حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أي الثورات أبقى؟ (1-2)

مهرجان كابالبيو يحتفي بالفيلم القصير والربيع العربي

محمّد رُضــا

الشغل الشاغل لمهرجانات عديدة حول العالم هذه الأيام هو تقديم السينما العربية لجماهيرها.
من فرنسا إلى السويد ومن فنيسيا إلى تورنتو، تم تقديم أفلام عربية جديدة تتمحور حول الانتفاضات الشعبية التي وقعت في تونس ومصر وسوريا ولا تزال.

مهرجان كابالبيو، القاطن جبال منطقة توسكاني البديعة في الوسط الإيطالي، لم يكن ليختلف. لقد قدّمت مهرجانات عدّة هذا العام أفلاماً عربية عدّة حظيت باهتمام المشاهدين كونها تتبع الأحداث الحاضرة، لكن هذا المهرجان في دورته الثامنة عشر، والمتخصص بالأفلام القصيرة، والذي يرأسه توماسو موتولا بجدارة، يختلف في أنه عرض لمجموعة بارزة من هذه الأفلام، ليس فقط بالمعنى النوعي بل بالمعنى الكمّي.

طبعاً لا يجب الاعتقاد بأن الاهتمام نابع من تقدير لسينما فقدت بوصلتها منذ بضعة عقود ولم تعد تثير إلا القليل من الاهتمام عبر القليل من المخرجين، بل هو نابع من المتابعة الحثيثة لمعرفة ما الذي يحدث وسيحدث في هذه المنطقة القريبة من أوروبا أكثر من سواها. وهذا الاهتمام يفضّل الموضوع، او المحتوى، على الشكل. او بكلمات أخرى، هو معذور إذا ما فضّل المضمون على الفن كون السينمائيين العرب القادرين على تحقيق أعمال تعالج الأحداث بصيغ فنية، أكثر منها ديماغوجية، مثل داوود عبد السيد وخيري بشارة ومحمود بن محمود ومحمد خان ومجدي أحمد علي، أسامة محمد، نبيل المالح وسواهم، موضوعون على الرف، إما باختيارهم او- غالباً- باختيار المنتجين العرب.

وحتى مع الصحوة المفاجئة لبعض المنتجين الذين كانوا حتى مطلع هذه السنة يؤمنون بالسينما الجماهيرية وحدها، ويمارسونها في كل شكل ممكن ومع كل صباح ومساء، الذين انقلبوا الآن باحثين عن موضوع يلامس الثورات او يعكسها، يفضّلون الطريقة التي كانوا يعملون بها سابقاً وهي نظام من المتعاملين الذي يؤمن لهم: مخرجون جدد لا يكلفون كثيراً ويمكن إدارتهم، ممثلون في وسط الطريق بين الصعود والهبوط، ومواضيع لـتدجين الثورات الشعبية في حقن من الكوميديا والدراما.

لذلك، وحتى اليوم لم يتم الاتصال بمعظم هؤلاء المخرجين الذين وردت أسماءهم أعلاه للبحث في كيفية إنجاز أعمال تحمل معالجاتهم الناضجة ضمن طروحات  الحاضر.

لكن لا يمكن لوم المهرجانات إذا ما التفتت إلى المطروح حالياً وأخذت به. سوف لن تبتعد عن المتوفّر لكي تنتظر أن يعود خان او بشارة او بن محمود او المالح من منافيهم الاختيارية. وبالنسبة لمهرجان كابالبيو فإنه علاوة على انه تظاهرة خاصّة تم فيها عرض خمسة عشر إنتاجاً دجيتالياً من آخر ما تم تنفيذه تعليقاً على الثورات العربية، أقدم المهرجان على تخصيص مؤتمر للحديث عن السينما العربية في زمن التويتر والإنترنت وعنها كمستقبل واعد.

أسندت إليّ عضوية لجنة التحكيم الرئيسية كما كنت أحد المتحدثين في ذلك المؤتمر ولاحظت، فيما لاحظته، أن الإيطاليين يعتبرون أن ما حدث في مصر وتونس وما يحدث الآن في سوريا أعمالاً بطولية جريئة. واثنان من الحاضرين فتحا باب النقاش حول "هل نحن الإيطاليون جبناء لدرجة أننا لا ننزل إلى الشارع لإسقاط حكومة فاسدة؟"، أحدهما عدد مناخات الفساد في الدولة وختم: "لذلك أقول أن إيطاليا تعيش في فساد مماثل، على الأقل، لفساد الحكومات في الدول التي ثارت حديثاً، لكن الإيطاليين يتحمّلون ذلك من دون سبب واضح".

من ناحيتي، تحدّثت عن أمرين لافتين وهما أن الثورات الشعبية التي تقع حالياً عليها أن تأخذ زمام المبادرة قبل أن تخطفها المصالح الفردية او الحزبية وهي متعددة، وأن هذه الثورات عليها منذ البداية أن تعي أن التغيير الثقافي ليس من كماليات الثورة، كما تعتبر الحكومات الانتقالية في تونس ومصر، بل من الأساسيات. فالثورات لا يمكن تجزئتها بل هي صياغة كاملة للمستقبل.

إلى ذلك، هناك حقيقة أن الثورات الحالية إذ اعتمدت على التقنيات لكي تنتفض وتنمو وتنطلق، مستفيدة من الإنترنت والتويتر ومجاليهما الشاسع، الا أنها كانت حاضرة وجاهزة منذ أمد بعيد بسبب سياسات القمع واعتبار المواطنين جزءاً من ممتلكات الحاكم كقصره وحاشيته وماشيته.

لكن الحقيقة الأهم هو أن هذه الثورات ليست جاهزة للتغيير الثقافي لأنها لم تولد في حاضر ثقافي متميّز

بالمقارنة مع الستّينات، كانت الثورات الثقافية تتصدّر أوجه التعبير ولا تلحق به. كان العالم يعيش حالة غليان ضد الاحتلال الأميركي في فيتنام، وكانت المظاهرات المدينة لهذه الحرب ترتع في شوارع سان فرانسيسكو ونيويورك ولوس أنجيليس وسواها. كذلك فإن المظاهرات المنددة بالعنصرية كانت مشتعلة في هذه المدن والكثير من سواها تبعاً لحاجة الأفرو- أميركيين التحرر من قيود عبثية كانت لا تزال بعض الولايات والكثير من المجتمعات يعمل بها.

هذا سرعان ما التقى مع بروز تيارات فنية في الولايات المتحدة كحركة سينما الأندرغراوند من ناحية، والسينما المستقلّة، جنباً إلى جنب مع الأعمال الأدبية والشعرية إلي جانب الفنين الموسيقي والغنائي بكافة أنواعهما. في السينما، كانت الموجة التعبيرية التي عرفت بـ "سينما الأندرغراوند" من بين أهم تلك النتائج وهي التي سرعان ما قادها أندي وورهول، كما هو معروف.

في الوقت نفسه كانت هناك حركة سينمائية رائعة في البرازيل والأرجنتين وسينما ذات أسلوب أخّاذ في كوبا. في أفريقيا، انطلقت مجموعات من المخرجين الذين حاولوا وضع سينماهم والسينما الأفريقية بأسرها على الخارطة.

وكانت هناك سينما فرنسية وإيطالية وبريطانية وسويسرية وألمانية واسكندنافية جديدة بشكل او بآخر هي التي ساهمت بتقديم مخرجين طوّروا فن العمل السينمائي والتعبير من خلال الفيلم إلى ما أصبحنا نعرفه اليوم. أتحدث عن برغمن وتروفو وفيلليني وروزي وسكولا وغودار وريفيت وانطونيوني  من بين عديدين.

لم تكن صدفة أن حققت السينما الفرنسية موجتها الجديدة بمساهمة جان-لوك غودار وإريك رومير وفرنسوا تروفو وجاك ريفيت وسواهم، في الوقت الذي اندلعت فيه نار السينما البريطانية الجديدة التي كان قوامها وكارل رايز ولندساي أندرسون ورتشارد لستر وبيتر ياتس وييرزي سكولوموفسكي وغيرهم، ولا صدفة أن اشتغل عدد من المخرجين الروس على أعمالهم فأنجزوا ما هو مختلف عن السائد المفروض وفي مقدّمتهم المخرجة لاريسا شوبتكو.

كل هذا التغيير  تم بمنأى عن الكومبيوتر والتويتر وبمنأى عن التغطية التلفزيونية التي ساهمت هذه الأيام بنقل الوقائع وإثارة المواقف. فأي من الثورتين أهم وأبقى؟

الحلقة الثانية: أفلام من كابالبيو

الجزيرة الوثائقية في

13/10/2011

 

مبدعي الغرفة المتوسطية يلتقون على شاطئ السينما

تقرير: رامي عبد الرازق 

للعام التاسع على التولي شهدت مدينة طنجة المغربية مهرجانها الخاص بالأفلام الروائية القصيرة القادمة عبر الهوية المتوسطية.هنا عند اخر نقطة يختلط فيها البحر الأبيض بالمحيط الاطلسي يلتقي كل عام مخرجين من كل دول حوض البحر المتوسط ليعرض كل منهم هموم مجتمعه وقضاياه وهواجسه ويعودون محملين بمشاهدات وخبرات تقرب من المسافات بين جدران الغرفة المتوسطية البيضاء.

هذا العام اشتركت 20 دولة بخمسة وخسمين فيلما قصيرا في المسابقة الرسمية التي انضمت إليها بداية من هذه الدورة جائزة جديدة إلى جوائزها الثلاث حيث اضيفت جائزة أحسن اخراج إلى جائزة المهرجان الكبرى وجائزة لجنة التحكيم وجائزة السيناريو.

اشتركت المغرب كعادتها بالحد الأقصى للأفلام الذي تقره اللائحة وهو خمسة افلام من كل دولة تلتها فرنسا بنفس العدد اما مصر فاشتركت بأربعة افلام هي خمسة جنية لمحمد اديب انتاج خاص وبطولة أحمد الفيشاوي وصفة العمري وحواس لمحمد رمضان  أنتاج المعهد العالي للسينما والسندرة إنتاج وإخراج محمد شوقي ومولانا لعز الدين سعيد إنتاج شبكة تليفزيون النيل.

لجنة التحكيم

وكما هي عادة المهرجان تم تطبيق نفس المعايير السنوية في اختيار لجنة التحكيم حيث تحرص ادارة المركز السينمائي المغربي الذي يرأسه الناقد السينمائي  نور الدين الصايل على مراعاة عدد من العناصر من السهل رصدها بالنسبة

لمتابع المهرجان خلال الدورات السابقة فيما يخص لجنة التحكيم, حيث يراعى البعد الوطني المتمثل في اختيار عدد من السينمائين المغاربة ويمثلهم هذا العام الناقد السينمائي محمد باكريم كرئيس للجنة والممثلة المغربية سعدية لاديب والمخرج جمال بلمجدوب,ثم ياتي البعد الفرانكوفوني متمثل في المنتج الفرنسي ايمانويل بريفو ثم العمق المتوسطي متمثل في الناقدة اللبنانية فيكي حبيب يليه البعد السياسي المغاربي تمثله المخرجة والمنتجة الجزائرية يامنة الشويخ واخيرا العمق الأفريقي ويمثله المخرج الكوت ديفوراي كيتيا توري.

درس السينما

وقد افتتح المهرجان من خلال حفل قصير القى كلمته عمدة مدينة طنجة وتم عرض فيلم "ذاكرة 14"وهو وثيقة سينمائية من ارشيف المركز المغربي للمخرج الراحل احمد بوعناني تم انتاجه عام 53 ويجمع ما بين عنصري التسجيلي والروائي حيث يقدم صورة مكثفة لتاريخ المغرب منذ بداية القرن العشرين حتى قبيل الاستقلال, ويبدو أن ادارة المهرجان تحرص على تقديم مثل هذه الوثائق السينمائية كأحتفاء منها بالمدينة حيث قدمت العام الماضي فيلم" طنجة مدينة مفتوحة" الذي كان ايضا عملا يجمع ما بين الوثائقية والروائية القصيرة.

وقدم درس السينما هذا العام المخرج المغربي حكيم بلعباس وكان المهرجان قد استضاف الممثل المصري عزت العلايلي العام الماضي,ويعتبر درس السينما احد النشاطات المميزة والهامة لمهرجان طنجة وهو التقليد المتبع في الكثير من المهرجانات الأوربية ونفتقده كثيرا في مهرجاناتنا العربية خاصة في مصر.

بانوراما

وتحرص ادارة المهرجان على تقديم بانورما للفيلم المغربي القصير وهو نشاط شديد الأهمية لانه يضمن المشاهدة الدولية للأفلام القصيرة المحلية وشارك هذا العام ما يقرب من اربعين فيلما مغربيا قصيرا ,حيث يشترط المركز السينمائي المغربي  على اي شركة إنتاج خاصة تريد الحصول على تراخيص بالعمل داخل صناعة السينما المغربية بتقديم ثلاثة أفلام قصيرة قبل أن تمنح التصريح وبالتالي حدثت طفرة كبيرة في إنتاج الأفلام القصيرة خلال السنوات الماضية فبعد أن كان الأنتاج منحسرا في7 افلام في السنة قفز إلى ستين واصبح لدى الكثير من المخرجين والمخرجات الشباب فرصة جيدة لانجاز افلامهم القصيرة الأولى والتمرس داخل العمل السينمائي قبل الانتقال إلى صناعة أفلام طويلة.

اعتذار

لوحظ هذا العام كثرة عدد المخرجين المعتذرين عن الحضور وهي خسارة ثقافية وسينمائية كبيرة بالنسبة لهم خصوصا مع طزاجة التجارب المقدمة والتي تنافس بشدة على الجوائز وتقدير النقاد والحضور.

وقد تسبب اعتذار المخرج المصري محمد اديب في حالة استياء كبيرة من قبل ادارة المهرجان نتيجة اعتذاره في أخر لحظة وهو الموقف الذي أعلنته ادارة المهرجان في تقديمها لفيلمه الذي عرض ضمن مجموعة افلام اليوم الاول وتسبب في حرج للمشاركة المصرية خصوصا أن ادارة المهرجان تحرص منذ الدورة الأولى على وجود ندوات تفاعلية تتم في اليوم التالي لعرض الافلام ويتلقي فيها المخرجين اسئلة وتعليقات النقاد والصحفيين الدوليين الحاضرين.

وكما هي العادة في اغلب مهرجانات الفيلم القصير فإن الشريحة الأكبر لصناع الأفلام تأتي من شباب الدول المتوسطية وهو ما يعكس اهمية كبرى للأفلام المشاركة لأنها تمنحنا القدرة على استقراء بعض من ملامح المستقبل في دول البحر الأبيض عبر وجدان صناع السينما المستقبليين.

الجوائز

أما الجوائز فعلى عكس ما تصور البعض من حصول اسبانيا هذا العام على النصيب الأكبر نتيجة المستوى الرائع للأفلام الاسبانية المشاركة أخلفت لجنة التحكيم ظنون الجميع ومنحت الجائزة الكبرى للفيلم التركي "دراجة" من إخراج إ.سرحات كرسلان والذي يدور حول طفل مشرد يقرر التخلي عن حلمه في امتلاك دراجة لشراء حذاء لابيه .

أما جائزة لجنة التحكيم فقد ذهبت للفيلم المغربي "الطريق إلى الجنة" من إخراج هودا بنيامينة وهي مخرجة مغربية شابة يبدو من أسمها انها يهودية الأصل وتدور احداث فيلمها من خلال عينا طفلة مهاجرة تعيش مع اسرتها المكونة من اخيها الصغير وامها التي تعمل راقصة في كباريهات فرنسا وخالها المخنث الذي يرتدي ازياء النساء بينما الأسرة كلها في انتظار الأب الغائب في لندن كي يرسل إليهم نقود لتهريبهم إلى انجلترا بعد ان ضاق بهم الحال في باريس.

اما جائزة احسن سيناريو فذهبت للمخرجة الأسبانية ايرين زووي الاميدا حول طفلة صغيرة تحاول أن تشعر بالثقة في نفسها عندما تكتشف انها مختلفة عن الاخريات لأنها تشعر بمشاعر امراة تجاه زميلتها في الفصل المدرسي.

وذهبت جائزة الاخراج للمخرج البوسني جورج كريكوراكيس عن فيلمه"نقيض"ويدور ايضا حول طفلين في المدرسة يقيم والد احدهم علاقة مع ام الأخرما يدفع الأطفال في تناقض حاد يؤدي إلى مقتل الأب في النهاية.

الجزيرة الوثائقية في

13/10/2011

 

الأسكندرية السينمائي : اخفاق وختام يثير الفوضى

غياب وزير الثقافة ورئيسا لجنة التحكيم وجمعية الكتاب والنقادا والنجوم عن  الختام

الأسكندرية: سميرة المزاحى 

إختتم مهرجان الأسكندرية دورته السابعة والعشرون على مسرح دار الأوبرا بالأسكندرية، والتى أقيمت تحت شعار" السينما والثورة"، والتى حظيت بلقب أسوأ دورة فى تاريخ المهرجان،على الرغم من أنه أول مهرجان يقام فى مصر بعد ثورة 25 يناير ،على إعتبار أن الفنون هى دائما القوى الناعمة للمجتمعات ، وأن الفن السينمائى يعطى للحياة إبداعا وذاكرة تخلد للأمم .

إلا أن الذاكرة لم تخلد لهذه الدورة إلا إدانة للأداء غير المهنى والمتمثل فى إدارة المهرجان،والذى أسهم فى إثارة الفوضى والمشاحنات التى شهدها حفل الختام  الذى بدأ بكلمة الناقد الفنى نادر عدلى رئيس المهرجان وقد تضمنت الإعلان عن بيانين صدرا عن السينمائيين والكتاب والنقاد ضيوف المهرجان، الأول شدد فيه على أن الثورة لم تصل للسينما بعد من خلال مطالبته بتشكيل لجنة محايدة من المثقفين والسينمائيين لتكون البديل لجهاز الرقابة الفنية فى مصر وقال:"مئة عام مرت على إنشاء جهاز الرقابة الفنية فى مصر والذى أنشىء فى عهد الإحتلال البريطانى ،ولايوجد سينمائى واحد لم يعانى من تعنت الرقابة،واليوم أؤكد على أنه من الإهانة لهذا الشعب أن تستمر الرقابة على ماهى عليه،وأطالب السينمائيين والمثقفين بضرورة تشكيل لجنة لتقف حائلا للقيود والرقابة".

البيان الثانى كان بعنوان (الحرية لفادى مصطفى السعيد) والذى أعلن فيه إستنكار السينمائيين والنقاد والفنانين القبض على فادى أثناء تصويره لتداعيات أحداث الثورة، ومثوله أمام القضاء العسكرى ومطالبتهم بالتدخل الفورى لإطلاق سراحه دفاعا عن الحق،

ومنذ تلك اللحظة تحول الحفل إلى ساحة استخدمت فيها الشعارات السياسية، بعضها هاجمت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورددت هتافات تنادى بإسقاط حكم العسكر ، والتى رفضها رئيس المهرجان نادر عدلى بعد أن تدارك الموقف. مؤكدا على ان الحفل ليس مكانا لإطلاق الشعارات وأن ماتمر به مصر ماهى إلا مرحلة إنتقالية.

وفيما كان الجميع ينتظر فى شغف لمعرفة الفائزين بجوائز مسابقات المهرجان،خاصة بعد إلغاء المؤتمر الصحفى المعتاد إنعقاده كل عام والذى كان مقررا إنعقاده صباح يوم حفل الختام للإعلان عن الجوائز،تعرض مخرج الفيلم التسجيلى (جلد حى) أحمد فوزى صالح لهجوم شرس ومطالبته بالنزول من على خشبة المسرح قبل إستلامه للجائزة والتى تمثلت فى شهادة تقدير،حيث أطلق إتهامات صريحة وغير منطقية لقوات الجيش بأنها تقتل المتظاهرين الأقباط أمام مبنى ماسبيرو بالقاهرة وقال: "أن هناك العشرات من إخواننا المسيحيين تم قتلهم الآن على أيدي إخواننا في الجيش" ،وهو ماأدى إلى إستثارة مشاعر الحضور على خلفية الأحداث التى كانت تحدث فى الميدان أثناء حفل الإفتتاح ،وتعالت الأصوات في قاعة الحفل تطالبه بالتوقف عن الكلام والنزول من على المسرح، وحمل البعض نادر عدلي مسئولية ما حدث لأنه سمح للمخرج بالحديث من الأساس.

كما حمل البعض رئيس المهرجان مسئولية إحداث التوتر في الحفل بعد السماح للمخرج خالد يوسف بارتداء وتوزيع "تيشيرتات" تحمل صورة طالب معهد السينما فادي السعيد المعتقل فى أحداث السفارة الإسرائيلية، وكتب عليها جملتين هما "الحرية لفادى السعيد"، و"لا للمحاكمات العسكرية". وكان من بين السينمائيين الذين ارتدوا«التيشيرت» المخرجون خالد يوسف، ومجدى احمد على، وعمر عبد العزيز، وعمرو عابدين، والفنانون خالد صالح، وحسن الرداد، كما شاركهم كل من الفنانين خالد الصاوى وجيهان فاضل عضوى لجنة التحكيم بالمهرجان، والدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز القومى للسينما، والمطرب ايمان البحر درويش نقيب الموسيقيين.

وبلغة أقل ماتوصف به أنها تحريض على الاضراب وجه المخرج خالد يوسف.. (والذى حصل فيلمه "كف القمر" على الجائزة الأولى وقيمتها مائة ألف جنيه مهداه من وزارة الإعلام ،كما حصل يوسف على درع المهرجان تحية من المهرجان على موافقته على عرض فيلمه فى حفل الإفتتاح بعد أن عجزت إدارة المهرجان عن العثور على فيلم مصرى يشارك به).. رسالة لكل من وزيرى الثقافة والاعلام ليبادرا بالوقوف إلى جانب فادى السعيد المصور والطالب بمعهد السينما وقال: " إننى أقدر الحالة التى تمر بها البلاد، ولكن هذا لن يمنعنى من المطالبة بالافراج عن طالب معهد السينما فادى السعيد ورفاقه ممن ألقى القبض عليهم ،ويحاكمون محاكمات عسكرية،وأقول لوزير الاعلام لو المصورين اضربوا عن العمل لن تكون هناك شاشة وسيتم تسويدها، وأقول لوزير الثقافة عماد ابو غازى ماذا ستفعل اذا اضربت جميع المعاهد والاكاديميات السينمائية والمسرحية تضامنا مع فادى".

وإستكمالا للحدث ووسط فوضى غرقت فيها القاعة، قام المخرج خالد يوسف بدعوة جميع السينمائيين اللذين إرتدوا التيشرتات لالتقاط صورة تذكارية، وقال ان الهدف منها «رسالة إلى المسئولين بأن شوكة السينمائيين أقوى مما يتصورون وأنهم لن يهدأوا الا بعد الافراج عن فادى السعيد ومحاكمته مدنيا امام قاضيه الطبيعى."

يذكر أن حفل الختام غاب عنه النجوم ،ولأول مرة منذ سنوات طويلة يختفى ممدوح الليثى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان قبل حفل الختام بساعات مما أثار علامات إستفهام كثيرة، وتناقلت بين الكواليس حوارات تؤكد رغبته فى تغيير بعض النتائج التى توصلت إليها لجان التحكيم إلا أن الفنان خالد الصاوى عضو لجنة التحكيم بالمسابقة الرسمية حال دون ذلك ورفض إطلاعه على النتيجة وهو ماأدى إلى غضبه والإنسحاب قبل موعد حفل الختام بساعات قليلة،وإنسحبت كذلك رئيسة لجنة التحكيم الدولية المخرجة الإسبانية هيلينا تابرنا ولم تحضر حفل الختام ومن داخل كواليس المهرجان أكد البعض أن السبب الحقيقي وراء غيابها هو غضبها من مشاركة بعض الأفلام غير الـ 35 مم وهي من الشروط الأساسية لمشاركة أي فيلم بالمسابقة الرسمية،وبعد إنسحاب المحافظ لمتابعة الظروف الطارئة التى ألمت بالبلاد، وعدم حضور وزير الثقافة ،أصبح حفل ختام المهرجان الذى خلا أيضا من صفة الدولية،خالى من وجود مسئول رسمى عن الحكومة .

أما عن جوائز مسابقة المهرجان لدول حوض البحر المتوسط، فقد فاز فيلم "سيرك كولومبيا" وهو من إخراج دانيس تانوفيتش من البوسنة  بجائزة أفضل فيلم،لتناوله بداية حرب البوسنة بإسلوب إنسانى ، وجائزة أفضل ممثلة لبطلته جيلينا استوبليجان، وفاز بجائزة أحسن ممثل مناصفة بين ليكر أكسوم وفاتيح آل بطلا الفيلم التركى "يأسنا الكبير"، ، بينما فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم الإيطالي "حياتنا"،وهو من إخراج دانيل لوشينى، والذي فاز أيضا بجائزة أفضل سيناريو للرؤية الذكية التى تناولت أهم مشاكلنا المعاصرة  ، وفاز المغربى محمد مفتكر بجائزة أفضل سيناريو عمل أول أو ثان عن فيلمه "بيجاسوس"والذى قدم فيه الأصالة والشجاعة والؤية السينمائية العميقة. وذهبت جائزة أحسن إخراج للمخرج التركى سليم دميردلن عن فيلمه "يأسنا الكبير"لإسلوبه السلس وقد تسلمها عنه القنصل التركى بالأسكندرية ،أما عن جائزة أحسن عمل فنى فقد فاز بها المخرج جانيس بورجر من سلوفينيا عن فيلمه "سوناتا صامتة"وعلل أعضاء لجنة التحكيم حصوله على تلك الجائزة بقولهم أن الواقع الذى قدمه لنا أهم كثيرا من الكلمات.

وتسلم خالد يوسف الجائزة الأولى لوزارة الإعلام عن فيلمه كف القمر، وفاز بالجائزة الثانية فيلم "حاوى" للمخرج إبراهيم البطوط".

وعن جوائز مسابقة الأفلام القصيرة،فقد فاز فيلم" السندرة"إخراج محمد شوقى بشهادة تقدير بمسابقة الفيلم الروائى القصير، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم "حواس" من إخراج محمد رمضان، بينما فاز فيلم "صلصال" بجائزة أفضل فيلم وهو من إخراج أحمد النجار، وفازت نيفين شلبى بشهادة تقدير بمسابقة أفلام 25 يناير عن فيلمها "أنا والأجندة"، وفاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم "ثورة شباب"من إخراج عماد ماهر، كما فاز فيلم"برد يناير" للمخرج رومانى سعد بجائزة أفضل فيلم.

وفى مسابقة الفيلم التسجيلى فاز فيلم "جلد حى "إخراج أحمد فوزى بشهادة تقدير،كما فاز بجائزة أفضل عمل فيلم "داخل وخارج الغرفة" إخراج دينا حمزة، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "حرق أوبرا القاهرة"إخراج كمال عبد العزيز، أما جائزة أفضل فيلم تحريك فكانت من نصيب "برة وجوة"للمخرج محمود المصرى، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لـفيلم "الساقية"من إخراج مهند حسن رزق.

أما درع المهرجان فقد قدم لتونس تكريما لنجاح ثورتها وتسلمها المخرج عبد اللطيف بن عمار والفنانة التونسية ليلى أوز واللذين شاركوا بفيلمهما "النخيل الجريح"ضمن أفلام المهرجان،كما حصل أيضا المخرج السورى محمد عبد العزيز والذى شارك فى المهرجان بفيلمه "دمشق مع حبى" على درع المهرجان تقديرا للدور السورى فى مواجهة الفساد ،ومن مصر حصل المخرج خالد يوسف على درع المهرجان تقديرا لمشاركته الإيجابية بالمهرجان والذى شارك فيه بفيلم الإفتتاح"كف القمر" قبل عرضه فى دور العرض.

جدير بالذكر أن أيام المهرجان الخمس كانت قد شهدت سلسلة من الإخفاقات بدءا من إلغاء العديد من الندوات الرئيسية حيث تم إلغاء ندوة تكريم الكاتب الكبير نجيب محفوظ  بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده ، كما تم إلغاء ندوة تكريم السيناريست بشير الديك ،كما تم الإعتذار عن اللقاء المفتوح لوزير الإعلام مع الإعلاميين والسينمائيين ،وقد حدث أن تكرر تعديل عروض الكثير من الأفلام حتى أصيب الحاضرون بحالة من الارتباك،وألغيت كافة حفلات الإستقبال التى كانت تنظم على هامش المهرجان ترحيبا بضيوف المهرجان،ويظل السؤال الذى يطرح نفسه ...إذا عادت الساعة الى الوراء هل نجد ذات الإصرار من القائمين على المهرجان لإقامته؟.

الجزيرة الوثائقية في

13/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)