حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كاترين دونوف في «جميلة النهار» و«تريستانا» للوي بونويل

أقصى اختبارات الجسد والروح.. والمهانة جزء من سحر السينما

نديم جرجوره

إحدى الأسئلة المطروحة بفضل الاستعادات السينمائية المُقامة في بيروت بين حين وآخر، كامنةٌ في محاولة فهم المعنى الخفيّ، الذي يدفع أناساً إلى إعادة مشاهدة أفلام شاهدوها سابقاً، مرّة أو أكثر. سؤال العلاقة بالنتاج السينمائي البديع محسومة الإجابة عليه: إنها العلاقة بحدّ ذاتها. العلاقة المولودة منذ اللحظة الأولى للّقاء القائم بين المُشاهد والفيلم السينمائي، والمتبلورة أكثر فأكثر مع مرور الزمن. الدخول إلى صالة «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية) أثناء تنظيم استعادات كهذه (مايكل أنجلو أنتونيوني، فيديريكو فيلّيني، إيريك رومر، جاك تاتي...)، يُحثّ على متعة المُشاهدة المزدوجة: مُشاهدة الفيلم على شاشة كبيرة، أو إعادة مُشاهدته بالنسبة إلى عدد لا بأس به من القادمين إلى الصالة بشغف وحماسة. ومُشاهدة هؤلاء القادمين إلى الصالة بشغف وحماسة: أي محاولة التواصل معهم، بصمت وهدوء، أثناء المُشاهدة، لفهم سرّ العلاقة هذه، وتبيان ملامحها ومعانيها. شغف وحماسة، معطوفان على المتعة أيضاً.

لحظات جميلة

بين السادس والعشرين من أيلول الفائت والرابع من تشرين الأول الجاري، تابع المهتمّون بالسينما المختلفة ويتابعون أياماً جميلة برفقة الإسباني لوي بونويل (22 شباط 1900 ـ 29 تموز 1983). «جمعية متروبوليس»، المتعاونة مع «معهد سربانتس» و«السفارة المكسيكية» و«المعهد الفرنسي لبنان» لتنظيم الاستعادة هذه، اختارت سينمائياً إسبانياً أبدع في صناعة الفيلم وتحدّي المجتمع ومقارعة التصنّع، متشفّياً بأناس وطبقات، وساخراً من انتماءات، ومتعالياً على حالات بهزء وجمالية. اختارت، للاستعادة هذه، عنواناً لافتاً للانتباه: «أحلام ووقائع». في اليومين الفائتين، بدت الصالة مهووسة به وبأفلامه. أناس منتمون إلى فئات عمرية مختلفة جلسوا معاً، ونظروا في اللحظة نفسها إلى أحداث ومتتاليات، وبدوا متمتّعين بهواجس بونويل واختراقاته النفسية والروحية والاجتماعية جدراناً وحكايات. والمتعة الإضافية كامنةٌ في أن فيلمي يومي الجمعة والسبت كانا من تمثيل الفرنسية كاترين دونوف (مواليد باريس، 22 تشرين الأول 1943). أي أن الفرنكوفونية اللبنانية تناغمت والامتداد الإسباني للنصّ الحكائي، من خلال ممثلة ألهبت مخيّلة الناس بما امتلكته من حساسية أدرك سينمائيون عديدون استخلاصها منها في أفلامهم. وهذا، بحدّ ذاته، مثيرٌ لمتعة أخرى: دونوف، «جميلة النهار» كما أسماها بونويل نفسه في فيلم حمل العنوان هذا، بدت صبيّة شابّة كأنها لا تفقه شيئاً، لكنها تثير ألف خيال وحلم.

فيلمان اثنان لدونوف عُرضا يومي الجمعة والسبت الفائتين: «جميلة النهار» (1967) و«تريستانا» (1970). فيهما، بدت دونوف ركيزة درامية مفتوحة على الشبق والحلم والارتباك الداخلي والخراب النفسي والسعي للخروج من الذات أولاً. بدت مُقحَمة بالقوّة في سياق درامي شكّل مرآة الانفعال والهاجس والألم والقلق والتمزّق. بدت مُقحَمة بفعل الرغبة في أن تكون الفتاة الشابّة صورة عن معنى الكبت والتمزّق والتفلّت الأقصى والجنون المخفيّ في هدوء البشرة وغليان الروح. قالت ذات مرّة، ردّاً على سؤال «ما الذي يجعل أحدهم يرغب في المُشاركة في فيلم لبونويل»، إن بونويل هو الذي «يقترح على الممثل/ الممثلة إشراكه في فيلمه. وإذا قدّم بونويل اقتراحاً كهذا، سيكون الممثل/ الممثلة سعيداً جداً. سيوافق سريعاً على العمل معه، متمنّياً أن يكون الدور مثيراً للاهتمام». أدركتْ دونوف أن لبونويل عالمه الخاص. قالت إن الناس يتحدّثون عنه «كسينمائي حُلميّ»، أي كمخرج يستند في أفلامه على الأحلام، ويُصوِّر بطريقة فطرية أو غرائزية «أحلاماً وهواجس»، لكنهم «ينسون أن بونويل راو قصصي رائع، وسيناريست شيطانيّ يُجمِّل النص السينمائي من دون توقّف، جاعلاً الحكاية أقدر على أن تكون تآمرية، وأكثر سحراً واستحواذاً». في «كاترين دونوف» للثنائي فيليب باربييه وجاك مورو (منشورات «لا بوكينوري فالّوتواز» في طولون، فرنسا، 1984)، روت الممثلة شيئاً من تفاصيل العمل في «جميلة النهار». قالت إنها لم تتحدّث إليه أثناء التصوير إلاّ لماماً. إن المنتجَين الأخوين حكيم كانا «وسيطين» بينه وبينها: «شعرتُ أني مهانة قليلاً. (شعرتُ) أنه لم يتم اختياري والعمل معي لأسباب جيّدة». في موضع آخر، قالت إن بونويل غير صبور أثناء التصوير. إنه راغبٌ دائماً في تصوير المشاهد واللقطات في أسرع وقت ممكن: «ينزعج تماماً عند استماعه إلى النص نفسه أكثر من مرّة. عند مشاهدته الحركات نفسها تتكرّر مراراً أمامه. لذا، يطلب إعادات قليلة. يجهد لعدم تصوير اللقطة أكثر من مرّة، كي ينتقل إلى لقطة أخرى».

كواليس

هذا جزٌ من حكاية الكواليس. من حكاية شخصية مرتبطة باللحظة نفسها. مُشاهدة الفيلم بعد إنجازه لا تكترث بهذا كثيراً، وإن كان هناك ما يشي بمصداقية ما في كلام دونوف عن آلية اشتغاله الفني. لعلّ السينمائي منهمك في ترجمة انفعال أو فكرة أو رؤية. لعلّ الصدام الخفيّ بين الممثلة والمخرج، المتواري خلف رغبة الأولى في العمل بإدارة الثاني، جعل الحكايات منثورة هنا وهناك. المُشاهدة تشي بسرعة ما أحياناً في تصوير لقطة. بسرعة تتضح معالمها عند التمعّن قليلاً بالسياق والمتتاليات البصرية. الهمّ الفكري والجمالي العام أكبر من تقنية بسيطة. أو أجمل من الانهماك في جزئيات لن تتغلّب على براعة التحليل والمعالجة والمواجهة. في «جميلة النهار»، التداخل قويّ جداً بين الحلم والكابوس والرغبات المكبوتة والوقائع اليومية والهواجس المدفونة في أعماق الروح والذات. في «تريستانا» أيضاً، وإن اختلف السياق والنصّ الحكائيان، المتتاليات تشي أحياناً بأن لقطة ما صُوِّرت سريعاً، من دون أن تخطف السرعةُ المكوِّنَ الجمالي والتأمليّ في اللقطة. في ما وراءها، وما فيها من أشياء وتفاصيل أيضاً.

ليس الحلم فقط. ليست الهواجس أو الوساوس فقط، تلك التي يصوّرها لوي بونويل. هناك جوانب معتمة في النفس والروح والمخيّلة والعقل الباطني أيضاً. هناك النزاعات الداخلية الصامتة، التي تنفجر في لحظة ما، وتنفلش آثارها في الاتجاهات كلّها. هناك العلاقات الغريبة. الرغبة الدفينة في الانعتاق من حالة مفروضة على المرء. الحلم طريقٌ إلى التنفّس الموقّت. الحدّ الفاصل بين الحلم والواقع واهٍ إلى درجة كبيرة. هشّ ومنقوص وعاجز عن تبيان الحلم والواقع كما هما. لعبة تناقضات ساحرة. «جميلة النهار»، هي تلك المرأة الذاهبة بجسدها وروحها إلى أقصى الاختبار. إلى التحدّي القاتل مع النفس. إلى اكتشاف الجسد والنفس معاً. «تريستانا» أيضاً، وإن في حقبة مختلفة. وإن على أسس وحالات مختلفة. الجنس مفتاح الخلاص. أو أحد مفاتيحه. جسد المرأة ممنوع على المرأة. الانفتاح عليه دعوة للآخرين إلى الاغتسال به. الجنس المكبوت لعنة. عدم إشباع الجسد لعنة أخرى. كسر الحاجز الوهميّ بين الجسد والمتعة عبر الجنس خلاص. أو شبه خلاص من أدران الخطيئة الأولى: اعتبار الجسد لعنة. سِفيرينا (دونوف) في «جميلة النهار» أرادت خوض التجربة بعيداً عن مؤسّسة الزواج والحب الطاهر. الحلم طريقٌ أولى. بيوت الدعارة الفاخرة في باريس طريقٌ ثانية. تريستانا (دونوف أيضاً) مختلفة قليلاً. الفقر والبورجوازية. الرغبات والعجز عن إدراك اللحظة المناسبة للخروج. التصادم بين التناقضات واقعٌ لا محالة. هناك جسد يريد خلاصاً. هناك روح تريد الأمر نفسه.

«أحلام ووقائع» دعوة إلى إعادة فهم الذات من منظار مخرج سينمائي متمرّد وقاس وشغوف بمعنى الصورة ودلالاتها: «بدلاً من تفسير الصُوَر، الأفضل بالنسبة إلى المرء قبولها كما هي». هذا ما قاله لوي بونويل.

السفير اللبنانية في

03/10/2011

 

«صراع الكبار» شعار أفلام عيد الأضحى

كتب   أحمد الجزار 

يرفع موسم سينما عيد الأضحى شعار «صراع الكبار» حيث أعلن عدد من نجوم الشباك المشاركة بأفلامهم وهو ما دفع عدداً من صناع الأفلام الصغيرة للتفكير فى الانسحاب بأفلامهم خوفا من تعرضهم لخسائر فادحة، ورغم أن الخريطة النهائية للسباق لم تنته بعد إلا أن ٩٠% من ملامح الصورة أصبحت واضحة. ويبدأ الموسم مبكرا وقبل حلول عيد الأضحى بحوالى أسبوعين.

يعرض يوم ١٩ أكتوبر الجارى فيلم «كف القمر» للمخرج خالد يوسف، وتأليف ناصر عبدالرحمن وبطولة وفاء عامر وخالد صالح وجومانا مراد وحسن الرداد وهيثم أحمد زكى وتدور أحداثه حول الأم قمر التى أنجبت خمسة شبان تفرقوا فى أماكن مختلفة وتحاول استعادتهم مرة أخرى قبل موتها، ورغم أن الفيلم انتهى تصويره منذ ما يقرب من عام وليس له علاقة بما يحدث فى مصر حاليا لكنه يحمل الروح الثورية، وقررت الشركة الموزعة عرضه قبل انطلاق الموسم رسميا بأسبوعين كنوع من جس النبض وفى الوقت نفسه كمحاولة لتحقيق أكبر إيرادات ممكنة خاصة أنه من المتوقع أن يكون للأفلام الكوميدية الكلمة العليا، كما قررت الشركة المنتجة عرضه فى افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى كنوع من الدعاية المجانية حيث سينتهى المهرجان قبل عرض الفيلم جماهيريا بعشرة أيام فقط والجوائز التى من المتوقع أن يحصدها قد تدفع الجماهير لمشاهدته.

وبعد غياب عامين يعود هانى سلامة للمنافسة بفيلم «واحد صحيح» تأليف تامر حبيب وإخراج هادى الباجورى ويشاركه البطولة بسمة وكندة علوش ورانيا يوسف، وهو الفيلم الرومانسى الوحيد هذا الموسم وتدور أحداثه حول عبدالله مهندس الديكور الذى يعيش حالة تردد مستمرة بسبب عدم العثور على الفتاة المناسبة له، ومن المقرر أن ينتهى المخرج هادى الباحورى خلال أيام قليلة من تصوير المشاهد الأخيرة للفيلم بين القاهرة والعين السخنة وينتظر عرضه فى ٧٠ دار عرض.

وكالعادة ستكون الكوميديا هى فرس الرهان فى عيد الأضحى بعد أن قرر ثلاثة نجوم خوض المنافسة، فى مقدمتهم أحمد حلمى بفيلم «إكس لارج» تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج شريف عرفة ويشارك فى البطولة إيمى و دنيا سمير غانم وإبراهيم نصر وتدور أحداثه حول شاب يعانى من سمنة مفرطة تجعله يعيش حالة من الوحدة والعزلة، وانتهى شريف عرفة مؤخرا من تصوير معظم المشاهد الداخلية بمدينة الإنتاج الإعلامى ويتبقى له عشرة أيام فقط على انتهاء تصوير الفيلم بالكامل وقررت الشركة الموزعة عرضه يوم ٥ نوفمبر فى ٨٠ دار عرض. كما يخوض المنافسة أيضا أحمد مكى بفيلم «سيما على بابا» أو «حزلئوم فى الفضاء» حيث لم يستقر على الاسم النهائى حتى الآن ويجسد من خلاله شخصية «حزلئوم» التى سبق له تقديمها فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، وبدأ مكى منذ أربعة أسابيع وفى سرية تامة تصوير أول مشاهد الفيلم الذى كتب له السيناريو والحوار شريف نجيب وإخراج أحمد الجندى ويشارك فى بطولته هشام إسماعيل ومن المقرر عرضه فى ٧٥ دار عرض.

ومن الأفلام الكوميدية التى ستعرض فى موسم عيد الأضحى «عمر وسلمى٣» بطولة تامر حسنى ومى عزالدين، ويراهن صناع الفيلم على الإيرادات الكبيرة التى حققها الجزآن الأخيران، وتدور أحداث الجزء الثالث حول عملية اختطاف بنات تامر حسنى، ويواصل المخرج محمد سامى إجراء عمليات المونتاج والمكساج حتى يصبح الفيلم جاهزا تماما للعرض.

من جهة أخرى لم يتحدد حتى الآن مصير ثلاثة أفلام هى «بنات العم» إخراج أحمد سمير فرج وبطولة أحمد فهمى وشيكو وهشام ماجد وأيتن عامر وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول ثلاث فتيات يتعرضن لأزمة فيتحولن إلى رجال ويسعين طوال الأحداث لمواجهة هذه الأزمة ليعدن إلى حياتهن مرة أخرى، وقامت الشركة المنتجة بطرح بوستر الدعاية، كما لم يتحدد أيضا موقف فيلم «مؤنت سالم» بطولة رامز جلال وإدوارد رغم انتهاء رامز من تصوير ٩٥% من أحداث الفيلم وذلك لرغبة الشركة فى عرض الفيلم فى موسم اقل شراسة، أما الفيلم الثالث الذى يقع صناعه فى حيرة كبيرة فهو «أمن دولت» فبعد إعلان الشركة المنتجة عن عزمها عرضه فى عيد الأضحى ترددت مؤخرا فى طرح الدعاية فى خطوة تؤكد نيتها فى تأجيل الفيلم إلى موسم آخر حتى لا يتعرض لخسائر كبيرة.

فى الوقت نفسه قررت بعض شركات الإنتاج تأجيل أفلامها الخالية من نجوم الشباك حتى لا تقع فلامهم فريسة للأفلام الكبرى ومن هذه الأفلام «برتيته» بطولة يسرا اللوزى وعمرو يوسف وإخراج شريف مندور و«رد فعل» بطولة حورية فرغلى ومحمود عبدالمغنى وإخراج حسام الجوهرى و«جدو حبيبى» بطولة محمود ياسين ولبنى عبدالعزيز وبشرى وإخراج على إدريس و«ريكلام» بطولة غادة عبدالرازق وإخراج على رجب و«حفلة منتصف الليل» بطولة درة ورانيا يوسف وإخراج محمود كامل.

المصري اليوم في

03/10/2011

 

يا ولاد الحلال حد فاهم حاجة

حنان شومان 

حين يحتاج عامة الناس فى كل أنحاء المعمورة أن يتفهموا مشهداً ما أو أزمة على المستوى المحلى أو الدولى يلجأون عادةً إلى وسائل الإعلام المختلفة أو أصحاب المقدرة على التحليل الذين تسمح مواقعهم برسم صورة متكاملة الأركان لهذا المشهد أو ذاك.

ولكننا فى مصر الآن نكاد نكون من الحالات النادرة بين الأمم التى لا يستطيع أحد أن يزعم أنه يملك أن يرسم صورة متكاملة أو حتى أقرب للمتكاملة لمشهد الأمة المصرية، فلا الشعب فاهم ولا محللوه وصفوته قادرون على الفهم، ولا حتى حكامه المتمثلون فى مجلس عسكرى أو حكومة قادرون على الفهم والتصرف على أساس حتى الحد الأدنى من الخيال السياسى والاقتصادى والمجتمعى الذى يسمح بما نطلق عليه ولو من بعيد كلمة الحكم الرشيد. مجريات الأمور فى مصر منذ الخامس والعشرين من يناير تؤكد ذلك دون جدال، فنحن أمةٌ كل يوم فى حال لا علاقة له بما قبله أو بعده.وعليك فقط أن تجرب أن تجلس فى يوم واحد مع صديق أو واحد من جيرانك، ثم تتنقل بين المحطات الفضائية المختلفة والصحف، ثم تتجه إلى لقاء أحد المسؤولين عن الحكم، ومنهم إلى أحد أقطاب المعارضة البارزة، وبعدها تنهى يومك بتصفح التويتر والفيس بوك، وقل لى بالله عليك هل ستصل إلى إجابة شافية قاطعة فى أى موضوع؟! الإجابة بسم الله الرحمن الرحيم محدش فاهم حاجة، ولكن الكل يزعم أنه فاهم بينما ينهى حواره بعبارة بس أنا مش فاهم.

ولأنى أزعم دائما الصراحة مع النفس والاختلاف، فها أنا أبدأ بأنى مش فاهمة حاجة ولا أظن أن ذلك يعيبنى بقدر ما يعيب هؤلاء الذين. يتضافرون فى صناعة مشهد عام ملخبط لا يسمح لهم أو لنا بالفهم.

وخد عندك بعضا من بعض ما لا أفهم:

1 - لجنة الأحزاب أعلنت أن فى مصر الآن 47 حزبا منها 23 قائمة قبل الثورة و23 تم إنشاؤها بعد الثورة، وفى نشرات الأخبار والصحف يعلنون أن 60 حزبا قررت مقاطعة الانتخابات القادمة! طب إزاى، هل تم استيراد أحزاب لمقاطعة الانتخابات؟ وإذا سألت كاتب الخبر نفسه يقول لك مش فاهم، طب حد تانى فاهم؟

2 - صار دعاة الدين سياسيين وصار السياسيون يفتون فى الدين، فمثلاً الشيخ مظهر عاشور إمام مسجد عمر مكرم الذى لم يكن أحد فى مصر يعرف أساساً أن لهذا المسجد إماما صار الإمام سياسيا ووجها إعلاميا، ومرشح الرئاسة حازم أبو إسماعيل صار مفتيا يقرر أنه لو كسب الرئاسة سيُحجب المسيحيات حتى لا يفتن شباب المسلمين!! زاغت بصيرة أهل السياسة وأهل الدعوة فخلطوهم ببعض فلا هم صاروا فاهمين ولخبطونا معهم، حد فاهم حاجة؟

3 - الإخوان والجماعات السلفية كانت لهم خريطة تستطيع دراستها وتحليلها حين كانوا يعيشون فى الظلام تحت الأرض كجماعات محظورة، ومنذ أن برزوا على السطح وفى النور صاروا يلطشون فى بعضهم البعض وفينا وكأن النور قد أعمى أبصارهم بعد طول إظلام، وقد يخرج علينا أحد المحللين بكلام كبير فى التفسير ولكنه عادة ينهى كلامه بعبارة لكن أنا مش فاهم، طب حد تانى فاهم؟

4 - وأكبر المصائب تأتى من حكامنا ومن يقودوننا ممثلين فى المجلس العسكرى والحكومة فكلما فعلوا شيئاً أو اتخذوا قراراً حادوا عنه بشكل أو بآخر بعد فترة، فلا الإعلان الدستورى، ولا قانون الانتخابات، ولا قانون الطوارئ، ولا تجريم الاعتصامات، ولا الشعب والجيش إيد واحدة، ولا شىء من هذا أو غيره من قرارات الحكام يبقى ويُفعّل إلا وتبعه بنقيض مما يؤكد أنهم مش فاهمين حاجة وبيتعلموا فى شعب بأكمله السياسة، فهل حد فيهم فاهم كل حاجة؟!.. وللحق فقد تعبنا ممن يتعلمون فينا أو يُعلمون علينا، وللحق أيضا أكاد وأنا أسير فى شوارع المحروسة أن أجد وجوه ناس تنادى بلا صوت أو بصوت يا ولاد الحلال فى حد فاهم حاجة؟!

اليوم السابع المصرية في

03/10/2011

 

نادين لبكي تتوق الى الاوسكار

ميدل ايست أونلاين/ بيروت 

الصحافة الغربية تصف المخرجة اللبنانية بانها تمتلك سلاحاً لوقف الحرب العبثية في بلادها بعدستها المفعمة بالمشاعر.

تنهال طلبات المقابلات الصحافية على نادين لبكي منذ فوز فيلمها "وهلأ لوين؟" بجائزة الجمهور في مهرجان تورونتو للسينما، وحلم الحصول على جائزة اوسكار اولى بدأ يدغدغ الكثير من اللبنانيين الفخورين بنجمتهم الشابة التي بلغت شهرة عالمية في زمن قياسي.

في مقهى صغير في بيروت، تتحدث نادين بتأثر عن اختبارها، وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية "النجاح يرتب مسؤولية، ويجعلني أشعر بانني ناطقة باسم بلادي".

وقد حاز فيلم "ذا كينغ سبيتش" (خطاب الملك) العام 2010، جائزة الجمهور في مهرجان تورونتو، قبل وقت قصير من ترشيحه الى جوائز الاوسكار حيث فاز باربع جوائز.

وسيشكل مجرد ترشيح "وهلأ لوين؟"، وهو فيلم يبرز عبثية الحروب، الى هذه الجائزة العريقة سابقة بالنسبة الى لبنان حيث الصناعة السينمائية شبه غائبة.

وكان الفيلم الاول للمخرجة والممثلة نادين لبكي، "سكر بنات" الذي يروي سيرة نساء يعملن في صالون تزيين، لاقى نجاحا كبيرا العام 2007، وتم عرضه خلال فاعلية اسبوعي المخرجين في مهرجان كان السينمائي.

ويلاقي فيلم "وهلأ لوين؟" الترحيب ذاته منذ خروجه الى الصالات في منتصف ايلول/سبتمبر في باريس ومنذ اكثر من اسبوع في لبنان. وكتبت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية ان "لبكي تملك سلاحا لوقف الحرب"، بينما وصفته "لوفيغارو" بانه "الفيلم الاكثر حماسا لهذا الموسم".

وسجل الفيلم رقما قياسيا بين الأفلام اللبنانية على الاطلاق إذ شاهده خلال الأيام الأربعة الأولى لعرضه أكثر من 21 ألف مشاهد، على ما أفادت الشركة الموزعة في لبنان.

وترغب نادين لبكي، من خلال ظهورها على الساحة العالمية، ان تحمل صوت بلدها الذي ما زالت حواجز الخوف فيه قائمة بين ابنائه بعد نحو عشرين عاما على انتهاء الحرب الاهلية.

وتؤكد انه "عندما يقال لي (لقد رفعت اسم لبنان عاليا)، تغلبني الدموع. واشعر انني لا اريد ان اخيب امال الناس او ان اعكس صورة غير دقيقة عن بلدي".

عاشت نادين لبكي طفولتها في لبنان، الذي كان يرزح آنذاك تحت حرب اهلية مدمرة استمرت من العام 1975 الى العام 1990. وفي سن مبكرة وجدت نادين في الصورة ملجأ لها من الملل.

وتقول "كان التلفزيون هو الملاذ الوحيد لطفلة صغيرة عاشت حبيسة الجدران الاربعة في ايام الحرب".

تلقت نادين دروسها في جامعة القديس يوسف في بيروت حيث نالت اجازة في المرئي والمسموع، واعدت فيلما للتخرج بعنوان "11 شارع باستور" حصل على جائزة افضل فيلم قصير في مهرجان السينما العربية في معهد العالم العربي في باريس العام 1998.

ثم عملت بعد ذلك على تعزيز حضورها في عالم الاخراج من خلال العمل في مجال الاعلانات التجارية والفيديو كليب التي تلقى رواجا كبيرا في لبنان.

وتقول "تعلمت في لبنان، حيث لا يوجد مخرجون يشكلون مرجعيات في هذا المجال" مضيفة "لا اعرف ما اذا كنت احسن القيام بعملي، لكن مجرد وصول الفليم الى مهرجاني تورونتو وكان يمنحني الثقة بالنفس".

ولا يروق لنادين لبكي، التي تعمل دائما مع المنتجة الفرنسية آن دومينيك توسان وشركة الانتاج "لي فيلم دو تورنال"، ان يقال انها تخرج افلاما "تعجب الجمهور الغربي" من خلال اظهار نساء شرقيات جريئات في اطار يتخلله الهزل وتطغى عليه روح الفكاهة اللبنانية.

وترد قائلة "ليس لدي وصفة معينة اتبعها، انا اتبع احساسي".

يروي فيلم "وهلأ لوين" قصة نساء قرويات يسعين لمنع رجالهن من المشاركة في الحرب، وهن لا يترددن في سبيل ذلك، عن الاستعانة بخدمات راقصات اوكرانيات يعملن في مراقص ليلية.

ترى نادين لبكي ان النكتة "سلاح قوي جدا"، لاسيما في مواجهة الاسلحة الحقيقة.

وهي بدأت بكتابة سيناريو الفيلم في ايار/مايو من العام 2008 بالتزامن مع وقوع اشتباكات مسلحة في العاصمة بيروت وبعض مناطق الجبل، وكانت حاملا آنذاك.

وتشير نادين، وهي متزوجة من خالد مزنر الذي الف الموسيقى التصويرية للفيلم الى انه "في بضع ساعات، تحول الناس الذين عاشوا مع بعضهم الى اعداء".

وتقول للذين يعتبرون ان فيلمها ينطوي على رسائل مباشرة لا بل ساذجة "اريد ان تكون الرسالة مباشرة، لا اريد ان ارى المزيد من النساء المتشحات بالسواد يرين ابناءهن يموتون امام انظارهن".

وتقول نادين ان اخراج الافلام بالنسبة اليها فيه شيء من "العلاج".

ولم تفصح نادين لبكي عن مشاريعها المستقبلية، لكنها تؤكد انها ستعمل دائما على "استكشاف هذا الخوف من الآخر، واظهار الرغبة في بلوغ عالم افضل".

ميدل إيست أنلاين في

03/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)