حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف

هل أفسدت السينما العربية الأعمال الادبية؟

محمد عبد الستار

بدأت السينما بالاعتماد على الأدب منذ انطلاقتها الاولى. وكان الاعتماد بصفة اساسية على المسرحيات. استمر ذلك مدة طويلة في العالم كله. وكانت السينما العربية في بدايتها...

عام 1918 اخرج المصور الإيطالي لاريتش فيلما قصيرا أدى بطولته الممثل المسرحي فوزي الجزائرلي، ثم فيلماً آخر مثّله علي الكسار، ثم فيلم "ليلى" عام 1927 بطولة عزيزة امير، وكذلك فيلم "زينب" للمخرج محمد كريم، وانتجه المسرحي الكبير يوسف وهبي. توالت الاعمال التي قام بها سليمان نجيب واستيفان روستي وفاطمة رشدي، وكلهم نجوم للمسرح. لم يقتصر تأثر السينما بالأدب على النصوص والممثلين المسرحيين، بل تعدّى ذلك الى طريقة التصوير وحركة الكاميرا وكثرة الحوار...

كانت السينما تعتمد على المسرح لتستمد منه الحياة. فقد كانت فناً بغير قواعد، تريد ان تضمن جمهور المسرح وتفيد من تراثه الذي يرجع الى آلاف السنين. لكن ذلك لم يستمر طويلا، اذ استقلت السينما بأدواتها وظهر ما يسمّى اللغة السينمائية التي تعتمد على مفردات مختلفة، ابرزها المونتاج والصوت الذي يتضمن الكلمة والموسيقى والمؤثرات الصوتية، وكذلك الصمت. هناك زاوية الكاميرا والديكور والملابس... ساعدت هذه العوامل مجتمعة على ولادة السينما المعاصرة التي تنفصل عن المسرح والأدب، واصبح الاقتراب الشديد من العمل الأصلي كما هو، سبباً لفشل الفيلم، مثلما حدث مع فيلم "هاملت" للورنس اوليفيه المأخوذ من مسرحية شكسبير الشهيرة. فقد فشل تماما لالتزامه الشديد النص المسرحي، في حين نجح الفيلم نفسه في السينما الروسية مع المخرج غريغوري كوزيمتز لالتزامه اللغة السينمائية واستلهامه روح النص فحسب.

كانت المرحلة الثانية التي ميّزت العلاقة بين السينما والأدب، مرحلة الاعتماد على الرواية التي مثّلت نبعاً ثرياً للافلام، مطلع الخمسينات حتى وصل عدد الافلام من اصل روائي الى 40 في المئة من مجموع الافلام في بعض المواسم في مصر.

تفاوتت قيمة تلك الافلام. حظي نجيب محفوظ بالنصيب الاكبر منها. وزادت الاعمال المأخوذة من ادبه على 45 فيلما، اولها "بداية ونهاية" عام 1964. صوّر الفيلم معاناة شريحة دنيا من الطبقة الوسطى من خلال أسرة تتكون من ارملة هي أمينة رزق وابن متمرد على اوضاعه الاجتماعية (عمر الشريف) وآخر يندرج في القاع مع المجرمين (فريد شوقي) وشقيقتهما (سناء جميل). كان الناجي الوحيد من المصير الضائع هو الشقيق الاوسط الذي أدى دوره حسن يوسف واستطاع ان يتكيف مع واقعه الجديد، وإن كان قاسيا. نجح كاتب السيناريو صلاح عز الدين والمخرج صلاح ابو سيف في نقل روح الأديب بكل دقة، وإن لم يتبعا النص حرفياً، بخاصة ان الاحداث في الاصل الادبي تتحرك ببطء، كما ان الرواية من اكبر اعمال نجيب محفوظ بعد الثلاثية حجماً (382 صفحة)، وهذا ما وضع صنّاع الفيلم في تحدٍّ حقيقي لتلخيص الاحداث. وقد نجح المخرج نجاحا باهرا في اختياره الممثلين على نحو جسّد به جيدا شخصيات الرواية.

كذلك عبّرت الملابس بدقة عن سمات الشخصية. فمثلاً الطربوش الذي نراه على رأس اكثر من شخصية، ساعد على تحديد زمن الاحداث. بساطة ملبس الأسرة تكشف هي ايضا عن مستواها المادي المتدني، وكذلك ملابس نفيسة السوداء التي تضفي جوا من الكآبة. وفّق الفيلم في استخدامه المؤثرات الصوتية وحركة الكاميرا والإضاءة للتعبير عن الجو النفسي. وكانت التجربة الناجحة الثانية لمحفوظ هي "القاهرة 30" لصلاح ابو سيف ايضا، وهو مأخوذ من رواية "القاهرة الجديدة" وقد كتب السيناريو علي الزرقاوي. نجح الفيلم في الحفاظ على روح النص وإن تصرف في الاحداث، فركّز على شخصية الاشتراكي الثوري (علي طه) الذي يفقد حبيبته (سعاد حسني). كذلك جعل الفيلم شخصية محفوظ عبد الدايم نفعية لا تتردد في التفريط بشرفها سبيلاً للصعود الاجتماعي وتجاهل شخصية مأمون الإخواني ذي الميول الدينية نظرا الى حساسية العلاقة بين التيار الديني والسلطة الناصرية وقتذاك، فاضطر الفيلم لإهمالها. التجربة على رغم نجاحها، لم ترتق الى سابقتها نظرا الى عدم قدرتها على تجسيد الصراع الايديولوجي بصدق على غرار الرواية.

جاء فيلم "خان الخليلي" لعاطف سالم، ليقدم ميلودراما ناجحة لرواية محفوظ، يحكي عن حب كهل (عماد حمدي) لشابة صغيرة من الجيران (سميرة احمد). لكنه يفاجأ بتعلق اخيه (حسن يوسف) بها، فيصرف نظره عنها ثم يموت اخوه فيتلقى صدمة ثانية من القدر.

تتوالى الاعمال السينمائية الناجحة المأخوذة من ادب نجيب محفوظ كــ"اللص والكلاب" لكمال الشيخ و"السكرية" لحسن الإمام. ثم كان الفيلم الاكثر نضجا، "الكرنك"، وقد حفلت الستينات بتجارب سينمائية مأخوذة من اعمال روائيين آخرين: "الارض" عن نص عبد الرحمن الشرقاوي، اخراج يوسف شاهين، عن الصراع بين اقطاعي في القرية يريد الاستيلاء على ارض الفلاحين لشق طريق الى قصره. وقد بلغ شاهين فيه قمته السينمائية وبخاصة في مشهد النهاية الذي جسّد عملية سحل لمحمود ابو سويلم (محمود الميلجي)، وهو يحتضن تراب ارضه على الرغم من ان الفيلم أهمل العديد من الاحداث الموجودة في الرواية، مثل فشله في رصد تحوّل الشيخ حسونه وتخلّيه عن الفلاحين طمعا في منصب العمدة الشاغر في القرية.

كانت اعمال احسان عبد القدوس السينمائية علامة بارزة لتزاوج السينما والأدب. وبلغت في مجموعها 14 عملا منها: "انا حرة"، "النظارة السوداء"، "الوسادة الخالية". وركز في غالبيتها على قضايا المرأة وحقها في كسر تقاليد المجتمع البالية. وكان يوسف السباعي اديبا سينمائيا هو الآخر، فبلغت اعماله 15 فيلما ابرزها "رد قلبي" و"اني راحلة" و"السقا مات". من الافلام الناجحة، معظم اعمال الاديب يحيى حقي وابرزها: "قنديل ام هاشم" و"البوسطجي". وكان "دعاء الكروان" لطه حسين من الاعمال التي حققت نجاحا سينمائيا، ربما ساعده على ذلك السيناريو الذي كتبه يوسف جوهر بحرفية كبيرة حافظت على روح النص ولم تهمل اللغة السينمائية.

مثّل فيلم "الحرام" ليوسف ادريس درة اعماله الروائية في السينما، وقد بات من كلاسيكيات السينما المصرية، بسبب قدرته على تصوير الريف المصري المغرق في التخلف في تلك الفترة. وجاءت موجة من الافلام المقتبسة من الروايات في السبعينات والثمانينات، قاطفة نجاحا نسبيا ابرزها "المواطن مصري" لصلاح ابو سيف عن رواية يوسف القعيد "الحرب في بر مصر"، و"الطوق والأسوارة" عن رواية يحيى الطاهر عبدالله، ويرصد فيها واقعا ذا طبيعة خاصة، وهو مجتمع الصعيد من خلال حياة ثلاثة اجيال في احدى القرى، يقضي عليها الفقر.

لا شك ان الرواية اضافت الى السينما ايجابيات كثيرة، اهمّها رقي لغة الحوار وتطرقها الى موضوعات مختلفة بعدما كانت مقتصرة على الاستعراض والميلودراما المسرحية.

لكن الأمر لا يخلو من الوجه الآخر للنجاح، وهو فشل السينما في التعامل مع الرواية على نحو افسد العمل الأدبي، ولم يساعد على نجاح الفيلم.

كذلك ان تعدد مستوى الفهم ميزة كبيرة في الرواية لا تتوافر في الفيلم، لتوحد جمهوره، فيضطر صانعوه الى استخدام لغة بسيطة يضيع معها العمق الروائي .

النهار الكويتية في

15/09/2011

 

ريز ويذرسبون تتألق والنمساوي كريستوف والتز مقتدر

«ماء للفيلة» السينما حينما تذهب إلى العمق الإنساني  

ثمة نوعية من الاعمال السينمائية التي يصلح ان نشاهدها في اي وقت حتى لو تجاوزت موعد عرضها ومن تلك الاعمال السينمائية التي تأسرنا يأتي فيلم «ماء للفيلة» والذي لايزال يحصد كماً من الكتابات النقدية الايجابية ليس في الصحافة الاميركية فقط بل يتجاوز ذلك الى ابرز نقاد السينما في بريطانيا وفرنسا وايطاليا. حيث الاشتغال على البعد الانساني للسينما فهناك أمر غريب وجميل حول قصة الحب التي تجمع بين عارضة في سيرك متجول وشاب يهرب من حياته البائسة ويصبح عاملاً في ذلك السيرك.

ما يجعل فيلم «ماء للفيلة» أكثر إثارةً وهو شخصية ثالثة، تذكّرنا بفوز الفنان النمساوي «كريستوف والتز» بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «الأوغاد المغمورين». إنّه يلعب دور «أوغست» مالك السيرك، وهو متزوج من تلك العارضة الجميلة التي يجعلها هي والآخرين تحت قبضته الحديدية.

القصة مقتبسة من رواية للكاتبة «سارا غروين»، وهي تُروى كشريط ذكريات من قِبَل رجل عجوز يدعى «جيكوب»، الذي فقد والديه في عام 1931، ولم يستطع إكمال دراسته كطالب في تخصص الطب البيطري بجامعة «كورنيل»، وإذا به يسير في الطريق وهو في حالة يأس، فيصادف قطاراً ويدخل إليه، ويكتشف أنّ القطار هو عبارة عن سيرك متجول. النجم «روبرت باتينسون» يلعب الدور في مرحلة الشباب. إنّه شاب بسيط ومتحمّس، وعيناه تغمرهما الدهشة والذهول بمجرد رؤية العارضة الجميلة «مارلينا» وهي على حصانها الأبيض. مالك السيرك «أوغست» على استعداد تام بأن يرمي بـ «جيكوب» إلى خارج القطار، إلى أن يتضّح له أنّ هذا الشاب يعرف شيئاً حول الطب البيطري.

في هذا العصر الذي نجد فيه المؤثرات البصرية الجاهزة والمشاهد المصطنعة والكاذبة، إنّه حقاً أمرٌ قديم الطراز و«متعة فائقة» أن نشاهد فيلماً بأشخاص حقيقيين ومواقع تصوير معقولة، ومن دون مبالغة في المؤثرات. مصمّم مواقع التصوير «جاك فيسك» يخلق جوّاً إبداعياً بإظهار السيرك بشكل جميل وواقعي، وحتى القطار بحد ذاته يمتلك شخصية خاصة به..

الديناميكية في القصة تعتمد بشكل مباشر على غيرة «أوغست» من «مارلينا»، وأيضاً سيطرته على الجميع وتحكّمه في كل الأمور. في بداية فترة الكساد الاقتصادي، كانت الأوقات صعبة والوظائف قليلة. السيرك غارق في الديون، و«أوغست» يكشف الستار عن نجمة جديدة يعتقد أنها مفتاح لكسب الثروة وتسديد جميع الديون. إنها «روزي»، وهي أنثى فيل في منتصف العمر، ويظن أن العرض سيحقق نجاحاً لو استطاعت «مارلينا» الركوب عليها، وأن يقوم «جيكوب» بتدريب «روزي» ورعايتها، على الرغم من أنّه لم يسبق لأيٍ منها العمل مع «فيل» من قبل. المشاهد تتضمن إدراكاً وفهماً للغة الِفيَلة وشخصيتها، وهذا الأمر يخلق سحراً حقيقياً. الفيلم بمثابة إطار للوحة فنية عنوانها «حياة السيرك على الطريق».

ذروة الفيلم تتضمن سلسلة من الأحداث الرهيبة، وهو ما نتركه للمشاهد من اجل متعه المشاهدة ما عدا ذكر أنّ كل شيئ يحدث بشكل سريع ولم يكن هناك أي وقت لمجرد التفكير للحظة فيما قد يحدث من عواقب. ما يثير الاستغراب هو استمرار «مارلينا» بكونها زوجة مطيعة جداً لفترة طويلة، و«أوغست» لم يعد يستحق هذا الامتياز. لكن في الواقع هي تحفظ الفيلم من أن يذوب تماماً إلى ميلودراما.

النجمة «ريز ويذرسبون» أبدعت في أداء شخصية «مارلينا» واستطاعت أن تثبت للمشاهدين أنها ليست مجرد ممثلة، بل عارضة سيرك موهوبة أيضاً. ومن أتمَّ اللوحة الفنية هو الفنان المخضرم «هال هولبروك» بشخصية «جيكوب» العجوز، فقد كان أداؤه مؤثرا جداً ورائعا. فيلم «ما الفيلة» أخرجه «فرانسس لورانس»، والذي لم تعط أفلامه السابقة كفيلمي «أنا أسطورة» و«كونستانتين» إشارة إلى أنّه سيخرج فيلماً كلاسيكياً في منتهى الروعة كهذا الفيلم. كاتب السيناريو هو «ريتشارد لاغريفينيس» الذي كتب نص فيلم «همس الحصان» وقد أظهر فيه أيضاً تعاطفاً مع الحيوانات، وبالتالي استطاع نقل مشاعره وأحاسيسه إلى النص بشكل أقل كآبة من الرواية الأصلية

«روزي» لا تمتلك الكاريزما الخاصة بالحصان، وكما يراها «جيكوب» والآخرون وهي تعاني من جفاف الجلد. لكن يجب أن تعترفوا بأنّ توقيتها- كان مثالياً ولا تشوبه شائبة. «روزي» هي من تستحق التقدير والثناء... فيلم يستحق المشاهدة ونعتقد ان الدراما والمسرح فى العالم والعالم العربى سيذهبان للاقتباس منه وذلك لانه يظل صالحا لكل زمان ومكان..

النهار الكويتية في

15/09/2011

 

أقول لمروجي الشائعات: سيبوني في حالي:

ماجدة الصباحي: لا أمتلك شققاً بعمارة السفارة الإسرائيلية

كتب سهير عبد الحميد 

نفت الفنانة ماجدة الصباحي ما تردد مؤخرًا علي عدد من المواقع الإلكترونية بشأن امتلاكها أربع شقق مفروشة بعمارة السفارة الإسرائيلية وأنها أصيبت بانهيار عصبي بسبب احتراق محتويات الشقق الأربع ونهبها من جانب البلطجية أثناء أحداث اقتحام السفارة.

وعبرت ماجدة عن استيائها من تلك الشائعات وقالت في تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» فوجئت أول أمس بنشر مجموعة من الأكاذيب علي شبكة الإنترنت عن امتلاكي أربع شقق بعمارة السفارة الإسرائيلية أقوم بتأجيرها مفروش وأن هذه الشقق تم اقتحامها من جانب مجموعة من البلطجية الذين استغلوا أحداث السفارة الأخيرة مما أصابني بانهيار عصبي وأنني رفضت تحرير محضر بالواقعة وهذا الكلام عار من الصحة فأنا لا أمتلك أي شقق سكنية في هذه المنطقة وإقامتي موزعة بين شقتي بشارع عكاشة بالدقي وبين فيلتي بـ6 أكتوبر هذا بجانب أنني مصابة منذ 10 أيام بالتواء في قدمي ولم أغادر سكني بأكتوبر منذ هذه الإصابة وأتابع الأحداث الأخيرة من خلال التليفزيون وبعد انتشار هذه الأكاذيب جاءني سيل من الاتصال من أقاربي ومعارفي للاطمئنان علي. وقد تسببت هذه الشائعة في قيام مصلحة الضرائب بالاتصال بي لتطلب مني إدراج هذه الشقق في ملفي الضريبي فقلت لهم بأنه لديهم ملف كامل يضم كل أملاكي.

وأضافت الصباحي أن أحد المواقع الإلكترونية العربية المعروفة قد اتصل بها للتأكد من الشائعة لكنها كانت غير متواجدة بالمنزل لتنفي هذا الأمر فقام الموقع بنشر الخبر دون التأكد من صحته وتساءلت بغضب عن السر وراء مثل هذه الشائعات السخيفة مشيرة إلي أنها تعدت من العمر بما لا يتفق مع مثل الأخبار الكاذبة خاصة أنها ابتعدت عن الوسط الفني منذ عام 1994 وكان آخر أعمالها فيلم «ونسيت اني امرأة» وطالبت مروجي هذه الشائعات السخيفة أن يتركوها في حالها.

وفي نهاية تصريحاتها أكدت ماجدة الصباحي أنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير ومعظم إقامتها في فيللتها بأكتوبر في ظل حالة الانفلات الأمني الذي يعاني منه الشارع المصري وانتشار البلطجية لدرجة أنها قامت بكهربة سور الفيللا خوفًا من قيام البلطجية أو اللصوص باقتحام منزلها.

روز اليوسف اليومية في

15/09/2011

 

حلمي يقدم «تراب الماس» في فيلم سينمائي

كتب شريف عبد الهادى 

مثل باقي الجمهور، سمع أحمد حلمي عن رواية "تراب الماس" التي حققت نجاحا مدويا عند طرحها في المكتبات، ونفادها للبيع بمجرد الطرح، في الوقت الذي كان يبحث فيه عن عمل سياسي مختلف يغير فيه من جلده الفني، ويضيف به إلي مشواره السينمائي، فجاء قراره بشراء الرواية.

حدث ذلك في العام الماضي حين كان حلمي مشغولاً بالتحضير لفيلم "عسل إسود"، لكنه الفنان الذكي الذي يضع دائما خطة عمل مستقبلية تمتد لأعوام مقبلة يخطط فيها للأعمال التي ينوي تنفيذها، والتوقيت المناسب لكل عمل، لذا كان قرار حلمي أن يشتري الرواية لتسقيعها حتي تحين اللحظة المناسبة لإنتاجها، وها هي اللحظة تقترب بقيام ثورة 25 يناير وتعطش السينما لأفلام سياسية تلخص حالة مصر منذ قيام ثورة يوليو حتي ثورة يناير، والتغييرات التي طرأت عليها، ومدي تفشي الفساد، وتوحش رجال الأعمال في عهد مبارك، وكلها كانت تفاصيل جريئة في الرواية بشكل كان يستحيل معه أن تتحول لعمل سينمائي دون التعرض لتشويه مقص الرقيب، الذي لن يجرؤ علي التصدي لها بعد الثورة، فكان في التأجيل ذكاء وحسن حظ سيخدم الفيلم الذي انتهي أحمد مراد مؤخراً من كتابة السيناريو الخاص به مؤكداً في تصريحاته :" إحنا كتبنا سيناريو فعلا، وفي انتظار الحالة المرضية للسنيما إنها تتعافي، لأن (تراب الماس) محتاج حجم إنتاج كبير، وأنا مُصّر إنها تطلع في أفضل شكل ممكن .. يعني يا تتعمل صح يا ماتتعملش" بينما تم ترشيح مروان حامد للإخراج.

وتدور أحداث الرواية حول "طه الزهار" مندوب مبيعات الأدوية ذي الجسد النحيل الضعيف الذي يستخدم ذكاءه وعبقريته في استكمال دائرة الانتقام التي بدأها والده منذ صباه ليواصل عمليات قتل الفاسدين الذين خربوا المجتمع ولم ينجح القانون في ردعهم أو القبض عليهم بطريقة ذكية وغامضة، مستخدما سم "تراب الماس" الذي يقتل من يتناوله بعد ثلاثة شهور دون أن يكتشف أحد أنه مات مسموما لما يتمتع به السم من سمات غريبة جعلته بلا لون أو طعم أو رائحة أو أي تأثيرات فورية تكشف أمره، حتي أنه تم استخدامه في أوربا من قبل للتخلص من المنافسين السياسيين، بينما انطبقت مواصفات بطل الرواية بشدة علي أحمد حلمي شكلا ومضمونا، وبشرت الأحداث الشيقة التي تدور حولها الرواية بدءا من عزل الرئيس محمد نجيب وإقصائه من السلطة، وحتي الفترة الأخيرة من عهد مبارك، بفيلم مهم، وقصة لم يتم طرحها من قبل في السينما المصرية .

لكن حلمي الذي شاهد بنفسه إقبال الجمهور علي أعمال كوميدية حتي وإن كانت دون المستوي في موسم عيد الفطر السينمائي، قرر منح جمهوره فيلم "اكس لارج" في موسم عيد الأضحي المقبل أولاً لما يحمله من جرعة كوميديا عالية بنكهة حلمي وبصمته الخاصة، حتي يخرجهم من التوتر والكبت الذي يعيش فيه المجتمع بسبب زخم الأحداث السياسية التي تلاحقه، وبعد الانتهاء منه والاطمئنان علي إيراداته، سيبدأ التحضير لـ "تراب الماس" التي إن تم تنفيذها كما ينبغي، فسنكون علي موعد مع أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

روز اليوسف اليومية في

15/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)