الفنان خالد الصاوي فنان مختلف يمتلك من الوعي والثقافة ما يؤهله لشغل منصب
سياسي، جريء دائما في آرائه ومعتقداته ولا يخشى أن يدفع ثمن مواقفه حتى قبل
قيام “ثورة 25 يناير”، فضلاً عن إظهار موقفه بصراحة ووضوح منذ بداية الثورة
. لم يكتف خالد بإظهار دوره فقط، بل كان له دور بارز في الأحداث منذ يوم 25
يناير/ كانون الثاني وحتى يوم 11 فبراير/ شباط 2011 يوم نجاح الثورة، بعدها
ابتعد عن المشهد، كما رفض قبول منصب رئيس البيت الفني للمسرح بعد استقالة
رياض الخولي، ليعود إلى دوره كفنان حيث بدأ الاستعداد لعمل تلفزيوني جديد
عن الثورة .
·
بداية . . لماذا رفضت منصب رئيس
البيت الفني للمسرح، خلفاً للفنان رياض الخولي؟
- لا أستطيع قبول أي منصب في حكومة أطالب بإسقاطها، ولا في وزارة أطالب
بإعادة هيكلتها من الألف إلى الياء، وترشيحي لهذا المنصب جاء بناء على
اختيار من رئيس الوزراء الحالي الفريق أحمد شفيق الذي أكن له كل الاحترام،
ولكني أعارض سياسته وما أزال أطالب بتغيير الوزارة ورئيسها .
·
لماذا قمت بشن حرب على رئيس
نقابة المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي وطالبت بإسقاطه؟
- لأن النقابة كان فيها فساد واضح في الفترة الأخيرة، وحاولت بطلبي إسقاط
أشرف زكي أن أحقق إصلاحاً داخل النقابة والذي لن يأتي إلا برحيل النقيب،
وهذا من حقي لأنني عضو في النقابة ويجب على كل شخص منا أن يكون عضواً
فعالاً في مجتمعه ويكون هو نفسه مؤثراً وقائداً للأحداث، ونحن الآن نحاول
أن نطهر النقابة، وهذا التطهير لا يعني الانتقام أو التشفي، بل إعادة
البناء من القاعدة مرة أخرى حتى الرأس .
·
كيف ترى “ثورة 25 يناير” وهل
نجحت في تحقيق كل مطالبها؟
- “ثورة 25 يناير” من أعظم الثورات التي سيتحدث عنها التاريخ، وهي ليست
شبابية فقط، ولكنها جمعت كل فئات المجتمع، ولكن شباب مصر كانوا فتيلاً
لإشعال هذه الثورة، ومن وجهة نظري الثورة حتى الآن لم تحقق سوى نصف
المطالب، وليس معنى رحيل الرئيس السابق مبارك عن الحكم أن الثورة اكتملت،
ولكن يجب أن نتخلص من رموز الحكم السابق، لأن النظام الحاكم في مصر كان
عبارة عن رأس أفعى لديها أكثر من ذيل وقطع الرأس لم يكن كافياً بل نحتاج
إلى القضاء على الأفعى نهائياً بكل ذيولها، كما أنني طالبت وما أزال أطالب
بمحاكمة وإعدام كل من حبيب العادلي وزير الداخلية السابق ووزير الإعلام
السابق أنس الفقي الذي ضلل الشعب المصري خلال فترة الثورة .
·
أنت مع الاعتصامات والإضرابات
المستمرة حالياً في الشركات والمؤسسات والتي تتسبب في تعطيل عجلة العمل؟
- بالتأكيد لا . . أنا لم أناد بذلك وأرفض هذه النوعية من الاعتصامات،
ولكنني أدعو الشباب وشعب مصر بأكمله إلى أن يستمر في التظاهر في ميدان
التحرير يوم الجمعة من كل أسبوع للتأكيد على مطالب الثورة وللإسراع في
تنفيذها .
·
ما موقفك من بعض زملائك الفنانين
الذين كانوا مؤيدين للرئيس السابق، وهل فقدوا نجوميتهم؟
- أحب أن أقول لهم: مع السلامة أنتم أيضاً مع من كنتم تؤيدون وجوده . وأضاف
ضاحكاً: بصراحة لا أستطيع فهم موقفهم حتى الآن ولكنهم “ركبوا الموجة” وظنوا
أن الموضوع مجرد سحابة وستمر، وأن الرئيس لن يرحل لذلك فضلوا أن يكونوا مع
“المضمون” في ذلك الوقت، ولكن أنا على يقين من أنهم حالياً يبكون ويعضون
على أصابع الندم .
·
ما رأيك في ما يثار حول المخاوف
من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم؟
- أنا يساري لكني لست ضد صعود أي حزب أو جماعة إلى السلطة ما دامت تأتي
بانتخابات حرة نزيهة، كما أن الجماعة أعلنت عدم نيتها في الترشح للرئاسة،
وأعتقد أن استخدامهم للتخويف أمر مبالغ فيه .
·
في رأيك من تراه مناسباً ليكون
رئيساً لجمهورية مصر الفترة المقبلة؟
- رئيس مصر القادم يجب أن يكون من الشعب ويشعر بمشاكله واحتياجاته، مهتماً
بقضايا الوطن الداخلية ودوره الخارجي، وكل ما يهم الناس، وفي رأيي أن أهم
مشكلة يواجهها أهل هذا البلد هي الفقر الذي يتسبب في كل شيء .
·
بماذا تفسر تأييد الشارع المصري
لمحمد البرادعي؟
- أعتقد أن المصريين كانوا يؤيدون البرادعي رغبة في التغيير وليس حباً في
البرادعي أو رغبة فيه، فهم يريدون التغيير مع أي شخص وفي أي وضع، لأن الناس
كان قد أصابها ملل شديد وتعبت مما يحدث في البلد .
·
معروف عنك في الوسط أنك من أكثر
الفنانين المهتمين بالسياسة رغم أن هذا نادر لأن الفن والسياسة وجهان
مختلفان، ومن المفترض أن يكون الفنان غير مسيّس؟
- بالعكس في رأيي أن الفنان لابد أن يكون مسيّساً وله علاقة مباشرة
بالسياسة لأنه شخصية عامة ويتأثر به العديد من الجمهور، لذلك يجب أن تكون
له آراء واضحة وصريحة سياسيا .
·
ماذا عن مسلسلك الجديد “خاتم
سليمان” هل ستتناول فيه أحداث “ثورة 25 يناير”؟
- أعقد حالياً جلسات عمل داخل فيلا “بركة” للمنتج محمود بركة في
“المهندسين”، للوقوف على تفاصيل “خاتم سليمان”، والذي يشاركني بطولته رانيا
فريد شوقي، وفريال يوسف . تأليف محمد الحناوي في أولى تجاربه، وإخراج أحمد
عبدالحميد، وأثناء اندلاع “ثورة 25 يناير” قمنا بتصوير لقطات حية من
المظاهرات وسنستعين بها في المسلسل .
·
أخيرا كيف ترى مستقبل مصر خلال
الفترة المقبلة؟
- أرى أن المستقبل “منور” بشعب وأبناء مصر، ولكن علينا أولا أن نستعيد
أموالنا التي هرب بها رجال الأعمال الفاسدون والوزراء إلى الخارج، وبعد
استعادتها نقيم مشاريع تخدم مصر .
الخليج الإماراتية في
01/03/2011
«أسطورة
الحراس»..
الحلم يحدد الهوية.. والماضي يصنع المستقبل
كتب
محمود عبد
الشكور
مازال البعض يعتقد أن أفلام التحريك «التقليدية أو
المنفذة باستخدام تقنية البعد الثالث» لا تخص سوي الأطفال، وكأنهم لا
يستطيعون أن
يبعدوا عن أذهانهم حكايات «ميكي» ومغامرات «توم وجيري»، الحقيقة أن هذه
النوعية من
الأفلام حققت طفرة هائلة شكلاً ومضمونًا، وأصبح من المستحيل مثلاً أن تعتبر
الفيلم
الإسرائيلي «الرقص مع بشير» فيلمًا موجهًا للأطفال، كما أن
هناك أفلامًا مأخوذة
أصلاً عن قصص للأطفال، ولكنها تحتمل مستويات أخري للتفسير والتأويل، أحد
أهم
النماذج لتلك الأفلام، فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد الذي يحمل عنوانًا
طويلاً هو:
«legend of the gardians:the owlsafgahoer»
، أو كما عرض تجاريا تحت اسم مختصر هو
«أسطورة
الحراس».
من ناحية الشكل نحن أمام فيلم تحريك شديد
الإبهار والإتقان مأخوذ مباشرة عن روايات ناجحة للأطفال كتبتها «كاثرين
لاسكي»، أما
من حيث المضمون فنحن أمام فيلم كثيف المضمون متعدد المستويات في التلقي،
هناك حدوتة
مسلية وكائنات ظريفة وبعض لحظات الكوميديا، ولكن هناك إسقاطات واضحة علي
أحداث
سياسية أو تاريخية أو حتي دينية، هناك إنتاج فخم ضخم يكلف
حوالي مائة مليون دولار،
ومخرج متمكن قدم من قبل أفلامًا ناجحة هو «زاك سفايدر» مخرج «300 اسبرطي»
و«وتش من»
ولكن هناك أيضًا وراء هذا الطوفان من
الثراء البصري واللوني حشدًا من الأفكار
المهمة، لعل أهمها أن الماضي ليس تراثًا مدفونًا في الكتب
ولكنه هو الذي يصنع
المستقبل، ولعل أجملها أنه لا هدف مع الذين يريدون أن يحولوا الضعاف إلي
عبيد تحت
أي مبرر من المبررات، فالضعف ليس مبررًا للتحكم والسيطرة، ولعل أعمق أفكار
الفيلم
وأكثرها مدعاة للتأمل أن كل إنسان يستطيع أن يحقق أسطورته
الخاصة بالعمل وبالحلم،
والحلم بالتحديد هو أحد محاور الفيلم الأساسية، لدرجة أننا لا نستطيع أن
ننسي
العبارة التي تردد في البداية بأن حلمك هو الذي يحدد هويتك، وبالطبع فإن كل
هذه
الأفكار، وكل الرموز والإسقاطات، لا يشترط أن تصل إلي كل
الجمهور، فمن يصل إليه
المستوي الأول حيث الصراع بين الخير والشر فلا بأس، وسيستمتع كثيرًا
بالفيلم، ولكنه
سيستمتع أكثر لو تأمل قليلاً ووصل إلي المستوي الأعمق، وهكذا يبدو كما لو
أننا أمام
عمل كثيف موجه للكبار وللصغار معًا، وهذا ما لاحظته من قبل عند تحليل فيلم
«أغاني
الكريسماس» للمخرج «روبرت زيمكس» المأخوذ عن قصة شهيرة للراحل
«تشارلز ديكنز».
سيناريو الفيلم الذي كتبه «جون أورلوف» و«إميل ستيرن» ينجح في جعل عالم
البوم - هذا الكائن الجميل الذي نظلمه بالتشاؤم - معادلاً
لعالم الإنسان، أي أننا
لن نخرج من تلك اللعبة التي تستعير عالم الحيوان أو الطيور للتعبير عن عالم
الإنسان، وبطل حكايتنا بومة صغيرة اسمه «سورين» ينشأ في كنف والده، «أزيرلب»،
ويمتلئ خياله بحكايات أسطورية يحكيها الأب عن حراس شجرة هائلة
هي شجرة «جاوول»
تجتمع فيها أعداد من البوم الأحرار الذين نجحوا في هزيمة البوم الشرير، كان
ذلك بعد
معركة أسطورية انتصر فيها القائد الأسطوري «لايز» ابن «كيل» علي البومة
الشرشة ذات
المخالب المعدنية، ولكن هذه البومة مازالت موجودة وتهدد الجميع، الحكاية
إذن تبدأ
من الأسطورة التي تقدم هنا كعمل خارق وخيالي رغم أن الحديث عن
الاستعباد والسيطرة
سيجعلنا نسقط الحكاية بوضوح علي ما جاء في الكتب المقدسة عن تحرير النبي
«موسي»
لليهود المستعبدين وخروجه معهم إلي وطن آخر
جديد بعيدا عن حياة الرق، ولكن الأهم من
الإسقاط أن سورين «البومة الصغيرة» سيقرر أن يتعلم الطيران
لتحقيق حلمه بأن يذهب
إلي شجرة «الجاوول» التي ظلت حتي الآن في خانة الخيال، وقبل أن يتعلم أي
شيء سيتم
اختطافه هو وأخيه «كلاد» ليجدا أنفسهما أمام ما يمكن أن نطلق عليه
«أكاديمية
العبودية»، هناك بومة اسمها «نايرا» بصورت القديرة «هيلين
ميرين» تعلم اليوم
المخطوف في الخضوع وتنفيذ الأوامر، وتعد من هذا الجيش من العبيد فريقا
تقوده البومة
ذات الأظافر المعدنية للهجوم علي شجرة «الجاوول».
ما هي ترجمة هذه التجربة
علي مستوي الحقيقة أو الأسطورة؟ الترجمة هي أن الجبل الأصفر الذي يمثله
سورين وكلاد
وجدا نفسيهما في ذات الموقف الذي تعرض له القائد الأسطوري «لايز» ابن «كيل»
الذي
تسلم شعبا من العبيد فجعله من الأحرار، وهكذا يتحول الخيال إلي
حقيقة والحلم إلي
كابوس، وهكذا يتم اختبار «سورين وكلايد» فيرضخ الثاني ويطيع الأوامر في حين
يحاول
سورين الهروب مع البومة الأصغر سنا «جيلفي»، ويستعرض هذا الجزء طرق السيطرة
التي
تحول البوم إلي ما يشبه الكائنات المنومة مغناطيسيا، وعندما
تظهر البومة ذات
الأظافر المعدنية نستمع إلي الأناشيد الحماسية، وردود الجماهير الموحدة
التي تذكرك
علي الفور بألمانيا النازية الهتلرية.
سواء وصل إليك هذا الإسقاط أو لم يصل
فأنت بالتأكيد ستنحاز إلي «سورين ضد كلايد» وسترفض بالتأكيد فكرة التفوق
التي
يتبناها هؤلاء البوم الذين أطلقوا علي أنفسهم اسم «الأطهار» وسترفض أيضا
نظرية
البومة ذات الأظافر المعدنية التي تستبيح استعباد الفقراء باسم
تفوق الأقوياء
عليهم، وستتعاطف حتما مع البومة «جريمبل» الرافض للتهاون في داخله، ولكنه
يضطر إلي
ادعاء الانحياز للأطهار لأنهم أخذوا أقاربه كرهائن، ويدفع «جريمبل» ثمنا
غاليا عند
اكتشاف خديعته، والأهم أنك ستبدأ مع سورين وصديقته الجميلة «جيلفي»
وبعض أصدقائهما
رحلة طويلة في الطريق إلي شجرة الميعاد العملاقة «جاوول»، هنا تريد جريمة
الكوميديا
قليلا التخفيف من شراسة الأحداث وربما دمويتها، وستتعهد البومة اللطيفة
المرافقة
«توايلابت»
التي تكتب الأغنيات وتقدمها بصوت بشع بمهمة التخفيف من رمادية الصورة،
وسنضحك كثيرا علي مواقفها.
عندما نصل إلي شجرة «الجاوول» سيبدو القائد
«لايز»
ابن «كيل» موجودا ولكنه غامض لا نستطيع معرفة ملامحه، وسيصبح في مقدمة
الصورة قائده آلوفير «بصوت الممثل سام نيل»، ولكن لن يمر وقت كبير حتي
نكتشف أن
راوي الأسطورة «إزيزلب» هو نفسه صاحبها «لايز» الاثنان شخصية
واحدة، وبالتالي يصبح
ما هو من الماضي حاضرا وحقيقيا، وما هو أسطوري يتحول إلي حقيقة من لحم ودم،
بل إن
هذا الحاضر «إزيرلب» سيقود البوم من جديد إلي الانتصار علي ذي الأظافر
المعدنية،
وهكذا يقوم الماضي بصنع مستقبل البوم من جديد بدعم كامل من
«سورين» ويصبح الشعار
المطروح هو: «لا هدنة أبدًا مع الذين يحاولون استعباد الضعفاء»،
وعندما ينجح «سورين» في القيام بدور أساسي في المعركة
الجديدة، وعندما ينجح في اكتشاف خيانة
«الومير»
وفي مواجهة الشقيق المتواطئ مع الأطهار «كلاد»، يتحول «سورين» عندئذ إلي
أسطورة، وهكذا يصبح الدرس الجديد المهم: الأساطير تصبح حقائق عندما
نتعلمها، وكل
إنسان يستطيع أن يحقق حلمه ويصنع أسطورته، وطالما أن هناك «نايرا»
وصاحب الأظافر
المعدنية، فإنه لابد أن يكون هناك «لايز» و«سورين»، وطالما أن هناك «فرعون»
و«هتلر»
مثلاً فلابد أن يكون هناك «موسي»، والحلفاء
الذين تعاونوا علي قهر النازية، لن
يتوقف الصراع أبدًا بدليل هروب «نارنيا» رغم مقتل ذي الأظافر
المعدنية، ولكن سيظل
للماضي وأبطاله وأساطيره فضل إلهام الأجيال الجديدة بالمواجهة دون خوف وبلا
تردد
وانهيار كما فعل «كلاد»، ألم أقل لكم إننا أمام عمل كثيف رغم بساطة
الحدوتة؟!
الحقيقة أن هذا التحليل يقربنا كثيرًا من فيلم كتبت عنه هو
«10
آلاف سنة قبل الميلاد» حيث يلتقي الفيلمان في مناقشة فكرة الأسطورة
والماضي
كملهم للمستقبل مع الاسقاطات الدينية أو السياسية، ولكن «أسطورة الحراس»
فيلم أكثر
إقناعًا وخيالاً، لقد تم بناء عالم كامل تلعب فيه الطيور والحيوانات
أدوارًا لا
تنسي، يكفي أن أقول لك إن الأفعي «بي» الوديعة هي التي قامت
بتربية «سورين» في
طفولته، ويكفي أن أحلامك عن التفصيلات المذهلة في ملامح البوم وعلاقة شكل
العين
وحركتها مثلا بطبيعة الشخصية، «سورين» مثلا عيونه حية يقظة في حين تبدو
عينا الشقيق
المتواطئ «كلاد منكسرة»، هناك تتابعات بأكملها تصلح كأفلام قصيرة مثل مشهد
تعلم
«سورين»
و«كلايد» الطيران، ومشهد المواجهة الدموية بينهما، ومشاهد الفوتو مونتاج
للرحلة الطويلة إلي «جاوول» وتستكمل أصوات النجوم والنجمات التأثير علي
المتفرج
بمعاونة موسيقي رائعة تتخللها أصوات الكورال «موسيقي من تأليف
ديفيد
هيرشفيلدز»،
ولاشك أن استخدام تقنية «البعد الثالث» أعطت الحكاية بعدها
الخيالي الأسطوري بوضوح، وجعلنا في مشاهد كثيرة في قلب الغابة التي تدور
فيها
الأحداث، لم نشعر في لحظة بتعب في العين ونجد مشاهد الصورة مجسمة، كل عنصر
تم
توظيفه باقتدار، وكل مشهد يأخذك إلي المشهد التالي، في تسلسل
بديع، قد تتوقف عند
الاستمتاع بانتصار الخير والشر، ولكن يا سلام لو تأملت قليلا في فكرة أننا
نستطيع
أيضا أن نصبح أساطير، بالدفاع عن الضعفاء وبالانتصار لهم، وبالدفاع عن
أحلامنا حتي
الرمق الأخير.
روز اليوسف اليومية في
01/03/2011
«ترقيع»
أفلام الموسم.. لمواكبة الثورة
كتب
نسرين علاء
الدين
يبدو أن السمة الغالبة علي الموسم السينمائي المقبل هي ترقيع
للأفلام الجاهزة ليتم عرضها خلال الشهر المقبل حيث لجأ العديد
من المخرجين بعد
أحداث 25 يناير إلي عمليات ترقيع لأفلامهم التي يتم تصويرها حاليا حتي
تتماشي مع
أحداث الثورة حيث قام البعض باضافة مشاهد إلي الأفلام سواء كان بناء علي
طلب البطل
أو رؤية المخرج نفسه خاصة أن الجميع اعتبر أنه ليس من المنطقي
أن يتم عرض عمل
سينمائي بعد الثورة مباشرة بدون أن يشير إليها كما أنه لا يمكن أن يقوم
صناع هذه
الأعمال بإهدار مجهودهم وانتاجهم السابق من أجل صناعة اعمال جديدة للثورة
وحدها.
جاءت البداية مع المخرج خالد يوسف الذي قام باضافة مالا يقل عن عشر دقائق
إلي أحداث فيلمه الجديد «صرخة نملة» يربط العمل بالثورة ومن
ضمن هذه المشاهد خطابات
الرئيس حتي التنحي وصور لبعض الاعتصامات كما قرر أن يكون مشهد النهاية من
داخل
ميدان التحرير كذلك الحال بالنسبة لفيلم «سامي اكسيد الكربون» لهاني رمزي
اتفق مع
مخرج الفيلم اكرم فريد علي اضافة مشاهد من داخل ميدان التحرير لبعض
المظاهرات
المليونية حتي يربط بين الأحداث الجارية وبين فكرة الفيلم وقام
هاني رمزي بالتواجد
بداخل ميدان التحرير أثناء تصوير هذه المشاهد أما أحمد عيد فقرر أن يضيف
إلي أحدث
افلامه «لف وارجع تاني» مشاهد من ثورة الشباب حيث اتفق مع مؤلفي الفيلم مجد
الكوتش
علي إضافة تفاصيل من داخل ثورة 25 يناير حيث الأحداث وأجل بدء
التصوير لحين
الانتهاء من تركيب مشاهد من أحداث الثورة ووضعها في سياق لا يخترق الخط
الدرامي
الأساسي للعمل.
روز اليوسف اليومية في
01/03/2011
فيلم عزيمة حقيقية وعودة لشخصية الكاوبوي الأمريكي
ماجدة خيرالله
وجود فيلم للأخوين "جويل وإيثان كوين "ضمن العشرة أفلام المرشحة للأوسكار هذا العام،
يضعنا أمام عدة علامات استفهام!
فيلم "عزيمة حقيقية"true
grit تم عرضه في افتتاح مهرجان برلين السينمائي،
وكان عرضه التجاري في الولايات المتحدة قد سبق عرضه في المهرجان بعدة
أسابيع، حقق خلالها إيرادات فاقت ال186
مليون
دولار، رغم أن تكلفته بلغت 38
مليون دولارفقط،
وهو رقم متواضع بعض الشيء،
والفيلم هو إعادة إنتاج لآخر
يحمل نفس الاسم والموضوع تم تقديمه
في عام 1969 ولعب بطولته
"جون وين" الذي كان يطلق عليه لقب"الدوق"، وهو واحد من أهم وأشهر من لعبوا أدوار رعاة
البقر"الكاوبوي"
في أفلام الغرب الأمريكي،
وحصل "جون وين" علي أوسكار عن دوره في فيلم"
عزيمة حقيقية"!
وعندما تكون أمام فيلم مكتمل العناصر الفنية، لابد أن تتساءل ما الذي
يدفع البعض لإعادة إنتاجه؟
عبر بعض النقاد عن حيرتهم عندما أعلن الأخوان"جويل وإيثان كوين" عن نيتهما
في إعادة إنتاج فيلم"عزيمة حقيقية"
أو true grit
فهو يدور في أجواء بعيدة إلي حد كبير،
عن تلك التي تدور فيها معظم أفلام"كوين"،
ولكن يبدو أن فكرة تقديم فيلم عن الغرب الأمريكي "الكاوبوي"
كانت تلح علي "الأخوين كوين" منذ فترة، وخاصة أن السينما الأمريكية هجرت
تلك النوعية منذ سنوات، بعد انتشار أفلام الخيال العلمي،
وسيطرتها علي اهتمام صناع السينما الأمريكية،
وكان لأفلام الغرب سطوة كبيرة في سنوات الأربعينيات والخمسينيات وحتي منتصف
الستينيات، وكان من أهم نجومها روبرت ميتشوم وجون وين، وكيرك دوجلاس،
وسبنسر تراسي، كلارك جيبل، وبعد تقلص إنتاج أفلام الكاوبوي الأمريكي،
ظهر الكاوبوي الإيطالي الذي أطلقوا عليه كاوبوي الأسباجتي، وكان من أهم
مخرجي هذه النوعية من الأفلام سيرجيو ليوني، أما بطل معظم هذه الأفلام فكان
كلينت إستوود، الذي قدم من أجل حفنة دولارات،
ومن أجل مزيد من الدولارات، "هاري القذر"
وغيرها، ولشخصية الكاوبوي ملامح شخصية وفلسفة وقانون أخلاقي يلتزم به، فهو
يتسم بالشجاعة والنبل
يجيد أعمال الفروسية واستخدام المسدس أو البندقية، يدخل المدينة وحيدا علي ظهر جواده،
ينحاز للضعفاء ويقاوم الأشرار، ليس له أصدقاء أو عائلة،
ينهي مهمته في المدينة ثم يخرج وحيداً كما جاء،
ليذهب إلي قرية أخري من قري الريف الأمريكي دون أن
يفكر في البقاء في مكان واحد ، فشخصيته ضد الاستقرار!
❊❊❊
واضح أن هناك شوقا ما، أو حنينا
لإعادة شخصية الكاوبوي للسينما الأمريكية،
وخاصة أن أبناء الجيل الجديد في
الولايات المتحدة لم يتعلقوا بها، كما تعلق آباؤهم، وكانت هناك عدة محاولات
لإعادة التذكير بتلك الشخصية،
من خلال أفلام مثل قطار الثالثة وعشر دقائق الذي
لعب بطولته راسل كرو وهو إعادة لفيلم قديم
يحمل نفس الاسم،
أما المخرج ستيفين
سبيلبرج فقد حاول من خلال سلسلة أفلام إنديانا جونز أن
يعيد للأذهان شخصية
الكاوبوي الأمريكي، رغم أن بطل السلسله"هارسون فورد"هو بروفيسور
في علوم
التاريخ ، يقوم بعدة مغامرات خارقة، وأراد له المخرج أن يكون قريبا من
شخصية الكاوبوي فألبسه القبعة الشهيرة التي تلازمه ولاتسقط عن
رأسه إلا فيما ندر،
كما أن ملابسه تقترب من ملابس الكاوبوي وفي عدد لابأس به من المشاهد يمتطي
صهوة
حصان ويطارد الأعداء، أو يطاردونه، أما سلسلة أفلام قصة لعبة""toy story"
فإنها
تدور حول اللعبة "وودي" التي تحمل ملامح وفلسفة شخصية الكاوبوي
الشهيرة، وهو ماأدي إلي نجاح الشخصية وتعلق الأطفال بها،
ف"وودي" لعبة خشبية
بسيطه"يؤدي دور البطوله الصوتية النجم توم هانكس"،
يرتدي ملابس الكاوبوي
ويرتدي قبعته، وله أخلاقه وسماته ، وهو نبيل المشاعر،
يتعلق بصديقه وصاحبه
الطفل آندي، ويحافظ علي حياة بقية أصدقائه من اللعب، ويدافع عنهم ضد أي محاولات
تدمير من الآخرين،
وقد أصبحت اللعبه "وودي"، أيقونة لجيل التسعينات
والألفية الثالثة!
❊❊❊
يلعب دور البطولة في فيلم"عزيمة
حقيقية" الممثل "جيف بريدجز" الحاصل علي أوسكار أفضل ممثل في العام الماضي
عن
فيلم"قلب مجنون"
ويشاركه البطولة مات ديمون،
وجوش برولين،
والطفلة "هالي
ستينفيلد" 14 سنة، المرشحة للأوسكار هذا العام،
أما الفيلم نفسه فهو مرشح
ل10 جوائز مقتربا بذلك من فيلمي
"خطبة الملك" ، "الشبكة الاجتماعية-
فيس
بوك" ولا أستبعد حدوث مفاجآت لصالح "الأخوين كوين"
في نتيجة جوائز الأوسكار
التي سوف تعلن مساء الأحد
27
فبراير!
وأحداث عزيمة حقيقية تبدأ بمقتل
تاجرثري، علي يد لص محترف، يرديه قتيلا بعد سرقة جواده وأمواله، ويهرب إلي
المنطقة الواقعة بين حدود أمريكا والمكسيك،
وتقرر ابنة الثري القتيل"ماتي روز"
وهي في الرابعة عشرة من عمرها أن تثأر لوالدها،
والفتاة كما يقدمها السيناريو
تتمتع بروح المغامرة والعناد،
وقد كانت تشرف علي أموال والدها لأنها كبري
ابنائه، وتترك الفتاة قريتها، متجهة إلي القرية التي شهدت مقتل والدها،
لتتعرف علي جثته،
ورغم حبها الشديد وارتباطها به، إلا أنها مثل "الصعايدة
عندنا" لاتبكي ولاتنوح، بل تزداد تصميما علي الانتقام،
وتستأجر أحد رجال
الأمن المشهود لهم بالحرفة والقدرة علي تتبع المجرمين،
ليعمل لحسابها مقابل مبلغ
من المال، يلعب دوره جيف بريدجز، وهو رجل سكير، ومقامر،
وثقيل الحركة
نتيجة كبر سنه، وزيادة وزنه ولكنها تسمع عنه بعض الحكايات التي تتعلق
بمهارته في
اصطياد الهاربين عن القانون،
وتشترط عليه أن تصاحبه في رحلته حتي تري بعينيها
مقتل الرجل الذي قتل والدها لتشفي غليلها منه،
ويدخل علي الخط رجل شرطة آخر
يقرر تتبع القاتل، ليحصل علي مكافآة مالية،
تم الإعلان عنها ، وفي رحلة
البحث عن القاتل"جوش برولين"
تصادف المجموعة المكونة من ثلاثة أشخاص،
بعض
المصاعب والمخاطر،
وخاصة أثناء محاولة عبورالغابات التي تقع في الجنوب وتقترب من
الحدود المكسيكية،
حيث يتواجد الهاربون والمطاريد،
وأثناء تلك الرحلة
يحدث
حالة من التعاطف بين الفتاة الصغيرة،
ومن اختارته أو استأجرته للقبض علي قاتل
والدها، حيث يتحول اهتمامه من الرغبة في الحصول علي ثمن مقابل مايقدمه، إلي
الاهتمام بتحقيق رغبة الفتاة في الانتقام من قاتل والدها،
فقد أعجبه إصرارها
وتفانيها وشجاعتها رغم صغر سنها، وهو الذي لم يعرف في حياته معني الأبوة أو
قيمة وجود الإنسان ضمن عائلة، تهتم به حياً أو ميتا،
الأحداث ترويها الفتاة
ماتي روز "بصوتها" بعد أن وصلت إلي سن الشباب ، وهي تعيد سرد الحكاية،
كما حدثت، وتنتهي بزيارة ماتي روز وقد أصبحت امرأة
يافعة إلي قبر والدها
لإحياء ذكراه بعد أن أخذت ثأره من قاتله، ولاتنسي في نفس الوقت أن تزور
قبر"روستر" أو جيف بريدجزر الرجل الذي ساعدها في الانتقام من القاتل،
وأنقذها
هي نفسها من الموت المحقق!
الفيلم يتمتع بلغة سينمائية شديدة الرقي،
كعهدنا
بالأخوين كوين، مضافا إليه مستوي أداء الممثلين وخاصة الطفلة "هالي
ستينفيلد"
المرشحة لأوسكار أفضل ممثلة، وجيف بريدجز الذي حظي بترشيح للأوسكار!
للعام
الثاني علي التوالي، ورغم صعوبة تصور أن تخطيء الأوسكار طريقها إلي كولين
فيرث عن
دوره العظيم في خطبة الملك،
أو نتالي بورتمان في دورها الرائع في البجعة السوداء
ولكن في الأوسكار كما في الحياة كل شيء ممكن!
آخر ساعة المصرية في
01/03/2011 |