حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"كفّ القمر" لخالد يوسف:

مشكلات فنية لم تفسد المعنى أو التأثير

بقلم: محمود عبد الشكور

يعود الثنائى خالد يوسف وناصر عبد الرحمن فى تجربة جديدة هى فيلم "كف القمر" فيحققان عملاً أفضل بكثير من فيلمهما الأسبق "دكان شحاتة" الذى أفسده المعنى السياسى المتعسّف، ويقدمان فى فيلمهما ما أراه أحد أهم أفلام موسم 2011 السينمائى.

لايعنى ذلك بالتأكيد أن كفّ القمر يخلو من المشكلات الفنية، فهناك الكثير منها، والتى لولاها لكان الفيلم من روائع السينما المصرية، ولكن ما أنقذ الفيلم أن هذه المشكلات لم تُفسد لحُسن الحظ لا المعنى الجميل ولا التأثيرالقوى.

فيما يتعلّق بالتأثير تحديداً لا أظن أن المتفرج سينجح فى الإفلات من حالة من الشجن الذى يتسلّل إليه سواء فى مشاهد محددة أو بعد نهاية الفيلم، ورغم أن تفصيلات الحكاية محلية تماماً، ومصرية حتى النخاع، إلا أن المعانى والمواقف إنسانية عامة وتؤثر فى أى مشاهد وفى أى مكان من العالم.

الكل في واحد

الفكرة والحكاية والأشخاص كان يمكنهم أن يصنعوا عملاً ملحمياً مدهشاً، ولكن خرجنا فقط بفيلم متماسك عموماً يستعيد حلم الشعار المصرى القديم "الكل فى واحد" بمعناه البعيد عن ديكتاتورية الفرد، معنى أن يتّحد الأشقاء لأن بينهم ما يستحق الدفاع عنه، فكرة أن نحتشد من أجل هدف واحد بكل تنويعاتها سواء على مستوى الأسرة أو الوطن أو حتى على مستوى أشقاء الأمة العربية لو أردت للفكرة أن تأخذ مداها السياسى.

كانت فكرة الوحدة والتجميع إحدى محاور الحضارة الفرعونية القديمة، وجدت هناك إرهاصات حضارية بسيطة، ولكن وحدة الشمال والجنوب هى التى أثمرت كل التراث الفرعونى. بقيت إيزيس دائماً إحدى الرموز الكبرى فى الأساطير المصرية لا لشئ سوى أنها أعادت تجميع أشلاء زوجها القتيل أوزرويس من كل أنحاء البلاد وكأنها تعيد توحيد الوطن على المستوى الرمزى.

عندما كتب توفيق الحكيم روايته الشهيرة "عودة الروح" أعاد استلهام الشعار الفرعونى الكل فى واحد وإن أعطاه بُعداً مختلفاً وهو بحث المصريين عن معبود يذوبون فيه ويتوحدون حوله، لا أظن أن الشعار ضيّق على هذا النحو خاصة أن رواية الحكيم كانت عن علاقة سعد زغلول زعيم الأمة بالشعب الذى يستعيد الوحدة والروح بعد ثورة 1919، إلا أن جمال عبد الناصر فهم الرواية على نحو يمنح "الديكتاتور" شرعية التعبير عن الكل، والاختيار نيابة عنهم.

لا أظن أن السينما المصرية استوعبت هذا المعنى التاريخى للفكرة، ولكن كثيراً من الأفلام الهامة أبرزت درامياً أن الكارثة يسبقها حتماً تفكّك أو تشرذم الأسرة سواء لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وأوضح فيلمين يعبّران عن هذا المعنى هما عودة الإبن الضال (ينتهى بمذبحة عائلية)  وسوّاق الأوتوبيس (ينتهى بموت الأب).

نفس الهاجس لم يكن بعيداً عن فيلمى ناصر عبد الرحمن وخالد يوسف السابقين، ففى "حين ميسرة" ينفرط تماماً عقد الأسرة لدرجة أنها تتحول فى الجيل الثالث الى رجل وامرأة وطفل فوق سطح قطار متحرك، وفى "دكان شحاتة" يتآمر الإخوة على الشقيق الطيّب وكأنهم يكررون مؤامرة إخوة يوسف.

التجميع

ولكن كفّ القمر يبدأ مباشرةً بفكرة التجميع، يقولها بالدراما وبالغناء وبالتفصيلات الواقعية وبالرمز وكأنه لا يريد أن يُفلتها، يكررها مثل حصص الأناشيد، الأم قمر (وفاء عامر) تسقط مريضة نتيجة مضاعفات مرض السكر، كفّ يدها طالته الغرغرينة وأصبح مهدداً بالبتر، بيتها الطينى اقتحمه اللصوص يسرقونه ويبددون متاعه القليل، لا تطلب من جيرانها سوى أن يبعثواً لأولادها الخمسة الذين غادروا القرية لكى يبادلونها لحظة الوداع، يذهب الرسول الى ابنها الأكبر زكرى (خالد صالح) ليبدأ رحلة تجميع أصابع الكفّ، وهم إخوته، أولاد قمر.

ربما كان من الأفضل لو ظل الرمز مستتراً، وربما كان أجمل لو لم تتحدث قمر بوضوح عن فكرة الأصابع وكف اليد، كما أن هدف إعادة بناء بيت الأم بالخرسانة المسلّحة بديلاً عن الطين وبمشاركة كل الأبناء جعل الرمز شديد الوضوح، إلا أن الثنائى ناصر ويوسف كانا أيضاَ واضحين جداَ أيضاً فى فيلميهما السابقين بجعل الأسرة معادلا للوطن، وبجعل انهيارها إرهاصاً بما يقترب من يوم القيامة.

لم يزعجنى هذا الإلحاح على الفكرة، ولكن أزعجنى أولاً أن السيناريو لا يسرد حكايات الإخوة الخمسة ومشاكلهم مرة واحدة بعد إبلاغ الأخ الأكبر بخبر مرض الأم، ولكنه يعود الى الماضى ليحكى عن الطفولة ثم ترك القرية والسفر فى سن الشباب الى القاهرة، ويستغرق فى عمل وعلاقات كل واحد منهم، ثم نعود الى الأخ الأكبر وقد قرّر أن يبحث عن إخوته واحداً واحداً، وفى كل مرة نعود من جديد الى الماضى لنعرف سر خلاف كل واحد منهم مع زكرى.

أدى هذا البناء الغريب الى شطر الفيلم الى نصفين، كما أنه أحدث ارتباكاً فى مشاهد العودة الى الماضى فى  النصف الثانى من الفيلم. حتى لو كان السيناريو الذى اشترك فيه خالد يوسف كُتب على هذا النحو، فإن مونتاج غادة عز الدين كان لابد أن يتدخّل لضبط البناء بأن يبدأ البحث فور معرفة مرض الأم ليربط كل مشاهد العودة الى الماضى، وبتضفير حكايات الإخوة مع مشاكلهم المنفردة مع زكرى الأخ الأكبر.

مشاكل فنية

على مستوى الأحداث والمواقف برزت أيضاً بعض المشاكل الفنية، فرغم حوارات زكرى المتكررة مع إخوته، إلا أن رفض الإخوة المتكرر للعمل معه بدا غريباً قبل وجود أزمات مع كل واحد منهم، الحقيقة أن العائلات المهاجرة من الصعيد تلجأ الى التآزر ثم قد تحدث الخلافات لا العكس.

كانت المشكلة الأكبر فى رأيى فى خط بحث الأب الراحل سليمان القط عن كنز أثرى (ذهب ومومياء) أدى الى قتله على يد تاجر آثار، وقد أدى هذا الحدث الى تورط الفيلم فى قيام الإبن زكرى بالأخذ بثأر والده.

لم يكن الفيلم فى حاجة الى أن يبدو مروجاً للبحث عن الآثار، ولا للربط بين الثأر والرجولة. تم ذلك دون قصد بالطبع، ولكن الخط الأصلى للفيلم لم يستفد بالحدثين، بينما كان من السهل أن يكون الأب فلاحاً مع الأم دون هذا التشويش.

بدت هناك مشكلة ثالثة هى أن الفيلم رغم قوة الكثير من مواقفه، ورغم استخدام الغناء مثلما حدث فى فيلم "دكان شحاتة"، ورغم قوة رسم الشخصيات عموماً وخصوصاً شخصية الأم التى تبدو وكأنها خرجت تواً من مسرحية إغريقية، إلا أن ذلك لم يصنع عملاً ملحمياً غنائياً ناضجاً يقترب من نماذجه القليلة فى السينما المصرية وخاصة فى فيلمى "أدهم الشرقاوى" و"شئ من الخوف".

فى تلك الأعمال يقوم الغناء بدور الكورس السارد والشارح والمعلّق معاً، كما يصنع حول الأبطال هالة أسطورية، يبكى عليهم ويتعاطف معهم ويبرز صراعهم ضد أقدارهم، كما أنه قد يختزل صفحات من المشاهد الحوارية.

ما رأيناه فى "كفّ القمر" مجرد أغنيات مصاحبة للأحداث، جميلة ومعبّرة للرائعين أحمد سعد وأحمد اسماعيل، ولكن دون أن تكون جزءاً اساسياً فى البناء بدليل أنها اختفت لفترة طويلة دون أن نشعر بها.

أُضيفت أخيراً مشكلة رابعة وهى النهاية المضطربة ببتر يد الأم ثم موتها بعد عودة الإبن الأكبر ثم الإخوة، يريد الفيلم أن يقول إننا لا نتحد إلا بعد وقوع الكارثة، لابأس من المعنى الهام، ولكن بتر اليد على مستوى الواقع دمّر المعنى على مستوى الرمز، فاليد استعادت أصابعها بعد عناء، صحيح أن المشاكل بينهما لم تحلّ، وصحيح أن اليد مريضة، إلا أنها عادت بعودة أصابعها.

ولكن فى مقابل هذه المشكلات، فإن لدينا فكرة لم تفلت أبداً بمغزاها الإجتماعى أو السياسى أو الإنسانى، ذلك الجزء الذى يجب أن يلتحم مع الكل ليصبح الجميع فى واحد، كانت واضحةً أيضاً فكرة المساواة بين الجميع، فلا دور "الأخ الأكبر" يبرر أن يكون ديكتاتوراً مع إخوته، ولا يبرر كذلك أن يلغى شخصياتهم، وكأن الفيلم يحاول بقصد أو دون قصد، أن يبعد عن الأذهان التنويعة الديكتاتورىة لشعار الكل فى واحد.

أداء متميز

لدينا أيضاً أداء متميز من كل الممثلين، بالطبع كانت هناك هنّات فى اللهجة الصعيدية بالذات مع خالد صالح وغادة عبد الرازق وهيثم أحمد زكى، ولكن كل ممثل كان فى أفضل حالاته: خالد صالح فى شخصية هى مزيج بين الأب والأخ، الإكتشاف الرائع الممثل الأردنى ياسر المصرى فى دور ضاحى الأخ الصارم المستقيم، المتمكن صبرى فوّاز فى دور جودة تاجر المخدرات، الموهوبان: حسن الرداد فى دور الأخ بكر ، وهيثم زكى فى دور الأخ الأصغر ياسين، غادة عبد الرازق فى دور شديد التعقيد لامرأة يخذلها العشق مرتين وسط بيئة قاسية، وفاء عامر التى اجتهدت كثيراً فى دور الأم وإن خذلها التعبير والحركة فى مشاهد كثيرة فبدت شابة دون أن تدرى.ربما كان هذا الدور بالذات فى حاجة الى ممثلة كبيرة بالفعل.

قدّمت جومانة مراد دوراً لافتاً رغم أن الشخصية نفسها كما رسمت على الورق غير مفهومة الدوافع، فتارة نراها تحب زكرى، وتارة تحب بكر، ثم تقنع فى النهاية بالمال، بدت أيضاً شخصية الراقصة صافى التى لعبتها حورية فرغلى شاحبة تماماً، يكفى أن تعرف أنها ستقوم بتعليم ياسين القراءة والكتابة!

أقوى ما يمتلكه خالد يوسف من أدوات الإخراج هو اختيار الممثلين للأدوار المناسبة ثم إدارتهم، بالطبع يضطرب لديه الاختيار والأداء أحياناً، ولكنه يمنح الممثل فرصاً ممتازة للإجادة، فى فيلمنا مشاهد بأكملها جيدة الكتابة والأداء، أبرزها مشهد ذهاب زكرى لتسليم زوجته الى أهلها ليسترد أمه المخطوفة، ولكن مشاهد أخرى قُدّمت بدرجة أقل إتقاناً مثل مشاهد إطلاق النيران التى بدت مضحكة.

ولكن المأخذ الواضح على إخراج خالد يوسف فى "كف القمر" هو فى هذه الألاعيب والحيل الجرافيكية فى مشاهد الفلاش باك الكثيرة والتى تليق بفيلم خيال علمى أو فيلم من إنتاج ديزنى، ولا تناسب أبداً فيلما يسرد مأساة صعيدية.

مازلت أعتقد أن المونتيرة غادة عز الدين التى عملت كثيرا مع خالد يوسف كان يجب أن يكون لها دور أكبر من ضبط الإيقاع، وأعنى بذلك ضبط السرد على النحو المشروح سابقاً، كانت الصورة أيضاً من العناصر المميزة بلمسات رمسيس مرزوق، ولكن المشكلة أن فيلماً مثل "كف القمر" كان يحتاج الى الأبيض والأسود والرمادى فقط. مثل هذه الموضوعات هى التى صنعت مجد سينما الأبيض والأسود.

من العناصر المميزة أيضاً ديكور عادل المغربى والملابس التى صممتها مونيا فتح الباب، والأغنيات التى كتبها جمال بخيت أو فؤاد حداد، حتماً سيصل الثنائى يوسف وناصر الى صناعة ملحمة غنائية قوية إذا واصلا العمل فى هذا الإتجاه.

ينتهى فيلم "حين ميسرة" بأسرة مشرّدة فوق سطح قطار يسير بأقصى سرعة، وينتهى فيلم "كفّ القمر" بالإخوة وقد عادوا يبنون البيت المتهدم بالخرسانة بعد موت الأم تساعدهم زوجة زكرى المعذّبة وابنتها الصغيرة. ثمة أمل يستحق العودة، وثمة فرصة جديدة للبناء من جديد بشرط أن يكون الكل دائما فى واحد.

فقط، وبدون ديكتاتور بديل للأب، يمكن أن تعود الأصابع معاً الى كف القمر.  

عين على السينما في

09/11/2011

فاريتي:

نيكسون وبريسلي في فيلم جديد  

ذكرت مجلة فاريتي أن الاختيار وقع على اريك بنا وداني هيوستن للقيام بدور كل من نجم أغاني الروك الفيس بريسلي والرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في فيلم  جديد يحمل عنوان "الفيس ونيكسون"، يصور اللقاء الذي دار بين الشخصيتين التاريخيتين من شخصيات القرن العشرين في عام 1970.

ومن المقرر أن يقوم كاري إيلويس Elwes، نجم الفيلم الخيالي "عروس الأميرة" وسلسلة "Saw" المرعبة باخراج الفيلم الي سيكون الأول الي يخرجه. وهو يشارك في الوقت نفسه، في كتابة سيناريو الفيلم.

وقد تحمس إيلويس لاخراج الفيلم بعد أن علم بقصة الرسالة المكونة من ست صفحات التي أرسلها الفيس بريسلي الى ريتشارد نيكسون في البيت الأبيض يطلب فيها مقابته، وقد تمت المقابلة بالفعل وطلب بريسلي من نيسكون أن يصبح مرشدا متطوعا لمكتب مكافحة المخدرات في الشرطة والعقاقير الخطرة.

وقد ذهب بريسلي الى الاجتماع الذي تم في البيت الأبيض في ديسمبر 1970 حيث أهدى مجموعة من الصور العائلية للرئيس نيكسون كما أهداه مسدسا من نوع كولت 45.

وقد سبق أن لعب فرانك لانجيلا دور نيكسون في الفيلم الذي يحمل عنوان "فروست/ نيكسون" من اخراج رون هوارد، كما قام الممثل البريطاني انطوني هوبكنز بدور نيكسون في الفيلم الذي أخرجه أوليفرستون بعنوان "نيكسون".

وقام كيرت راسل ودون جونسون وجوناثان ريسمايرز، بدور الفيس بريسلي في أفلام أنتجت للتلفزيون.

ويأمل إيلويس أن يبدأ التصوير في لوس انجليس وشريفبورت بولاية لويزيانا، على الرغم من أنه لم يتم بعد تحديد موعد لبدء التصوير.

عين على السينما في

09/11/2011

 

السينما الصينية تفشل في اجتياز الحدود، ابحث عن الرقابة

ميدل ايست أونلاين/ بكين 

ثاني اقتصادات العالم تلتزم بـ'حماية أمنها الثقافي'، وتسعى لتوسيع نفوذ الثقافة الصينية أسوة ببضاعتها التي تغزو العالم.

إذا كان العالم بأجمعه يألف جوائز الأوسكار الأميركية للسينما، فإن الأمر يختلف بالنسبة إلى جوائز الديك الذهبي التي تعتبر مرادفا لها في الصين حيث يصبو الفن السابع إلى توسيع نطاقه.. لكنه وحتى الساعة، لا يمكن مقارنته بهوليوود.

والشهر الماضي، تبنى القادة الصينيون توجها يهدف إلى توسيع رقعة "نفوذ" الثقافة الصينية خلال انعقاد جلسة مكتملة النصاب للحزب الشيوعي الحاكم.

وبشكل أكثر دقة، التزمت ثاني اقتصاديات العالم بـ"حماية أمنها الثقافي" وبرفع "قوتها اللينة" أي قدرتها على التأثير من خلال وسائل غير قسرية.. والثقافة مثالا.

لكن في ما يتعلق بالسينما، يبقى "الإشعاع" العالمي للصين محدودا جدا، كما هي حال السوق الصينية المفتوحة بشكل محدود جدا أمام الأعمال الفنية الأجنبية. ولعل أبرز ما يشهد على ذلك هو اللامبالاة التي تحيط بجوائز "الديك الذهبي" التي تمنحها سنويا الجمعية الصينية للسينما منذ العام 1981.

بالنسبة إلى مخرجي الأفلام الطويلة والقصيرة، فإن القيود التي تفرضها الدعاية السياسية للحزب الحاكم والرقابة تشكل عقبات أساسية واجب تخطيها، خصوصا إذا ما كان الهدف منافسة الانتاجات الهوليوودية الضخمة.

ويشدد الناقد الثقافي زو ليمينغ على أنه "ليس بإمكانكم فرض قيود على الفنانين وجعلهم يتنافسون كلاعبين رياضيين. الثقافة ليست متراصة، أحادية. لا بد أن تكون متنوعة".

مؤخرا، أخرج تشين دامينغ نسخة صينية للفيلم الهوليوودي الكوميدي "وات ويمن وانت" (ماذا تريد النساء). هو يؤكد أن الرقابة تعيق السينمائيين في ما يتعلق بإخراج مروحة واسعة من الأفلام المعاصرة.

وعلى سبيل المثال لا تسمح الرقابة بتصوير تضادا قويا مثلا يأتي ضروريا في الأفلام البوليسية، بحسب ما يقول. يضيف "من دون شخصية سيئة شريرة، لا دور للشخصية اللطيفة حسنة السلوك".

حتى الأفلام التي تنجح في الصالات السينمائية الصينية حيث شباك التذاكر حقق قفزة كبيرة بنسبة 64% في العام 2010 مع أرباح بقيمة 1,5 مليار دولار، تشقى لنقل تجربتها إلى الخارج.

فهي تواجه من دون شك عقبات الترجمة. لكن هناك أفلام غالبا ما تتعثر قبل ذلك، إذ لا تحظى بفرصة لعرضها.

على سبيل المثال فيلم "ليت ذي بوليتس فلاي" (فلتدع الرصاصات تطير) وهو فيلم عن عصابات عشرينات القرن الماضي من إخراج جيانغ وين. تمكن الفيلم من العثور على موزع أميركي له في الربيع الماضي، إلا أنه لم يعرض بعد في الولايات المتحدة.

ولم تحقق الأفلام الصينية نجاحا يذكر في الولايات المتحدة منذ حصل فيلم الفنون القتالية "كراوتشينغ تايغر أند هيدن دراغون"، على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في العام 2001.

وفي العام 2003، تم ترشيح زانغ ييمو وفيلمه "هيرو" في الفئة نفسها، لكنه لم ينل الجائزة.

وهذا الفيلم الذي أعد مع أبرز نجوم السينما الصينية (دجيت لي وماغي شونغ وطوني ليونغ...) يبقى أفضل نجاح صيني في الخارج.

من جهة أخرى، تأتي أفلام هولييود أكثر ربحية بمرتين في السوق الداخلي مقارنة مع الإنتاجات المحلية الصينية.

وعلى سبيل المثال، "صوت" الجمهور الصيني لصالح "أفاتار" من خلال مجموع بطاقات بيعت متخطية 200 مليون دولار. كذلك حقق "كونغ فو باندا 2" نجاحا كبيرا.

لكن يبقى أن بعض المخرجين الصينيين يعتقدون بأنهم يستطيعون العمل في ظل النظام التقييدي في بلادهم.

ويقول إيفي زونغ القيم على مؤسسة الإنتاج الخاصة "بيجينغ غالوبينغ هورس" إن "الحكومة تستخدم الثقافة كمحدد لما هو جيد وما هو سيء. للأفلام أثرها الفعال ولا بد من أن نرشد (المشاهدين) إلى الطريق الصحيح".

ميدل إيست أنلاين في

09/11/2011

 

"18 يوم" و "على الحافة" حظياً بإعجاب الجمهور

مصري ومغربي يفوزان بجوائز مهرجان "بروكسل"

نال الفيلم المغربي "على الحافة" جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" في حين حصلت بطلته على جائزة "أفضل ممثلة" في مهرجان "بروكسل" الدولي للفيلم المستقل وقد لفتت رئيسة لجنة التحكيم إلى أن اخراج الفيلم المغربي, الذي وقعته ليلى كيلاني "مدهش فعلاً خصوصاً أنه أول فيلم طويل لمخرجته".

ونال الفيلم المصري "18 يوم" جائزة "الفيلم المستقل", وهو يقدم قصصاً أنجزها عشرة مخرجين من وحي التظاهرات التي أدت إلى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. واستلم الجائزة نيابة عن فريق الفيلم الممثلان يسرا اللوزي وخالد أبو النجا, الذي قال ان الأهم من الجائزة التي بدت تكريمية أكثر من كونها متعلقة بالمنافسة, هو "أن تسمع القصص التي تقف خلف الفيلم والناس الحقيقيين الذين ألهموه".

وكان الفيلم المصري حظي بترحيب حار من الجمهور الذي صفق طويلا له خلال عرضه في المهرجان.

وأبرز الجوائز في المسابقة الدولية هذه, حصل عليها الفيلم المغربي "على الحافة" وهو التجربة الاخراجية الاولى للمغربية ليلى كيلاني التي سبق وعملت في مجال الفيلم الوثائقي. فبالإضافة إلى جائزة "لجنة التحكيم الخاصة", لقي الأداء البارع لبطلته الشابة صوفيا عصامي إعجاب لجنة التحكيم التي منحتها جائزة "أفضل ممثلة".

وأشادت لجنة التحكيم بالفيلم المغربي. وفي حديث لوكالة فرانس برس قالت حفصية حرزي رئيسة لجنة التحكيم والمخرجة والممثلة الفرنسية من أصل مغربي, إن الفيلم "أثر في جدا. وإخراجه مدهش فعلا وخصوصا أنه أول فيلم طويل لمخرجته". أضافت أن "الفيلم بمجمل عناصره فيلم أصيل. لقد أحببته جدا والتمثيل فيه كان رائعا".

وقدمت ليلى كيلاني في فيلمها "على الحافة" العالم المظلم الذي يعيشه الفقراء والمهمشون في ميناء طنجة المغربي, متجنبة الصورة السياحية التي تقدم عنها. فلفتت إلى الشباب الذين يقيمون في ظروف حياتية رديئة, ويعملون في ظروف قاسية يحيلها جشع الشركات الكبرى إلى ظروف عمل استعبادية, ما يقود بطلته وصديقتها للغرق في هذا العالم خلال محاولاتهما النجاة منه قبل أن تقودهما السرقات الصغيرة إلى ترتيب عملية سرقة كبيرة تنتهي بطريقة مأساوية.

وقال رئيس المهرجان إن هذه الدورة أتت "ناجحة جدا". وأعاد ذلك بالدرجة الأولى إلى الجمهور, مؤكدا أن "في كثير من العروض كانت الصالة مليئة تقريبا".

ومنحت جائزة "أفضل ممثل" للنيوزلندي ياميتو أهمي, وهو من قبائل "ماوري" السكان الاصليين لنيوزلندا. وهو كان قد لعب الدور الرئيس في فيلم "ماتاريكي" الذي حصل مخرجه مايكل بينت على جائزة أفضل إخراج أيضا.

كذلك نال الفيلم النيوزلندي "راشن سنارك" جائزة أفضل فيلم, وهو من إخراج ستيفن سنكلير, وتجدر الإشارة إلى أن نيوزلندا كان البلد الضيف الذي سلط المهرجان الضوء على انتاجه السينمائي.

ولا تعير خبيرة المونتاج دينيز فندفوغل التي نالت جائزة تكريما لمسيرتها المهنية, أهمية لصغر المهرجان وتواضعه. فتقول إنها تفضله على غيره من المهرجانات الكبيرة, وتعلل ذلك لفرانس برس قائلة إن المهرجان "يمنحنا الفرصة هنا لنرى أفلاما لا يتم توزيعها عادة حول العالم, على الرغم من انها تستحق الانتشار".

وحمل المهرجان مفاجأة لمتابعيه لم يتوقعوها. فعندما أعلنت إدارته عن لجان التحكيم, لم يعر كثيرون المخرجة والمنتجة والممثلة الفرنسية من أصل مغربي حفصية حرزي رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية أهمية, وعندما حضر أعضاء لجنة التحكيم لتسليم الجوائز, تنبه الجمهور إلى أن رئيسة اللجنة هي شابة لم يتجاوز عمرها 25 عاماً وقد وقفت بجانب مجموعة من السينمائيين المخضرمين, أبرزهم ستيف مونتال الاستاذ في المعهد الأميركي للفيلم في لوس أنجليس والمخرج والمنتج الهندي مانو ريوال.

وكانت حرزي قد أخرجت أول فيلم قصير لها عرض في المهرجان وعنوانه "خطبة", ولقي اعجاب الجمهور الذي تابعه بعدما رصد المفارقات الكوميدية التي أحاطت بتوجه شاب ايطالي لخطبة شابة من عائلة مغربية مهاجرة, نزولا عند رغبة العائلة في اتباع العادات والتقاليد.

وكانت حرزي شاركت ممثلة في فيلم "أسرار الكسكس" للمخرج الفرنسي عبد اللطيف قشيش, والذي نال عنه جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" في مهرجان "البندقية" 2007.

وتقول المخرجة الشابة إنه عندما اقترح عليها المهرجان رئاسة لجنة التحكيم "ظننت أنها مزحة أو أنني سوف أترأس لجنة تحكيم أعضاؤها من الشباب". تضيف أن حضورها إلى جانب سينمائيين غالبيتهم من ذوي الخبرة الطويلة, جعلها "محرجة في البداية, لكنها أكدت بعد ذلك بأنها مرتاحة وفخورة وسعيدة بالتجربة".

وفيما يتعلق بجوائز المسابقة الدولية, فاز الفيلم التركي "هيدا بري" لأورهان أوغوس بجائزة "أفضل سيناريو", فيما حاز الفيلم الفلبيني "بوسوم" للمخرج أوريوس مسوليتو على جائزة "السينما الواعدة", وقد ذهبت جائزة "أفضل فيلم قصير" لفيلم "راجو" وهو من انتاج ألماني - هندي مشترك ومن إخراج ماكس زالو.

السياسة الكويتية في

09/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)