حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خالد صالح:

أحمد السقا منحني فرصة مهمة

كتب: القاهرة - غنوة دريان

ما زال دور خالد صالح في مسلسل «الريان» الذي عُرض على شاشة رمضان 2011 مدار أخذ وردّ. حول ردود الفعل على «الريان» وفيلم «ابن القنصل» ومسيرته الفنية كانت الدردشة التالية معه.

·         هل مشاركتك في «كف القمر» بمثابة عودة إلى نادي خالد يوسف؟

خالد يوسف مخرج كبير ومحترم وعندما شعر بأن الدور يناسبني اتصل بي وقرأت السيناريو واقتنعت بالشخصية ووافقت على الدور.

·         كيف تقيّم تجربتك في «الريان»؟

تحمّست للفكرة وأعطيت الشخصية حقّها، وقد أشاد أحمد الريان بتجسيدي شخصيته مؤكداً أنني اقتربت منه كإنسان. صحيح أن ثمة تحفّظات صدرت من العائلة، لكني أديت الدور بنجاح وحاز المسلسل إعجاب الجمهور في أنحاء العالم العربي. بالنسبة إلى الاعتراضات فلا أعتقد أنها ستصل إلى القضاء لأن «الريان» من وجهة نظري كان موضوعياً للغاية، وأنا أنأى بنفسي عن المسائل القضائية.

·         وماذا عن الإعلان الذي قدّمته على شاشة رمضان أيضاً؟

كان هدفه خدمة الناس وتميّز بأنه خفيف الظل وله تأثير مفيد لدى المشاهدين. ثم ليس من المعيب أن أكسب من ورائه المال.

·     رشّحتك جيهان السادات، منذ أكثر من عام لتجسيد شخصيّة الرئيس أنور السادات في مسلسل «السادات بطل الحرب والسلم»، أين أصبح هذا المشروع؟

أسعدني ترشيح السيدة جيهان السادات، لكن لم يُطرح الموضوع بشكل جدي لغاية اليوم.

·         هل تجد مسلسلات السير الذاتية إقبالا أكثر من غيرها؟

لا يتعلّق الأمر بالسير الذاتية وإنما بجودة العمل سواء أكان سيرة ذاتية أم مسلسلاً درامياً، المهم أن يحترم فريق العمل الجمهور ولا يستخفّ بعقله، ويدخله الفنان في حالة من الدهشة عبر أداء بعيد عن النمطية.

·         هل فعلت ذلك في فيلم «ابن القنصل»؟

أديت دوراً من قماشة مختلفة للغاية ولم أخشَ خوض هذه التجربة، لذا حقّق الفيلم نجاحاً.

·         لماذا نسمع باستمرار أنك تجامل أحمد السقا؟

لا أجامل أحمد السقا إنما لست قليل الأصل، فقد أعطاني فرصة مهمة في حياتي الفنية، ونادراً ما يقدم أفلاماً بعيدة عن الجودة، وأعتقد أن «ابن القنصل» هو أحد أفلامه الناجحة جداً.

·         هل اضطررت يوماً الى قبول دور مجاملة؟

إطلاقاً. عندما كنت أؤدي أدواراً صغيرة كان ذلك بسبب حبي للفن والبحث عن فرصة مناسبة. الحمد لله لدي عملي الخاص وسيبقى الفن هواية، بالنسبة إلي، وعندما يصبح احترافاً سأفقد عفويتي ومصداقيتي أمام الناس.

·         ما ردّك على الانتقادات التي تتّهمك بالغرور؟

غير صحيحة. انتشرت هذه الإشاعة عندما أجرى أحد الصحافيين مقابلة معي وفي اليوم التالي طلب مني المشاركة في برنامج من إعداده فرفضت، عندها بدأ يشيع بأنني أصبحت مغروراً.

·         ما رأيك بالقوائم السوداء للفنانين التي وضعت خلال الثورة؟

أعتقد أن لكل فنان جمهوره، ثم هو مواطن أولا وأخيراً وله الحق في التعبير عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة. أتمنى أن تسود روح الزمالة والتفاهم بين العاملين في الفن.

·         إجابتك دبلوماسية.

بالعكس هي نابعة من قناعاتي، إذ لا يمكن أن أتبنى موقفاً إلا عن قناعة تامة.

·         هل أنت ثائر بطبعك؟

أنا وسطي والشخص الوسطي يفكّر بمنطق ولا يقع تحت وطأة الانفعال، حتى في حياتي الشخصية الوسطية هي حكمتي.

·         كيف تصف علاقتك بأولادك؟

أكثر ما يؤلمني أن أولادي يكبرون من دون أن أشعر بذلك لكثرة انشغالاتي، لكن لا يعني ذلك أنني لا أتابع خطواتهم. الحمد الله لدي زوجة عاقلة وحكيمة تمسك الدفة في إدارة شؤون المنزل.

·         ما سرّ نجاحك؟

الصبر والإيمان. مهما تأخر الوقت ستأخذ الموهبة فرصتها، بالإضافة إلى أنني أفكر بعقلانية وأدرس خطواتي بهدوء.

·         أين أنت من المسرح؟

أتمنى العودة إليه، لكن المشكلة في النص وتمنعني مشاغلي من التفرّغ له. لكن عندما أجد سيناريو يغريني سأقف على خشبته من دون تردّد.

·         ما أكثر ما يميّزك؟

لا أستطيع التحدث عن نفسي ولا أحبّ ذلك وأترك لأصدقائي والمقرّبين التحدّث عني.

·         هل أنت خجول بطبعك؟

إلى حدٍّ ما. لا أدري إذا كان ذلك ميزة أو عيباً.

·         من كنت تتمنى أن يراك ناجحاً؟

والدتي رحمها الله. كنت أتمنى أن تراني وأنا أؤدي بطولات وأحصد جوائز وتكريمات.

·         ماذا تعني لك الجوائز؟

ثمرة جهد وتعب وتقدير الجمهور.

·         هل ما زلت تحلم؟

لا أكفّ عن الحلم، فهو يحفّزني على البحث المستمرّ عن الأفضل.

·         ومدمن قراءة؟

لا أستطيع الاستغناء عنها فهي غذاء للروح.

الجريدة الكويتية في

13/10/2011

 

المكتبة السينمائية:

جين فوندا.. حياة حافلة بالحبّ و الهفوات!

المؤلفة/ باتريشيا بوسوورث  ـ  ترجمة/ عادل العامل     

إذا ما أخذنا الأمر وفقاً للدراما المطلقة، فإن حياة جين فوندا - 73 عاماً في العمل و ما تزال قوية - تتفوق في تألقها على فنها السينمائي الجدير بالثناء. و انسجاماً منها مع عنوانها الفرعي، تركز المؤلفة كتابها، (جين فوندا: الحياة الخاصة لامرأة عامة )، على المرأة أكثر مما على أداءات الممثلة الفائزة بجائزة الأوسكار مرتين، كما يقول دوغلاس ك. دانييل في عرضه للكتاب.

لقد وضعت فوندا الكثير، أو ما هو أكثر، من الطاقة في عملية خلقها لنفسها و إعادة خلقها بعيداً عن الشاشة و عليها.

 و كما كانت شخصياتها في " جوليا " و " المجيء للبيت " تعيد اختراع حيواتها أو تجد غايةً جديدة، فعلت فوندا ذلك، محوّلةً تركيزها من التمثيل إلى النشاط الكفاحي إلى التلاؤم fitness مع الإيمان ثم، العودة، و هي تواجه التحديات الجديدة كواحدة في السبعينيات من عمرها، إلى التلاؤم. و لقد كافحت للتوصل إلى تفاهم مع أبيها، هنري فوند، و هو رجل بارد الشعور و بعيد يُبقي داخله علامات الاستحسان والحب. مع هذا، فإن جين فوندا أيضاً يمكن أن تكون باردة الشعور، و هي تُسقط أصحابها و عشاقها حين لا يعودون يتلاءمون مع الحياة التي تتابعها في ذلك الوقت.

ولملء الفراغ الذي أحدثه أبٌ مكبوح عاطفياًً و أم مريضة عقلياًُ، تحولت جين فوندا، و قد جاوزت المراهقة، إلى رجال أقوياء الإرادة. و كما تذكر المؤلفة بتفصيل مدهش، كان هناك عشاق كثيرون في حياة فوندا المبكرة. و قد تبعت بحماس قيادة أولئك الذين تزوجتهم - المخرج الفرنسي روجر فاديم، و الناشط توم هايدن، و الإذاعي الكبير تيد تَرنر - و هو انعطاف غير حميد حين يفكر الواحد بفوندا كامرأة مستقلة بلغت سن الرشد سياسياً عند مطلع حركة مساواة الرجل بالمرأة.

وإذا كانت حركة المساواة هذه تُختصَر إلى نساءٍ يمتلكن خيارات، فإن فوندا صارت نموذجاً لجيلها. و حتى حين كانت نشاطاتها تسير بطريقة منحرفة - و جلوسها على مدفع مضاد للطائرات في فيتنام الشمالية قد يكون أكبر هفوة لها - حافظت على محاولتها تقرير ما يمكن أن تكون عليه حياتها و ما ينبغي أن تدور حوله.

وفي الوقت الذي تُعَدّ المؤلفة فيه صديقة لموضوع كتابها، أي فوندا، فإنها لا تتجاهل عثرات فوندا الكثيرة على طول مسار اكتشاف الذات - أو تغفر لها الألم الذي سبّبته لآخرين بمتابعاتها الأنانية الوحيدة الهدف. و كانت رحلتها هذه رحلة جديرة بالملاحظة، و فريدة بالنسبة لامرأة أميركية، و هي حياة تستكشفها بوسوورث بأمانة  وتفهّم عاطفي في كتاب يمكن القول إنه مدهش مثل موضوعه.

عنAssociated Press

المدى العراقية في

13/10/2011

 

مهرجان"رين دانس"للسينما المستقلة.. الجنابي يقدّم فترة مظلمة من تاريخ العراق

لندن/ خاص بالمدى 

اختتم، قبل أيام، مهرجان "رين دانس" السينمائي للأفلام المستقلة دورته التاسعة عشرة. إذ يعتبر أحد أهم المهرجان السينمائية الأوربية التي تبحث عن الأصوات والتجارب المتفردة، والقادمة من مختلف بقاع العالم.

ذلك كما يقول القائمون عليه، فان ستوديوهات هوليوود وشركاتها العملاقة قد أغلقت الأبواب تماماً في وصول الفيلم المستقل إلى مشاهد أعيته فذلكات تلك الماكنة المكتسحة للأسواق والأذواق. وعليه، فقد اجتهدت إدارته باستقدام اشتغالات سينمائية، طويلة وتوثيقية، من 36 بلداً لعرضها وسط العاصمة البريطانية لندن.

- وشهدت العروض، التي استمرت من 28 أيلول/سبتمبر ولغاية 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حضوراً طاغياً من أبناء الجاليات المقيمة في العاصمة البريطانية لندن. ومثلما وجدت السينما القادمة من أوربا والأميركيتين والشرق الأدنى، فقد كان للحضور العراقي تميزه. وعبر باكورة قتيبة الجنابي الروائية "الرحيل من بغداد"، ومثله الشاب جعفر عبد الحميد "ميسوكافيه". ولئن اشترك الشريطان بكونهما العمل الأول، فان الهرب من رعب الوضع العراقي كان "الثيمة" الرئيسة لهما.

- في "الرحيل من بغداد" حقق الجنابي حلمه القديم. وعبر عمل، كتب نصه، يقتفي فيه قصة مصور الديكتاتور صدام حسين الشخصي وهربه من بلده. والهرب من جحيم النظام السابق لا تحتاج إلى أسباب، ذلك إن العراقي وقتها متهم إلى أن يثبت براءته. محنة المصور صادق مركبة، فهو أب لشاب منتم إلى الحزب الشيوعي العراقي واختفت أخباره. أما زوجته فقد استقر بها المقام في لندن. فيما بدت تحوم حوله الشكوك بعد أن ذاق طيب العيش من مكرمات الرئيس وسلاحه الصمت.

- مقابل ذلك تتكشف لصادق حقيقة النظام الوحشية. حقائق كان يداريها بالتدليس مرة، وأخرى بالرعب من مجهول سيلف مصيره. لم تدم اللعبة طويلاً، فقد وجد أن كاميرته تحمل إثم من صورهم خلال حفلات التعذيب. فضلاً عن طرده من الحزب لشكوك في ولائه. فيقرر الهرب بجواز سفر مزور إلى خارج العراق. وهنا ينتقل الشريط إلى أوربا الشرقية، هنغاريا، حيث نتابع حيرة صادق المعوز والباحث عن خيط نجاة يوصله إلى محطته النهائية حيث تقيم زوجته. وحيرة العراقي في مثل هذه الظروف هي حيرات واحدة تفتح على الأخرى. عمد الجنابي إلى ترك نهاية قدر المصور صادق مفتوحة تحمل خطايا الكاميرا التي حملها مرة، وأخرى عندما أراد بيعها لسد رمقه وحاجته للمال.

- ورغم أن الجنابي حقق شريطه بميزانية متواضعة، وبجهود شخصية كادت أن تطيح به صحياً. إلا انه قدم عملاً سينمائياً ناضجاً، سجل فيه حقبة سوداء من تاريخ العراق، بضحاياه وجلاديه ومعارضيه ولأول مرة. من دون أن ينسى أن يهدى باكورته إلى والده الشهيد. بالمقابل جاء عمل المخرج الشاب جعفر عبد الحميد يضرب على المنوال نفسه، السياسة والمنفى والحنين إلى الوطن الأول. وفيه متابعة لبطله يوسف الذي يقرر ترك العراق في عام 2003 ظناً منه بقدرته على تنظيم حملة دولية ضد غزو بلده. ومثل هذا الظن الساذج جاءه بفعل احتفاظه بعلاقات طيبة مع الوسط الإعلامي البريطاني من خلال مراسلاته السرية أثناء وجوده في بغداد.

- لكن قرار الحرب قد اتخذ، ما يدفع يوسف إلى التعرف على الجالية العراقية عبر التردد على مقهى اقتبس الشريط اسمه منها. ولكي يعوض المخرج فقدان شخصيته الرئيسية لوطنه تظهر الشابة بيسان لتكون المعادل الرمزي لذلك الخسران. شريطا الجنابي وعبد الحميد يؤكدان  أن هناك أصواتاً سينمائية تعمل بصمت، رغم صعوبته، من دون الحاجة إلى عطايا مؤسساتنا العراقية المعنية بهذا الشأن.

المدى العراقية في

13/10/2011

 

"أكاتوني" الفيلم الأول لبازوليني

ترجمة: نجاح الجبيلي  

اعتمد فيلم (أكاتوني)، وهو الفيلم الأول لبيير باولو بازوليني، على روايته (حياة عنيفة) إذ حوّل البطل من مثلي إلى سمسار فاحش، لكن كلا العملين يركزان على اليأس الموجود في حياة الأحياء الفقيرة في روما. وهو العالم الذي كان الشاعر الموهوب يعرفه جيداً ،وقد كتب العديد من القصائد والروايات عن الطبقات السفلى بعد أن جاء إلى روما عام 1949. وقد ميّز فلليني بشكل أكيد مواهبه وأشركه في كتابة الحوار  في فيلمي "ليالي كابريا" و "الحياة حلوة" ولكونه ماركسياً -كما يصرّح- فهو يتحرى على نحو مطرّد القضايا الأيديولوجية والسوسيولوجية في أعماله وهذا الفيلم الأول له ليس استثناءً.

يحمل فيلم "أكاتوني" تقليد الواقعية الإيطالية الجديدة كما جسدت في أفلام مثل" تلميع الأحذية" و"سارق الدراجة" و "روما مدينة مفتوحة" لكنه يقدم صورة أكثر عتمة من أفلام روسلليني ودي سيكا. إن بطل الفيلم فيتوريو أكاتوني (الذي جسده فرانكو سيتي في أول ظهور له) لم يعمل أبداً في حياته وهو يحصل على لقمة عيشه نسبياً من عمله سمساراً لصديقته "مادالينا" (قامت بالدور سلفانا كورسيني)، لكن حين تدخل السجن سرعان ما تتدهور أسباب عيشه.

يسوقه الجوع إلى العمل بشكل يائس يوماً واحداً ويبحث عن زوجته السابقة أمام رفض أخيها الغاضب وتهديداته. ولم تثبط همته إذ يستعمل سحره في التودد إلى ستيلا العذراء (تؤدي الدور فرانكا باسوت) ويؤثر عليها في أن تؤدي نفس دور أمها الذي اتخذته كي تكسب عيشها.

كل الشخصيات تظهر واقعة في شرك أدوارها في الطبقة السفلى والتي تبقى في الجوهر نفسها منذ بدء المدنية. وبسبب سيطرة الفقر ودافع البقاء فإن الرغبة بالموت كان يجري التفكير بها لكنها أصبحت في الواقع مرحباً بها كمهرب من العصر الوحشي. حتى أنها – أي الشخصيات- تلعب "ألعاب الموت" مثل الرهان في مفتتح الفيلم بأن أكاتوني لا يستطيع أن يأكل البطاطا ملء بطنه وفي الوقت نفسه يسبح في نهر تافري مباشرة بعد الأكل.

إن رؤية بازوليني السينمائية عن روما والطبقات الدنيا فيها هي أكثر جرأة من المعالجات الأخرى ،وهذا ليس فيلماً لأي شخص يتوقع رؤى مصقولة ومنظمة عن الفقر. تستدعي المشاهد الفردية أفكارا شعرية – ويرد بعضها إلى الذهن بالإطارات الجميلة التي التقطت في بيت العائلة الصغير إذ يلقي ابن أكاتوني الصغير الذي يشعر بالغربة بالأحجار على قناني زجاجية وهي "اللُعب الوحيدة" التي ظل يمتلكها. كما في أفلام الواقعية الإيطالية الجديدة فإن التصوير في الموقع "اللوكيشن" يعطي مزيداً من المصداقية كما هو الحال في إناطة الأدوار إلى ممثلين غير محترفين. وباعتبار أن هذا الفيلم هو الأول الذي يخرجه بازوليني فإن ذلك يجعل منه أكثر إثارة للاهتمام.

جرى تنفيذ الفيلم بشكل مثالي ولم ينقب بازوليني عميقاً تحت سطح الفقر وأحياناً يعتمد على المسار الصوتي الذي يضم نغمات باخ المتنافرة كي يضفي الجوهر العاطفي والروحي على صوره لكنه لا يفرط في تعاطفه مع الشخصيات ومواقفها. تركز كاميرته بشكل كبير على البطل وتظهر كلاً من طبيعة الخير والشر فيه دون الحكم عليه وتسمح للمخرجين الآخرين باكتشاف موهبة سيتي في التمثيل. إنه يؤسس لحضور الفيلم،ووحده بين الممثلين الرئيسيين يستمر بمهنة طويلة في التمثيل.

لقد رسخ فيلم "أكاتوني" مكانة بازوليني كموهبة بارزة في الإخراج وهو لا يتردد عن رسم الصور الواقعية للجانب السيئ من الحياة. إن الشعراء الطموحين مقدّر عليهم إثارة الجدل وبازوليني يندفع لخلق مجموعة من الأفلام عن الطبقات السفلى في روما وهذا الفيلم أولها.

المدى العراقية في

13/10/2011

 

تنوّع فـي الاختيارات..

ومعهد الفيلم البريطاني يطيح مديرته الفنية

لندن- فيصل عبد الله 

كالعادة، وفي كل خريف، تحتفل العاصمة البريطانية لندن بفعاليات تظاهرة مهرجانها السينمائي. جديد دورته الخامسة والخمسين، تنطلق اليوم ولغاية 27 من الشهر الجاري، تمثل بقرار تنحّي مديرته الفنية ساندرا هيبرون. بعد أن شغلت هذا الموقع، على مدى ثمانية أعوام، بكفاءة عالية.

كفاءة يشهد عليها استقطابها أهم الاشتغالات السينمائية التي حققت حضورها في مهرجانات مثيلة، وما أدخلته على هذه التظاهرة الإنكليزية الصرفة من تغييرات طالت التوسع في العروض ونسبة المشاهدة والنجاحات المالية التي ترتبت على ذلك. إلا أن ما حققته هيبرون لهذه التظاهرة لم يأت منسجماً مع قرارات خلف الكواليس. ذلك إن معهد الفيلم البريطاني، المظلة الرئيسية لهذه التظاهرة، وبعد إعادة هيكلة إدارية شاملة، ارتأى دمج موقع المدير الفني ليشمل نشاطات المهرجان
والمعهد في آن، ما دفع هيبرون إلى خيار العودة إلى موقعها الأكاديمي.

- قرار تنحي هيبرون مر هادئاً. لا تقولات. ولا نميمة. ولا تكهنات كبيرة بمآلات هذه التظاهرة العريقة في روزنامة المهرجانات السينمائية المهمة. لعلها الطريقة الإنكليزية الواثقة في معالجة الأمور من دون صخب إعلامي كبير. لكن السؤال الآني وهو، كم سيبقى المهرجان أميناً لثوابت صيغة بيانه الأول والصادرة في عام 1956؟ وهل ستؤثر الإرادات الإدارية والسياسية، معطوفاً عليها الأزمة المالية الضاربة لمفاصل الاقتصاد العالمي على خيارات "مهرجان المهرجانات" القادمة؟. على الأقل القراءة الأولية لفقرات هذه الدورة تقول، إن السينما ما زالت الوسيط الفني الأكثر أهمية في عالمنا المعاصر المبتلى بالحروب والكوارث والأزمات والانعاطافات السياسية والتطلعات الشخصية والآمال المعقودة على المستقبل. أو أنها، أي السينما، فسحة لاستجماع أنفسنا وسط هذا الكم الهائل من الصور والمعلومات التي تتقاذفها شاشاتنا الصغيرة، المحلي منها أو العالمي.

الافتتاح والختام

وعليه، فقد جاءت فقرات وخيارات هذه الدورة، بشكلها العام، أمينة لحلم بُناة هذه الاحتفالية الأوائل. إذ سيكون للنصوص المسرحية المؤفلمة حصة معتبرة ضمن جديد هذه التظاهرة، حيث سيفتتح المهرجان بجديد البرازيلي فيرناندو ميريليس (360)، بطولة أنطوني هوبكنز و جود لو و راشيل وويز. وفيه يعود صاحب "مدينة الرب" و "الحدائقي المثابر" و "العمى"، إلى الأدب الأوربي، وعبر اقتباس مسرحية النمساوي آرثر شنايتزلر "الدورة" وتحويلها سينمائياً. يتابع الشريط أكثر من قصة عنوانها امتحان قدرة العلاقات العاطفية على تجاوز الحدود الطبقية والأخلاقية لشخصياته. بينما سيكون شريط الختام من نصيب عمل البريطاني تيرنيس ديفيز "البحر العميق"، والمقتبس أيضاً من مسرحية تحمل الاسم نفسه لمواطنه تيرنيس راتيجان. ومن خلال استحضار أجواء لندن الخارجة لتوها من الحرب، حيث الحرمان والتقنين الضارب لحياة ناسها إبان خمسينيات القرن الماضي. ومثلما امتحن شريط ميريليس قدرات شخصياته العاطفية، فإن ديفيز هو الآخر يضع بطلته إزاء قرار قلبها، لتجد نفسها في حيرة من أمرها. فهي غير قادرة على ترميم عواطفها المستهلكة تجاه من غامرت في حبه أو العودة إلى حب وأحضان زوجها الحاكم.

عروض ليستر سكوير

ويأتي على رأس عروض " ليستر سكوير" وسط لندن، شريط "فاوست"، الفائز بأسد البندقية الذهبي، للروسي ألكسندر سوكوروف، والمقتبس من نص يحمل الاسم نفسه للألماني يوهان غوته. ولعل اختيار سوروكوف مثل هذا النص الصعب يدخل ضمن البحث عن الآلة الشيطانية الصانعة لرجال السلطة. فهو مثلما ساجل في اشتغالاته السابقة الآليات والبيئة التي وفرت لصعود هتلر ولينين والأمبراطور الياباني هيروهيتو. فإن عمله الجديد يبحث في مفهوم الشك القاتل، الروح الملتاعة التي تبحث عن خلاصها، وعن الغدر والخيانة والدم. فيما نتابع في شريط  "الصبي صاحب الدراجة" للأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك داردين الفائز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان الأخير، قصة صبي فقد دراجته ووالده في آن، ما دفع بمصففة شعر إلى احتضانه. يختبر الإخوة داردين هذه العلاقة، وعبر وضعها تحت مجهر امتحان يومي مدروس، وعلى مهل. وكانت نتيجته نص شاعري، حُسب لكل لقطة فيه، وكل نقلة سينمائية، وكل كلمة نطق بها، وكأننا إزاء مقطوعة موسيقية ساحرة طولها 87 دقيقة. في حين يأخذنا شريط المعلم التركي نوري بيلج جيلان "مرة في الأناضول"، تقاسم سعفة كان الذهبية مع شريط "شجرة الحياة" للأميركي تيرنيس ماليك، إلى سهول الأناضول. وفيه نتابع، وعلى مدى يوم ونصف اليوم، بحث مجموعة من رجال الشرطة والقضاة وطبيب ومتهم عن جثة يعتقد أنها دفنت هناك. لكن حجة صاحب "مسافة" و"مناخات" و "القرود الثلاثة" بدت أبعد من حادثة قتل. إنها تأمل حزمة معان مثل، العيش في القرى، والعلاقة مع المكان، والموازنة بين الأخلاق والقيم والمنطق العملي.

بالمقابل يأتي شريط "الخامس عشر من آذار" للمخرج والنجم السينمائي الأميركي جورج كلوني، عرض في مهرجان البندقية الأخير، ليكمل فيه ما قاربه في عمله "عمتم مساءً وحظاً سعيداً"، والذي تابعنا من خلاله علاقة السياسة بالميديا إبان فترة المكارثية سيئة الصيت. جديده يتوقف عند الحملات الانتخابية الأميركية ما يرافقها من فضائح وألاعيب قذرة غايتها كسر عظم الخصم. فضلاً عن شريط "منهج خطر" للكندي ديفيد كروننبيرغ، و "عار" للبريطاني ستيف ماكوين الذي أثار الكثير من اللغط الإعلامي في مهرجان البندقية الأخير. وكذلك شريط "دبليو. أيي" للمغنية والمخرجة مادونا عن قصة غرام الملك أدوارد الثامن ووقوعه في حب المطلقة الأميركية سمبسون، ما دفعه إلى التخلي عن عرش المملكة المتحدة والعيش منفياً. وسيكون شريط اللبنانية نادين لبكي "وهلّاَ لوين" ضمن قائمة عروض طويلة ستحتضنها تلك الساحة.

المدى العراقية في

13/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)