أشعر أن الثورة المصرية العظيمة كانت أيضا في عمقها تحمل توجها عربيا.. لقد
كان الثوار في تونس الخضراء بعد أن فجروا ثورة الياسمين حريصين على أن
ينقلوا لرفاقهم المصريين أثناء ثورة اللوتس نصائح لمواجهة العنف الذي
تمارسه الأجهزة القمعية عادة في كل أرجاء الوطن العربي.. وهكذا أثناء
مشاركتي في المظاهرات بميدان التحرير بالقاهرة كان يتم توزيع مياه غازية
ليس بغرض الشرب ولكن نصيحة تونسية لمواجهة القنابل المسيلة للدموع، هكذا
قال لي شاب متطوع لتوزيع المياه الغازية.. شاب آخر منحني زجاجة صغيرة بها
خل لأن النصيحة التونسية تؤكد أنه يستطيع مقاومة الاختناق الذي تثيره تلك
القنابل، وأن استنشاق قليل من الخل يحسم الأمر.. بالطبع لا توجد وصفة
لمواجهة الرصاص المطاطي ولا الرصاص الحي الذي تلجأ إليه قوات الشرطة للقتل،
لا توجد وصفة تونسية ولا مصرية! انطلقت الثورة من تونس بشعار واحد انتقل
بتنويعات متعددة من بلد عربي إلى آخر وهو «الشعب يريد إسقاط النظام» رددوها
في مصر مع تغيير كلمة النظام في مرحلة متقدمة من الثورة بعد بضعة أيام إلى
«الشعب يريد تغيير الرئيس» ثم «محاكمة الرئيس» وفى ليبيا صار النداء «الشعب
يريد إسقاط العقيد» وشاهدنا للثورة تنويعات عربية في اليمن وسلطنة عمان
والبحرين، كل دولة بالتأكيد كانت لها خصوصيتها، إلا أنه ولا شك هناك وشائج
قربى بين كل الثورات العربية.
الغريب في الأمر هو ما حدث في التلفزيون المصري الذي يديره حاليا اللواء
الضابط «طارق المهدي» بمساعدة من «سامي الشريف» الأستاذ في كلية الإعلام
الذي أسندوا له مسؤولية قيادة اتحاد الإذاعة والتلفزيون، إلا أن السلطة
الفعلية في «ماسبيرو» لا تزال ممثلة في القوات المسلحة وتقع تحت مسؤولية
«المهدي»!! وكالعادة فإن البعض يحيل الثورة، هذا الفعل العظيم، إلى قرار
صغير من أجل مصالح تبدو مرحلية تغيب عنها الرؤية الاستراتيجية.. مصالح ينظر
خلالها أصحابها تحت أقدامهم فقط!! قرر اللواء «طارق المهدي» تقليص عدد
المسلسلات التي تنتجها الدولة مع تخفيض الميزانيات وهذا القرار في هذا
التوقيت تحديدا لا غبار عليه.. وكان بعض المخرجين والنجوم قد تعاقدوا على
أعمال فنية ثم توقف إنتاجها بسبب قرار تكثيف العدد ومن الممكن أن نتفهم هذا
القرار الصادر في ظل تقليص الميزانيات، إلا أن القادم هو الأسوأ وذلك عندما
اكتشف العاملون في ماسبيرو أن المسلسلين اللذين بات مؤكدا إنتاجهما هما
«أهل الهوى» الذي يتناول حياة شاعرنا الكبير «بيرم التونسي» المسلسل كتبه
الكاتب الكبير «محفوظ عبد الرحمن» وكان مرشحا لإخراجه المخرج الأردني «عباس
أرناؤوط» ولبطولته النجم السوري «تيم حسن» كما أن مسلسل «شجرة الدر» الذي
كتبه «يسري الجندي» رشح لإخراجه الأردني أيضا «محمد عزيزية» ورشحت لبطولته
السورية «سلاف فواخرجي». هذان هما المسلسلان اللذان بات من المؤكد
إنتاجهما.. على الفور نشطت كل المشاعر العدائية لدى البعض تجاه كل ما هو
غير مصري، ومع الأسف هذه المشاعر عبرت عن نفسها ووجدت آذانا صاغية ومناخا
محتقنا يسمح بذلك واستمعنا إلى كلمات من نوعية «اللي يعوزه البيت يحرم على
الجامع» و«جحا أولى بلحم ثوره» وأنه عندما تتوفر أعمال فنية أخرى سوف تمنح
الفرصة للعرب ولكن أولا يحصل الفنان المصري على حقه، وهكذا رجعنا للمربع
رقم واحد في التعامل مع الفنان العربي الذي كان قبل انتشار الفضائيات ينظر
إليه باعتباره إضافة من الممكن الاستغناء عنها أما بعد انتشار القنوات
الفضائية والتي أصبح عددها يتجاوز 700 قناة ناطقة بالعربية فقد أفرز هذا
العدد قانونا آخر في التعامل مع الأعمال الفنية الدرامية!! المؤكد أن من
أقنع اللواء المسؤول عن تسيير أعمال «ماسبيرو» بهذا الإجراء التعسفي ضد كل
ما هو عربي ليست لديه رؤية، لا أقول سياسية، ولكن بالدرجة الأولى اقتصادية،
لأن اشتراك الفنان العربي في المسلسلات المصرية لا يخضع كما يروج البعض
لتوجه مصري باحتواء العرب. ولهذا وطبقا لهذا الشرط إذا كانت الأعمال الفنية
متوفرة فلا بأس في هذه الحالة من مشاركة الفنان العربي ولكن عندما تضيق
الفرص فسحقا للفنان العربي.. الحقيقة أن ما يفرض وجود الفنان العربي هو
بالدرجة الأولى قانون اقتصادي له علاقة بالتسويق في مختلف الفضائيات..
ولكننا عدنا إلى نفس المنطق الذي تفجر في مصر عام 2008 وتحديدا مساء 5
أبريل عندما أعلن نقيب الممثلين السابق «أشرف زكي» في مقر نادي نقابة
الممثلين أنه لن يسمح للفنان أو للفني العربي إلا بتقديم عمل فني واحد،
ويومها توقع العديد من الفنانين والفنيين الذين ليست أمامهم فرص للعمل في
مصر أن هذا القرار سوف يعيدهم للاستوديوهات وهو بالطبع ما لم يتحقق!!
والحقيقة أن هناك أعراض غضب أعلنت عن نفسها وأدت إلى إصدار هذا القرار قبل
أكثر من عامين بدأت بعد النجاح الطاغي الذي حققه النجم السوري «جمال
سليمان» في مسلسل «حدائق الشيطان» ومن بعدها كثر وجود الفنانين السوريين في
الدراما المصرية، وفي محاولة لامتصاص الغضب أصدر «أشرف زكي» هذا القرار ثم
تراجع عنه بعد ذلك مؤكدا أنه لم يكن يقصد، وقلت يومها بعد إصدار هذا القرار
بساعات قليلة على الهواء في البرنامج المصري الشهير «البيت بيتك» قبل أن
يصبح اسمه «مصر النهارده» قلت إن هذا القرار يحمل بداخله أسباب موته وهو ما
حدث بعد بضعة أشهر. وكان بعض الفنانين، طمعا في تحقيق وجود فني، قد رحبوا
بهذا القرار ودافعو عنه، ونسي هؤلاء أن الاستعانة بالفنان العربي ممثلا أو
مخرجا أو موسيقيا ليست لها علاقة برغبة إنتاجية ولكنها صارت بمثابة ضرورة
اقتصادية يفرضها الواقع بعد انتشار الفضائيات.. لقد أصبح تسويق المسلسل عبر
الفضاء وليس من خلال القنوات الأرضية كما كان يحدث قبل 10 سنوات، ولهذا فإن
العمل الفني لم يعد يحمل جنسية إبداعية محددة؛ مصري أو سوري أو تونسي..
مثلا تجد في العمل الفني عناصر من كل العالم العربي بغرض الحصول على أفضل
توليفة إبداعية وأيضا تسويقية.. الغريب أن أكثر مخرج مصري تعرض للهجوم بسبب
استعانته بفنان عربي كان هو المخرج «إسماعيل عبد الحافظ» هاجمه أكثر من
فنان مصري وقالوا كيف يسند دور الصعيدي «مندور أبو الدهب» إلى الممثل
السوري «جمال سليمان» وكان «عبد الحافظ» يدافع عن نفسه مؤكدا أن الإبداع لا
يعرف جنسية، والغريب أن «عبد الحافظ» هو الذي سعى أن يحل مكان المخرج
الأردني «عباس أرناؤوط» في مسلسل «بيرم التونسي» وأغلب الظن أنه أمام تلك
النعرة المصرية التي شاهدناها مع الأسف وهى تعلو بعد ثورة يناير في جنبات
«ماسبيرو»، الأكيد أننا في هذه الحالة سوف نستمع إلى أصوات تدعو لاستبدال
الفنان السوري «تيم حسن» بفنان مصري تبعا لنفس الحجة وهى حكاية جحا ولحم
ثوره. بالطبع من حق المخرج الجديد ألا يتقيد بترشيحات من سبقه من المخرجين
لأن لكل مخرج رؤية إبداعية ولكن أتمنى ألا يسود الإحساس المصري في الاختيار
أي إننا نرشح الفنان المصري لمجرد كونه مصريا ولكن الأفضل فنيا هو الأولى
بعيدا عن الجنسية!! الكل أراه الآن ينظر تحت قدميه، فما الذي سوف يحدث إذا
أغلقت مصر الأبواب أمام الفنانين العرب؟ سوف ندفع نحن الثمن لا محالة..
أتفهم بالطبع في ظل ظرف اقتصادي غير ملائم أن يخفض الفنانون من أجورهم ولكن
هذا يسري على المصري والسوري واللبناني والخليجي، وهكذا مثلا أعجبتني «سلاف
فواخرجي» عندما سارعت بالتأكيد على ترحيبها بتخفيض أجرها في مسلسل «شجرة
الدر» الذي رشحت لبطولته قبل نحو شهرين عندما كان المخرج المنوط به تقديم
العمل هو الأردني «محمد عزيزية» قبل أن يسند الإخراج إلى «مجدي أبو عميرة»
قالت «سلاف» إنها تقدر بالطبع الظرف الاقتصادي الذي يعيشه «ماسبيرو» ولهذا
لن تتناقش في أجرها السابق الذي تعاقدت عليه قبل الثورة وسوف تقبل بالأجر
الذي تحدده جهة الإنتاج، وبالتأكيد على المخرج الجديد ألا يضع شرط الجنسية
المصرية في الاختيار!! أنا مثلا لا أنسى أن «تيم حسن» لعب باقتدار دور
الملك «فاروق» في المسلسل الشهير قبل ثلاث سنوات إخراج «حاتم علي» ويومها
قالوا كيف أن فنانا سوريا يؤدي هذا الدور، على الرغم من نجاحه الطاغي، وكان
قد سبق لتيم أن لعب أيضا باقتدار دور الشاعر السوري «نزار قباني».. الأمر
ليست له علاقة بالجنسية ولكن بالقدرة على التقمص الوجداني؟! أتمنى أن تخرج
الدراما المصرية من هذا النفق المظلم الذي كنا قد عبرناه قبل عامين.. مصر
والثورة المصرية التي فجرها شباب 25 يناير كانت ثورة عربية أيضا وعلى كبار
الفنانين أن يتجاوزوا مصالحهم الصغيرة بعد أن سقطت تلك النعرات الإقليمية
في الفن لأنك إذا منعت الممثل السوري والمخرج الأردني فهل تمنع طبقا لنفس
المنطق المطرب العربي من إقامة الحفلات على أرض مصر بمنطق جحا وثوره..
الأمر يحتاج إلى رؤية أكثر عمقا.. ثورة يناير لا يمكن أن نعتبرها عدوا
للفنان العربي!!
الشرق الأوسط في
11/03/2011
ماذا لو ؟!
طارق الشناوي
أعرف وأؤمن تماماً بالمثل الشعبى المصرى الذي يقول "لو" كلمة متشعلقة
في الجو فهي لا تقدم ولا تؤخر ولكنى أستأذنكم في أن نحاول معاً أن نلعب ولو
قليلا بـ "لو"!!
لا أنسى هذا المشهد الذي تم التقاطه ونشر قبل أربعة أشهر في صدارة كل
الصحف.. وفد من الفنانين يحيطون بالرئيس "مبارك" تستطيع أن تدرك من خلال
هذه اللقطة أنهم جميعاً كانوا يتسابقون من أحل الوقوف بجواره وفازت "يسرا"
حيث التقطت لها الصورة وهى تقف على الميمنة من الرئيس وعلامات الفخر بهذا
الفوز مرسومة على وجهها ربما كان الأمر محسوماً لصالحها فهي الأكبر سناً
بالقياس لكل النجمات الجدد اللاتي حضرن اللقاء وهن "منى زكي"، "نيللي
كريم"، "منة شلبي" وهى أيضاً الأكثر احتفاظاً بعلاقة وطيدة مع الرئيس
وأسرته.. المعروف أن "يسرا" أطول من "مبارك" على الأقل بـ 15 سنتيمتر
ولكنها في هذه اللقطة بدت أقصر منه بنفس العدد من السنتيمرات.. أتصور أن
ذكاء "يسرا" جعلها لا ترتدي حذاء بكعب كما أنها حرصت على أن تنحني قليلاً
ليبدو الرئيس أطول منها.. قد تبدو ملحوظة هامشية إلا أنها تحمل دلالة على
تلك العلاقة بين النجوم والرئيس إنه الحرص على أن الصورة تطلع حلوة وترضي
الرئيس.. ويبقى الحديث عن الجبهة اليسرى والتي ضمت عدداً من فطاحل النجوم
لا أتصور أن المعركة كانت سهلة الكل كان يسعى للفوز بالوقوف مباشرة بجوار
الرئيس.. استحوذ على تلك المكانة "عزت العلايلي" وتناثر بجواره هنا وهناك
أقصد على الميمنة والميسرة "محمود يسن" ، "حسين فهمي" ، "يحيى الفخراني" ،
"أشرف زكي"!!
وكما تسابق النجوم في التصوير بجوار الرئيس تسابقوا أيضاً في الإدلاء
بأحاديث تؤكد أنهم تحدثوا عن أزمة السينما وعيد الفن وكأنهم لا يدركون
شيئاً عما يحدث في المجتمع بعيداً عن السينما والعيد.. قالت الصحف أن
اللقاء استغرق أربعة ساعات وحرص الجميع على التأكيد بأن الرئيس بصحة جيدة
وأنهم شربوا الشاي أربع مرات وأنه أقصد الرئيس كان سعيداً وبشوشاً وله
ذاكرة قوية.. كانت هذه الزيارة تبدو وكأنها أحد وسائل الدولة لتقديم صورة
لخداع المواطنين تؤكد لمن يتشكك أن الرئيس في صحة جسدية وعقلية جيدة وفهم
الفنانون الحاضرون اللقاء أن هذا هو دورهم وأجادوا أيضاً أداء هذا الدور!!
الحقيقة هي أن النظام كان قد أصيب بورطة عندما فوجئوا بأن الرئيس وجه
الدعوة إلى "طلعت زكريا" قبل لقائه بالفنانين بأسبوع واحد وعقد معه لقاء
استمر نحو ساعتين.. كانت الدهشة تبدو على الصحف الرسمية التي استشعرت أنها
إحدى نزوات الرئيس فلم تستطع تجاهل الخبر وأيضاً لم تمنحه الحجم الصحفي
المعتاد في كل لقاءات الرئيس فلو تصورنا أن الرئيس التقى مثلاً مع مواطن
عادى لمدة بضع ثوان فقط سوف يتم إبراز هذا اللقاء في الصفحة الأولى وفى كل
نشرات الأخبار ولكن الذي حدث هو أن هذا اللقاء كان مكانه الصفحة الداخلية
في كل الجرائد الحكومية ولم يشر إليه التليفزيون الرسمي وكأنهم يكفون على
الخبر "ماجور"!!
أغلب الظن أن "زكريا عزمي" المحرك الأساسي للنظام كان وراء الإعداد
للقاء الرئيس الثانى مع النجوم سريعاً حتى يمتص الغضب المحتمل لدى عدد من
النجوم الذين شعروا أن الرئيس تجاهلهم وأختار طباخ الرئيس.. بعد ذلك جاء
لقاء الرئيس مع عدد من المثقفين وتم اختيارهم على الفرازة مثل "خيري شلبي"
، "صلاح عيسى" ، "جابر عصفور" ، "يوسف القعيد" ، "السيد ياسين" ، "سامية
الساعاتي" ، "عائشة عبد النور".. أتذكر أن "منى الشاذلي" استضافت في
برنامجها أحد الكتاب الذي كان ينظر إليه قبل دخوله حظيرة "فاروق حسني" بأنه
كاتب ضد السلطة لم يقل هذا الكاتب سوى أن صالون الرئيس لا يختلف عن أي
صالون في بيت متوسط الحال وأن أكواب الشاي التي قدمت لهم من النوع المتواضع
القابل للكسر!!
نعود إلى ماذا لو.. ماذا لو أن النجوم والمثقفين قالوا للرئيس لماذا
زادت معدلات الفقر والتلوث البيئى وأصبحنا نشغل المركز الأول في العالم..
ماذا لو سألوا الرئيس عن حقيقة ترشحه لولاية سادسة في نوفمبر وحقيقة توريثه
الحكم لجمال.. ماذا لو سألوه عن إحساس الناس بغياب العدالة الاجتماعية..
ماذا لو سألوه عن تردى المؤسسات التعليمية والصحية والرقابية والقضائية في
بلدنا؟!
تخيلوا لو أن هؤلاء الفنانين والمثقفين رفضوا أن يلعبوا الدور
الترفيهي في حضرة الرئيس وأشعروا الرئيس أنهم مصريون يدركون ما يعانيه
أهلها.. بدلاً من أن يصبح الهدف الوحيد من زيارتهم هو أن تصل للناس تلك
الصورة الرئيس قوي وصحته عال العال من حقه ولاية سادسة لو أراد ومن حقه أن
يورث الحكم لابنه لو أراد؟!
لقد خان أغلب النجوم والمثقفين آمال الوطن لأنهم لم يتجاوزوا أبداً
مصالحهم.. بينما شباب "الفيس بوك" كانوا هم الأكثر إحساساً بالناس وقالوها
"الشعب يريد إسقاط الرئيس".. وأسقطوه.. بدون الحاجة إلى "لو"!!
الدستور المصرية في
11/03/2011
طارق الشناوى يكتب:
رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الجديد تستر على التزوير؟!
هل يصلح أن يتولى الآن مسئولية محاربة الفساد في "ماسبيرو" ذات الرجل
الذي تم تكليفه قبل ثلاث سنوات فقط بالتستر على الفساد في "ماسبيرو" ولعب
بكفاءة منقطعة النظير هذا الدور؟!
الحادثة التي أتناولها شهودها جميعهم أحياء ووثائقها متوفرة في كل دور
الصحف والفضائيات.. الرجل الذي أحدثكم عنه هو "سامي الشريف" أستاذ كلية
الإعلام جامعة القاهرة تتوفر فيه كل شروط رئاسة الاتحاد ما عدا شرطاً
واحداً وهو تواطؤه في فضيحة تزوير جوائز مهرجان الإذاعة والتليفزيون المصري
عام 2007 عندما كان في ذلك الوقت يشغل موقع رئيس لجان التحكيم.. لم يكتف
فقط بالتستر ولكنه دافع عن تلك النتائج المزورة وكان هو حائط الصد لحماية
التزوير والذي شكل المدفعية الثقيلة لمهاجمة من فضحوا التزوير.. الحكاية هي
أنه في تلك الدورة من عمر المهرجان الذي أصبح اسمه مهرجان القاهرة للإذاعة
والتليفزيون والتي تحمل رقم 13 انتهت لجنة الدراما التي رأسها الكاتب
الكبير "محفوظ عبد الرحمن" من إعلان جوائزها وكانت على النحو التالي.. أحسن
ممثلة وجائزة ذهبية لكريمة مختار عن مسلسل "يتربى في عزو" عن دورها الأثير
"ماما نونا" بينما حصلت "يسرا" على الجائزة الفضية عن دورها في مسلسل "قضية
رأى عام".. أما جائزة أحسن ممثل الذهبية فلقد كانت من نصيب "تيم حسن" عن
مسلسل "الملك فاروق" والجائزة الثانية الفضية حصل عليها "يحيى الفخراني" عن
دوره في مسلسل "يتربى في عزه".
عند إعلان الجوائز ارتكب رئيس لجان التحكيم خطأين استجابة لرئيس
المهرجان وقتها اللواء "أحمد أنيس" وأمين عام المهرجان "إبراهيم العقباوي"
والوزير "أنس الفقي" الذي يشرف بصفة أدبية على المهرجان حيث أن كل من "الفخراني"
و "يسرا" رفضا الجائزة الفضية وكان لابد من استرضاؤهما ومنح كل منهما
جائزة ذهبية.. أكثر من ذلك لم يدرك رئيس لجان التحكيم أن لائحة المهرجان
تمنع المناصفة في الجوائز فلا يجوز أن يحصل فنانان على نفس الجائزة إلا أنه
تحت ضغط رؤسائه لم يكتف بالتزوير ولكنه أيضاً خالف اللائحة و ظل يشارك في
كل البرامج الفضائية والصحف مدافعاً عن التلاعب في النتائج رغم أن رئيس
لجنة الدراما الكاتب الكبير "محفوظ عبد الرحمن" أكد بالفعل أن هناك تزويراً
ومن بعدها قرر "محفوظ عبد الرحمن" مقاطعة كل فعاليات المهرجان في الدورات
اللاحقة.. بينما تواجد "سامي الشريف" في كل الدورات اللاحقة.. ويعلم رئيس
الاتحاد الجديد أن كل هذه الوقائع شهودها أحياء يرزقون!!
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يبدو أنه في عجلة من أمره ويبحث عن ملء
سريع للوظائف الخالية ولكنه أحياناً يتورط ويسند وظيفة حساسة مثل رئاسة
اتحاد الإذاعة والتليفزيون لرجل لم يستطع أن يقول لا في وجه موظفين كبار في
"الدولة" فهل نترك بين يديه أوراق "ماسبيرو" الحساسة التي تورط فيها كبار
المسئولين وبعضهم جامل النجوم وشركات الإنتاج واقتسم معهم الأموال.. هل
يجرؤ من تلاعب من أجل أن يظل في موقعه بلجان التحكيم أن يحمى سوى موقعه
ومكاسبه.. من صمت وبرر ودافع عن الفساد فى "ماسبيرو" لا يصلح أن يكون
عنواناً لمحاربة الفساد في" ماسبيرو"!!
الدستور المصرية في
04/03/2011
'في
انتظار أبو زيد' أفضل فيلم تسجيلي سوري
ميدل ايست أونلاين/ دمشق
مهرجان 'أيام سينما الواقع' يمنح جائزة الجمهور للفيلم اللبناني 'تيتة ألف
مرة'، ويقدم 'منح تمكين' لمشروعين سينمائيين من سوريا والمغرب.
اختتم مهرجان "أيام سينما الواقع دوكس بوكس" الأربعاء دورته الرابعة بإعلان
فوز الفيلم السوري "في انتظار أبو زيد" لمحمد علي أتاسي بجائزة أفضل فيلم
تسجيلي سوري فيما فاز الفيلم اللبناني "تيتة ألف مرة" للمخرج محمود قعبور
بجائزة الجمهور الأولى.
أما جائزة الجمهور الثانية فقد ذهبت لفيلم "أبي من حيفا" للمخرج عمر
الشرقاوي، فيما ذهبت الثالثة لفيلم "مملكة النساء، عين الحلوة" من إخراج
الفلسطينية دانا أبو رحمة.
وتنافس على جائزة الجمهور 14 فيلما من حول العالم عرضت في إطار تظاهرة
"المختارات الدولية" من بينها "الآربر" للبريطانية كليو بارنارد، و"صداع"
للفلسطيني رائد أنضوني، و"ظلال" لماريان خوري، و"هذه صورتي عندما كنت ميتا"
لمحمود المساد.
أما فيلم "في انتظار أبو زيد" فقد منحته الجائزة لجنة تحكيم مؤلفة من
الفنان التشكيلي السوري أحمد معلا، والمخرجة البريطانية التسجيلية كيم
لونجينوتو، والمستشار الدانماركي توه ستين موللر.
وقد اختارته اللجنة من بين ستة أفلام سورية متنافسة تقع ضمن تظاهرة "أصوات
من سوريا" هي "راقصون وجدران" لإياس المقداد، و"سقف دمشق وحكايات الجنة"
لسؤدد كعدان، و"الشعراني" لحازم الحموي، وفيلم "صفقة مع السرطان" لأديب
الصفدي، و"مدينة الفراغ" لعلي الشيخ خضر.
والفيلم هو بورتريه للمفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد "الأكاديمي
الإسلامي الليبرالي الذي تحدى الإسلام المتطرف والتقليدي في مصر ما أدى إلى
تطليقه من زوجته"، كما نوه دليل المهرجان.
والفيلم تم تصويره على مدى السنوات الست الأخيرة من حياته.
أما الفيلم الفائز بجائزة الجمهور الأولى "تيتة ألف مرة" ففيه "يصور المخرج
اللبناني محمود قعبور جدته البيروتية المشاكسة، مصورا رحلة الجدة مع
ذكرياتها قبل أن يمحوها الزمن بالرحيل".
وتترافق جائزة الجمهور الأولى مع مبلغ ثلاثة آلاف دولار فيما تبلغ قيمة
جائزة "أصوات من سوريا" الفي دولار.
إلى جانب جوائز المهرجان، حاز مشروع السوري الشاب باسل شحادة "مكابح" منحة
"تمكين" لأفضل فيلم سوري التي تمنح لأفضل مشروع فيلم من بين مشاريع تناقش
في ورشة عمل تحمل عنوان "مخيم التدريب".
كذلك حصل مشروع "امرأة تحمل كاميرا" للمخرجة المغربية كريمة زبير على منحة
"تمكين" لأفضل مشروع عربي.
ميدل إيست أنلاين في
11/03/2011 |