حتى الآن لم يعرض فيلم «المسافر» الذي أنتجته وزارة الثقافة المصرية ولعب
بطولته عمر الشريف. ظل الفيلم على مدى عام ونصف داخل العلب لا يفرج عنه إلى
دور العرض. هل تقاعس الدولة عن عرض الفيلم له علاقة وطيدة بأن مخرج الفيلم
أحمد ماهر كان أحد الأصوات التي أيدت محمد البرادعي كمرشح محتمل لرئاسة
الجمهورية فقرروا معاقبة المخرج؟ هل تعثر الخطوات الفنية لعلي الحجار سببها
أنه كان يقدم أغنيات معارضة تكشف الفساد في البلد مثل «عم بطاطا» وغيرها
فأغلقوا أمامه الماء والهواء؟ هل توقف استعانة الدولة بالمطرب محمد ثروت في
الحفلات الرسمية قبل نحو 15 عاما وهو الذي حمل لقب المطرب الرسمي الأول
القريب من السلطة في الثمانينات.. وهل لجوء الدولة إلى جيل آخر من المطربين
ليصبحوا هم المفضلين لديها، هذا يعني بالضرورة أن هناك حربا وجهت ضد هذا
الفنان؟ أم إن الدولة كانت تبحث عن المطرب الأكثر اقترابا من الناس ولهذا
غيرت أوراق اللعب؟! نعم، من حق كل فنان أن يختار التفسير الذي يريحه، خاصة
بعد أن تلاشت المسافة بين الفن والسياسة والإعلام لأن المصالح دائما
تتصالح.. الكثير من تفاصيل الفساد من الممكن أن تعلن عن نفسها بوضوح في
العلاقة بين الفساد السياسي الذي عاشته مصر على مدى ثلاثة عقود من الزمان
وبين ما كان يجري في الحياة الفنية والثقافية والإعلامية حيث كان التشابك
واضحا.. الدولة تريد السيطرة على مجريات الحياة بكل أطيافها، ودائما فإن
الوسط الفني في المواجهة وعلى الخط. والحقيقة أن القسط الوافر من الفنانين
والإعلاميين والمثقفين في العادة لا ينتظرون النداء؛ هم الذين يقدمون طلب
الالتحاق بتلك المنظومة التي تمتد سطوتها إلى كل جنبات الحياة، والتجربة
أثبتت أن أغلب نجومنا لا يعنيهم إلا دائرة نجاحهم.. قناعاتهم الفكرية هي
تعبير مباشر عن مصالحهم، لا أتحدث عن الكل بالطبع، ولكن الأغلبية، فلقد أكد
عدد من الفنانين، خاصة في قطاع كبير من الشباب، أنهم توجهوا إلى ميدان
التحرير، وشاركوا في المظاهرات منذ 25 يناير (كانون الثاني) ولم يكن لديهم
خيار آخر غير الوطن، وكان من الممكن أن يدفعوا الثمن مضاعفا لو أن النظام
استطاع استعادة مراكز قوته، خاصة أنه متغلغل بقوة والقضاء عليه كان أقرب
للأحلام المستحيلة، إلا أن ما حدث هو أن الثورة انتصرت. وكما أن هناك مطالب
فئوية متعددة قد أعلنت عن نفسها في قطاع عريض من المجتمع، فإن هناك أيضا
تفاصيل ونوازع شخصية أو لعلها إحباطات عاناها بعض الفنانين سواء كانوا من
مؤيدي مبارك أو ممن أعلنوا انضمامهم للثورة ضد مبارك وجدوا أن نجاح الثورة
من الممكن أن يصبح متنفسا لهم وطوق نجاة ينقذهم من عثرات فنية عاشوا تحت
وطأتها. لنكن صرحاء؛ ليس كل إخفاق أو تعثر فني وراؤه بالضرورة فساد نظام
مبارك!! مثلا وزارة الثقافة المصرية مترددة في عرض فيلم «المسافر». أكثر من
مرة يتحدد موعد ثم تخشى الدولة من إخفاقه جماهيريا، فيتم التأجيل، ليس عن
مؤامرة ضد الفيلم أو لتوجيه عقاب لمخرجه، ولكن هناك إحساس بأن الفيلم لن
يصل إلى الجمهور. وزارة الثقافة أنتجت الفيلم ورصدت له نحو 4 ملايين دولار
وهو يتجاوز ضعف متوسط ميزانية الإنتاج في السينما المصرية. وزير الثقافة
الأسبق فاروق حسني تحمس للفيلم وأنتجه بعد أن ظلت وزارة الثقافة المصرية
بعيدة عن الإنتاج على مدى 35 عاما. الدولة لم تفتح الباب أمام كل الأطياف
السينمائية ولكنها فقط اتجهت إلى سيناريو «المسافر» الذي كان يحمل في
البداية اسم «من ظهر راجل» وشكل الوزير لجنة من عدد من النقاد سمير فريد
ورؤوف توفيق وكمال رمزي وأيدت هذه اللجنة رأي الوزير في الحماس للفيلم
وبدأت عجلة الإنتاج مباشرة. وتجاوز الوزير الأسبق كل المحاذير التي تقتضي
أن الدولة ينبغي عليها أن تفسح المجال لكل أصحاب المشروعات السينمائية
للتقدم لها وبعد ذلك تختار الأفضل بينها، خاصة أنها متوقفة تماما عن
الإنتاج أي إن الدولة ممثلة في الوزير تملك إصدار القرار لصالح سيناريو
واحد متجاوزة تحقيق العدالة وربما كان السيناريو هو الأفضل إلا أن ذلك لا
يعني أن لا تمنح الدولة الفرصة متساوية أمام الجميع.. الفيلم ابن شرعي
للنظام، بل إنه دلالة صارخة على أن النظام كان متحيزا وغير منصف.. الحقيقة
أن الفيلم تعرض لهجوم ضار منذ أن عرض في مهرجان فينسيا 2009 وكان صاحب أعلى
الأصوات في الهجوم هو بطل الفيلم عمر الشريف الذي أعلن استيائه من المونتاج
النهائي.
وعلى الرغم من أنني لا أشاطر عمر الرأي القاسي الذي أعلنه وقتها، فإن من
المؤكد أن الفيلم كان به العديد من نواحي القصور سواء في إيقاعه خاصة في
الجزء الثاني أو في أداء عدد من ممثليه مثل خالد النبوي، البطل المشارك في
الفيلم الذي كان مثلا يلجأ إلى تقليد عمر الشريف في الجزء الثاني.. أيضا
كان من الممكن دراميا أن نستمع على الأقل في البداية إلى صوت عمر الشريف
كراو للأحداث بدلا من أن يتأخر لقاؤه إلى الثلث الأخير.. تلقى الفيلم هجوما
ضاريا في أكثر من مهرجان شارك فيه وبقيت نقطة واحدة وهي موعد عرضه على
الناس. الدولة لا تملك دور عرض، ولهذا فهي تستطيع إصدار قرارا بالعرض وأيضا
موزعة الفيلم إسعاد يونس تفكر في المقابل المادي الذي سوف يحققه العرض وهي
تخشى الإخفاق الجماهيري. الجمهور المصري لديه نجوم شباك والبطلان الرئيسيان
عمر الشريف وخالد النبوي ليسا ممن يذهب إليهما جمهور هذه الأيام. كما أن
بناء الفيلم فنيا يحتاج إلى متفرج أكثر هدوءا وصبرا. لا أعتقد أن هناك
مؤامرة حيكت ضد الفيلم لمنع عرضه وأن وزارة الثقافة قررت توجيه عقاب له،
حيث استند المخرج إلى مداعبة بينه وبين المذيعة منى الشاذلي عندما استضافته
تليفونيا في أعقاب عودة البرادعي إلى مصر وقال المخرج إنه من مؤيدي
البرادعي فقالت له كده فيلمك لن يعرض. الحقيقة أن مواعيد العرض كانت تتأجل
ليس لأسباب متعلقة بالموقف السياسي للمخرج ولكن لأن الموزعة تخشى أن لا
يحقق الفيلم إيرادات.
المخرج قال مثلا في أحد أحاديثه إن أتباع النظام السابق هم الذين لم يرحبوا
بالفيلم. أرى هنا خطورة شديدة في الخلط بين السياسي والفكري، بل والذوق،
فليس كل من يؤيد الفيلم مثلا هو من يؤيد الثورة كما أن من يرفض الفيلم هو
بالضرورة من معارضيها؛ الأمر لا ينبغي أن يقاس على هذا النحو.
أغلب المشاركين في الفيلم هم بالصدفة كانوا من الذين أيدوا الثورة مبكرا
مثل عمر الشريف الذي لم ينتظر بضع ساعات إلا وكان مع مطالب الشعب، أيضا
عمرو واكد منذ 25 يناير وهو يقود المظاهرات، وكذلك خالد النبوي، والكاتب
والمخرج أحمد ماهر رأيه معروف ومعلن قبل قيام الثورة بعد ذهابه إلى استقبال
البرادعي في المطار في مطلع العام الماضي، ورغم ذلك فإن الإقبال الجماهيري
على الفيلم لا يمكن المراهنة عليه لمجرد التوافق السياسي بين صناعه
والثورة.. أعتقد أن الفرصة سانحة لعرض الفيلم الآن مع يقيني أنه في الماضي
لم تكن هناك مؤامرة ضده لأن الفيلم تم إنتاجه بل والقفز على منطق العدالة
السينمائية في ظل العهد البائد!! فنان موهوب مثل علي الحجار غنى مباشرة
لمبارك «النسر المصري شق السما» وشارك أكثر من مرة في أوبريتات أكتوبر
(تشرين الثاني) التي كانت تتغنى بمبارك مباشرة، ورغم ذلك يعتقد أنه كان
يحارب في زمن الرئيس السابق. يعتقد الحجار أن تعثره الفني كان بسبب تقديمه
أغنيات تحمل موقفا انتقاديا مثل «عم بطاطا» ولهذا ضيقوا عليه الخناق بينما
فتحوا المجال للمطرب العراقي كاظم الساهر.
الحقيقة أيضا أن علي أحيانا كان يتعرض لمحاصرة من التلفزيون المصري لأسباب
ليس لها علاقة بتوجيه عقاب سياسي له بسبب معاني أغانيه، وأتذكر أن رئيسة
التلفزيون الأسبق سهير الإتربي أصدرت قرارا بمنع أغانيه عقابا له لأنه رفض
أن يشارك في إحدى الحفلات التي كان يقيمها التلفزيون. قرار تعسفي ولا شك،
ولكن ليس له علاقة بموقف سياسي للحجار، والدليل أن المطرب محمد منير وهو
ينتمي إلى الجيل نفسه وأغانيه لا تقل ثورية مثل «حدوتة مصرية»، «لو بطلنا
نحلم نموت»، «إزاى» الأغنية الأخيرة غناها منير قبل 25 يناير فصارت هي
أغنية الثورة، لم يستطع أحد أن يحول دون وصوله للقاعدة العريضة من الجمهور
وكانت أغانيه تنتقد الكثير من سلبيات الدولة. عادة في ظل الأحكام الشمولية
تسمح الدولة بهامش من الانتقادات ما دامت لا تصل مباشرة لرأس النظام، ولهذا
لا أتصور أن النظام السابق بكل سلبياته وجرائمه مسؤول عن إخفاقات الحجار!
أما محمد ثروت، فلقد كان هو الصوت الرسمي لحسني مبارك في بداية ولايته. هو
يعتقد أن إبعاده عن البؤرة مع مطلع التسعينات وراؤه صفوت الشريف وزير
الإعلام الأسبق. أيضا يعتقد أن هناك غضبا في رئاسة الجمهورية لأنه في أحد
لقاءاته الإذاعية عندما سألوه عن التشابه في الملامح بينه وبين الرئيس
السابق وهل هناك صلة قربى جاءت إجابته بأنه من طنطا ومبارك من المنوفية
فكيف يصبحان من عائلة واحدة. هذه الإجابة على حد قول ثروت أغاظت الرئاسة
فقرروا استبعاده من حفلات أكتوبر وعانى بعدها من التعتيم الإعلامي. أيضا لا
أشعر أن النظام السابق مسؤول عن البرودة الجماهيرية التي عانى منها ثروت؛
بل أتصور أن إحساس الناس خلال الثمانينات بأن ثروت هو الصوت الرسمي الذي
يؤازر مبارك صنع بينه وبين الناس مسافة من البرودة لم يستطع ثروت أن
يتخطاها، والدولة الرسمية تبحث في العادة عن المطرب الأكثر نجاحا بغض النظر
عن القيمة الفنية، ولهذا اتجهت مؤسسة الرئاسة إلى عمرو دياب وتامر حسني
الأكثر اقترابا من الشباب حتى إن تامر حسني يغادر السجن بعد قضاء فترة
العقوبة التي نالها بسبب هروبه من أداء الواجب الوطني لنجده وقد ذهب مباشرة
لإحياء حفل رسمي يحضره الرئيس السابق! النظام السابق لعب كثيرا بالأوراق
الفنية لصالحه وساهم في مساندة البعض ممن ولاؤهم الشخصي له، إلا أن الحقيقة
هي أن ليس كل هزيمة لفنان يتحملها العهد البائد. نعم، كانت رائحة الفساد
تفوح في كل جنبات مصر، إلا أن بعض الفنانين لم يهزمهم الفساد وظلوا في
المقدمة، والبعض انزوى بعيدا، ليس بسبب الفساد، ولكن لأنهم لم يستطيعوا
قراءة الخريطة الفنية على الوجه الصحيح!
الشرق الأوسط في
15/04/2011
ينتظر «أبواب الخوف» ويجهز لفيلمين عالميين
عمرو واكد.. كاريزما فنية من نوع خاص
القاهرة - دار الإعلام العربية
الفنان عمرو واكد هو من الفنانين المصريين الذين تركوا بصمتهم في مختلف
الأعمال التي شاركوا فيها، كما أنه من الفنانين الذين يولون اهتمامًا
بالشأن العام، وهو ما ظهر جليًا من خلال مشاركته في أحداث الثورة المصرية
ووجوده بين الثوار في ميدان التحرير.
وعلى الرغم من عمله كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة، إلا أن ذلك لم
يشغله عن وظيفته الأساسية كفنان مهتم بالتعبير عن قضايا المجتمع الذي يعيش
فيه، حيث يعيش عمرو حالة من النشاط الفني بعد الثورة، ففي الوقت الذي ينتظر
فيه عرض مسلسل الرعب «أبواب الخوف» على قناة
mbc4 كأول مسلسل رعب في تاريخ الدراما العربية،
يحضر لعملين سينمائيين جديدين، أولهما إيطالي مصري باسم «يوفتوس»، بالإضافة
إلى فيلم آخر بعنوان «في أي أرض تموت».
عن مضمون هذه الأعمال، يقول واكد إنه أصبح أكثر تركيزا عن أي وقت مضى بشأن
نوعية الأعمال التي يقدمها، بحيث تمثل إضافة له من ناحية وتقدم واقعًا يهم
المشاهد من ناحية أخرى، على غرار فيلم «في أي أرض تموت» الذي يعالج قضية
الهجرة غير الشرعية التي ما زالت تفرض نفسها على العالم أجمع.
وذلك من خلال قصة شاب مصري عاش في إيطاليا لنحو ربع قرن بشكل غير شرعي،
وعندما يقرر العودة إلى بلده لرؤية والدته المريضة يجد نفسه في مأزق لعدم
امتلاكه أية أوراق تثبت شخصيته، فلا هو ينجح في العودة إلى بلده، ولا يعيش
مستقرًا في إيطاليا، نظراً لمطاردة المافيا الإيطالية له، والفيلم إنتاج
ايطالي فرنسي مشترك كتب السيناريو والإخراج له أحمد ماهر.
وبعيدًا عن شخصية المهاجر غير الشرعي التي يجسدها عمرو، يجسد شخصية أخرى في
فيلم إيطالي مصري باسم «يوفتوس»، يجسد خلاله شخصية عالم يجري أبحاثًا في
الجزائر، ومن المقرر أن يصور عمرو هذا العمل بعد الانتهاء من فيلمه الأول
«في أي أرض تموت».
دائرة الرعب
ولأنه دائما يبحث عن الشخصيات المختلفة، فإن عمرو يعقد آمالاً كبيرة على
مسلسله «أبواب الخوف» الذي يجسد من خلاله شخصية مختلفة عليها، حيث يقول:
«أجسد شخصية صحافي لديه «مَلكة» تفسير أحلامه، فعندما ينام يحلم بأمور
غريبة وعندما يقوم بنشرها في الصحف والمجلات تتحقق بالفعل وتسبب له مشاكل
كبيرة فيحاول اكتشاف أبعاد هذه الظاهرة، وهذا المسلسل تم تصويره خلال
عامين، وأعتقد بأنه ملائم للجمهور المصري، وحاولنا أن نقدم من خلاله عملًا
جديدًا ومختلفًا للجمهور.
وحول مدى تقبل الجمهور لهذه النوعية من الأعمال، رد عمرو قائلا: طبعًا،
فمسلسلات الرعب تنال إعجاب الجمهور، والدليل على ذلك وجود قنوات مخصصة
لأفلام الرعب، وبالتالي فالمسلسل سيحظى باهتمام الجمهور عند عرضه على قناة
mbc4.
نشاط عمرو الدرامي لم يتوقف عند ذلك، فلديه أيضا الجزء الثالث من مسلسل
«لحظات حرجة»، حيث يشارك في بعض حلقاته ويستكمل تقديم شخصية د.رامي من خلال
بعض القصص المختلفة في أحداث الجزء الثالث.
توثيق الثورة
ووسط هذا النشاط الفني المكثف لعمرو، لم ينسَ أن يوثق تجربته في ميدان
التحرير من خلال عمل فني، حيث يقول: كل من كان في ميدان التحرير يفكر في
رصد تجربته، وبالتأكيد أتمنى تقديم عمل عن ثورة 25 يناير، لكن ليس بالضرورة
أن يكون العمل عن تجربتي الشخصية، فأنا لا تستهويني الكتابة، ولكن يمكن أن
أقدم عملًا مكتوبًا وجاهزًا.
وبسؤاله عن رؤيته لمستقبل الفن المصري بعد الثورة، أكد واكد أن هناك مناخًا
جديدًا في مصر على جميع المجالات، وليس الفن فقط، واستطرد: أشعر بأن الوضع
سيسير إلى الأفضل خلال الفترة المقبلة.
وحول الجدل المثار حول ظاهرة الأجور الفلكية لبعض الفنانين بعد الثورة،
أوضح أنه من المفترض أن الثورة وما نتج عنها من واقع جديد في الوسط
السينمائي تكون قد قضت على هذه الظاهرة، لكنه عاد وقال: إن الخطأ ليس على
النجوم الذين يتقاضون هذه المبالغ، بل خطأ المنتجين الذين يدفعون أموالًا
بلا وعي.
الأب والغريب
وعلى الرغم من الشخصيات المميزة التي قدمها واكد عبر مشواره الفني، إلا أنه
يعترف بأن كل أفلامه يحبها ويعتز بتقديمها، عدا فيلمين قدمهما من باب
المجاملة، أو ربما خُدع فيهما، لكنه لم يحددهما بالاسم.. مكتفيا بالقول:
أعشق فيلم «جنة الشياطين» فهو أول أفلامي.
كما أعتز بأفلام «ديل السمكة، جنينة الأسماك، إبراهيم الأبيض، من نظرة عين،
صدام حسين، الفيلم الايطالي الأب والغريب» والأخير يعرض حاليا في دور العرض
المصرية ويجسد خلاله عمرو دور رجل سوري مغترب يعيش في إيطاليا.
وفي ما يتعلق بالانتقادات التي وجهت له بعد لجوئه أخيرًا إلى العمل في
الإعلانات، قال عمرو: عملي في الإعلانات لم يكن مخططًا له، فبعد فيلم
«إبراهيم الأبيض» جلست فترة طويلة في البيت، فما كان يعرض علي من أعمال
كانت ضعيفة ولا تضيف إليّ مع وجود التزامات مادية يجب أن أوفي بها، لكنني
فضلت البقاء في المنزل بدلًا من التنازل وتقديم عمل يسحب من رصيدي، ومع
الضغوط والالتزامات المادية قبلت ببطولة حملة إعلانية، خاصة أنها جاءت عن
طريق منتج محترم وقدمت بشكل محترم والعائد المادي منها كان مجزيًا جدًا.
البيان الإماراتية في
15/04/2011
المخرج محمد دياب يكتب:
تقييم و نقد ذاتي للثورة و الثوار
بسجن مبارك و كل رموز حكمه نحتاج وقفه مع النفس، فاليوم تحقق اكثر بكثير من
ما طالبنا به في الميدان، و لمن لا يذكر فإن مطالب الثوره كانت معلقه علي
عماره في الميدان (تنحيه مبارك – تشكيل حكومه وطنيه – حل مجلسي الشعب و
الشوري - الغاء قانون الطواريء - محاكمه الفاسدين ) و قد تم تنفيذها كلها.
ان جمعه التطهير كانت ضروره ملحه وسط احداث يصر الجميع علي تفسيرها بأنها
ثوره مضاده و أن ورائها رموز النظام القديم ... الحمد لله الآن بعد التخلص
من هذه الرموز ستتوقف هذه الاحداث او سنتوقف نحن عن تعليق كل مشاكلنا علي
شماعه الثوره المضاده و نلتفت للمشاكل الحقيقيه ... المهم انها فرصه سانحه
لبدايه جديده.
قبل ان اوجه نقد ذاتي للثوار، او لمن يتكلموا بإسم الثوره، يجب ان اذكر
بحياديه أن تباطؤ الجيش و عدم خبرته الاعلاميه و السياسيه هي اهم اسباب
وصولنا الي لحظه صدام بين الجيش و الشعب.
بالتأكيد ان الحديث عن تباطؤ الجيش يكون مجحفاً اذا تناسينا كم الاصلاحات و
القرارات الفاصله التي تمت في وقت اقل ما يوصف به انه قصير، إلا ان الجيش
(بالرغم من سرعته) ظل دائماً متأخراً بخطوه عن الشارع. خطوه لو سبق بها
الجيش لتحول الأمر إلي إحتفاء دائم، بدلاً من تأخر بسيط يحول إحساس الشارع
إلي انه انتزع حق لم يرد الجيش أن يعطيه بإرادته.
إن الشفافيه التي مازلنا نفتقدها في خطاب الجيش يمكن أن تحل الكثير. إذ أن
مشكله مثل حوادث التعذيب المبلغ عنها ضد بعض افراد الجيش كان يمكن إحتوائها
ببساطه لو تم الاعتراف بها من القيادات مع التأكيد انها أخطاء فرديه و ليست
منهجيه.
نفس الكلام ينطبق علي تعامل الجيش الإعلامي مع معتصمي التحرير بعد جمعه
التطهير، فالجيش اصر علي اختراع قصه فلول النظام بدلاً من مواجه الأمر
بشفافيه و توضيح موقفه الذي لم يكن يحتاج لشماعه لتحسينه .. و علي الرغم من
ضعف منطق المعتصمين إلا ان محاوله طمس الحقيقه (و لو لهدف نبيل و هو
المحافظه علي العلاقه بين الجيش و الشعب) أدت لعناد المعتصمين تعللاً بأن
الجيش لا يقول الحقيقه.
وأخيراً فإن المصريين جميعاً لا يقبلون أن يتعرض أي مصري لعنف بسبب تعبيره
عن رأيه بسلميه ... أو أن يتعرض ناشط لمحاكمه عسكريه تحت أي ظرف.
انتقدت الجيش قبلاً و سأنتقده مره أخري لو شعرت أن نقدي الإستباقي أو
بتسميه أخري نصيحتي يمكن أن تحول دون حدوث مشكله و لكن انا ارفض تماماً
تخوين الجيش، ارفض تماماً محاوله التأليب علي الجيش أو الوقيعه بين الجيش و
الشعب.
كان يجب ان ابدأ بهذه المقدمه قبل ان اصل للحديث عن الثوار او عن كثيرين
ممن يتكلمون بإسمهم.
أولآً فإنني لا أجد ما يصف شكري و تقديري لكل ثائر و كل من شارك في هذه
الثوره و لو بقلبه أو حتي دعائه ... و لكن أعتقد أن الوقت قد حان لمحاسبه
ذاتيه نحتاجها لنكمل علي الطريق الصحيح.
إن ما يحدث الآن من إداره إعلاميه للثوار و الثوره هو أكبر دعايه للثوره
المضاده ... إن التعامل غير الحكيم مع الكثير من المطالب خاصه توقيتها و
طريقه الضغط المتواصل مع عدم الاكتراث علي الإطلاق بالرأي العام هو سذاجه
سياسيه تصل لحد الغباء احياناً.
إن الاعتصام الذي لم تدع اليه أي قوي سياسيه و حمايه الضباط الشباب
المنشقين و منع القبض عليهم بالقوه رغم مخالفتهم للقوانين العسكريه، ثم
إغلاق ميدان التحرير لهو نقطه سوداء في ثوب الثوره بالنسبه للمواطن العادي
... و بدلاً من أن يراعي أئتلاف الثوره الوسطيه في توجيه اللوم للجيش و
للمتظاهرين علي السواء، آثر الائتلاف أن يرضي الثوار علي حساب الثوره .. و
صب جام غضبه علي الجيش فقط.
والسؤال الآن: هل استبدلنا دكتاتوريه بإخري؟ اتكلم عن الثوار و ليس الجيش
... هذا ما يتداوله العامه الآن
إن كنتم لا تعلمون فهناك غضب شعبي رهيب علي الثوار ... نعم كسبنا الكثير و
لكن في قواعد اللعبه السياسيه في بعض الاحيان يكون طريقه المكسب اهم من
المكسب ذاته.
إن الرأي العام الذي لا يكترث له الكثير من الثوار هو الذي سيحدد لاحقاًِ
في البرلمان الوزن السياسي الحقيقي لكل فصيل، و أخشي ما اخشاه أن يتحول
الأمر لعداء بينهم و بين الثوار ... بل أخشي ان يحول هذا العداء الكثيرين
مِن مَن يريدون الاستقرار لمطالبه الجيش في الاستمرار في حكم البلاد، أو
علي الاقل تمرير قوانين تقيد الحريات بحجه الأمن و الإستقرار.
إن نبره الاستعلاء علي المثقفين و الاكبر سناً لهي شكوي اسمعها الآن كثيراً
... فأصبح الكثيرون يتعاملون و كأن الحياه بدأت يوم ٢٥ يناير... و في هذا
تناسي لمناضلين حقيقين ناضلوا لسنوات قبلنا لكي يعدوا لنا الطريق و يؤهلوا
المجتمع لهذا اليوم.
شخصياً قبل أن أحدد موقفي من أي أمر أٍقرأ لأهل الثقه و الخبره و اذا وجدت
إجماعاً علي أمر ما أراجع نفسي ... بمجرد أن اذكر هذا لبعض الثوار أفاجأ
بتعليقات من نوعيه (انت معندكش مخ ولا ايه) لأ عندي مخ انما معنديش الغرور
بتاع اني عشان شاركت في ثوره بقي عندي صك الحقيقه المطلقه.
لو خسر الثوار المثقفين و الرأي العام فأضمن لكم أن يشاهد الثوار تطورات
الثوره من مقاعد المشاهدين لا الفاعلين.
لا اشكك للحظه في وطنيه كل من يقع تحت طائله انتقادي، بل ارجو ان يتقبل
أسفي الجميع لو كنت وقعت في أي خطأ من ما ذكرت أو أي خطأ آخر لم أتنبه اليه
بعد ... و لكن أؤكد أن صوت غالبيه من شاركوا في الثوره الآن غير مسموع، و
هو صوت التعقل والتهدئه و مراجعه الأولويات.
إن الثوره للثوره فقط أصبحت خطراً علي الثوره.
ونفاق الثوره الذي اصبح مهنه للبعض الآن، اسوأ بكثير من نفاق النظام القديم
... فالنفاق في مرحله التشكيل يؤدي بنا الي هيكل مشوه و يدفعنا في إتجاه
خاطيء.
ادعو كل ثائر، أن يتذكر وصف الشيخ الشعراوي (للثائر الحق) بأنه الذي يتوقف
في مرحله ما، بعد أن يحقق هدفه، و أدعو الجميع لنقد ذاتي هدفه التقويم.
الآن و إلي أن يظهر جديد، أري ان يتم تعليق المظاهرات لمده طويله ، ولتبدأ
مرحله البناء.
الدستور المصرية في
15/04/2011 |