الشبه بين عائلة "رصاصة طايشة" وأحداث ذلك اليوم المأسوي في حياتها وبين
الحرب، لا يثقل الفيلم برمزية فجّة أو استعارة بديهية. لكأن ذلك الشبه
جيني، لا فضل لفيلم أو لسينمائي في تظهيره. الحكاية هي الأقوى في شريط جورج
هاشم وسردها هو الهدف. ولكن ذلك المكان الخانق الذي ينسحب الفيلم إليه
تدريجياً، منتقلاً من غليان مفتوح على احتمالات كثيرة إلى انفجار فسكون،
ويستدرج شخصياته إلى فرز إنساني، ما كان ليكتسب تأثيره الكبير لولا شبح
الحرب الهائم في فضاء الفيلم. في المساحة التي يولدها انعدام المزامنة بين
مساري الحكاية والحرب تكمن الدراما التي تسرّع تراجيديا الشخصيات وتشرّع
الأبواب لتراجيديا الحرب المقبلة. إنها اللعبة الدرامية التي تمكّن الفيلم
من تجذير العام في الخاص والمأساة في الحميمية أو الحرب في نسيج العائلة،
وتقود إلى تجربة حسّية بالمعنى الفعلي للكلمة.
ينطوي خيار المخرج وكاتب النص (هاشم) تعيين وحدة زمانية ومكانية لأحداث
"رصاصة طايشة" على خلق تكثيف درامي يفوق قدرة احتمال الأولى، بما يجعل
الانفجار قدراً محتوماً لا فكاك منه. فيوم الأحد ذاك الذي يشكّل وعاء
الحكاية ينطلق شبه عادي، قبل أن تزدحم الأحداث فيه ويتحوّل كل خيار شخصي،
مهما صغر شأنه، مقدّمة لشيء كبير، لا يلبث أن يقود تراكمه إلى انهيار تام.
لكأن الفيلم يرصد شخصياته وأحداثه في لحظة حاسمة من دون أن تدري بما هي
مقبلة عليه، أو كأن كاميراه كانت حاضرة صدفة في مكان المأساة فسجّلتها من
حيث لم تخطّط ولا تقصد. والصدفة هنا لا تمسّ فنيّة الفيلم أو قدرته على
استنباط مكنونات شخصياته بقدر ما تؤشّر إلى تكشّف تدريجي ومتصاعد للدراما
ومصير الشخصيات. من هنا، لا تتكرّر الأمكنة في الفيلم كما لا يتكرر ظهور
معظم الوجوه (باستثناء الشخصيتين الرئيسيتين "نهى" و"ليلى") بل إنها تذوي
أو تجرفها الدراما المتّجهة بخطى متسارعة نحو حتفها. اللحظة تطويها اللحظة
والحاضر يصبح ماضياً برمشة عين فيما تتحوّل الشخصيات سريعاً كأن ما مرّ
عليها دهر وليست ساعات قليلة. إنه مجاز الحرب بامتياز، يسوقه الفيلم بمهارة
متجنباً السقوط في الرموز والإحالات المباشرة. "نهى" (ندين لبكي) التي تطلّ
علينا في المشاهد الأولى مختالة خلف غلالة العروس المرتقبة، تنتهي إلى
عزلة، الأبيض فيها نذير شؤم وذكرى مؤلمة. و"ليلى" التي جعلت من البيت
والعائلة مملكتها بعدما تعذّر عليها تشييد مملكتها الخاصة بالزواج والإنجاب
كما تقتضي معتقداتها ومعتقدات محيطها، تنتهي هائمة بين أشلاء عائلة فيها
الغائب والمنفي والمنعزل؛ هي تكمّل الحكاية بصوتها و"نهى" بصورتها. مرة
أخرى تنعدم المزامنة بين مساري الصوت والصورة لأن حكاية الحرب ليست واحدة.
يجوز القول إن "رصاصة طايشة" هو حكاية جورج هاشم الخاصة عن الحرب، يقدّمها
في فصل سينمائي يُضاف إلى حكايات من سبقوه عن الحرب. وبقدر ما تتشعّب
الحكايات في الواقع والتاريخ اللبنانيين، لا نقع في الأفلام اللبنانية التي
تناولت الحرب على مفردات مشتركة كثيرة، لا في الشكل ولا في المضمون، إلا
تلك العمومية التي تنطوي غالباً على نبذ الحرب وسلبيتها. وذلك أمر طبيعي
بالنظر إلى اختلاف تجارب مخرجيها وحكاياتهم، وبالنظر إلى امتداد الحرب
نفسها على مساحة زمنية طويلة، يجعل من اختيار تاريخ محدد فيها عملية محكومة
بخصوصية المرحلة ومعطياتها. ولكن إذا أردنا أن ننسب "رصاصة طايشة" إلى "خط
سينمائي" محلي، سنجد أنه أقرب إلى "ويست بيروت" لزياد الدويري من سواه، وإن
فقط من خلال تركيزهما على نسف الحرب للنسيج العائلي. ولكن بينما يستدرج
الأخير شخصياته (كارمن لبس وجوزيف بونصار) إلى إعلان موقف من الحرب في شكل
صراع شبه فكري، يطرح "رصاصة طايشة" الحرب كظرف طارئ، يكشف عن تركيبة
الشخصيات الإنسانية، بكل ما ينطوي عليه ذلك من "طوباوية" ربما في فرز البشر
بين الصلابة والجهوزية.
ليس صدفة تبلور المنحى المتمرّد في شخصية "نهى" في ظل تلك الظروف. فإذا
اعتبرنا الحرب عاملاً محفّزاً في سياق الدراما، نفهم أن الانقلاب الحاصل في
المشهد العام يتسرّب إلى المشهد الخاص عبر تفاصيل صغرى، كلحظة اكتشاف "نهى"
رفضها فكرة الزواج برمّتها. عند الآخرين، تتجسّد مفاعيل الحرب في أشكال
أخرى: عنفية في حالة "كوليت" و"عساف" (بديع أبو شقرا)، استسلامية في حالة
"جوزيف"، رجعية شرسة عند "ليلى"... وحدها "نهى" تعلن تحوّلها بشكله الصريح
والواضح. وعلى الرغم من أن تحولها ذاك لا يعني أحداً سواها ولا يورّط أحداً
سواها، تنتج عنه مأساة، فيما تبقى تحوّلات الآخرين مستترة إنما مجازة في
العمق. إنها المساحة الفاصلة بين من قرّر أن يبقى فرداً وبين من التحق
بالكيان الجمعي، أكان الأخير عائلة أم حزباً أم طائفة.
منذ اللحظة التي تقرر "نهى" فيها التمرّد على النسق العائلي والاجتماعي من
خلال إخلالها بوعد الزواج الذي يُعد في العرف الاجتماعي مبرماً كالعقد
الفعلي نفسه، يبدأ هواء الفيلم بالانحباس. تنسحب المشاهد بعد ذلك من
المساحات الخارجية المفتوحة ومن ضوء النهار إلى الأماكن المغلقة الخانقة
وعتمة الليل. وتكتسب الصورة (بإدارة موريال أبو الروس) قواماً خشناً تفضح
التفاصيل. يصل الفيلم ذروته مع مشهده الرئيسي في منزل "عساف" الذي يضم في
أمسية ذلك الأحد نفسه "نهى" و"ليلى" والأم (هند طاهر) إلى العريس (نزيه
يوسف) وشقيقه (نصري الصايغ) وخطيبة الأخير والأم. في صالون المنزل بأثاثه
السبعيني الطراز، تقوم المحاولة الأخيرة في ادعاء أن الهوة التي تفصل بين
مسار البلد ومسار أشخاصه إنما يمكن تجاهلها باستكمال الطقوس الحياتية
والاجتماعية المعتادة. "نهى" المنفضة أصلاً عن ذلك الجمع هي عين المتفرّج
على المشهد. تلتقط التوتّر والعنف والعنصرية والتزلّف من خلال انكماشها في
مقعدها واختناقها بكثرة الكلام من حولها. لحظة تنفيس قصيرة تلتقطها، كما
المشاهد، بانسحابها من الجلسة. ولكن ذلك لا يمنع تراكم التوتّر بل ربما
يزيد من حدّته. تعود إلى المسرح عينه (غرفة الجلوس) بهوائه المكتوم إيذاناً
بدنو الانفجار. يدوّي الأخير، مخلّفاً الحقد والأذى والجرح. تنسحب "نهى" من
بيت أخيها مطرودة، تجرجر نفسها بينما الكاميرا تصوّرها من الخلف للمرة
الثانية (الأولى عندما تغادر المكان الذي التقت فيه "جوزيف") مركّزة هذه
المرة على خطاها المتهالكة إلى مأساة جديدة، ستكون نتيجة العنف الخارجي هذه
المرة.
بعد ذينك "الإنفجارين" المجازيين، لا بد لمكانيهما من أن يذويا أو أن تمحى
على الأقل ملامحهما. "نهى" ضحية الانفجارين الأساسية بما يؤشّر إلى عنف
يتوالد وجراح تتأصل لتخلف ندوباً أبدية. لا يبقى أمامها سوى مكانين: سواد
الموت وبياض الفراغ. ولكنّ الأخير، بقدر ما قد يعني انعتاقاً وولادة جديدة،
لا يفقد الصلة بالماضي الأليم. في مساحة بين الإثنين، تبقى "نهى" معلّقة،
ذهنياً وروحياً.
تتكامل عناصر "رصاصة طايشة" بين المناخ والتكثيف الدرامي والحوار وأداء
الممثلين. مع تقدّم السرد، يحتل الصمت مساحة الكلام الأولى وتشتد حدة
الأداء التمثيلي وجوانيته وانفعالاته المكتومة بتلوينات متعددة تناسب
الشخصية والمساحة المخصّصة لها. فبينما تعبر شخصية "عساف" في غضون مشهد
واحد من الكبت إلى التفجّر، تحافظ "ليلى" على "سوية" درامية تتناسب مع
تكوينها الإنطوائي وعثورها على متنفّس من خلال الإنغماس أكثر في الممارسات
التي ألحقت الظلم بها. أما "نهى" فتملك مساحة الفيلم برمتها لتعبر من عالم
إلى آخر. ولكن اللافت أن تأثير تلك الشخصيات لا يختلف كثيراً باختلاف مساحة
ظهورها والفضل في ذلك يعود إلى قدرات الممثلين لا سيما لبكي وشمعون وأبو
شقرا وإدارة هاشم للممثّل كحجر أساس في هذا النوع من الأفلام.
"الحياة خلال يوم" فيلم جماعي يروي حياة يوم على الأرض
عندما أطلق موقع "يوتيوب" نداءه المفتوح إلى كافة مستخدميه لتوثيق الحياة
على الأرض خلال يوم واحد هو 24 تموز/ يوليو، لبى النداء آلاف المخرجين
المحترفين والهواة من حول العالم. أثمرت العملية أكثر من ثمانين ألف قصاصة
فيديو، تربو على 4،500 ساعة مصوّرة من 192 بلداً. تلقّف المادة ريدلي سكوت
وكيفن ماكدونالد، الأول كمنتج والثاني كمخرج، وولّفها جو ووكر في فيلم من
90 دقيقة في عنوان "الحياة خلال يوم"
Life in a Day،
قدم في عرضه الأول أمس ضمن مهرجان صندانس السينمائي ويُطلق اليوم على موقع
"يوتيوب". وعلى هامش انعقاد المهرجان، وقّعت "ناشونال جيوغرافيك فيلمز"
عقداً مع صناع الفيلم اشترت بموجبه حقوق توزيعه في الصالات الأميركية حيث
ستبدأ عروضه يوم 24 تموز/ يوليو 2011، أي بعد مرور سنة تماماً على تصويره.
لم يملك فريق العمل سوى أشهر قليلة لإنهاء مهمّته الكبرى، ما استدعى قيام
"غرفة عمليات" من أربعة وعشرين باحثاً، معظمهم مخرجون محترفون أو آتون من
خلفية في العمل الدرامي والوثائقي. تركّزت مهمة الفريق على فرز مادة
الفيديو المهولة وتقليصها إلى مئتي ساعة من أصل 5 آلاف ساعة. من هناك،
تسلّم ماكدونالد (مخرج "آخر ملوك اسكتلندا"
The Last King Of Scotland)
وفريقه دفّة العمل للخروج بالفيلم النهائي الذي يتضمّن نحو ست وعشرين
مشاركة لأشخاص تلحظهم عناوين الفيلم كـ"مخرجين مشاركين". الجدير بالذكر أنه
من بين هؤلاء، ثلاث مشاركات من المنطقة: مصر (كريستينا بوتشيلياني وأيمن
السيد حسن)، أفغانستان (مسعود حسيني) والإمارات العربية المتحدة - دبي (هارفي
غلين).
لا شك في أن فكرة المشروع مبتكرة، ولكن انطلاقها من منصّة "يوتيوب" تحديداً
أسهمت في بداية الأمر في التخفيف من أهميتها نظراً إلى أن هذا الموقع
يستقبل في الدقيقة الواحدة أكثر من 35 ساعة فيديو، يقوم المستخدمون
بتحميلها، من دون شرط أو معيار. لذلك يبقى سؤال كيفية تصنيف هذه المواد
شائكاً ويقود إلى سؤال آخر: لماذا لم يلجأ اصحاب المشروع، اي فيلم "الحياة
خلال يوم"، إلى استخدام المواد الجمة المتوفرة أصلاً على "يوتيوب" لصنع
فيلم؟ بعيداً من أن الفكرة تتركز حول تصوير يوم معيّن، أراد سكوت
وماكدونالد من خلال هذا المشروع "استفزاز" طاقات فردية أخرى غير شريحة
الشباب والمراهقين في الغرب تحديداً المدمنة على الإنترنت والتصوير
والتحميل. أرادا للفيلم أن يمثّل العالم بحق. هكذا اشتريا أكثر من 400
كاميرا رقمية صغيرة وقاما بإرسالها إلى مناطق نائية في إفريقيا وآسيا
وأميركا الجنوبية. إلى ذلك يعزو ماكدونالد وجود كم من الصور غير العادية
وغير المستهلكة.
يبقى التساؤل الأكبر لدى متابع الحكاية، الذي شكّل بدوره التحدي الأكبر
لفريق العمل، كيفية توليف فيلم من هذا النوع. فالأكيد أن لا شيء يجمع بين
مقاطع الفيديو تلك إلا أنها صورت خلال يوم واحد. بالنسبة إلى ماكدونالد،
كان ذلك كافياً: "كان القمر بدراً في ذلك اليوم. المشاهد الافتتاحية تبيّن
القمر في بلدان مختلفة: مالاوي، جنوب إفريقيا، أوستراليا... هكذا تزرع منذ
البداية فكرة أنه العالم كله في نفس الوقت". ويتابع ماكدونالد قائلاً في
وصف الفيلم: "أردّد طوال الوقت أنه أشبه بحكاية شخص واحد. في كل مرة نقطع
إلى حكاية جديدة، يكون الأمر أشبه بحملنا روح ذلك الشخص معنا فيما نترك
جسده. إنها حكاية العالم في شخص واحد تتبدّل هيئته باستمرار".
يقول ماكدونالد إن بعض المواد المصوّرة صادمة مثل فيديو يظهر موت 19 شخصاً
وجرح أكثر من ثلاثمئة خلال حفلة "لوف بارايد" لموسيقى التكنو في ألمانيا.
في الشريط المولّف أيضاً عدد من لحظات الولادة لأطفال وحيوانات وأخرى مؤثرة
كشاب مثلي يصرخ بجدته عبر الهاتف "هذا ليس مرضاً، جدتي!" وآخر تنتابه لحظة
عاطفية حين يسأل عمن يحب فيقول قطته. راقصو راب وشعراء يسألون عن معنى أن
تكون إنساناً ورجل يرد: "هل تدرك حجم القوة التي يتطلبها التمرّد؟"
على الرغم من ذلك، يصر المخرج على أن الفيلم متفائلاً يبرهن عن روعة
الحياة. في غياب أي شريط سردي، لا يحاول الفيلم نسج حكاية من خارج عوالمه،
ولكن أسئلة تتقاطع بين مقاطع الفيديو حول الموت والخوف والحب. وإذ تتشابه
الإجابات أحياناً، تخرج فتاة صغيرة لتقول "أخاف أن أكبر".
"الحياة خلال يوم" تجربة فريدة، قد تكون الأولى قياساً على حجمها. ولكننا
نجد صدى فكرته في عمل سينمائي كلاسيكي هو "رجل مع كاميرا سينمائية"
Man with a Movie Camera (1929) لدزيغا فيرتوف الذي كان من أوائل الأفلام
الوثائقية الصامتة التجريبية في تاريخ السينما، مصوّراً يوماً في حياة
الاتحاد السوفياتي، من الفجر وحتى منتصف الليل. على غرار "الحياة خلال
يوم"، قام شخص آخر بالتوليف هي زوجته سفيلوفا. ولكن في حين كان هدف فيرتوف
كسر الطابع السردي للأفلام السينمائية، تتخذ تجربة ماكدونالد منحىً
إنسانياً، يهدف إلى التعبير عن وحدة حال. على الرغم من ذلك، تتشارك
التجربتان على أرضية إعلانهما قدرة السينما على الذهاب إلى أماكن غير
مكتشفة، وفي حالة "الحياة خلال يوم"، لا ينفصل هذا الإعلان عن التطوّر
التقني الذي يسمح لتجربة من هذا النوع أن تولد وربما أن تتوالد، إذ كثيرون
لا يستبعدون أن تستمر هذه التجربة في أشكال وأنماط مختلفة.
المستقبل اللبنانية في
28/01/2011
فيلم أميركي مقتبس عن رواية "زبيبة والملك" لصدام حسين
تنتج "شركة بارامونت" فيلماً سينمائياً عن رواية "زبيبة والملك" التي يعتقد
أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ألّفها، وسيقوم الممثل الكوميدي
البريطاني ساشا بارون كوهين بدور البطولة في هذا الفيلم الذي تعده هوليوود.
تدور أحداث الرواية حول زعيم عراقي يقع في حب فتاة فلاحة وبسيطة. لكن
هوليوود قدرت أن يتم تغيير عنوان الفيلم ليصير "الديكتاتور" وسيكون الإخراج
للكاتب والمخرج الأميركي لاري تشارلس. وكان الكتاب "زبيبة والملك" قد نُشر
عام 2000 مع إغفال لاسم كاتبه وقد ذكر على صفحاته الأولى إشارة الى ان ريعه
سيذهب الى الفقراء والأيتام والمحتاجين.
وثمة من سرّب معلومات في مرحلة نشر الرواية على أنها ليست من تأليف صدام
حسين بل هي من أعمال لجنة قامت بإعدادها وقد أشرف عليها أحد الكتّاب
المعروفين من دون أن يذكر اسمه.
وذكرت بعض الصحف الأميركية أخيراً أن "وكالة المخابرات المركزية الأميركية"
توصلت الى أن الذي أنجزها في نهاية المطاف "كاتب شبح" كان صدام يملي عليه
ومن ثم يراجع ما كتبه هذا الأخير. ويروي الكتاب قصة حب عذرية بين ملك في
العصر الوسيط وفلاحة تدعى زبيبة وتعيش مع زوجها القاسي حياة حزينة. لكن
الرواية تخفي وراء وجهتها الواقعية والفولكلورية البسيطة بعض المعاني
الأخرى. ويرى بعض المحللين أن صدام أراد بها ترميز وضع العراق بعد حرب
الكويت عام 1991 حيث يمثل الملك صدام وزبيبة الشعب العراقي، وزوجها فهو
يجسد القوات الأميركية بقسوتها وشرورها.
وتبلغ الرواية ذروتها حين تتعرض زبيبة للاغتصاب من قبل مجهول ثم يتضح الأمر
بأنه زوجها. وتصرح البطلة في الرواية بعد ما تعرضت له "ان الاغتصاب أبشع
جريمة، سواء أكان رجلاً يغتصب امرأة أو جيوشاً غازية تغتصب وطناً...".
وتموت زبيبة ميتة مأسوية في 17 كانون الثاني وتحديداً يوم بدأ القصف
الأميركي على بغداد مع انطلاق عملية "عاصفة الصحراء".
وكانت الرواية قد تحولت منذ أعوام الى عمل استعراضي موسيقي في العراق ومن
ثم الى مسلسل تلفزيوني من 20 حلقة بموافقة من صدام. أما الفيلم السينمائي
الهوليوودي "الدكتاتور" المتوقع فسيبدأ تصويره هذا العام ليعرض على الجمهور
في الصالات في أيار 2012.
يُذكر أن لصدام حسين مؤلفات أخرى وهي: "أخرج منها أيها الملعون"، والكتاب
أنهاه عشية الحرب الأميركية على بغداد، وطبع في الأردن ثم مُنع نشرة.
كذلك له: "رجال ومدينة" و"القلعة الحصينة" وكل هذه المؤلفات مشكوك بأمرها
وتشير أبحاث كثيرة الى أن صدام ليس الكاتب الحقيقي لها.
المستقبل اللبنانية في
28/01/2011
«الناس
تنتحر..
والاعتقالات بالمئات.. ويجب أن يكون لنا موقف»
خالد الصاوي يدعو
الفنانين لوقفة احتجاجية والنقيب يعترض
محمد
حسن/ القاهرة
:
دعا
الفنان خالد الصاوي عدداً كبيراً من الفنانين للمشاركة في وقفة احتجاجية في
نادي
نقابة الممثلين في السادسة مساء أمس. ما أثار حفيظة نقابة
الممثلين بسبب عدم وجود
تنسيق رسمي معها في هذا المجال.
وفيما أبدى نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي
لـ«السفير» استياءه الشديد بسبب عدم التنسيق مع النقابة، أكد خالد الصاوي
أن الوضع
في غاية الخطورة، ولا يحتمل المرور عبر الإجراءات الإدارية، علماً أنني
اتصلت
بالنقيب للتنسيق معه ولم يرد».
وقال النقيب زكي: «ألوم خالد الصاوي لوماً
شديداً، لأنه بهذا التصرف يضعنا في موقف حرج. فما أدراني بما سيحدث؟ قد
يندسّ
مخرّبون في تلك التظاهرة. أو يندسّ «بلطجية» من العمرانية والشوارع
المجاورة لنادي
النقابة. ثم أن الوقفة بهذا الشكل لن يكون لها برنامج محدد، فلا أعرف من
سيتكلم،
وما هي المطالب التي سيتمّ الإعلان عنها. وقد يحدث خلاف بين
الفنانين، إذا قال
أحدهم «يسقط حسني مبارك»، وقال آخر «يعيش حسني مبارك».
وأضاف: «نحن كفنانين
مصريين، لا نمانع أبداً من القيام بوقفات احتجاجية للوقوف الى جانب شباب
مصر،
ومطالبهم المشروعه جداً، من القضاء على البطالة وتحسين خدمات
التعليم والصحة وخفض
الأسعار. ولكن يجب أن نعلن موقفنا بشكل منظم ومتحضر، وليس بشكل فوضوي، من
أجل
الحفاظ على صورتنا أمام العالم».
ورداً على سؤال قال: «رغم استيائي الشديد من
تصرفات خالد الصاوي الذي لم يتصل بي سوى مرة واحدة، ولم أرد عليه بسبب
انشغالي، الا
أنني مضطر للحضور وتشكيل ورشة عمل مع الناس، قبل بدء التظاهرة لإنقاذ ما
يمكن
إنقاذه».
أما الفنان خالد الصاوي فاعتبر في حديثه لـ«السفير» أن «الموقف الرهن
أكبر من أي تنسيق. فالناس تنتحر حرقاً وشنقاً، والاعتقالات
بالمئات، ويقع قتلى بين
المتظاهرين، والسويس تحت الحصار، وفي خضم كل ذلك، لا ينبغي أن نطالب بعضنا
البعض
بالالتزام بالإجراءات الإدارية والتنسيق. أنا لا أنظم مظاهرة لإقلاق الأمن،
بل أعقد
ما يشبه الاجتماع بين الفنانين في بيتنا النقابي (نادي نقابة الممثلين) من
أجل أن
نسمع بعضنا، ونخرج بمطالب الشباب، بعد أن تتم بلورتها بشكل
عملي، من أجل القيام
بشيء مفيد لهذا البلد».
أضاف: «اضطررت لتجاوز الإجراءات الإدارية في التنسيق مع
النقابة، لأن الوقت لا يسمح لنا بذلك، علماً أنني اتصلت بالنقيب ولم يرد.
لذا أول
ما سنفعله في وقفتنا هو الاعتذار رسمياً لمجلس النقابة لعدم التنسيق معه».
ورداً على سؤال يقول الصاوي: «وجهت الدعوة لمعظم الفنانين، عبر الهاتف،
والرسائل الخلوية والبريد الإلكتروني. وسنستمع وجهات نظر
بعضنا، للخروج بتوصيات
نرفعها بالطرق الشرعية لمن يهمه الأمر. وإن لم يكن لنا كفنانين موقف محدد
من
الأزمات سنسقط من أعين الناس».
ويلفت الصاوي الى أن المطالب ستتضمن فك الحصار
عن مدينة السويس، والإفراج عن المعتقلين، وبلورة المطالب الشرعية للشباب في
الحصول
على فرصة عمل، وخفض الأسعار من أجل حياة كريمة».
ويؤكد أن وقفته الاحتجاجية «لا
تعنيها مسألة التوريث، بل إنها تركز على مطالب الحياة الكريمة وهي الخبز
والحرية
والكرامة».
وعن الفوضى التي تحدث في التظاهرات يقول: «لا ألوم الشباب لأنهم
معذورون ويريدون من يسمعهم ويوفر لهم فرص عمل. بل ألوم الكبار
والمسؤولين الذين لا
يستمعون اليهم».
وأضاف: «نحن كشعب لسنا أقل من الشعب الفرنسي أو الشعب
الإنكليزي. فلماذا هم ينعمون بحرية التعبير عن مطالبهم، ونحن يتم التشويش
على وسائل
اتصالاتنا كي لا تُسمع أصواتنا؟!
السفير اللبنانية في
28/01/2011
"الحب والطاعون" يؤسس لسينما جزائرية جديدة
كامل الشيرازي
يشكّل الفيلم الجزائري الجديد "الحب والطاعون" لمخرجه الشاب "صالح بوفلاح"
شهادة ميلاد لسينما جزائرية جديدة مختلفة ومتمردة على السائد والمتوارث،
ويبشّر العمل الذي اعتمد على طاقم شباني ديناميكي بانطلاقة متجددة للفن
السابع في بلد لطالما عانى من التهجين والتشويه والتنميطات الجاهزة.
الجزائر: يحكي "الحب والطاعون" (90 دقيقة – إنتاج 2010) وهو فيلم من نوع
الدراما الاجتماعية، فصلا مؤسيا عن تجارة المخدرات في الجزائر، وما تقترفه
عصابة "سي العربي" التي تعيث فسادا من خلال إغراقها السوق المحلية بالسموم
البيضاء وفتكها بكل من يعترض خططها الماكرة، ووسط هذا الجو نتعرف إلى رشيد
بائع الصحف وصديقه سفيان وهما شابان مُعدمان، يقيمان في قبو صغير مجرّد من
أسباب الحياة.
ويتحول بائع الصحف وصديقه فجأة إلى ثريين إثر عثورهما فجأة على حقيبة
مملوءة بالنقود حصلا عليها بالخطأ إثر مطاردة أفراد عصابة "سي العربي" لأحد
المصورين الذي رصد من حيث لا يدري تفاصيل جريمة ارتكبتها تلك العصابة وسط
إحدى البراري، ويتوصلّ رشيد وسفيان إلى أنّ الحقيبة تحتوي على شريط فيديو
مثير يظهر سي العربي وهو يرتكب إحدى جرائمه بعد إتمام صفقة مخدرات.
وفيما انقلب وضع رشيد وسفيان رأسا على عقب بعد تجادلهما بشأن حتمية تسليم
الحقيبة المشبوهة إلى الأمن، تتحرك عصابة سي العربي في كل الاتجاهات
لاسترجاع ذاك الشريط وما يتصل به من نقود، ويهدد رجال سي العربي كل من رشيد
وسفيان بالقتل، إن لم يسلما الشريط/القنبلة.
وفي حين تسعى الشرطة لفك خيوط القضية، يتعرف رشيد على أسماء وتنمو بينهما
علاقة حب، بيد أنّها سرعان ما تنهار إثر اكتشاف رشيد أنّ حبيبته ليست سوى
بنت سي العربي، ويدخل في صراع مرير بين صوت العقل والعاطفة، بيد أنّه لا
ينقاد إلى مشاعره ويسلم الأمن المحلي شريطا مسجّلا يدين جريمة سي العربي.
وينتهي الفيلم بمحاولة زعيم العصابة تصفية رشيد، إلاّ أنّ عناصر الشرطة
ينقذونه في الوقت المناسب ويقضون على العصابة بكاملها، بينما يمسك رشيد بيد
أسماء ويمضي في إحالة على انتصار قيمة الحب السامية على طاعون المخدرات
الداهم.
اللافت في العمل، هي إجادة المخرج الصاعد "صالح بوفلاح" في إبداع لوحة
سينمائية رائقة جماليا وبإمكانات مادية متواضعة، كان النقاد يعددون جملة
من النقائص كعدم تكثيف المخرج للصراع، واشتغاله المتسرع على بعض المواقف
الدرامية ما جعل سيرورة بعض مشاهد الفيلم غير مبررة وخطه الفعلي مفكّك
أحيانا، فإنّ حداثة أعمال المخرج وطاقمه، تدفع إلى الاستبشار بإمكانية
تحقيق إحرازات أكثر نضجا مستقبلا، مع اكتساب ممثلين واعدين للتجربة على
غرار: محمد خياري، منور بلال، آمال بن عمرة، يونس أبعزيز، محمد سليماني،
إبراهيم حسين وغيرهم.
وفي تصريحات خاصة بـ"إيلاف"، قال مدير الإنتاج "الهادي قشطولي" والمخرج
"صالح بوفلاح" أنّ إنتاج الفيلم يعدّ في حد ذاته إنجازا، بحكم أنّ طاقم
العمل افتقدوا لأي دعم مالي، وضحوا في سبيل أن يرى هذا الفيلم النور، لكن
هذا النقص كان حافزا مضاعفا لبوفلاح الذي سبق له إخراج الفيلم القصير
"الطريق إلى المجهول"، انعكس إيجابا على حركة الكاميرا وأداءات الممثلين
والجو العام لفيلم جرى تصويره في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية.
إيلاف في
28/01/2011 |