قدمت السينما العالمية وعبر تاريخها الطويلة مئات الأفلام الرومانسية
والعاطفية، وشاهد جمهورها العريض أجمل قصص الحب في أفلام لعب بطولتها نجوم
عالميون حققوا شعبية كبيرة.
كثيرون يتساءلون ما هو أجمل فيلم قدم قصة حب على الشاشة العالمية عبر
التاريخ، وكان الجواب من خبراء في السينما العالمية درسوا مئات الأفلام
التي قدمت على مدى سنوات طويلة، وخرجوا بقائمة تضم قرابة خمسة وعشرين فيلما
تعد الأفضل حسب آرائهم.
ونحاول هنا تسليط الضوء على بعض الأفلام التي تضمنتها القائمة.
في الرابع عشر من أبريل 1912 كان 2235 شخصاً على متن السفينة السياحية
العملاقة تايتانك، طقس رائع، سماء صافية وبحر لا يقل صفاء وهدوءاً وكأنه
مرآة تعكس نجوماً متلألئة غاب عنها القمر، الحادية عشرة قبل منتصف الليل.
الفرقة الموسيقية تعزف أجمل الألحان لركاب الدرجة الأولى.
ومع مرور الوقت الذي كانت السفينة التي يبلغ طولها تسعمائة قدم تمخر فيه
عباب المحيط الأطلسي في رحلتها الأولى، كانت بداية مأساة مروعة تجري تحت
سطح المياه، بل لعلها واحدة من أكثر الأحداث البحرية مأساوية في التاريخ
المعروف.
يتذكر الناجون شعورهم بهزة خفيفة في بادئ الأمر لكنها سرعان ما تلاشت وكأن
شيئاً لم يكن. بل إن البعض لم يشعر بها أصلاً باستثناء ركاب المقدمة الذين
شاهدوا في اللحظات التي سبقت الهزة جبلاً جليدياً عملاقاً وكأنه قد ظهر
فجأة أمامهم وسط الظلام.
المسؤول عن توجيه دفة السفينة عمل بسرعة على تغيير اتجاهها لتفادي الجبل
الجليدي لكن الخبراء يؤكدون أنه لو لم يفعل لكانت النجاة أكثر احتمالاً لأن
السفينة في تلك الحالة سوف تصدم الجبل بمقدمتها الحديدية مما سيؤدي إلى
تحطيمه وتبديد قوته.
من فجوة إلى شرخ
ويضيف الخبراء أن ثلاثة أرباع الجبل الجليدي كانت مختفية تحت سطح الماء،
وحين غيَّر موجه الدفة اتجاهها اصطدمت حافة حادة لذلك الجبل ببطن السفينة
فعملت فيه وكأنها «فتّاحة عُلب» أحدثت فجوة في الجدار الحديدي السميك لا
يزيد طولها عن ثلاثة أرباع البوصة، لكن هذه الفتحة الصغيرة ما لبثت أن
تحولت وبسرعة هائلة إلى شرخ طوله ثلاثمائة قدم مما جعل المياه تتدفق إلى
ستة من أجزاء الطوابق السفلية حيث المحركات.
من الناحية الهندسية كانت السفينة تحتوي في طوابقها السفلية على اثني عشر
جزءاً منفصلة تماماً بعضها عن بعض ومضادة للمياه. وكل منها مصمم بحيث لا
يمكن لمياه البحر أن تخترق جدرانه. وفي تقدير مصممي السفينة أنها ستكون
قادرة على المضي في رحلتها حتى لو تفجرت أربعة من تلك الأجزاء وهو المستحيل
بعينه كما قالوا، لكن المستحيل فتح بوابات جهنم فجأة دفعة واحدة على ستة من
تلك الأجزاء.
ومن الناحية العملية فالسفينة المضادة للغرق كما وصفت قد أصيبت بأضرار
فادحة وما لبثت أن غرقت تماماً خلال أقل من ساعتين.
ومن بين الركاب والطاقم البالغ عددهم 2235 شخصاً مات 1522 في تلك الليلة.
معظم الضحايا كانوا من الرجال ومن بينهم معظم ركاب الدرجة الثالثة ومعظم
أفراد الطاقم وجميع أفراد الفرقة الموسيقية. لم ينج سوى 713 شخصاً.
بعد خمسة وثمانين عاماً على تلك المأساة أحيا المخرج السينمائي جيمس
كاميرون تلك التفاصيل باختلاق قصة خيالية عن حب غير عادي بين شخصين من
طبقتين اجتماعيتين مختلفتين تماماً أميركي وبريطانية. مزجها بأحداث حقيقية
وبأشخاص حقيقيين أيضاً.
عائدات وجوائز
بدأ العمل بإنتاج هذا الفيلم وتصويره عام 1995 وهو من إخراج جيمس كاميرون
وبطولة كيت وانسليت وليوناردو دي كابريو، وبلغت ميزانية إنتاجه مائتي مليون
دولار، أما عائداته فقد حطمت كل الأرقام القياسية السابقة إذ بلغت ملياراً
وثمانمئة مليون دولار وهو أول فيلم في العالم تتخطى عائداته حاجز المليار
دولار، وقد ظل محافظاً على هذا المركز طوال اثني عشر عاماً إلى أن جاء في
العام الماضي فيلم
Avatar للمخرج نفسه.
وكما أن الفيلم حقق عائدات مالية هي الأفضل بين كل ما أنتج حتى تاريخه فقد
حصد عشرات الجوائز العالمية. ومن بين هذه الجوائز فقد رشح لأربع عشرة جائزة
أوسكار فاز بإحدى عشرة من بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج. كما حصل على
عشرات الجوائز الفنية في العديد من المهرجانات العالمية.
وتجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من أحداث الفيلم صورت على متن «ميستسلاف
كيلديش» وهي سفينة أبحاث روسية متخصصة في مساعدة السفن والغواصات الغارقة
وقد اشتهرت بعد نجاحها في اكتشاف موقع حطام تايتانك ومن قبلها حطام السفينة
الحربية الألمانية بسمارك.
أما الأجزاء الرئيسية في الفيلم فقد جرى تصويرها في سفينة بُنيت خصيصاً
لتبدو كأنها طبق الأصل للسفينة تايتانك، وذلك بعد أن حصل المخرج على
التصميمات الأصلية من الشركة التي بنت السفينة قبل مائة عام تقريباً.
وقد بُنيت هذه السفينة وسط حوض مائي عملاق سعته سبعة عشر مليون غالون وسط
استديو أقيم خصيصاً مساحته أربعون فداناً على شاطئ «بلايا دو روزاريتو» في
المكسيك. وقد بلغت كلفة بناء الاستديو والحوض عشرين مليون دولار.
كذلك استُخدمت رافعتان عملاقتان لرفع مؤخرة السفينة حين تصوير عملية الغرق
واستعين بعمليات غرافيك بالكمبيوتر لتصوير العديد من اللقطات الصعبة.
ويعمل كاميرون في الوقت الحالي على تحويل فيلم تايتانك لعرضه بالأبعاد
الثلاثة قبل نهاية عام 2012.
أحداث الفيلم
تبدأ أحداث الفيلم بصائد كنوز يدعى بروك لوفيت حين يتمكن مع فريقه من
اكتشاف حطام السفينة العملاقة فيركز اهتمامه بحثاً عن لؤلؤة تسمى «قلب
المحيط» كان يعتقد أنها مخبأة في خزنة شخص ثري بين الركاب يدعى كال
(كاليدون) هوكلي، وحين عثر على الخزنة لم يجد اللؤلؤة بل وجد فيها لوحة
فنية لفتاة عارية كانت تضع اللؤلؤة بسلسلة في رقبتها، وكانت اللوحة مؤرخة
بيوم 14 أبريل 1912. أي يوم غرق السفينة العملاقة.
بعد بث خبر العثور على اللوحة في التلفزيون اتصلت روز دوسون كالفرت بصائد
الكنوز لتبلغه أنها هي صاحبة الرسم.. ومن ثم قامت روز برفقة حفيدتها
إليزابيث بزيارة بروك لوفيت وفريقه على متن سفينة البحث وراحت تروي
التفاصيل التي بنيت عليها أحداث الفيلم.. وقالت إن اسمها الحقيقي هو روز
دوويت بوكاتر التي كان يعتقد أنها غرقت مع الكثيرين في تلك الليلة.
بداية الرحلة
تقول أحداث الفيلم أن روز كانت في السابعة عشرة من عمرها حين صعدت إلى
السفينة من ميناء ساوثهامبتون الإنكليزي برفقة أمها روث وخطيبها كال. ابن
عملاق صناعة الحديد والصلب.
كان الخطيب والأم يشددان على أهمية تلك الخطبة لأن الزواج سوف يحل كل
المشاكل المالية للأم.
وجدت روز نفسها بين نارين. خطبتها من جهة والضغط الذي تمارسه عليها الأم.
فكرت في الانتحار بالقفز من السفينة. لكن قبل أن ترمي نفسها يتدخل الشاب
جاك دوسون فيقنعها بعدم الانتحار ولا تلبث أن تتوطد علاقة صداقة بين
الاثنين.
هنا تبدأ الأم والخطيب خطة لمنع روز من لقاء جاك لكنها تتحداهما وتلتقيه
وتؤكد لهما أنها تفضله على كال. ويصل الأمر بها أن تأخذه إلى غرفتها الخاصة
وتطلب منه وهو الماهر في الرسم أن يرسمها عارية تماماً إلا من اللؤلؤة
المتدلية من عنقها. وهي اللؤلؤة التي أهداها لها كال بمناسبة الخطبة.
محاولة خنق الحب
تتوالى بعد ذلك محاولات الخطيب ومعاونيه لمنع تلك العلاقة وخنقها.. لكن
الحبيبين يسمعان بطريق الصدفة بعض البحارة وهم يتحدثون عن الاصطدام بالجبل
الجليدي فتقرر روز تحذير الأم والخطيب الذي لا يلبث أن يعثر على اللوحة
فيخفيها في خزنته ويعمد أحد معاونيه لدس اللؤلؤة في جيب جاك ويتهمه بسرقتها
مما يوجب اعتقاله وسجنه في غرفة أسفل السفينة بعد إحكام وثاقه بالأنابيب.
في هذه الأثناء يضع كال اللؤلؤة في جيب معطفه، وحين التدافع يعطي المعطف
لخطيبته ناسياً أمر اللؤلؤة. فتهرب الأخيرة من الخطيب لكي تساعد جاك على
تحطيم قيوده باستخدام فأس أما الأم فقد نزلت إلى أحد قوارب النجاة.
بعد تحطيم قيوده يصعد الاثنان إلى سطح السفينة فيلتقيا الخطيب الذي يخدعهما
ويطالب جاك بمساعدته في إقناعها بالنزول إلى أحد قوارب النجاة وبأنه تمكن
من تدبير مكانين له وللحبيب على متن قارب آخر سيكون جاهزاً للمغادرة إلى بر
الأمان خلال وقت قصير.
بمجرد نزول روز إلى القارب كشف كال عن حقيقته المخادعة تجاه جاك فأدركت روز
حقيقة ما يجري فعادت أدراجها وصعدت إلى السفينة الموشكة على الغرق لتكون
إلى جانبه ففقد الخطيب عقله وراح يطاردهما مشهراً سلاحه في قاعة طعام
الدرجة الأولى. وحين نفد الرصاص من مسدسه صعد إلى سطح السفينة ونزل إلى أحد
قوارب النجاة زاعماً أنه يبحث عن طفل ضائع.
كل القوارب غادرت
بعد عودة روز وجاك إلى سطح السفينة اكتشفا أن كل قوارب النجاة قد غادرت بمن
تمكن من الوصول إليها وأن من تبقى من الركاب يواجهون الموت المحتم إذا بقوا
على السفينة أو إذا ألقوا بأنفسهم في مياه المحيط شديدة البرودة.
يتمسك الاثنان في البداية في مؤخرة السفينة بعد أن غرقت مقدمتها.. وحين تصل
المياه إليهما يساعد جاك روز على الوصول إلى قطعة خشبية طافية أصغر من أن
تحمل شخصين.
في تلك الأثناء يدور بين الاثنين حديث غير عادي حين يروح جاك يقنع روز
بأنها لن تموت وبأنها ستعيش حتى يتقدم بها العمر وتموت في فراشها الدافئ..
لكن جاك ما لبث أن مات متجمداً في مياه المحيط.
وعندما وصلت قوارب الإنقاذ إلى الموقع الذي غرقت فيه السفينة بحثاً عن
ناجين محتملين راحت روز تطلق صوتاً من صفارة أخذتها من سترة ضابط مات
بالقرب منها أملاً بأن يسمع جاك نداءها.
غيّرت اسمها
حين وصلت إلى ميناء نيويورك أعطت المسؤولين في الميناء اسماً غير اسمها
الحقيقي.. قالت انها تدعى روز دوسون (الاسم الثاني للحبيب) خوفاً من أن
يعرف الخطيب القاسي مكانها ويصل إليها. وقالت روز ان كال ما لبث أن انتحر.
وفي الدقائق الأخيرة من الفيلم تعود روز العجوز بمفردها إلى سفينة صائد
الكنوز لتكشف له أن اللؤلؤة لا تزال بحوزتها.. تطلعه عليها ومن ثم تلقي بها
في مياه المحيط.
وفي نهاية الفيلم تحلم روز بأنها عادت والتقت جاك على سلم السفينة ذاتها
وسط ترحيب من كل الذين غرقوا في تلك الليلة من عام 1912.
القبس الكويتية في
12/03/2011
هشام سليم:
عداء النظام السابق لصالح سليم حرمنى نجومية أستحقها
حاتم جمال الدين
«الصورة غير واضحة ولا يمكن التكهن بما ستكون عليه الدراما فى المستقبل،
ولا أعتقد أن الإنتاج الدرامى سيستعيد قدرته على المواصلة قبل سنوات» تلك
هى الصورة من وجهة نظر الفنان هشام سليم الذى يؤكد أننا بحاجة إلى إعادة
صياغة كل الأمور، وقال: «الثورة نجحت فى إسقاط النظام وتغيير الحكومة، لكن
المسألة ليست تغيير حاكم أو مجموعة وزراء، فيجب علينا العمل على تغيير كل
السلبيات التى حاصرت حياتنا لعدة عقود، وعندما نتخلص من كل ما علق بالشخصية
المصرية من سلبيات على مدى السنوات سيكون لدينا فن جيد يعبر عن حياتنا
وآمالنا..».
وقال هشام سليم إن قضايا الفساد مازالت منظورة أمام القضاء، والناس فى
الشارع تنتظر المزيد من ملاحقة الفساد، كما ينتظرون أحكاما تدين الفاسدين
الذين نهبوا البلد وأضروا بها فى كل مجال، ولكننا أيضا بحاجة لإصلاح
اجتماعى حقيقى يضمن أن الموظف سيقوم بعمله كما ينبغى، وأن المسئول كبيرا
كان أم صغيرا لن يسقط فى الرشوة، وأن المواطن سيحافظ على نظافة شارع ولن
يخالف إشارات المرور، ولو حدث هذا يمكن أن نضمن وجود فن حقيقى وأعمالا
درامية جيدة سواء كانت أفلاما أو مسلسلات تليفزيونية، لأن المسألة لا
تتجزأ.
وأكد أن الإصلاح لابد أن يكون إصلاحا شاملا لكل مناحى الحياة بما يجعله
قادرا على إفراز نجومه وإبداعه، وعلق هشام سليم على سياسات النظام السابق
بأنه كان يضع كل خيوط اللعبة فى يد مجموعة صغيرة منهم بحيث يتحكمون فى كل
شىء، ولا يكون غيرهم قادرا على القيام بهذا الدور، وأى محاولات خارجية
لتقديم شىء خارج السياق لا تتم إلا بموافقتهم وتحت إشرافهم، وهكذا كان
الحال فى الدراما فإنتاج المسلسلات لا يتم إلا فى قطاعات تابعة للدولة،
والإنتاج الخاص لا يتم إلا بمشاركة تلك القطاعات أو بعد شراء التليفزيون
لحقوق عرضها ومن يخرج عن هذا الإطار يتم تعطيل كل شىء وهناك أمثلة كثيرة
على ذلك.
وأكد هشام أن ما تعرض له من مضايقات ومحاولات دائمة لوضعه فى حيز لا يتناسب
مع تاريخه وإمكانياته كفنان كان فى إطار حرب ضد عائلة صالح سليم، وقال:
«هذه كان سببها عبارة ــ مين ده اللى قاعد جنب صالح سليم ــ وهى عبارة
رددها الناس فى الشارع كتعليق على ظهور الرئيس مبارك فى إحدى المباريات
وكان إلى جواره الكابتن صالح سليم الأب الروحى للنادى الأهلى ورئيس مجلس
إدارته السابق، ويبدو أن هذه الكلمة ضايقت رموزا فى النظام السابق، وجعلتهم
يعلنون حربا خفية على العائلة وأنا معهم».
ويؤكد هشام سليم وجود هذه الحرب الخفية بما حدث عندما سافر والده للعلاج فى
إنجلترا، وكيف طلب منه السفير المصرى فى لندن أن يكتب له خطابا رسميا يطلب
فيه المساعدة فى علاج والده على نفقة الدولة، وعندما رد عليه بأن قرار علاج
صالح سليم يجب أن يكون صادرا عن المسئولين بالدولة دون طلب منه ومن أسرته
قال له إن هذا هو النظام، وأشار هشام إلى أن اتصال السفير به جاء بعد أن
أخبر فى اتصال تليفونى شخصية قريبة جدا من الرئيس السابق أن صالح سليم فى
النزع الأخير وأن الأطباء أخبروا بأن الفترة المتبقية فى عمره لن تتجاوز
ساعات قليلة.
وأضاف أنه بعد ذلك لم يجد أى مساعدة فى نقل الجثمان للقاهرة، وأن الأسرة
وبعض المصريين المقيمين فى لندن هم من قام بكل الإجراءات الإدارية، وشحن
الجثمان على طائرة تابعة لمصر للطيران، وأن الامتياز الوحيد الذى تم منحه
لجسمان مايسترو الكرة المصرية هو الإعفاء من بعض الرسوم فى قرية البضائع،
والإسراع فى إجراءات الإفراج عن النعش، ولكن بعد ذلك وجد أخبارا تقول إن
جثمان صالح سليم تم نقله على متن طائرة خاصة بأوامر عليا.
وأشار هشام سليم إلى أن مشكلته مع النظام لم تنته برحيل والده لأنه يتحدث
كثيرا ويبدى دائما ضيقه من الأوضاع الخاطئة ولا يسكت على الأمور الملتوية،
ومن هنا كان يتعرض دائما إلى مضايقات فى مسألة الأجر، والالتزام فى سداد
الدفعات المقررة له فى مواعيدها، كذلك وضع اسمه فى حملات الدعاية للأعمال
بأماكن أقل بكثير من قيمته الفنية، بينما يقوم المسئولون عن الإنتاج بتدليل
من هم أقل منه بكثير سواء فى الخبرة أو الموهبة، وذلك بمنحهم أجورا
بالملايين وتلميعهم إعلاميا لأسباب تكون غالبا غير واضحة.
وأكد أن عرض أعماله الدرامية فى مواعيد بعيدة عن ساعات المشاهدة دائما، كان
جزءا من مخطط التعتيم على هشام سليم، وحتى عندما كانت تنجح تلك الأعمال فى
جذب المشاهدين لتلك الساعات المتأخرة من الليل، لا يحتفل بها المسئولون فى
التليفزيون كما يحتفلون بأعمال درامية ضعيفة وتافهة.
وقال: «كنت نجما منذ أن كنت أشارك فى مسلسل «ليالى الحلمية»، وقدمت بعد ذلك
العديد من الأعمال التى لعبت فيها أدوار بطولة ومنها «الراية البيضا» و«أرابسك»
و«هوانم جاردن ستى» و«أماكن فى القلب» وغيرها، فماذا تغير ليصبح هشام سليم
صفا ثانيا؟».
وأشار إلى تدخل رجال النظام فى تدعيم نجوم ومحاربة آخرين، وتساءل سليم: «هل
يعقل أن نقدم واحد هربان من التجنيد باعتباره نجم الشباب؟».
وذكر هشام ما تعرض له مسلسله «ظل المحارب» من ظلم بين وتم عرض 30 حلقة منه
فى شهر رمضان وعندما جاء العيد أوقفوا ثلاث حلقات كانت متبقية منه، وهذا
يكشف عن كيفية التعامل مع الأعمال الجادة، خصوصا أن هذا العمل كان يتناول
واقع المنطقة فى تلك الفترة السابقة لانطلاق رياح الغضب على معظم الدول
العربية.
الشروق المصرية في
12/03/2011
١٢٧
ساعة.. مأسورًا فى الجبّ
العميق
كتب
فاطمة ناعوت
تلك الصخرة الضخمة، ظلّت تنتظرك منذ الزمن السحيق. منذ أن كانت جزءًا من
نيزك يسبح فى الفضاء قبل بلايين السنين، ومنذ أن كنتُ أنا نطفةً ضئيلة فى
بطن أمى. كان بيننا هذا الميعاد الحتمى الذى رتّبه القدر، دون رحمة، بكل
دقّة فى لحظة بعينها. ظلتِ الصخرةُ تسعى إلى هذا المكان تحديدًا طيلة عمر
الأرض، وظللتُ أنا أسعى إلى هذا المكان منذ ميلادى، حتى التقينا، ليكون
حتفى.
حكاية واقعية لبطل رياضىّ شابٍّ. خرج فى رحلة سفارى القصية ليتسلق الجبال
ويحصد متعة أن يلقى بنفسه من شاهق إلى عمق البحار، ثم يطفو، ليعاود الصعود
والهبوط داخل الشقوق الضيقة بين الجبال السامقة المرعبة بتضاريسها
ونتوءاتها وشموخها الأبدى. يغريه جُبٌّ سحيق، فيهبط برشاقة فهد مدرّب. وفى
لحظة تُكشّر الطبيعةُ فيها عن أنيابها، فالطبيعة تغضب ممن يقتحم مملكتها
ويعبث بهدوئها، تسقط صخرةٌ ضخمة، فتحبس ذراع الفتى اليمنى بينها وبين جدار
الجبل العملاق. ينظر الفتى إلى ما انتهى إليه الحال برهة طويلة غير مصدّق.
قبل أن يدرك هول المأساة.
يبدأ فى تشغيل ساعة ستوب ووتش ليحسب مرور الزمن. يحاول أن يصفّى ذهنه
ليفكر. يجرب أن يرفع الصخرة بيسراه. وقبل أن يدرك استحالة الأمر، ترجع
الكاميرا القهقرى بسرعة عالية للوراء بطيئًا بطيئًا لنرى من بعيد عمق الجب
المهول، ثم أبعد وأبعد لنرى مساحة الصحراء المترامية من حوله دون نهاية.
فندرك، نحن المشاهدين، أنه فى حجم نملة ضئيلة وقعت فى قاع مجرّة لا حدود
لها. يُفرغ بيد واحدة أمامه كل ما فى حقيبته من ممتلكات هى كل ميراثه من
الحياة الآن، وكل عونه عليها. كاميرا الفيديو. حبال تسلق. زمزمية ماء لم
يعد فيها إلا القليل. شطيرة واحدة. مطواة سويسرية صغيرة. يلتقطها ويحاول،
دون طائل، أن ينحت فى الصخرة ليُخرج ذراعه المحشورة، وحين يدرك عبثية
المحاولة، يهدأ ويفكر فى طريقة تمكنه على الأقل من الجلوس، لأن قدميه حتى
لا تستقران على شىء. هو عالق بين السماء والأرض، لا يمنعه من السقوط إلا
ذراعه المحشورة بين الصخرة وبين جدار الجب.
يرمى بالحبال لأعلى مرة ومرات حتى تشبك فى نتوء، ويصنع من الحبال ما يشبه
المقعد ليستريح عليه، ربما بقية عمره القصير المتبقى. يتعاقبُ عليه الليل
والنهار خمس مرات، وخلال تلك الأيام الأعسر فى حياته، يشغّل كاميرا الفيديو
كى يسجل لحظاته الأخيرة، علّ مَن يعثر عليها يفيد منها، أو يوصلها إلى أمه
وأبيه لتكون عزاء لهما عن فقده المحتوم.
وخلال تلك العزلة المطلقة، يستعيد عقله كل أحداث حياته وكل الشخوص الذين
قابلهم، فكانت لعبة ذكية من المخرج كيلا نقع مع البطل فى شَرك العزلة
الصخرية الموحشة الخاوية من البشر والأحداث. ماتت الأعصاب فى يمناه بسبب
توقف الدورة الدموية، فيلويها بقوة حتى تنكسر عظمة الساعد، ثم يبدأ فى
تمزيق العضلات واللحم والأوردة فينجح بعد جهد، وألم وحشى، فى بتر ذراعه،
ويتحرر. ويتم إنقاذه بعدما يخرج للنور من ظلماء الجب. فيما بعد، سيغدو بطلا
فى السباحة بذراع واحدة، بعدما لفظته رياضة التسلق على الجبال التى تتطلب
ذراعين. فنتعلم أن ضآلة الإنسان أمام الطبيعة، تقابلها قوةُ إرادة لا حدود
لها لو عرف المرء كيف يوظفها.
نجح الإخراج فى نقل الشعور بالمحنة الوجودية التى مرّ بها البطل، وثباتُ
الكاميرا رشيقة ومباغتة. مشهد بتر الذراع أثمر فى استدعاء الشعور بعجز
الإنسان فى مواجهة الطبيعة الشرسة، والموسيقى التصويرية جاورت بين البوب
السريع، ومقطوعات الكلاسيك الحاسمة، والموسيقى الناعمة الحزينة.
فيلمٌ يُشعركَ بالهَول. حين تجتمع عليه مشاعر: الأسر، الوحدة، الألم،
الندم، العطش، الجوع، العزلة، الإقصاء، جبروت الطبيعة، ضآلتنا تجاهها، ثم
انتظار الموتُ الذى يأبى إلا أن يأتى بطيئًا عصياً، الشعور بالذنب تجاه كل
من آذيناهم، ثم الفرحُ بالميلاد الجديد، وإن بذراع واحدة.
هذا فيلم إشكالى تسبب فى إصابة العديد من مشاهديه بحالات نفسية اضطروا معها
للخضوع للعلاج النفسى.
الفيلم:
Hours
بطولة: جيمس فرانكو، عنبر تامبلين، كيت مارا
إخراج: دانى بويل- ٢٠١٠
المصري اليوم في
12/03/2011
سينمائيون ينعون صلاح مرعى:
عاش ناكراً لذاته وكان أباً لكل
مهندسى الديكور
كتب
محسن حسنى
«عاش ناكراً لذاته ورحل عنا فى صمت فلم يحضر جنازته نجم سينمائى واحد» بهذه
الكلمات تحدث مسعد فودة، نقيب السينمائيين، عن مهندس الديكور الراحل صلاح
مرعى، الذى وافته المنية فجر الخميس الماضى، وتم تشييع جثمانه ظهر اليوم
نفسه.
يقول مسعد فودة: عرفت الخبر فى الثامنة صباح الخميس بعد وفاته بساعات
قليلة، وفوراً توجهت وزملائى من النقابة إلى مستشفى «قصر العينى» لمتابعة
إجراءات الدفن، فلم أجد هناك سوى ابنه أحمد وشقيق زوجته اللواء أسامة
منتصر، وتابعنا معاً إجراءات الغسل، وتحملت النقابة باقى مستحقات المستشفى
وقدرها ٦ آلاف جنيه، كما حجزت النقابة قاعة الحامدية الشاذلية يوم الأحد
المقبل، لنقيم له سرادق العزاء، وحجزنا ببعض الصحف مساحات للنعى من أجل
التنويه عن مكان تلقى العزاء.
يضيف: بعد أذان الظهر حضر عدد من السينمائيين، كالناقدين على أبو شادى
وسمير فريد، ومدير التصوير سمير بهزان، والمخرجين على بدرخان وعمرو عرفة
ويسرى نصر الله وغيرهم، بينما لم يحضر نجم تمثيل واحد من الذين عمل معهم
هذا الرجل.
أكد «فودة» أن النقابة كانت تتابع الحالة الصحية أولا بأول منذ دخوله
المستشفى، وقال: «كنا ننسق باستمرار مع شقيقه الإعلامى محمد مرعى من أجل
الترتيب لزيارته».
وقال «فودة»: هذا الرجل عاش معطاءً وناكراً لذاته، قدم الكثير بشكل تطوعى
دون أن يتحدث عن نفسه، وكانت ظروف موته أشبه بظروف حياته، وكأنه يصر على
نكران الذات حتى فى مماته، وبمجرد أن كلمتنى زوجته المونتيرة رحمة منتصر
توجهت فوراً ومعى أعضاء من النقابة واتخذنا اللازم.
وتحدث مهندس الديكور أنسى أبوسيف عن الراحل صلاح مرعى، الذى جمعته به صداقة
امتدت لسنوات فقال: «تعجز الكلمات عن وصف قيمة ومقام هذا الرجل، وقد بدأنا
معا حياتنا المهنية من مكتب المخرج الراحل شادى عبد السلام، وكنا نفكر سويا
فى كل كبيرة وصغيرة، كان يمنحنى رأيه فى أعمالى وكنت أشاركه الرأى فى
أعماله، وحتى بعد إغلاق مكتب شادى عبد السلام لم تنقطع علاقتنا.
أضاف «أنسى»: «قيمة هذا الرجل يعرفها مسؤولو وزارة الثقافة، والذين كانوا
يستعينون به فى تنظيم وإدارة فعاليات عديدة، منها مهرجان الإسماعيلية
الدولى للفيلم التسجيلى والقصير، وكذلك مشاركته فى سمبوزيوم فن النحت
الدولى، الذى يقام سنويا فى أسوان».
وقال مهندس الديكور فوزى العوامرى: «كان أباً حنوناً نرتمى فى أحضانه لنشعر
بالقوة والأمان، وهو صاحب علم ينتفع به، وبسببه فتحنا بيوتاً وأنجبنا
أولاداً سيظلون يدعون له بالرحمة».
المصري اليوم في
12/03/2011 |