حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

غسان سلهب... تمارين على الموت

إنتاج فقير ومتقشّف بعيداً عن بيروت

روي ديب

بعد «1958»، يمضي السينمائي خارج المدينة التي احتضنت تجربته. يأخذنا إلى «الجبل» مع فادي أبي سمرا، ليصوّر خلوة مشبوهة، قاتمة، تتسرّب منها الكلمات. لعبة خطيرة مع ذلك الزائر الغريب الذي يسكننا

غسان سلهب يخاطب الموت في «الجبل» انطلاقاً من ذاته وتساؤلاته. بعيداً عن بيروت، قرر السينمائي اللبناني (1958) اللعب مع الطبيعة والموت، فقدّم لنا حواريّة (بالأبيض والأسود) بين الإنسان والموت، يقتصر فيها الحوار على مونولوغات داخليّة، وتداعيات، ونصوص. لطالما كانت بيروت أحد العناصر الأساسية في بحث المخرج اللبناني المغاير، منذ «أشباح بيروت» (١٩٩٨)، مروراً بـ«الأرض المجهولة» (٢٠٠٢) و«أطلال» (٢٠٠٦) وصولاً إلى «1958». لكن فجأة، قرّر سلهب ترك بيته في شارع الحمرا والتوجه الى «الجبل» لتصوير فيلم جديد.

منذ عام ٢٠٠٦، وبعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، تغيّرت علاقة سلهب بالرواية في سياق هذا الواقع الذي يبتلعه، وتغيّرت علاقته السينمائية بمدينة بيروت التي استنفدته وبات يحتاج إلى الابتعاد عنها قليلاً كي يراها. بل يظهر جليّاً أن المخرج الشاب كان يحتاج إلى قطيعة مع العالم الخارجي، وكان أن تمخّضت تلك القطيعة عن فيلم روائي بعنوان «الجبل» (85 د)، لعلّه تجربة على حدة في مساره السينمائي.

هذه المغامرة خاضها، على أساس انتاج فقير، مع فريق عمل صغير تربطه به علاقة ثقة متبادلة: المنتج جورج شقير («أبوط برودكشنز»)، والفريق التقني (سرمد لويس/ إضاءة و تصوير، رنا عيد وكارين باشا/ صوت، ميشال تايان/ توليف، عبلة خوري/ إدارة إنتاج)، والممثل فادي أبي سمرا بطله الأوحد هنا. قبل هؤلاء أن يتبعوا سلهب في مغامرة غير مضمونة. لم يقدِّم سلهب سوى الإطار العام وتصورٍ أوّلي لبداية الفيلم. رجل أربعيني (فادي أبي سمرا) يقلّه صديقه إلى المطار ليمضي في رحلة تستغرق شهراً. لكن بدلاً من أن يستقلّ الطائرة، يستأجر سيّارة ويتوجّه إلى منطقة جبليّة بعيدة. تلك هي الفكرة التي انطلق منها لبناء فيلمه: الهروب من المدينة، من العالم، والدخول في مواجهة قاسية مع الذات في عزلة الطبيعة. هذا التوجّه اختاره المخرج لتفادي البناء السينمائي المسبق. فضّل بناء الفيلم خلال التصوير، بغية الحفاظ على عفويّة في التقاط تلك المواجهة الصمّاء بين المبدع المعزول وأشباحه الداخليّة.

يعود مشروع «الجبل» الى ما قبل ٢٠٠٦. لكنّ صاحب ثلاثيّة بيروت، حمله في داخله إلى أن أتت اللحظة المناسبة عام ٢٠٠٩. تردّد خوفاً من خوض تلك «المواجهة المستحيلة مع الموت» كما يقول. منذ بداية الشريط، تشعر بطيف الموت يحوم في الجوار. في غرفة في فندق، اعتصم صنو سلهب (فادي أبي سمرا) بين جدران لا تفصله عن محيطه، لكنّها تحميه من المدينة. هناك، استسلم لنداء الطبيعة القائل «إنك مني ولست مشاهداً لي». إنه الإحساس الأزليّ بأن الموت حاضر وقادم بلا محالة، فكيف نلعب معه؟ كيف نواجه الإحساس بأنّنا أموات، ونحن ما زلنا على قيد الحياة؟ هنا في «الجبل»، تلعب الطبيعة معك من كوز الصنوبر تحت السرير، والهواء المتسرّب بين الجدران، وصولاً إلى فعل العنف الذي يخلقه الزجاج المكسور. مجازات سينمائيّة لا حصر لها، ومؤثرات تخلق حالة الخوف من الزائر الغريب.

لطالما اهتم سلهب بتصوير الأشباح في أفلامه. لكن في «الجبل»، هناك إنسان يلتصق جسده بالأرض، وفي وجهه وعيناه ما هو أبعد من الرؤيا الرمزيّة أو التعبيرية. هكذا يرى سلهب ممثله فادي أبي سمرا مجسداً مرآةً عاكسة لهذه الرحلة التي لا رجوع منها ربّما. لا هويّة للشخصية في الفيلم، ولا ماضٍ ولا مستقبل. إنّها تعيش لحظتها، ونحن معها نبقى عند حدود تلك اللحظة. أهو التوق إلى تجسيد محاولة التقاط الحالة الإنسانية المعقدة التي يستحيل حصرها في عمل فنّي في النهاية. لا جدوى من محاولة الإحاطة بالشخصية، ولا ضرورة للبحث عن منطق السرد الروائي. ماهية الفيلم في مكان آخر، في ما يقترحه علينا ويشرّعه أمامنا من آفاق. «خلق مسار لا يمكن ختمه» هو ما يثير سلهب في أفلامه... فكيف لو كان المسار يلاعب الموت؟ في خيارات مماثلة، تمنعك حتميّة خفيّة من تجاوز المسار المرسوم وإيقاظ المسخ الكامن في الإنسان، الشاهد ببرودة على الموت، موت الآخر... مرآة موته.

في الطريق إلى عزلته الجبليّة، يمرّ البطل بجانب الموت. ننتظر أن يتدخّل لإنقاذ الرجل داخل السيارة بعد حادث اصطدام خطير. لكن المتوجه نحو ملاعبة الموت، لا تحركه مشاعر انسانيّة كالشفقة، وضرورة اسعاف القريب. بل يضرم النار في السيارة ويمضي. وبعد انزلاقه الصامت في لعبة الكتابة والتداعي، وطقوسيّة العزلة والغرابة والخطر الداهم، في قلب الطبيعة، يصبح الموت أقرب... لكن بدلاً من أن تموت الشخصية يموت المؤلف. ميتة لا تراجيدية ولا درامية، ميتة غرائبية، سرياليّة. هناك، بعيداً عن بيروت وصخبها، انتحر الؤلف ومرّ به الممثل مرور الشاهد على موت الجثة، لكن أي جثة؟

خلال حديثنا معه، يستعيد سلهب قول لوي بونويل: «سوف أبقى دائماً إلى جانب الذين يبحثون عن الحقيقة، لكن متى وجدوها، سوف أهرب». في فيلم «الجبل»، الكثير من الأسود والرمادي والقليل من الأبيض. لكن قبيل الذروة، تصبح الصور ملوّنة. ينفلت الواقع من انحباسه المؤسلب، يعود مباشراً وملموساً خلال الثواني التي تسبق صوت الرصاص... هل تغلّب سلهب على آخر ما تبقى من بيروت فيه، فقتل جثته ورماها في «الجبل»؟

«الجبل»: بدءاً من 3 ت2 (نوفمبر) ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (بيروت). للاستعلام: 01/204080ـ

www.metropoliscinema.net

الأخبار اللبنانية في

31/10/2011

 

ستيفن سبيلبيرغ و«تان تان» في بلاد العجائب

يزن الأشقر 

مخرج هوليوود المدلل يعود إلى الساحة بشريطين جديدين هذا العام. إلى جانب War Horse الذي يطرح أواخر العام الحالي، يقتبس ستيفن سبيلبيرغ سلسلة الكوميكس الكلاسيكية الشهيرة «مغامرات تان تان». سينمائياً، هذا هو الاقتباس السادس لأشهر سلسلة كوميكس أوروبية في القرن العشرين. في نسخته السينمائية المنتظرة، يتعاون سبيلبيرغ مع بيتر جاكسون الذي ينتج الشريط. علماً بأنّ هذا العمل هو أول تجربة تحريكية يخرجها سبيلبيرغ. وكان الاهتمام بالفكرة قد بدأ منذ أوائل الثمانينيات أثناء عمله على سلسلة «إنديانا جونز»، ليشتري حقوقها بعد وفاة إيرجيه مباشرة.

ما أراده سبيلبيرغ لاحقاً هو اقتباس حركي للشريط. لكن بيتر جاكسون أقنعه باستخدام التحريك الرقمي ليعطي السلسلة حقها، وهذا ما كان. أخرج الشريط بتقنية الـ Performance Capture. حبكة الفيلم مبنية على ثلاثة أجزاء من السلسلة، هي «السلطعون ذو المخالب الذهبية» و «أسرار أحادي القرن» و«كنز راكهام الأحمر». في البداية، يشتري تان تان (جايمي بيل) نموذجاً مصغّراً لسفينة تدعى «أحادي القرن» ليحاول كل من Sakharine (دانيال كريغ) وآخر يدعى بارنبي إعادة شرائها منه. يرفض تان تان ويختطف لاحقاً ليجد نفسه في باخرة. هناك يتعرف إلى الكابتن هادوك السكير (آندي سركيس)، ليبدأ الاثنان مغامرة للبحث عن السفينة الحقيقية الغارقة التي كان يقودها أحد أجداد هادوك للوصول إلى الكنز داخلها.

مغامرة تان تان في هذا الشريط هي مغامرة أيضاً لسبيلبيرغ في أول أعماله من هذا النوع. فيما افتتح الفيلم أوروبياً قبل بدء عروضه في الولايات المتحدة، يواجه سبيلبيرغ هنا الجمهور الرئيسي للسلسلة. على الصعيد النقدي، احتفى بعض النقاد بالفيلم كنوع من التسلية العائلية المشوقة، بينما استقبله آخرون بجفاء يلوم سبيلبيرغ على هذا النقل الرقمي المبالغ به. وفي حال وضع جودة الحبكة جانباً، قد تعود المسألة إلى الذوق الشخصي في تفضيل أسلوب الرسوم المتحركة التقليدي أو الرقمي الجديد، وهنا يكون الرهان على ذوق الجمهور.

«مغامرات تان تان»: بدءاً من 3 ت2 (نوفمبر) ــ صالات «أمبير» (01/616600)

و«غراند سينما» (01/209109)

الأخبار اللبنانية في

31/10/2011

 

نادي السينما: حكايات إيبيرية

يزن الأشقر 

بعد النجاح الذي حظيت به النسخة الأولى من «مهرجان السينما الإيبيرية الأميركية»، تعود النسخة الثانية من المهرجان الذي تستضيفه «متروبوليس أمبير صوفيل»، بالاشتراك مع «معهد ثرفانتس»، بعنوان «نظرات أخرى». التظاهرة التي تنطلق في 31 من الشهر الجاري تسلّط الضوء، من خلال 20 فيلماً باللغة الإسبانيّة، من بينها ستة قصيرة، على الإنتاج الغني والمميّز للدول الإيبيرية الأميركية.

تفتتح التظاهرة رسمياً بالشريط الفنزويلي «موت في تباين عالٍ» لمخرجه سيزار بوليفار (2009، ١٠/٣١). تدور حبكة الشريط الحركي البوليسي حول غابرييل الشرطي الذي يقرر الانتقام من قتلة والديه عندما كان طفلاً. يعرض أيضاً الشريط الوثائقي الهندوراسي «لا أحد خائف» (2010، ٣١/١٠) لمخرجته كاتيا لارا، الذي تدور أحداثه أثناء الأزمة الدستورية في هندوراس عام 2009 والانقلاب الذي حصل وقتها. يعرض أيضاً الفيلم البوليفي «مقبرة الفيلة» للمخرج تونشي أنتيزانا (2009، ١١/١). نشاهد هنا دراما عن رجل سكير يقرر قضاء أيامه الأخيرة في حانة تدعى «مقبرة الفيلة» في مدينة لاباز. يعرض في اليوم ذاته الشريط التشيلي «حياة السمك» لمخرجه ماتياس بيزي (2010، ١١/١). يحكي الفيلم قصة أندريس الثلاثيني الذي يعمل كاتبَ رحلات يعيد اكتشاف حياته التي تركها وراءه بعد عودته إلى تشيلي بعد عشر سنوات.

كوبا تشارك بفيلم «مذكرات النمو بجرعات زائدة» (٢٠١٠، (٢/١١ لميغيل كويولا صاحب شريط «الصراصير الحمراء». ويشارك أيضاً شريط «أخ وأخت» (٢٠١٠، ١١/٤) لدانيال بورمان، أحد وجوه السينما الأرجنتينية الجديدة. يحكي الفيلم العلاقة العائلية المضطربة بين ماركوس وسوزانا. وفي الشريط المكسيكي «الأعشاب الجيدة» لماريا نوفارو (2010، ١١/٤)، نظرة إلى عائلة تعاني فيها الأم طبيبة الأعشاب من الزهايمر.

ومن الأوروغواي فيلم «مرحاض البابا» لإنريكي فيرنانديز سيزار شارلون (2007، ١١/٦) الذي شارك في «مهرجان كان». أما ختام التظاهرة، فسيكون مع الشريط الإسباني المميز «حتى المطر» (١١/٧ ــــ الصورة) لمخرجته إيثار بولاين (سيناريو بول لافيرتي) عن محاولة مخرج إنجاز شريط عن كريستوف كولومبوس يظهر جانبه الجشع. تشكيلة سينمائية لاتينية جيدة، تقدم نظرة خاصة بالمواضيع الاجتماعية والسياسية للدول المشاركة.

«مهرجان السينما الإيبيرية الأميركية»: من ٣١ ت1 (أكتوبر) حتى ٧ ت2 (نوفمبر) ـــ «متروبوليس أمبير صوفيل». للاستعلام: «مركز ثرفانتس» في بيروت: 01/970253

الأخبار اللبنانية في

31/10/2011

 

جمال سليمان بعيداً عن دمشق

«ترايبيكا» مفترق طرق في مسيرته

وسام كنعان  

حملات الترهيب والتهديد في سوريا أدّت إلى ظاهرة جديدة: إفراغ البلد من فنانيه وممثليه. النجم الذي كان يفترض به أن يهبط أمس في دمشق، غيّر وجهته إلى مصر، ولن يعود قبل أن تتحرّك الجهات المعنية في الشام

دمشق | حملات الترهيب والتخوين مستمرّة في سوريا، بل راحت تأخذ منحى خطيراً هذه المرة، مهدِّدة بإفراغ البلد من فنانيه وممثليه، الذين باتوا عرضة لشتى أنواع التهديدات: بينما كان العشرات من الإعلاميين والفنانين السوريين ينسّقون من أجل استقبال جمال سليمان في مطار دمشق الدولي أمس الأحد عائداً من قطر، حيث شارك في «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي»، تلقت «الأخبار» اتصالاً هاتفياً من الفنان السوري يقول فيه: «لن أعود إلى سوريا... غيّرت وجهتي نحو مصر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً».

ولدى استفسارنا عن خلفية قراره، أجاب: «لن أعود إلى سوريا حتى أشعر بأنني مواطن سوري محمي في بلده، وليس مهدداً، أو حتى تبدي الجهات المعنية حسن نيتها من خلال سلوك يوضح أنّها ضد حالة التهديد والترهيب التي مورست ضدي. ويتمثّل ذلك على الأقل في إقفال الموقع الإلكتروني السيئ الذكر الذي نشر شائعة توجيهي تحية إلى قناة «الجزيرة»». وأضاف سليمان إنّه سيعدّ بياناً صحافياً حالما يصل إلى مصر ليرسله إلى كلّ الوسائل الإعلامية لإيضاح موقفه على نحو دقيق من هذه القضية.

وكان موقع «جهينة نيوز» قد نشر خبراً كاذباً عن توجيه النجم السوري (1959) تحيةً باسم الفنانين السوريين إلى قناة «الجزيرة» لتغطيتها «المشرّفة» للاحتجاجات الشعبية في سوريا، على هامش مشاركته في المهرجان القطري (الأخبار عدد 29/10/2011). وشنّ الموقع حملة على الفنان ضمن تقرير حمل عنوان «جمال سليمان يبرئ قناة «الجزيرة» من دماء السوريين!» (27/10/2011) متسائلاً: «هل تستدعي إغراءات الخليج وأمواله أن يبيع الإنسان وطنه ويفرط بكرامة شعبه؟».

وحالما تسرب خبر توجّه بطل «حدائق الشيطان» إلى مصر، أطلق بعض الصحافيين المصريين ترحيباً علنياً بالنجم السوري، وجهد بعضهم لمعرفة ساعة وصوله إلى مطار القاهرة لاستقباله على نحو لائق واستثنائي، تعبيراً عن دعمهم لصاحب «قصة حب»، ووقوفهم إلى جانبه. ومن المعروف أن النجم السوري يتمتع بجماهيرية كبيرة في هوليوود الشرق.

هكذا، قرر النجم السوري العودة إلى أرض الكنانة والإقامة هناك مبدئياً، بعد تلقيه تهديداً واضحاً بالقتل في حال عودته إلى سوريا. وكان سليمان قد وقّع عقد مسلسله الجديد «سيدنا السيد» مع شركة «العدل غروب». وفي الغالب، سيتفرغ لهذا المشروع في الموسم الحالي إلى أن تنتهي المشكلة التي وقع فيها.

من جهة ثانية، ورغم تكذيب سليمان للخبر الذي نشره «جهينة نيوز» (ترأس تحريره فاديا جبريل)، إلا أن القائمين على الموقع لم يكلّفوا أنفسهم عناء نشر أي اعتذار، أو مجرد تكذيب الخبر، بل زادت حملات التخوين التي بدت كأنها تصفية حساب شخصية بين إدارة الموقع مع الفنان السوري.

وحتى الآن، ما زالت تنشر مئات التعليقات المسيئة التي تحتوي على شتائم وكلمات نابية واتهامات بالخيانة في حقّ الممثل المعروف. بينما تداولت مواقع أخرى وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً فايسبوك صورة تصدّرتها إشارة X كنوع من الدلالة على ترحيب أصحابها ببقاء النجم السوري خارج البلاد، لكنّ الردّ جاء سريعاً من معجبي الفنان السوري، الذين تزايدوا على نحو ملحوظ في الأيام الأخيرة، وخصوصاً على الصفحة التي أسّستها له الصحافيّة المصريّة رحاب محسن. وتضم هذه الصفحة ما يزيد على مئة ألف معجب، بينما انتشرت عشرات الصفحات الأخرى التي هدفت إلى دعم الفنان السوري، واضعةً صورةً كبيرة له ملفّحاً فيها بالكوفية الفلسطينية، ومطالبة بالانضمام إلى الصفحة لدعم الممثل الذي كان له حضور فعال في الأزمة السورية. علماً أنّه أطلق مع حميه الوزير السابق محمد سلمان والمعارض ميشيل كيلو وعدد من الشخصيات السورية المرموقة مبادرة وطنية سجّلت شبه إجماع على أهميتها.

إذاً سفير الدراما السورية إلى العالم العربي خارج بلاده مبدئياً، بسبب شائعة كاذبة تحولت إلى حملة مؤذية، والنتيجة خسارة فادحة بحق الصناعة السورية الأكثر رواجاً.

بالحوار

خلال الاحتجاجات الشعبية في سوريا، أطلّ جمال سليمان على الفضائية السورية يوم الأربعاء 27 نيسان (أبريل) حيث أعرب عن قلقه الشديد مما يجري. ورغم أنّه دعم مطالب الشعب السوري وحقّه في التعبير والتظاهر السلمي، حذّره أيضاً من استغلال مطالبه المشروعة بهدف أخذ سوريا إلى المجهول. ودعا سليمان يومها إلى حوار وطني يجمع مختلف الأطياف الوطنية، مشدداً على أنّه ليس بالضرورة أن يكون الأشخاص الذين يجلسون على طاولة الحوار الوطني، هم فقط من يظهرون على الشاشات، سواء كانوا معارضين أو مؤيدين. وطالب سليمان بضرورة توسيع رقعة الحوار ليشمل المفكرين والسياسيين والأكاديميين والمثقفين، للخروج من هذه الأزمة من خلال إصلاحات سياسية شاملة.

بيان ودعوى قضائية

وصل جمال سليمان إلى القاهرة عند الرابعة من بعد ظهر أمس الأحد. ومن المقرر أن يُصدر اليوم بياناً يوضح فيه موقفه من الحملة الشرسة التي يتعرّض لها. علماً أنّه ينوي اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه «جهينة نيوز» الذي ما زال يمارس التحريض الإعلامي ضده.

الأخبار اللبنانية في

31/10/2011

 

كارول منصور: من «العصفوريّة» مع أطيب التمنيات

سناء الخوري 

«صار بدنا عصفورية!» كم مرّة يردّد اللبنانيون هذه العبارة في اليوم؟ يكفي أن نتأمّل في كونشرتو أبواق السيارات، لندرك أنّنا شعب على حافة الجنون. في شريطها الوثائقي «كيف حالِك؟»، تعيد كارول منصور فتح باب النقاش حول الصحة النفسيّة في لبنان، بمبادرة من منظمة «أطباء بلا حدود». على مدى 36 دقيقة، تدخل المخرجة والمنتجة اللبنانيّة إلى منطقة تعدّ من المحرّمات، في مجتمع لم يتخلّص من ثقل التقاليد، رغم مظاهر الانفتاح الخادعة. تدعونا صاحبة Maid In Lebanon إلى لقاءات فريدة مع أهل «العصفوريّة». برغبتها المعهودة في «النظر من الداخل»، تمنح المساحة الأكبر من شريطها للمرضى.

في لقطات مقرّبة، تتركهم يروون قصصهم، بعيداً عن أي نظرة نمطيّة أو فوقيّة. هنا، سيّدة سبعينية شقراء تفتتح الشريط بأغنية Love Story الشهيرة. منذ اللقطة الأولى للفيلم، تضعنا المخرجة وجهاً لوجه مع حالة إنسانيّة تصعُب مقاربتها بهزل، رغم طرافتها الواضحة. سنسمع قصّة شابّة تحكي نزعاتها الانتحاريّة من دون أن تظهر وجهها، خوفاً من عيون الأهل والأقارب. من جهتها تروي المنتجة جنان ملاط من دون عقد، تجربتها مع «وجع الروح» الذي يحتاج أحياناً إلى عقاقير.

تتوالى الوجوه أمامنا، بين مستشفيات الأمراض العقليّة، والمخيّمات الفلسطينية، وبيوت العائلات التي اختارت علاج مرضاها بنفسها. وبين هذا وذاك، يسلّط الشريط الضوء على تقهقر نوعية العلاج، مقارنةً بالدور الرائد الذي أداه لبنان في المجال مطلع القرن التاسع عشر. «مستشفى الأمراض العصبية»، الذي أسسه تيوفيلوس فالدمايير في قرية العصفوريّة، كان أوّل مستشفى في الشرق يعالج المرضى في أماكن مفتوحة، عوضاً عن ربطهم بسلاسل حديدية كما كان سائداً. أمّا في مطلع الألفية، فلا يزيد عدد المستشفيات المتخصصة في الصحة العقليّة على ثلاثة... كما أنّ عدد الأطباء المحدود، والكلفة العالية للجلسات (قد تبلغ عشرة آلاف دولار سنوياً)، يجعلان العلاج النفسي ترفاً بالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين. تخبرنا منصور أنّ 49 في المئة من السكان في لبنان واجهوا صدمات نفسية متعلقة بالحروب. كما أنّ أكثر من 70 في المئة ممن يعانون الاكتئاب، لا يتلقون علاجاً مناسباً. تحيل المعالجة النفسيّة علا عطايا هذا التراجع على «الوصمة الاجتماعية أو الستيغما»، فيما يذكّر الطبيب النفسي ربيع الشامي بأنّ الاكتئاب واحد من الأمراض العشرة الأكثر تسبباً بالوفيات في العالم!

بعيداً عن نزعة تلفزيونيّة في التعاطي مع المرضى النفسيين كحالات خاصة، ومخلوقات خطرة غالباً، يذكّرنا شريط «كيف حالك؟» بأنّ الألم النفسي حالة عامّة. تنجح منصور في تقديم قراءة هادئة ومتزنة وموثّقة حول موضوع شائك. من دون مؤثرات خاصة، تذكّرنا بأنّ جراحاً كثيرة في ذاكرتنا ولاوعينا تحتاج إلى بلسمة.

الأخبار اللبنانية في

31/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)