حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

روزاموند بايك:

لم أضحك مرة مع مستر بين

باريس - نبيل مسعد

لمعت البريطانية روزاموند بايك إلى جوار النجم بيرس بروزنان في فيلم «الموت في يوم آخر» المنتمي إلى أفلام جيمس بوند حيث أدت دور الشريرة التي تسعى إلى اغتيال العميل السري بوند وتموت في النهاية على يدي البطلة هالي بيري. كان ذلك في مطلع الألفية الحالية. وفي الفترة ذاتها عرفت بايك شهرة فوق خشبة مـــسرح روايال كورت اللندني في عمل عنوانه «هيتـــشكوك بلوند»، أي «شقراء هيتــــشكوك» تناول الصعوبات التي عرفتها الممثلة الراحلة الآن جانيت لي في أثناء تصوير فيلم «سايكو» الشهير في ستينات القرن العشرين، وتحت إدارة السينمائي الراحل بدوره ألفريد هيتشكوك الذي مارس طغيانه عليها في شكل مروّع تسبب في إصابتها بانهيار عصبي، لا سيما في ما تعلق بتصوير اللقطة الشهيرة التي يغتالها فيها السفاح المتنكر في زي امرأة وهي في الحمام. وإذا كان هذا المشهد قد فرض نفســـه في تاريخ السينما العالمية، الا أن بطلته دفعت ثمنه غالياً على حساب اتزانها النفسي، وهذا ما تنــاولته المــسرحية المذكورة بذكاء تحت إدارة المخرج تيري جونسون الذي منح دور جانيت لي لبايك مانحاً إياها فرصة استثنائية لإثبات قدراتها الدرامية، وقد فعلت.

انطلاقاً من هذا الحدث الفني لم تكف بايك عن العمل في المسرح والسينما على السواء موزعة وقتها بين لندن وهوليوود وحاصلة على أدوار شيقة في أعمال رفيعة وبإدارة مخرجين مرموقين.

وأحدث الأفلام التي تظهر فيها بايك: «نحن نطالب بالمساواة في الحقوق مع الرجال»، و«بارني» الذي تتقاسم بطولته مع النجم داستين هوفمان، والفيلم الفكاهي «جوني إنغليش من بطولة روان أتكينسون نجم حلقات «مستر بين» التلفزيونية الناجحة على المستوى العالمي. وفي هذا العمل الذي هو تكملة لفيلم «جوني إنغــليش» النازل إلى صالات السينما قبل ثماني سنوات، يؤدي أتكينسون شخصية العميل السري إنغليش المتخصص في التخلص من أعداء المملكة البريطانية على غرار جيمس بوند، إلا أنه يحقق إنجازاته بفضل أخــطائه الفاحشة وسوء تصرفه في أكثر الأحيان معتمداً على الحظ وحده من أجل تعديل المواقف لمصلحته في اللحظة الأخيرة.

أما بايك فتؤدي دور محللة نفسانية متخصصة في علاج العملاء السريين، وبينهم إنغليش، الأمر الذي لا يسهل مهمتها بالمرة، بل يزيدها تعقيداً في كل لحظة.

زارت بايك باريس كي تروج للفيلم فألتقتها «الحياة» وحاورتها.

·         كيف كان العمل مع روان أتكينسون بطل حلقات «مستر بين» في فيلم «جوني إنغليش؟

- حصلت على دور المحللة النفسانية في الفيلم ولم أعرف ماذا أتوقع في الحقيقة بخصوص التعامل مع أتكينسون. ذلك أن نجوم الكوميديا يختلفون عن غيرهم عادة وهناك بينهم من لا يتسمون بخفة الروح في الحقيقة أبداً. أنا اكتشفت في ما بعد أن أتكينسون من النوع الخلوق المهذب والذي يحترم محيطه المهني إلى أبعد حد، ولكنه في الوقت نفسه لا يقضي وقته خارج أوقات التصوير في سرد النكات مثلاً حال ما أعرفه عن نجم الفكاهة الفرنسي بيغار. إنه يبحث عن أفضل وسيلة لتمثيل المشهد المقبل وعن التفاصيل الصغيرة التي ستتسبب في إضحاك المتفرج، وذلك بجدية تامة. لم أضحك مرة واحدة في صحبته بينما لم أكف عن الضحك عند مشاهدتي حركاته فوق الشاشة في الفيلم.

·         لكن هل هو خفيف الظل؟

- لا أدري، فهو لم يتبادل الكلام معي إلا في شأن اللقطات التي نمثل فيها معاً. وفي هذا الإطار لم ألاحظ أي خفة ظل أو عدم خفة ظل.

·         هل يتصرف مثل النجوم الكبار؟

- يعامله المنتجون والمخرج مثل النجوم الكبار جداً، بمعنى أنهم يحيطونه برعاية فائقة ويلبون أبسط طلباته. فهو شيء وسائر أفراد الفريق الفني، وبينهم أنا، شيء آخر.

·         هل معنى ذلك أنك أصبت بخيبة أمل في ما يتعلق بتجربة العمل معه؟

- لا بما أنني لم أعرف ماذا أتوقع أصلاً.

·         ماذا عن العمل إلى جوار بيرس بروزنان في فيلم جيمس بوند «الموت في يوم آخر»؟

- لا علاقة بين الرجلين من حيث التصرف، إذ إن بروزنان يقضي وقته في ممارسة جاذبيته على النساء في محيطه المهني، ولكن بأسلوب خفيف الظل وبلا أدنى مبالغة. لقد وجدت فيه شفافية تنقص أتكينسون، وأقصد بكلامي هذا البساطة في تكوين العلاقة مع الآخر، لكنني أشك في أن أتكينسون من النوع الخجول جداً.

أحلى ذكرياتي

·         ما موقفك من المسرح في شكل عام بالمقارنة مع السينما؟

- أحب المسرح وأسعى إلى إجادة أدواري فيه في طبيعة الحال، لكنني أعثر على صعوبة في تحمل أداء الدور نفسه في كل ليلة خلال شهور طويلة بل سنوات مثلما يحدث غالباً في كثير من الأحيان. أنا في حاجة مستمرة إلى التجديد وإلا شعرت بالملل، وإذا فقدت متعتي فوق الخشبة فلا فائدة أبداً من محاولة الاستمرار، خصوصاً أن العمل ككل سيصاب بضرر جسيم جداً. وبالتالي ربما يجدر بي القول إنني أفضّل العمل في السينما، لكنني من ناحية ثانية كلما عثرت على فرصة جميلة في المسرح انتهزتها ولو على حساب أفلام تصور في الوقت نفسه. ولا شك في أن أحلى ذكرياتي في ميدان المسرح تخص مسرحية «هيتشكوك بلوند» التي سمحت لي بالانطلاق الفني، غير أن الدور كان في غاية الصعوبة وأنا أتقنته ومثلته فترة طويلة من دون أن ينخفض مستوى أدائي بالمرة في أي عرض من العروض، بل على عكس ذلك قيل وكتب انني كنت أتحسن سهرة بعد سهرة. كما ان هناك مسرحية «مدام دوساد» التي شاركت حديثاً في بطولتها إلى جوار الممثلة الكبيرة جودي دنش، والتي أعتبرها بدورها من أقوى الأعمال التي تسنى لي الظهور فيها فوق خشبة المسرح.

·         أين كمنت صعوبة دورك في مسرحية «هيتشكوك بلوند»؟

- الصعوبة كانت في أداء دور ممثلة تعاني من سوء معاملة المخرج لها ومن إهانته المستمرة لشخصيتها الفنية، إلى درجة أن حالتها النفسية راحت تتدهور بعض الشيء في كل يوم جديد من أيام العمل في الفيلم. وكان علي إبراز ملامح هذا التدهور العقلي والعصبي بجرعات خفيفة جداً ومتصاعدة في آن، وهو أمر صعب تطلب مني العمل الشاق واليومي بالتعاون مع مخرج المسرحية من ناحية، ولكن أيضاً وحدي في بيتي وفي المسرح طبعاً. وغير ذلك كان عليّ الظهور في الحمام مجردة من ثيابي مثل بطلة الفيلم في أثناء التصوير، إلا أن الوقوف في أبسط حلة أمام الكاميرا لا علاقة له بفعل الشيء نفسه فوق المسرح في كل ليلة أمام الجمهور الموجود فعلاً في القاعة. لقد عانيت إلى أبعد حد من هذه التجربة وفي الوقت نفسه تعلمت منها الكثير في شأن كيفية التحكم في الذات، الشيء الذي أفادني في ما بعد في عشرات المواقف المهنية المختلفة.

·         أنت تخصصت حديثاً في الأفلام الرومانسية وأبرزها «تربية» ثم «بارني»، فهل تعتقدين أن هذا اللون يناسبك أكثر من غيره مثلاً؟

- لا أبداً، وأنا بصفتي ممثلة، أهوى التنويع وأتلذذ بكل الألوان السينمائية التي تسمح لي مهنتي بالظهور فيها. وكل ما في الأمر هو أنني في الفترة الأخيرة تلقيت سيناريوات تدور حبكتها في جو رومانسي عاطفي أكثر من أي شيء آخر. لكنني سأعود بلا شك إلى العمل في أفلام من نوع آخر، بل ربما أنني عدت بالفعل إلى أنواع أخرى بما أن «جوني إنغليش» ينتمي إلى اللون الكوميدي الساخر وإن لم يكن خالياً من بعض الرومانسية طبعاً. وأنا أحببت تقمص هذه المرأة الشابة في «بارني» التي تقع في غرام رجل يكبرها سناً ولا يناسبها بالمرة، إلا أنها لا تبالي بشيء سوى بمشاعرها تجاهه ورغبتها في معايشة علاقة عاطفية معه مهما كان الثمن الواجب دفعه في ما بعد.

نصيحة رياضية

·     أنت لا تكفّين عن الحركة والمغامرة طوال اللقطات التي تظهرين فيها في فيلم جيمس بوند «الموت في يوم آخر»، ثم أيضاً في «نسخ» إلى جوار بروس ويليس، فهل أنت امرأة رياضية أصلاً؟

- أنا رياضية منذ طفولتي وكنت دائماً الأولى في حصص التدريبات الجسمانية في المدرسة. ولا أزال أتدرب على اللياقة البدنية وأمشي وأمارس المبارزة بالسيف والتزلج وكرة السلة وأسبح. وفي ما يخص أفلامي في شكل عام، لم ألجأ حتى الآن إلى بديلة وكل ما فعلته هو التدريب القاسي على القفز والمبارزة والملاكمة لمدة شهر واحد في كل مرة قبل بدء العمل الرسمي أمام الكاميرا. وأنا أنصح بألا يفوتكم آخر أفلامي «صدام العمالقة 2» الذي ينزل عام 2012 إلى صالات السينما والذي منح لي فرصة المشاركة في مشاهد مبنية على الحركة والقتال.

·     أنت مثلت في فيلم «نحن نطالب بالمساواة في الحقوق مع الرجال» الذي يتعرض للإضرابات التي قامت بها النساء العاملات في مصنع فورد للسيارات في بريطانيا في سبعينات القرن العشرين بهدف الحصول على أجر معادل لذلك الخاص بالرجال، فما هو موقفك من حركات الدفاع عن حقوق المرأة بعامة؟

- أعترف بأن المشاركة في هذا الفيلم أتاحت لي فرصة الانغماس في جو حركات الدفـــاع عن حــقوق المرأة وبالتالي حسن إدراك تصرفات النساء بطريقة عميقة في ما يتعلق باشتراط المساواة مع الرجال في كل ميادين الحياة الاجتماعية وذلك حتى في عصرنا الحالي. واذا كانت الأمور تحركت منذ السبعينات، الا انه لا تزال هناك بعض الميادين التي يســودها الركود من هذه الناحية، بمعنى أن الرجل يسيطر عليها كلياً ولا يترك للــمرأة أي ثغرة للتنـــفس فيها وإثبات قدراتها. والسياسة بلا شك من هذه الميادين.

الحياة اللندنية في

07/10/2011

 

السنونوة لا تعلن ربيعاً لكن السينما الفقيرة تفعل

طنجة (المغرب) – «الحياة» 

على رغم ان المهرجان المتوسطي للفيلم القصير الذي يعقد دورته التاسعة هذه الأيام في مدينة طنجة الساحرة عند أقصى الشمال الغربي من المغرب، يعتبر فسحة أساسية لعرض وتلقي هذا النوع –الذي لا يزال مظلوماً الى حد ما بين الأنواع السينمائية كافة-، نعني الفيلم القصير، سواء أكان روائياً أم تحريكياً أم وثائقياً، فإن السجالات العامة والخاصة التي تخاض على هامش العروض، لا تبالغ في الاهتمام بما كان يبدو أساسياً لسنوات قليلة مضت، أي مصير الفيلم القصير، بما في ذلك أماكن عرضه على الجمهور العريض بعدما حلّت المهرجانات المخصّصة له او تلك التي يشارك فيها مشكلة وصوله الى خاصّة المتفرجين.

المتوسط كلّه

في طنجة، منذ الإثنين الفائت وحتى حفل الختام مساء غد، حيث توزع الجوائز على افلام تختارها لجنة التحكيم من بين نحو خمسة وخمسين فيلماً، تبدو المسألة غير شائكة. هنا، بين عشرات السينمائيين ومئات المعنيين الآتين من بلدان متوسطية عديدة، يبدو واضحاً ان المسألة الأكثر اهمية –من الناحية الفنية–، هي ان هذه الأفلام وجدت حقاً، وجدت بطريقة او بأخرى، وجدت بصعوبة تقلّ او تزيد... لكنها وجدت، وهذا أفضل بكثير! اما من الناحية السياسية والاجتماعية، فإن من المهم للمهرجانيين أنّ ارتباط السينما بعالم البحر الأبيض المتوسط ارتباط سعيد، طالما ان هذا الحيّز الجغرافي من العالم هو الذي ومنذ فترة من الزمن، يشهد القدر الأكبر والأكثر أهمية وخطورة من الأحداث التغييرية الثورية أحياناً والإصلاحية في أحيان أخرى. ونعرف طبعاً أن أهل السينما، سواء أكانوا من اهل الأفلام الطويلة –الذين لهم مكانة المتفرج المراقب والحَكَم أحياناً في مهرجان كهذا– أم من أهل الأفلام الأخرى، يشعرون دائماً أنهم المبدعون والمراقبون الأكثر حساسية إزاء ما يحدث من تبدّلات في واقع لطالما ساهمت أفلامهم في إثارة الوعي بضرورة تغييره، إذ ها هم هنا بعد عام اول مضى على تحركات تونس التي افتتحت ذلك الحراك كله، ها هم يشعرون أن شيئاً ما قد حدث أخيراً، وأنهم جزء من هذا الشيء.

تُرى أمام مثل هذا الشعور، هل ثمة مكان حقيقي لمزيد من النقاش من حول المصير «التقني» للفيلم القصير؟

الأفضل إذاً، يقول لسان حال المشاركين، أن نمضي هذه الأيام القليلة في هذه المدينة البحرية الجميلة، في مشاهدة افلام آتية من نحو عشرين بلداً متوسطياً، عربياً او غير عربي، والأفضـــل أن نشاهدها هنا مجتمعة، لنكتـــشف أنها جمــيعاً، أكانت جيدة المستوى –وهو حكم لا يزال في حاجة الى تأكيد عند كتابة هذه الســـطور– أم أقل جودة مما كانـــت عليه الأمور في دورات سابقة، بحسب بعض آراء المتابعين عاماً بعد عام لدورات المهرجان، اعمال تكاد تعكس بأكثر مما تفعل اخواتها الطويلة احياناً، صورةً ما للحياة و للمجتمعات ولحساسية الأفراد في شتى انماط العوالم المحيطة ببحرنا الوديع .

اذاً، لدينا هنا ما يقرب من 55 فيلماً أتت من 20 بلداً، وعلى رأسها طبعاً البلد المضيف المغرب، الذي يحضر كعادته بخمسة أفلام من النوع الذي لم يعد اصحابه يجدون أيَّ صعوبة في تحقيقه وبوفرة خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ تسلّم الناقد نور الدين صايل (المشرف العام على هذا المهرجان بوصفه المسؤول عن المركز الوطني للسينما) مقاليدَ الأمور في المركز، معزِّزاً وضعَ الحالة السينمائية في هذا البلد الطَّموح بالنسبة الى كلّ ما له علاقة بشؤون الفن السابع، فمنذ وصوله الى هذا الموقع، أحدث الصايل، كما يقرّ خصومه قبل مؤيديه، نقلة نوعية في الإنتاج السينمائي أتت في ميدان الأفلام القصيرة أشد أهمية حتى مما هو الأمر عليه في ميدان السينما الروائية الطويلة... طالما أننا نعرف انه من الأسهل ألف مرة على سينمائي مجتهد ان يعثر على تمويل لفيلم طويل – ولا سيما اذا كان الفيلم شعبياً تجارياً يجد لنفسه سوقاً محلياً مزدهراً-، مقابل صعوبة، وحتى استحالة العثور على تمويل لفيلم فصير لم يكن احد يعرف كيف سيردّ نفقاته!

اليوم، ها هو المركز السينمائي يموّل ويعرض غالباً من دون خسارة. والدليل، أن الإنتاج المغربي في مجال الفيلم القصير يتزايد عدداً عاماً بعد عام (في هذا العام، زاد عدد الأفلام القصيرة المنتَجة في المغرب بنسبة عشرين في المئة عن العام الفائت ومعظمها مموّل من المركز الوطني)، وهو أمر يثير بالطبع دهشة السينمائيين الضيوف، الآتين بأفلامهم من لبنان وتونس ومصر، وبخاصة من اليونان والبرتغال وإيطاليا والجزائر وغيرها... ليعرضوا هذه الافلام امام لجنة تحكيم دولية يرأسها الباحث والناقد المغربي المعروف محمد باكريم، ومن اعضائها الممثلة المغربية سعدية لديب والمخرجة الجزائرية يمينة بشـــير شويخ وزميلتنا في «الحياة» فيكي حبيب والمخرج المغربي جمال بلمجدوب... وهي طبعاً اللجنة التي ستعلن غداً أسماء الفائزين، مؤكدة من جديد أنه إذا كانت سنونوة واحدة لا تعلن الربيع، فإن عـــشرات الأفلام يمكنها ان تعلن... ربيعاً عربياً على الأقل.

يفعل... وربما في السينما القصيرة بأكثر مما يمكن للسينمات بل حتى الفنون الأخرى ان تفعل. والحقيقة ان هذا الواقع الذي غالباً ما ننساه يتعلق تحديداً بما سبق ان قيل في مقدمة هذه الرسالة: عن ان قضية المصير «التقني» للفيلم القصير لم تعدوعلى الأقل مما يستفاد من شبه غياب الهمّ حول هذا الأمر، وبالتالي الاختفاء النسبي للسجال حوله في هذا المهرجان– قضية اساسية،والفضل هذه المرة يعود الى التلفزيون الذي بات الكثير من قنواته ومنها القنوات العربية، يعرض ما تيسّر من الأفلام القصيرة التي قد يعرضها مجاناً وقد يدفع مقابلاً لعرضها. وهو في الحالين يؤمن جزءاً من التمويل، لكنه يؤمّن في الوقت نفسه عرضاً لتلك الأفلام المتحـــررة «ربيــــعياً» أكثر من الأفلام الطويلة ذات النجوم وذات الميـــزانيات التي تضطر الى شتى التنازلات. ترى أوَليس في مثل هذا الحراك تعزيز مؤكد للأفكار التنويرية والتغييرية، فالإصلاحية التي هي هي أفكار القطاعات الأكثر تقدماً من أهل الربيع العربي وغير العربي؟

الحياة اللندنية في

07/10/2011

 

مخرجون إيرانيون ومحطات «معادية»

باريس - ندى الأزهري 

دعا سينمائيون إيرانيون مقيمون في الخارج إلى التضامن مع خمسة مخرجين وثائقيـــين ومنتجة ســــينمائية تم توقيفهم أخيراً في إيران بعد اتهامهم بالتعامل مع محطات تلفزيونية «معادية» لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقام عدد من السينمائيين الإيرانيين في أوروبا وأميركا وكندا بتأسيس لجنة للتضامن مع مخرجين وثائقيين إيرانيين اتهموا من قبل السلطات الإيرانية بالتعاون مع محطة «بي بي سي» باللغة الفارسية، ومنهم المخرج مجتبى مير طهماسب الذي شارك مع جعفر بناهي في تصوير فيلمه الأخير «هذا ليس فيلماً»، والمنتجة كاتيون شهابي. كما دعت مؤسسات ثقافية فرنسية مثل مهرجان كان والسينماتيك إلى التوقيع على عريضة تضامن مع هؤلاء المخرجين.

وكانت محطة «بي بي سي» التلفزيونية أعلنت عن إيقاف هؤلاء في 22 ايلول (سبتمبر)، وربطت بين إيقافهم وبين فيلم وثائقي بثته عن مرشد الجمهورية علي خامنئي يسلط الضوء على شخصيات نافذة مقربة منه. وقالت المحطة إن الفيلم من إنجازها ولا علاقة لهؤلاء المخرجين به. ويذكر أن السلطات الإيرانية أغلقت مكاتب الـ «بي بي سي» في إيران بعد أحداث الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009 بسبب «مواقف المحطة التحريضية». ويلتقط الإيرانيون بث المحطة، على رغم الحظر المفروض عليها من السلطات، عبر الصحون اللاقطة، المحظورة هي الأخرى.

ووصف وزير الإستخبارات الإيراني هؤلاء المخرجين «بالجواسيس لتعاونهم مع المستعمر (البريطاني) القديم»، كما اعتبر وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي أن كل السينمائيين الذين يتعاونون مع تلك المحطة «هدامون يعملون ضد النظام». كما اتهمت جهات مسؤولة دار السينما التي هي بمثابة نقابة للسينمائيين الإيرانيين، بالدفاع عن هؤلاء وبالتعاون مع الخارج وبأنها لم تعد ممثلاً رسمياً للسينمائيين الإيرانيين.

وكانت صحيفة تهران تايمز الإيرانية قد نشرت في عددها الصادر في 27 ايلول (سبتمبر)، تصريحات أدلى بها مدير دار السينما قال فيه «ليس من المناسب للسينمائيين الإيرانيين عرض أفلامهم والإدلاء بآرائهم من على شاشات محطات تلفزيونية طالما لتلك علاقة غير جيدة مع النظام» قائلاً إن دار السينما تجنبت دائماً «التعاون مع المحطات أو المواقع التي تعتبر عدوة لنظام الجمهورية الإسلامية».

وجاءت تصريحاته تلك خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران» للتخفيف من آثار بيان سابق للدار حول توقيف المخرجين دعا فيه سلطات الأمن «لاحترام حقوق السينمائيين»، ومذكراً أنه بحسب الدستور لا يجب «الاتهام قبل حكم من المحكمة». وأثار ذلك البيان ردود أفعال عنيفة من قبل الإعلام الرسمي والمنظمات الإسلامية ومواقع الحكومة والتلفزيون ومؤسسات وشخصيات رسمية. واستنكرت لجنة الثقافة في المجلس الإيراني البيان بشدة وأعلنت أنه ليس صادراً عن دار للسينما في إيران بل عن «دار السينما للمستعمر القديم الانكليزي» وصرح الناطق باسم اللجنة بأن على الدار أن تجري تعديلات على سياستها وإلا «سنبدأ بالشك حول ضرورة وجود تلك المنظمة».

الحياة اللندنية في

07/10/2011

 

"أفلام مغراب" في باريس وضواحيها تحتفي بثورة الياسمين

عرض أعمالا كانت محضورة من قبل بن علي

ساسية مسادي 

تحتفي التظاهرة السينمائية "أفلام مغراب" في دورتها الثالثة التي ستعقد في الـ 16 أكتوبر الجاري بباريس وضواحيها، بالثورة التونسية من خلال عرض أفلام تناولت أحداث ثورة الياسمين إضافة إلى عدد من الأعمال التي واجهت ضغوطات النظام التونسي السابق وذلك في قسم خاص من التظاهرة، تحت عنوان "خاص تونس" .

ويأتي القسم "خاص تونس" ضمن برنامج واسع سطرته تظاهرة "أفلام مغراب" انقسم إلى ثلاث أجزاء هي قسم للاحتفاء بالربيع العربي، وجزء للاحتفال بذكرى الخمسين لأحداث 17 أكتوبر 1961، إضافة إلى قسم خاص بالثورة التونسية.

تفتتح التظاهرة التي تتواصل إلى غاية الـ 25 من نفس الشهر، بمعهد العالم العربي بباريس، حيث يدشن فيلم "ارحل، ارحل" للمخرج محمد زرن البرنامج الخاص بثورة الياسمين، وهو فيلم وثائقي صور خلال أحداث تونس، يعطي فيه المخرج الكلمة إلى أناس لم يسمع ندائهم من قبل في وسائل الإعلام ، وسيتم خلال اللقاء عرض مقتطفات من الفليم الذي لا يزال طور التركيب.

كما سيعرض عددا من الافلام الجديدة، منها الفيلم الوثائقي "لائكية إنشاء الله" للمخرجة التونسية نادية الفانين وهو العمل الذي اثار ضجة في تونس، واعتبره الكثيرون بانه عمل استفزازي للكثير من الجهات التونسية بما في ذلك اليساريين. على اعتبار انه لم يتعرض لجوهر اللائكية كقيمة وكنظام سياسي وفكري .

ويقدم المخرج مراد بن الشيخ فيلم "لا خوف بعد الآن" الذي يتطرق الى نشطاء حقوق الإنسان والشخصيات الإعلامية والنشطاء السياسيين والمواطنين العاديين وهم يعيشون لحظات الثورة. و يحمل فيلم قانون 76 للمخرج محمد بن عطية استشرافا للسنوات القليلة المقبلة في تاريخ تونس، حيث تدور أحداثه في 2015 ، أين يصدر قانون جديد أقره الحزب الفائز في الانتخابات ويتمثل في غلق المقاهي بسبب المواد المنبّهة التي تروجها.

وسيعرض للمخرجة التونسية سلمى بكار التي ستكرم في التظاهرة، فيلمين وثائقيين يتناولان الأوضاع على الحدود الليبية التونسية خلال الثورة الليبية في كل من تطاوين وذهبية.

كما تحتوي قائمة الأفلام التونسية على أفلام تعرضت للمضايقة في عهد الرئيس المخلوع بن علي مثل فيلم "كش مات" لرشيد فرشيو 1994 الذي يتناول حياة رئيس مخلوع يريد الرجوع إلى الحكم بعد أن يستجمع شتاته، حيث يعتمد العمل على الحوار بين شخصيات العمل التي توزعت بين الرئيس وزوجته، ابنه وصديقته ورجل المخابرات، إضافة إلى فيلم "ارث النجار" لمحمد بن إسماعيل 2010 الذي يتناول موضوع الديمقراطية .من خلال قصة امراة تعود الى الوطن بعد 15 سنة من المنفى.

أدب فن في

07/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)