حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أنيــس منصور.. الفنــان

محمد رفعت

لم يترك أنيس منصور شيئا عن نفسه إلا كتبه فى حياته، ولذلك فمن الصعب أن تجد شيئا جديدا تقوله أو تكتبه عنه، فقد كان يتنفس كتابة، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة عن عاداته أو اهتماماته أو قراءاته أو علاقاته بالرؤساء والأدباء العالميين والمحليين إلا وكتبها.

وعن علاقته بالفن والفنانين، تحدث الأديب والصحفى الكبير الراحل فى أكثر من برنامج إذاعى وتليفزيونى وحوار صحفى عن هوايته للغناء، ولقائه الشهير بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وإصراره على الغناء أمامه، ورد فعل عبد الوهاب المجامل، وإشادته بصوته، لدرجة أنه فكر أن يترك الجامعة والصحافة ويحترف الغناء.

وحكى أيضا عن مغامراته فى الغناء فى أفراح الأصدقاء، مقابل بعض المال، وكيف طرده المعازيم وضربوه لرداءة صوته، وهى رواية تذكرنا بحكاية تكاد تكون متطابقة مع رواية شبيهة حكاها العبقرى الراحل د.مصطفى محمود عن نفسه، حين قال إنه كان يغنى ويعزف على الطبلة فى الأفراح، عندما كان ما?يزال طالبا فى كلية الطب.

والفحوى أن كلاً من هؤلاء العمالقة، كان يحمل فى داخله عقل مفكر وروح فنان تلهمه، وتجعله يترك كل شئ ويجرب نفسه فى الإبداع الفنى، وهكذا قدم لنا العقاد روايته الوحيدة التى لم تتحول بعد إلى فيلم أو مسلسل، وكتب طه حسين رواياته الخالدة الاجتماعية والدينية التى تحولت جميعها تقريبا إلى أعمال فنية، وخاض مصطفى محمود هو الآخر تجربة الكتابة الدرامية من المسرح إلى التليفزيون وحتى السينما، وهو نفس ما فعله أنيس منصور، الذى كان أقلهم حظا مع السينما، حيث لم يتحول أى عمل له إلى فيلم، وأكثرهم توفيقا فى التليفزيون، حيث حققت رواياته وأعماله القصصية التى تحولت إلى مسلسلات نجاحا كبيرا، وخصوصا مسلسلى «من الذى لا يحب فاطمة»، و«غاضبون وغاضبات»، فيما لم يقدم له المسرح سوى عمل واحد هو «حلمك يا شيخ علام» بطولة نجم الكوميديا الراحل أمين الهنيدى.

أما ما لا يعرفه الكثيرون عن أنيس منصور، فهو أنه كان أيضا ناقدا فنيا من الطراز الرفيع، ومقالاته فى نقد وتحليل بعض الأعمال والظواهر الفنية، والموجودة فى عدد من كتبه، تستحق أن تقرأ وتدرسّ.

لقد كان الراحل المبدع موسوعة ثقافية وفكرية وفنية وصحفية وإنسانية متحركة على قدمين، وكان صحفيا يهوى الأدب، أو أديبا يحترف الصحافة، كما قال لسيدة الشرق أم كلثوم، معرفا نفسه، فى حوار له معها..أما أصدق ما قيل فى وصفه، فهو ما قاله لنا الكاتب الصحفى الراحل صلاح الدين حافظ، حين كان يدرس لنا المقال الصحفى بكلية الإعلام..وقال عن عمود أنيس «مواقف»..أنت تستطيع أن تختلف معه، لكنك لا تستطيع أبدا أن تتخطاه أو تتجاهله أو تمنع نفسك من قراءته.

أكتوبر المصرية في

30/10/2011

 

حين قالت له أم كلثوم..

والنبى غنى خلينا نضحك شوية! 

الكاتب الكبير أنيس منصور له العديد من الاصدقاء الفنانين والفنانات الذين ارتبط معهم بصداقات قوية وكان من بينهم سيدة الغناء العربى أم كلثوم. وفى احد الايام ذهب اليها أنيس منصور فى فيلتها الواقعة فى الزمالك لاجراء حوار صحفى فكان الحوار متبادلا بينهما فى حديقة الفيلا وكان هذا آخر حوار لأم كلثوم والذى تم نشره فى عدد خاص من مجلة آخر ساعة عن أم كلثوم بعد وفاتها فى ذكرى الاربعين بتاريخ 12 مارس 1975..

* * *

أم كلثوم اذابت الناس فيها أو ذابت هى فى الناس فهى تغنى أو هم يغنون لها او هى تصفق لهم وهم يغنون، ان صوتها سيبقى لمئات السنين متعة شرقية ووثيقة تاريخية فهى السيدة الوحيدة فى العالم التى تغنى الاغنية الواحدة فى ساعة او ساعتين ، ان الاوبرا التى يشترك فى غنائها العشرات من المطربين المختلفى الاصوات لا تزيد على ساعة ونصف ساعة واحيانا ساعتين تتخللها استراحات قصيرة او طويلة ولكن ام كلثوم بفستان واحد ومنديل واحد ووقفة واحدة ومنظر واحد ولحن واحد واوركسترا واحد وفى ليلة واحدة تستطيع ان تذيب الناس فى عرق ودموع...

فى بداية الحوار ضحكت ام كلثوم وسألتنى انت كنت تغنى.. والله غنى ياشيخ ..غنى والنبى خلينا نضحك شوية ؟

واقسم وقتها انيس منصور انه قد تغنى لها.. واقسم ان يروى لها كيف حدث ذلك؟!

قال أنيس كنت فى فيينا من عشرين عاما وهناك سمعت ان مهرجانا للشباب قد انعقد وسألونى قلت مصرى وسألونى طالب؟ قلت نعم.. مع انى كنت مدرسا للفلسفة بكلية الآداب.. ولكن شكلى فى ذلك الوقت بدا كطالب ودفعونى الى الميكرفون وسألونى عن الحياة فى مصر وعن حرية الفتاة وعن الادب والفن وان كانت هذه زيارتى الاولى للنمسا فقلت الرابعة وانها اعجبتنى وسوف اتردد عليها كلما جئت الى اوروبا، ثم جاءت اللحظة الرهيبة وأحسست أننى احد رجال السيرك واننى يجب ان اقفز من فوق الى حوض ماء بارد على ظهر حصان عندما قيل لى هل تسمعنا النشيد القومى لمصر وفى هذه اللحظة نسيت كل شئ ونشطت غريزة البقاء فى وجه العاصفة وانفتح فمى يقول هلت ليالى القمر يحلى بنا السهر وقلتها بصوت شديد الحماس او توهمت ذلك وأنزلونى ولا اقول اننى نزلت من فوق المنصة وجلست فى مكان لا ارى فيه احداً انما كل ماحولى أصوات غامضة ووجوه مبهمة وانا لا اعرف هل انا موجود او غير موجود...

ام كلثوم: احب اسمع كيف فضحتنا عند الخواجات والله لازم أسمعك..

أنيس منصور: وقفت وقلت متحمسا كأننى اهتف فى مظاهرة «هلت ليالى القمر»

ضحكت ام كلثوم: لما انت خوفت القمر بهذا الشكل طلع القمر؟

فقلت لها موقف آخر: غنيت فيه لها وقلت حدث ذلك فى اليابان فى جلسة ضمت عدداً من الصحفيين منهم الامريكى والايطالى والفرنسى والهندى وكان الذى دعانا رجل صينى وغنى كل واحد منا اغنية ولم تكن الاصوات جميلة ومطلوب من كل واحد ان يترجم لزملائه وتحشرجت الاصوات وتبعتها الضحكات، واحنا معانا قرد ..

نظرت ام كلثوم مندهشة: ما هذا ؟

قال أنيس: صبرك.. وقلت: واحنا معانا قرد طالع فى ليلة برد وقبل ان تقاطعنى ام كلثوم قلت لها: لقد نظرت الى جوارى فوجدت صاحب الدعوة كالقرد تماما وغير معقول ان اردد ورائك واحنا معانا بدر طالع فى ليلة قدر ..

فضحكت ام كلثوم ضحكة عالية لم ار مثلها من قبل واتصور انها لم تضحك فى حياتها كمثل هذا الضحك..

انتقل الحوار بعد ذلك حول رأيها فى مطربات فى ذلك الحين..

* مارأيك فى سعاد محمد؟

** تلميذة فى مدرستى.

* وشادية؟

** صوتها ظريف.

* نجاة ؟

** صوتها حنون.

* وماذا عن فيروز؟

** صوتها فريد وهى محبوبة فى مصر تماما كما هى فى لبنان وفى كل البلاد العربية..

* لقد غنت فيروز اغنية يا جارة الوادى التى لحنها عبد الوهاب وسألنى عبد الوهاب عن رأيك فى الأغنية فما هو رأيك؟

** عبد الوهاب على رأسنا من فوق..

وبهذا السؤال انتهى الحوار المتبادل الذى جمع بين الكاتب الكبير أنيس منصور وكوكب الشرق أم كلثوم.

أكتوبر المصرية في

30/10/2011

 

نقاد: مؤشره الدرامى دائمًا مضبوط على موجة النار

شيماء مكاوي 

قدَّم أنيس منصور العديد من الأعمال المسرحية والدرامية التى لا?يمكن أن ننساها مهما مر عليها من زمن، وتخليدا لهذا العملاق الأدبى، حاورنا عددا من النقاد لمعرفة آرائهم فى تلك الاعمال الدرامية؟ وهل بإمكاننا تحويل العديد من كتاباته الآن إلى دراما؟ وهل ستحقق نفس النجاح الذى حققته أعماله فيما سبق؟ هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال هذا التحقيق..

تقول الناقدة ماجدة موريس: فى الحقيقة أنيس منصور كان له العديد من الروايات التى كان من الضرورى ان تحول إلى أعمال درامية وذلك فى حقبة السبعينات والثمانينات، وجميع الاعمال التى حولت إلى أعمال درامية مثل «من الذى لا?يحب فاطمة» و «غاضبون وغاضبات» كانت تقدم فكراً خاصًا للاسرة المصرية فكرا متميزا جدا، وكنا نرجو ان تستمر الاستعانة بأعماله إلا انها توقفت وهذا يعد خطأ كبيراً وقعت فيه كل قطاعات الانتاج، فجميع كتاباته تعد تجربة حقيقية ومهمة فى تطوير المجتمع المصرى، وعدم تحويلها لدراما خسارة كبيرة للمشاهدين وصناع الدراما.

أما بالنسبة لكتاباته فهو كاتب قادر على تحويل الفلسفة المعقدة إلى كلمات سهلة للقارئ، وهذا يعد مقدرة نادرة أن يصل إلى كافة قطاعات القراء بمختلف ثقافاتهم، فكلماته تصل إلى القارئ البسيط بمنتهى السهولة وهذا شيئ نادر أن يحدث..

ويقول الناقد نادر عدلى: جميع أعمال انيس منصور التى حولت إلى دراما تليفزيونية كانت حلقات ضعيفة، ولكن التى تحولت إلى دراما مسرحية تعد اضافة حقيقية، لانها كان بها جزء قام بترجمته دراميا انيس منصور، لكن الدراما التليفزيونية مثل «من الذى لا يحب فاطمة» و«غاضبون وغاضبات» كانت ضعيفة ولم تعد اضافة حقيقية لمشوار أنيس منصور الأدبى.

أعمال «أنيس منصور» أعمال متميزة للغاية.. هكذا بدأ الناقد «أبو?العلا السلامونى» حديثه عن اديبنا الراحل، ويواصل قائلا: يعتبر انيس منصور أحد رواد الحركة الثقافية فى حقبة الخمسينات والستينات، ويعتبر له دور مهم فى تحديث الأدب وتحويله من ادب النخبة إلى الادب القريب من الناس، فكان متعدد المواهب، وكان يكتب فى جميع المجالات، ومن المجالات التى أبدع فيها مجال المسرح، فجميع الاعمال التى كتبها وحولت إلى أعمال مسرحية ساعدت على نهضة المسرح المصرى والتى تعتبر اهم حركة ثقافية فى مصر فى تلك الفترة وبالطبع مع عدد كبير من رواد الحركة الثقافية بمصر.

وبالنسبة للأعمال التليفزيونية فمثلما ساعد فى تطوير المسرح ساعد ايضا فى ادخال شكل جديد من الدراما التليفزيونية وتطوير الدراما فى مصر ومثلما ابدع مسرحيا ابدع تلفزيونيا فأعماله جميعها خالدة لا تنسى..

وتعقب الناقدة د. أميرة أبو?الفتوح، على أعماله قائلة: اول تعارفنا على أعمال أنيس منصور الدرامية من خلال الشاشة كان من خلال مسرحية «حلمك ياشيخ علام» التى تعد من انجح المسرحيات التى قدمت فى ذلك الوقت وتعتبر من المسرحيات المهمة فى مكتبة التليفزيون وحتى الآن عندما تعرض يحبها المشاهد ويندمج معها على الرغم من إنها قديمة ، وايضا هذا الامر ينطبق على الاعمال الدرامية فمسلسل «من الذى لا يحب فاطمة» كان من الاعمال الناجحة جدا حيث ناقش قضية مهمة للغاية وهى قضية هجرة الشباب وسفرهم للخارج والمشاكل التى كانوا يتعرضون إليها خلال سفرهم وتأثير ذلك على الاسرة ككل، حقق هذا العمل نجاحا غير عادى قدم بعده أنيس منصور عملا آخر متميزا وهو مسلسل «غاضبون وغاضبات» حيث كان أول المسلسلات ذات الحلقات المنفصلة التى يندمج معها المشاهد ويتابعها بكل شغف وحب، حيث كان المشاهد فى ذلك الوقت لا يعرف تلك النوعية من الاعمال الدرامية ولا يندمج معها فقد كان المشاهد يفضل الاعمال الدرامية المتصلة، ولكن مسلسل «غاضبون وغاضبات» حاز على إعجاب المشاهدين جميعا وهذا يعد تميزا ونجاحا فى حد ذاته...

وتقول الناقدة ماجدة خير الله: أعمال أنيس منصور الدرامية والادبية قبل الدرامية كانت جميعها اعمالا متميزة للغاية لما فيها من فكرة تتم مناقشتها، فالمهم فى الاعمال الدرامية ان تحمل فكرة وقضية تناقش وتقدم بشكل مميز وايضا جميع افكاره كانت اعمالا جديدة بمعنى انها لم تكن متكررة وهذه الاعمال الفريدة كنا نأمل فى استمرارها واعتقد ان هناك العديد من الاعمال التى كتبها من الممكن ان تحول إلى أعمال درامية واعتقد انها ستحقق ايضا نفس مستوى النجاح الذى حققته مسلسلاته، ايضا لا يمكن لأى مشاهد ان ينسى احداً من هذه الاعمال لانها لمست الأسرة المصرية، والدراما التى تلمس الاسرة المصرية والشعب المصرى لابد ان تنجح لان المشاهد يشعر معها وكأنها تحاكى حياته ومشاكله، ايضا هناك شئ فى غاية الاهمية وهو ان هذه الاعمال الدرامية كانت تقدم بشكل بسيط تستطيع اية فئة من المشاهدين أن يندمجوا معها حتى الفلاح البسيط تصل إليه افكارها بمنتهى البساطة والوضوح.

أكتوبر المصرية في

30/10/2011

 

فى حوار نادر جدًا بين العملاقين:

قال لـ «شادية»: كنت أغنى فى فرح على السطوح والمعازيم ضربونى ! 

هذا حوار نادر جدا بين عملاق الصحافة والأدب، وقيثارة الطرب شادية، يكشف عن مدى ثقافة وذكاء وبساطة وخفة ظل، اثنين من نجوم الزمن الجميل..وإلى نص الحوار..

شادية: بداية أحب ان اتساءل هل انت صحفى ام اديب؟

أنيس: وانا ايضا عايز اسألك انت مطربة ولا ممثلة

شادية: انا اللى بسألك ؟

أنيس: اديب مشتغل بالصحافة وانتى؟

شادية تضحك كثيرا وتقول: ممثلة اشتغل بالغناء.

شادية: سمعت انك لم تذهب الى السينما الا عندما تخرجت من الجامعة هل هذا صحيح؟

أنيس: فعلا، كانت اول مرة اذهب فيها الى السينما فى عام?1947

شادية: ماهو اول فيلم شاهدته؟ وما هو شعورك وانت فى ذلك العمر واول مرة تدخل سينما؟

أنيس: انا كنت فى المنصورة وكنت تلميذا مجتهدا وكان كل تفكيرى عن التلميذ هو ذلك الطفل الذى يذهب الى المدرسة ومن المدرسة للبيت وفى وقت فراغه يقرأ ويستذكر دروسه ولابد ان يكون الاول على المدرسة ، ولم يكن هناك من يخبرنى انه من الممكن ان يلعب كرة او يتفسح..

شادية : معنى ذلك انك لم تقم باللعب وانت صغير؟

أنيس: ابدا، فقد كنت مثل من يؤدى واجبه او عمله فقط ، ولما ذهبت الجامعة كنت ايضا مشغولا بأن اتفوق واكون الاول، وبعد تخرجى عام 1947، قررت ان اذهب للسينما وكان شعورى وقتها مثل الشخص الذى يرتكب جريمة، ودخلت فيلم اسمه «غراميات كارمن» وحدث لى انبهار غير عادى ودخلته ثلاث مرات كل يوم ادخل لاشاهده، وكتبت عنه كثيرا، لاننى كنت مبسوطا منه جدا ومازلت مبسوطا حتى الان، فهذا الفيلم كان بمثابة «الحب الاول» بالنسبة لى..

شادية: انت كانت لك أفعال غريبة للغاية من ضمن هذه الافعال انك كنت قبل الجامعة تغنى فى افراح اصدقائك فهل هذا صحيح؟

أنيس يضحـك كثيرا ويقول: بالفعل فقد احييت فرحين على السطوح، واخذت مقابلا ذهيدا وقتها للغاية لا?يتناسب مع جمال صوتى!

شادية: كنت تغنى بمفردك ام معك فرقة تعزف لك؟

أنيس: لا.. كان معى صديق لى وهو مستشار حاليا.

شادية: مستشار؟!!

أنيس: نعم.. كان يعزف على العود!!

شادية: ماذا كنت تغنى؟

أنيس: اغانى عبد الوهاب مثل «ياوبور قولى» و«انت وعزولى زمان»

شادية: اعلم انك تعشق عبد?الوهاب.. ماذا كان شعورك عندما شاهدته اول مرة؟

أنيس: اول مرة كنت مع مأمون الشناوى فقد كانت هناك فتاة ريفية ترغب فى الغناء فذهبنا معا لعبد?الوهاب ، عندما ذهبت له رأيت عبد الحليم حافظ يمسك عودا ويغنى «ياعاشق الروح» وكان وقتها «عبد الحليم» غير معروف، وعبد الوهاب كان امامه يقول «ياسلام»، وبعدها دخلت الفتاة الريفية وغنت نفس الاغنية «عاشق الروح» وكان صوتها جميلا جدا ، وللعلم سبب ذهابى لعبد الوهاب هو اننى كتبت عنه مقاله هاجمته فيها..

شادية: ياااه.. على الرغم من عشقك له هاجمته!!

أنيس: نعم كالشخص الذى يهاجم نفسه!!، فمأمون قال لى انا هاعرفك على عبد الوهاب فقلت له ياريت فانا اتمنى اشوفه، وبعد ما جلست معه وانبهرت به وبشخصيته لم يمر اسبوعا حتى كتبت مقال اخر اطلب الغفران من عبد الوهاب لكتابتى المقال الاول الذى هاجمته فيها..

شادية: لماذا لم تستمر فى الغناء؟

أنيس: هاحكيلك موقف، مرة كان هناك فرح وتخيلت انى معزوما به ودخلت انا وصديقى وبدأت اغنى ووقتها كانت المعازيم مشغولة بالاكل ولم يلتفت احدا لنا، وفوجئت بالمعازيم يحدفونا ويضربونا وطلعنا نجرى انا وصديقى هذا، وبعدها قررت ان اترك الغناء..

شادية: سافرت لليابان؟

أنيس: نعم عام 1959

شادية: كنت تبعث مقالاتك من هناك وكانت فى منتهى الروعة، لانك وصفت كل بلد زرتها وصفا دقيقا، لدرجة اننى عندما ذهبت انا لليابان لم اشعر انها بلد غريبة نتيجة لوصفك الصادق لها، قرأت لك مؤخرا وصفا للزواج انه كالأكل المسلوق ليس به ملح او فلفل وليس له طعم، فهل هذا وصفا صادقا؟

أنيس: لا.. لم اقل كذلك.. انا قلت ان الزواج كالأكل الصحى.. صحى ولا?طعم له.

شادية: قلت انك عندما تكون بمفردك تغنى ماهى اخر اغنية غنتها؟

أنيس: اغنية فايزة احمد «غلطة واحدة»

شادية: اكيد صادفك مواقف اثناء سفرك وتجوالك حول العالم احكى لنا موقف ما تتذكره جيدا؟

أنيس: اتذكر موقف يهمك شخصيا، فى «جاكرتا» عاصمة اندونيسيا كان هناك امتحانا للطلبة الاندونسيين الذين يلتحقون بالأزهر، ولجنة الامتحان كانت مكونة من الملحق الثقافى ومنى ومن السفير، وكان الملحق القافى يسأل الطلبة مثلا هل تحفظ شيئا من القرآن فيتلو الطالب بعض الآيات ، والطالب الاخر هل تحفظ شيئا من الاحاديث فيجيب الطالب، حتى صادفنا طالب تم سؤاله هل تحفظ شيئا من التواشيح فقال نعم ثم بدأ يغنى «خمسة فى سته بتلاتين يوم.. اغنيتك».

شادية: والطالب نجح؟!

أنيس: نجح لانهم اعتقدوا انه يغنى تواشيح!!

أكتوبر المصرية في

30/10/2011

 

فى صالون الفنان «أنيس منصور»

محمود عبدالشكور 

لا أعتقد أن فرداً واحداً من جيلنا لم يقرأ «أنيس منصور» ولم يقع أسير اسلوبه الساحر السلس، كما أن جيلنا بأكمله مدين له بدخول ذلك العالم المدهش، دنيا القراءة والكتابة، دخَلَتْ مجلة «أكتوبر» بيتنا مع عددها الأول الذى حمل صورة الرئيس «السادات»، ودخل معها «أنيس منصور» بمقالاته الممتعة، بدون أدنى مبالغة فإننى قرأت لأول مرة أسماء الكثير من الأدباء والمفكرين فى الغرب والشرق فى مقالات «أنيس منصور». هل هو أسلوبه الذى يبدو بسيطاً مع أنه نتيجة لجهد هائل؟ أم أنه التنوع الكبير فى الموضوعات من المقال السياسى إلى سلسلة «القوى الخفية التى فى أعماقك وأنت لا تدرى» إلى السلسلة الأدبية المذهلة «فى صالون العقاد كانت لنا أيام» إلى حواراته التى لا تُنسى مع السادات؟، كل ذلك بالتأكيد جحلة مع مجموعة قليلة من كبار الصحفيين، نموذجًا نحاول أن نحتذى به، ونجتهد فى أن نكون مثله، ونصيحته الذهبية منقوشة أمامنا «القراءة مفتاح المعرفة».

من الصحافة انتقلنا معه إلة الكتب، هناك ظاهرة غريبة جداً هى أنه قد يكرر الكثير من الأفكار التى تؤرقه فى كتاباته، ولكنك لا?تستطيع أبداً أن تترك كتاباً يحمل اسم «أنيس منصور» قبل أن تنهيه، لا حظت أيضاً أن هذا الأمر ينطبق على حواراته التليفزيونية، مهما كانت ثقافة المذيع أو المذيعة أو المحاور فإن «أنيس منصور» يلتقط خيط الحديث ليقول ما يريد، فى أحد حواراته الأخيرة منذ شهور، اندهشتُ لأننى جلست اكثر من ساعة ونصف الساعة أمام «أنيس منصور» وهو يحكى قصصاً سمعتها وقرأتها منه عشرات المرات سواء فى كتب أو مقالات أو فى برامج سابقة، ما هو السر؟

السر فى أن الفنان داخل هذا الكاتب الكبير كان حاضراً باستمرار، هذا الفنان هو الذى يُعيد بناء حكاياته فى شكل وصورة جديدة، كان هو أيضاً شديد الاعتزاز بميوله الفنية والغنائية التى جعلته يقوم بالغناء بالافراح ويحلم بالحصول على الاعتراف من «محمد عبد الوهاب»، كان «أنيس منصور» يسعد جداً كلما تحولت له قصة إلى مسلسل تليفزيونى مثل حلقات «من الذى لا يحب فاطمة»، أو كلما عرض التليفزيون مسرحيته المعروفة «حلمك ياشيخ علام»، ظل الفنان بداخله يتحاور مع الفيلسوف والمفكر دون أن يهزم أحد منهما الآخر، بل أصبح لدينا هذا المزيج الفريد، كسبنا صاحب المفاتيح السحرية التى فتحت لنا كل الأبواب. لولا هذه الذائقة الفنية الرفيعة لما كانت لكتاباته هذه الهالة السحرية، كثيرون يكتبون عن الفلسفة والأدب والغناء والشعر والسياسة والغرائب والعجائب والأفكار والأمصار، وينسون بصمة الفن والفنان، فلا?يتركون ما ترك استاذنا الراحل الكبير رحمه الله الفنان الذى ألقى بنا فى بحر الحياة على متن سفينه من الحروف والكلمات.

أكتوبر المصرية في

30/10/2011

 

تامر حسنى:

هذه هى حكايتى معه 

المطرب الشاب تامر حسنى من المطربين القلائل جدا الذين التقى بهم الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور، بعد أن كتب عنه الأستاذ مقالا كاملا فى عموده اليومى بالأهرام «مواقف»، حيث اتصل به تامر، وطلب منه أن يتشرف بزيارته فى منزله ليشكره على المقال.

ويستعيد تامر ما حدث فى هذا اليوم، ويقول: «أنا فخور للغاية لأنى التقيت بهذا الكاتب الكبير والإنسان الجميل وجها لوجه، عندما طلبت أن أزوره فى بيته لكى أشكره على المقال الذى كتبه عنى وأشاد فيه بموهبتى وشخصيتى ، وعلمنى درسا لن أنساه، وما زلت وسأظل أعتبر هذا المقال وساما على صدري، وأهم من أى جائزة نلتها فى حياتي، ووجدته إنسانا بسيطا ومتواضعا، وخفيف الظل، فالابتسامه لم تفارق وجهه طوال لقائى القصير به، وأدهشنى بمتابعته لكل ما يدور فى عالم الموسيقى ، سواء فى مصر أو فى الخارج، ونصحنى أن أخلص لفنى وأعطيه كل وقتى واهتمامى ، حتى يظل مخلصا لي، وقال لى إن برى بأمى وعلاقتى الجيدة بها هى من أهم اسباب نجاحى وتوفيق الله لى ..وحين سألته..هل صحيح يا أستاذ أنيس أن صوتك جميل وأنك كنت مشروع مطرب واعد.. ضحك كثيرا.. وسألنى من أين عرفت هذا الكلام، فقلت له إننى قرأته فى إحدى المجلات، فوافق على كلامي، وقال لى إن الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب شخصيا أشاد بصوته، وكاد أن يغير مجرى حياته ويتجه للغناء، لكن الله سلم.

وقال تامر إنه يحتفظ بالمقال الذى كتبه العبقرى الراحل عنه وكتب فيه أنيس منصور: «عندما سمعت ورأيت الفنان تامر حسنى قلت للفنان الاستعراضى سمير صبرى، اهتم بهذا الشاب فهو موهوب. ثم بالأمس رأيت جانبا من اعترافاته فى (مصر النهاردة) مع الأستاذ خيرى رمضان، واعجبنى اعترافه بأنه جاء من تحت جدا .. وقد ساعده كثيرون على أن يظل فى نفس الجامعة وأن يكمل دراسته الموسيقية وأن يلعب على البيانو والجيتار وأن يظل مرتبطا بأمه حبا لها. هو يخطو وأمه تلاحقه بالدعاء أن يحبب فيه طوب الأرض.

أردت أن أعرف ماهو ومن هو الفنان الشاب الذى يحبه الشباب .. ماذا يحبون فيه .. هل لأنه فى حاله.. هل لأنه مجتهد فى الكلام واللحن والأداء.. هل لأن الوسط الفنى حريص على تعكير المياه بين الفنانين وأنه أمسك لسانه .. وكنا زمان نقول: يجب أن تكون روحك رياضية .. أى متسامحة .. وفوجئنا بأن الوسط الرياضى فاسد من فوق لتحت. وأنه رياضة بلا روح ولا أخلاق .. وظهور تامر حسنى لا يغير من الواقع الذى هو: بعد عبدالحليم حافظ لم يأت أحد لا?مثله ولا قريب منه..

إذن ما الذى نسمعه من الأصوات الصغيرة. أكثر الأصوات الجميلة من المغرب وتونس ولبنان، أما الأصوات المصرية فقليلة، وبعد أم كلثوم جاءت أم كلثوم وسوف تبقى إلى أن يرزقنا الله بمثل صوتها أو قريب منه. وقد رضينا باللاتى يقلدنها .. أما هى وعبدالوهاب وعبد الحليم فلا نظير لهم. ولا يدعى الفنان تامر حسنى أنه بديل عن كل هؤلاء. إذن الشباب يحب أن يكون مثله الأعلى فنانا مجتهدا متواضعا بسيطا محبا لبلده ولأمه مؤمنا بأنه مازال صغيرا وأن الطريق أمامه طويل».

أكتوبر المصرية في

30/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)