حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رجل من خارج النظام

بقلم   سمير فريد

سعدت كثيراً بكلمة رئيس التحرير مجدى الجلاد فى المؤتمر البرلمانى الدولى فى سويسرا (انظر عدد ١٩ أكتوبر)، وشعرت بالزهو وبأن حظى كان سعيداً بعملى فى هذه الجريدة منذ عددها الأول. وفى العدد نفسه، هزتنى كلمات عمرو الشوبكى فى عموده اليومى «معاً» تحت عنوان «عزاء البرادعى» عن تعزية محمد البرادعى للمصريين المسيحيين الذين استشهدوا فى موقعة ماسبيرو، بذهابه إلى العزاء غير الرسمى فى كنيسة الملاك ميخائيل بمدينة ٦ أكتوبر، ووضعه إكليلاً من الزهور على أرواح الضحايا، بعيداً عن كاميرات التليفزيون والصخب الذى يصاحب الذاهبين إلى مقر الكاتدرائية فى العباسية.

وقال الشوبكى إن البرادعى كان الوحيد الذى غرد خارج السرب وأثبت بحق أن مشروعه يحترم الناس، حتى لو لم يرفع شعارات الدفاع عن الجماهير الشعبية والكادحة ليتاجر بها، كما يفعل الكثيرون، وقد كنت عائداً لتوى من أبوظبى بعد أن حضرت مهرجانها السينمائى، وهناك ذهبت لشراء بعض الأشياء من أحد المتاجر، ووجدت البائع شاباً مصرياً تعرف على من صورتى التى تنشر مع هذا العمود، وسألنى من أراه الأفضل لرئاسة الجمهورية، فقلت له البرادعى، وإذا به يقول: كيف وهذا هو الرجل الذى تسبب فى حرب العراق وتزوجت ابنته من مسيحى،

 ثم إنه من دون «كاريزما» ويتهته فى الكلام؟! صدمنى حديث الشاب وقلت له: كيف مازلت تصدق هذا الكلام الذى أشاعه النظام السابق الذى قامت الثورة للقضاء عليه، ودعوته إلى التفكير بعقله فيما يردده، ويسأل نفسه الأسئلة التالية ويتوصل إلى الإجابات حسب ضميره:

هل يمكن أن تمنح جائزة نوبل للسلام لرجل تسبب فى إشعال حرب؟

لماذا وقفت أمريكا ضد تجديد انتخاب البرادعى مديراً لوكالة الطاقة الذرية، إذا كان قد ساعدها فى إشعال الحرب على العراق؟

كيف ننسى أن حرب أمريكا ضد نظام صدام حسين كانت لمصلحة أمريكا، وتلك بدهية، ولكنها أدت إلى خلاص العراق من حكم صدام وولديه، وهو الذى شيد ٧٢ قصراً لينام فى أحدها كل ليلة، وترك بغداد من دون صرف صحى حديث، وتسبب فى حروب قتلت ملايين العراقيين والإيرانيين والعرب فى الكويت وغيرها؟

لا أعلم شيئاً عن زوج ابنة البرادعى، لكن ألم يتزوج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من مريم القبطية ومن صفية اليهودية، فما المشكلة أن تتزوج ابنة البرادعى من مسيحى يشهر إسلامه؟

ماذا حدث لمصر فى عهد من يجيدون الكلام الفارغ من دون تهتهة، ومن أصحاب الكاريزما الذين يضللون الناس وينهبون الوطن؟

ألم يكن البرادعى أول من طالب بالتغيير وأول معارض من خارج النظام، وكل نظام يتكون من موالين ومعارضين؟ وألم يكن أول من قال إن الأمن يمكن أن يقمع المئات والآلاف، ولكنه لا يستطيع قمع الملايين؟

المصري اليوم في

31/09/2011

 

استقل يا وزير الإعلام

بقلم   سمير فريد

٣٠/ ١٠/ ٢٠١١

الاستقالة عند الفشل، أو عند إدراك استحالة تحقيق ما يجب أن يحققه أى مسؤول، ليست فقط من سمات الدولة الحديثة الديمقراطية والحرة، وإنما دليل على الضمير الحى الذى يعرف معنى المسؤولية. وكل إنسان حر فى تقرير ما يراه بخصوص ما يتعلق بأسرته الخاصة، لكنه ليس حراً عندما تكون لقراراته انعكاساتها على غيره من الناس، فما بالك إذا كانت تنعكس على الشعب كله.

وكم أسفت لتراجع حازم الببلاوى، وهو من علماء مصر الكبار، عن استقالته بعد موقعة «ماسبيرو»، وكم أسفت لعدم استقالة أسامة هيكل، وزير الإعلام، بعد هذه الموقعة وفشل التليفزيون فى تغطيتها، بل ودوره السلبى الذى زاد من اشتعال النار عندما طالب المواطنين بحماية الجيش من المتظاهرين وهى دعوة هزلية، ومن الهزل ما يُبكى، فالجيش يملك السلاح ولا يحتاج إلى من يحميه من المتظاهرين السلميين.

وما قاله وزير الإعلام فى تبرير تلك الدعوة من أن المذيع كان فى حالة ارتباك عاطفى، هو تطبيق نموذجى لمقولة «عذر أقبح من ذنب». فالمذيع كإنسان يجوز له الارتباك العاطفى عندما تموت خالته أو يرسب ابنه فى الامتحان، لكنه من الناحية المهنية البحتة لا يجوز له الارتباك عند تغطية أى حدث، وإلا فهو لا يصلح لهذه المهنة وكان اختياره لممارستها خطأ، ولم يتعلم أو يتدرب لمعرفة حقيقة دوره.

لم أكن أصدق ما يقال عن مهنية قناة الجزيرة حتى كنت أشاهد نشرتها الإخبارية العادية وجاء خبر وفاة الرئيس السورى السابق حافظ الأسد منذ عشر سنوات، وكان الاسم الأول للمذيعة على ما أذكر جومانا، كان الخبر مفاجئاً، وغير متوقع، لكنها استقبلته ببرود تام، وواصلت تغطية الخبر لمدة ساعات دون توقف ولا لحظة واحدة حتى انتهى موعد دوامها.

المذيع فى التليفزيون، والكلمة تصلح للرجال والنساء معاً، مسؤولية كبيرة، وانحيازه بالكلمة أو طريقة الإلقاء أو الأداء، أو حتى بنظرات عينيه، خطأ مهنى، وليس وجهة نظر، خاصة فى بلاد تنتشر فيها الأمية، ويقل فيها عدد القراء من غير الأميين، وعليكم جميعاً يا من تذيعون فى القنوات الحكومية والخاصة معاً إدراك مسؤوليتكم، فأنتم لستم نجوم سينما يصنعون الأفلام، وإنما تصنعون وعى أغلب الناس، انظروا إلى قنوات العالم وتعلموا، وادرسوا الموضوعات التى تتحدثون عنها مثل التلاميذ فى المدارس، والمرء عالم حتى يقول إنه علم، فيصبح جاهلاً.

إذا لم يستقل وزير الإعلام بعد موقعة ماسبيرو، فمتى إذن يستقيل أى مسؤول؟

 

«خلية» بى. بى. سى فى إيران

بقلم   سمير فريد

١٢/ ١٠/ ٢٠١١

اعتقلت السلطات الإيرانية ستة سينمائيين فى طهران بتهمة التعامل مع هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»، ووصفتهم بأنهم خلية سرية للهيئة البريطانية توفر لها «معلومات وأفلاماً تلطخ صورة إيران» لكى تذاع فى القناة التى تبثها باللغة الإيرانية «الفارسية».

المعتقلون هم موجتابى ميرتا ماسب، وناصر صفاريان، وهادى أفاريده، وشاهنام بزدر، ومحسن شهنزدر، وكاتيون شهابى.

وتمنع السلطات الإيرانية أى إيرانى من التعاون مع أى قناة راديو أو تليفزيون تبث بالفارسية من خارج إيران، خاصة «بى. بى. سى» وفويس أوف أمريكا اللتين تتهمهما بالمشاركة فى مؤامرة غربية لـ«زعزعة استقرار النظام».

وعلى موقعها الإلكترونى احتجت جمعية مخرجى الأفلام التسجيلية الإيرانيين على الاتهامات الموجهة إلى السينمائيين الستة، ووصفتها بأنها «غير مسؤولة»، و«تمس بحقوقهم، وتزيد المخاوف فى عالم السينما الإيرانية». وبينما نفت «بى. بى. سى» أن يكون الستة من موظفيها، دعت الحكومة الفرنسية إلى الإفراج عنهم، وأصدر مهرجان سان سباستيان السينمائى الدولى الذى كان منعقداً فى إسبانيا أثناء القبض عليهم بياناً ندد فيه باعتقالهم، وجاء فيه أن إدارة المهرجان «تدين هذه الحملة الجديدة على حرية التعبير من جانب الحكومة الإيرانية، واضطهادها السينمائيين الذين يناضلون من أجل وصف واقع بلادهم»، وأكد البيان «الدعم المعنوى للسينمائيين الموقوفين»، ومن بينهم المنتجة كاتيون شهابى التى «تقيم علاقة مهنية وثيقة مع المهرجان»، وسبق لها المشاركة بثلاثة من أفلامها فى مسابقات دورات سابقة.

وكان موجتابى ميرتا ماسب قد أخرج فيلماً بعنوان «هذا ليس فيلماً» عن يوم فى حياة جعفر بناهى فى منزله حيث حددت إقامته لمدة ست سنوات ومنع من العمل لمدة عشرين سنة لاتهامه بمعارضة النظام، وقام «موجتابى» بوضع الفيلم داخل كعكة وسافر به حيث عرض لأول مرة فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى. وقد تقرر عرض الفيلم تجارياً فى فرنسا فى سبتمبر الماضى، وعند سفر «موجتابى» إلى باريس لحضور العرض مُنع من السفر فى مطار طهران وسحب جواز سفره والكمبيوتر الخاص به وصودرت كل الأوراق التى يحملها، وكان من المقرر أن يتوجه من باريس إلى كندا حيث عرض الفيلم فى مهرجان تورنتو.

ومن المؤسف حقاً أن لا صوت يرتفع فى مصر لإدانة ما يتعرض له صناع السينما فى إيران والدعوة للإفراج عن المعتقلين منهم، سواء من المؤسسات الشعبية للسينمائيين مثل نقابتهم، أو للنقاد مثل جمعية نقاد السينما المصريين، رغم أننا نعيش بعد ثورة ٢٥ يناير التى لم تطالب سوى بالحرية.

 

رفاه السورية وليلى الكردية

بقلم   سمير فريد

١١/ ١٠/ ٢٠١١

حسب وكالة الأنباء الفرنسية، وجهت كارلا برونى ساركوزى، زوجة الرئيس الفرنسى، رسالة إلى زوج عالمة النفس السورية رفاه ناشد المعتقلة فى سجون سوريا منذ العاشر من سبتمبر، ونشرت الرسالة على موقع تابع للفيلسوف الفرنسى، برنار هنرى ليفى، الذى يناصر الربيع العربى بكتاباته، وبمشاركته الفعلية فى مظاهرات الشباب حيث انتقل من ميدان التحرير فى القاهرة أثناء ثورة ٢٥ يناير، إلى طرابلس فى ليبيا مع بداية ثورة ١٧ فبراير.

تقول كارلا برونى فى رسالتها «يحق لكم زيارتها مرتين فى الأسبوع لمدة نصف ساعة كل مرة، وخلال الزيارة الأخيرة لاحظتم أنها كانت متعبة جداً وغير قادرة على الوقوف وهى تعانى من اضطرابات فى القلب، وكل الذين يعرفونها قلقون على صحتها»، وأضافت: «يبدو لى من غير المعقول أن تشكل هذه الطبيبة تهديداً للأمن العام وأمن الدولة، إنها امرأة حرة ذائعة الصيت دولياً، وحياتها وأعمالها تشرفان سوريا والنساء السوريات والعربيات وكل النساء فى العالم، ولذلك أعرب عن الأمل بإعادة رفاة ناشد إلى عائلتها من دون تأخير».

ورفاه ناشد هى أول امرأة تعمل طبيبة نفسية فى سوريا، بعد أن درست وتخرجت فى جامعة باريس، وتبلغ السادسة والستين من العمر، وعولجت من سرطان وشفيت منه، وتعانى من اضطرابات فى القلب ومن ارتفاع ضغط الدم، وكانت تخضع للعلاج فى بيروت وباريس، واعتقلت فى مطار دمشق قبل أن تسافر إلى باريس لتكون إلى جوار ابنتها وهى تضع مولوداً.

دخلت رفاةه ناشد السجن فى سوريا، وخرجت ليلى زانا الكردية من السجن فى تركيا بعد عشر سنوات لأنها فازت فى انتخابات البرلمان عام ١٩٩١ وأدت القسم الدستورى باللغة الكردية. وقد نجحت مرة أخرى فى انتخابات هذا العام، ولكنها أدت القسم الأسبوع الماضى باللغة التركية، واكتفت هذه المرة بتغيير عبارة الشعب التركى إلى عبارة الدولة التركية، اتساقاً مع مطالبتها بالاعتراف بوجود شعب كردى فى تركيا، ليس هناك خطأ مطبعى، ولا معلومة ناقصة، نعم، عشر سنوات فى السجن، والجريمة أداء القسم الدستورى باللغة الكردية، حسب جريدة «الحياة» العربية التى تصدر فى لندن عدد ٣ أكتوبر الحالى.

ويطلب أردوجان من البرلمان الجديد فى تركيا تمديد الأذن للحكومة بإرسال قوات برية إلى شمال العراق لمواجهة حزب العمال الكردستانى، والبحث عن مخرج لمشكلة نواب البرلمان الأكراد المسجونين، فهو يطالب بتحرير الشعب الفلسطينى فى فلسطين، فى الوقت الذى يقمع فيه الشعب الكردى فى تركيا، ولديه نيلسون مانديلا الكردى، عبدالله أوجولان، فى السجن منذ عقود، وعلى جدول أعمال البرلمان الجديد سن قانون داخلى يسمح للنساء بارتداء «البنطلون» داخل البرلمان وفى أروقته!

صرح الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة، تعقيباً على مقال «صوت وصورة»، أمس الأول الأحد، بأن وزارة الثقافة لم تنظم معرض الإسكندرية للكتاب، وإنما نظمه اتحاد الناشرين المصريين، واشتركت فيه هيئة الكتاب بالوزارة، مثل أى ناشر آخر، وقال إنه عندما وجهت إليه الدعوة لافتتاح المعرض لم يكن يعلم تفاصيل برامج المعرض مثل ضيف الشرف وضيوف الندوات.

كما اتصل الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، وقال إنه اعتذر عن عدم الاشتراك فى المعرض، وحضور ندوته التى كان من المقرر أن تنعقد غداً، وطلب نشر اعتذاره.

 

مبادرة سينمائية من الأردن

بقلم   سمير فريد

١٠/ ١٠/ ٢٠١١

عقد فى العاصمة الأردنية عمان أول مؤتمر من نوعه لمؤسسات السينما العربية بدعوة من الهيئة الملكية الأردنية للسينما، وافتتحته الأميرة ريم على، عضو مجلس مفوضى الهيئة. اشترك فى الاجتماع المركز القومى للسينما فى مصر والمركز السينمائى المغربى ووزارة الثقافة فى تونس والجزائر وفلسطين، ومؤسسة الدوحة للسينما ولجنة أبوظبى للسينما، وبعد مناقشات استمرت لمدة يومين، أصدر التوصيات التالية:

- التنسيق بين صناديق دعم الإنتاج العربية، ودراسة صندوق دعم عربى مشترك.

- وضع خريطة سنوية لورش التدريب على مختلف المهن السينمائية فى الدول العربية.

- تنظيم برنامج سنوى بعنوان «بانوراما الفيلم العربى» يتنقل بين الدول العربية، بالإضافة إلى أسابيع لأفلام الدول العربية.

- الحفاظ على التراث السينمائى العربى بإنشاء أرشيفات ومتاحف وإعداد الكوادر الفنية المتخصصة.

- إنشاء قاعدة بيانات عن صناعة السينما فى الدول العربية والعاملين فى هذا المجال.

- العمل على تأسيس رابطة لمؤسسات السينما فى العالم العربى.

الاجتماع مبادرة رائعة من الأردن، والتوصيات صياغة جديدة لأحلام تمت المطالبة بها مراراً وتكراراً منذ عقود طويلة، والمهم هو التنفيذ على أرض الواقع، ووضع آليات التنفيذ، ورصد الميزانيات المناسبة لتحويل الأحلام إلى حقائق.

نشرت جريدة «القاهرة»، التى تصدرها وزارة الثقافة، أن فاروق حسنى عندما كان وزيراً للثقافة شكل لجنة لتقييم سيناريو فيلم «المسافر»، واعتمد على تقريرها فى اتخاذ قرار إنتاج الفيلم، ومنح لها مكافآت سخية، ونشرت الجريدة أن ميزانية الفيلم كانت ٩ ملايين جنيه، ووصلت إلى ٢٢ مليوناً بفضل أو بسبب هذا التقرير.

وهذا الكلام غير صحيح: اللجنة التى شكلها فاروق حسنى كانت لمنح دعم لإنتاج خمسة أفلام، كان «المسافر» من السيناريوهات التى تقدمت وفازت، ولم يشكل الوزير لجنة لتقييم سيناريو «المسافر»، وبالتالى لم يعتمد على قرار لجنة لإنتاج الفيلم، والمكافآت التى حصلت عليها لجنة الدعم ليست سخية، ولا تزيد على مائة جنيه عن كل سيناريو تقدم للحصول على الدعم، ولا توجد أى علاقة بين هذه اللجنة وميزانية إنتاج الفيلم، فقد انتهت مهمتها عند اختيار السيناريوهات الفائزة.

أرسل المخرج السينمائى خالد يوسف ــ تعقيباً على مقال «صوت وصورة» أمس ــ رسالة يقول فيها إنه اعتذر عن عدم الاشتراك فى معرض الإسكندرية للكتاب للسبب ذاته موضوع المقال، وإنه كان دائماً وسوف يظل ضد هذه التيارات الظلامية.

ونحن نؤكد لفنان السينما عدم علمنا باعتذاره، ونعتذر عن أى إساءة غير مقصودة.

 

سرقة الثقافة المصرية

بقلم   سمير فريد

٩/ ١٠/ ٢٠١١

افتتح يوم الإثنين الماضى ٣ أكتوبر فى الإسكندرية «معرض الإسكندرية الدولى للكتاب وتكنولوجيا المعلومات»، الذى يستمر حتى ١٦ أكتوبر، وتنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، إحدى هيئات وزارة الثقافة.

إضافة تعبير تكنولوجيا المعلومات نوع من «الحنشصة»، بتعبير يحيى حقى، فمعرض «فرانكفورت»، الأكبر فى العالم، وكل معارض الكتب تكتفى بكلمة الكتاب، وتهتم كلها بتكنولوجيا المعلومات بالطبع من دون أن تذكر ذلك.

لكن الأهم من ذلك أن ضيف الشرف فى المعرض هو «حزب النور السلفى»، وأن أكبر جناح فى المعرض هو جناح السعودية، وأن سفير السعودية فى القاهرة منح وزير الثقافة، ورئيس الهيئة، وشخصيات أخرى أوسمة سعودية فى الافتتاح، وأن ضيوف المعرض من الكتاب هم: محمد حسان، وياسر برهامى، ومصطفى حسنى، وعمرو خالد، وخيرت الشاطر، ومحمد سليم العوا، وصفوت حجازى، الذين يمثلون تيار الإسلام السياسى بأجنحته المختلفة، ومعهم إبراهيم أصلان، وعمرو حمزاوى، وخالد يوسف.

 وحسب جريدة «الشروق» عدد يوم «الأربعاء» الماضى ٥ أكتوبر، فإن رئيس هيئة الكتاب أحمد مجاهد، قال إنه مستقيل، وإنه لذلك لم يتكلم رغم وجوده على «منصة» الافتتاح، وإن وزير الثقافة عماد أبوغازى قال: «إن استقالة مجاهد مرفوضة.. مرفوضة»، والواقع أن كليهما يجب أن يستقيل من منصبه بعد إقامة هذا المعرض، الذى يمثل الثورة المضادة بامتياز.

وربما يكون من الطبيعى أن يشترك المخرج السينمائى خالد يوسف، فى المعرض السلفى بحكم انتمائه إلى التيار القومى العربى، الذى تحالف مع الإسلام السياسى قبل الثورة، وربما لايزال، طمعاً فى جماهيرية كاذبة، ولكن ليس من الطبيعى أن يشترك فى هذا المعرض مفكر سياسى ديمقراطى مثل عمرو حمزاوى، أو كاتب من أعظم أدباء مصر مثل إبراهيم أصلان، فهذه الأسماء الثلاثة تجمل المعرض بدعوى أنه مفتوح لكل التيارات، بينما هو فى الحقيقة لتيار واحد، والحرية تعنى عدم إقصاء أى تيار، ولكنها لا تعنى الصمت تجاه أعداء الحرية، الذين يريدون إقصاء الجميع، ما عداهم، بدعوى أنهم يتحدثون باسم الله سبحانه، بل يحتكرون الحديث باسمه، تعالى عما يفعلون.

السلفيون، من وهابيى السعودية، هم جيش الثورة المضادة، الذى أعده نظام الرئيس المتخلى، ولو من دون اتفاق مباشر، ومواقفهم ضد المسيحيين المصريين تهدد بعودة مصر إلى ما قبل توحيد «مينا» للوجهين البحرى والقبلى، بعد أن عادت إلى ما قبل «محمد على» مع نهاية حكم أسرته، ومن السهل استرداد كل ما سرقه لصوص المال والأرض والبحر والجو، وما تحت الأرض وما فى جوف البحر، لكن من الصعب استرداد الثقافة المصرية التى يسرقها هؤلاء.. ومن حق السلفيين أن ينظموا معرضاً للكتاب لكن بعيداً عن وزارة الثقافة، وعن أموال دافعى الضرائب، فهذا يعنى أن الدولة المصرية أصبحت سلفية، وهذا ما لم يحدث حتى الآن.

 

من العبور العظيم إلى العبور الأعظم

بقلم   سمير فريد

٨/ ١٠/ ٢٠١١

شهدت حرب أكتوبر ١٩٧٣ توقيع رئيس جمهورية مصر الراحل أنور السادات على أول أمر عسكرى بالهجوم على جيش إسرائيل منذ إنشاء هذه الدولة على أرض فلسطين عام ١٩٤٨، وأول تجسيد حقيقى للوحدة العربية باشتراك كل الدول العربية فى الحرب على جميع الأصعدة العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، خاصة استخدام السعودية ودول الخليج سلاح البترول.

وانتهت حرب أكتوبر بانتصار الجيش المصرى فى معركة عبور قناة السويس، وانتصار الجيش السورى فى معركة تحرير الجولان، ولكن بينما استثمر النظام السياسى فى مصر الانتصار العسكرى ليتفاوض مع العدو من موقع القوة، والمفاوضات السياسية كانت ولاتزال وسوف تظل مآل كل حرب، ووقع معاهدة سلام وحرر أرض مصر بمداد من دماء الشهداء، رفض النظام السياسى فى سوريا التفاوض، وأعادت إسرائيل احتلال الجولان.

واليوم فى أول احتفال بذكرى حرب أكتوبر بعد ثورة مصر فى ٢٥ يناير، وثورة سوريا فى ١٥ مارس، يقوم الجيش المصرى بحماية ثورة شعب مصر، ويعود مرة أخرى لممارسة دوره التاريخى، ويحاول جزار سوريا تغيير مهمة الجيش الوطنى السورى من الدفاع عن الشعب، إلى إبادة الشعب، ليصبح مثل كتائب جزار اليمن فى مواجهة ثورة ٣١ يناير، وكتائب جزار ليبيا فى مواجهة ثورة ١٧ فبراير.

وإذا كان من الطبيعى أن تناصر روسيا والصين جزار سوريا، بعد أن تحولتا من قيادة الثورة الاشتراكية العالمية إلى قيادة المافيا الدولية، وأصبح شعار الصين «يا عمال العالم انتحروا»، وأصبحت روسيا عقاراً يتوارثه «بوتين» و«ميدفيدف»، مثل جمهوريات الكوكايين فى أمريكا الجنوبية، وجمهوريات آكلى لحوم البشر فى أفريقيا، فليس من الطبيعى أن تناصر السعودية جزار اليمن، وهو ربما الخطأ الأكبر فى تاريخها.. ولكن ثورات الشعوب سوف تنتصر، فطالما وصل الأمر إلى حروب الإبادة يستحيل أن يستمر أى من أنظمة الجزارين فى سوريا وليبيا واليمن.

كل ما يحدث على أرض مصر منذ تخلى رئيس النظام عن الحكم يوم ١١ فبراير، هو مسؤولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، برئاسة المشير «طنطاوى»، فهو الذى يملك السلطة، ولا سلطة من دون مسؤولية، ولا مسؤولية من دون سلطة.. وقد تعهد المجلس بأن تكون مدة المرحلة الانتقالية من النظام الديكتاتورى إلى النظام الديمقراطى، الذى طالبت به ثورة الشعب فى ٢٥ يناير، ستة أشهر، ولكن الشهور الستة مضت من دون أن يتم هذا الانتقال، وهو انتقال من العبور العظيم إلى سيناء لتحرير الأرض، إلى العبور الأعظم لتحرير الإنسان الذى يعيش عليها.

 

١١ فيلماً عن الثورة فى مهرجان الإسكندرية

بقلم   سمير فريد

٦/ ١٠/ ٢٠١١

ينظم مهرجان الإسكندرية الذى افتتح أمس مسابقة خاصة لأفلام الديجيتال المصرية، حيث يرأس لجنة التحكيم الدكتور محمد كامل القليوبى، ويشترك فى عضويتها الناقدة ماجدة موريس والمخرج عمرو سلامة، ومن بين أفلام هذه المسابقة ١١ فيلماً عن ثورة ٢٥ يناير «من ٤ دقائق إلى ٤٨ دقيقة» هى حسب ترتيب وثائق المهرجان:

- «نفس الحرية بكام» إخراج رافايل عياش.

- «ميدان التحرير» إخراج عبدالرؤوف على.

- «مصر تولد من جديد» إخراج هشام محمد.

- «إيد واحدة» إخراج الزمخشرى.

- «أنا والأجندة» إخراج نيفين شلبى.

- «١٨ يوم فى مصر» إخراج أحمد ورمضان صلاح.

- «الطريق إلى التحرير» إخراج مؤمن عبدالسلام.

- «ثورة شباب» إخراج عماد ماهر.

- «وعدى النهار» إخراج وليد فاروق.

- «برد يناير» إخراج رومانى سعد.

- «نافذه على التحرير» إخراج عمرو بيومى.

ويكرم المهرجان أربعة سينمائيين من مصر، هم الممثلة زهرة العلا، والممثل يحيى الفخرانى، والمخرج سمير سيف، وكاتب السيناريو والمخرج بشير الديك، والأربعة من أعلام السينما فى مصر، ولا شك أن زهرة العلا، بعد اختفاء طويل، هى نجمة هذه الدورة من المهرجان، كما يكرم من لبنان الممثلة كارمن لبس، وهى من أعظم الممثلات فى السينما العربية، ومصمم الديكور الإيطالى أوزفالدو ديزيديرتى، وهو من أعظم مصممى الديكور فى العالم، حيث صمم الديكور فى أفلام لعدد من كبار المخرجين فى تاريخ السينما مثل روسيلدين وفيسكونتى وفيللينى وانتونيونى وبازولينى وبيرتو لوتش وزيفريللى والأخوين نافيانى وسيرجو ليونى وتورناتورى. وكان من الواجب أن يصاحب تكريمه إقامة معرض لمختارات من أعماله، وإلقاء درس السينما عن الديكور، ولكن مهرجاناتنا لا تعرف تقاليد المعارض ودرس السينما.

ويحتفى المهرجان بمئوية ميلاد نجيب محفوظ فى برنامج خاص بعنوان «الإسكندرية فى سينما نجيب محفوظ» يتضمن «السمان والخريف» إخراج حسام الدين مصطفى، و«ميرامار» إخراج كمال الشيخ، وإقامة ندوة يديرها الناقد الكبير رؤوف توفيق.

ويختار المهرجان السينما التركية كضيف شرف، ولكن بعرض أربعة أفلام فقط، وهو عدد لا يكفى للتعريف بالسينما التركية سواء فى تاريخها أو فى حاضرها المزدهر، وليس من المفهوم ولا المعقول الاحتفاء بالسينما التركية دون عرض أى أفلام من إخراج يلماز جونيه أو نورى بلجى سيلان أو سميح كابلا نوجلو الذى فاز بالدب الذهبى فى برلين العام الماضى عن فيلمه «عسل»، وهى الجائزة الثانية من نوعها فى تاريخ السينما التركية بعد سعفة كان الذهبية التى فاز بها جونيه عن «الطريق» عام ١٩٨٢، وكان من الضرورى إصدار كتاب مترجم عن السينما التركية، خاصة أن المهرجان مدعوم بمليون جنيه من الأموال العامة لنشر الثقافة.

 

أول مهرجان فى مصر بعد الثورة

بقلم   سمير فريد

٥/ ١٠/ ٢٠١١

يفتتح اليوم مهرجان الإسكندرية السينمائى السابع والعشرون لدول البحر المتوسط، الذى يستمر حتى ٩ أكتوبر، وتنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.

هذا هو أول مهرجان سينمائى يقام فى مصر بعد ثورة ٢٥ يناير، والمهرجان الوحيد الذى ينعقد هذا العام بعد إلغاء دورات مهرجان القاهرة لأفلام الأطفال فى مارس، والمهرجان القومى فى أبريل، ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة فى أكتوبر، ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نوفمبر.

ويحمد للجمعية المذكورة إقامة مهرجان الإسكندرية، ونتمنى له النجاح، وتجاوز كل ما كان يؤخذ عليه فى دوراته السابقة فى ظل إدارة رئيسه الجديد الزميل نادر عدلى. ولكن لا يحق للجمعية أن تطالب بإقامة مهرجان القاهرة لأنها نظمت دوراته الثلاث الأولى، وأن وزارة الثقافة استولت عليه. فما حدث أن المهرجان فشل فى دورته الثالثة فشلاً ذريعاً أدى إلى سحب اعتراف الاتحاد الدولى به، ومنعه من إقامة مسابقة أو منح جوائز. وعندما وصل إلى الحضيض عام ١٩٨٤ تولت وزارة الثقافة إقامته أو بالأحرى إنقاذه عام ١٩٨٥. وفى عام ١٩٩١، وبفضل رئيسه آنذاك الكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة، اعترف الاتحاد الدولى مرة أخرى به فى سابقة هى الأول من نوعها طوال تاريخ الاتحاد، والأخيرة حتى الآن، وبالتالى لا تكون الوزارة قد سرقت المهرجان وإنما أنقذته من الموت.

وقد تمكنت إدارة مهرجان الإسكندرية من الحصول على العرض العالمى الأول للفيلم المصرى «كف القمر» إخراج خالد يوسف عن سيناريو ناصر عبدالرحمن، وهو من أهم الأفلام المصرية المنتظرة هذا العام، لكنها اختارته للعرض فى المسابقة مع فيلم «حاوى» إخراج إبراهيم البطوط الذى عرض تجارياً فى وقت سابق، وهذا خطأ فادح، فأى مهرجان لا يعرض فيلماً سبق عرضه تجارياً فى نفس البلد. وكان يكفى أن تمثل السينما المصرية فى المسابقة بفيلم «كف القمر».

وفى المسابقة إلى جانب مصر ٨ أفلام من تونس وسوريا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا وتركيا والبوسنة، منها الفيلم الإيطالى «حياتنا» إخراج دانيللى لوكيتى، والفيلم البوسنى «سيرك كولومبيا» إخراج دانيس بانوفيك، وهما من كبار المخرجين العالميين، وبينما يعرض من سوريا «دمشق مع حبى» إخراج محمد عبدالعزيز من الإنتاج الخاص غير الحكومى، يعرض من تونس «النخيل الجريح» أحدث أفلام فنان السينما التونسية الكبير عبداللطيف بن عمار. وتتكون لجنة التحكيم برئاسة المخرجة الإسبانية هيلينا تابرن، وعضوية مصمم الديكور الإيطالى أوزفالدو ديزيديرى، والمخرج الكرواتى أوجينين سفيليتش، والممثلة اليونانية كاترينا ديدا سكالو، والألبانية آنيلا فارفى، مدير مهرجان دوريس، ومن مصر خالد الصاوى وجيهان فاضل.

 

١٥ مهرجاناً عربياً وللأفلام العربية

بقلم   سمير فريد

٤/ ١٠/ ٢٠١١

يبدأ غداً مهرجان الإسكندرية الـ٢٧ لأفلام دول البحر المتوسط الذى يرأسه الزميل نادر عدلى وتنظمه جمعية كتاب ونقاد السينما، ورغم كل ما يؤخذ على المهرجان فى دوراته السابقة، فإن إصرار الجمعية على إقامته رغم إلغاء دورات العام من مهرجانات وزارة الثقافة (القاهرة والقاهرة لأفلام الأطفال والإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة والمهرجان القومى) بسبب الظروف الأمنية فى مصر بعد ثورة يناير، يؤكد صحة القرار الذى اتخذته الوزارة من خلال مجلس إدارة المركز القومى للسينما بأن تقوم الجمعيات الأهلية والمؤسسات المدنية بتنظيم المهرجانات، وتكتفى الوزارة بالدعم وفق شروط فنية محددة لمن يريد.

ابتداء من ٣ سبتمبر الماضى، عقدت خمسة مهرجانات فى العالم العربى وللأفلام العربية فى أوروبا، وحتى ١٥ ديسمبر، تنعقد عشرة مهرجانات أخرى، ومن اللافت أنه فى الوقت الذى تنتهى فيه المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة فى العالم مع ختام مهرجان فينسيا فى سبتمبر، تبدأ فيه مهرجانات السينما العربية، حتى أصبح الخريف هو موسم هذه المهرجانات.

عقد مهرجان قليبية السادس والعشرين لأفلام الهواة فى تونس من ٣ إلى ١٠ سبتمبر، وهو الوحيد من نوعه عربياً، وعقد مهرجان روتردام الحادى عشر للأفلام العربية فى هولندا من ٧ إلى ١١ سبتمبر، حيث فاز الفيلم المصرى «المسافر» إخراج أحمد ماهر بجائزة أحسن فيلم روائى طويل، وعقد مهرجان سلا الخامس لأفلام المرأة فى المغرب من ١٩ إلى ٢٤ سبتمبر، ومهرجان مالمو الأول للأفلام العربية فى السويد من ٢٣ إلى ٢٧ سبتمبر، وهو الأول من نوعه فى شمال أوروبا، وفى نفس يوم ختام مهرجان سلا بدأ مهرجان شاشات السابع لأفلام المرأة فى فلسطين، الذى ينطلق من رام الله، ويستمر فى ١٢ مدينة فلسطينية أخرى حتى ١٥ ديسمبر.

أمس افتتح مهرجان بغداد السينمائى الدولى الثالث فى العراق، ويستمر حتى ١٣ أكتوبر، وغداً يفتتح مهرجان بيروت السينمائى الدولى الحادى عشر فى لبنان، ويستمر حتى ١٣ أكتوبر أيضاً، وفى نفس اليوم (١٣ أكتوبر) يبدأ مهرجان أبوظبى السينمائى الدولى الخامس فى الإمارات، ويستمر حتى ٢٢ أكتوبر، وينعقد مهرجان آمال التاسع للأفلام الأوروبية والعربية فى إسبانيا من ٢٤ إلى ٢٩ أكتوبر، ثم ينعقد مهرجان الدوحة- ترايبكا الثالث فى قطر من ٢٥ إلى ٢٩ أكتوبر.

وفى نوفمبر ينعقد مهرجان برلين الثالث للأفلام العربية فى ألمانيا من ٢ إلى ١٠ نوفمبر، وفى ديسمبر مهرجان الغردقة الأول للأفلام الأوروبية فى مصر من ١ إلى ٧ ديسمبر، ومهرجان مراكش السينمائى الدولى الحادى عشر فى المغرب من ٢ إلى ١٠ ديسمبر، وأخيراً مهرجان دبى السينمائى الدولى الثامن فى الإمارات من ٧ إلى ١٤ ديسمبر، وأهم هذه المهرجانات على الصعيد الدولى أبوظبى والدوحة- ترايبكا ومراكش ودبى.

 

يا رئيس حكومة ثورة يناير هذه مئوية نجيب محفوظ

بقلم   سمير فريد

٣/ ١٠/ ٢٠١١

أعلنت إدارة مهرجان أبوظبى السينمائى الدولى الخامس، (١٣-٢٢ أكتوبر) عن احتفال كبير بمئوية ميلاد نجيب محفوظ، يشرف عليها الخبير العراقى «إنتشال التميمى»، وتتضمن برنامج أفلام - إصدار كتاب بالعربية والإنجليزية - إقامة ندوة، ومعرض لملصقات الأفلام المأخوذة عن أعمال الكاتب المصرى العظيم، الذى غاب عن الدنيا عام ٢٠٠٦، ولكن أعماله الأدبية سوف تبقى ما بقيت الحضارة الإنسانية.

بهذا تكون «أبوظبى» قد بدأت الاحتفال بمئوية «محفوظ»، التى تحل يوم ١١ ديسمبر القادم، والتى تستمر حتى ١١ ديسمبر عام ٢٠١٢، وفى أى بلد من بلاد العالم تملك كاتباً مثل «محفوظ»، وتدرك قيمته، يتم الاستعداد لعام المئوية قبلها بسنوات، وتشكل لجنة للاحتفال، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، أو رئيس الجمهورية أو الملك، ويطلق اسم الكاتب على مؤسسة كبيرة، مثل معهد جوته فى ألمانيا، أو جائزة سيرفانتس فى إسبانيا، وهل هناك اسم أعظم من شكسبير فى بريطانيا.

وإذا كانت مصر قبل ثورة يناير لم تدرك قيمة «محفوظ»، ولم تستعد للاحتفال بمئويته، فمصر بعد ثورة شعبها العظيمة لابد أن تدرك تلك القيمة، ولهذا أقترح على الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس وزراء حكومة الثورة، أن يقدم دليلاً جديداً على نجاحها بتشكيل لجنة برئاسته للاحتفال، تضع خطة المئوية، وترصد لتنفيذ الخطة مالا يقل عن عشرة ملايين دولار أمريكى، من أموال الشعب المصرى، واسأل أى مواطن فى الطريق العام سوف يقول لك إن هذا أقل الواجب فى مثل هذه المناسبة التى لا تتكرر إلا كل مائة عام.

وحتى الذين يتصورون أن هذه الاحتفالية «جاتوه» فى وقت يحتاج فيه الشعب إلى «الخبز»، لا يعلمون أن مردود ما ينفق عليها يغطى التكلفة ويزيد، إذا اتبعت مصر ما تتبعه الدول الحديثة فى هذا الشأن، فضلاً عن المردود الحضارى الذى لا يقدر بمال، كانت الثورة التى فجرها وقادها الشباب عبر وسائل ما بعد الحداثة، قفزة تاريخية تفتح الطريق لمصر لكى تواكب التقدم الإنسانى فى العالم، وسيكون الاحتفال بمئوية «محفوظ» من نتائج الثورة، ودليلاً على معنى الثورة فى نفس الوقت.

لا نريدها لجنة بيروقراطية عقيمة ذات ميزانية مدرسية تافهة، وإنما لجنة من الكبار فى كل المجالات، كل منهم بمثابة رئيس مجلس وزراء فى مجاله، وخبراء فى هذا النوع من الاحتفالات الوطنية الكبرى، فهل يتحقق هذا الأمل، وتشكل هذه اللجنة اليوم قبل غد.

 

مهرجان السينما فى مصر

بقلم   سمير فريد

٢/ ١٠/ ٢٠١١

ليست مهمة مجلس إدارة المركز القومى للسينما، الذى يرأسه الدكتور خالد عبدالجليل أن يوافق أو لا يوافق على مهرجانات السينما الدولية التى تقام فى مصر، وتطلب دعم وزارة الثقافة، وإنما أيضاً أن يحافظ على استمرار المهرجانات الثلاثة التى كانت تقيمها الوزارة (القاهرة - والقاهرة لأفلام الأطفال - والإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة)، بأن يعمل على أن يكون لكل مهرجان منها جمعية أهلية، أو مؤسسة مدنية تنوى إقامته.

وقد تأسست جمعية مهرجان القاهرة السينمائى الدولى برئاسة يوسف شريف رزق الله، ومن المفترض أن هناك جمعية تؤسس لمهرجان الإسماعيلية، أو أن تنظمه جمعية اتحاد السينمائيين التسجيليين المؤسسة منذ عام ١٩٧٢، ولكن من المؤسف أنه لا حديث عن تأسيس جمعية لإقامة مهرجان القاهرة الدولى لأفلام الأطفال، الذى أقيمت دورته العشرون العام الماضى، وهذا بالتأكيد مسؤولية الخبراء فى ثقافة الأطفال عموماً، وأفلام الأطفال بوجه خاص.

ولا حديث أيضاً عن مهرجان الأفلام المصرية (القومى)، والذى لابد أن تنظمه نقابة المهن السينمائية، وتحصل على القيمة المالية لجوائزه من صندوق التنمية الثقافية، وهو فى الأصل صندوق دعم السينما، فهو أهم من المهرجانات «الدولية» الثلاثة بالنسبة إلى صناعة السينما فى مصر، وقد كانت مسابقة الأوسكار أول مسابقة فى تاريخ السينما للأفلام المحلية، وهى هنا الأمريكية، وكانت مسابقة الأفلام المصرية عام ١٩٣٢ أول مسابقة تمنح فيها الحكومة جوائز مالية من الأموال العامة فى تاريخ السينما أيضاً.. أى أننا يمكن أن نقول بكل ثقة إن مهرجان الأفلام المصرية هو الأعرق فى العالم كمهرجان يمنح جوائز مالية من الأموال العامة.

لقد تركنا كل القيم الرفيعة للحضارة المصرية القديمة (الفرعونية)، ولم نرث عنها سوى أسوأ ما كان فى هذه الحضارة، وهو بدء التقويم من جديد مع كل فرعون جديد، ويتجلى ذلك بوضوح فى مسابقة أو مهرجان الأفلام المصرية، فقد استمر منذ عام ١٩٣٢ بأشكال مختلفة، ولكن مع كل شكل كان يبدأ العد من جديد، وعندما تأسس المهرجان (القومى) عام ١٩٩١، بفضل الفنان فاروق حسنى، عندما كان وزيراً للثقافة، بدأ العد من جديد أيضاً فى عهد نفس الوزير عندما انضمت الأفلام التسجيلية والقصيرة إلى الأفلام الروائية الطويلة!! واستمر المهرجان حتى العام الماضى، ولابد أن يعود العام المقبل ويكون لأفلام عامى ٢٠١٠ و٢٠١١، وبمضاعفة القيمة المالية للجوائز.

ومن مهام مجلس إدارة المركز القومى للسينما فى عهد وزير ثقافة حكومة الثورة الدكتور عماد أبوغازى أن ينسق بين مهرجانات السينما فى مصر حتى لو كانت لا تريد دعم الوزارة، بالتشاور للمصلحة العامة، وليس بالقرارات الإجبارية، وأن يستهدف إقامة مهرجان واحد فى كل مدينة مصرية، ومهرجان واحد كل شهر، وعندما لا يزيد عدد المهرجانات على ١٢ بعدد شهور السنة فذلك يحول دون تداخل التواريخ.

 

ثلاثة مهرجانات للسينما الأوروبية

بقلم   سمير فريد

١/ ١٠/ ٢٠١١

لا أدرى من الذى قال إننى استقلت من عضوية مجلس إدارة المركز القومى للسينما لأنه لا يجوز لأى عضو فى المجلس أن يعمل فى مهرجان يطلب دعم المركز، ولأننى أعمل مستشاراً فى مهرجان الأقصر للأفلام الأفريقية الذى طلب الدعم، وذلك حسبما نشر فى «المصرى اليوم» عدد الخميس الماضى.

هذا غير صحيح جملة وتفصيلاً لأننى لا أعمل مستشاراً لمهرجان الأقصر، ولكنى لا أتردد فى تقديم خبرتى وكل ما أعرف لمن يطلب رأيى من دون مناصب ولا تعاقدات ولا أموال، فما بالك إذا كان سيد فؤاد هو مدير مهرجان الأقصر، وهو من خيرة شباب المسرح المستقل منذ عقدين ويزيد، ومن كتاب السيناريو المرموقين الذين تخرجوا فى معهد السينما.

إننى مع ثورة ٢٥ يناير منذ بدأت، وليس بعد انتصارها وأرشيف «المصرى اليوم» كاملاً على موقعها الإلكترونى، ولكنى عندما ذهبت لأقدم التهنئة للدكتور عماد أبوغازى بعد توليه منصب وزير الثقافة قلت له من بين ما قلت أرجو ألا ترشحنى لأى منصب، فكل المناصب يجب أن تكون للشباب الذين قاموا بالثورة، فهذه ثورتهم، أما ثورتى فكانت عام ١٩٦٨. وعندما طلب منى الدكتور عماد أن أكون عضواً فى مجلس إدارة المركز القومى للسينما، وهو منصب من دون أجر، قدمت للمجلس رأيى فى قواعد دعم الأفلام والمهرجانات، وتشكيل لجنة الدعم ومجلس إدارة مشروع متحف السينما المصرية، ثم قدمت استقالتى وذكرت فيها أننى فعلت كل ما أستطيع، ووافق الوزير على استقالتى مشكوراً.

ومن الغريب أن بعض الزملاء يتصورون أن قرار المجلس عدم إقامة مهرجانات بواسطة الوزارة، وإنما أن تقام بواسطة جمعيات أهلية أو مؤسسات مدنية، وتكتفى الوزارة بدعم من يطلب الدعم وفق شروط فنية محددة، هو اختراع مصرى، بينما هذا هو المعمول به فى كل الدول الديمقراطية، ومن المؤكد أن الديمقراطية كانت مطلب ثورة يناير.

ومن الغريب أيضاً أن يتصور بعض الزملاء أن الدعم نوع من الشحاذة (عنوان تحقيق «المصرى اليوم» فى عدد الخميس تضمن عبارة «لله يا محسنين») بينما الدعم حق من حقوق الأدباء والفنانيين باعتبارهم من دافعى الضرائب كمواطنين، ومن الغريب ثالثاً سؤال ما الذى يضمن ألا تتحول المهرجانات إلى وسيلة للكسب، وسؤال ما الذى يضمن ألا تأتى على المستوى المنشود، فالعبرة بالتجربة التى لم تبدأ بعد، ثم من قال إن مهرجانات الوزارة لم تكن وسيلة للكسب، وما العيب فى الكسب بالمشروع، ومن قال إن مهرجانات الوزارة كانت على المستوى المنشود.

الغريب أن تصبح هناك ثلاثة مهرجانات للسينما الأوروبية فى مصر، المهرجان الذى يقام بنجاح منذ سنوات، وتديره ماريان خورى، ولا يطلب دعماً، ومهرجان فى الغردقة، وثالث فى الأقصر، وهل يعقل أن تظل الأقصر من دون مهرجانات للسينما منذ الفراعنة، ثم يقام بها مهرجانان فى العام المقبل.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

01/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)