يؤكد المنتج والمخرج مجدي الهواري أن فيلمه الأخير {الوتر»، مختلف عن
أفلامه
السابقة، لكنه يخالف من يؤكدون أنه أفضل أفلامه الرأي، مشيراً
إلى أنه بذل مجهوداً
في أعماله السابقة كافة.
·
برأيك، ما سبب اختلاف فيلم
«الوتر» عن باقي أفلامك؟
بالفعل، «الوتر» مختلف عن أفلامي السابقة بل عن السينما السائدة عموماً
سواء في
الموضوع أو التكنيك أو التصوير أو حتى التمثيل.
·
لماذا فكرت في هذه النوعية من
الأفلام؟
السبب المباشر هو حوار قرأته للمخرج الكبير سبيلبرغ، قال فيه إن المخرج لا
بد من
أن يقدّم النوعيات كافة، بشرط أن يجيد في كل نوع وكأنه متخصّص
فيه.
·
كيف تصنّف «الوتر»؟
لست مع تصنيف الأفلام،
فـ «الوتر» يحتوي على الإثارة وفي الوقت نفسه هو فيلم
اجتماعي يبحث عن أسباب وقوع الجريمة وليس عن القاتل فحسب. كذلك، صنّفه
البعض كفيلم
موسيقي، أما أنا فأرى أنه «حالة» لا يمكن تصنيفها.
·
ما أكثر العناصر التي كنت راضياً
عنها في «الوتر»؟
الممثلون، فقد أجادوا بشدة وأعطوا إحساسهم بالقدر اللازم تماماً من دون
مبالغات،
حتى أنهم كانوا يتحدثون بطبقة صوت لم تقدّمها السينما المصرية
سابقاً، وقد ساعدتنا
على ذلك التكنولوجيا المتطوّرة ومعدات الصوت الحديثة.
·
ماذا عن الكتابة المشتركة مع
محمد ناير؟
فكرة «الوتر» تدور في ذهني منذ فترة طويلة، إذ تشغلني فكرة رد فعل المرأة
الذي
يكون دائماً أقوى من الرجل، فقررت تنفيذها، واتفقت مع
السيناريست محمد ناير على
كتابة السيناريو والحوار، وللحقّ فقد كتب الفيلم بشكل مذهل.
·
هل كانت غادة عادل في ذهنك وأنت
تكتب شخصية مايسة؟
في البداية كانت غادة ستؤدي دور منة، لكنها قدّمت شخصية شبيهة بها في فيلم
«ملاكي
إسكندرية»، فقرّرنا أن تجسّد دور مايسة.
·
هل أُجريت تعديلات على الشخصية
لتناسب غادة أكثر؟
لم تُجرَ أية تعديلات، فالشخصية مكتوبة بهذا الشكل منذ البداية.
·
لماذا اخترت أروى في دور منة،
على رغم أن تجاربها السينمائية قليلة؟
اخترتها كي تكون مفاجأة بالنسبة الى الجمهور.
·
في «الوتر» كان الغموض شديداً،
خصوصاً في الأجزاء الأولى، لماذا؟
كانت لهذا الغموض ضرورة درامية، لأنني قصدت أن يثير البحث عن القاتل
الشبهات حول
جميع الشخصيات، وأن تحلَّل من خلاله دوافع كل شخصية.
·
تساءل البعض عن سبب استمرار سوسن
بدر مع زوجها على رغم أنه يعتدي على ابنتها
ويضربها؟
أجابت سوسن عن هذا السؤال في أحد المشاهد عندما قالت: «في ناس قدرها تعيش
مع
الاختيار الخاطئ ولا يمكنها تغييره». ابنتها كأنثى تحتاج الى
رجل في حياتها، وقد
قدّمها السيناريو باعتبارها شخصية مستكينة تتأقلم مع الوضع القائم ولا
تحاول
تغييره.
·
لماذا لم يقدّم «الوتر» تحليلاً
كافياً لشخصية منة التي قدّمتها أروى؟
لأن مشكلة منة أنها حُرمت من حنان الأب، أما مايسة فقد تعرّضت لتجربة قاسية
وهي
اعتداء زوج أمّها عليها.
·
بدا كل سيناريو روته إحدى شخصيات
الفيلم حقيقياً، ما الهدف من ذلك؟
رأيت أن هذا الأمر يناسب «الوتر»، فالفيلم يبدأ بجريمة قتل، ثم تعود
الأحداث الى
الوراء بطريقة «الفلاش باك»، فخشيت أن يشعر الجمهور بالغربة،
خصوصاً أن الأخير
معتاد على القصص التي تبدأ وتنتهي بطريقة السرد، فقررت استخدام هذا الأسلوب
لكسر
هذه الحالة.
·
ما هي التكلفة الإنتاجية للفيلم؟
12
مليون جنيه.
·
ألم تكن مجازفة أن يُعرض الفيلم
في هذا التوقيت، أي قبل بداية إجازة منتصف
العام؟
هذا التوقيت هو الأنسب لـ{الوتر»، لأنه ليس فيلم أعياد أو إجازات، وليتمكّن
من
تكوين جماهيرية تساعده عند بدء الإجازة. أرى أنه لا بد من وجود
مواسم جديدة لعرض
الأفلام وأعتقد أن «الوتر» شكّل موسماً جديداً للعرض السينمائي.
·
هل كنت تتوقّع هذا الإقبال
الجماهيري عليه؟
أراهن دائماً على الجمهور المصري فهو يريد أن يشاهد سينما جيدة. أنا ضد
مقولة
«الجمهور
عايز كده»، فالأفلام الجيدة سيُقبل الناس على مشاهدتها، وإن كان الإقبال
الجماهيري على «الوتر» قد فاق توقعاتي.
·
لماذا لم يشارك «الوتر» في
مهرجان القاهرة السينمائي الأخير رغم أنه كان
جاهزاً؟
كنت آنذاك قد اتفقت مع مهرجان دمشق، لأؤكد من خلاله ريادة السينما المصرية
في
المنطقة العربية، وبالفعل أشادت لجنة التحكيم بالفيلم ورأت أنه
أفضل بكثير من
الأفلام العربية المشاركة في المهرجان.
·
هل كان رأي النقاد بالفيلم
مرضياً بالنسبة إليك؟
جداً، باستثناء القول إن «الوتر» أفضل أعمالي، لأنني أرى أن الفيلم مختلف
ولكنه
ليس الأفضل، ثمة أيضاً من يرى أنني في أفلامي السابقة كنت أنتج
بأموالي من دون تعب،
وهذا غير صحيح لأن الأعمال السابقة أجهدتني أكثر من «الوتر»، كون إضحاك
الجمهور
يكون أصعب من أي أمر آخر، إلا أنني أستفيد دائماً من النقد. مثلاً، كتب
أحدهم بعد
فيلم «خليج نعمة» أن اختيار النص مسؤولية المخرج فأصبحت بعد
ذلك حريصاً على اختيار
النص الجيد.
·
هل كان الجمع بين الإخراج
والإنتاج مرهقاً؟
مرهق بشدّة، إلا أنني أستطيع الفصل بينهما بشكل جيد، فبمجرد دوران الكاميرا
أتحوّل الى مخرج فحسب، خصوصاً أن اختياري وليد صبري كان موفقاً
لأنه منتج محترف وقد
ساعدني كثيراً في إنجاز الفيلم.
·
هل ستنتج أفلاماً لمخرجين آخرين
أو العكس؟
بالتأكيد، لأنني في الأصل منتج وأعشق الإنتاج، فإذا عُرض عليّ فيلم جيد
لمخرج ما
فلن أتردّد في إنتاجه، كذلك لو عُرض عليّ فيلم متميز من منتج
ما لأخرجه سأفعل ذلك
فوراً.
الجريدة الكويتية في
28/01/2011
ملف اقتباس الأفلام ... مسلسل يتواصل
365
يوم سعادة...
مجدي يتّهم معاطي بسرقة فكرته
رولا عسران
فصل جديد من مسلسل اقتباس أفكار الأفلام يسجّله فيلم «365 يوم سعادة»، فقد
واجه مؤلّفه يوسف معاطي تهمة من المونتير ماجد مجدي بسرقة
فكرته وادعائه أنه صاحبها
وكاتب السيناريو والحوار.
أدّى تطوّر الخلاف بين معاطي ومجدي إلى إحالة الملف بالكامل إلى نقابة
السينمائيين التي أجّلت عرض الفيلم إلى حين النظر في الشكوى
المقدّمة إليها، لكنها
بعد دراسة الموضوع وحفاظاً على حقّ الشركة المنتجة التي ليست طرفاً في
النزاع بين
المونتير والكاتب، قررت عرض الفيلم على أن يُكتب على الملصق الخاص به اسم
ماجد مجدي
كمؤلف للقصة، ويوسف معاطي ككاتب للسيناريو والحوار، بعدما عُرض
الـ{أفيش» من دون
اسم المؤلف، وهذا ما أكّده مسعد فودة نقيب السينمائيين المصريين، مشيراً
إلى أن
الشركة المنتجة قدمت مستندات تثبت حقها في عرض الفيلم من بينها تنازل
الطرفين لها
وإيصالات تبيّن حصولهما على حقوقهما المادية مقابل هذا التنازل.
أضاف فودة: «على رغم هذا التنازل إلا أن المشكلة لم تحلّ، إذ أصرّ الطرفان
على
أن تصل القضية إلى المحاكم وطلب يوسف معاطي تحويل الأوراق التي
تتضمن قصة الفيلم
إلى الطبّ الشرعي للفصل في تاريخ كتابتها والتحقق من هوية كاتبها».
الطريف أن أعمال يوسف معاطي لم تخلُ من الاقتباسات الواضحة ومن دون الإشارة
إلى
الفيلم الأصلي من بينها: «مرجان أحمد مرجان» المقتبس عن فيلم Back To School
الذي
أنتج عام 1986، و«عريس من جهة أمنية» المقتبس عن فيلم
Father Of The Bride.
خارج على القانون
الكاتب الصحافي والسيناريست بلال فضل هو أيضاً أحد المتهمين بسرقة
سيناريوهات من
كتّاب شباب، فقد اتُّهم بسرقة سيناريو فيلم «واحد من الناس» من سيناريو
«تحت
الحزام» الذي كتبه الممثل والسيناريست عباس أبو الحسن وكان من
المقرر أن تنتجه «غود
نيوز»، لكن لتشابه قصة الفيلمين قررت الشركة تأجيل تنفيذ الفيلم ليتمكن
عباس أبو
الحسن من اتخاذ الإجراءات القانونية التي تثبت حقه، من ثم تقديم شكاوى
لنقابتي
الصحافيين والسينمائيين، وقد انتهى التحقيق في نقابة السينمائيين بأن فضل
لم يقتبس
من السيناريو الخاص بأبو الحسن.
في السياق نفسه، ادعى الروائي الشاب محمد علاء الدين بأن فضل سرق الخط
الدرامي
في فيلم «خارج على القانون» ومشاهد من سيناريو كتبه عام 2000
بعنوان «ملاك النار».
وعلى رغم ذلك فضل علاء الدين عدم اتخاذ أي إجراء قانوني ضده، مكتفياً بنشر
السيناريو الذي كتبه على موقع مدوّنته الإلكتروني.
يرى فضل أن مثل هذه الحوادث يمرّ بها كتّاب كبار من بينهم وحيد حامد وغيره،
وهي
محاولة من البعض للاستفادة من نجاحات كاتب معيّن لتحقيق شهرة
يفتقر إليها، لكن في
النهاية ما يهمه فعلاً هو ردة فعل الجمهور تجاه هذه الأعمال.
بدوره، واجه المخرج خالد يوسف اتهاماً بسرقة مشاهد من فيلم مستقلّ قصير
بعنوان
«كارت
شحن بـ 10» للمخرج الزمخشري عبد الله وضمها إلى فيلمه «كلمني شكراً»،
وتتمحور
حول فتاه تصوّر نفسها عارية مرتدية نظارات شمسية أمام كاميرا الإنترنت
مقابل حصولها
على بطاقات شحن تعيد بيعها، وهو نفس ما ادعى الزمخشري أنه وارد في فيلمه
الذي أنتجه
عام 2008 وبالتفاصيل نفسها.
يبقى أن القائمة طويلة في هذا المجال وتتضمن محاولات من المؤلفين الشباب
لإثبات
أحقيتهم في ما يدعونه، فيما يفضّل عدد أكبر منهم الصمت.
والسؤال: هل سيشجع حصول
ماجد مجدي على حقه كتّاباً آخرين للسير على الدرب نفسها، أم أنهم سيبقون
على صمتهم
عند مشاهدة أفكارهم وهي تُعرض أمام أعينهم بتوقيع أسماء مؤلفين كبار؟
الجريدة الكويتية في
28/01/2011
فاصل ونعود... إلى ماذا؟
محمد بدر الدين
لعل مشكلة فيلم «فاصل ونعود» الأولى، أنه لا يخلو من ادعاء تقديمه دراما
جادة
ذات موضوع إنساني رقيق دقيق وربما ذات تحليل نفسي أيضاً وغوص
في النفس الإنسانية،
ولمَ لا؟... وهو يعود إلى تيمة فقدان الذاكرة، التي تمّ التطرق إليها من
وجوهها
كافة سابقاً ويدور في مدارها.
كان بالإمكان أن نتفهّم الفيلم أكثر، لو قدّم نفسه في حدود حقيقته وطبيعته
باعتباره فيلماً بسيطاً للترفيه والتسلية المحضة، من خلال
نوعية الـ{أكشن» التي
تتخللها درجة من المرح في الأداء بالنسبة إلى بطله، لكان أنصف نفسه أكثر
ولتقبلناه
في إطار تلك النوعية وذلك التصنيف، فلا بأس من وجود سينما جماهيرية ترنو
إلى
التسلية، تعرف حدودها ولا تدّعي أكثر وينظر إليها متذوّقو
السينما ونقادها ضمن هذه
النوعية التي تزخر بها السينما منذ نشأتها، بل هي الكثرة الغالبة من
أفلامها.
ليس في ذلك عيب، وإن كانت تلك النوعية التجارية الترفيهية لا ترقى، بطبيعة
الحال، إلى النوعية الفنية التي تقدّم فكراً وتبدع تطوراً
حرفياً وجمالياً، يسهم في
تطوير الذوق الإنساني والمجتمع والفن السينمائي.
بطل «فاصل ونعود» هو النجم الشاب كريم عبد العزيز، الذي يتمتع بقبول لا شكّ
فيه،
وبروح وطابع متميزين، ويثبت في أعماله حفاظه على الصدارة ضمن
نجوم جيله. يبدو أن
نموذج الشاب الذي يمزج في حديثه وأدائه بين الجدّ والهزل يحقّق له شعبية
أكبر، لكن
عليه أن ينوّع ويطوّر أكثر في الأداء، لأن الجمهور ينتظر من نجمه جديداً
دائماً
مهما كان محبوباً، إذ لا يوجد خطر على الفنان أكثر من التكرار
ولا شيء يهدّد أو
يهدر نجاحه أكثر من تكرار المجرَّب و{المضمون» خوفاً من ضياع النجاح!
«فاصل
ونعود» يقدّمه نجمه مع المخرج أحمد نادر جلال، الذي تعاون معه في أعمال
عدة ومن الواضح أنه يفضّل العمل معه، وكتبه أحمد فهمي، لكن نجم هذا الفيلم
لا
يشاركه أحد البطولة، فالأدوار الأخرى باهتة بما في ذلك دور
المرأة (الممثلة الشابة
الصاعدة دينا فؤاد).
يدور القسم الأول والأقصر من الفيلم حول محاولة إثبات حقّ عربي (كريم عبد
العزيز)، يعمل سائق تاكسي، في أن يحتفظ بطفله بعد وفاة زوجته
وينازعه على حضانة
الطفل والد زوجته (أحمد راتب)، رجل ثري يكره زوج ابنته ولم يوافق على
الزواج أصلاً،
وبعد وفاتها يطالب بالطفل ربما انتقاماً بالدرجة الأولى، لكن المحكمة تقضي
لصالح
والد الطفل وليس جدّه وبهذا ينتهي القسم الأول.
في القسم الثاني والأطول إلى نهاية الفيلم، ينقضّ رجال أشدّاء (على غرار
رجال
العصابات التقليديين في السينما المصرية) على عربي وطفله وهما
في طريقهما إلى
الاحتفال بحكم المحكمة، ويخطفون الطفل بعد معركة مع الأب ويتركونه ملقى في
الطريق
يعاني إصابات أهمها «ارتجاج في المخ»، وحين يستفيق في المستشفى نكتشف
بواسطة
الطبيبة الشابة (دينا فؤاد)، أنه أصيب بفقدان ذاكرة «جزئي»...
يتذكّر كل شيء قبل
الحادثة، لكن ما يحدث معه بعدها ينساه بمجرد مرور دقائق.
على رغم إصابته أو عجزه القاسي، يدخل هذا الرجل في معارك طاحنة (أكشن) على
مدار
الفيلم للوصول إلى خاطفي طفله، ويحرز انتصارات ويصيب هؤلاء في
مقتل الواحد تلو
الآخر، فيصفّق له البوليس والمحقق، الذي يظهر بدور باهت للغاية لعجزه عن
الوصول إلى
ما بلغه البطل «الشجيع»!
ثمة اكتشافات أخرى، في نهاية الفيلم أو قربها، لا نريد أن نفسدها على قارئ
هذه
السطور، إن كان مثل ذلك يهمه، وهي على أي حال عناصر ضمن توليفة
التسلية، من دون
أفكار أو تأملات حقيقية أو ومضات فنية لافتة.
ما دامت حال الفيلم كذلك، بتصوّره أو ببنائه كدراما وبالغرض الحقيقي من
إنتاجه،
فليس مطلوباً من العناصر الفنية (تصوير، مونتاج، ديكور، موسيقى
ومؤثرات، التمثيل)
إذاً أن تعطي ومضات فنية أو بريقاً وألقاً إبداعياً خاصاً... بل «التخديم»
لطبيعة
الفيلم الذي هو في جوهره فيلم حركة بالغ البساطة يستند إلى حبكة هينة واهنة
وتيمة
معادة مكررة.
«فاصل
ونعود» سيمرّ مرور الكرام وسيُغلّفه النسيان بعد حين مثل آلاف الأفلام من
ركام السينما التجارية التي تقدّم يومياً في كل مكان ولن يترك أثراً. مع
أنه لا
يخلو من لحظات تسلية وقتية، إلا أنه لن يكون أحد الأفلام التي
تثير النقاش
والاهتمام.
الجريدة الكويتية في
28/01/2011
ليس غيرة على ثورة تونس بل تعرض شخصي لها:
الهجوم الاعلامي
المصري على هند صبري
منى صفوان
موقف هند السياسي، والهجوم عليها، والنيل من وطنيتها، ليس دليل
غيرة الاعلام المصري على ثورة تونس، بقدر ما هو أمر مربك بشأن
هذا التعرض الشخصي
لفنانة تونسية تعمل في مصر.
ربما كان على الاعلام المصري، عدم التعرض لموقف هند
بهذه الحدة، خاصة أن موقفها السياسي كتونسية، ليس كما يظهر في الاعلام
المصري، ولكن
يبدو أن هناك متربصين، كانوا بانتظار سبب لإطلاق النار.
فبالنسبة لموقفها
السياسي، فهو ليس حجة قوية للاعلام المصري. فهند صبري كانت بالجرأة التي
دفعتها
لإعلان أسفها، لعدم قدرتها على رفض وضع اسمها ضمن قائمة المثقفين التوانسة
المطالبين بتمديد ولاية بن علي، وأكدت أنها كانت جبانة، ولكنها
قبل سقوط النظام
كانت قد كتبت مقالا 'أوقفوا إطلاق النار' أعلنت فيه موقفا جريئا مقارنه
بغيرها من
الفنانين والمثقفين التوانسة.
وان كانت هند مدانة فان لطفي بو شناق وغيره من
المثقفين التوانسة مدانون أيضا، لان أسماءهم في القائمة. وإن كانت هند
جبانة، فان
محمد كريشان، ورغم انه يعمل في الجزيرة، إلا انه أثناء أحداث تونس، كتب
مقالا في
'القدس
العربي' يتحدث فيه عما يدور في 'ساحل العاج'، فوجه له اللوم، بأنه كان أولى
به أن يكتب عما يحدث في بلده، فكتب بعدها مقالا بعنوان 'لا تكتب عن تونس'
قبل خلع
بن علي، وأوضح فيه أنه في غنى عن مواجهة النظام والاعلام
التونسي، الذي لن ينجو منه
وسيتعرض بسبب رأيه لمضايقات.
لهذا تبدو محاكمة هند غير عادلة، والاستفراد بها
مقصود. ومن حقها القول: إن كنتم ستحاكمونني فحاكموا 11 مليون تونسي لأننا
كلنا كنا
خائفين.
وفي مصر لا يهاجم الاعلام المصري نجوم ونجمات السينما، الذين يجاملون
حسني مبارك، ومصر أكثر انفتاحا مما كانت عليه تونس.
وهند لم تعلن موقفا سياسيا
مع النظام، إلا أن خوفها هو النقطة، التي امسكها الاعلام. وسجلها الشخصي
والمهني
نظيف، بلا نقاط يمكن أن تؤخذ عليها، رغم أنها دخلت السينما، من بوابة
الادوار
الجريئة، كونها قادمة من ثقافة مختلفة عن الثقافة المصرية،
وأكثر انفتاحا منها، لكن
تجاوزت دور ممثلة الإغراء، لتكون ممثلة حقيقية، وليست فقط مجرد مؤدية
لأدوار
جريئة.
ولم تتقن اللهجة المصرية فقط، بل أيضا أتقنت تجسيد دور فتاه البلد
المصرية، الذي تخفق في أدائه كثير من فنانات مصر، وينسى الذي
يتابعها أنها تونسية،
فهي تفوقت على المصريات أنفسهن.
ولم تظهر في ادوار باهتة، وعملت مع كبار
المخرجين، ولأنها تحترم موهبتها، فلم نراها يوما سنيدة لتامر حسني أو تشترك
في
بطوله باهتة مع احمد حلمي.
فهي بطلة منذ بدأت مسيرتها في الفيلم التونسي 'صمت
القصور' وعمرها 14 عاما، وحصولها وقتها على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان
برلين.
هذه التونسية، الحاصلة على شهادة الماجستير في القانون، ترفد الوسط الفني
بممثلة شابة واعية مثقفة، متعلمة وموهوبة.
ولكنك قد تجد الكثير ممن لا يحبون هند
في الوسط الفني، ويتهمونها بالغرور. ويجدون في اعتزازها بموهبتها تعاليا
عليهم.
وربما هذا أثار حفيظة الوسط الصحافي والفني
في مصر، الذي يرفض مثقفوه أي تعال
عليهم.
فتهمتها الأساسية، هي الغرور، وليس موقفها السياسي. ولكن كان في ثورة
تونس فرصة للنيل منها. هند ظلمت بقدر حجم موهبتها، ونيل
الاعلام منها بهذه الطريقة
الفجة، وكأنه حامي الشعب التونسي وثورته، دليل وجود سبب شخصي مستفز، كان
يتحين
الفرصة للظهور، وأيضا دليل تفوق هند، تفوق لم يحتمله هذا الوسط
.
رغم أن هند هي
التي جاءت لمصر، ووقعت في غرام مصر، وتحدثت بلهجة مصر، ومثلت مصر وباسم
مصر،
فأنستنا أنها تونسية.
كاتبة يمنية مقيمة في مصر
القدس العربي في
28/01/2011 |