حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج أحمد ماهر:

المشاهد حرٌّ في تفسير دلالات المسافر

كتب: القاهرة – رولا عسران

أطلق المخرج والمؤلف السينمائي أحمد ماهر أول عمل روائي طويل يحمل اسمه، وهو أيضاً أول إنتاج سينمائي لوزارة الثقافة المصرية من 40 عاماً. فيلم «المسافر» أحد أكثر الأفلام التي تأجَّل عرضها، وأحد أكثر الأفلام التي هوجمت بشدة في الفترة الأخيرة.

«الجريدة» التقت مخرج الفيلم ومؤلفه أحمد ماهر.

·         شنَّ أبطال الفيلم هجوماً عليك وحمَّلوك مسؤولية فشله بحسب بعض الجرائد. ما مدى صحة هذه التصريحات؟

هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة ولا أعلم مصدر مثل هذه التصريحات، وما يجعلني أشعر بالاستغراب هو تأكيد عمر الشريف وأبطال العمل لي بأن مثل هذه الأقاويل لم تصدر عنهم، بل على العكس أشاد الشريف بالفيلم في كل مهرجان عُرض فيه.

·         لماذا غاب أبطال العمل عن العرض الخاص؟

لأن العرض الخاص لم يتمّ التحضير له بتأنٍ، ولم يتمّ التنسيق بين أبطال العمل ومعرفة إمكان حضورهم في الموعد المقرر. مثلاً، أجرى عمر الشريف جراحة في المفاصل وهو ما زال في مرحلة التعافي منها، وكان خالد النبوي مرتبطاً بندوة، فيما كان عمرو واكد يصور خارج مصر، وسيرين عبد النور أيضاً، لذلك جاء العرض الخاص من دون أبطاله.

·         يعرض الفيلم الأحداث والأبطال بشكل فانتازي، ألم تخشَ من عدم تقبل الجمهور المصري لهذه الفانتازيا؟

يعيش الشعب المصري الفانتازيا فكيف لا يتقبلها! ما حدث في الثورة فانتازيا ولم يكن أحد يتخيل أن النظام سيرحل، بل كان الجميع محملاً بالأمل والرغبة في التغيير، لذا أحببت بشدة أن يكون أول أعمالي للجمهور المصري مختلفا وغير تقليدي، ولم أرغب في الاستهانة بعقل أي شخص لأن الجمهور المصري ذكي جداً ويستطيع التفريق بين الجيد والسيئ، لذلك كنت واثقاً من أنه سيتقبل الفن الجيد.

·     تفصل سنتان بين موعد عرض الفيلم وبين الانتهاء من تصويره. هل ترى أن البعد الزمني سيؤثر على تلقي المشاهد أحداث الفيلم؟

بالطبع لا. لا يوجد مخرج في العالم يصنع فيلماً لُيعرض في وقت محدد. ثمة أفلام عدة أُنتجت منذ عشرات السنين وما زالت تحمل بريقها، لذلك لا يمكن القول إن أي عمل فني سيتأثر إذا تأجل موعد عرضه. يُضاف إلى ذلك أن التحضير للفيلم استغرق عاماً كاملاً قبل بدء التصوير، وستة أشهر قبل التحضير لكل مرحلة من المراحل الثلاث. أذكر أن الفيلم حقق النجاحات وأشاد به الجمهور والنقاد، وتم عرضه في 35 مهرجاناً دوليا.

·         كما أشرت، استغرق الإعداد للفيلم وقتاً طويلاً. حدثنا عن هذه الفتره؟

بذلنا جهداً غير عادي في التحضير، وكان طاقم الفيلم يعمل على جمع تفاصيل عن الفترات الزمنية الثلاث في الفيلم مدققاً في كل تفصيل. مثلاً عن المرحلة الأولى دققنا في نوعية الألعاب التي يمارسها المسافرون على متن السفينة، ونوعية السجائر التي كانت تقدم على سفينة بهذه الضخامة والملابس. في المرحلة الثانية، راعينا التصوير في أماكن لم يتم إنشاؤها حديثاً وصنعنا علبة عصير كانت منتشرة في الزمن الذي يشير اليه الفيلم لتظهر في مشهد المطعم بين خالد النبوي وسيرين عبد النور، واستعنا بقطار أثري أخرجناه من المخزن ليحاكي فترة السبعينيات.

·         ظهر أداء خالد النبوي في الجزء الثاني من الفيلم مقارباً لأداء الممثل عمر الشريف، فهل كان هذاً مقصوداً؟

فكرة تقليد خالد النبوي لعمر الشريف غير واردة، لأن المشاهد لا يعرف كيف يكون الممثل في الحقيقة، يعرفه من خلال أدواره على الشاشة فحسب. على هذا الأساس، اجتهد خالد النبوي ليقدِّم جسراً تمهيدياً للمشاهد يسبق ظهور الشريف في شخصية حسن العجوز في المرحلة الأخيرة من الفيلم، وفي النهاية الشخص في الثلاث مراحل واحد فقط وقد تطور مع تطوَّر الزمن، وخالد النبوي حقيقة قدَّم دوراً صعباً وبذل مجهوداً كبيراً.

·     حدثت مشاكل حول مشهدين من مشاهد الفيلم طالبت الرقابة بإلغائهما، لكنك نجحت في عدم حذفهما في مقابل أن يكون الفيلم للكبار فقط. ما الدافع وراء هذا الإصرار؟

المشهدان لا يخدشان المشاعر، وثمة أفلام كثيرة أجازتها الرقابة سابقاً يمكن وصفها بالفاضحة. أضف إلى ذلك أن المشهدين لهما ضرورة درامية ومؤثران في الأحداث، لذلك لم يكن من الممكن حذفهما، تحديداً المشهد الثاني والذي أصررت على أن تكون الرضاعة من خلاله طبيعية لأن المرأة في نهاية الفيلم تحمل رمزاً، وأنا قصدت أن تظهر بهذا الشكل وأي حذف كان سيضر بالمشهد.

·         ثلاثة تواريخ تمثل ثلاث مراحل في حياة «حسن» بطل الفيلم، فهل تحمل دلالات سياسة تقصدها من خلال الفيلم؟

نعم. اختيار الأعوام 1948 و1973 و2001 لم يأتِ صدفة، لكن تفسير هذه الدلالات وربطها بأحداث الفيلم يقع على عاتق المشاهد الذي يملك الحرية في تفسيرها كما يشاء، فالمباشرة هنا غير واردة ولكل مشاهد الحق في أن يكون له تفسيره الخاص للأحداث أو الشخصيات من دون أن يُفرض من صناع الفيلم مباشرة.

·         شكّل الفيلم عودة وزارة الثقافة المصرية إلى الإنتاج السينمائي بعد غياب طويل، هل ستكرر التعاون معها؟

فكرة تكرار العمل مع وزارة الثقافة عموماً ليست سيئة، لكني لن أقدم عليها كي أترك الفرصة لغيري من المخرجين.

·         ما هي ردود الفعل التي وصلتك عن الفيلم؟

ردود الأفعال جيدة جداً، وقد حرصت على معرفتها بنفسي خلال ذهابي إلى عدد من دور العرض حيث وجدت كثراً يشيدون بالفيلم. كما ذكرت، الجمهور المصري ذكي جداً وواعٍ، ويشاهد الفيلم غالباً بغرض الاستمتاع، لذلك تصل إليه الأفكار المراد طرحها بسهولة، وهو الهدف من صناعة الفيلم أو الفن عموماً.

·     يحمل الفيلم طابعاً مختلفاً ويبدو من خلاله أنك متأثر بأحد رواد السينما العالمية الإيطالي فيديريكو فيلليني. هل دراستك في إيطاليا أحد أسباب تأثرك بمدرستهم في السينما؟

ثمة مقولة شهيرة للمخرج الأميركي وودي آلن هي: «كلنا أبناء فيلم ½8»، وهذا الفيلم من إخراج فيلليني، وآلن كان يقصد بذلك أن معظم المخرجين في العالم تأثرّ بهذا المخرج، لكن التأثّر هنا لا يعني الاقتباس أو التقليد، وأنا منذ البداية رغبت في أن يكون فيلمي مختلفاً عمَّا يقدم في السينما المصرية.

الجريدة الكويتية في

17/10/2011

 

الشوق إلى الأوسكار والسينمائيون المصريون يعترضون

كتب: القاهرة - فايزة هنداوي

 

أثار تشكيل لجنة لاختيار الفيلم المصري المرشح للمشاركة في مسابقة الأوسكار جدلاً في الوسط السينمائي المصري لسببين: أولاً، وزارة الثقافة المصرية هي التي شكلت هذه اللجنة، وهو ما يتنافى مع قواعد مسابقة الأوسكار التي تشترط أن تكون اللجنة تابعة لمؤسسة أهلية. ثانياً، اختيار فيلم «الشوق» الذي رأى البعض أنه لا يصلح لتمثيل مصر في هذه الجائزة الكبرى.

تشكّلت اللجنة بترشيح من «المركز القومي للسينما» وبمباركة وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي، وتألفت من المخرجين داود عبد السيد، مجدي أحمد علي، هالة خليل، النقاد يوسف شريف رزق الله، رامي عبد الرازق، ياسر محب والممثل خالد الصاوي.

تمّ الاختيار بين أربعة أفلام هي: «ميكروفون» للمخرج أحمد عبد الله، «678» للمخرج محمد دياب، «حاوي» للمخرج إبراهيم البطوط، «الشوق» للمخرج خالد الحجر.

أين اللائحة؟

يوضح المخرج محمد كامل القليوبي أن ترشيح هذه اللجنة لن يؤخذ به، لأن الجمعيات والمنظمات الأهلية وحدها مخوّلة لهذا الترشيح، ويتابع: «سابقاً تولى «المركز الكاثوليكي» مهمة التواصل مع الجهات الرسمية في مسابقة الأوسكار، من ثمّ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اعتبر جهة أهلية بعيدة عن وزارة الثقافة».

يضيف القليوبي: «يعني تكوين لجنة بمبادرة من الوزارة حرمان الأفلام المصرية من دخول التصفيات لأنها لن تُقبل».

بدوره، يطالب المخرج مجدي أحمد علي من يتحدثون عن اللائحة بأن يظهروها، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة هي التي تشكّل هذه اللجان وأن «المركز القومي للسينما» بعث إلى إدارة المهرجان اعتذاراً عن التأخير في ترشيح الفيلم نظراً إلى الظروف التي تمرّ بها مصر.

من جهته، يؤكد المخرج داود عبد السيد، المشارك في اللجنة، ألا تفاصيل لديه عن لائحة الأوسكار، فكل ما يعرفه أن الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس المركز القومي للسينما، أرسل إلى الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون، التي تتولى تنظيم جوائز الأوسكار، قرار تنظيم لجنة بديلة عقب إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي الذي كان يناط به اختيار الفيلم الممثل لمصر، واستجابت إدارة الأكاديمية الأميركية.

أما عن التصويت فيوضح عبد السيد أنه بعد مشاورات اختارت اللجنة بغالبية أعضائها «الشوق»، لأنه أفضل الأفلام التي عرضت عليها.

أصالة مصرية

يعزو رامي عبد الرازق اختيار فيلم «الشوق» إلى اعتبارات عدة، أهمها واقعيته التي سيطرت عليها الأصالة المصرية والجو المصري بما يناسب مسابقة الأوسكار. كذلك يؤكد الناقد رفيق الصبان أنه لو كان عضواً في اللجنة لما تردّد في اختيار «الشوق» لتمثيل مصر في مسابقة الأوسكار، كونه يجمع عناصر التميز سواء من ناحية الموضوع أم الإخراج أم التصوير أم التمثيل الذي جاء متميزاً.

أما الناقد أمير أباظة فيرى أن الجمعيات الأهلية السينمائية المتخصصة منوط بها القيام بهذه الأعمال، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة تريد احتكار كل شيء للدعاية لمجلس إدارتها الذي يسيطر عليه منطق الشللية وقد يسيء إلى سمعة مصر.

يضيف أباظة أن ترشيحات تلك اللجنة باطلة ولن يقبل بها منظمو الأوسكار وستضيّع على الفيلم المصري فرصته في الترشح للتصفيات هذا العام، خصوصاً أن شروط اللوائح واضحة ويجري العمل بها في بلدان العالم كافة وأن الجمعيات الأهلية السينمائية يناط بها وحدها هذا العمل».

خطأ فادح

يكشف الناقد فوزي سليمان أن الفيلم المرشح لن يشارك في الدورة المقبلة من الأوسكار التي ستعقد في فبراير (شباط) المقبل بل سيشارك في الدورة التي تليها.

يضيف سليمان: «قانونياً لا يجوز للدولة أن تكون لها علاقة بلجان الترشيح، فهذا خطأ فادح يتكرر منذ كوَّنت وزارة الثقافة لجنة برئاسة الكاتب محمد سلماوي، فعلى مدى عمر الأوسكار (80 عاماً) لم يكن لمصر دور سوى الترشيح فحسب».

في المقابل، ترى الناقدة ماجدة موريس أن اللجنة التي شكلتها وزارة الثقافة ليست لجنة حكومية، لأن أعضاءها لا يعملون لدى الدولة أو الوزارة، موضحة أن الوزير السابق كان يشكل تلك اللجنة من خلال مهرجان القاهرة السينمائي وهي تتكون من سينمائيين لكل منهم هويته السينمائية المختلفة، كذلك تؤكد موريس على نجاح اللجنة الجديدة، خصوصاً أنها خالية من أصحاب النفوذ والمصالح من المنتجين وغيرهم.

تضيف موريس أن وزارة الثقافة اضطرت إلى تشكيل تلك اللجنة بما يخالف النظام المعمول به في بلدان العالم، حيث لا وجود لوزارة للثقافة أو الإعلام. بالتالي يؤدي المجتمع المدني دوره كاملاً في ظلّ وجود اتحادات ونقابات فاعلة، أما مصر فلم تصل إلى هذه المرحلة بعد.

الجريدة الكويتية في

17/10/2011

 

في ذكرى عبد الناصر والسادات…كيف قدَّمت السينما الرؤساء؟

محمد بدر الدين

 

قدمت السينما المصريَّة رؤساء مصر المعاصرين في أفلام تعرض سماتهم وقسماتهم، حكايات أو معارك خاضوها، مسيرتهم ومصائر بلغوها. كيف جاء التقديم وكانت المعالجة؟

محمد نجيب هو الرئيس الأول إلا أن مكوثه في الحكم لم يطل، لذا لم تتعرض له السينما إلا قليلاً، لا سيما في تقديم بدايات الثورة المصرية (1952) في فيلم «أيام السادات» إخراج محمد خان، وهو الوحيد الذي قدّم سيرة كاملة لأحد رؤساء مصر، وإن كانت ثمة محاولة مماثلة بالنسبة إلى الرئيس عبد الناصر في فيلم «جمال عبد الناصر» للمخرج السوري أنور القوادري، إلا أنها لم تكن متميزة.

أما السينما المصرية، فاكتفت بتقديم مائة يوم من حياة عبد الناصر في «ناصر 56»، إخراج محمد فاضل وتأليف محفوظ عبد الرحمن وبطولة أحمد زكي. يركز الفيلم على الفترة التي استردّ الرئيس عبد الناصر فيها حقوق مصر في شركة قناة السويس البحرية، وكانت تعدّ بفعل الاستعمار واستسلام حكّام ما قبل الثورة دولة داخل الدولة.

يعرض الفيلم، بعناية فكرية وسياسية وفنية، تفاصيل تأهب الرئيس عبد الناصر لإعلان قراره بتأميم القناة الذي أقام عليه الدنيا طويلاً، وبلغ التصعيد حدّ شن العدوان الثلاثي (إنكلترا، فرنسا، إسرائيل) على مصر. لكن القائد الشاب جاء في الفيلم كحقيقة ومعبراً بدقة وجسارة عن روح وموقف شعبه، لذلك عندما أعلن «سنحارب ولن نستسلم» إزاء إنذار الإمبراطوريات الاستعمارية العجوز وعدوانها الواسع الوحشي، كان هذا صوت الشعب ونبضه وخياره، ليس في مصر فحسب إنما في أمة العرب والعروبة بكاملها.

برع أحمد زكي في مشاهد كثيرة من الفيلم، مقترباً من روح الرئيس الذي تحوّل بعد هذه المعركة من زعيم مصري إلى زعيم عربي وعالمي، يلهم الشعوب المضطهدة والمسلوبة حقوقها وحريتها، وإن لم يوفّق زكي في مشاهد محاكاة صوت الرئيس عبد الناصر أثناء إلقاء خطبه، إذ بدت تقليداً من الخارج بعيداً عن الاتقان والرهافة. الحق، أننا تقبَّلنا تجسيد زكي للشخصية على رغم ابتعاده الشكلي عنها، ذلك لمدى قوة أدائه وإحساسه، فكان من الطبيعي والأفضل ألا يحاول تقليد الصوت.

لم يلبث زكي أن قدّم شخصية الرئيس السادات في «أيام السادات»، وعلى رغم التناقض الكامل بين عبد الناصر والسادات سواء من جهة الشخصية أم الشكل أم المسار الذي سارا فيه (هما على طرفي نقيض تماماً في كل شيء وفي كل قضية!)، إلا أن هذا الممثل أتقن الدورين بفضل براعته، لذا نختلف مع الذين رأوا زكي مقلداً لشخصية السادات وطريقة حديثه و{لوازمه» ومشيته… أكثر من نفاذه إلى جوهر الشخصية وروحها، بل نرى أنه استطاع أن يجمع الأمرين معاً، بمهارة، فقدم الشخصية من الخارج والداخل في آن.

تأتي سنوياً ذكرى رحيل كل من جمال عبد الناصر وأنور السادات تباعاً، فقد رحل عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 مجهداً ومنهكاً وهو يخوض غمار حرب الاستنزاف (أو حرب الخمسمائة يوم)، ابتداء من أواخر يونيو 1967 الذي وقعت فيه الهزيمة العسكرية والنكسة السياسية وعلى مدى ثلاث سنوات متصلة باستبسال وقتال يستعدّ للعبور والنصر، حتى صعد إلى ربه راضياً مرضياً ومجاهداً شهيداً في سبيل قيمه النبيلة وقضايا أمته، بينما رحل السادات في 6 أكتوبر 1981 صريعاً بنيران أفراد من الجيش المصري خلال الاستعراض العسكري الكبير، الذي كان يحضره في ذكرى معركة العبور، في لحظة صدام شامل للسادات مع مسار الوطن ومجمل الأمة، بزيارته المباغتة للعدو الصهيوني وخطابه في «الكنيست»، تلك المبادرة التي عُدّت استسلاماً وقبولاً بحلّ منفرد تخرج به مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني ومن فلسطين قضية الأمة الأولى.

لأن «أيام السادات» يطمح إلى التعبير عن سيرة أنور السادات الكاملة، تناول أيام هذا الرئيس من البداية إلى النهاية، أي حتى زيارته إلى إسرائيل وخطابه في الكنيست والرصاصات التي أودت به في الاستعراض العسكري وهو أمام كاميرات ومرأى العالم كله ومسمعه.

الجريدة الكويتية في

17/10/2011

 

سعاد حسني: أنا قارئة الفنجان !

كتب: بيروت – محمد الحجيري  

أبرز ما ورد في المذكرات التي نُسبت إلى سعاد حسني ونشرت في مواقع إلكترونية ومطبوعات عربية كثيرة قولها إن الشاعر السوري نزار قباني استلهم قصيدة «قارئة الفنجان» منها. إنها القصيدة الشهيرة التي لحنها محمد الموجي وغناها عبد الحليم حافظ في أبريل 1976، وتعتبر إحدى أجمل أغانيه وأشهرها وعلق عليها ذات مرة قائلاً: «كتب الشاعر نزار قباني هذه الكلمات كما لو أنه يقرأ طالعي».

«اعتراف» سعاد حسني بأنها «قارئة الفنجان» يفتح المجال للحديث عن مجموعة «أوهام» في حياة النجمة الراحلة. تتجلى هذه الأوهام في القصيدة نفسها وفي علاقة سعاد بعبد الحليم حافظ وعلاقة الأخير بالمرأة ككل. لنبدأ من وهم العنوان نفسه، فالشاعر الذي اختار أن تكون سعاد قارئة الفنجان، قيل في التحليلات الصحافية إنه استلهم القصيدة من قارئة الفنجان (أو العرافة) نفسها، ولا عجب في ذلك، خصوصاً أن قباني استوحى قصائده من معظم النساء في العالم، من المرأة الجميلة إلى الراقصة وصولاً إلى الحامل بطريقة غير شرعية، وتحمل الكتابة عن العرافة بعض السحر لأن «التبصير» فيه بحث عن الأمل وتحقيق الطموحات.

حين تذكر سعاد أنها قارئة الفنجان يصبح للقصيدة معنى آخر أكثر وضوحاً، كأنها أحد أقنعة العلاقة الملتبسة والعابقة بالأسرار بينها وبين عبد الحليم والتي قيل الكثير فيها وكاد الحديث حولهما يتحوّل إلى حكاية لا تنتهي. ثمة من يقول إن كثرة الكلام عن الزواج العرفي بين «أخت القمر» و{العندليب الأسمر» يهدف إلى التغطية على أسرار أخرى كانت تحصل في حياة هذا الأخير.

قصة قارئة الفنجان فكرة لرواية تحتاج إلى من يكتبها، وهي لا تخصّ سعاد حسني وعبد الحليم فحسب بل تطاول النظام المصري في زمن الرئيس محمد أنور السادات وحكاية البلطجية في الواقع المصري. تقول الرواية إنه بعد أن انتهى عبد الحليم حافظ من قراءة قصيدة لقباني في أحد دواوينه وأعجب بها، قرر غناءها. لكنه كان معترضاً على بعض الكلمات، فاتصل بالشاعر الذي كان يتنقل بين أكثر من دولة عربية وأوروبية، وبعد محادثات طويلة اقتنع الشاعر بوجهة نظر عبد الحليم.

في المقطع الأول يقول نزار: يا ولدي قد مات شهيداً… من مات على دين المحبوب.

تم الاتفاق على تغييرها إلى: يا ولدي قد مات شهيداً… من مات فداءً للمحبوب

في ذلك، استعاد عبد الحليم الكتابات العربية عن الموت وميتات العشاق، وطيف قبيلة «عذرة» ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة. عرفت هذه القبيلة بالجمال والعشق حتى قيل لإعرابي من العذريين: «ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث، أي تذوب، كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها. قيل لآخر: فمن أنت؟ فقال: من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ وربّ الكعبة».

الغريب ليس في أن عبد الحليم من «سلالة» العذريين، بل في أنه كان يخاف الحساسية الدينية أيّام كانت القاهرة مركز الثقل الفني العربي، فلجأ إلى التبديل في النص الأصلي. ليس وحده من فعل ذلك، فمن يتابع مسار الغناء العربي في القرن العشرين يلاحظ سطوة الحساسية الدينية على أغانٍ كثيرة، فريد الأطرش بدّل في كلمات «عش أنت» للأخطل الصغير، ووضع كلمة الإيمان بدل القرآن الموجودة في النص الأصلي، فيما غيَّرت أم كلثوم في نصوص كثيرة للأسباب نفسها.

وكلاب تحرسه وجنود

نعود إلى قصيدة «قارئة الفنجان» لتبيان تركيبتها قبل الغناء وبعده، ففي المقطع الثالث يقول قباني: ضحكتها موسيقى وورود.

تم الاتفاق على تغييرها إلى: ضحكتها أنغام وورود.

في المقطع الثالث أيضاً يقول نزار: فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود وكلاب تحرسه وجنود. حُذفت عبارة «وكلاب تحرسه وجنود»، وفي ذلك إشارة إلى أن معظم المغنين العرب يتهرب من الكلمات «النابية» أو الواقعية، فيختار الفضاء الهلامي والخيالي. أن تُحذف كلمة كلاب، في ذلك ربما عودة إلى ميتولوجيا المقدس والمدنّس، والحال أن الشعراء أو الفنانين العرب في زمن المجد الفني، خصوصاً أم كلثوم وعبد الحليم، كانوا يختارون الكلمات التي لا تقترب من الواقع الأرضي، بل هي سفر في عالم الغيب واللامسحوس.

«قارئة الفنجان» بمثابة درس في الحذف والإضافة والتجميل، فالشاعر أضاف إلى القصيدة أبياتاً أخرى لم تذكر في الديوان منها: مقدورك أن تمضي أبداً/ في بحر الحبّ بغير قلوع/ وتكون حياتك طول العمر/ كتاب دموع.

وبحسب اللقاء الذي عقده التلفزيون المصري مع عبد الحليم أوضح الأخير أنه تم حذف مقطع: ستحب كثيراً وكثيراً وتموت كثيراً وكثيراً/ وستعشق كل نساء الأرض/ وترجع كالملك المخلوع. أضاف بدلاً منه : فبرغم جميع حرائقه وبرغم جميع سوابقه وبرغم دموع مآقينا وبرغم ضياع أمانينا (تم حذفه أثناء البروفات من عبد الحليم والموجي).

ثم أضاف نزار قباني إلى القصيدة: والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا/ والخصر رقيق كالرؤيا/ وطيور الصيف تفكر بالشفة العليا/ كي تسرق منها ياقوتاً أو تخطف زهرة غاردينيا.

وأيضاً أضاف المقطع الأخير: ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان/ وستسأل عنها موج البحر/ وتسأل فيروز الشطآن/ وتجوب بحاراً وبحارا/ وتفيض دموعك أنهاراً/ وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً/ وسترجع يوماً يا ولدي/ مهزوماً مكسور الوجدان/ وستعرف بعد رحيل العمر/ بأنك كنت تطارد خيط دخان/ فحبيبة قلبك ليس لها أرضٌ/ أو وطن أو عنوان/ ما أصعب أن تهوى امرأة/ يا ولدي ليس لها عنوان…

قد يكون الاستدراك هنا طويلاً، لكنه ضروري لتعلّقه بقصيدة استغرق الموسيقار محمد الموجي سنتين في تلحينها، حسب ما قال في لقاء له مع مجلة «فن»، وقد أعطى بعض المقاطع أكثر من لحن وبمقامات موسيقية مختلفة.

حب أوحد

عودة مجدداً إلى المذكرات التي نسبت إلى سعاد حسني وفيها فصل في عنوان «أنا قارئة الفنجان». ذكرت سعاد فيه أنها حبّ حليم الأوحد وأن أغنية «قارئة الفنجان» كتبها قباني بعدما لجأت إليه لحمايتها من ضابط الاستخبارات المصري صفوت الشريف، وبعدما عرف الحكاية منها كتب «قارئة الفنجان» تخليداً لغرام سعاد وحليم.

في التفاصيل، أوضحت سعاد أن قباني كان يزور ذات مرة لندن بعدما قدم استقالته من السلك الدبلوماسي في سورية (1966) وتفرغ للشعر، وكان قد أنشأ آنذاك داراً للنشر باسمه، والتقته سعاد وروت له مخاوفها من صفوت الشريف وجوهر علاقتها بحليم.

بحسب التعليقات على المذكرات، كان قباني بالنسبة إلى سعاد بمثابة الأب وكانت زوجته بلقيس بمثابة الأم لها. روى قباني لسعاد أنه كان يتابعها منذ الطفولة وأنه من أطلق عليها لقب «أخت القمر»، تلك الأغنية التي اشتهرت بها سعاد وهي طفلة تغني في برنامج «بابا شارو{ في الإذاعة المصرية، و{أخت القمر» مصطلح أخذه نزار من عنوان قصيدة شهيرة له اسمها «خبز وحشيش وقمر»، وهي إحدى أشهر القصائد السياسية التي وصفت حالة الخمول التي يعيشها العرب، وأثارت رجال الدين في سورية ضده، فطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري، فكان الراحل المبدع أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان.

عندما قرر قباني أن يكتب قصيدة تضمّ حكاية حب حليم وسعاد كانت «قارئة الفنجان»، على أن الشاعر السوري طلب من سعاد أن تبتعد عن حليم وتنهي حكايتها معه ضماناً لأمنه وسلامته. حينما سافر حليم التقى سعاد ثم نزار الذي حكى له ما أخبرته به النجمة. آنذاك قرأ نزار قصيدة «قارئة الفنجان» على حليم فانهار وبكى بشدة، خصوصاً عند مطلع «يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب». لكن العندليب طلب تغيير سطر شعري كامل من القصيدة يقول: «فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسه وجنود»، إذ خاف من إثارة صفوت ورجاله بعبارة «وكلاب تحرسه وجنود». بالطبع لعبد الحليم مع الدموع والمرض قصة طويلة، بعضهم يقول إنه كان يستغلّ مرضه ولوعته للوصول إلى الجمهور، وبعضهم يقول إن «كربلائيته» كانت نوعاً من سلوكية وجدت في جيناته ولم تنته… أمّا قصة «قارئة الفنجان» فلم تنته بأن غناها العندليب.

في عيد شم النسيم في أبريل (نيسان) 1976، غنى عبد الحليم هذه القصيدة، وعلى رغم أن معظم الجمهور استقبلها باستحسان، إلا أن فئة منهم كانت تصدر هتافات وصفيراً طوال الوقت، وليس في نهايات المقاطع كما هو معتاد، فقال عبد الحليم «بس بقه» وقام بالتصفير أيضاً، فانتقدته الصحف المصرية بشدة، ثم حاول في أكثر من لقاء توضيح موقفه، كما في حواره مع مجلة «آخر ساعة». يُذكر أنه نُقل عن سعاد أن الشريف هو من دبر هذه الأحداث بأن أرسل بلطجية وغوغائيين إلى المسرح، وربما كان السبب في الخلافات بين سعاد وعبد الحليم التي في جوهرها أفلام إباحية صورتها المخابرات المصرية لسعاد تحدثنا عنها في مقال سابق.

المرأة الوحيدة

حكت سعاد حسني في مذكراتها أن نزار قباني اتصل بعبد الحليم عقب حفلة شم النسيم، وكان متأثراً للغاية مما حدث من البلطجية في المسرح وقال له جملة واحدة عزاه فيها على حبه لها: «البقية في حبك يا حليم لقد كنت رجلاً نبيلاً… وخلدت حبك لها وسوف يعرف العالم في يوم ما الحقيقة». تذكر سعاد أنها علمت بمكالمة قباني لعبد الحليم من سكرتيرة الأخير سهير محمد علي التي قالت إن العندليب أغلق السماعة وهو يبكي حبه.

ربما حب حليم لسعاد لخصه يوم وفاته في ورقة وجدت في أغراضه في مستشفى «كولدج» في لندن، فقد روت سعاد وهي تبكي أن حليم، قبل وفاته وربما قبل دخوله غرفة الجراحات لآخر مرة، كتب بخط يده مقطعاً صغيراً من «قارئة الفنجان»، هو: «وبرغم الجو الماطر والإعصار… الحب سيبقى يا ولدي… أحلى الأقدار»، وكان يعلن لها وهو يموت أنه مات وهو يعشقها وأنها كانت المرأة الوحيدة في حياته.

وإذا كانت سعاد قالت إنها «قارئة الفنجان» فإن علاقتها بعبد الحليم حافظ تبقى لغزاً أبدياً، وهنا ألف حكاية وحكاية في هذا الإطار. اعترفت عائلة سعاد بزواجها من عبد حليم وأدرجته ضمن زيجاتها الخمس، وذكرت أن حمى الحب اشتعلت عام 1962 أثناء رحلة المغرب مع بعثة صوت العرب للاحتفال بالجلوس الملكي، وكانت أيام العسل بين إيطاليا وسويسرا، ودعمت أسرة سعاد الحقيقة بشواهد ومن بينها ما أدلت به سعاد للدكتور عصام عبد الصمد، طبيبها الخاص في لندن وصديقها المقرب. سألها الدكتور: «هل إشاعة زواجك من حليم صحيحة؟ فأجابت: نعم صحيحة. سألها: طب ليه خبيتيها؟ قالت: أنا خبيتها عشان دي كانت رغبة حليم نفسه إحنا كنا متزوجين عرفي وأنا ما كنش عندي مانع أنو الزواج يعلن، لكن حليم يا سيدي طلب سرية تامة خوفاً على معجباته. سألها الدكتور: طب ليه أخفيتي الموضوع ده بعد وفاة حليم؟ فقالت: عشان أهل حليم ما يفتكروش إني طمعانة أو عايزة حاجة منهم».

في مذكرات سعاد ففي ملخصها تثبت أنها كانت قد تزوجت بالكلمتين «زوجتك نفسي» من عبد الحليم سراً بعد علاقة غرامية عاصفة انتهت بدراما سقوطها في قبضة صفوت الشريف. كتبت سعاد: «لم يكن هناك أحد من المحيط إلى الخليج لا يريد جسد سعاد الذي باعوه بالرخيص»، وروت أنها طلبت من صفوت التوقف لأنها ستتزوج من عبد الحليم حافظ فثار عليها وهددها وأقنعها بأن مستقبلها مع السلطة. بعدها ذكرت سعاد أن صفوت دعا عبد الحليم وجعله يشاهد فيلمها الأول فانهار، وفي طريق عودته إلى منزله نزف بشدة وأغلق على نفسه أياماً عدة حتى اعتقد من حوله أنه يعاني من أزمة فنية، بينما كان حزيناً بعدما طلب منه صفوت الابتعاد عن سعاد لمصلحة مصر».

أما الراقصة المصرية المعتزلة نجوى فؤاد فنفت إشاعة زواج عبد الحليم حافظ بسعاد حسني، وأرجعت السبب إلى عدم قدرة المطرب الراحل على أداء واجباته الزوجية على رغم حبه الشديد لسعاد، وقالت في حوارها مع جريدة «الوفد» المصرية: «لم يحدث أن تزوج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني. كان عبد الحليم صديقي جداً، وكنت مخزن أسراره وذات مرة اعترف لي بحبه الشديد للرائعة سعاد حسني». أضافت: «أكد لي عبد الحليم وقتها أنه لا يستطيع الزواج منها لأنه يعيش بربع كبد ولا يقدر على القيام بدوره كرجل، وللعلم كانت سعاد حسني تعشقه جداً. لكن كانت تفسر كلامه على أنه رغبة في الهروب من الارتباط الرسمي».

اعتراف

استطاع الكاتب مفيد فوزي «انتزاع} اعتراف من السندريلا نشر في مجلة «صباح الخير» وضمه كتابه «صديقي الموعود بالعذاب». يفيد الاعتراف بأن سعاد تزوجت حليم عُرفياً لمدة ست سنوات كاملة، وأن لديها أوراقاً تثبت هذا الزواج، لكنها بقيت طي الكتمان؛ بل راح القريبون من عبد الحليم ينفون بشدة أن يكون هذا الزواج قد تحقق، وقال مجدي العمروسي: «الحقيقة أن سعاد وحليم قد اتفقا على الزواج وذهب جليل البنداري وحسن إمام عمر وأحضرا المأذون إلى منزل سعاد حسني لعقد القران، ولكن كانت بانتظارهما صدمة كبيرة هي رفض سعاد حسني الزواج من عبد الحليم عندما قالت إنها لا تنكر حبها الكبير لحليم وهذا ما يمنعها من الزواج به!» وأضاف العمروسي: «لا شك في أن معاشرة عبد الحليم لسعاد حسني، ووجوده عندها غالباً سببا بعض الأقاويل، وكثيراً من الهمسات والتلميحات، فقد رافقته في إحدى رحلاته الفنية إلى شمال أفريقيا، اشترى لها خلالها كماً كبيراً من الملابس والمتطلبات التي أثارت الأقاويل، إلى درجة أن كثراً اعتقدوا أنه يشتري لها لوازم الفرح وأصبح الزواج وشيكاً، وعندما عادا إلى مصر انتظر الجميع الخبر السعيد، لكن لم يحدث شيء من ذلك، وعندما جلست إلى «حليم» أسأله عما يتردد من إشاعات زواجه من سعاد والمشتريات المهولة التي ابتاعها لها قال: «يعني معقول يا مجدي يبقى فيه جواز من غير إنت ما تعرف أو أي حد من أهلي، إنت يا مجدي مش عارف رأيي في حكاية الزواج، وأنه ليس من مشاريعي الحالية أو المستقبلية».

الجريدة الكويتية في

17/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)