شرع عدد كبير من السينمائيين في تنفيذ أفلام تسجيلية وروائية طويلة عن ثورة «25
يناير»، وكان فيلم «سجّل يا زمان» للمخرج محمد حمدي، أول الأفلام التسجيلية
التي تم الانتهاء منها وعرضها في احتفالية في دار الأوبرا المصرية تحمل
الاسم
نفسه.
عن هذا الفيلم ورؤيته للسينما المصرية ما بعد الثورة كان اللقاء التالي مع
حمدي.
·
في البداية، كيف جاءت فكرة فيلم
«سجل يا زمان»؟
الفيلم فكرة المهندس ممدوح حمزة، وكذلك فكرة إقامة احتفالية بدار الأوبرا
بمناسبة نجاح الثورة المصرية، فكان «سجل يا زمان» من بين الفاعليات التي
تقرّر
تقديمها لتوثيق الثورة من خلاله.
·
وكيف جاء ترشيحك لإخراجه؟
عندما عرض حمزة فكرة الفيلم على بعض معاونيه وأصدقائه من الصحافيين رشّحوني
له،
مؤكدين أنني سأقبل العمل فيه من دون أي مقابل، وبالفعل عندما عرضه علي لم
أتردد
لحظة، لأنه كان بالنسبة إلي فرصة لصنع فيلم عن هذا الحدث العظيم.
·
لاحظ عدد كبير ممن شاهدوا الفيلم
درجة مصداقية عالية استعادوا معها مشاعرهم
لحظات الثورة، فكيف نجحت في الوصول الى ذلك؟
ثمة أسباب عدة منها أنني شاركت فعلياً في الثورة وذهبت الى ميدان التحرير
مراراً، وأن عدداً كبيراً من أصدقائي كانوا معتصمين هناك طيلة أيام الثورة،
وكنت
على اتصال دائم بهم، ما جعلني أشعر بالحالة تماماً، وهذا ما لمسه جمهور
الذي شاهد «سجل
يا زمان».
·
كان المونتاج في الفيلم متميزاً
جداً، من الذي قام به؟
أربعة شباب من معهد السينما، هم: سوزانا عبد السلام وأحمد عزت ومينا عماد
وأنور
مؤمن، وبالصدفة كانوا جميعهم مشاركين في الثورة منذ بدايتها، وقد بذلوا
مجهوداً
كبيراً ليخرج الفيلم بهذا الشكل.
·
من أين حصلتم على المادة اللازمة
للفيلم؟
نشرنا إعلاناً في جريدة «الأهرام» المصرية، ناشدنا فيه كل من يملك مادة عن
الثورة للاستعانة بها، لكن المواد التي وصلتنا كانت قليلة، فاستعنا بمواقع
الإنترنت
ووكالات الأنباء، ولحسن الحظ وجدنا مادة كبيرة جداً ذلك لأن الثورة المصرية
كان
معظم أحداثها مصوّراً.
·
لكن عادة ما تكون جودة المواد
على شبكة الإنترنت متدنّية، فكيف تعاملتم
معها؟
استخدمنا التكنولوجيا المتاحة لتحسين جودة هذه المواد، إذ كان ثمة حد أدنى
لمعدّل الجودة كي يمكن التعامل معها، لذلك لم نستخدم مواد كثيرة بسبب
رداءتها على
رغم أهميتها الكبرى.
·
لماذا لم يُعرض الفيلم في أماكن
أخرى غير دار الأوبرا المصرية، كي يتمكّن من
مشاهدته أكبر عدد من الجمهور؟
لا مانع لدينا في ذلك، بل على العكس نحاول جاهدين عرضه في أماكن أخرى، ولن
نرفض
الدعوة من أي مؤسسة أو نقابة. كذلك، ثم مجهود كبير يُبذل لعرض «سجل يا
زمان» في
أكثر من دولة من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية المصرية وسفاراتنا في
الخارج.
·
ألا تفكّر في صنع فيلم روائي
طويل عن الثورة المصرية؟
راهناً لا، لأن الأفلام التي سيتم إنتاجها بسرعة، لن تكون ناضجة، ولأن ثمة
أموراً كثيرة ما زالت خافية ولا بد من الانتظار حتى تظهر، وحتى نتمكّن من
تكوين
رؤية ووجهة نظر شاملة عما حدث. أرى أن الأنسب في هذه الفترة، تقديم أفلام
تسجيلية
ووثائقية عن الثورة.
·
أستشعر من حديثك أنك تفكّر في
تقديم أفلام وثائقية وتسجيلية أخرى؟
بالفعل، فقد بدأت التحضير لفيلم وثائقي عن الاغتيالات السياسية التي قامت
بها
التيارات الدينية في مصر منذ نشأتها عام 1928.
·
ولماذا فكّرت في تقديم هذا
الفيلم؟
لأنني أستشعر خطر وصول التيارات الدينية إلى الحكم، فهي تستخدم الدين في
التأثير
على مشاعر البسطاء، لذلك لا بد برأيي من مواجهتها، من خلال توعية الناس
بأساليبها
للوصول إلى أهدافها وباستخدامها كل الوسائل التي وصلت إلى القتل.
·
من سينتج هذا الفيلم؟
سأنتجه على نفقتي الخاصة لأن القضية التي يتناولها مهمة جداً برأيي ولا بد
من أن
نعمل جميعاً في مواجهة هذا الخطر، ويساعدني في التحضير له عدد من طلبة
المعهد
المتحمّسين للفكرة وصحافيون في جمع المادة.
·
وأين ستعرض الفيلم بعد الانتهاء
منه؟
لا أفكّر في عرضه على أي من القنوات، ذلك لأن هدفي منه ليس الربح المادي،
بل فضح
هذه التيارات، لذلك سأنسخه على «أسطوانات» وأوزِّعها مجاناً في الشوارع
وعلى إشارات
المرور، أي سأحارب التيارات الدينية بالوسيلة نفسها التي كانت تستخدمها في
توزيع
أشرطتها وأسطواناتها.
·
لكن نسخ أكبر عدد من الأسطوانات
لتحقيق الهدف يحتاج إلى تكلفة عالية جداً؟
بالفعل. لكن أملي في رجال الأعمال الشرفاء الذين يستشعرون هذا الخطر بأن
يتبرع
كلّ منهم بطبع 5000 أسطوانة، هكذا سننسخ عدداً كبيراً جداً من الأسطوانات
وسيحقّق
الفيلم نتيجة رائعة.
·
هل من مشاريع سينمائية طويلة
تحضّر لها؟
نجهّز راهناً لفيلم «المؤامرة»، بطولة مصطفى قمر وإنتاج شريف مندور، إلا
أننا لم
نستقرّ بعد على إسم البطلة وباقي المشاركين.
·
حدثنا عن هذا الفيلم؟
كوميدي مشوّق، يدور حول مؤامرة يتعرّض لها بطل الفيلم من أصدقائه، ويبحث عن
سرّ
المؤامرة طيلة الأحداث.
·
ألم تفكّر في تضمين الفيلم
أحداثاً من ثورة 25 يناير، كما فعل البعض؟
لا، لأن هذا الأمر برأيي يُعتبر إقحاماً غير مبرر، واستغلالاً مشيناً
لأحداث
الثورة المصرية.
·
وماذا عن فيلم» شارع الهرم»، مع
جومانا مراد؟
اعتذرت عن إخراجه بسبب السيناريو، لأنه برأيي ضعيف جداً ولا يمكن تعديله.
·
أخيراً، كيف ترى تأثير ثورة
يناير على السينما المصرية؟
ثمة تأثير قصير المدى وهو توقّف الكثير من المشاريع التي كان مقرراً البدء
في
تنفيذها، ذلك لأن السينما فن وتجارة وصناعة، يُضخّ فيها ما يزيد على 200
مليون جنيه
سنوياً، ومن الطبيعي أن تتأثّر بحالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد،
أما
التأثير بعيد المدى فهو تأثيرٌ إيجابي، إذ إن جمهور السينما قد تغيّر
بالتأكيد بعد
الثورة، وأصبح لديه تعطّش كبير الى المعرفة، والى الأفلام الجادة، ما سيؤثر
على فكر
القيّمين على صناعة السينما، لكن هذا لا يعني اختفاء الأفلام الخفيفة، لأن
التسلية
أحد أهم أهداف السينما، لكن أتوقّع أن تنفَّذ بشكل جيّد يحترم عقلية
الجمهور.
الجريدة الكويتية في
08/04/2011
الفاجومي... أحمد فؤاد نجم يؤرّخ لمصر
هيثم عسران
ليس فيلم «الفاجومي» صورة طبق الأصل عن الأفلام التي تتناول السير الذاتية،
إذ يتميز بخصوصية تجعل منه علامة فارقة في السينما المصرية،
فهو يمزج بين سيرة
الشاعر أحمد فؤاد نجم والغليان الذي ساد الشارع المصري قبل انتفاضة 1977،
في محاولة
من صنّاعه للتأكيد على أن الشعب المصري لا يغطّ في سبات عميق إنما يتحيّن
الفرص
للثورة على واقعه ونيل حقوقه ولو بالقوة.
بعد تأجيله مراراً، أُنجز تصوير فيلم «الفاجومي» وبدأت مرحلة المونتاج
استعداداً
لطرحه في دور العرض قريباً.
يتناول الفيلم سيرة الشاعر أحمد فؤاد نجم الذاتية لغاية الانتفاضة الطلابية
(1977)
وعلاقته بالشيخ إمام. كتب السيناريو والحوار عصام الشماع ووقّع
الإخراج
أيضاً، أمّا البطولة فتولاها كلّ من: خالد الصاوي، صلاح عبد الله، جيهان
فاضل، زكي
فطين عبد الوهاب، كندة علوش، وفرح يوسف. والإنتاج للفنان حسين علي ماهر في
أول
تجربة له في هذا المجال.
يشكّل «الفاجومي» حالة فنية خاصة ليس للشعبية الكبيرة التي يحظى بها الشاعر
نجم
فحسب، إنما لطريقة معالجة الأحداث، إذ استُبدلت الأسماء
الحقيقية للشخصيات التي
عاشت مع نجم بأسماء أخرى كي لا يتعرض العمل لدعاوى قضائية توقف تصويره،
وتجنباً
للمقارنة بين الأشخاص الحقيقيين وأبطال الفيلم، خصوصاً أن معظمهم ما زال
على قيد
الحياة.
سيرة غنيّة
يؤكد الدكتور عصام الشماع أن الفيلم يتجاوز أحداثاً وشخصيات مرت في حياة
الشاعر
أحمد نجم، ويلقي الضوء على نبذة مختصرة عن حياته، معللاً ذلك
بأن سيرة نجم غنية إلى
درجة أن الحديث عنها يتطلّب سلسلة من الأفلام.
يبدي الشماع ثقته بتقبّل الجمهور للفيلم، ويرى أن الأعمال الجادة سيكون لها
النصيب الأكبر من اهتمام هذا الأخير الذي سيرفض، بعد الثورة،
الأفلام التجارية
والمبتذلة.
يوضح الشماع أن التوقّف عند عام 1977 كان بالاتفاق مع نجم، ذلك بهدف إلقاء
الضوء
على فترة تاريخية لم يعاصرها شباب هذه الأيام، نافياً أن تكون
ثمة أسباب سياسية
وراء ذلك.
حالة ثوريّة
وافقت الفنانة الشابة جيهان فاضل على المشاركة في الفيلم من دون تردد،
لارتباطها
بعلاقة أسرية مع نجم فضلاً عن عشقها لقصائده منذ طفولتها
وحفظها لأغانيه هو والشيخ
إمام، وكانت تردّدها من دون أن تفهم معناها.
تضيف جيهان أن الفيلم يعتبر حالة ثورية خاصة، مشيرة إلى أن مشهد تنحّي
الرئيس
جمال عبد الناصر (1967) الذي صُوّر قبل انطلاق الثورة وسط آلاف
من الكومبارس كان
شبيهاً بمشهد محاولة المصريين الوصول إلى ميدان التحرير في الأيام الأولى
من «ثورة 25
يناير»، كاشفة أنها تخيّلت مشاهد الثورة
قبل حدوثها أثناء تصوير هذا المشهد.
تجسّد جيهان شخصية فتاة شعبية غير حقيقية في حياة أحمد فؤاد نجم، وهي نتاج
شخصيات عدة تعكس علاقاته الغرامية في المرحلة الأولى من حياته.
تأريخ وتفاعل
يؤكد خالد الصاوي أن الفيلم يتناول شخصية أحمد نجم وتفاعله مع المجتمع
بأحداثه
السياسية والتاريخية، لذا لا يمكن اعتباره سيرة ذاتية بقدر ما
هو تأريخ للفترة
المهمة التي عاش فيها نجم.
وافق الصاوي على الفيلم منذ كان فكرة قبل أكثر من 10 سنوات، لافتاً إلى أن
العمل
توقف مراراً قبل البدء بتصويره في نوفمبر (تشرين الثاني)
الماضي.
يرى الصاوي أن شخصية نجم تستفزّ أي ممثل لغناها بتفاصيل تساعد على الإبداع.
تأثّر الصاوي بأحمد فؤاد نجم منذ الطفولة، إلى درجة أنه ساهم في تكوين
شخصيته
الشعرية، لذا تحمّس لتجسيد دوره في الفيلم، وعقد جلسات طويلة
مع نجم سأله فيها عن
ذكرياته كي يلمّ بتفاصيل الشخصية، مشيراً إلى أن هذه الجلسات لم تكن
تحضيرية بقدر
ما كانت مساحة يحلو فيها الحديث عن الماضي الجميل.
ينفي الصاوي أن يكون ثمة إقحام للثورة المصرية في الفيلم لأنها لا تناسب
الأحداث
التي تنتهي مع انتفاضة يناير (كانون الثاني) 1977.
ألحان حماسيّة
يجسّد صلاح عبد الله شخصية الشيخ إمام، ويبدي سعادته بهذا الدور لأن ألحان
إمام
كانت تلهب الطلاب وتثير حماستهم، ولأنه تأثر به خلال دراسته
الجامعية في كلية
العلوم السياسية.
يوضح الفنان عبد الله أنه استعاد ذكريات مشاهدته للشيخ إمام والطريقة التي
كان
يتعامل بها، لافتاً إلى أن صورته محفورة في ذهنه ولم تفارقه
لأن الجيل الذي تربى
على ألحانه لن ينساه.
أما الفنانة الشابة كندة علوش، فتؤدي دور الكاتبة والصحافية صافيناز كاظم،
إحدى
زوجات نجم وأم ابنته نوارة نجم، وتؤكد أنها وافقت على العمل
بعد عرضه عليها من دون
تردد لإعجابها بالثنائي نجم وإمام منذ طفولتها.
كذلك، تعرب علوش عن سعادتها بتكرار التعاون مع خالد الصاوي بعد مسلسل «أهل
كايرو».
تجربة أولى
أخيراً، يؤكد المنتج حسين علي ماهر أن الحالة الثورية الموجودة في الفيلم
تمثل
الحالة نفسها التي عاشها الشعب المصري قبل ثورة يناير، موضحاً
أن انتهاء الفيلم
بانتفاضة 77 كان مقصوداً به أن المجتمع المصري قارب على الانفجار نتيجة سوء
الأوضاع.
يشير ماهر إلى أنه لم يهدف، كمنتج، إلى الربح المالي إنما إلى تقديم شهادة
للتاريخ عن حياة نجم، لافتاً إلى أن الفيلم تنبأ بالثورة قبل
أن تقوم.
الجريدة الكويتية في
08/04/2011
إيه. يو. سي...
بين الهزل والجدّ
محمد بدر الدين
بعد توقّف منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، تفتح دور العرض أبوابها لاستقبال
الأفلام، وفي مقدّمها «إيه. يو. سي»، الذي تدور أحداثه في
جامعة يتخيلها أبطال
الفيلم بإسم «الجامعة المصرية في القاهرة»، على غرار «الجامعة الأميركية في
القاهرة»، ونقول يتخيّلها، لأن الفيلم الذي أخرجه أكرم فريد، أقرب إلى
كوميديا
هزلية ومسحة فانتازيا.
كتب القصة والسيناريو والحوار عمر جمال، وهو شاب موهوب، عُرض له فيلم لافت
بعنوان «أوقات فراغ»، إخراج محمد مصطفى، إنتاج حسين القلا،
وكان آنذاك في العشرين
من عمره.
يجتهد الكاتب في التعبير عن جيله، من حيث الهموم واللغة والمفردات والحوار
أيضاً، ويتميز بأسلوبه في الكتابة لدرجة أنك، عندما تستمع
إليه، تعرف أنه لصاحب
فيلم «أوقات فراغ» قبل أن تقرأ اسمه في العناوين.
يحاول الكاتب أن يقدم نماذج من الجيل الجديد الذي يعرفه جيداً، من خلال
ثلاثة
شباب يعيشون، على غرار أبطال «أوقات فراغ»، أسلوب حياة لا يخلو
من الفوضى واللهو أو
«الهلس»
والخطأ، إلا أنهم، في جوهرهم، ليسوا أشراراً.
في «إيه. يو. سي» ينكشفون تماماً، في لحظة صادمة لهم ولأسرهم، إذ يخفقون في
شهادة الثانوية العامة، وينالون درجات متدنية لا تخوّلهم
ارتياد أي جامعة، ويحاولون
عبثاً إخفاء النتائج عن الأهل، إلى أن يتفتّق ذهنهم عن ادعاء التقدّم إلى
«الجامعة
المصرية في القاهرة» التي ليس لها مكان إلا في خيالهم!
يمضي سيناريو الفيلم، بعد ذلك، باتجاه تحويل الخيال إلى حقيقة، والكذب أو
النصب
على الأهل إلى واقع وجامعة بالفعل! يساعدهم على إنشائها جدّ
أحدهم (لطفي لبيب) في
فيلا استأجروها من والدة زميل من بينهم.
إلى هنا، حتى ما يقرب من الثلث الأخير من الفيلم، نحن أمام هزلية، لا عائد
منها
في ما يبدو إلا التسلية المحضة، التي ينجح المخرج أكرم فريد في
تحقيقها على الشاشة
أحياناً، ولا يوفَّق أحياناً أخرى، ومعه طاقم عمل مجتهد: إيهاب محمد علي
(تصوير)،
مها رشدي (مونتاج)، كمال مجدي (ديكور)، عمرو إسماعيل (موسيقى)، ينجح معه
حيناً
ويتأرجح حيناً آخر، فضلاً عن ممثلين تتراوح أعمارهم بين الكبار مثل لطفي
لبيب
والشباب مثل كريم قاسم وعمرو عابد بالإضافة إلى الطفلة منة
عرفة.
يحدث التحوّل في الثلث الأخير من الفيلم، عندما يقرر القيمون على المشروع،
خصوصاً الجدّ، تحويل الجامعة من وهم إلى حقيقة، ومن أسلوب
التعليم السائد القائم
على التلقين والاعتماد على مؤلفات الأساتذة، الذين يتخذون من التعليم وسيلة
للمتاجرة بكتبهم، إلى اختيار الطالب بنفسه المواد والمناهج التي يفضّلها،
يعينه على
ذلك أساتذة من طراز جاد وغير تقليدي.
عندما يقدَّم أصحاب المشروع للمحاكمة بتهمة الاحتيال، يحاكمون هم ـ ومعهم
الفيلم
ـ نظام التعليم الفاشل والفاسد... فتتحول الكذبة والهزل إلى
جدية، وإلى إدانة نظام
التعليم والمطالبة باعتماد طرق جديدة.
لعل هذا هو موضوع الفيلم الكوميدي «الثلاثة يشتغلونها» (عُرض منذ عام)،
الذي دان
التعليم بالتلقين ونادى بالتعليم بالفهم. وليس غريباً أن تتعرض
الأفلام التجارية
أحياناً إلى مواضيع جادة لكن على طريقتها.
ما أعطى «إيه. يو. سي» حيوية، إلى حدّ ما، رشاقة الإيقاع والصورة والروح
الحديثة
في المونتاج والتصوير، لكننا نحسب لو أن المخرج كان أكثر قرباً
من روح المؤلف وجيل
سن العشرين، لجاء الفيلم أكثر إمتاعاً وتجانساً وإقناعاً.
الجريدة الكويتية في
08/04/2011 |