حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«كف القمر»..

صفعة علي وجه الفرقة

بقلم : د.وليد سيف

علي فراش الموت تدعوالأم قمر أبناءها الخمسة ليعودوا إليها وهي تشير بكفها، كما لوكانت تبحث عن أصابعها التي فرقتها الأيام. وتتوالي المشاهد العابرة للزمن والتي نتعرف خلالها علي قصة كفاح الأم بعد مقتل الاب في ريعان شبابه علي أيدي تجار الآثار. كما تتوالي أحداث هجرة الأبناء إلي القاهرة بقيادة كبيرهم ذكري-خالد صالح- باحثين عن فرص للعيش والتحقق حتي يشتد عودهم ويكبرون فيثورون علي الكبير وتدب الخلافات بينهم. ولكن هل سيتمكن الكبير من جمعهم من جديد لتوديع الأم وإنقاذ البيت الذي أصبح عرضة للنهب والتخريب في غياب الأبناء؟.. هكذا يبدوالبعد الرمزي في القصة شديد الوضوح بداية من رمزية الأصابع الخمسة ووصولا إلي البيت الكبير الذي فقد نوافذه وجدرانه ومجده الغابر وأصبح مطمعا للجميع. فالرمزية في هذه القصة قد تتوقف عند حدود هذا البلد التعس الذي احتكر الحكم فيه لعقود جيل ممن اعتبروا مصر إمارة لهم يورثوها لأبنائهم ويمارسون كل أشكال التسلط والطغيان علي أهلها. وقد تمتد هذه الحدود إلي الوطن العربي الكبير الذي مزقته الفرقة وأضعفته مذلة القيادة أمام العدووعجزت لغة الحوار عن تحقيق أي وحدة من أي نوع بين أبنائه فأصبح نهبا ومطمعا للغزاة. هذا هوأجمل ما حققته قصة ناصر عبدالرحمن والتي وجد فيها خالد يوسف غايته لمواصلة موضوعاته التي تحمل تأملاته في التاريخ والأسطورة والملحمة الشعبية وهمومه السياسية والاجتماعية وانتقاداته لنظم الحكم ودعواته وأفكاره للأصلاح. مصداقية وملامح ولكن الحقيقة أن القصة في حد ذاتها تفقد اي تماسك أومنطق والشخصيات بعيدة كل البعد عن المصداقية أوالاستقامة. فالبعد الرمزي والدلالات السياسية هي التي تقود الحدث وتلوي ذراع الشخصيات تجاه اي فعل أورد فعل. ورغم طول المساحة المتاحة للشخصيات بتعددها إلا أنك لا تجد أي عمق أوبعد آخر لأي منها، فمعظمها شخصيات مسطحة تجريدية أحادية البعد. وحتي في تحولاتهم لا تجد أي مقدمات أوإرهاصات مهدت لتجعلك تقبل أن يتحول هذا القهوجي الصعيدي البسيط - صبري فواز- إلي أحد زعماء مافيا المخدرات بعد ان كان لا ينشغل إلا بإغواء النساء متباهيا بفحولته أوأن الشقيق الأصغر - هيثم زكي - سيصبح راقص تنورة لمجرد مصاحبته لراقصة شرقية أوأن الثالث - حسن الرداد- سيقرر الهجرة بعد أن يكتشف ان حبيبته عشيقة لشقيقه الأكبر! لم تتناسب ملامح ممثلي معظم شخصيات الإخوة الخمسة ولا تكوينهم الجسماني لتعبر عن صورة الشباب الصعيدي القادم للمدينة بكل البراءة والبكارة والعنفوان. وكان معظمهم أكبر بكثير عمريا من هذه المرحلة خاصة خالد صالح الذي يتجاوز بمظهره ولياقته مراحل الشباب بكثير وكذلك صبري فواز بل وحتي الأردني ياسر المصري علي الرغم من كونه صاحب موهبة كبيرة وحضور مؤثر. ولم يكن حظ الأدوار النسائية أفضل فغادة عبد الرازق يستحيل أن تكون الصبية العذراء رغم مهارتها التمثيلية الكبيرة. ولكن وفاء عامر كانت ذروة المأساة في أدائها لدور الأم العجوز بأدائها الأكثر رداءة. معركة نسائية وشتان الفرق بين محدودية قدرات وفاء والتعبيرات المطبوعة علي وجهها التي لا تكاد تتغير وهذا الأداء المنطلق المبهر في اللحظات القليلة التي ظهرت فيها غادة عبدالرازق بقدرتها البارعة علي التلون مع الموقف والحالة الشعورية للشخصية موظفة صفحة وجهها وتعبيرها الحركي والجسدي بمنتهي الليونة وبمقدرة مهولة علي التحول وتحقيق التأثير المطلوب بأعلي كفاءة ممكنة. ويكفيها مشهد موت طفلها الذي رفضت إرضاعه بمشاعر مركبة أدتها باقتدار وتدرج انفعالي وإيقاع لا يقدر عليه سوي عباقرة فن التمثيل. ولا يستطيع أحد ان يجزم عما إذا كانت هناك مشاهد قد حذفت من دور غادة أولا كما تزعم هي في مقابل إنكار خالد يوسف. ولاشك أن الأمر يرجع في النهاية للمشيئة المطلقة للمخرج صاحب الرؤية والرأي النهائي. ولكن المؤكد أن غياب الشخصية أضر بالبناء البوليفوني (ثنائي الحبكة) الذي يبدومن الواضح أن السيناريوأراد تحقيقه عبر التوازي بين حكاية امرأتين . في «كف القمر» يمكنك بسهولة ان تدرك الكثير من المعاني الرمزية التي يطرحها السيناريوبوضوح بل إن الحوار يعود ليقدم مذكرات تفسيرية شارحة لها. ولكن وضوح المعني والقدرة علي التعبير ليس غاية المراد من الفن، فالفن يهدف أساسا لتحقيق التأثير علي المشاهد وإمتاع عقله وروحه ووجدانه . وهذا ما لم يتحقق إطلاقا في هذا العمل الذي تم تحريك خطوطه بطريقة متعسفة لصالح بعده الرمزي ولم يتداخل مع هذه الخطوط سوي مشاهد من باب الترطيب أوإرضاء المشاهد مثل أسطول الراقصات علي طريقة حسن الإمام ببصمات خالد يوسف أوالإيفيهات والتلميحات الجنسية التي حرص خالد فقط علي أن يتجنب ما يجعلها خادشة للحياء بشكل فاضح كما كان يفعل سابقا. بل أن إغفال عنصر الصورة في هذا الجانب يعتبر نوعا من القصور . فشخصية القهوجي الفحل لم يظهر ولوفي لقطة واحدة تثبت فحولته المزعومة . ومشاهد ذكري الجنسية مع عشيقته كانت تؤدي وكأنها في حضور الرقيب. صراع خفي ونظرا لهذا الحرص الأخلاقي المحدود في مقابل غياب مواقف ومشاهد ولقطات أساسية كانت الدراما في حاجة إليها، اصبح الحوار هو وسيلة التعبير الأساسية ولم تكن الصورة سوي إطار زخرفي ليعكس أجواء القرية الجبلية أو المدينة المتوحشة. كانت المعاني والدلالات والإشارات الرمزية لا تتبدي غالبا إلا عبر كلمات الشخصيات أما الصورة او الحدث أوالموقف الدرامي فكانت كلها مكملات وسوابق أو توابع لا تعكس بنفس القدر من القوة مما عبرت عنه العبارات بشكل واضح وقاطع. بل أن الدراما غاب عنها أي ظهور قوي لطرف واضح في الصراع . فنحن لا نعرف من هم الطغاة الذين تعاني منهم الأم في القرية ولانكاد نتعرف علي وجوه هؤلاء الذين يطالب ذكري بالثأر منهم. يمكنك أن تجد تفسيرا رمزيا لقبول ذكري التضحية بحبيبته مقابل استرداد أمه من خصومه الأوضح ظهورا. وهي عملية تبادل قريبة الشبه بما قام به السادات فخسر حلفاءه وأصدقاءه إرضاء لأعدائه. ولكن يظل استسلام ذكري ورضوخه التام بلا مبرر ولا منطق ولا يتسق مع شخصية صعيدية يشكل الثأر جزءا من تكوينها وطبيعتها ، بينما لا يعني الخضوع والاستسلام للخصوم والغرماء سوي كرامة مهدرة ومهانة ومذلة وعار يصيب الشخص والأهل. علي الجانب الآخر لا يمكنك أن تجد أي دلالة رمزية أو اسباب منطقية لتواطؤ إدارة المستشفي مع ذكري ليعقد قرانه ويتزوج من حبيبته قي غرفتها داخل دار العلاج. بين عالمين كانت كاميرا رمسيس مرزوق هي الأقدر علي التعبير عن طبيعة المكان الصعيدي الجبلي بأجوائه الفسيحه وطابعه المتفرد ومفرداته التشكيلية. وشكل مرزوق بأضوائه لوحات تعبيرية جسدت معاني الوحدة والفراغ والفرقة والخوف ببلاغة. كما كانت لقطاته بزوايا خالد يوسف المختارة معبرة عن عالم الزحام والفقر وصغار التجار والورش البسيطة بوسط المدينة أقرب للصدق. وتمكنت غادة عز الدين من تحقيق تأثير قوي بالربط بين العالمين بانتقالات بارعة ومحسوبة. وإن كانت أساليب الإنتقال من حكاية لأخري بعيدة كل البعد عن طبيعة الموضوع بأجوائه في استخدام المخرج لحيل جرافية عصرية. وكان علي غادة أيضا كمونتيرة قديرة أن تقاوم المشاهد الحوارية التي تكرر المعني وتؤكد أشياء سبق التأكيد عليها. وهوما كان بإمكانه تكثيف الفكرة والموضوع وتحقيق قدر من التأثير أفسده الترهل لتصل مدة الفيلم إلي ساعتين وربع الساعة دون ضرورة حقيقية خاصة مع وجود مشاهد كثيرة تحيد عن الهدف وتضعف الدراما مثل مشاهد بحث الزوج عن الآثار وزيارة الزوجة له ليلبي لها احتياجاتها الجنسية. خطأ قاتل يلام رمسيس مرزوق بالطبع والكاميرا بالدرجة الأولي علي ظهور الماكياج الرديء المتشقق للأم .كما ساهم الأداء الصوتي والحركي الرديء للممثلة في إبراز ضعف الماكياج والإطاحة بمصداقية الشخصية بل والفيلم مع بداية مشاهده . فهي حركة مفتعلة لشابة عفية تتظاهر بأنها عجوز بشكل مصطنع علي غرار العروض الرديئة للهواة والطلبة. ولاشك أن المخرج هو المسئول الأول عن هذه الأخطاء. وعلي جانب آخر لم تفلح ملابس مونيا فتح الباب المناسبة جدا ولا الموسيقي التصويرية المعبرة أوالأغاني المستلهمة من تراثنا الشعبي في رأب هذا الصدع الذي اصاب الفيلم في مقتل. علي عكس البداية تأتي النهاية أكثر إحكاما . تينجح ذكري في تجميع الأشقاء الخمسة ولكن الغرغرينة تكون قد تملكت من اليد فيلزم بترها . ولكن كما الأساطير فإن الأعضاء المبتورة قد تعود من جديد بل وإن الموتي يعودون وهو ما يتحقق في ظهور قمر الصغيرة ابنة ذكري لتملأ الحياة نورا وبهجة في أجواء مشمسة مفعمة بالأمل مع إعادة بناء البيت. وإجمالا فإن هناك عوامل كثيرة أضعفت من قدرة الفيلم دراميا وسينمائيا ولكن أخطرها هوإهمال السيناريو لمواقف ومشاهد أساسية كان لابد أن تتشبع بها العين، فتبرز المعني وتضيء الصورة مثل غياب أي مشهد يعبر عن المجد الغابر للأسرة التي لم نسمع عنها إلا بالكلمات رغم لجوء السيناريو للفلاش باك بصورة في غاية التحرر. وكذلك لم يحقق شقاق الأصدقاء أي تأثير درامي لأننا لم نراهم في حالة من الوفاق إلا نادرا. ويظل الفن السينمائي الراقي دائما هو الأقدر علي التعبير والتأثير بلغة السينما والدراما وهو ما عجز الفيلم عن تحقيقه، فطاشت الصفعة التي وجهها كف القمر.

جريدة القاهرة في

15/11/2011

 

«مثـــــل الثــــــورة».. بعيـــــد عـن الميــــــدان

بقلم : مرفت عمر 

يستعد المخرج الشاب إبراهيم البطوط لرابع تجاربه السينمائية الطويلة من خلال فيلم «مثل الثورة» حيث يتناول ثورة يناير من منظور مختلف. كما عرض له مؤخرا فيلمه الثالث "حاوي" ضمن برامج مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط السابع والعشرين وحصد درع تكريم في حفل الختام. تدور أحداث "حاوي" داخل أجواء الإسكندرية وفي زمن ليس ببعيد بمشاركة مجموعة من الممثلين الجدد كما يشارك البطوط بالتمثيل فيه. تدور أحداث الفيلم في الإسكندرية في الزمن الحاضر، حيث يعبر عن رؤية صاحبه للحياة والعالم والوجود الإنساني من خلال ثلاث شخصيات جمع بينهم المعتقل ذات يوم. ولكن الفيلم ليس سياسياً بالمفهوم التقليدي، إذ لا يوضح أسباب اعتقالهم ولا توجهاتهم السياسية.. إنها الإسكندرية كما لم نرها من قبل.. إسكندرية الشوارع الخلفية، التي يطل عليها البحر ولا تطل عليه.. وتشارك فرقة «مسار إجباري» الموسيقية ضمن أحداث الفيلم التي تردد أن إحدي أغنياتها كانت إحدي الملهمات لفكرة الفيلم ويقول مقطع من كلمات الأغنية "بقيت حاوي بقيت غاوي .. في عز الجرح أنا ما أبكيش .. بقيت عارف .. أطلع من ضلوع الفقر لقمة عيش ..بقيت قادر أداري الدمعة جوايا ما أباينهاش ..بقيت راضي أنام رجليا مصلوبة كما الخفاش .. أنا اتعودت أحلامي .. أشوفها بتجري قدامي وما الحقهاش ". البطوط قدم قبل "حاوي" فيلمين كانا أكبر تحدي لارتفاع التكلفة الإنتاجية للسينما المصرية بعيدا عن نجوم الشباك والاستعانة بالمشهيات المعهودة التي تغازل الغريزة وتلعب علي أوتارها من خلال "عين شمس" و"إيثاكي". .وقد عرض مؤخرا فيلم "حاوي" ضمن برامج مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته السابعة والعشرين بمحافظة الإسكندرية وحصد عنه درع تميز. في هذا الحوار يتحدث المخرج الشاب إبراهيم البطوط عن عمله السينمائي الجديد وتجربته مع "حاوي" والجوائز التي حصدها عنه: شخصيات عادية >إلي أين وصل العمل في فيلمك الجديد «مثل الثورة»؟ - تم تصوير معظم مشاهد الفيلم ويتبقي يومان تصوير من المقرر البدء فيهما خلال الفترة القادمة والفيلم في مرحلة المونتاج.. و تدور فكرته حول انعكاس ثورة 25 يناير علي ثلاثة شخصيات عادية وما الذي أدي بهم إلي حالة الغضب التي أشعلت الثورة.. أردت هنا أن أصور حالة المواطن المصري وحياته الخاصة قبل وأثناء الثورة لتحفظ في التاريخ ويقوم ببطولته عمرو واكد وفرح يوسف.. وتم كتابة السيناريو والحوار من خلال ورشة لأربعة كتَّاب أنا واحد منهم وهم أحمد عامر وياسر نعيم وحابي مسعود ومن إنتاج شركة زاد وأروما وعين شمس. >لماذا وقع اختيارك علي عمرو واكد؟ - إنه فنان ارتبط اسمه بالميدان ومن أوائل من نزلوا ميدان التحرير وقالوا لا.. وبدأنا العمل في فبراير وننتهي منه قريبا. >كيف استقبلت مشاركة الفيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي لهذا العام؟ - سعدت جدا بالمشاركة في المهرجان لأن الفيلم تدور أحداثه في مدينة الإسكندرية وأبطاله سكندريين وبمشاركته تكتمل الدائرة.. إلي جانب أنه مهرجان يكمل عامه السابع والعشرين في ظروف صعبة واستثنائية.. وقيام مهرجان أثناء ثورة شعب يؤكد أننا مستمرون ولم تتوقف حركة الحياة في مصر. غضب وغليان >الفيلم يصور حالة غضب وغليان كأن تصويره تم بعد ثورة.. كيف تري ذلك؟ - العمل الفني رسالة وهنا تم رصد حالات تتطابق مع شخصيات حقيقية موجودة بيننا وحالهم في ظل نظام دام 30 عاما.. عرض الفيلم في ظل ظروف البلد الراهنة أسعدني جدا وكذلك فريق العمل بالكامل. >الفيلم سبق أن شارك في العديد من المهرجانات ومازال يشارك كما حصد عدد من الجوائز.. ما تعليقك؟ - مشاركة الفيلم في عدد من المهرجانات في مختلف بلاد العالم أمر مهم جدا لي ولفريق العمل وأيضا لمصر لأنه يعطي الفرصة للتواصل مع الثقافات المختلفة وحصد الفيلم ثلاث جوائز حتي الآن هي جائزة أحسن فيلم من مهرجان الدوحة «تريبكا».. وتنويه من لجنة تحكيم مهرجان طريفة إسبانيا.. وجائزة النقاد من مهرجان الرباط المغرب. .كما شارك في ثلاثة مهرجانات في آن واحد هي ساوباولو في البرازيل.. ومهرجان بيروت في لبنان.. ومهرجان الفيلم العربي في سان فرانسيسكو. .ولا شك أن الجائزة تسعد أي صانع عمل إنما الأهم هو المشاركة في حد ذاتها.. لأن جمهورا جديدا يشاهد أعمالنا. > يصنف البعض أفلامك علي أنها أفلام مهرجانات.. فهل أنت مع هذا التصنيف؟ - لست مع تصنيف أفلام مهرجانات وأفلام عرض تجاري نهائيا.. الفيلم هو الفيلم.. وما يطلق عليها تجارية هي في حقيقة الأمر لا تصلح لتمثيل مصر في مهرجانات دولية.. وقد عرض الفيلم في شهر يونية الماضي وفي شهر رمضان بخمس نسخ.. كما أن هذا التصنيف لا يشغلني علي الإطلاق. السوق السينمائي > هل تري أن السوق المصري له متطلبات خاصة في العمل السينمائي؟ - فعلا السوق المصري له متطلبات لا أسعي للوصول إليها في أعمالي.. نحتاج إلي وقت حتي يعتاد الجمهور علي نوعية مختلفة من الأفلام ولن يحدث ذلك بسهولة لأنه اعتاد علي نوعية واحدة لسنوات طويلة.. لذا فإنه ليس لديه مرجعية لمشاهدة فيلم سينمائي بلا نجوم وذا دراما خاصة.. أما إذا أنتجنا هذه النوعية وظهرت أفلام كثيرة فإن ذوق الجمهور سيختلف. >كيف جاءتك فكرة الفيلم؟ - كنت مشغولا بتقديم فيلم يمثل الإسكندرية وشعبها ويتم تصويره فيها.. فبدأت البحث عن الموضوع وتعاون معي في تنفيذ الفيلم مركز الجزويت الثقافي وممثلين سكندريين.. وقمت بمعاينة عدد من المواقع ساهمت في ميلاد الفكرة التي تحركنا علي أساسها وقمت بتنفيذ الفيلم في ثلاثة شهور.. ودعمني في عملي معهد الدوحة للأفلام وجمعية هولندية تابعة لمهرجان روتردام حتي انتهيت من إعداد النسخة النهائية للفيلم. حالة خاصة >هل الفيلم يمثل حالة خاصة في حياتك؟ وأي من شخصيات العمل تمثل جانبا من حياتك؟ - نعم هو حالة خاصة لأنه واقع عايشناه جميعا أو أغلبنا قبل الثورة من قمع وتعذيب ومستقبل ضبابي ليس له معالم.. كل شخصيات الفيلم تقريبا تمثلا جانبا من واقعي.. سواء العربجي وعلاقته بالحصان.. أو الراقصة التي تعمل في هذه المهنة لأنها تحبها وعدم تقبل المجتمع لها والتخبط والنظرة الدونية وما تواجهه في قسم الشرطة رصد المجتمع لكائن مختلف.. كذلك يوسف الإنسان الحالم الذي يسعي لتغيير واقع وهو ما لم يحدث وهو معتقل سياسي كان يريد أن يعيش حياة أخري .. كلها شخصيات تعيش حالة مهانة . > ابتعدت في الفيلم عن توضيح ما وراء الأحداث هل كنت تقصد ذلك؟ - كنت أقصد ذلك بالطبع فليس المهم البحث وراء سبب اعتقال شخص سواء سجين سياسي أو إخوان أو يساري الأهم هو حالة القهر التي تعرض لها في محاولة لتجريد الفيلم من القولبة وكي لا أحصره في حالة وحيدة. > ما سر اختيارك لمدينة الإسكندرية تحديدا؟ - أنا بورسعيدي إلا أنني أري في الإسكندرية طبيعة خاصة وغنية بالأفكار منها الهدوء النسبي وتوتر أقل وناس رايقة وكلها عوامل مساعدة.. أحب الإسكندرية جدا وعشت بها فترة طويلة.. وأعشق كلاسيكياتها المتمثلة في البحر والأبنية أراها مع عم عزيز الترزي ومع إدوارد بائع الأحذية وفادي المزيكاتي وفرقة مسار إجباري. > هل العمل المقبل سيظهر بشكل مختلف عما قدمته بعد قيام ثورة؟ - دون شك يحدث ذلك ففي كل فيلم أحاول أن أفتح الأفق أكثر وأدخل في مناطق لم يسبق لي أن طرقتها قبل ذلك.. وهذا لا يعني بالضرورة أنه أفضل مما قبله.. وفي ظل وجود ثورة مازالت قائمة أحاول تقديم عمل بعيدا عن ميدان التحرير من داخل البيوت المصرية.. حياتهم وما أدي بهم إلي هذه الحالة.

جريدة القاهرة في

15/11/2011

 

سيد زيان .. المضحكاتي

بقلم : د.عمرو دواره 

< شارك في بطولة أكثر من خمسة وثلاثين مسرحية وبأداء الأدوار الرئيسة في أكثر من ستين فيلما < أهم مسرحياته: العسكري الأخضر - أبوزيد- زقاق المدق - القشاش- الفهلوي - الغبي وأنا - الترباس- البراشوت - واحد ليمون والتاني مجنون < عمل بكبري الفرق المسرحية ومن بينها المتحدين- الريحاني- عمر الخيام- أحمد الأبياري - النيل المسرحية د.عمرو دوارة حينما يسقط اسم فنان مسرحي كبير بقامة النجم سيد زيان من "قاموس المسرح" ولايكتب عنه سطرواحد فإن ذلك لايعني أبدا سقوطه من ذاكرة المسرح العربي بعد مساهماته الثرية ومشاركاته في بطولة كثير من المسرحيات والأفلام والمسلسلات الناجحة، ولكنه يعني بالدرجة الأولي قصورا شديدا في إعداد هذا القاموس الذي أطالب د.أحمد مجاهد بضرورة تحديث معلوماته وإصدار طبعات جديدة مزيدة ومنقحة، خاصة بعدما استسهل الأمر بعض رؤساء الهيئة السابقين فقاموا بإعادة طباعته كما هو دون مراجعة أو إضافة!!. ضابط صف الفنان سيد زيان عطية سليمان من مواليد 10 إبريل عام 1940، وقد تخرج في مدرسة الميكانيكا الخاصة بالافراد المهنيين العاملين بصيانة طائرات سلاح الطيران المصري، وعمل بالفعل لفترة في مجال تخصصه (تحت درجات ضباط الصف المتدرجين) وذلك قبل ان يستقيل ويتجه إلي السينما والمسرح ثم التليفزيون، حيث قد بدأت موهبته تتأكد وينطلق من عالم الهواية إلي عالم الاحتراف منذ النصف الثاني من ستينات القرن الماضي. مسيرة ثرية خلال مسيرة فنية ثرية قاربت من خمسين عاما شارك الفنان القدير سيد زيان في بطولة ما يقرب من مائة وخمسين عملا فنيا بمختلف القنوات الفنية (من مسرح وسينما وإذاعة وتليفزيون) تضم قائمة مسرحيات الفنان القديرسيدزيان مجموعة كبيرة من المسرحيات مع كبري الفرق المسرحية ومن بينها: مع فرقة الفنانين المتحدين: سيدتي الجميلة (1966)، زنقة الستات (1968)، بمبة كشر (1968)، برغوت في العش الذهبي (1969)، قصة الحي الغربي (1972)، زقاق المدق (1984)، ومع فرقة نجوم الكوميديا (حسن أبو داود): حركة واحدة أضيعك (1966)، المغفلين الثلاثة (1968)، شقة وخمسين مفتاح (1969)، ومع فرقة المسرح الفكاهي (أنور عبد الله): البنات والتعلب (1969)، الهلفوت (1972)، ومع فرقة الريحاني: سنة مع الشغل اللذيذ (1969)، 100 تحت الصفر (1972)، الملاك الأزرق (1974)، أولاد علي بمبة، ياحلوة ماتلعبيش بالكبريت (1975)، الحرامية (1977)، مين مايحبش زوبة (1978)، ومع فرقة عمر الخيام: افتح ياسمسم (1972)، ولفرقة الفنانين المصريين: باي باي كمبورة (1980)، ومع فرقة المصرية للكوميدي: أبو زيد (1988)، فرقة النيل المسرحية: الجريء والمليونير (1994)، فرقة محمد فوزي: شقاوة (1999)، وأيضا مع فرقة أحمد الأبياري: الفهلوي (1982)، القشاش (1986)، العسكري الأخضر (1991)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات الشهيرة الأخري ومن بينها: البلدوزر، الغبي وأنا (1981)، زكي علي نار (1984)، البراشوت (1990)، الترباس (1995)، واحد ليمون والتاني مجنون (1995)، بوبي جارد (1998)، أي أند يو هنجننوه (2001)،وذلك بخلاف الكثير من المسرحيات التليفزيونية المصورة ومن بينها: لعبة زواج (1983)، الورثة (1989)، الساهي، تيجي تصيده، زواج علي نار هادية، اللومنجي، زيارة بعد منتصف الليل، زكي علي نار. أدوار متميزة وقد تعاون من خلال هذه المسرحيات مع نخبة من كبار المخرجين وفي مقدمتهم كل من الفنانين: حسن عبد السلام، جلال الشرقاوي، عبد المنعم مدبولي، السيد بدير، نور الدمرداش، السيد راضي، سمير العصفوري، حسن الإمام، فايز حجاب، أحمد طنطاوي، عبد الغني زكي، مصطفي الدمرداش، شاكر خضير، فؤاد عبد الحي، عادل عبده. وتبقي بالذاكرة بعض أدواره المسرحية المتميزة ولعل من أهمها دور "زرمبيح" بالمسرحية الرائعة سيدتي الجميلة، والذي يعد السبب في ذيوع شهرته، ودور "زكي البنص" بمسرحية البراشوت، ودور "هريدي" (أبوزيد) بمسرحية أبو زيد، وكذلك دور "عزوز" بمسرحية العسكري الأخضر. الأعمال التليفزيونية: شارك الفنان سيد زيان في أداء بعض الأدوار الرئيسة والبطولات ببعض المسلسلات التلفزيونية ومن أهمها: البحث عن الضحية، الهاربان (1976)، وكسبنا القضية (1986)، الراية البيضا (1988)، مواقف ساخرة (1990)، المال والبنون (ج1) (1993)، الفرسان (1994) ، لعبة كل يوم (1995)، عمر بن عبدالعزيز(1995)، المال والبنون (ج2) (1995)، البراري والحامول (1995)، هارون الرشيد (1996)، التوأم (1997)، فوازير الحلو مايكملش (1997)، محاكمة الليالي (1998)، إحنا نروح القسم (2001)، أبيض * أبيض ( 2003)، ويمكن اعتبار دوره "حمو" في الراية البيضا ودوره حنفي القصاص (القص) في الجزء الأول من المال والبنون، وأيضا دور ميهوب صاحب الحانة في دمشق في مسلسل الفرسان من الأدوار المتميزة بالنسبة له في الدراما التليفزيونية. الأعمال السينمائية: شارك الفنان سيد زيان في أداء الأدوار الثانوية والرئيسة في ما يقرب من ستين فيلما (وذلك خلال الفترة من 1964 إلي 2001) ومن أهمها: أين عقلي، المتسول، أريد حلا، أبناء الصمت، يارب توبة، الكداب، عماشة في الأدغال، العتبة قزاز، البنات لازم تتجوز، الشياطين والكورة، بنت أسمها محمود، وكالة البلح، العسكري شبراوي، وداد الغازية، شوارع من نار، الوزير جاي، المزيكاتي، ليلة ساخنة، كروانة، الجراج، ويمكن اعتبار أدوراه في أفلام: أين عقلي، أريد حلا، المتسول، ليلة ساخنة، وكالة البلح من أفضل مشاركاته السينمائية، وإن ظل المسرح عشقه الأول وملعبه الأساسي. سمات فنية: يمكن إجمال أهم السمات الفنية التي تميز أداء الفنان القديرسيد زيان في النقاط التالية: - البساطة والتلقائية في الأداء، والمهارة في المزج بين فنون الكوميديا والتراجيديا، وإن ظل وفيا للكوميديا في كل أغلب الأعمال الفنية التي شارك بها. - صوته المميز والذي لاتخطئه الأذن، وامتلاكه لمهارات اللعب بالطبقات الصوتية المختلفة ومخارج الألفاظ، وهي تلك المهارات التي يقوم بتوظيفها في الأداء الكوميدي. - القدرة علي الأداء الغنائي المعبر وإلقاء المواويل بصوت شجي خاصة وأنه يمتلك أذن موسيقية سليمة. - القدرة علي تشخيص كل الشخصيات وإن كان قد تميز أكثر في أداء شخصية ابن البلد بتنويعاتها المختلفة. - الحرص علي التنوع في أداء الأدوار المختلفة، لذلك فقد قام بأداء شخصيات ومهن مختلفة، وقد نجح في أداء بعض الأدوار المركبة والمتناقضة ومن بينها علي سبيل المثال الشرطي والضابط وأيضا المجرم ورجل العصابات. - الثقة في النفس وعدم الحرص علي الانفراد بالبطولات المطلقة، وربما أكبر مثال علي ذلك نجاحه كثنائي مع فاروق فلوكس في «سيدتي الجميلة»، ومع محمد نجم في مسرحيتي "واحد ليمون والتاني مجنون"، و"أي أند يو هانجننوه". - إجادة اللغة العربية الفصحي، ولذا فقد استطاع تحقيق النجاح والتألق بمشاركته في أداء بعض الأدوار المهمة ببعض المسلسلات التاريخية ومن أهمها: هارون الرشيد (1996)، الفرسان (1994)، عمر بن عبد العزيز(1995). وأخيرا وأنا أتوجه إلي الله بأن يمن بالشفاء علي هذا الفنان القدير ليستكمل مسيرته الفنية الثرية تقتضي الحقيقة أن أقرر أن جزءا كبيرا من موهبته قد تبددت بالعمل في المسرحيات المصورة والتعامل مع المسرح التجاري، وبعدم اهتمامه بتكوين فرقة خاصة به أو الثبات بالعمل في فرقة محددة، حيث اضطرته الظروف إلي استفاذ كثير من جهده وطاقته لتعويض القصور في النصوص التجارية أو ببعض المفردات الفنية وخاصة بمجال الإخراج.

جريدة القاهرة في

15/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)