لم يكن غريباً أن نشاهد خالد أبو النجا وهو يهتف مع المتظاهرين بسقوط
النظام
وبمجمل مطالب الشعب المصري مندداً بالتوريث، فهو فنان معروف
بآرائه السياسية
الواضحة والمعلنة، ومواقفه الوطنية.
عن تجربة نزوله الى الشارع في تظاهرات الغضب، كان اللقاء التالي.
·
ما الذي دفعك الى النزول الى
الشارع في تظاهرات الغضب؟
نزلت الى الشارع باعتباري مواطناً مصرياً لديه رغبة عارمة في التغيير، ولن
أكف
عن المطالبة بالتغيير حتى يتحقّق فعلاً، فمشاركتي شرف لي، واستمراري في
التظاهر
يومياً شرف أكبر، فنحن لن نتحرّك من مكاننا حتى تتحقّق مطالبنا
العادلة.
·
لماذا تتجنّب التحدّث مع مراسلي
القنوات الفضائية خلال التظاهرات؟
لم أنزل الى الشوارع لأتحدّث مع المراسلين أو الظهور أمام الكاميرات، إنما
للمطالبة بالتغيير، وسنظلّ في الشارع حتى يتحقق.
·
يطالبكم البعض بالهدوء حتى
تستقرّ أوضاع البلد، ما تعليقك؟
الأوضاع لن تستقر إلا مع رحيل حسني مبارك بعد 30 عاماً من الفساد والقمع،
عندها
يعود الاستقرار الى مصر التي عُرفت على مدار التاريخ بأنها بلد
الأمن والأمان،
لكننا للأسف لم نعش في أمن ولا في أمان، بل في حالة من الرعب والفساد
واجهناها بكل
قوة، والحمد لله أن الفرصة أتيحت لنا لنثور بقوة معلنين عن آرائنا ومطالبنا.
·
ألا تخشى أن يضعك النظام في
القائمة السوداء، نظراً الى معارضتك الدائمة له؟
لا أخشى أحداً، ولا أرغب سوى في الحرية ومزيد من الديمقراطية، فهل هذه
المطالب
كثيرة على شعب مصر وأنا واحد منهم؟
·
إلى أي حدّ ستواصل نضالك السلمي
مطالباً بالتغيير؟
سنواصل التظاهرات السلمية التي ننادي بها منذ 25 يناير الماضي وما زلنا حتى
الآن، فنحن نريدها سلمية سلمية سلمية، وما نراه على شاشات
التلفزيون ليل نهار من
تجاوزات وعنف لسنا المسؤولين عنه، بل رجال السلطة و{البلطجية» التابعون
لهم، ومن
جهتنا ندافع عن أنفسنا فحسب، ولا نتجاوز حدودنا.
·
ألم تخشَ السير في التظاهرات مع
وفد الدكتور محمد البرادعي، خصوصاّ بعد الهجوم
عليه؟
كما ذكرت آنفاً أنا لا أخشى شيئاً، وإذا كنت لا أخشى السير في التظاهرات،
فهل
أخشى السير في وفد البرادعي؟ لقد كنت في استقباله في مطار
القاهرة أمام الملايين،
ولم أخف على مستقبلي، بالإضافة إلى أنني أرى أن البرادعي هو مستقبل مصر
المشرق،
ومثال التغيير الذي يجب أن يُحتذى به.
·
عُرض فيلمك «ميكروفون» وسط
الانقلاب الثوري، فماذا عن إيراداته؟
لا أعرف شيئاً عن إيراداته فهذه ليست مهمتي، أنا مسؤول عن التمثيل فحسب.
أما عرض
الفيلم في هذا الظرف الحرج فيعود الى أن التوقيت كان محدداً منذ فترة طويلة
ولم
نتمكّن من تأجيله، وفي ظروف أخرى كان سيحقق بالتأكيد إيرادات
جيدة لأنه حالة مختلفة
وثورة على التقاليد السينمائية المعروفة.
·
ما تعليقك على التظاهرات المؤيدة
للرئيس مبارك؟
من حق أي شخص أن يعبّر عن رأيه سواء في تأييده للرئيس أو المطالبة بتنحيته،
لكن
ليس من حق أي كان أن يهاجم الآمنين ويصيبهم بالرعب، فهذا ليس
تصرفاً إنسانياً،
بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من المؤيدين لمبارك هم في الحقيقة من
الداخلية
والبلطجية بدليل أن في حوزتهم قنابل مسيّلة للدموع، وغيرها من الأسلحة التي
لا
تتوافر سوى في الداخلية.
·
ألم تفتر حماستك مع مرور الأيام
وتوالي الأحداث؟
حماسي لم ولن تفتر، ولن نتنازل عن رحيل مبارك لأن الحلول التي يطرحها تأتي
متأخرة، وهذا هو السبب في تلك الفجوة بينا وبين النظام. لن
نسكت إلا بعد أن تزول
هذه الفجوة وبعد تنحّي الرئيس وإسقاط الحكومة، وهنا لا أتحدث عن نفسي إنما
عن كل
المصريين الشرفاء الذين يشاركون الثوار مطالبهم العادلة.
·
ألا ترى أن اتجاهاتك السياسية
ومواقفك الوطنية تعطّلك عن عملك الأساسي
كممثل؟
بالعكس، ولا يمكن لأي إنسان أن يتعطّل عن عمله بسبب مواقفه سواء كانت
إنسانية أو
وطنية أو اجتماعية، أو غيرها، فمثل هذه المواقف تثقل الإنسان
وتعطيه أملاً أكبر في
الحياة والتطور.
·
هل تطمح الى مزيد من الحرية
السينمائية بعد إسقاط النظام الحالي؟
بالتأكيد. نعيش راهناً في عصر القمع السينمائي تماماً مثلما نعيش في عصر
القمع
السياسي بدليل الطريقة التي تتعامل بها الرقابة مع الأفلام،
لكن في النهاية سيساعد
تغيير النظام على الحياة في مناخ سينمائي أفضل، وهذا ما نتمنى تحقيقه خلال
الفترة
المقبلة بعد انتهاء فترة الحكومة الانتقالية، واستقرار البلد وعودة الأمن
والأمان
إليها ثانيةً.
الجريدة الكويتية في
11/02/2011
خسائر موسم الثورة السينمائيّ... بالملايين
القاهرة - الجريدة
لم يلبث المنتجون أن التقطوا أنفاسهم بعد الأزمة المالية العالمية التي
تسبّبت في تدمير الاقتصاد السينمائي على مدار العام الماضي
بالكامل، حتى دخلوا في
أزمة اقتصادية جديدة بعد ثورة 25 يناير كبّدتهم عشرات ملايين الجنيهات.
أكبر المتضرّرين المنتجون الذين بادروا بعرض أفلامهم قبيل اندلاع الثورة
بأيام،
وفي مقدّمهم هشام عبد الخالق الذي عرض فيلمه «فاصل ونعود» لكريم عبد العزيز
قبيل
الثورة بأيام، محققاً في الأسبوع الأول خمسة ملايين جنيه، وكان
من المتوقع له تحقيق
خمسة ملايين أخرى في الأسبوع الثاني، ليصل إجمالي الإيرادات إلى عشرين
مليون مع
نهاية الموسم، وهكذا يعوِّض ميزانيته التي تجاوزت الـ15 مليون جنيه بقليل...
المنتج محمد ياسين أيضاً تعرّض لخسائر كبيرة، فقد بدأ عرض فيلمه «365 يوم
سعادة»
ليلة اندلاع الثورة، فألغي العرض الخاص مراعاة للظروف السياسية وخسر حوالى
15 مليون
جنيه كان متوقعاً تحقيقها في الشهر الأول من العرض.
أرصدة
الفيلم الثالث الذي بدأ عرضه قبيل الثورة بلا ضجة أو دعاية هو «ميكروفون»،
الذي
حصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي في دورته
الماضية، وشارك في عدد آخر من المهرجانات الدولية.
الفيلم من بطولة خالد أبو النجا، هاني عادل، يسرا اللوزي، وأحمد مجدي،
وتظهر فيه
منة شلبي كضيفة شرف، وهو طبعاً لم يحقق أي إيرادات تُذكر كما
هي الحال مع
سابقيه.
ويبدو أن الخسائر الضخمة التي تعرّض لها المنتج هشام عبد الخالق هي التي
دفعته
إلى إرسال عدد كبير من الرسائل النصية إلى زملائه من صناع
السينما والإعلاميين،
يطالبهم فيها بالتروّي في التعامل مع البنوك وعدم سحب جميع أرصدتهم كي لا
تتعرض
البلد لأزمة اقتصادية يصعب الخروج منها.
تأجيل
من جهة أخرى، نجد مجموعة من الأفلام كان من المفترض أن تُعرض في هذا الموسم
تباعاً، وتأجلت إلى أجل غير مسمى نظراً إلى الظروف الراهنة، من
بينها فيلم «الفيل
في المنديل» ويحمل عنواناً جانبياً هو «سعيد حركات».
الفيلم من بطولة طلعت زكريا، وتدور أحداثه حول استعانة المخابرات ببائع
فاكهة
ليشكّل غطاء لضابط مخابرات يقوم بإحدى المهام في إسرائيل.
كذلك، يشارك في البطولة
كلّ من ريم البارودي ويوسف شعبان، فيما أنجز التأليف كلّ من نهى العمروسي
وطلعت
زكريا، ليتولى الإخراج أحمد البدري.
أما «كف القمر» و{لمح البصر» فتأجل عرضهما إلى شهري مارس وأبريل المقبلين،
وربما
إلى أجل غير مسمى.
«كف
القمر» بطولة غادة عبد الرازق، خالد صالح، صبري فواز، ووفاء عامر، وتأليف
ناصر عبد الرحمن وإخراج خالد يوسف. أما «لمح البصر» فبدأ العمل على تنفيذه
منذ أكثر
من عام وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان
الإسكندرية وهو من بطولة حسين
فهمي، منى هلا، والمغني هيثم سعيد، ومن تأليف نبيل شعيب وإخراج يوسف هشام.
كذلك، تأجّل عرض فيلم «إذاعة حب» للمنتج هشام عبد الخالق، ويؤدي دور
البطولة فيه
كلّ من منة شلبي ويسرا اللوزي.
في السياق نفسه، طاولت الخسائر الأفلام التي كان قد بدأ عرضها قبيل اندلاع
الثورة بأسابيع قليلة، ومن بينها «الشوق» الذي يشارك في بطولته
كل من سوسن بدر وسيد
رجب وروبي وشقيقتها ميريهان في أول أعمالها الفنية، أحمد عزمي، محمد رمضان،
وأحمد
كمال، فيما كتب السيناريو سيد رجب وتولى الإخراج خالد الحجر.
الفيلم أيضاً إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا، وحصل على جائزة أفضل فيلم في
مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية، محققاً إيرادات
بلغت نصف مليون جنيه
مصري، وكان مخرجه قد توقّع ارتفاعها خلال الموسم المقبل.
في اللائحة نفسها يحضر «بون سواريه» الذي كان قد حقق إيرادات بلغت 5 ملايين
جنيه
مصري، لكنها طبعاً بالنسبة إلى منتجه محمد السبكي لا تساوي
شيئاً، فقد كان يطمح الى
عشرين مليون جنيه مجهزاً خطة دعائية توصله إلى هذا الرقم في غضون شهر، لكن
جاءت
الرياح بما لا تشتهيه السفن وخلت دور العرض من أي شخص.
دخل «678» أيضاً نطاق الأفلام الخاسرة في موسم الثورة على رغم أن عرضه بدأ
مبكراً نسبياً وقبل اندلاع الثورة بأسابيع، فإيراداته التي
كانت مستمرة بشكل مبشّر
وصلت إلى خمسة ملايين جنيه، إلا أنها توقّفت تماماً وانقطعت باندلاع الثورة.
فيلم «الوتر» بطولة غادة عادل ومصطفى شعبان والذي بدأ عرضه منذ أسابيع،
حقّق
إيرادات وصلت إلى مليوني جنيه، ثم توقّفت تماماً ليلحق بباقي
الأفلام في قائمة
ضحايا موسم الثورة.
الجريدة الكويتية في
11/02/2011
جماهير السينما المصريَّة
محمد بدر الدين
الجماهير، في المقدمة والطليعة الشباب، هي صانعة الحدث الثوري الكبير في
مصر
ابتداء من 25 يناير الماضي والمستمر إلى اليوم.
رأينا الجماهير مراراً، على الشاشة المصرية، على امتداد أيامها وأفلامها
وفي
مختلف الحالات: تذمر، احتجاج، غضب مروراً بتمرّد واسع، ووصولاً
إلى فعل ثوري. كذلك،
تنوعت الأفلام بين التعبير عن الكفاح لأجل التحرير والاستقلال والسيادة في
مواجهة
الغزاة، والتعبير عن النضال لأجل الحرية والعدل والكرامة في مواجهة الطغاة.
من بين نماذج التعبير الأول أفلام: «الناصر صلاح الدين» للمخرج يوسف شاهين،
ويصوّر كفاح الجماهير بقيادة الأيوبي، الشخصية التاريخية الفذة
في مواجهة الغزاة
الصليبيين، حتى النصر في حطين وتحرير القدس... «وا إِسلاماه» للمخرج أندرو
مارتن،
ويصوّر كفاح الجماهير بقيادة قطز وبيبرس في مواجهة الغزاة التتر... «جميلة
بو حريد»
للمخرج يوسف شاهين، ويصوّر كفاح الجماهير في مواجهة احتلال الفرنسيين
للجزائر.
كذلك أفلام: «مصطفى كامل» للمخرج أحمد بدرخان، «في بيتنا رجل» للمخرج
بركات، «لا
وقت للحبّ» للمخرج صلاح أبو سيف، «ثمن الحرية» للمخرج نور
الدمرداش... وغيرها من
أفلام تصوّر كفاح الجماهير والقادة والفدائيين في مواجهة الاحتلال
البريطاني لمصر،
مثل «بور سعيد» للمخرج عز الدين ذو الفقار و{ناصر 56» للمخرج محمد فاضل،
اللذين
يصوران كفاح الشعب بأسره في مواجهة العدوان الثلاثي (إنكلتراـ
فرنساـ إسرائيل)
وإحراز الوطن النصر الكامل بقيادة قائد ثورة يوليو... «أبناء الصمت» للمخرج
محمد
راضي، ويصوّر كفاح وطن وصموده واستئنافه الاشتباك بالنار في
حرب إنهاك واستنزاف ضد
العدو الصهيوني، بعد هزيمة عسكرية مباغتة في حرب الأيام الستة، وقد حولتها
الجماهير
وجيشها إلى حرب الأعوام الستة... حتى تحقق العبور والانتصار في حرب رمضان ـ
أكتوبر
(تشرين
الأول) 1973، وأمثلة أخرى تذخر بها السينما المصرية.
أما التعبير عن النضال لأجل الحرية والعدل والكرامة في مواجهة الطغاة، فقد
بدأت
الأفلام حوله تجد طريقها باكراً في السينما المصرية من بينها:
«لاشين»، إخراج فريتز
كرامب، سيناريو أحمد بدرخان وحوار أحمد رامي، ويتمحور حول انتفاضة الجماهير
ضد
السلطان الجائر الذي وصل إلى أبعد مدى في الاستبداد والحكم، وقد نجح الشعب
في
التخلص منه والقضاء عليه وعلى حكمه.
أزعج {لا شين} السلطات المصرية وجهاز رقابتها آنذاك خشية تأثر الجمهور،
وخوفاً
على نظام الحكم الملكي المستبد الجائر الذي كان سائداً أثناء
إنتاج الفيلم (1938)،
فصدر قرار بمنعه من العرض إلى أن أعيد اكتشافه ومعرفة قدره في
وقت متأخر.
في الأربعينيات الماضية، في ظل تبعات الحرب العالمية الثانية، تناول فيلم
«السوق
السوداء» للمخرج كامل التلمساني، بشجاعة فكرية وسياسية وفنية
ودرامية على السواء،
أبعاد قضية الظلم الاجتماعي الفادح الذي استشرى، وظهور أغنياء الحرب وتفاقم
الفساد
المجتمعي الشامل، ما فجَّر غضب الجماهير وثورتها، مع تقدير خاص من المخرج
الفنان
التقدمي لدور ثوري يضطلع به شاب شجاع أداه عماد حمدي في بداية
مشواره.
بدوره، جسَّد صلاح أبو سيف في عمليه الكبيرين «بداية ونهاية» و»القاهرة 30»
صورة
صارخة، بقدر ما هي صادقة، لأوضاع المجتمع في ظل مظالم ومفاسد
واستبداد فرضها حلف
غير مقدس للمحتل البريطاني والقصر الملكي.
وإذا كان أبو سيف في «بداية ونهاية» صوّر المأساة التي يمضي فيها الجميع
وتقضي
عليهم، فإنه منح بطله في «القاهرة 30» علي طه (أداه عبد العزيز
مكيوي في دور يظل في
الذاكرة) مكانة المناضل الوطني الشجاع الذي يوزع منشوراته ويتحول وسط
الجماهير ـ في
نهاية الفيلم ـ بأمل كبير في النصر والتحرر التام من الطغاة والغزاة.
عاد أبو سيف إلى التعبير عن قضية الثورة في آخر مراحل مسيرته في «البداية»
(1986)، أحد أجمل أفلامه، ثم في «المواطن مصري» وهو أحد
أهم أفلامه ويمكن اعتباره
فيلم الوداع بالنسبة إليه.
في الفيلم الأول، يجسد أبو سيف، في إطار كوميدي فانتازي سياسي وروح تجديد
وتعمق
درامي، الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مجتمع يصيبه الفساد ويتولى
سدة الحكم فيه
ديكتاتور شره شرس هو نبيه بيه (أداء رفيع لجميل راتب)، والعوامل التي تنضج
حالة
ثورية، فنتابع مشاهد مؤثرة آسرة حول مراحل تفجير الثورة، وبعدها النصر أو
صباح
الثورة بمشاكلها، التي قادها الشاب الواعي المقاوم (أحمد زكي
في أحد أدواره المهمة
الباقية).
أما يوسف شاهين فتنوعت أفلامه بين مقدمات ثورة يوليو في «إسكندرية ليه»
(1979،
أول أجزاء سيرته الذاتية)، التعبير عن قضية الارتداد عن ثورة
يوليو في «عودة الإبن
الضال» (1976)، وفيه نرى مقاومة الجماهير ممثلة بعمال المصنع ضد الرأسمالية
البالغة
الشراسة العائدة إلى النهب والسيطرة على الحكم، ممثلةً بطلبة المدبولي
(ربما آخر
أدوار شكري سرحان الكبيرة)... وصولاً إلى «هي فوضى» 2007، آخر
أفلام شاهين، وفيه
يتنبأ بثورة الجماهير التي يفيض بها الكيل، وتصل إلى لحظة الشرارة وتفجير
الغضبة
الكبرى والثورة العارمة، ضد المفسدين وقمع السلطة والمظالم بلا حدود، ممثلة
في
القسم والشرطة ورجلها «حاتم»، فتزحف الجماهير وتظفر في المشهد
الأخير... وستزحف
الجماهير وتظفر دائماً، ما بقي الجور والسلطان الجائر.
الجريدة الكويتية في
11/02/2011
خمسة أفلام تنتظر العودة للتصوير
كتب
غادة طلعت
«وقف
حال» بهذه العبارة وصف صناع عدد من الأفلام التي توقف
تصويرها بسبب الأحداث التي يمر بها المجتمع عالمصري حاليا خاصة أن الأفلام
التي بدأ
تصويرها قبل 25 يناير أصبح مصيرها مجهولا وهو ما أثار قلق صناعها برغم
احترامهم
لهذه التظاهرات والحرية في القيام بها إلا أن الخسائر المادية أصبحت واقعاً
ومن هذه
الأفلام «المصلحة» الذي بدأ تصويره منذ نحو شهر وخصصت له الشركة المنتجة
ميزانية
ضخمة جداً لأنه يعتبر العمل الأول الذي يجمع الفنان أحمد السقا والفنان
أحمد عز،
وكانت المخرجة ساندرا نشأت قد انتهت من تصوير نحو ربع مشاهده في عدد من
شوارع
القاهرة، وكان من المقرر أن يسافر فريق العمل لتصوير عدد من المشاهد
الخارجية في
لبنان لفترة تستغرق نحو عشرة أيام بعدها يعود فريق العمل لاستئناف التصوير
في
القاهرة ولكن ما حدث في مصر أطاح بالجدول الذي أعده صناع هذا العمل.
تدور
أحداث «المصلحة» في إطار تشويقي اكشن عن تاجر مخدرات يحترف هذه المهنة عن
جدارة
ولكن تتغير حياته عندما يطارد من جانب ضابط مكافحة المخدرات الذي يقوم
بدوره الفنان
أحمد السقا ويشارك بطولة الفيلم الفنانة السورية كندة علوش.
ومن بين
الأفلام التي تم تعطيلها أيضا فيلم «بيبو وبشير» الذي بدأ تصويره منذ أكثر
من شهر
ونصف وبالرغم من اقتراب الفنان آسر ياسين من تصوير أغلب مشاهده، تدور أحداث
الفيلم
في إطار كوميدي وتشاركه البطولة الفنانة منة شلبي وهو من إخراج مريم أبوعوف
وتأليف
هشام ماجد وأحمد فهمي وبالرغم من اقتراب فريق العمل من إنهاء التصوير إلا
أن
الأحداث الأخيرة عصفت بما كان مخططاً له من قبل المخرجة التي أنهت تصوير
آخر
مشاهدها في مدينة بورسعيد.
كما أكد المسئولون في شركة دولار فيلم المنتجة
للفيلم أنهم من أكبر الشركات التي تضررت من
الأحداث الأخيرة خاصة أنها أجريت لها
ثلاث عمليات «قلب مفتوح» واصفه الأفلام التي تقوم بإنتاجها وتوقفت فجأة
بسبب الوضع
الراهن ومن بين هذه الأفلام فيلم «جدو حبيبي» الذي تشارك بشري في بطولته
أمام
الفنان محمود ياسين وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي حول علاقة ابنها
بجده تبدأ
بعد انقطاع لمدة عشرين عاما ثم تضطرها الظروف للعودة إليه بعد أن ضاقت بها
الدنيا
وتعرضت لأزمة مالية كبيرة بعد سفرها للخارج مع أسرتها وبعد وفاة والديها
فاضطرت أن
تعود إليه ليدعمها ماديا وترثه بعد وفاته خاصة أنه يتعرض لأزمة صحية كبيرة
وتنتظر
أن يفارق الحياة إلا أنها تفاجأ به يعود للحياة وتبدأ بينهما الصراعات التي
سرعان
ما تتحول لقصة حب وحوار بين جيلين، وكانت بشري قد بدأت التصوير لمدة شهر
كامل بين
أماكن مختلفة من القاهرة وعدد من المستشفيات إلا أنها اضطرت للتوقف، أما
الفيلم
الثالث فهو «ثاني اكسيد الكربون» الذي يقوم ببطولته الفنان هاني رمزي الذي
كان من
المقرر أن ينتهي تصوير عدد كبير من مشاهده قبل منتصف الشهر الجاري إلا أن
الأحداث
الجارية جعلت المخرج أكرم فريد يوقف كل الاستعدادات التي قام بتجهيزها
ليتمكن من
تقديم تجربة مختلفة في أول تجربة تجمعه مع هاني رمزي والتونسية درة، الفيلم
يدور في
إطار كوميدي لا يخلو من الجانب السياسي حول شخصية تتصف بالسطحية ولكن حياته
تتغير
تماماً بعد أن يكتشف الحب الذي يجمعه بفتاة مثقفة.
والفيلم الأخير هو «حكاية
بنت» الذي قامت ببطولته مؤخرا السورية «كندة علوش» بعد استبعاد المخرج شريف
مندور والفنانة إيمان العاصي ويشارك في بطولته عدد من الوجوه الشابة من
بينهم عمرو
يوسف وهو إنتاج وائل عبدالله وتدور أحداثه حول قصة حب بين شاب وفتاة لا
تكتمل وتكشف
الأحداث طبيعة هذه الفتاة وأحاسيسها المتداخلة بسبب الأحداث التي مرت بها
ومازال
فريق العمل لم يتمكن من انهاء التصوير بالرغم من تبقي مشاهد محدودة جدا
أمام المخرج
شريف مندور ولكنه اضطر للتوقف بسبب ظروف حظر التجوال.
روز اليوسف اليومية في
11/02/2011 |