النهاية الحتمية لمعظم الممثلين الكبار إذا لم يستقيلوا من المهنة التحوّل
إلى الإخراج، والعديدون منهم عرفوا معاناة المخرج عندما وقفوا مكانه وراحوا
يقولون الملاحظات المتتالية للممثلين، وعرفوا لماذا يتحدّث المخرجون في
أحيان كثيرة زيادة عن اللزوم وآخر من دخلت الميدان هي ميغ رايان التي تعترف
بأنّها تُشفق عادة على الذين يُديرون العمل ويتحمّلون كامل المسؤولية عن
الجميع، لكنّها لم تستطع مقاومة ميلها كي تكون مكانهم، هكذا حتى تقدّم
شريطاً يمثّل قناعاتها وفهمها ويعبّر عن رضاها·
سيدني لوميت يعتبر أنّ دوره وزملاءه هو استيعاب هفوات وأخطاء الآخرين حتى
لا يتّسببوا في كارثة للمنتج الذي يضع ماله كي يسترده أولاً وكي يربح
ثانياً، وحتى يكون قادراً على المتابعة لاحقاً·
واللعبة الجميلة هي التي يتبادل فيها كلا طرفَيْ العملية السينمائية
أدوارهما حول الكاميرا، هنا يحضر كلام للمخرجة نادين لبكي تعتبر فيه أنّ
مهنة التمثيل هي الأروع في حياة الإنسان لأنها تُتيح له أنْ يفعل ما يشاء
وأن يكون أي شخص من دون أنْ يطاله القانون أو يحاسبه أحد، لذا فالتمثيل
علاج لأمراض كثيرة، بعضها يستعصي على العلاج العضوي ويكون الحل معه نفسياً،
عميقاً، ولا يصدق صاحبه أنّه شُفِيَ تماماً·
الفنانون الأجانب يذهبون أبعد في هذا المجال، حيث يردّد دينيس كوايد ومعه
فال كيلمر أنّهما لا يستطيعان البقاء على الحياد في الحياة وقد علّمهما
التمثيل أنّهما قادران على التمتُّع بالدنيا من خلال الفلتان في التصرفات،
وإنْ تكن النهاية القبض عليهما من وقت لآخر، في حال غياب عن الوعي
وإيداعهما التوقيف الاحترازي وأخذ تعهّد بعدم تكرار ما حصل·
والحال إياها تطال الفنانات اللواتي ينتهي الأمر بهنّ في مصحّات إعادة
التأهيل، أو القيام بخدمات اجتماعية نموذجية تعويضاً عمّا فعلنه، علّهن
ينتبهن إلى تصرّفاتهن اليومية على نحو متميز·
والمخرجون ليسوا أفضل حالاً، ومعظمهم <يفش خلقه> بمساعديه حتى لا يصرخ في
وجه أي نجم، خصوصاً داستن هوفمان مُعذِّب المخرجين بكثرة طلباته، ودقّة
تنفيذه للشخصيات التي يلعبها خصوصاً عندما قدّم <توتسي> ويومها لم تنته
مشاكله في البلاتوه، كما حصل معه حين تقاسم مع توم كروز بطولة فيلم (The Run Man)
وراح كل منهما يضع الحق على زميله في عدم القدرة على ضبط الأمور أمام
الكاميرا لحسابه الشخصي، بحيث يلعبان بشفافية عند خطوط تماس الشخصيتين من
دون مشاكل، مع نجمين كبيرين·
نريد من هذا كله تأكيد أنّ حال أهل المهنة ليس راحة وهناءً وقدرة على الفوز
واللمعان، هكذا من مجرد تمضية وقت جميل أمام وخلف الكاميرا، لأن فعل العطاء
هو المهم في الصورة التي نراها وتبهرنا على الدوام، بما يعني أنّ كل فنان
يُعاني وفق جانب خاص من دوره كي يكون المصنّف السينمائي ناجحاً، فيما لا
يرى معظمنا من الجهد المبذول سوى ما يظهر أمامنا في الصالة، وتحديداً
وبالشكل التقليدي: الممثلون، فيما المشهدية مرهونة لجيش كبير من خبراء
المؤثرات الخاصة والمشهدية، ولتقنيين يعتنون بالإضاءة والديكور والملابس
والماكياج وما سوى ذلك من المهمات وصولاً إلى المعمل الذي يُعلن عن تحويل
الشريط الخام إلى مادة ثرية بالإبداع تدفع إلى احترام الفن السابع ومبدعيه
أكثر فأكثر·
نقول هذا فقط كي يُخفِّف المغالون في إسقاط الأفلام، والتهشيم بصانعيها من
دون رحمة استناداً إلى آراء تحطيمية، وكل المطلوب تخفيف اللهجة، ومعرفة أنّ
جهداً يُبذل لإنجاز شريط هنا وآخر هناك ولا يجوز إحباط الآخر بآراء تدفع
إلى اليأس وانعدام القدرة على تحسين الأداء·
ما خبرناه هنا لا يُبشّر بالخير العميم إطلاقاً، ويقطع في أحيان كثيرة
الخيط الرفيع الذي يربط بين طرفَيْ العمل السينمائي والمُبدع والناقد
وبينهما المشاهد، بل ويزيد من الهوّة التي لا سبيل لردمها من خلال هذا
الجانب أو ذاك في ما بعد، ويا ليت السينما تبقى قاسماً مشتركاً لاحترام كل
طرف·· للطرف الآخر·· فحسب··
نقد
<تيتا ألف مرة> لـ محمود قعبور في شريط متوسّط الطول وعميق
الأثر
بسمة ودمعة رسمتهما عفوية الجدة فاطمة والحفيد الوفي
محمود···
محمد حجازي
48 دقيقة من التعلّق الشديد والُمحبّب والأليف والحميم بالشاشة·
مادة وثائقية صاغها صوتاً وصورة وحضر خلالها أمام وخلف الكاميرا محمود
قعبور (إبن شقيق الفنان أحمد قعبور) في شريط بعنوان: <تيتا ألف مرة> الذي
باشرت عدة صالات لبنانية بعرضه بدءاً من الخميس في 14 الجاري وهو يحمل عدة
جوائز من مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي مع تقدير خاص كأفضل وثائقي، ومن
مهرجان الفيلم الوثائقي الدولي دوكس بوكس كأفضل وثائقي عالمي وهو يغادر الى
نيويورك للمشاركة آخر الشهر الحالي في مهرجان ترايبيكا·
قعبور المقيم والعامل في دبي لم يستطع حضور العرض الخاص الذي أُقيم ليل
الاثنين الماضي في صالة متروبوليس - أمبير صوفيل لكن جدته الحاجة فاطمة
التي يتمحور حولها الشريط كانت موجودة مع أبنائها وبينهم الفنان أحمد قعبور
حيث سادت لحظات تجاوب وتناغم وانسجام نادرة بين فيلم ومشاهدين غالباً ما لا
يكونون منفتحي الشهية على الضحك الى حد القهقهة، والإدماع على مواقف عديدة
عبّرت عنها الـ <تيتا> بعفوية مطلقة، وبلهجة بيروتية طيّبة مُحبّبة وقريبة
من القلب والوجدان·
المخرج محمود، تمّت تسميته على اسم جدّه عازف الكمان محمود الرشيدي، أما
قعبور فهو أصل العائلة وكما تقول <تيتا> فإن قعبور صارت مُجدّداً مُعرّفة
عن العائلة عندما عمل ابنها أحمد في الفن·
ومحمود الحفيد له حظوة خاصة عند جدته كونه يشبه الى حد كبير جدّه محمود
(رغم أنّه كان سيُطلق عليه اسم بشار تيمّناً بطفل أشقر في الحي كان جميلاً)
وهذا ما ظهر فعلاً من خلال المقاربة بين الاثنين·
محمود جاء من كندا مع صبية يريد الزواج منها في عرس يُقام هنا، والواقع أنّ
الـ <تيتا> لم يعجبها الجمال الاشقر وتفضّل عليها السمراء، لكنها بعد ذلك
انسجمت معها، وأحبّتها كما تحب حفيدها، وأُقيم الفرح وحضرت الـ <تيتا> التي
كلّما نطقت وعلّقت على اي موقف انبهرت الصالة بها وغصّت بضحكات من القلب·
وفي مشهد تمدّدها على سرير الوفاة ومن حولها أحفادها وأبناؤها بدت وقد
أسلمت الروح والكل يبكون، وفجأة وفيما الكاميرا مقتربة الى وجهها فتحت
عينيها وسألت: <شو خلصتو>·· فكان ضحك عمّ أيضاً ومُجدّداً الحضور في
الصالة·
وعلى عادة الكثير من العائلات التي تعتبر وجود كبارها من عوامل استمرار
الود بين عناصرها، أبدى معظم الاحفاد ان رحيل الـ <تيتا فاطمة> التي تجاوزت
الثمانين سيؤثر حتماً على هذا التواصل·
شريط أليف، جميل، صادق، وفيه وفاء لكبار العائلة من صغارها، وشعور بأهمية
وبركة هؤلاء في كل عائلة·
عروض
Hop
هدية ثمينة في عيد الفصح عن أرانب يحملون بيض العيد إلى الصغار
كايت هادسون الضاحكة يقتلها السرطان لكنّها تطل
لتحية مُكرّميها بفرح···
محمد حجازي
واحدة من هدايا الفصح السينمائية غالية الثمن شريط (Hop)
الذي توزّعه يونيفرسال من إخراج لـ تيم هيل عن نص موفّق ومتنوّع المزايا لـ
سنكو بول، كن دوريو وبرايان لينش، وعن قصة للكاتبين الأولين تتناول علاقة
الأرانب بعيد الفصح المجيد انطلاقاً من جزيرة خاصة بهم بعيدة عن المكان
الرئيسي الذي تُوزّع فيه الهدايا أو تخبأ تحت الشجر وفي زوايا المنازل·
لكن الشريط يحسب أنّه مع كل عيد يفترض اختبار أرنب، حيث تُسند إليه مهمة
وضع هذه الهدايا وهي من البيض والشوكولا الذي يتم إعداده وتجهيزه في مصنع
عملاق بالجزيرة يعمل فيها أرانب وكتاكيت، في منافسة تبدو لاحقاً جوهرية في
عملية الفوز بهذا الشرف العظيم، أي الإشراف على التوزيع، ولأن الارانب في
حالة استئثار يعمل سيد الكتاكيت كارلوس (هانك آزاريا) على استلام الدفة
خلال فترة هرب الأرنب آي بي (صوت راسل براند) فعمد الى اعتقال والد آي بي
المشرف على العمل في الجزيرة، ومعه الشاب فريد أوهار (جيمس مارسدن) العاطل
عن العمل، والذي تكلّفه شقيقته سام (كيلي كويكو) الاعتناء بمنزل أحد
المشاهير في هوليوود وهو المكان الذي ذهب إليه آي بي، من أجل الفوز يعمل
فني موسيقي يوصله إلى الشهرة من خلال من خلال موهبته في العزف على الدرامز·
حادث تصادم بين سيارة فريد وآي بي، أمام باب الفيلا ثم يدخل الأرنب الى
الفيلا وبعد رعب من فريد، يرضى بأن يستضيفه في مرآب المكان، وفي اليوم
التالي تكون تجربة فريد للفوز بعمل من خلال موعد رتّبته سام له مع مديرة
إحدى الشركات الكبرى، وهناك يدخل آي بي إلى ستوديو التسجيلات الموسيقية في
المؤسسة ويجد مكان الدرامز جاهزاً لاستقباله، ومن حظّه أنّ العازفين جميعهم
من العميان، وعندما ينتهي من العزف يخاطبونه بـ أيّها الارنب، فينتبه إلى
أنّه أخطأ التقدير في مجال قدرة فاقدي النظر على الإحساس بما حولهم· ويكون
آي بي في حالة استنفار دائمة خوفاً من النينجا الذين أرسلهم والده للبحث
عنه وإعادته سالماً، ويصادف أنّه طلب من النجم ديفيد هاسيلهوف أن يشاركه
إحدى فقرات برنامجه التلفزيوني كضيف، وتحمله سيارة فارهة من أمام المنزل في
وقت يكون فيه عناصر النينجا داخل الفيلا يعتقلون فريد ويقتادونه معهم إلى
جزيرة الأرانب على أساس أنّه قاتل آي بي، وهو أمر يُعطي كارلوس الفرصة كي
يقتنص حكم الجزيرة، لكن آي بي يصل لحظة محاولة إعدام الاثنين وينقذهما
ويستعيد حكم والده الأرنب الكبير ويمنع الكتاكيت من استلام الدفة واستلام
عملية التوزيع·
ويتم أيضاً تسليم فريد وآي بي مهمة توزيع الهدايا عبر عربة نموذجية تطير
بهما إلى معظم المناطق وتؤمّن توصيل الهدايا في الفصح، وسط دهشة ذوي فريد
الذين لم يصدّقوا أنّ فريد قام بعمل مثمر في حياته، وقاموا بوداعه وهو
يتوجّه إلى المركبة السحرية للأرانب في مهمة الفصح·
A Little Bit Of Heaven هو شريط ميلودرامي، يكمن جمال نصه (غرين ويلز) في أنّ بطلته نجمة
كوميدية هي كايت هادسون في شخصية مارلي كورييت الصبية التي تحب الحياة،
وتريد أن تفوز بكل متاع الدنيا في وقت واحد، وأكثر ما يعنيها ألا تمضي أي
وقت مهما كان قصيراً من دون حب، ومن دون رجل·
معظم علاقات مارلي لا تكون ناجحة وموفقة، وحين تلتقي بالصدفة بالطبيب
جوليان غولدستاين (غايل غارسيا برناريل) تجد أنّها عثرت على مرادها، بعد
وقت طويل من تقلّب العلاقات وتبدلها، خصوصاً انه يبدو غير مبال كثيراً
بالعلاقة لأن القانون يمنع الطبيب من التواصل العاطفي مع مريضته، لكن عندما
ما تصل الامور الى حد ان الحب استوطن القلبين ينجذبا وكان عليهما عدم
الاهتمام بالقوانين من حولهما والتفرّغ لحياة سعيدة كعاشقين، وهذا ما يحصل·
تغيب مارلي عن الوعي·· يطلب منها جوليان صورة للدماغ، وفي وقت غيابها عن
وعيها تجد نفسها امام سيدة سوداء (ووبي غولدبرغ) تعتمر ملابس بيضاء وتبلغها
بأنّ الحياة الاخرى في المقلب الآخر من الدنيا جيدة ايضاً ولا يفترض
بالإنسان الخوف·
وتعرف صاحبة الابتسامة الساحرة مارلي انها مصابة بسرطان القولون وعليه فإن
حياتها لن تطول كثيراً وهي على موعد مع الرحيل في القريب، لذا تقرّر هي
وجوليان ملء حياتهما بأفضل الاوقات معاً، وتبقى الامور على هذه الحال الى
ان تقع الجميلة وتُنقل الى المستشفى، حيث يوافيها جوليان، بعدما نقلتها
زميلتها سارة (لوسي بانش) الى المستشفى حيث وافاها والداها (كاثي باتس،
وتريت ويليامس) وهناك لفظت انفاسها الاخيرة وسط كل محبيها·
هؤلاء تحديداً يقيمون احتفالاً لتكريم روح مارلي، وإذا الصورة تظهر الراحة
مع ملاكها الاسود (غولدبرغ) وهما تراقبان ما يجري حل هذا الاحتفال·
الشريط للمخرجة نيكول كاسل، وبصماتها كأنثى ظاهرة في احساس الفيلم، وإيقاعه
ومناخ بطلته الشفاف·
قضية
حذف مشاهد مبارك وتغيير عنوان الفيلم···
عاد عنوان شريط <الضربة الجوية> إلى اسمه الأول: <حدث في اكتوبر> عن
سيناريو لـ ممدوح الليثي، وتم حذف خمسة مشاهد يظهر فيها الرئيس السابق محمد
حسني مبارك الذي كان قائداً للقوات الجوية يومها، ويقول مخرج الفيلم علي
عبد الخالق: إنّ مشروع الفيلم ما زال قائماً والربط بين الفيلم والرئيس
السابق مبارك مخالف للواقع، فهو ليس عن السيرة الذاتية لـ مبارك وعن دوره
في الحرب، بل هو يطرح استعداد جميع فروع القوات المسلحة لحرب اكتوبر، وذلك
في العام الذي سبق موعد انطلاق الحرب·
أضاف: إنّ الأبطال الحقيقيين للفيلم هم الرئيس أنور السادات ووزير الحربية
أحمد اسماعيل، ورئيس الاركان سعد الدين الشاذلي، ويتطرّق إلى استعداد فروع
القوات المسلحة ومنها الجوية من دون ذكر اسم قائدها·
اللواء اللبنانية في
19/04/2011
جوليانو مير خميس... المانيفستو الأخير
عباد يحيى
المسرحي الفلسطيني القتيل أراد «العذراء والموت» بداية لـ«كفاح من أجل عالم
أفضل وأكثر عدالة». لكنّ العمل الذي اختتم «أيام المنارة» عرض في غياب
صاحبه...
المسرحية المأخوذة عن نصّ التشيلي أرييل دورفمان «العذراء والموت»، كانت
مسك ختام «أيام المنارة المسرحية» هذا العام. العمل كان أول تجربة إخراج في
المسرح العربي للراحل جوليانو مير خميس، وآخر أعماله المسرحيّة، وقد أدّته
كلارا خوري، وعامر حليحل، وصالح البكري على «مسرح القصبة» في رام الله،
مساء الأربعاء الماضي.
«مع انهيار الديكتاتوريات العربية، تحمل مسرحية «العذراء والموت» معاني
جديدة»، يقول مدير مهرجان المنارة المسرحي جورج إبراهيم. «وبعد اغتيال
مخرجها، صارت تحمل إصرار المسرحيين الفلسطينيين على استكمال مشروع «جول»،
المتمثل في الحفاظ على الخشبة فوق الرقابة، من دون المساومة على الجرأة في
الكتابة والأداء المسرحي».
تروي المسرحية حكاية باولينا الطالبة الجامعية، والناشطة سياسياً ضد حكم
الديكتاتور التشيلي بينوشيه. اعتقلت باولينا، وعُذِّبت تحت إشراف طبيب
جنّدته الاستخبارات، ليغتصبها. وبعد مرور الزمن، تُفاجأ بولينا في أحد
الأيام بسماع صوت كأنّه صوت الطبيب روبرتو، جلادها، يدخل البيت. لقد ساعد
زوجها جيراردو في إصلاح سيارته، ثم لبّى دعوته إلى البيت. وكان صوت الضيف،
ونبرته، وشغفه بنيتشه، وإفصاحه عن عشقه لرباعية شوبرت «العذراء والموت»،
يعيدها إلى لحظات الألم في الزنزانة. تقرر باولينا الانتقام، إلا أنها
تتردد طويلاً بين ثأرها الخاص والمصلحة العامة. فزوجها جاء لتوه من اجتماع
مع الرئيس الجديد، بغية تأليف لجنة تحقيق في ممارسات نظام بينوشيه.
تكابد باولينا بجهد لكي تنأى بنفسها عن العنف. تبحث عن «انتقام أخلاقي»
لمعاقبة الطبيب، فيما يتلو عليها زوجها المحامي قائمة حقوق روبرتو
الإنسانية. فلا الزوج يشاركها نضالها، ولا الطبيب ــــ رغم اعترافه بجريمته
ــــ يبدي ندماً على اغتصابها.
يظهر في المسرحية سعي «إلى تأكيد الارتباط بين القمع السياسي، وجريمة
الاغتصاب من خلال التركيز على هذه العلاقة في النص وفي الأداء»، تقول كلارا
خوري. «الصراع لتحقيق التحرر الاجتماعي، متشابك مع الصراع ضد النظام
السياسي المتسلط». وهذا ما أفرد له الراحل جوليانو مير خميس مساحة مهمة في
منجزه الفنّي. هكذا يغدو نصّ الكاتب أرييل دورفمان في المسرحية وسيلة لفهم
الواقع، ووسيلة للاحتجاج على النظم الاستبدادية وضباطها ورموزها. هذا ما
يجعل المسرحية حافلة بالدلالات والمعاني، حين تعرض في زمن انهيار
الديكتاتوريات العربية، وما يرافقها من أسئلة عن المحاسبة والعقاب على
مستوى المقموعين كأفراد، وعلى المستوى الجماعي. ويتجاوز النصّ ظرفه الزمني
والمكاني المتمثل في عهد الديكتاتور بينوشيه، ليعبّر عن «قمع كل
الديكتاتوريات لمعارضيها، وعن قمع المرأة وممارسة العنف عليها حتى من
الرجال المقموعين بالنظم البوليسية أو الاحتلال».
أما المخرج الذي اغتيل أمام مسرح «الحريّة» في جنين قبل أسبوعين، فقد أراد
لعمله هذا أن يكون «بداية كفاح من أجل عالم أفضل وأكثر عدالة». هذا الكفاح
مستمرّ بأساليب مختلفة، لكن من دون جوليانو مير خميس.
الأخبار اللبنانية في
19/04/2011
بدأ اختيار الأبطال بانتظار موافقة المجلس العسكري
الساعات الأخيرة لحكم مبارك في فيلم "ليلة سقوط الرئيس"
القاهرة - د ب أ
ينتظر مؤلف ومخرج فيلم سينمائي جديد يدور حول الساعات الأخيرة في حكم
الرئيس المصري السابق حسني مبارك موافقة المجلس العسكري والرقابة على
المصنفات الفنية لبدء التجهيز لتصوير الفيلم المأخوذ عن كتاب تم طرحه
بالأسواق بعنوان "ليلة سقوط الرئيس".
وقال مؤلف الفيلم سامي كمال الدين إن الفكرة ظهرت عقب لقاء جمعه بالمخرج
محمود كامل الذي أعجبته فكرة كتابه وطلب منه تحويله إلى سيناريو لفيلم
سينمائي، مشيراً إلى أن الفيلم من المقرر أن يتناول الساعات الثمان الأخيرة
لمبارك في حكم مصر وهي الساعات التي سبقت انتقاله إلى منتجع شرم الشيخ في
11 شباط/ فبراير، قبل قرار استدعاءه للتحقيق وصدور قرار بحبسه على ذمة
التحقيق.
وأضاف كمال الدين، وهو أديب وصحفي أن الفيلم يتناول بأسلوب روائي ووثائقي
في وقت واحد معلومات حقيقية أوردها في كتابه الذي صدرت طبعته الثانية
الأسبوع الجاري، كما يضم بعضاً من الخيال السينمائي كعمل إبداعي يلقي الضوء
على الانفعالات النفسية والحياتية للرئيس السابق.
وأوضح المؤلف أن الفيلم لا يتعاطف مع مبارك ولا يتجنى عليه، وسيتم
الاستعانة ببعض الشخصيات التي كانت محيطة بمبارك حيث تظهر بصورتها الحقيقية
وتتحدث عنه خاصة وأن الفيلم لا يعتمد بشكل أساسي على ميدان التحرير وإنما
على دهاليز مؤسسة الرئاسة وقصص الفساد فيها.
وقال المخرج إنه يحاول من خلال هذا الفيلم تقديم سينما مختلفة وجادة بأفكار
متطورة وبآلية جديدة تماماً، حيث يرصد خبايا قصر العروبة "مقر الرئاسة"
وروايات لوقائع جرت فيه ربما لا يصدقها عقل.
وتابع "حرصت على دمج الوثائقي مع السينمائي ليكون العمل مختلفاً وجديداً
كما أنتوي عرض الفيلم في مهرجانات عالمية وهذا لا ينفي أنه فيلم تجاري يمكن
للجمهور العادي أن يشاهده ويستمتع به".
وشدد على أن الفيلم يقدم للجمهور حقائق ووقائع لم يرها في الفضائيات
الإخبارية كما يركز على مواقف من سماهم بـ"المتحولين" الذين كانوا مع مبارك
ضد الثورة ثم تحولوا مع الثورة ضده.
المخرج الذي قدم سابقاً أفلاماً بينها "ميكانو" و"عزبة آدم" و"أدرينالين"
بدأ اختيار الأبطال بالفعل، لكنه رفض الإعلان عن الأسماء حتى يكتمل فريق
العمل الذي لم يحدد موعدا لبدء تصويره، لكنه ألمح إلى ضرورة سرعة إنجازه.
العربية نت في
19/04/2011 |