حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ووصل قطار «المسافر» ومضي.. دون أي صــدي

يستعد لتقديم فيلم أوروبي عربي.. المخرج أحمد ماهر: صدمة الجمهور نجاح للفيلم ولي

كتب ماجي حامد

سبقت الفيلم تصريحات وأقاويل ومهرجانات وعروض خاصة اختلف حوله النقاد، أثار كثيرا من الجدل.. ولكن الشيء المتفق عليه هو أن الجمهور لم يفهم الفيلم، فقد عمد الكاتب والمخرج أحمد ماهر إلي الغموض، أما التسلسل فلم يفهمه إلا هو شخصيا مما أصاب الفيلم في مقتل، لم يروج له جيدا، فلم نشاهد له إعلانا في الشوارع، وكل دور العرض دون أي دعاية قوية تساوي قيمة وزارة الثقافة التي مولت هذا المشروع، أو بقامة الفنان عمر الشريف العملاق المتواضع.. فقد وصل «المسافر» ومضي دون أي صدي!

 خرج علينا بأولي تجاربه السينمائية بعد مشوار طويل من الأفلام القصيرة والتسجيلية. إنه المسافر «أحمد ماهر» الذي استطاع جذب انتباه عدد كبير من مهرجانات العالم إلي عمله الذي طالما انتظره الجمهور، فقد حاول استيعاب الجمهور من خلال لون جديد من ألوان السينما ولهدف آخر دون الترفيه وكان غريبا رد فعل الجمهور للعمل. فمنذ أيام تم عرض فيلم المسافر لأول مرة بعد جولة سريعة في أنحاء العالم، وقد تباينت الآراء حول الفكرة وأداء الأبطال، ولأن المسئولية أكبر لكونه مؤلف ومخرج العمل كان لابد من الاستماع إلي وجهة نظره فيما يحدث.

·         فكرة المسافر صعبة الفهم فكيف جاءتك ؟

- كنت مقيما خارج مصر خصوصا في روما وخلال هذه الفترة كانت تلح علي فكرة وحتي أستطيع الوصول إلي الفكرة الرئيسية حرصت علي عدم تأثري بها حتي لا يصبح اتباعي لها بلا وعي، وبعد هدم كل هذه الأفكار خرجت هذه الفكرة ما تسمي «البطولة والأنساب» وبالتالي بدأت بالشخصية التي تسمي في علم الدراما «البطل اللا بطل» وهكذا كان حال بطل عملي .

·         ماذا عن ردود الأفعال وآراء النقاد من وجهة نظرك؟

- النتيجة رائعة وقد أذهلتني آراء كبار النقاد في مصر وعلي رأسهم الناقد كمال رمزي وعدد من كبار مثقفي مصر نذكر منهم إبراهيم أصلان و عمرو الشويبكي وقد اكتشفت عملي من خلال هذه الآراء، وكنت في غاية السعادة لحظة عرض الفيلم لأول مرة، لاشيء يضاهي هذه اللحظة إقبال الجمهور علي صالة العرض، علي الرغم من عرض الفيلم في أكثر من مهرجان ولكن سعادتي الأكبر لحظة عرضه في بلده ووسط جمهوره.

·         ولكن لاشك أن الآراء تتباين وهذا ما حدث مع المسافر فهناك البعض ممن هاجموا قصة الفيلم وأعلنوا عن عدم فهمهم لها؟

- أنا معك أنه لا يمكن الاتفاق علي عمل ولكن صدمة الجمهور بالفكرة هي نفسها نجاح بالنسبة لي لأنه لابد أن يتغير شيء في وجدان المشاهد بعد حضور العرض وشعوره قبل العرض غير بعد العرض .

ومن وجهة نظري الفيلم يتضمن قصة بسيطة ولكنها متعددة المستويات والعمل يتناول نوعا سينمائيا غير معتاد في مصر منذ فترة لهذا لا غريب أن يحدث هذا، ويكفي أن إقبال الجمهور علي دور العرض في تزايد مستمر، أكبر دليل علي استيعاب الجمهور لما يقدم لهم.

·         تدور الأحداث خلال ثلاثة أيام في ثلاثة أزمنة مختلفة هل هي ظاهرة أم ماذا؟

- إنها ليست ظاهرة، بل هي لون سينمائي منذ زمن واختيار وحدة للزمان من قواعد السينما الكلاسيكية بل وبالعكس لم يميز عملي وجود وحدة للزمان فهو موجود قبل عملي وأعتقد أن مرور الأحداث في عمل من خلال وحدة للزمان لا يقلل من قيمة العمل، لأن أهم شيء النتيجة.

·         هل كان توقيت عرض الفيلم موفقا خاصة في ظل الظروف الحالية واتجاه أغلب الفنانين إلي نوعية الأفلام الخفيفة؟

- الحقيقة أن الناس خرجت بعد سبعة أشهر من الحراك السياسي منهكة تماما في حاجة لمن يخفف عنهم ولكن السينما لها أكثر من غاية ربما التفكير الهروب أو المتعة، وعلي العكس فإن المسافر ليس للترفيه ولا علاقة له بالثورة وهناك إقبال من الجمهور علي مشاهدته.

·         عرض الفيلم في عدد من أكبر المهرجانات في العالم هل هذا كان ضده أم معه؟

- عرض الفيلم في أكبر مهرجانات العالم كان آخرها مهرجان فينسيا الدولي خطوة كبيرة في صالح العمل، ولكن هذا لا يعارض كونه فيلما للجمهور أيضا وهذا ما أكده لي إقبال الناس علي مشاهدة الفيلم وعرض الفيلم لأول مرة وامتلاء صالات العرض لحظة لا تقدر ولا تقل أهمية عن لحظة عرضه في أكبر مهرجانات العالم، ليس هناك عمل فني وعمل تجاري هناك عمل ناجح فقط.

·         لقد تم تأجيل العمل لفترة طويلة، ما السبب وراء ذلك؟

- لا أعلم السبب الحقيقي حتي الآن فالبعض يقول إن السبب تأييدي للبرادعي وبالتالي معاقبة الدولة للعمل ولي خاصة وأن الفيلم من إنتاجها.

·         ماذا عن الجديد خلال الفترة القادمة؟

- أنا منشغل حاليا في العمل السياسي إلي جانب التحضير لعمل جديد بعنوان «بأي أرض تموت» وهو أوروبي عربي تدور أحداثه في إيطاليا وأبطاله من إيطاليا وفرنسا والنجم المصري الوحيد هو عمرو واكد.

صباح الخير المصرية في

04/10/2011

 

«المسافـر» كل ما لا تحبه في أفلام الأكشن!

كتب عصام زكريا 

لا أرغب في عقد المقارنة التالية ولكنها ضرورية لفهم ما أقصده، ارجعوا إلي الهجوم النقدي الذي لاقته أفلام مثل «المومياء» و«إسكندرية ليه» و«إسكندرية كمان وكمان» و«مرسيدس» و«جنة الشياطين» و«الأبواب المغلقة» لتعرفوا قدر المقاومة والرفض اللذين يقابل بهما أي عمل فني مختلف في بلاد تسود فيها ثقافة الرأي الواحد والزعيم الواحد والنوع الفني الواحد.

أعلم أن الذين يهاجمون فيلم «المسافر» سوف يقولون أنه لا توجد مقارنة بينه وبين هذه الأفلام ''العظيمة'' وأنه لا يرقي إلي مستواها، وسأجيبهم بأن هذا بالضبط وبالنص قيل عن الأفلام السابق ذكرها في زمن ظهورها.. وأقول- علي مسئوليتي وعلي قدر فهمي- أن «المسافر» لا يقل عن هذه الأفلام بأي حال.

لا يقل عن هذه الأفلام بمعني أنه، مثلها، يحمل طموحا إلي الخروج من السينما السائدة بتقاليدها المستهلكة إلي عالم فني أكثر تحررا وانطلاقا...أما التقييم النقدي لدرجة نجاحه في هذه المهمة فمتروكة لكل مشاهد ورأيه الخاص.. المهم أن يكون رأيه- خاصة لو كان من «أصحاب الرأي»- مبنيا علي علم ودراية بنوعية السينما التي ينتمي إليها «المسافر». في هذا النوع من الأفلام يتراجع الاهتمام بالرسم الواقعي للشخصيات وبالأداء التمثيلي «الواقعي» كما يتراجع الاهتمام بمنطقية الحبكة ومصداقية الأحداث. الأمر يشبه ما يحدث في الأفلام البوليسية والأكشن ولكن بطريقة عكسية. الشخصيات في أفلام الأكشن أحادية البعد، طيبة أو شريرة، ولها وظيفة واحدة ومحددة في الدراما. هناك مبالغة في أداء الممثلين- خاصة التعبير بالجسد وملامح الوجه واستخدام الصوت، وهناك دقة مبالغ فيها في ربط الأحداث ببعضها واعتماد كل حدث علي الحدث السابق له وكل فعل علي الفعل السابق له. الإيقاع في أفلام الأكشن يجب أن يكون سريعا جدا واللقطات غالبا ما تكون مقربة أو مقربة جدا. هناك أيضا اهتمام بعنصر التصوير، ولكن الصورة في فيلم الأكشن يجب أن تتسم بالسطحية بسبب سرعة الإيقاع والمونتاج...حتي يمكن أن تستوعبها عين المشاهد.

في «المسافر» ستلاحظ أن كل هذا معكوس: الشخصيات غامضة ومفهوم الطيبة والشر يكاد يكون معدوما. الأداء التمثيلي خافت إلي حد البرود (باستثناء عمر الشريف في الجزء الأخير، ولهذا أسباب أخري غير الحضور والجاذبية الطاغية للنجم سوف أتعرض لها لاحقا). الأحداث تكاد تكون مفككة وغير مترابطة ومفهوم العلة والسبب يكاد يكون غائبا. سلوك الشخصيات غير مفسر والإيقاع بطيء إلي درجة الشك في وجود رغبة لدي صانع الفيلم في تثبيت الصورة كما في الفوتوغرافيا. وفي المقابل تمتلئ كل صورة بالتفاصيل والعمق والتكوين المعقد ما بين المقدمة والخلفية والأركان.

في أفلام الأكشن يكون لدي البطل القدرة علي تغيير مصيره والعالم من حوله...ولكن هنا البطل مجرد ضحية لطباعه الشخصية والعالم ولا يمكنه فعل أي شيء.

وعلي عكس فيلم الأكشن الذي يسعي إلي تبسيط العالم وتفسيره بمفهوم الخير والشر ينتمي «المسافر» إلي نوعية من الأعمال الفنية ترفض هذا التقسيم الثنائي المخل وتري أن الانسان لا يمكن فهمه وأنه يمتلئ بتناقضات لا يمكن حلها.

من اللحظة الأولي في فيلم ''المسافر'' يأتينا صوت الشخصية الرئيسية « حسن » الذي يؤديه كل من خالد النبوي وعمر الشريف...يروي بصوت محايد ونبرة خالية من الانفعال أن حياته كانت خاوية لا معني لها باستثناء ثلاثة أيام فقط...بعدها ننتقل إلي اليوم الأول منها: في فترة شبابه في الأربعينيات. اليوم الثاني ينتقل بنا إلي السبعينيات والثالث إلي بداية الألفية الجديدة (يحدد الفيلم أعوام 1948 و1973 و2001) وهي تواريخ تبدو ذات مغزي سياسي محدد، وهو ما يتناقض مع توجه الفيلم ومع أي تحليل لمضمونه ولذلك صارت هذه التواريخ عائقا إضافيا أمام المشاهد الذي يضعها في حسبانه وهو يحاول أن يفهم الفيلم!). حكاية حسن التي يرويها من خلال الأيام الثلاثة تتلخص في لقائه بفتاة أرمينية مصرية جميلة علي ظهر سفينة ويزعم أنه الفتي الذي جاءت تبحث عنه ثم يقوم بمضاجعتها بالقوة.. بعدها يظهر فتاها الحقيقي فتنبذ حسن وتتزوج منه، مما يدفع حسن إلي محاولة الانتقام بحرق السفينة. في الجزء الثاني يكتشف حسن أن الفتاة الأرمينية أنجبت من حبيبها توءمين ذكرا وأنثي وأن الولد نسخة منه في حين أن الفتاة نسخة من أمها.. ولكنه يعلم أيضا أن الولد مات وعلي نهاية اليوم يكون قد تخلي عن الفتاة بعد أن يزوجها بشاب متخلف عقليا. في الجزء الثالث يتعرف علي الابن الوحيد للفتاة وهذه المرة هو الذي يرغب في أن يكون هذا الولد حفيده ويحاول أن يبقيه معه، لكن الولد يتركه علي نهاية اليوم.

حياة بائسة فعلا.. والأكثر بؤسا أنها الأيام الثلاثة الأفضل في حياته وأن الباقي فراغ مطبق. حسن نفسه شخصية مملة فهو كاذب وجبان ولديه خوف مرضي من النساء... يغتصب حبيبته ويتخلي عن ابنته ويورط حفيده في مواقف تهدد حياته. بالتأكيد هذه شخصية لا تصلح بطلا سينمائيا ومن الصعب أن يندمج معها المشاهد.. أضف إلي ذلك الأداء التمثيلي الفاتر خاصة من خالد النبوي في الجزئين الأول والثاني وأسلوب التصوير الذي يعتمد علي اللقطات العامة والبعيدة وتخيل مدي الإحباط الذي سيشعر به المشاهد تجاه هذه البطل الذي ليس بطلا وتلك الحكاية التي لا تدور في زمن بعينه حول أناس بعينهم ولكنها حكاية عن الزمن نفسه ودورة الحياة التي يمر خلالها البشر كما لو كانوا أشباحا عابرين.

كنت قد قارنت بين أفلام الأكشن وأفلام التأمل الفلسفي التي ينتمي إليها «المسافر» من حيث تخلص كل منهما من الواقعية في الأحداث ورسم الشخصيات.. ولكن لماذا تلقي أفلام الأكشن كل هذه الشعبية في حين يظل النوع الثاني محدودا في شعبيته وإنتاجه؟

يقول المثل الإنجليزي الشعبي: «هذا الطبق ليس لأي أحد» بمعني أن هناك أطباقا في الطعام والفنون لا يستسيغها الكثيرون، ولكنها تعجب البعض الآخر. المشكلة أن معظم العاملين في مجال الفنون ومن يكتبون عنها ومعظم الجمهور أيضا يرفضون «الأطباق» التي لا تنال إعجاب الغالبية وعندما تسألهم يقولون لك هذه هي الديموقراطية.. وكما قال أحد المتخلفين: إذا أرادت أغلبية الشعب المصري الديكتاتورية فلتكن مصر ديكتاتورية. نحن نتحدث عن فيلم ولكن العقلية لا تتجزأ. هذه عقول تربت علي الرأي الواحد ولا تستطيع الفكاك منه.

الديموقراطية ليست الحكم برأي الأغلبية ولكنها تعني حرية الأقليات في التعبير عن آرائها والدعوة لها وحقها في محاولة أن تصبح أغلبية. الديموقراطية تعني التنوع والتناقض ولو سألتني لماذا يقابل «المسافر» بكل هذا الرفض سأقول إن بعض الأسباب تعود إلي الفيلم نفسه وبعضها يعود إلي نوعيته الصعبة علي التذوق.. ولكن هناك سببا آخر أهم وهو العقول المحاصرة داخل الرأي الواحد والذوق الفني الواحد والتي يزعجها أي محاولة للخروج من قفص التقاليد.. وراجع المقدمة لتجد بعض الأمثلة علي ذلك.

صباح الخير المصرية في

04/10/2011

 

بطل جديد ودور العمر.. شريف رمزي:

استعنـت بأنف صناعـي حتي أبدو أكثر واقعية

كتب ماجي حامد 

خرج علينا بشخصية جديدة ومختلفة، طموحة وبائسة، وبين الحب والكراهية وصلت فكرة الشخصية بل زادت صعوبتها ولكن علي الرغم من تلك الصعوبة إلا أنه اجتهد للوصول إلي أقصي مراحل الإقناع وخاصة أن الوقوف أمام نجم بحجم عمر الشريف مسئولية كبيرة لا يمكن الاستهانة بها، ولهذا كان لابد من التعرف علي تفاصيل ترشيحه للفيلم ومراحل الاستعداد للعمل وردود الأفعال.ولذا كان اللقاء مع شريف رمزي الذي اتخذ من الدور تحديا وفرصة لابد من استغلالها.

·         كيف جاء ترشيحك لفيلم المسافر؟

- الترشح جاء عن طريق الدكتور أحمد ماهر مخرج ومؤلف العمل، وكانت مفاجأة كبيرة لم أتوقعها، خاصة لكوني الشخصية الوحيدة التي تجمعها الأحداث بالنجم عمر الشريف، وبالتالي لا تردد في المشاركة بعمل بهذا الحجم، وبعد قراءة السيناريو زاد القلق ولكن ساهم فيه الصداقة التي منحها لي النجم عمر الشريف، فهو من طلب مقابلتي وقد كان ولا يمكن وصف شعوري وقتئذ، فقد كنت كمن يذهب لطلب الخطبة من فتاة، فقد استعددت لمقابلته وارتديت البدلة الرسمية والقلق يتملكني، ولكن كانت المفاجأة، فقد أذهلني هذا الرجل بلقائه وكأنه يعرفني منذ وقت طويل، وكأنه صديق وأب ومعلم كبير، كل هذا جعل من الدور مسألة تحدٍ، يجب أن أنال ثقة هذا الرجل وأتمني أن أكون قد نلت ثقته وحبه وصداقته للأبد.

·         ماذا عن كواليس العمل وخاصة أن أغلب مشاهدك أمام النجم عمر الشريف؟

- لقد كانت ساعات التصوير غاية في المتعة، سواء تصوير أم أحاديث جانبية جامعة بيني وبينه. لقد كان يجادلني في كل تفاصيل الشخصية واستخلاص المفيد فيها وما يكون لصالحي، مع الإضافة بنصائح الأب الكبير لكل أفراد العمل. ولكن للعلم لم أتخلص من قلقي وخوفي من أول لقاء مع هذا النجم خاصة لما يتمتع به من كاريزما وقد تعمدت أن أقدم الدور بندية أمامه حتي لا يلغي دوري. كل هذا لم يؤثر علي علاقة الصداقة التي جمعت بيني وبينه فقد اكتسبت فناناً عملاقاً وصديقاً واعياً ساعدني لكي يكون هذا العمل خطوة جيدة في مشواري الفني، فقد أحبني وأحببته وقد ظهر هذا في العلاقة بيننا علي الشاشة، فهو يقوم بدور «جدي» خلال الأحداث، وهذا للعلم ليس بشرط أن تحب كل من تعمل معهم، فمن الممكن أن تكون العلاقة مجرد علاقة عمل ولكن العلاقة هنا علاقة أبوة وصداقة.

·         ما أكثر شيء جذبك للدور غير الوقوف أمام النجم عمر الشريف؟

- أقدم دور مُجند في المطافي، لديه طموح ولكنه يائس، وحيد في الحياة، تبدأ الأحداث ببحثه عن جده الذي يقوم بدوره النجم عمر الشريف وعلاقة الحب التي تجمع بينهما ثم تصاعد الأحداث حتي يصل الأمر به إلي الكراهية وقد تطلب الدور تغيير شكلي تماماً، فقد عمدت إلي تركيب أنف صناعي وحلقت شعري حتي أبدو بائساً ويظهر الدور أكثر واقعية علي الشاشة حتي أن فريق العمل داخل اللوكيشن كان لا يعرفونني.

·         الفيلم تم تأجيله أكثر من مرة، ما رأيك في ردود الأفعال خاصة أن الفيلم تم عرضه في أكثر من مهرجان حتي قبل عرضه؟

- أولاً كما ذكرت العمل شارك في عدد كبير من المهرجانات كان آخرها مهرجان فينسيا الدولي وقد عمد المخرج أحمد ماهر علي عرضه في جميع المهرجانات قبل عرضه في دور العرض، وخاصة أن هناك بعض المهرجانات التي تشدد علي عدم عرض الفيلم قبل مشاركته في المهرجان، وقد نال الفيلم إعجاب الجمهور في جميع البلدان التي تم عرضه بها وقد أسعدني ردود الأفعال حول القصة وأداء الأبطال.

·         إذن لماذا اعترضت الرقابة علي بعض المشاهد؟

- الفيلم لا يحتوي علي مشاهد خادشة للحياء، فقد تم عرض الفيلم في أكثر من بلد أكثر تحفظاً من مصر، وللعلم لم نواجه أي اعتراض علي أي مشهد داخل الأحداث، خاصة أن الفيلم محافظ علي الحدود المفترض اتباعها، فلمن شاهد العمل، سيلاحظ أن حتي مشاهد الحب لم تظهر كاملة، فقد اعتمد المخرج علي التركيز علي الأرجل لعدم خدش حياء الجمهور الموجود بالصالة، أما كل ما نُشر عن اعتراض الرقابة لا أساس له من الصحة، فقد كان من المقرر عرض الفيلم قبل ذلك بكثير ولكن نظراً لقيام الثورة تم تأجيله وأعتقد أن ذلك جاء لصالح العمل، لأن العمل فكرته جديدة ومحتاجة لمتابعة جيدة للأحداث فهو يدور حول ثلاثة أيام في أزمنة مختلفة مما يحتاج للتركيز في أحداث الفيلم للوصول إلي الفكرة التي تضمنتها الأحداث.

·         وماذا عن تجربتك المقبلة في ستة إلا واحد، خاصة أنه أول عمل سينمائي كوميدي في مشوارك الفني؟

- الموضوع بدأ بعد مشاركتي في فيلم «سمير وشهير وبهير» ونجاح الدور وتأثيره علي نجاح العمل مما شجعني أكثر علي خوض تجربة الرومانتك كوميدي التي طالما راودتني ولكنني نظراً لطبيعة الأدوار التي قدمتها، فأنا بعيد تماماً عن هذا اللون، ولكن بدأت في البحث عن فكرة جديدة غير مستهلكة، وقد كان، فالفيلم فكرة كريم فهمي وهي تدور حول علاقة الرجل بالمرأة بكل مراحلها في إطار كوميدي مع الاحتفاظ بالمفاجأة القائم عليها العمل بأكمله. وقد بدأنا في مراحل الكتابة ومن المقرر بدء التصوير في نوفمبر المقبل إن شاء الله.

صباح الخير المصرية في

04/10/2011

 

العرض السري «المسافر»..

عمر الشريف أول المُتبرئين من الفيلم

كتب جيهان الجوهري 

بعد حصول فيلم «المسافر» علي جائزة الصقر الذهبي وهي أكبر الجوائز بمهرجان روتردام بهولندا في منتصف هذا الشهر قررت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع عرضه جماهيرياً بعد تأجيلات متكررة، وأعتقد أنها لن تجد توقيتاً «ميتاً» بلغة أصحاب السينمات لعرضه جماهيرياً أفضل من هذا ضمانا لعدم تكسير الجمهور للقاعات التي سيعرض فيها هذا الفيلم.. أولاً لانشغاله بدخول الموسم الدراسي.. وثانياً التهام أفلام العيد العيدية منه.. وثالثاً أن الفيلم حصل علي أكبر الجوائز بمهرجان روتردام وهو ما يحفظ ماء الوجه قليلاً للدولة التي عادت للإنتاج بعد 35 سنة غيابا عن لعبة الإنتاج.

الطريف أن هذا الفيلم الفضيحة تم تخصيص خمس قاعات عرض فقط له وجميعها بالمولات وتستطيع القول إن «المسافر» يعرض في «السر»، وستدهش عندما كان معظم أبطاله لايكفون عن التحدث إعلاميا عنه أثناء تصويره، وعندما تم اختياره للعرض في مهرجان فنيسيا منذ 3سنوات، لكن عندما وصل الفيلم لمرحلة العرض الجماهيري لم تجد أياً منهم في العرض الخاص تجنباً لأي هجوم علي الفيلم. ونستطيع القول بضمير مرتاح إن «المسافر» من الأفلام التي سبقته سمعته قبل عرضه جماهيريا. وقد سبق لي مُشاهدته في الدورة الماضية لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي وبالتحديد في 14 سبتمبر 2010 أي ليلة افتتاح المهرجان، وكان الفيلم قد تم عرضه الأول في مهرجان فنيسيا عام 2009 داخل المسابقة الرسمية ثم تم عرضه في مهرجانات سينمائية عربية «أبو ظبي» و«دمشق» وخلال جولاته بهذه المهرجانات كنت لا أسمع عنه أي خبر علي الإطلاق بجانب أنه لم يحصل علي أي جائزة ويكفي تبرؤ نجم الفيلم عُمر الشريف منه علي الملأ أمام الخواجات في مهرجان «فينسيا» وأعلن وقتها عدم رضائه عن أداء الفنان خالد النبوي الذي كان يقلده وتهميش دوره لصالح «النبوي»، ورغم هذه السمعة إلا أن ضيوف مهرجان الإسكندرية من سينمائيين ونقاد وصحفيين فضلوا مشاهدته بمُجرد انتهاء مراسم حفل الافتتاح بدلاً من الذهاب لحفل العشاء ـ وهذا علي غير المُعتاد.

وطبعاً لأسباب عديدة أولها وأهمها هو الاهتمام بمشاهدة فيلم لنجم بحجم عُمر الشريف يُمثل مصر في المسابقة الرسمية، ثانيا كما قلت في البداية إن الفيلم سمعته كانت سابقة عرضه بمهرجان الإسكندرية فهو لم يُحقق أي مردود إيجابي بأي مهرجان سابق وكانت تُثار حوله علامات استفهام عديدة تحمل في مضمونها اتهامات لوزارة الثقافة التي كان يمثلها وقتها فاروق حسني بأنه رصد ميزانية قدرها 20 مليون جنية لفيلم لايستحق هذه الميزانية، ورغم السمعة السيئة للفيلم بالمهرجانات التي عرضته إلا أن من يسمع ليس كما يري لذلك كان هناك حماس لمُشاهدة الفيلم. بعد مرور الربع ساعة الأولي من الفيلم بدأت رحلة محاولة فك لوغاريتمات ما نشاهده، كل فرد بالقاعة كان يسأل الشخص الجالس بجواره عن طلاسم هذا الفيلم وأنا هنا أتحدث عن نقاد وصحفيين يسألون بعضهم البعض وليس الجمهور العادي. مشاهدتك للفيلم لابد أن تصيبك بالإجهاد أنت باختصار أمام فيلم غامض به قفزات تاريخية لا علاقة لها بما تشاهده وكان يجب علي مُخرجه ومؤلفه أحمد ماهر إرفاق كُتيب صغير يوضح فيه للمتفرج ماذا يقصد بالمشاهد الغامضة العديدة التي احتواها فيلمه أنت هنا تتعامل مع فيلم من منطق اللاواقع فأحداثه مرتبكة لدرجة تجعلك تريد ترك قاعة العرض . . أنت في فيلم «المسافر» ستجد سيناريو أحمد ماهر ومخرجه في ذات الوقت مقسما إلي 3 أيام وقد اختار لها سنوات لها علاقة بما حدث سياسياً من انكسارات وانتصارات. اليوم الأول المفروض أنه عام 1948 في مدينة بورسعيد واليوم الثاني المفروض أنه بالإسكندرية عام 1973واليوم الثالث المفروض أنه بالقاهرة عام 2001 أي بعد أحداث سبتمبر بأمريكا.. اليوم الأول حضرتك تشاهد مرحلة الشباب للبطل حسن والتي يجسدها «خالد النبوي» والمفروض أنه يعمل في مصلحة بريد ويجد نفسه مكلفا بتوصيل تلغراف لفتاة تدعي نورا من خطيبها فؤاد «عمرو واكد» علي ظهر باخرة لكن عندما يشاهدها يعجب بها ويقرر ألا يسلمها التلغراف، بل يقوم باغتصابها بمشهد صادم (وهو من المشاهد التي اعترضت عليها الرقابة قبل عرض الفيلم جماهيرياً لكن تمسك المخرج به جعل سيد خطاب رئيس الرقابة يوافق علي عرضه)، وعندما يصل خطيبها مرتدياً بدلة الفرح علي ظهر نفس الباخرة يقرر حسن انتزاع البدلة منه لتتم زفة فؤاد «عمرو واكد» علي نورا مرتديا الملابس الداخلية، بينما يرتدي حسن بدلة الزفاف ويلقي بنفسه في البحر وينقذه عمرو واكد ـ لا تسألني عن منطقية الحدث ـ . أما اليوم الثاني وهو عام 1973 في الإسكندرية فيلتقي حسن «خالد النبوي» بفتاة تشبه نورا «سيرين عبد النور» تدعي «نادية» وتلعب دورها سيرين عبد النور أيضاً ـ ولاتسألني كيف قابلها ـ ويعلم منها أنها ابنة نورا ولها شقيق توأم يدعي «علي» ويشبهه وأن أمهما توفيت.. وكمشاهدين للفيلم نضع احتمال أن يكون التوأم «نادية» و«علي» هما ابنا حسن أو هما نبتة مشتركة بين حسن وفؤاد عندما عاشرتهما نورا في ليلة واحدة ببداية الأحداث . وفي نفس الفترة نعرف أن «علي» غرق في البئر وتتم إقامة سرادق عزاء له ثم يتحول «فرح» ويقوم حسن بتزويج نادية من صديق شقيقها «محمد شومان»، والمفروض أنه متخلف عقلياً وطبعاً لابد أن تندهش من زواج امرأة بجمال سيرين عبد النور «نادية» من شخص متخلف دون مبرر درامي، لكن السر أكيد عند المخرج وكاتب السيناريو .

المرحلة الثالثة وهي عام 2001 أي بعد ضرب البرجين نشاهد حسن «عمر الشريف» بعد أن تعدي 70 يلتقي مع حفيده «علي» ابن نادية الذي يتمتع بأنف تشبه أنف فؤاد «عمرو واكد»، وهو ما ينفي أنه حفيده. وللمرة الثانية يقيم حسن علاقة جديدة ينتج عنها طفل اسمه أيضا «علي»، أما مشهدا النهاية فهما شديدا الغرابة. في هذا الفيلم ستظل تلف حول نفسك أنت هنا أمام مخرج فشل في توصيل رسالة الفيلم، ولذلك حرص علي الكشف عن فكرة فيلمه بعدما وجد هجوم النقاد والصحفيين بالندوة التي أقيمت للفيلم بمهرجان الإسكندرية السينمائي وأكد للحضور أنه تعامل مع الضعف الإنساني من خلال فكرة النسب وعلاقات الدم ورأي أنها فكرة مثيرة خاصةً إذا وجدت ضمن تواريخ زمنية تحمل معاني معينة، وأشار إلي أن الخلافات الدولية جاءت نتيجة الخلط والفوضي وهي التي أحدثت الكوارث.

الإيقاع البطيء هو السمة الأولي التي تلاحظها بفيلم «المسافر» ومخرج الفيلم نفسه لم ينكر ذلك بل دافع بضراوة عن هذا الإيقاع مثلما دافع عن اختياره لأبطاله الذي كان يشاهدهم علي الورق أثناء كتابته لسيناريو الفيلم. خاصة خالد النبوي الذي كان أداؤه لشخصية «حسن» محل اختلاف لكل من شاهد الفيلم بمن فيهم عمر الشريف نفسه والطريف أنك من المستحيل أن تجد خالد النبوي مجتمعاً بأسرة الفيلم في حالة حضور عمر الشريف. . ومن الإيجابيات التي لا نستطيع تجاهلها في هذا الفيلم هو الديكور الجذاب لأنس أبو سيف والعناصر البشرية الإيطالية التي استعان بها مخرج الفيلم من مدير تصوير ومهندس صوت التي جعلتنا نستمتع بشاشة بها ثراء بصري وصوتي. بخلاف الأداء الرائع لعمر الشريف الذي كان عنصر الجذب الوحيد لهذا الفيلم، لكن للأسف المخرج لم يستطع استغلال ذلك.

صباح الخير المصرية في

04/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)