كان الجمهور يأتى فى المقام الأول، لأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى نجاح أى عمل، كما أن المهرجانات تمثل تقديرا أدبيا للفنان.

لماذا اعترضت على عدم عرض «واحد صحيح» فى موسم عيد الأضحى؟

الفيلم حتى آخر لحظة كان سيعرض فى العيد، وكنت أتمنى ذلك، خاصة أن أغلب أفلام الموسم كوميدية، بينما «واحد صحيح» له شكل ومضمون مختلف، ولكن «قدر الله وما شاء فعل» فلو كنا عرضنا الفيلم ما استطعنا المشاركة به فى مهرجان دبى، لذلك عندما علمت بخبر اختيار المهرجان له هدأت أعصابى كثيرا ووجدت أن «كل تأخيرة وفيها خيرة».

ما رأيك فى تحقيق فيلم «إكس لارج» لأحمد حلمى رقما قياسيا فى الإيرادات؟

- أولا، أقول لحلمى مبروك، فهو يستحق هذه المكانة، لأنه مجتهد ويحب شغله ويفكر دائما فيما هو جديد وجذاب، لذلك كانت الإيرادات مكافأة يستحقها فضلا عن أن وجود اسم شريف عرفة كان إضافة، وكنت أتوقع منهما أن يقدما هذا المستوى، والإيرادات كان فيها جزء من التوفيق، لأن الجمهور متعطش للكوميديا بعد حالة الزخم السياسى التى نعيشها، فالسياسة أصبحت تطاردك فى كل مكان وأصبح كل الناس يفهمون فى السياسة ولا ينطبق ذلك على فيلم أحمد حلمى فقط، لكنه ينطبق أيضا على الأفلام الأجنبية التى عرضت وقت الثورة حيث شهدت إقبالا كبيرا.

لماذا يعتقد البعض أن هناك تشابهاً بين «واحد صحيح» وفيلمى «السلم والتعبان» و«سهر الليالى»؟

- قد يتخيل البعض ذلك، لأننا نقدم فيلما رومانسيا وفى الوقت نفسه متعدد العلاقات مثل هذين الفيلمين، لكن «واحد صحيح» ليس له علاقة إطلاقا بهما، كما أنه لا يجوز أن نلخص الرومانسية فى أفلام بعينها أو «تيمات» واحدة لأن الرومانسية موضوع كبير ويندرج تحته العديد من الأنواع، فمثلا فيلم «إنت عمرى» يندرج تحت مسمى رومانسى تراجيدى، أما فيلم «السلم والتعبان» فهو رومانسى لايت، بينما «واحد صحيح» رومانسى اجتماعى وعلاقاته تختلف تماما عن العلاقات فى الأفلام الأخرى.

ما سبب غيابك لأكثر من عامين منذ قدمت فيلم «السفاح»؟

- هذا الغياب خارج عن إرادتى، وأتمنى تقديم فيلمين أو ثلاثة فى العام، لكن لا المناخ العام ولا الظروف ولا الإمكانيات تساعد على تحقيق ذلك، وبعد الثورة أصبحت ظروف البلد مختلفة ولابد أن يعرف الجميع أننا لسنا فى هوليوود حتى نقدم ما نتمناه، فالذى يقدم فيلما يحيط به ظروف ثورة ومنتجون خائفون من المغامرة وقنوات لا تشترى الأفلام، لذلك أريد أن أشكر المنتج أحمد السبكى، لأنه الوحيد الذى أنتج فيلمين فى ذروة الأزمة ونجح فى أن ينتهى منهما دون أن يحصل على أى دعم من أى جهة أو يبيع أحدهما كما كان يحدث من قبل بعد أن خفضت القنوات الفضائية الأسعار بشكل مبالغ فيه، وهذا ما رفضه، بينما ظل باقى المنتجين فى مقاعد المتفرجين.

هل تعتقد أن المنتجين الكبار تخلوا عن السينما فى أزمتها؟

- نعم، وأطالبهم بالعودة والوقوف بجوار الصناعة التى ربحوا الكثير من ورائها وجعلت منهم منتجين كباراً، ولا يجوز عندما نواجه أزمة أن نتعامل معها بمنطق التجار ونتركها «تقع» أمام أعيننا لأن مصر هى هوليوود الشرق وأنا أطلب منهم أن يدعموا السينما لمدة عامين فقط حتى نخرج من هذه الكبوة وهذا لن يعرضهم للخسارة، لأنهم يعلمون جيدا أن السينما لا تخسر.

ماذا عن فيلم «الراهب»؟

- حتى الآن الفيلم مجرد قصة لم تكتمل تفاصيلها، سواء على مستوى الكتابة أو الإنتاج، وحتى الآن لا أعرف إذا كان هذا المشروع مازال قائما أم لا، ولا أستطيع أن أجزم بأنه فيلمى المقبل.

ما الذى أعجبك فى قصة «الراهب»؟

- كنت أتمنى تقديم هذه الشخصية، لأنها تحتوى على أبعاد وتفاصيل جذابة وجديدة على السينما، بالإضافة إلى أن هذه التركيبة لم تقدم فى السينما المصرية من قبل، كما أن القصة مختلفة عن فيلم «الراهبة» الذى قدمته الممثلة العظيمة هند رستم، فضلا عن أن حماسى للفيلم يرجع لتعرضه لعلاقة المحبة والتآخى بين المسلمين والمسحيين وفكرة النسيج الواحد.

لماذا لم تتجه للدراما التليفزيونية عكس معظم أبناء جيلك؟

- «الفيديو فى دماغى» ولكن لم أعثر حتى الآن على العمل الذى يجذبنى لخوض هذه التجربة، خاصة أنها ستكون الأولى فى مشوارى كممثل، فأنا أريد تقديم عمل مختلف وجديد على الدراما بشكل عام، لذلك أعيش فى مرحلة بحث مستمرة عن هذا العمل، لأننى أتمنى دخول البيوت بعمل يستحق احترامها وتقديرها.

وهل ترى أن أزمة السينما دفعت معظم النجوم إلى العمل بالتليفزيون؟

- ليس هذا هو السبب الوحيد، فالتليفزيون أصبح مثل السينما فى كل شىء بل إن سوق الفيديو قد تكون أفضل نسبيا من السينما، حتى إن موضوعات الدراما التليفزيونية وطريقة تصويرها أصبحت مختلفة ومتميزة وقد أعجبت بأكثر من عمل فى رمضان الماضى ومنها الريان والمواطن إكس.

بعيدا عن الفن.. هل ترى أن الوقت حاليا مناسب لانتخابات مجلس الشعب؟

- بالتأكيد لا، ولكن لم يكن لدينا وقت الآن للاختيار وأتمنى أن «تعدى على خير» ولا يكون فيها نظرة شخصية أو مصلحة خاصة، لأن مصر الآن فى حاجة إلينا جميعا، فهذه فرصتنا الأخيرة من وجهة نظرى، فإما أن نقف بجانب البلد ونعيد له مكانته الحقيقية فى قيادة الأمة العربية كما كان من قبل، وإما سنواجه كارثة حقيقية وهذا ما لا أتمناه.

المصري اليوم في

17/11/2011

 

الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم في «ساندانس»

«أرض أخرى».. الأمــل في كوكب آخر

زياد عبدالله - دبي 

ألم تفكر يوماً في أرض أخرى غير هذه الأرض؟ قد تكون فكرة خيالية لكنها قد تكون قد راودت أي واحد منا، حين تضيق هذه الأرض بأهلها، ويبدو ما تشهده مدعاة للتطلع إلى مكان آخر خال من الحروب والفقر والمجاعات، وفي حلم ذاتي تمسي أيضاً عزاء لنا، مساحة عذرية تدعو للاكتشاف والتغيير وكل ما هو جديد بعيداً عن الكائنات التي أنهكت سطح الكرة الأرضية، حلم دنيوي يحمل أيضاً كل ما هو ميتافيزيقي، ولتكون الصفة الأخيرة الملاذ الذي يتعلق به الإنسان في النجاة من خوفه وضعفه وهشاشته.

السؤال الذي بدأنا به شرعي وواقعي، لكن الإجابة عنه في فيلم ستنقله إلى الخيال لا لشيء إلا لأن الإجابة ستتجسد بصرياً، وهذا ما حمله Another Earth (أرض أخرى) الذي عرض، أخيرا، في «ريل سينما» دبي، وحمل مساحة لما قد يحفل به الخيال لكن بالاتكاء على مآزقنا الحياتية جنباً إلى جنب مع الوجودية، ولنكون أمام فيّلم محمّل بالكثير من المعاني ووفق صياغة فنية متماسكة وتقطيع مونتاجي بديع، وليؤسس لكل ما نشاهده عبر حدث واحد له أن يمتد ويتواصل بما يشمل مستويات كثيرة يمر عليها الفيلم دون الإخلال بوفائه لقصته.

يبدأ فيلم «أرض أخرى» الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «ساندانس» لعام 2011 من مجموعة من الشبان والشابات في حفلة، ومن ثم سنمضي برفقة رودا (بريت مارلينغ) وهي تغادر تلك الحفلة وهي ثملة. من الراديو يأتينا صوت المعلق وهو يتحدث عن كوكب آخر مكتشف مماثل تماماً للأرض، ورودا تستمع لذلك وتنظر إلى السماء لترمق هذا الكوكب.

في مشهد موازٍ، نقع على عائلة في سيارة متوقفة في الطريق، والزوج يحدث زوجته الحامل وابنهما الصغير جالس في المقعد الخلفي، لقاء سيارة رودا مع سيارة تلك العائلة سيؤدي إلى حادث مريع يؤدي إلى وفاة الأم والابن، بينما ينجو الأب، الأمر الذي نعرفه بعد خروج رودا من السجن.

لن تكون رودا بعد خروجها وتمضيتها فترة عقوبتها على ما يرام، سيبقى شعور الذنب على كاهلها، لقد أزهقت حياة أم وابنها، إضافة لابن/ابنة لم ير النور وقد كانت في أحشاء الأم، وحين تسأل عن العمل الذي تريد أن تعمل به، فإنها تختار عملاً يدوياً، هي خريجة الجامعة والتي كان المستقبل فاتحاً ذراعيه أمامها، ستعمل بوظيفة عاملة تنظيف في إحدى المدارس.

رودا ستتواصل مع الزوج المفجوع جون (وليام موبثير)، سنقع عليها تحوم حول بيته، ومن ثم ستدعي أنها مرسلة من قبل شركة تنظيف، وهي ستقدم له تنظيف البيت مجاناً كنوع من التجربة، وسرعان ما يصبح الأمر روتيناً، الأمر الذي يفضي إلى نشوء علاقة بينهما تتطور إلى علاقة حب.

إلى جانب ذلك، تتوالى الأخبار عن «الأرض الأخرى»، وحين تتمكن «ناسا» من الاتصال بذلك الكوكب الذي يشبه الأرض تماماً تكون النتيجة صاعقة، فالبروفيسورة التي تتولى أمر الاتصال سيجيبها على الطرف الآخر صوت مطابق لصوتها، لا بل ستكون هي نفسها، الأمر الذي يكون في بث مباشر على التلفزيون، بمعنى أن الكوكب الآخر ليس شبيهاً بالأرض فقط، بل إن لكل إنسان على سطح الأرض نسخة منه على ذلك الكوكب.

بنقل ذلك إلى قصة الفيلم الرئيسة المتمثلة في علاقة رودا وجون، فإن هذا الأخير لن يحتمل مواصلة علاقته حين يعرف أن رودا هي من كان السبب في مقتل زوجته وابنه، وفي الوقت نفسه ستفوز رودا بجائزة أفضل مقال يكتب عن «الأرض الأخرى»، وبالتالي فإنها ستكون من بين من سيتوجهون إلى ذلك الكوكب في رحلة مخصصة لذلك. هنا ستحضر أمور كثيرة، سيكون الأمل وارداً بأن يلاقي جون ابنه وزوجته في ذلك الكوكب، وسيكون لرودا ما تفعله في هذا الخصوص، حين تقدم على منح جون مكانها في تلك الرحلة.

أكتفي بما تقدم من أحداث الفيلم، ولعل إصراري على سرد أحداث الفيلم كما جاءت يأتي من باب أن تلك الأحداث لا حاجة لها لتوضيحات أو إسقاطات لتضيء لكم كم هو غني هذا الفيلم، وحافل بتحويل هذا الخيال العلمي إلى حامل للكثير من الأفكار والمفاهيم التي لا تهبط علينا من المخيلة فحسب بل هي على اتصال بمعاني حياتنا اليومية، بمعنى أن هذه «الأرض الأخرى» وكونها طبق الاصل من ارضنا بحجرها وبشرها ستكون مساحة للأمل، والذي كثيرا ما يتم نسجه بالاتكاء على أوهام مطابقة لما جسد في هذا الفيلم، وعلى شيء من التعويض عن الواقع المرير، فرودا بمنحها جون مكانها على متن الرحلة المتوجهة إلى ذلك الكوكب تكون قد حققت شيئا من إراحة الضمير، وفي الوقت نفسه سيكون ذلك تعزيزاً للأمل لدى جون، من دون أن نعرف إن كان قد قابل زوجته وابنه أم لم يفعل. وفي سياق سينمائي، ينبني الفيلم على تقطيع مدهش وسرد بصري يمضي بسلاسة وهدوء، ولعل أعماق الشخصية الرئيسة رودا ستكون طافية، بمعنى أن إيقاع الفيلم سيكون مصاغاً وفق قلقها ومخاوفها العميقة.

فيلم «أرض أخرى»، الذي أخرجه مايك كاهيل مدعاة للتوقف عنده ووضعه إلى جانب أفلام الخيال العلمي التي لا تراهن على الخيال لمجرد الخيال، إنه معبر إلى مساحات كثيرة يستدعيها، إنه على مقربة من جديد لارس فون ترير «مانخوليا» هذا العام، وليكون هذا الأخير خيالاً سوداوياً قيامياً، ولعله يقف في الطرف الآخر من «أرض أخرى»، لكنهما يجتمعان في تحويل الخيال العلمي إلى حامل لأفكار وجودية ملحة.

الإمارات اليوم في

17/11/2011

 

«تريشنا» .. مملكة حــواس هندية

زياد عبدالله 

لعل تنقلات المخرج من بيئة إلى أخرى، ومن أجواء وعوالم إلى أخرى تقف على النقيض منها، تدعونا لتوقع كل شيء منه، كما أنه سيمنح نفسه في ذلك مساحة لحيوية لن تكون إلا مشرقة إن كانت هذه التنقلات حصيفة، وليس لنا إلا أن نتابعها مادمنا على موعد دائم مع المفاجآت.

المخرج البريطاني مايكل ونترباتم هو تماماً كذلك، وما جديده الذي عرض في الدورة الأخيرة من مهرجان أبوظبي السينمائي إلا دليل آخر على أنّ توقع جديد هذا المخرج أمر صعب، فهو ومن خلال فيلمه المعنون Trishna (تريشنا)، سيقول لنا أنا مخرج لا يستكين إلى مساحة بعينها ولا أسلوب ثابتاً لا يقبل التغيير، إنه وفي هذا الفيلم سيمضي بنا إلى الهند، مقدما عملاً أدبيا للكاتب الانجليزي توماس هاردي قام ينقله سينمائيا ليضعنا في هند اليوم.

قبل المضي مع «تريشنا»، فإن الفيلم السابق لهذا الفيلم كان بعنوان «القاتل في داخلي» والذي قدم فيه ونترباتم مساحة مرعبة من العنف، لدرجة أن كثراً ولدى عرضه الأول في برلين السينمائي غادروا القاعة من وطأة مشاهد العنف التي حملها، ولنكون ونحن نشاهد «تريشنا» أمام فيلم لا علاقة له لا من قريب ولا بعيد بـ«القاتل في داخلي»، إنه ميلودراما عاطفية يؤسس عليها ونترباتم كامل فيلم، إنها قصة حب بين تريشنا (فريدا بينتو)، وغاي (ريز أحمد)، بين تلك الفتاة الفقيرة التي تعيش في قرية نائية في راجستان وذاك الشاب الثري القادم من لندن لإدارة أعمال والده وأملاكه المترامية، وفي الفيلم ما يجعل هذه العلاقة تمر بفصول متوالية وفي صعود وهبوط، «تريشنا» المرأة التي لا تراهن إلا على العشق، التي تقبل كل شيء كرمى لعيون غاي، إنها هي من ستعمل في أحد المطاعم والمنتجعات الكثيرة التي يملكها والد غاي ومن ثم ستقع في غرامه، حبها سيكون بمنتهى البراءة، لكنها سرعان ما ستحمل منه، ورد فعلها الوحيد سيكون في هربها من قصر غاي، ومن ثم إقدامها على الإجهاض لدى عائلتها دون أن تخبر غاي بأي شيء.

في هذا العلاقة التي ستعود وستتوالى فصولها، سيحول غاي تريشنا إلى «عبدة جنسية»، ستقبل كل شيء في البداية، وحين ستعيش في بومباي معه ستفتح أبواب كثيرة أمامها مثل الغناء والتمثيل إلا أنها لن ترضى إلا أن تكون إلى جانب غاي، الذي يعود بها إلى منتجع ناء، إذ يكون عليها فقط خدمته وتلقي شهواته ونزواته بطاعة كاملة، إلا أن تصل النهاية، وتقدم على قتله بطعنه عشرات المرات.

هذا الخط العام لأحداث الفيلم، وما عدا ذلك فنحن حيال فيلم مدهش بصرياً، إن التصوير الخارجي فيه يحتل معظم مشاهده، إذ ستكون الهند موثقة بصرياً كما لم يفعل أحد من قبل، وعلى إيقاع مدهش، ولنكون بالمحصلة أمام كرنفال بصري يحتفي بالهند، يلتقط كل صغيرة وكبيرة تمشي جنباً إلى جنب مع أحداث الفيلم، لدرجة دفعتني وأنا أشاهد هذا الفيلم إلى التفكير في أن حاستي البصر والسمع اللتين نقابل بهما هذا الفيلم قد تضاف إليهما حاسة الشم مثلاً، من شدة غنى ما تحمله اللقطات والمشاهد ومواقع التصوير التي تتغير إلى ما لا نهاية متنقلة في أرجاء الهند المترامية.

وإضافة إلى ما تقدم، فإن هذا الفيلم لا يبتعد كثيرا عن بوليوود، بمعنى أن قصة حب بين فقيرة وثري تتكلم كثيرا في هذا الخصوص، إضافة إلى الرقصات والأغاني التي تأتي ضمن سياق الفيلم دون أن تهبط علينا في كل ربع ساعة من حيث لا ندري كما في الأفلام البوليوودية.

فيلم «تريشنا» بوليوودي كما يرى ونترباتم بوليوود، ولعله يلقن تلك السينما درساً بما على الميلودراما أن تكون عليه، ولعل القول إن هذا الفيلم متعة للحواس، هو التوصيف الأكثر دقة في مقاربته.

الإمارات اليوم في

17/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)