حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«ظهور كوكب القرود» لروبرت وايت

حين يتفوّق القرد على الإنسان

نديم جرجورة

إنه العلم. محتاج دائماً إلى اختبارات. مفتوح هو على احتمالات شتّى. سؤال الطبّ جزءٌ من اللعبة. لعبة العلم في مقارعة المجهول، وجعله معلوماً. العلاج. الأمراض. الخارطة الجينية. أمور لا عدّ لها ولا حصر. اختبار كل شيء علمي مُتاح. لكن الأولوية للحيوانات. أي أن كل اختراع جديد معقودٌ على الحيوان أولاً. على حيوان يُفترض به أن يكون الأقرب إلى الإنسان. ربما لهذا السبب، خاض الفرنسيّ بيار بوول تجربة من نوع آخر، مستمدّة من العلاقة الوطيدة والملتبسة في آن واحد بين الإنسان والقرد. وضع مؤلّفاً أدبياً أسماه «كوكب القرود» (1963). الاقتباس السينمائي الأول واجه صعوبات إنتاجية عدّة، نتج بعضها من عدم اقتناع منتجين بأهمية القصّة. بأهمية الحبكة المعقودة على العلاقة تلك. لكن التحدّي أثمر فيلماً لا يزال أحد أبرز كلاسيكيات السينما الهوليوودية: «كوكب القرود» (1968) لفرانكلين جي. شافنر (بلغت ميزانية إنتاجه خمسة ملايين وثمانمئة ألف دولار أميركي، وحقّقت إيرادات عروضه التجارية داخل الولايات المتحدّة الأميركية نحو 32 مليون دولار أميركي). البداية السينمائية الناجحة، شكلاً ومضموناً وتحليلاً ومعالجة وتمثيلاً (أبرز الممثلين: تشارلتون هستون)، أثمرت اقتباسات سينمائية متفرّقة. الفيلم الكلاسيكي الأول ظلّ الأفضل بينها كلّها. ظلّ الأهمّ، إلى درجة دفعت مخرجاً غرائبياً يُدعى تيم بورتون إلى الاشتغال عليه مجدّداً، بخيالاته الجانحة باتجاه الفانتازيا والقسوة. بورتون حقّق «كوكب القرود» في العام 2001.

العصر

في العام 2011، تبدّل الأمر. هناك رغبة في معرفة أصل الحكاية. المتخيّل جاهزٌ. الراهن مفتوح على أفكار جمّة. مرض العصر، أو بالأحرى أحد أبرز أمراض العصر الآنيّ: ألزهايمر. العلم ساع إلى علاج طبّي. اختار الفيلم اللحظة تلك: الجمع بين مناخ النصّ الكلاسيكي والحبكة الأصلية والحالة الراهنة. بمعنى آخر: هل يُمكن العثور على علاج لمرض ألزهايمر؟ المنطق العلمي أفاد مراراً أن لا شيء مستحيل. إذاً: الاختبارات العلمية ركيزة جوهرية. القرد أقرب حيوان إلى الإنسان، في البيولوجيا والتفكير والحساسية. هذه حبكة «ظهور كوكب القرود»، الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج البريطاني الشاب روبرت وايت (مواليد 26 تشرين الأول 1972): الشاب ويل رودمان (جيمس فرانكو) منشغل بمرض ألزهايمر، المُصاب به والده تشارلز (جون ليثغو). في المختبر، قردة استُعين بهم كـ«فئران تجارب». العلم طاغ في اللحظات الأولى. لكن الفانتازيا انعكاس لمرارة الواقع. انعكاس للحلقة المفقودة في العلاقة الوطيدة والملتبسة بين الإنسان والقرد. نظرية داروين في «النشوء والارتقاء» لا تزال حيوية. الفيلم ليس مشروعاً سينمائياً فقط. المضمون تحليل مبطّن لتلك العلاقة. للموقف الأخلاقي والحركة الإنسانية. للقدرات «البشرية» الخاصّة بالقردة. عناوين كثيرة. الأهمّ كامنٌ في قدرة الفيلم على جعل العلم متعة. على جعل الأمل بالخلاص فُرجة. على مواجهة جنون الإنسان ببراعة القرد في أن يكون سيّد نفسه. أو سيّد العالم. في أن يكون أكثر وعياً من الإنسان. أكثر إنسانية منه أيضاً. أكثر إدراكاً لمعنى القوّة: أن تكون قويّاً، لا أن تتصرّف بقوّة. أن تردع صحبك، في اللحظة المناسبة، عن ارتكاب فعل مُشين.

البحث عن علاج لمرض ألزهايمر، أفضى إلى انتصار القرد على الإنسان. في المختبر التابع لشركة تصنيع أدوية وبيعها، انطلقت الحكاية. القرد قادرٌ على استيعاب أمور يُفترض بالإنسان وحده أن يستوعبها. هناك ذكاء ما. هناك دواء جعل القرد يُدرك ما يفعله، ولا ينساه. هناك مرحلة بلغها القرد، جعل الباحثون يقتنعون بصوابية الخطّة والبحث العلمي. لكن، هناك دائماً ما يُعكّر صفو النجاح. فالإنسان، بطبعه وطبيعته، يغيب عن حقائق جوهرية. انفعل القرد. انقضّ على الجميع. وعندما أرداه أحد رجال الأمن، أدرك ويل رودمان أن المسألة كلّها مرتبطة بخوف القرد على الوليد الجديد. الانتقال بالوليد الجديد إلى المنزل العائلي، دعوة إلى متابعة محطّة جديدة من المسار الدرامي. الانتقال البيولوجي لمفعول العلاج من القرد الأم إلى وليدها، أدّى بالوليد نفسه إلى اكتساب مهارات بشرية. منها: محاورة الإنسان بلغة الإشارة. الذكاء رائع. العلاقة بين القرد قيصر (آندي سُركِس) والباحث الشاب ويل والأب المريض جيّدة. بل أكثر من جيدة. الأعوام تمرّ سريعاً. الذكاء يزداد. العلاقة توطّدت أكثر فأكثر. الاختبار الطبّي الناجح في مفعوله على القرد، كشف عن نجاحه في مفعوله على الإنسان. تشارلز رودمان استعاد بعض عافيته. بات إنساناً من جديد.

اختبارات

غير أن المسألة أعقد من ذلك. خوف القرد قيصر على تشارلز، خصوصاً بعد فقدانه الأثر الإيجابي للعلاج، شكّل تحوّلاً في المسار التصاعديّ للنص الدرامي. اعتقال قيصر في «سجن» للقردة افتتح عهداً آخر من العلاقات: علاقة القرد بالإنسان، وعلاقة القردة بعضهم بالبعض الآخر. التضامن سمة انتصار. قيصر وحيدٌ. لكنه الأذكى بين القردة. حاول استعادة ويل، لكن ويل عاجزٌ عن تجاوز قرار قضائي. العزلة مخيفة. التخلّي فظيع. يجعلان المرء عدائياً أحياناً. قيصر محتاج إلى المكان الأجمل في حياته. لكن المكان الحقيقي له ليس المكان الأجمل في حياته. التفاعل اللاحق للعلاقات والأحداث منضو في إطار التشويق. تشويق مفعم بمعطيات فكرية وجمالية. بمعطيات متعلّقة بالحياة والطبيعة البشرية والإحساس الحيوانيّ. لا حاجة إلى تحليل الفيلم وسرد مساراته أكثر من ذلك. إنه المقدّمة المفترضة لـ«كوكب القرود» وملاحقه التالية. إنه الصورة الأولى التي أزالت البشر عن كوكبهم. كوكب البشر بات مهجوراً من البشر. ماذا عن مستقبل هؤلاء البشر أنفسهم؟

عرف «ظهور كوكب القرود» نجاحاً تجارياً لافتاً للانتباه داخل الولايات المتحدّة الأميركية وكندا تحديداً. في اليوم الأول لإطلاق عرضه التجاري في 3648 صالة سينمائية تضمّ 5400 شاشة كبيرة، في الخامس من آب 2011، حقّق الفيلم 19 مليوناً و534 ألفاً و699 دولارا أميركيا. إيرادات عطلة نهاية الأسبوع الأولى له، التي بلغت 54 مليوناً و806 آلاف و191 دولارا أميركيا، جعلته يحتلّ المرتبة الأولى في الفترة تلك. بعد مرور ستة وعشرين يوماً فقط، تجاوزت إيراداته الـ150 مليون دولار أميركي، ما دفع المجلة الأميركية «إنترتاينمنت ويكلي» إلى القول إن هذا أمرٌ غير مسبوق، نظراً إلى أن شهر آب يُعتبر أصعب شهر بالنسبة إلى جني الأرباح المالية من العروض السينمائية. ذكّرت المجلة نفسها قرّاءها بأن «The Help» (2011) لتايت تايلور (بدأت عروضه التجارية في أميركا الشمالية في العاشر من آب 2011) حقّق مئة مليون دولار أميركي في الفترة نفسها، و141 مليوناً و719 ألفاً و622 دولارا أميركيا كإيرادات دولية. لكن القرود تفوّقت عليه، فباتت إيراداتها الدولية لغاية الآن 373 مليوناً و947 ألفاً و116 دولارا أميركيا. وهذا كلّه في مقابل ميزانية إنتاجية بلغت 93 مليون دولار أميركي فقط.  

كلاكيت: ادّعاء بحت

نديم جرجوره

أثناء بحثي اليومي عن أخبار ومعلومات ومعطيات متعلّقة بشؤون السينما الغربية، أقع مراراً على أنباء توزّعها وكالات صحافية أجنبية، وتنشرها صحف يومية ومجلاّت أسبوعية عربية. أنباء متنوّعة: علاقات حبّ أو انفصال. زواج أو طلاق. مشاكل يُسبّبها معجبون أو معجبات. مطاردات يقوم بها صحافيو «باباراتزي». محاكم ومخدّرات وتهم بالاعتداءات على آخرين. أخبار خاصّة بأفلام ومشاريع ومفاوضات جديدة بين ممثلين ومنتجين. أخبار تتناول رغبة مخرج في تحقيق فيلم مقتبس عن كتاب أو رواية لفتا انتباهه. أو أرقام تكشف الميزانيات الخاصّة بهذا المشروع أو ذاك، أو بإيرادات هذا الفيلم أو ذاك.

إنه عالم مفتوح على أنباء جمّة. وكالات الأخبار الأجنبية لا تتردّد أبداً عن البحث عن معلومات كهذه. تستعين، أحياناً، بحوارات منشورة في صحف ومجلات أوروبية أو أميركية أو آسيوية. تقتبس مقتطفات منها. توزّعها عشية صدور العدد، أو بالتزامن مع صدوره. هذا جزء من العمل الصحافي البحت. هذا نمط مهنيّ لا علاقة له بالنقد أو التحليل. هناك صحافيون متخصّصون بالشؤون السينمائية، يعملون لحساب وكالات أنباء دولية عدّة. يكتبون انطباعات أو آراء نقدية أو تحاليل متفرّقة. يُجرون حوارات سينمائية تنشرها صحفٌ يومية عربية لا يعمل لديها نقّاد أو صحافيون سينمائيون.

لا جديد في هذا كلّه. لكن الصدفة وحدها جعلتني أنتبه، مجدّداً، إلى أن أخباراً توزّعها وكالات الأنباء هذه تكون منقوصة أو غير صحيحة. هذا يعني أن محرّر الخبر اكتفى باستماعه إلى «شائعة» ما، من دون أن يُدقِّق بصحّتها. ليس اتّهاماً ضد أحد، بل محاولة للقول إن أحد أبرز الأسس الجوهرية للعمل المهنيّ كامنٌ في ضرورة التقصّي والتدقيق، قبل نشر الخبر أو المعلومة. في حين أن التحليل النقديّ يبقى حكراً على الرأي الشخصيّ للناقد أو الصحافي السينمائيّ، وهما يتحمّلان المسؤولية الكاملة عمّا يكتبانه، وهذا قابلٌ للسجال النقدي السليم، المبني على الحوار مع الآخر، ومناقشة مضمون النصّ المكتوب، تماماً كمناقشة الفيلم ومعطياته وفضاءاته وأفكاره واشتغالاته البصرية.

مؤخّراً، نُشر خبران سينمائيان غير صحيحين: الأول متعلّق بمشاركة الابن الأكبر بالتبنّي للثنائي براد بيت وأنجلينا جولي في فيلم سينمائي جديد. الثاني خاصّ بالسينمائي الأميركي أوليفر ستون، الذي قيل إنه يستعدّ لتصوير فيلم وثائقي عن الرئيس الإيراني، «لتحسين الصورة العالمية للإسلام عامة، ولإيران ورئيسها خاصّة». أيام قليلة جداً مرّت، قبل الإعلان عن «عدم صحّة» الخبرين. بيان صادر عن الثنائي الهوليوودي نفى النبأ. بيان آخر صادر عن المخرج «الذي يحظى بتقدير كبير من محبّي السينما الإيرانيين» أشار إلى أن المسألة ادّعاء بحت. وكالات أنباء دولية نشرت الخبرين. من المسؤول؟

خطأ مهنيّ؟ لامبالاة؟ تسرّع في نشر الخبر؟ لا أعرف. المشكلة مستمرّة. المحاسبة ضرورية. هذا منسحبٌ على أمور مهنية أخرى أيضاً.

السفير اللبنانية في

15/09/2011

 

/وقفــات/

عبد الجليل سلوم 

النسخة من فيلم «سفر برلك» (للأخوين رحباني) على قناة «روتانا زمان» (الخميس 15/9/2011)، عُمد فيها إلى حذف أجزاء من «رقصة المقهى» (من المؤلَّفات الموسيقية الرحبانية) على نحوٍ متـقطّع ثماني مرّات متفرّقة، ما أدّى إلى تشويه الانسياق الموسيقي فلم يَبْقَ من مدّة الرقصة سوى ثمانٍ وخمسين ثانية من أصل دقيقتين وستّ وأربعين ثانية، وفَقَدَ مشهد «رقصة المقهى» (التي أدّتها الراقصة ميرفت) الصلاحية للبثّ العامّ، وسَقَطَ الشعار «الروتاني» المزعوم: «روتانا زمان. عالأصل دوَّر»!
من جهة أخرى، لا تزال القناة عينُها تحتضن مغنِّيَيْن لم نشهد لأيّ منهما ـ حتى الآن ـ أيّ أغنية مخصوصة به، وهما: فؤاد زبادي وعبـده شريف. فيبدو «زبادي» غير قادر على التــخلّي عن تأثّره بأداء المطرب محمد عبد المطلب. ويبـدو «شريف» أيضاً غير قادر على التخلّي عن تأثّره بأداء العــندليب عبـد الحليم حافظ، فضلاً عن تقليده في حركاته التعبيرية!

÷ قناة «المنار» تنفرد بتأدية خدمة دعائية لصُوَر بيئية مجتمعية مختلفة وافدة من بلاد فارس، فتُلاقي على خطّ مُوازٍ الخدمة الدعائية ـ علـى قنوات عدّة ـ لصُوَر مُشابهة في أعجميّتها، لكنّها وافدة من تركيا. ويُصار إلى تجريعنا تَيْنِك البيئتين الدخيلتين على بيئتنا المجتمعية اللبنانية بأسلوب تجريعٍ صوتيّ مزدوج يقوم على: اللغة العربية الفصحى (للتجريع الفارسي الصوري)، والعاميّة السورية (للتجريع التركي الصوري).

ولمّا كان عصر الصورة هو الغالب، فإن الكفّة الراجحة هي لمصلحة البلد صاحـب الصورة. وأصواتنا العربية تمثّل مطيّة لإبراز الصوَر البيئية الأعجمية في المسلسلات الرائجة (الفارسيـة والتركية)!

÷ قالت الزميلة ديمة صادق في نشرة إخبارية مسائية على شاشة «LBC»:

1ـ «... خمسةٌ وعُشْرون...».

2ـ «... ورئيسُ مَجْلِسِ الشَّوْرَى...».

3ـ «... نَفُوا التُّهَم...».

4ـ «... التي استَخْدَمَها السَّجِيْنَيْن...».

والصواب:

1ـ «... وعِشْرون...» (بكسر العين). وليس في اللغة «عُشْرون»!

2ـ «... الشُّوْرَى...» (بضمّ الشين)، أي الاسم من التَّشاوُر.

3ـ «... نَفَوْا...»، لأن حرف العلّة إذا كان ألفاً في الفعل الناقص، فإننا نحذف الألف حين نسند واو الجماعة إلى الفعل ونفتح ما قبل الألف.

4ـ «... السَّجِيْنان...»، لأن الفاعل إذا كان مثنّى يُرفع بالألف، ولا يمكن أن يُرفع بالياء!

وفي النشرة أخطاء أخرى...

السفير اللبنانية في

19/09/2011

  /وقفــات/

عبد الجليل سلوم

النسخة من فيلم «سفر برلك» (للأخوين رحباني) على قناة «سينما 1» (الأربعاء 7/9/2011)، شهدت فيها أغنية «علَّموني» قفزة حاذفة قطعت المدّ الصوتي للألف الليّنة في كلمة «وْكان» عند غناء السيدة فيروز جملة «... وْكان العمر طايب...»، فسُمعتْ: «وْكَن». لكنَّ هذه الكلمة سَلِمت من قَطع المدّ الصوتي عند تكرار غناء الجملة نفسها.

وفي مشهد المقهى في النسخة عينها، ما إن نادت الفنانة نزهة يونس الراقصةَ ميرفت، حتى حُذف قول «ميرفت»: «نعم»، وحُذف قول «نزهة» لها: «ابتدي بالرَّقْصة»، فبدأت الرَّقْصة حالما قالت «نزهة» مناديةً: «ميرفت».

من جهة أخرى، اعتمدت «سينما 1» «zoom» بأسلوب «American Vista» (أي ما يعادل مقياس «X 1,39»)، مع أن «سفر برلك» (المصوَّر «CINEMASCOPE») يناسبه مقياس «X 1,00» على الشاشة المنزلية لتتمكّن من استيعاب أجزاء المَشاهد التي تظهر ضمن الجانبين الأيمن والأيسر من عَرْض الشاشة.

يُذكر أن الفيلم الذي أخرجه بركات، صُوِّرت مَشاهده في: كفون، ضهور الشوير، اللقلوق، دوما، بعبدا، جبيل، بيت شباب، جديتا، المتين، زحلة وبيروت.

اعتادت قناة «روتانا زمان» أن تبثّ في أعلى شاشتها عبارة «حفل أم كلثوم» عند عرضها كلَّ ليلة أغنيةً لكوكب الشرق. ولكنْ عند عرضها ذات ليلة أغنية «حيَّرت قلبي معاك»، بثّت اسم هذه الأغنية عند بدء عرضها، وما لبثت أن غيّرت رأيها بعد نحو عشر دقائق لتبثّ العبارة المعتادة بدلاً من اسم الأغنية.

إن اسم أيّ أغنية كلثوميّة هو أَولى بأن يُبثّ على الشاشة «الروتانيّة»، على غرار بثّ اسم كلّ فيلم عربي على هذه الشاشة.

الزميلة حسينة أوشان رَفَعَت اسم كلّ من «أنَّ» و«إنَّ» (بدلاً من «نصبِه») في موجز إخباريّ على قناة «العربية»، فقالت:

1ـ «... أنَّ بالإمكان وَصْفُ بعضِ أعضائِها...».

2ـ «... إنَّ على اللِّيبيِّين احترامُ المواثيقِ...».

وقالت «حسينة» أيضاً: «... شارَفَ على تحقيقِ أهدافِ...».

والصواب: «... شارَفَ تحقيقَ أهدافِ...»، لأن الفعل «شارَفَ» يتعدّى إلى مفعولِه مباشرةً، لا بحرف الجرّ «على». يقال في اللغة:

أ ـ شارَفَ المكانَ: عَلاهُ.

ب ـ شارَفَ الشيءَ: اطَّلعَ عليه من فوق.

ج ـ شارَفَهُ: قارَبَهُ ودَنا منه.

السفير اللبنانية في

15/09/2011

 

بطلة خارقة في كل شيء ولا شيء

«كولومبيانا».. إياكم أن تشاهدوا الفيلم دون «نــاتشوز»

زياد عبدالله 

اقتلي واتركي خلفك تلك الوردة، وبين الوردة والرصاصة يصنع فيلم، ينهل من الاثنين لتكون الرصاصة لطيفة ورقيقة، وإن كانت قاتلة، كما يمكن التنويع في القتل من باب الأنوثة، التي عليها أن تتحالف مع كل ما يؤدي إلى قتل أكبر عدد ممكن من الأشرار، لإيصال رسالة لقاتل بعينه، وهكذا فإن كل من سيقتل في البداية لن يشكلوا إلا أحرف الرسالة، والتي ما أن تصل حتى ينتهي الفيلم بقتل المراد إيصال الرسالة إليه.

في ما تقدم ما يختزل كل ما حفل به فيلم Colombiana«كولومبيانا» المعروض حاليا في دور العرض المحلية، وليست الـ90 دقيقة - أكثر أو أقل لا فرق - إلا لإقناعنا بأننا حيال قاتلة خارقة، وهي كذلك حين تقرر زو سلدانا أن تكون كاتاليا اسم الشخصية التي جسدتها واسم الوردة التي راحت ترسمها على أجساد ضحاياها، سلدانا ستكون خارقة حارقة، كما انجيلينا جولي في «سالت»، مع الفوارق بين الاثنتين، لكن من حيث المبدأ فإن الأمر لا يتعدى البطولة النسائية المطلقة، مع قدرات خارقة في القتل والمطاردة والنجاة من كمين إلى آخر، بما يشكل استدعاء للمشاهدين، ليجدوا ما يمكن أن تقدمه هذه الممثلة في هذا الخصوص، والتمتع بوليمة مطاردة تصاحبها كميات لا بأس بها من الفوشار والناتشوز وأشياء أخرى، مادامت قائمة المأكولات التي يمكن التمتع بها في الصالة في ازدهار وتطور، واسترسالاً، يجدر بأن يكتب على بطاقة حضور هذا الفيلم تنبيه خاص يقول: إياكم أن تدخلوا الصالة دون ناتشوز أو على الأقل كولا!

الصراع في الفيلم يتشكل من الدقائق الأولى، كاتاليا الصغيرة ستكون شاهدة على قتل والديها، وسيعطيها والدها قبل أن يموت شريحة إلكترونية ومعها عنوان عليها اللجوء إليه إن اصابه مكروه، وهذا ما يحدث، إذ يصيبه المكروه الأكبر، ألا وهو القتل هو زوجته، وهنا ستتكشف كاتاليا عن مواهب خارقة منذ الصغر، ولا تسألوا عن السبب، ربما لأنها تعيش في كولومبيا، ربما!

تغرز كاتاليا الصغيرة سكيناً في يد قاتل والديها ثم تهرب وبحوزتها هذه الشريحة الإلكترونية، قفزات مدهشة وحركات أكثر دهشة، ومن ثم تختفي داخل مجرور، وتظهر من حفرة فإذا بها أمام السفارة الأميركية لتعطي من هناك تلك الشريحة التي تكون قد ابتلعتها، فإذا بها تتقيأ على مكتب الموظف الأمني في السفارة، وتخرج من القيء تلك الشريحة. هكذا يبدأ الفيلم، إلى أن تصل إلى شيكاغو حيث يسكن عمها، قادمة من كولومبيا، ولن ننتظر طويلاً حتى تكبر، لكن قبل ذلك تسأل عمها أن تصير قاتلة، فهذا كل ما تطمح إليه، وحين تكبر يكون لها ذلك، ونأخذ نبذة عنها مع تسربها المدهش إلى سجن وإقدامها على قتل أحدهم داخل السجن، في عملية إن قلنا عنها انها نوعية نكون قد قللنا من قيمتها، إنها عملية سحرية، محسوبة بدقة عجيبة، فنحن نقع عليها بداية امرأة تعاني من سكر شديد تقوم بالاصطدام بسيارة شرطة، وبالتالي يتم اعتقالها، وهناك نكتشف أنها متنكرة، وتتحول إلى جيمس بوند لا يشق له غبار، تمضي من خلال فتحات التهوية، وتفعل الكثير من الذكاء والحذلقة إلى أن تصل هدفها، فترديه وترسم على صدره زهرة الكاتاليا.

هذا أول اتصال لنا مع كاتاليا الكبيرة، ومن ثم يفتح لنا عالمها الخارق، إنها ببساطة كل شيء ولا شيء في آن، قاتلة محترفة يهيمن عليها الانتقام من قاتل والديها دون لويس، وحين يدرك المحقق الذي يتولى أمر التحقيق بسلسلة جرائمها، ويقرر نشر ذلك في الصحف تكون قد وصلت الرقم 23 من الضحايا، وبالتالي فإن رسالتها تصل الدون لويس.

ولتكتمل شروط العمل، لابد من الحب وبالتالي فإن على كاتاليا أن تكون عاشقة أيضاً، وهي كذلك في قصة حبها مع ذاك الرسام الذي لا يعرف شيئاً عنها سوى مقاسمة الحب، وحين يلتقط صورة لها فإنها سرعان ما تصل محقق «الأف بي آي»، ولعل الحب هنا سيكون نقطة الضعف الرئيسة في حياتها، ولكن لا تنسوا أنها كاتاليا وهي «قدها وقدود»، هي من تدع لأسماك القرش أن تنهش من يسمي نفسه «القرش»، وهي أيضاً من تستطيع اختراق زجاج «السي آي إيه» المصفح، وإن تواصلت المأساة في حياتها، وقام دون لويس بتصفية من تبقى ممن تحب.

الأمور ستمضي على ما يرام ولا داعي للتأني، كل شيء سيتحقق على يد بطلتنا الخارقة وبسرعة فائقة، وما من صعاب إلا وتذلل، وهي مستعدة كرمى للانتقام أن تدع للجميع أن يموتوا وصولاً إلى سيارتها المصفحة التي ستخترق كل شيء، وإن كانت أسماك القرش قد ساعدتها في التنويع في القتل، كما هو مطمح الفيلم الرئيس، فلا تنسوا الكلاب أيضاً، كل شيء ينهش في الفيلم، ومدعاة للملل والتثاؤب، كما أن كاتاليا لن تفرّط برقتها، وإن كانت قاتلة، فهي ببساطة كل شيء ولا شيء.

الإمارات اليوم في

15/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)