> > بدأ السينمائي يوسف شريف رزق الله تنفيذ خطة شاملة للنهوض بجهاز
السينما بعد ان اصدر المهندس سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج الاعلامي قرارا
بتولي رزق الله رئاسة الجهاز الذي جاء بعد توليه مهمة تسيير أعمال الجهاز
لفترتين الأولي عقب استقالة ممدوح الليثي والثانية عقب استقالة اشرف زكي..
وقد حظي رزق الله بثقة العاملين خلال ايام قلائل، كما حظي بدعم عدد كبير من
السينمائيين لرئاسة هذا الجهاز المهم > >
كان أولي مهام رزق الله داخل جهاز السينما هي مراجعة حقوق العمال والموظفين
من اصحاب المرتبات الصغيرة والتي يقول عنها:
هناك فئة من العاملين وقع عليها ظلم..
وقد بدأت اجراءات لتعديل نظام الاجور والحوافز..
وقد كان من الاسباب التي شجعتني علي قبول مهمة رئاسة الجهاز وجود حسن
النجار نائب رئيس القطاع فهو رجل ذو خبرة كبيرة وأثق في قدرته علي مساندتي
لتحقيق ما نطمح اليه للعاملين في الجهاز وللسينمائيين أيضا.
·
وهل وضعت تصورا ما لاعادة الانتاج السينمائي؟
- الانتاج توقف منذ آخر فيلم انتجه جهاز السينما »واحد صفر«
قبل ثلاث سنوات
ولابد من دراسة الظروف المالية المتاحة لان الانتاج يعد جزءا
اساسيا من دخل الجهاز فالفيلم الجيد لو امكن تسويقه بشكل مناسب سيحقق عائدا
للجهاز.
·
وما مصير مشروعات الافلام التي كان يجري الاعداد
لتنفيذها؟
- مازال الوقت مبكرا لاتخاذ قرار بشأن انتاج الافلام..
وهناك ثلاثة افلام كان يعد ممدوح الليثي لانتاجها وهي »الضربة الجوية«
وكان يتطلب ميزانية كبيرة ولم يعد موضوعه مناسبا في الوقت الحالي وبالتالي
تم استبعاده من خطة الانتاج
وفيلم »المسطول والقنبلة«
للمخرج محمد خان و»يوم للستات«
اخراج كاملة ابوذكري،
لكن البت في الفيلمين الاخيرين لن يتم الآن..
فالانتاج ليس الهدف الأول رغم اهميته لجهاز
السينما، لكن نسعي خلال الايام المقبلة لتنشيط حركة البلاتوهات ودور العرض
التابعة لنا من خلال اختيار الافلام الاكثر جماهيرية القادرة علي جذب الناس
واتصور انه مع تقليل حظر التجوال سيعود الجمهور تدريجيا إلي دور العرض.
·
هل سيجري تخفيض علي تأجير استديوهات السينما
التابعة للجهاز؟
- طلبت من سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج الاعلامي ان يسري قرار تخفيض
استديوهات المدينة علي استديوهات السينما وقد وافق علي ذلك حيث يخضع تأجير
الاستديوهات لتخفيض قدره ٥٢٪ تشجيعا لعودة الانتاج السينمائي.
·
باعتبارك مسئولا ايضا عن تسويق استديوهات المدينة..
ما مصير الفيلم الفرنسي الذي كان سيصور بها؟
- كان الفيلم الفرنسي »يوفنتوس في كينجا«د سيجري تصويره في فبراير الماضي وتأجل
بالطبع بسبب احداث ثورة
٥٢
يناير ثم تأجل لشهر مارس وعادوا وطلبوا
تأجيله ولم يتحدد موعد جديد لبدء تصويره وسوف يتم تصويره داخل استديوهات
المدينة ويشارك في بطولته عمرو واكد وقد ارسلوا لنا نسخة السيناريو الذي
تدور احداثه في قرية جزائرية من خلال مباراة كرة قدم بين فريقين من الصبية
ويؤدي عمرو واكد من خلاله شخصية عالم آثار مصري.
·
وبعيدا عن جهاز السينما اسأل رزق الله عن رأيه في
الاتجاه لتأجيل الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي بصفته المدير
الفني للمهرجان ؟
- قال: إن الظروف العامة في بلادنا ليست مواتية لاقامة المهرجان.. ففي
الفترة المقبلة ستكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية.. والحالة الامنية لم
تستقر تماما والاقبال علي دور العرض ضعيف بسبب ذلك فهناك انخفاض رهيب في
الايرادات..
وهذه الاوضاع قد تدفع شركات التأمين لعدم قبول التأمين علي
الافلام او رفع قيمة التأمين بصورة مبالغ
فيها، كما اننا لا نضمن مدي ترحيب ضيوف المهرجان من صناع الافلام او اعضاء
لجنة التحكيم من المجيء لمصر في هذا التوقيت،
فقد يخاف البعض وقد يتحمس البعض الآخر لرؤية مصر
بعد الثورة وزيارة ميدان التحرير.
·
لكن لايزال امامنا شهور علي انعقاد المهرجان
والظروف ستتغير حتما!
- اذا كان هناك قرار سيتخذ فلابد ان يتخذ الآن فلو أننا اعلنا عن عقد
المهرجان ثم جئنا بعد شهرين واعتذرنا عنه سيصبح امرا لا يليق..
ثم اننا نبدأ الاعداد للدورة المقبلة مع
انطلاق مهرجان »كان«
حيث نحمل افيش المهرجان لعرضه ونتفق مع
المنتجين ولو تقرر تأجيله سيكون مهرجان »كان«
فرصة طيبة لاعلان ذلك.
·
وهل توجد مخاوف علي المهرجان اذا تم تأجيل دورته
الحالية؟
- لا توجد أي مخاوف علي المهرجان نفسه لان التأجيل يتم لظروف قهرية وبمعرفة
الاتحاد الدولي للمنتجين الذي يتفهم بالتأكيد الوضع الراهن
والاسباب التي قادت اليه.
أخبار اليوم المصرية في
01/04/2011
سينما الثورة
موجة أفلام طويلة وقصيرة
تحمل »ختم« ٥٢ يناير
تحقيق : مصطفي حمدي
> > فتحت الثورة شهية عدد كبير من السينمائيين لرصد أحداثها في أفلامهم..
وتحولت قصص الشهداء وحكايات ميدان التحرير إلي مادة دسمة يستلهم منها
الكتاب والمخرجون أفكار أفلامهم القادمة والتي ستحمل بصمات ثورة يناير
لتغير الكثير من ملامح السينما المصرية في المرحلة القادمة > >
فلم تمر أيام قليلة علي اندلاع الثورة حتي انطلق المخرج مجدي أحمد علي إلي
ميدان التحرير وشوارع القاهرة ليبدأ تصوير أول مشاهد فيلمه الجديد »الميدان«
والذي يشارك في بطولته أحمد عبدالعزيز ونهي العمروسي ومني هلا وأحمد مجدي،
ورغم عدم انتهاء مجدي أحمد علي من كتابة سيناريو الفيلم إلا أنه بدأ
التصوير ليستفيد من الأحداث لرصد مشاهد من قلب الثورة، ويقول مجدي أحمد علي عن الفيلم:
لا نتناول الثورة وما يعقبها من أحداث ولكن الفيلم يرصد لحظات انسانية
يعيشها البطل منذ نزوله لميدان التحرير وحتي لحظة تنحي الرئيس السابق وكلها
أفكار ولدت في قلب الثورة وكنا نشاهدها فالبطل في الفيلم طبيب يدعي طارق
كان بعيدا عن السياسة طوال حياته مثل كثير من المصريين ولكنه يتحمس
للمشاركة في الثورة وعندما ينزل للميدان يفاجأ بكم المصابين والجرحي فيقرر
التطوع لعلاجهم.
نهاية طبيعية
اذا كان مجدي أحمد علي بدأ تصوير فيلمه في ميدان التحرير فعلي النقيض اختار المخرج سامح
عدالعزيز ان تكون نهاية فيلمه »صرخة نملة«
في ميدان التحرير حيث قام بتعديل بعض المشاهد للتواكب مع أحداث الثورة وهو
ما دفع البعض لاتهامه باستغلال الثورة للترويج للفيلم بعد عرض اعلانه الذي
احتوي علي لقطات عديدة من الثورة وهو ما دفع سامح للدفاع عن نفسه قائلا: لم
اتعمد تغيير نهاية الفيلم لأركب الموجة أو لاستغل الثورة في الدعاية
للعمل.. لقد انتهيت من تصوير الفيلم منذ فترة ولكن قصة الفيلم تتوافق بشكل
كبير مع الأحداث التي طرأت علي المجتمع فشخصية عمرو عبدالجليل »جودة«
تعبر عن رجل يعاني من الاضطهاد والظلم في حياته مثل كثيرين ولكنه في
النهاية يثور علي هذا الظلم وكل ما في الأمر انني وضعت ثورته في إطار ثورة
يناير وما حدث هو انفعالات انسانية طبيعية مني كمواطن مصري وفنان يتأثر بما
يدور حوله فليس من الطبيعي أن أقدم فيلما عن الظلم والاضطهاد والبطالة ولا
أظهر فيه انتصار المصريين علي هذه المعاناة بثورتهم.
المنتجة اسعاد يونس تحمست لانتاج فيلم بعنوان مؤقت وهو »ص.ش«
ويتناول الفيلم قصة احدي الشخصيات السياسية البارزة في النظام السابق والتي
اثارت الكثير من الجدل والغموض.
ولكن يبدو أن قصص الشهداء سوف
تفرض نفسها علي السينما خلال الفترة القادمة حيث بدأ المخرج
أحمد عاطف كتابة فيلم يتناول الثورة من خلال قصص مجموعة من الشهداء ولكنها
لا تنقل قصص الشهداء الحقيقيين بقدر ما ترصد نماذج بشرية ذات ميول مختلفة
التقت جميعها في الثورة.
شوارع الجنة
المخرج خالد الحجر بدأ الاعداد لفيلمه الجديد »شوارع الجنة«
مع المؤلف أسامة الحبشي ويقول الحجر عن فيلمه:
نتناول قصة
٦ شباب من المعتصمين في ميدان التحرير وهؤلاء الشباب يمثلون نماذج إنسانية
مختلفة تعبر عن شرائح المجتمع المصري ونرصد ما يتعرضون له خلال ال٨١ يوما
التي قضوها في الميدان.
ويضيف الحجر: سأبدأ تصوير الفيلم عقب انتهائي من تصوير مسلسل »دوران شبرا«
والذي تبدأ الاحداث في نهايته لتتواكب مع الثورة.
أما الفيلم فمازال في مرحلة الكتابة ولم نستقر علي أبطاله بعد.
أما أحمد حلمي ومني زكي فيبدو أن الثورة ستجمعهما في عمل سينمائي مشترك حيث
تردد مؤخرا اتفاقهما مع المؤلف تامر حبيب علي كتابة فيلم يتناول قصة
الشهيدة سالي زهران ولكن حلمي ومني لم يؤكدا أو ينفيا الخبر حتي الآن.
والأكيد أن تامر حبيب لم يكتب مشهدا واحدا
من الفيلم حتي هذه اللحظة خاصة وانه كتب حوار فيلم روائي قصير عن الثورة
وأخرجه يسري نصر الله والذي انتهي من تصويره في يومين فقط وشارك في بطولته
يسرا ومني زكي وآسر يس..
الفيلم الذي لم يتحدد اسمه بعد تناول قصة أسرة ظلت في منزلها
لتتابع أحداث الثورة عبر شاشة التليفزيون ولكن العمل يرصد اللحظات
الإنسانية الصعبة التي يمرون بها خاصة في ليلة جمعة الغضب وما صاحبها من
فوضي أمنية وكذلك يرصد العمل اختلاف وجهات نظر افراد الأسرة الواحدة تجاه
ما يحدث.
أفلام قصيرة
عدد كبير من المخرجين والكتاب وجد في السينما الروائية القصيرة وسيلة
مناسبة لرصد الثورة وتأريخها سينمائيا حيث قام خمسة مخرجين بتصوير خمسة
أفلام وثائقية عن الثورة كل منها يبدأ بخيط مختلف، ابرز هذه الاعمال هو فيلم »أنا
والأجندة« للمخرجة نيفين شلبي وتدور أحداث الفيلم حول نماذج مختلفة تسعي
للمشاركة في الثورة كل وله أسبابه فالطبيب الثري لا يعاني من أية مشاكل
شخصية ولكنه يري أن الفساد هو أزمة المجتمع التي يجب أن يقضي عليها بالثورة
وهو هدف مختلف عن هدف النجار الذي يذهب لميدان التحرير ليطالب بحقوقه في
حياة كريمة بعيدا عن الفقر والبطالة والاضطهاد.
أما المخرج مروان حامد فقد قارب علي الانتهاء من الفيلم الروائي »أمن
الدولة« والذي يشارك في بطولته باسم سمرة وعمرو واكد واياد نصار ويتناول
ثورة يناير من خلال قصة أمين شرطة بأمن الدولة ويرصد الفيلم الفساد الذي
كان متفشيا بهذا الجهاز.
أخبار اليوم المصرية في
01/04/2011
رافق هيرتزوغ مصوراً في ثلاثة أفلام
بيت بريسير: الصور الفوتوغرافية حكاية موازية للفيلم
ريما المسمار
زار المصور الفوتوغرافي السويسري بيت بريسير بيروت، مرافقاً دورة أفلام
السينمائي الألماني فيرنر هيرتزوغ في سينما متروبوليس، بمعرض صور
فوتوغرافية ولقاء حميم مع الحضور. تضمّن المعرض صوراً التقطها خلال تصوير
ثلاثة أفلام لهيرتزوغ، اشتغل عليها مصوراً فوتوغرافياً: "فيتزكارالدو" (Fitzcarraldo،
1982)، "الكوبرا الخضراء" (Cobra
Verde،
1987) و"لا يُقهر" (Invincible،
2001). كذلك، زخر المعرض بصور لهيرتزوغ وممثله الأثير وصديقه اللدود كلاوس
كينسكي. "المستقبل" التقت بريسير في حوار حول تعاونه الطويل مع هيرتزوغ
وحول تجربته الفنية.
أن يخطئ محاوره في اعتقاده بأن الزيارة تشكل قدومه الأول إلى لبنان ليست
سوى مفاجأة مبكرة، تمهّد الطريق لمفاجآت كثيرة ستنطوي عليها محاورة بيت
بريسير. وأن يقابل هو ذلك الإعتقاد الخاطئ بالقول: "كلا سيدتي، ظنّك ليس في
محلّه"، كشف مبكر عن حسّه الساخر وطبيعته الودودة في آن معاً. فالمصور
الستيني الذي يصعب الجزم حتى بانتماء ملامحه الأوروبية إلى بقعة جغرافية
محددة لكثرة ما سافر وارتحل، يحب وصف "المصوّر المسافر". وكيف لا يفعل وقد
زار في سبيل مهنته أماكن نائية، لم يسمع كثيرون بها قبل انطباعها على
نيغاتيفه. آخر رحلاته كانت إلى ساحل تنزانيا لتوثيق ثقافة سفن "الداو"
العريقة التي تستخدم بشكل أساسي على سواحل بحر العرب وشرق إفريقيا. هناك
مكث أكثر من خمسة أشهر على متن واحدة من تلك السفن والتقط مئات الصور. وإذا
خطر لمحاوره أن يطرح عليه السؤال البديهي: "ما الذي جذبك إلى الموضوع؟" جاء
رده بسيطاً غير متكلّف: "أعشق البحر، الأمواج، الحياة على متن سفينة،
الإبحار من مكان إلى مكان...". إفريقيا، بشرقها خصوصاً، شكّلت نقطة جذب
متكررة لبريسير، متنقلاً بين تنزانيا ومدغشقر وكينيا والكاميرون وتوغو
وساحل العاج في العديد من مشاريعه الفوتوغرافية: "أنا مسحور بالناس هناك،
بكبريائهم، بوسائلهم الطبيعية وبصلتهم بالأرض".
على الرغم من ذلك، لا يعتبر المكان عنصر الجذب في مشاريعه بل الموضوع:
"هناك مواضيع تهمني، أسافر إليها أينما كانت، ويبدو أنها تروق الناس أيضاً،
كما ألمس خلال المعارض التي أقيمها". أما كيف يؤثر، أو أثّر، ذلك الترحال
في علاقته بالأمكنة ومسقط رأسه "باسل" في سويسرا، فيقول أن المسألة مسألة
توازن: "أمكث في "باسل" قرابة ستة أشهر في السنة، بين تشرين الأول وأيار.
هناك أملك استديو. وخلال هذه الفترة، اقوم بالتحضير لمشروعي الجديد أو
اشتغل على تحميض الصور من مشروعي الذي سبق. أما السفر والمغامرات والتصوير
فتكون في أماكن أخرى من العالم خلال الأشهر الستة الباقية من السنة". يولد
هذان النقيضان- الاستقرار والتحضير وسويسرا مقابل الترحال والتصوير
والعالم- توتراً وحراكاً، يتشوق بريسير إلى تفجيرهما عبر عمله: "ولكنني
أنتمي إلى كل مكان. أشعر بالراحة أينما حللت".
الأمر ليس مستغرباً إذا ما أخذنا في الإعتبار ان الحياة التي يقودها هذا
المصور تشكّلت على هذا النحو منذ شبابه الأول. في سويسرا حيث ولد في العام
1952، ومن ثم في باريس ونيويورك تدرّب على التصوير السينمائي والفوتوغرافي
منذ أوائل السبعينات. وفي منتصفها، أصبح رئيس تحرير مجلة "ذي فيليدج كراي":
"في هذه الفترة تعرّفت بالممثل كلاوس كينسكي. كان يصور فيلماً في عنوان
"مدام كلود" وكان المخرج (جوست جاكان) صديقي، فاستطاع أن "يهربني" داخل
موقع التصوير في قصر قديم". بالطبع، كانت سمعة كينسكي كممثل صعب المراس
معروفة حتى بالنسبة إلى من لا يعرفه. يتذكر بريسير كيف ان صديقه المخرج
قاده إلى القصر القديم "الذي كان مقسوماً إلى قسمين: الأول يستخدم للتصوير
ولفريق العمل والثاني محجوز لكلاوس فقط. وجدت نفسي وجهاً لوجه معه بعد أن
قدّمني المخرج إليه بكلمات متسرّعة وغادر مسرعاً. لم أعرف ماذا أفعل،
فأخرجت نسخة من مجلة "ذي فيليدج كراي" كانت في حوزتي ووضعتها أمام كلاوس
قائلاً: سيد كلاوس، هل تريد أن تظهر على غلاف هذه المجلة؟ سؤالي باغته
لاسيما أنني لم أكن قد تجاوزت الرابعة والعشرين وقتذاك. أخذ المجلة
وتصفّحها على مهل قبل أن ينظر إلي قائلاً: "على الغلاف فقط؟!"
كانت تلك بداية لعلاقة بين بريسير وكينسكي ستمتد حتى وفاة الأخير في العام
1991، وستثمر الكثير من الصور الفوتوغرافية والمعارض، إلى كتاب "كينسكي"
الصادر عام 2000 وفيه مجموعة الصور التي التقطها بريسير ونص للأخير.
لاحقاً، انضم فيرنر هيرتزوغ إلى تلك الصداقة. ولكن قبل اللقاء الفعلي بين
هيرتزوغ وبريسير في العام 1981، كان الأخير قد شاهد فيلم "أغيري، غضب الله"
عام 1972 في باريس: "وقتها قلت لنفسي: أريد أن أعمل مع هذين الشخصين
(هيرتزوغ وكينسكي). العلاقة بينهما كانت بادية على الشاشة. علاقة غريبة
ساحرة ومدمّرة".
في الوقت الذي بدأ فيه هيرتزوغ التحضير لفيلمه "فيتزكارالدو"، كان بريسير
قد أيقن، بعد سنوات من التدريب والتجريب في مجال التصوير الصحافي والأزياء،
أن مكانه ليس هناك. "لم أكن أشعر أن مكاني هو السينما ولم أشعر يوماً بذلك،
ولكنني أهتم بالسينما كثيراً عندما تقدم تجربة متطرّفة كما هي حال أفلام
هيرتزوغ أو العلاقة بين هيرتزوغ وكينسكي". عرف المصور الشاب أن هيرتزوغ
يبحث عن مصور فوتوغرافي ليرافق تصوير الفيلم. هكذا تقدّم إلى الوظيفة ولكن
خلفيته في مجال الأخبار، قلّصت فرصة فوزه بعمل يتطلّب الكثير من الإبداع:
"في النهاية، استطعت إقناع المنتجين بمنحي الوظيفة بناءً على خبرتي في مجال
التصوير السينمائي وذلك العدد من "ذا فيليدج كراي" الذي ظهر كلاوس على
غلافه". على الفور سافر بريسير إلى ميونيخ لينتقل من هناك إلى البيرو: "في
المطار، التقيت هيرتزوغ الذي كان قادماً من كاليفورنيا. وعلى الرغم من تأخر
الرحلة ساعتين، لم ينبس هيرتزوغ بكلمة إلى أن صعدنا إلى الطائرة وطلب مني
أن أجلس إلى جانبه. عندها قال لي: أعتقد أننا لن نتمكن من إنهاء هذا الفيلم
ولكنني خفت أن اقول لك هذا ونحن على أرض المطار كي لا تغادر". ولكن ما لا
يعرفه فيرنر أنني لم أكن لأغادر تحت أي ظرف".
كان "فيتزكارالدو" مشروعاً صعباً بما يفوق الوصف. قبل انضمام بريسير إلى
المشروع، كان نحو نصف التصوير قد اكتمل مع الممثلين جايسن روباردز وميك
جاغر في دوري "فيتزكارالد" (المستوحى من شخصية الرجل الأول في صناعة المطاط
في البيرو) ومساعده تباعاً. ولكن مرض الأول المفاجئ الذي تسبب بتأجيل
التصوير بما تناقض مع جدول أعمال الثاني، دفع بهيرتزوغ إلى الاستغناء عن
شخصية المساعد وبدء التصوير من الصفر مع كلاوس كينسكي. إلى ذلك، كان
التصوير يجري في أدغال البيرو في ظروف مناخية شبه مستحيلة ويتطلب نقل سفينة
تزن أكثر من 300 طن من أسفل تلة إلى أعلاها. أما بريسير، فكان يشغل منصبي
مساعد الكاميرا والمصور الفوتوغرافي للفيلم: "كان عليّ أن أحمل الحقيبة
الجلدية التي تحتوي على بوبينات الخام المصور الآخذ في التمدد بسبب ارتفاع
الحرارة، وأن أوثق في الوقت نفسه مشاهد الفيلم بالصور الفوتوغرافية".
يعتبر بريسير أن مهمة المصور الفوتوغرافي على اي فيلم قد تنقلب جحيماً إذا
لم يتقبله الآخرون لاسيما الممثلين: "قد يحجبون العدسة أو يرفضون الإنتظار
بعد انتهاء اللقطة لالتقاط الصورة أو لا يوافقون على الصور نفسها بعد
تحميضها". كأن الصعوبات التي كانت ترافق عملية التحميض لم تكن كافية
بالنسبة إلى بريسير، ليتوجب عليه أيضاً الحصول على موافقة كينسكي بعيد
طبعها: "كل عشرة أيام كان يجمع الخام الفوتوغرافي والسينمائي ويقطع به أحد
مساعدي الإنتاج مسافات (4 ساعات في القارب ومن ثم في طائرة صغيرة إلى مدينة
قريبة ومنها في طائرة أكبر إلى مطار العاصمة ومن هناك يعثر على أحد
المسافرين إلى ميامي يقبل بنقل الحقيبة!) وحين تعود الصور، يوقع كلاوس
كينسكي على تلك التي تعجبه ويرفض أخرى".
·
[ ولكن إلى أي حد يتيح هذا العمل
هامشاً إبداعياً حراً؟
- "أنا موظف لأوثق عملية التصوير. علي أن أكون غير مرئي لأنني لست أهم فرد
في طاقم العمل. ويتوجب على الصور التي ألتقطها أن تنقل مناخ التصوير وما
يجري خلف الكواليس. الصور الفوتوغرافية قصة موازية للفيلم".
ربما انطلاقاً من رؤيته تلك، قدم بريسير مشاريعه الفوتوغرافية في كتب أقرب
إلى روايات، أصدر منها قرابة عشر إلى يومنا هذا: "فكرت في البداية أن أكلّف
شخصاً آخر بالكتابة ولكنني وجدت أن الكتابة هي توثيق لرحلتي خلال التصوير،
ليس بالنعنى الواقعي وإنما الإنطباعي. غالباً ما أختار إحدى الشخصيات
الظاهرة في الصور وأروي على لسانها حكايات وخرافات متصلة بالموضوع".
بعد نحو خمس سنوات، عاد بريسير للعمل مجدداً مع هيرتزوغ وكينسكي خلال تصوير
"كوبرا خضراء": "كلاوس كان صعباً جداً خلال هذا التصوير وغاضباً باستمرار.
ولكن المشروع كان أكثر إثارة بالنسبة إلي لأنني كنت مصوراً فقط". صور
الفيلم بين البرازيل وكولومبيا وغانا وتناول شخصية تاجر رقيق مقتبس من
رواية بروس تشاتوين. انتهى الفيلم ليكون التعاون الخامس والأخير بين
هيرتزوغ وكينسكي: "كان الوضع جنونياً. الخلافات بين فيرنر وكلاوس وصلت إلى
الذروة وأدى سلوك الأخير الغاضب إلى مغادرة مدير التصوير. قبيل نهاية
الفيلم، بقي هناك ستة أشخاص فقط على البلاتوه كنت بينهم".
بسبب رحيل كينسكي، لم يكن تعاون بريسير الثالث مع هيرتزوغ على فيلم "لا
يُقهر" بنفس الزخم: "كان الفيلم سهلاً. عمل ضخم وإنتاج كبير وصعوبات أقل
بكثير من الفيلمين السابقين. ولكن الإثارة كانت أقل. كلاوس كان غائباً
وتالياً كل ما كان يستثيره من غضب وإلهام وسحر".
على نحو ما، تتقاطع مشاريع بريسير الفوتوغرافية مع مسيرة هيرتزوغ. فمشروع "الداو"
يبدو كأنه خارجاً من "فيتزكارالدو" وذلك الإرتحال إلى الخطر والعمل في ظروف
متطرّفة، تفرض تحديات إبداعية وإنسانية: "حين تعيشين الخطر يكف عن كونه
خطراً. المسألة نسبية. ثم إن رحلاتي تستمر لأشهر، أصبح خلالها جزءاً من ذلك
المكان". ماذا عن الحروب إذاً؟ ألا يستهويك التصوير في المناطق المشتعلة
بالحروب؟ أسأله فيجيب: "لا أحب الحروب ولا تصويرها. خطرها كبير. الحياة
خطيرة بما فيه الكفاية لأرمي نفسي في خطر مفتعل. ثم إن المشاريع لحظات
رائعة في حياتي. لا يمكن الحرب أن تكون كذلك".
بعد هيرتزوغ، اشتغل بريسير على عملين سينمائيين آخرين. "كان العمل مملاً
جداً. لا شيء مثيراً. أيقنت أني لن أعود إلى هذا العمل إلا إذا كانت هنالك
مقومات تجربة تشبه "فيتزكارالدو": نص رائع ومخرج كبير وممثلون ساحرون ومكان
مختلف. قد يثيرني العمل على فيلم هندي مثلاً" ثم وبعد أن يلقي نظرة على
العدد الأخير من مجلة "سايت أند ساوند" المدسوسة بين أوراقي، يستدرك:
"يثيرني العمل مع وودي ألن كثيراً (صورته على غلاف المجلة). أحب أفلامه
كثيراً وكذلك علاقته بالممثلين".
ولكن مشروعه الفوتوغرافي مستمر وكذلك ترحاله الدائم: "أخذني عملي إلى أماكن
بعيدة مذهلة. الصحاري وغابات الأمازون وجبال الألب وأهرام مصر والمكسيك
ومدغشقر وغيرها...طموحي أن أحمل المشاهد في رحلة إلى المجهول، إلى أماكن
وأناس لم يعرف ربما من قبل بوجودها".
أول اقتباس سينمائي لروايات هاروكو موراكامي منذ عشرين عاماً
"غابة نرويجية": الصبا، الحب والفقدان
على الرغم من مقاومته الإقتباسات السينمائية لرواياته، وافق الروائي
الياباني المعروف هاروكي موراكامي، صاحب "كافكا على الشاطئ"، أن يعهد
بواحدة منها إلى المخرج الفرنسي من اصل فييتنامي تران آن هونغ. اختار
الأخير "غابة نرويجية"، الصادرة بلغتها الأصلية في العام 1987 وبالإنكليزية
بترجمتين، الأولى في العام 1989 لألفريد بيمبوم، الذي ترجم الكثير من
روايات موراكامي السابقة، والثانية لجاي روبن في العام 2000، وهي النسخة
المرخّصة خارج اليابان. كما صدرت الترجمة العربية للرواية في العام 2007
بقلم سعيد الغانمي.
يستغرب كثيرون موقف موراكامي الرافض اقتباس رواياته سينمائياً. ومصدر
الإستغراب أن أعماله تختزن حباً كبيراً للسينما ومرجعيات سينمائية موزعة
على طول الخط السردي. حتى أن الكاتب اعترف أنه قضى معظم أوقاته في صالات
السينما المعتمة خلال فترة الدراسة. قبل مغامرة تران لاقتباس "غابة
نرويجية"، لم يكن هنالك سوى حفنة من الأفلام القصيرة وفيلمين روائيين:
اقتباس المخرج الياباني ناووتو ياماكاوا القصتين القصيرتين "الهجوم الثاني
على المخبز" و"عن رؤية المرأة المثالية ذات صباح نيساني جميل" في فيلمين
قصيرين عامي 1982 و1983؛ اقتباس روبرت لوغفال لقصة "كل أولاد الله يمكنهم
الرقص" عام 2007؛ اقتباس توم فلينت للقصة القصيرة "عن رؤية المرأة المثالية
ذات صباح نيساني جميل"؛ اقتباس جون إيتشيكاوا لقصة "توني تاكيتيني" القصيرة
في فيلم من ساعة وربع الساعة العام 2004؛ واقتباس كازوكي أوموري لرواية
موراكامي الأولى "اسمع الريح تغني" (1979) في فيلم روائي أنتج في العام
1980. ويُقال أن عدم رضى موراكامي عن اقتباس "اسمع الريح تغني" دفعه إلى
تشديد قبضته على مشاريع الإقتباس السينمائي الأخرى لرواياته.
"موراكامي رجل كتوم جداً ولم يقل لي أبداً لماذا سمح لي باقتباس روايته"،
يقول المخرج تران في مقابلة مع مجلة "سايت أند ساوند" (عدد نيسان/أبريل
2011). ولكن تلك الموافقة لم تأتِ إلا بعد سنوات من التفاوض بين تران
ومنتجه الياباني أوغاوا شينجي من جهة وموراكامي من جهة ثانية: "كان يعرف
أفلامي السابقة قبل أن نلتقي وأتمنى أن يكون قد لمس فيها شيئاً ظنّه
ملائماً لكتابه. إنه رجل عملي. قبل أن يمنحني الضوء الأخضر، أراد الإطلاع
على السيناريو وعلى تفاصيل الموازنة." كذلك، اضاف الكاتب بعض الحوارات
الجديد للشخصيات من مسافة زمنية طويلة باتت تفصله عن الرواية.
الشائعات حول التحضير لاقتباس سينمائي لـ"غابة نرويجية" تزامنت مع صدور
الرواية في العام 1987، وإن فقط بسبب النجاح الكبير الذي لاقته. ولكن
موراكامي رفض كل العروض على مر السنين. وعلى الرغم من أن خطها الروائي
مباشراً قياساً على روايات أخرى للكاتب، اعتبر كثيرون الرواية عصية على
السينما لأن ثراءها كامن في حوار الشخصية الأساسية، "واتانابي"، الداخلي.
في اقتباسه، استغنى تران عن المقدمة التي تبدأ في برلين وتعيد الشخصية
الرئيسية إلى ماضيها، واختار أن يبدأ الفيلم من أواخر الستينات، مع وصول "واتانابي"
(ماتسوياما كينيتشي) إلى طوكيو للدراسة، تاركاً خلفه ذكرى صديقه الذي انتحر
وحبيبة الأخير "إينيوكيو" (كيكوتشي رينكو، الحائزة ترشيح أوسكار في العام
2007 عن دورها في "بابل"
Babel). بعد عامين، يلتقي "واتانابي" "إينيوكيو" مجدداً ويقيمان علاقة،
تختفي الأخيرة بعدها في مصحّة في الريف، رافضة مقابلته ثانية. في هذه
الأثناء، يبدأ علاقة مع زميلته في الدراسة "ميدوري" (ميزوهارا كيكو) ولكن
ذكرى "إينيوكيو" لا تفارقه. وحين يتمكن من زيارتها أخيراً، يخوضان في
اعترافات مؤلمة ستقود إلى نهاية مأسوية.
الملخص لا يوفي الرواية حقها، حيث يوازن موراكامي بين كآبة الأجواء ونبرته
الخيالية وحوارات "واتانابي" الداخلية ذات الطبيعة الخاصة والحميمية
والكاشفة. وهو ما جهد تران لالتقاطه في الفيلم: "كان التحدي متمثلاً في
كيفية تجسيد حياة واتانابي الداخلية على الشاشة... كيف يمكن خلق معادل
سينمائي ليشعر المشاهد لأفكاره من دون أن يقولها. كان ذلك صعباً للغاية
وكان يجب أن يتردد في زوايا الفيلم كافة وعلى طول أحداثه."
لا أحد يستطيع الجزم التام بقدرة الفيلم على التقاط روح موراكامي، ولكن
المؤكد أن تجارب تران السابقة كانت تمريناً على نحو ما في إعلاء البصري على
الأدبي والكلامي. فمنذ باكورته الروائية، "عطر البابايا الخضراء" (1992)،
أسس المخرج المقيم في باريس منذ طفولته للغة بصرية بإعادة إحياء فييتنام
الخمسينات. وفي تاليه،
Cyclo (1995)، عن سائق يغرق في العوالم السفلية لمدينة تشي مين، ذهب ألى البندقية
وحاز أسدها الذهب. عام 2000، عاد إلى فييتنام منجزاً "في ذروة الصيف" (At the
Height of Summer)، وفي العام 2008 قدم "آتي مع المطر" (I Come with the Rain)
.
في "غابة نرويجية"، تعاون مجدداً مع مدير التصوير مارك لي بينغ بين الذي
ترك بصمته على أفلام كثيرة لهو سياو سيين وتيان زوانغ زوانغ ولكن يبقى
اشهرها "في مزاج الحب" (In the Modd for Love)
لوان كار- واي: "المدهش عند مارك قدرته على تحريك الكاميرا بطريقة حسية..
بما يمنح الفيلم شيئاً من اللاإستقرار كأن الكاميرا تطفو حول الشخصيات."
على الرغم من أن المخرج لا يجيد اليابانية، إلا أن الفيلم ناطق بها. فقد
كتب السيناريو بالفرنسية أولاً، ثم ترجمه إلى الإنكليزية لمناقشته مع
موراكامي وبعدها إلى اليابانية لإعطائه الممثلين. واهتم تران بطريقة نطق
الكلمات وإيقاعهاالملائمين للسينما أكثر من اهتمامه بالتقيد بكلمات
موراكامي. ولكن ممثليه آثروا التقيد قد الإمكان بكلمات الكاتب، بما يؤشر
إلى مكانة الرواية، ليس في اليابان فقد وإنما في العالم ايضاً. فحين انتشر
خبر تحضير تران لاقتباسه السينمائي، بدأ هواة موراكامي وروايته اقتراح
الممثلين للأدوار. الموسيقى كانت ايضاً عنصراً اساسياً في الفيلم والرواية.
فالعنوان الأصلي باليابانية مأخوذ من أغنية البيتلز التي كتبها جون لينون
وبول مكارتني، وهي الأغنية المفضلة لدى "إينيوكيو" في الرواية. وعلى الرغم
من أن كلمة
wood في الأغنية تعني الخشب، إلا أن موراكامي
استخدمها كمرادف لـ"الغابة" في العنوان الأصلي. كانت فكرة تران الاساسية
تقضي باستخدام ست أغنيات لفريق "ذا دورز" (The
Doors) في الفيلم. ولكن تعاونه مع عازف غيتار "راديوهيد" جوني غرينوود على
الموسيقى الأصلية للفيلم جعله، بناء على اقتراح غرينوود، يستعيض عنها
باسطورة الروك التجريبي "كان": "تمر الشخصيات في آلام عميقة ومآزق حقيقية.
أردت أن تمتلك الموسيقى العمق الذي يمكنها من التعبير عن ذلك... لم أرد أن
تخلق الموسيقى الاحاسيس. الأحاسيس موجودة والموسيقى تؤكد عليها فقط. لذلك
تأتي غالباً قبيل نهاية المشهد."
عرض "غابة نرويجية" في الدورة الأخيرة من مهرجان البندقية وبدأت عروضه
مؤخراً في الصالات الأميركية والبريطانية.
المستقبل اللبنانية في
01/04/2011 |