رجل في الثمانين من عمره، يهرول بين أزقة دمشق القديمة، و يشير إلى
الخراب الذي ألحقته الترميمات بزوايا وحارات تشكّل تاريخه وذاكرته. وحين
يصل هذا المسن إلى غرفته يُفاجئ الجمهور بعامودين منتصبين وسط غرفته
تماماً، لحماية السقف من الهبوط... هذا المشهد يُشكّل نهاية فيلم «سقف دمشق
وحكايات الجنّة» للمخرجة السورية سؤدد كعدان، الذي حصد أخيرا الجائزة
الثانية للمهر الذهبي في مهرجان دبي السينمائي.
تدور أحداث الفيلم في دمشق القديمة، حيث الحكايات الساحرة و القصص
الخرافية التي يعتقد بها معظم سكان هذه المدينة، ليأتي إفراغا لذاكرة
المخرجة، التي استخدمت الرسوم المتحركة لإضفاء الطابع الخرافي على الفيلم،
كمغامرة تحمل من الصعوبة ما لا يمكن أن يزول بسبب المعلومات الكثيرة
القادمة من متعة البحث.
·
لكن، ما الذي دفع كعدان الى خوض
هذه المغامرة؟
تُجيب: كنت أحاول جمع حكايات و أساطير المدينة في كتاب. لكن عندما
اختفى سقف سوق مدحت باشا القديم، شعرت أن عليّ جمع هذه الحكايات في فيلم
وثائقي، يحتفظ بما تبقى من أمكنة قبل أن تتلاشى. أردت أن أنقل عبر الصورة
السينمائية واقع المكان، وأعبّر عن أساطيرها عبر حكايات رسمتها بالألوان
المائية الفنانة نادين كعدان. وأردت تحويل الفيلم الوثائقي إلى نوع جديد من
كتب الحكايات الخيالية المعاصرة... أردته نافذة إلى حكايات الجنة التي لا
تنتهي.
·
في محاولة توثيق من هذا النوع،
لماذا استخدمتِ الرسوم المتحركة لإكمال الأجزاء المفقودة من الأماكن، أم
لتوضيح القصص الخرافية، ما المبرر الموضوعي لاستخدام هذه الرسوم؟
دمشق ليست أسطورة بالنسبة لي؛ هي مدينة حية تمتلك أساطيرها، مثل أية
مدينة أخرى. لكن بما أنها تدفن سبعة مدن تحت شوارعها، فلا يمكن أن نقاربها
ببساطة... حاولت في هذا الفيلم المزج بين التحريك و الوثائقي، للعب بين
مستويات المدينة المتخيلة و الواقعية، وبين أوهامها و قضاياها ما بين
الجنون و الشجن. وحاولت مع مدير التصوير كريم غريب أن ننقل صور بيوت الشام
بأجمل هيئة ، وكنا نحاول أيضاً أن نلتقط مشاهد عن تردي وضع أحيائها: مع
مشكلة المجاري، و القاذورات، و التلوث. أردت أن أنقل صورة ذاتية للمدينة،
كما يراها سكانها، كما ضخم الحنين من شكلها. صورة ذاتية، تأخذ منحى
سرياليا، كوميديا مع الرسوم المتحركة، و كأنها تخرب كل ما كنت أحاول أن
أبنيه سابقاً أثناء التصوير.
·
تكاد تنعدم المؤثرات الصوتية في
الفيلم، هل هو اختيار تقني، أم أن المؤثرات البصرية شغلت حيزاً أكبر في
العمل؟
عندما ينسى نهائياً المتفرج أن هناك عملاً كبيراً على الشريط الصوتي
للفيلم، عندها نكون قد نجحنا في عملنا. لذلك حاولت أن أجعل المؤثرات
الصوتية جزءا أساسيا من بنية الفيلم، حتى تكاد تشعر أنها جزء من المكان.
هناك بعض الأصوات قد تم تسجيلها في الاستوديو. و من ثم تم إضافتها في
الفيلم لتشكل مفتاحا للعودة إلى الماضي: صوت مفاتيح- صوت خطوات- صوت أبواب
تغلق -صوت رش الزهور الاصطناعية بالمياه، صوت تكنيس الشارع، صوت تنهد و
تعب... و هناك أصوات تتكرر في الفيلم، فتشكل تيمة صوتية ذات وظيفة درامية:
صوت ضربات المطرقة و الترميم، يبدأ منذ أول مشهد في الفيلم، مع أنها لا
تظهر بصرياً إلا في آخر حكاية. أما عندما يكون المشهد عبارة عن رسوم
متحركة، فقد اخترت ألا تكون هناك أية مؤثرات واقعية، بل أن ترافقها
الموسيقى فقط. لأننا في الحلم لا نسمع الأصوات إلا بشكل ذاتي انتقائي. وقد
حاولت مع المؤلف الموسيقي ناريك عباجيان، أن تكون الموسيقى بسيطة، طفولية و
أن تعتمد على آلة واحدة فقط : البيانو، لكي تشبه علب الموسيقى ذات الزنبرك،
التي يحب أن يفتحها الأطفال. فقط في مشهد السمكة، تتدخل عدة آلات موسيقية،
و تتحول الموسيقى إلى جاز، و تتحول إلى نوع من اللعب والفرح. فحكاية السمكة
الطائرة، تكسر كل قوانين مشابهة الواقع.
·
بين إيقاع الحلم و إيقاع الحياة
اليومية يتراوح إيقاع الفيلم، لماذا لا يوجد له إيقاع ثابت؟
تخنقني البنية المحكمة المغلقة، و لا أستطيع تحمل الإيقاع الدرامي
المقسم إلى خمسة فصول كلاسيكية و ذروة. و على الرغم من أنني أحاول عند
مرحلة الإعداد أن أصوغ الفيلم ببنية محكمة، و لكنني أتعمد كسر بنية فيلمي و
أمازحها، أثناء التصوير و المونتاج. بالنسبة إلي الحياة أكبر من بنية
درامية. لذلك أحاول أن تتنفس البنية في فيلمي. فأضحك و أشرد قليلاً و أغوص
في موضوع يؤلمني، ومن ثم أعود إلى سير الحكاية. أحاول دائماً أن يشبه إيقاع
فيلمي إيقاعا حديثا يوميا بسيطا بين صديقين يعرفان بعضهما منذ مدة.
·
و ما علاقة الأسطورة بالواقع
(دمشق سابقاً و الآن) في فيلمك، كيف تجدين دمشق المحدثة بعد التعديلات و
الترميمات ؟
ترافق كل مدينة حكايات و أساطير تعبر عن الذاكرة الجمعية لسكانها
المعاصرين، و أرواح من سكنوها. و تعبر المدينة القديمة عن هذا التاريخ، عبر
اختلاف أشكال و أحجام الحجارة في سورها القديم. مشكلتي مع دمشق المحدثة
بأنها لا تمتلك مفهوم العمارة الحديثة الذي يمزج بين البحث عن هوية المدينة
و الرغبة بتنظيمها. و هذا مفهوم، بما أن معضلة البحث عن مكان للسكن، البحث
عن الخبز اليومي، أكبر من علاقة الإنسان مع المكان. لكنني أحزن عندما يحوّل
ما تبقى من أماكن أثرية، إلى أماكن فلكلورية. هناك نوع من العجلة و التسرع
في مفهوم الترميم لا يناسب إيقاع تاريخ المدينة.
·
من المعروف أن المخرجين العاملين
مع شركات الإنتاج التلفزيوني يخضعون لقوانين إنتاجية، هل تعتقدين أنك
استطعت اختراق هذه القوانين؟
هناك قيود و قوانين أينما ذهبنا و في كل ما نقوم به. يتطلب الخروج
منها القليل من الجرأة و الكثير من العند و الكثير الكثير من الرغبة باللعب
و الاستمتاع بما نقوم به. عندما أبدأ فيلماً أعرف أنني كمخرجة مستقلة لا
أتبع الكثير من القواعد الإنتاجية، و الإخراجية. بل أحاول جهدي أن أوصل ما
أحب قوله مع الشخصيات و فريق العمل. لكل منا حكايات و أحلام يرغب بأن
يوصلها في أفلامه، و طريقته الخاصة بإيصالها. و الأفكار الجديدة مع القليل
من الصبر، تجد في النهاية مكاناً لها في التلفاز.
·
في بلاد تكاد تنعدم فيها مساحات
الحرية، ما المصاعب التي تواجه مخرج الأفلام الوثائقية، وخصوصاً صنع فيلم
عن تشويه مدينة دمشق؟
ليس من السهل أن تخوض تجربة الوثائقي في مجتمعاتنا. منذ لحظة البحث عن
شخصيات إلى لحظة عرض الفيلم ما أن يجهز. معظم الأبواب تغلق في وجهه،
فالبيوت تخاف على خصوصياتها. بالإضافة إلى صعوبة البحث عن أماكن عرض للفيلم
و تمويله، و تجاوز أمور الرقابة العامة.
لكن متعة الخوض في الوثائقي تنسي المخرج كل هذه الخطوط الحمر. متعة
البحث عن أجوبة، واكتشاف الآخر و إلقاء الضوء على أمكنة نسيها الزمن. هناك
شيء غير متوقع أشبه بالتشويق أثناء التصوير، يفاجئك، يضحكك و يبكيك أحياناً
. و أخيراً يجعلك الوثائقي أكثر تواضعاً لأنك تعلم أنك تدخل تجربة الفيلم،
و أنت لا تملك كل الأجوبة، و لا تستطيع مهما حاولت أن ترسم مسبقاً مسار
اليوم. و أن الفيلم في النهاية لا يخصك وحدك فقط، لأنه يحمل معه حكايات كل
الناس التي مرت في الفيلم .
البيان الإماراتية في
08/01/2011
فيلم الأخوين كوين
«عزم
حقيقي»
تصحيح كذبة الأبيض
الخالد
زياد
الخزاعي
السينما تكذب أحياناً.
تُغيِّر وجهات التاريخ، وترمِّز أبطالا فارغين، وتحنو على مجرمين محوّلة
إياهم إلى
ضحايا غدر وملامة. هوليوود بارعة في التزوير. تحكي الحكايات من أبواب
التبرير،
عندما تمسّ مجازر روّاد الاستعمار الأوروبي إلى أراضي السكّان
الأصليين، الذين
لُقِّبوا عنوة باسم «هنود حمر». كان المتحضر يبيدهم لأنهم نجاسة أرضية
وتوحّش آدمي.
الهدف مرسوم من أجل «تحرير» الفيافي باسم
الصليب. تأسيس دولة التكليف الرباني
للديموقراطية الوافدة من القارة العجوزة، وتشكيل مجتمع فتي وديناميكي،
أنيطت به «الحكمة والعدل» (بحسب متن الدستور)
والبادرة والواجب السماوي لتعميم نظام «صون
الحقوق والحريات».
هوس الكلمات
القيادي جيمس مايسون، أحد مندوبي «المؤتمر
الدستوري» في العام 1787، معنيٌّ إلى حدّ الهوس بهذه الكلمات.
وضع خياله وقوّته
الحزبية من أجل ضمانها «الرأس الأبيض» أولاً، قبل أن يرفض الفرجيني جورج
ماسون
التوقيع على الدستور، ساعياً إلى فرض خمسة عشر تعديلاً سُمّيت بـ«وثيقة
الحقوق»،
تضمن الحريات الأساسية لجميع المواطنين من دون استثناء.
هوليوود، التي جاءت متأخّرة
ومتمتّعة بدعم سياسي، احتفلت برمز الاتحاد مرّات كثيرة، وغالباً ما لفقت في
أفلامها
سِيَر موقّعيه. هم أبطال وصناديد. أشخاص تاريخيون خالدون، لكنهم جميعاً
بيض. لون
المستعمِر السائد، الذي أوجد لعبة سياسية بلبوس عسكري في غارات
الإبادة، ولاحقاً
الرقّ وعبيده قبل التعديل الثالث عشر، الذي ألغاه نهائيا منذ العام 1865.
السياسيون
فلحوا في رسم أمة بلا آثام، بيد أن الشارع الأميركي ما زال يغلّ في لعبة
العنصرية.
وهوليوود مارت الأمزجة، تارة كتوثيق ذي بصيرة كما جاء على يدي أبي السينما
الأميركية دي. أو. غريفيث، وبالذات في «مولد أمّة» (1915)؛ وأخرى كوسخ
عنصري
سينمائي على غرار «آلامو» (1960) لماريون ميتشل موريسون،
المعروف عالمياً باسمه
الرنّان: جون واين. إن صنعة بيفيرلي هيلز تماشت في تكريسها النوع السينمائي
المعروف
بـ«وسترن» (سينما رعاة البقر)، مع قرار سياسي ضمني: تكذيب التاريخ، حيث ان
الأرض
للوافد النبيه والمُصان بأوراق الإنجيل، في مقابل الوحش شبه
العاري المشهور بجزّ
فروات الرؤوس.
ما الذي أبقته السينما للكائن البرّي؟ عطف التاريخ لأحفاده
القلائل، المعتقلين في مستعمرات بيئية، والذين أُرغموا على إدمان الويسكي
والمخدّرات والتسيّب والعطالة واللكنة الايرلندية الوافدة.
تزوير هوليوود «الهندي
الأحمر» لم يمنعها من الغلّ بشخصية الأبيض المدمِّر والمجرم والغدّار، الذي
صحّح
لاحقاً صيرورته الأدبية الكاتب الفذ كورماك مكارثي في «هاجِرَة الدم»
(1985)، حيث
تتحوّل وحشية الأبيض إلى عُصاب جماعي لا يفلت من عقاله الدموي
أي كائن. وهي الفكرة
نفسها، لكن على قدر عال من الرقّة والعفّة، التي أفلمها النمساوي فرد
زينمان في «عزّ الظهيرة» (1951)، من باب أن خيانة
الأبيض وجبنه ليسا عاراً أمام قوة الشكيمة
التي يحوّلها الماريشال ويل كين (غاري كوبر) إلى قانون أخلاقي،
يحافظ على التوازن
الاجتماعي للبلدة، ويصون كرامتها.
هذا التصحيحان، ضمن عناوين سينمائية أخرى
غلّبت بصيرتها السوسيولوجية في رصد الكيانات الاستعمارية
الوليدة، على غرار
اشتغالات جون فورد في «عناقيد الغضب» (1940) حول الفاقة الاقتصادية، و«حادث
أكس ـ
بو» (1943) لوليم أ. ويلمان حول مفهوم العدالة الشخصية، والنص الأخّاذ
«جشع» (1924)
لإريخ فون ستورهايم حول فساد النفوس؛ هذان
التصحيحان يجدان صداهما اليوم في جديد
صاحبي «فارغو» (1996) و«لا موطن للعجائز» (2007) الأخوين جويل
وإيثان كوين «عزم
حقيقي»، المقتبس عن نص روائي بالعنوان نفسه للكاتب تشارلز بورتيس، حيث
يقلبان
البطولة الفارغة التي زخم بها اقتباس المخرج هنري هاثاوي في العام 1969
لشخصية
الماريشال روستر كوغبيرن، لالباسها بفظاظة كوميدية على النجم
جون واين، الذي تهكّم
عندما حمل التمثال الذهبي «أوسكار» كأفضل ممثل عامذاك قائلا: «لو وضعت تلك
العصبة
السوداء على عينيّ 35 عاماً أبكر»، في إشارة إلى تأخّر حصوله على التكريم
الهوليوودي الأكبر. ويجيّران العلاقة الندية بين العجوز
السكّير والصبية ماتي (هيلي
ستنفيلد) الساعية إلى القصاص من قاتل والدها، كسيرورة لحصانة ذكورية
تتلـبّس أبوّة
ناقصة ولا شرعية. في نص بورتيس، تستكمل البطلة قانونها الشخصي، عندما تفشل
العدالة
الرسمية في إتمام العقوبة. وعندما تصرخ في وجه القاتل توم
تشيني (جوش برولين) «انتصب
واقفاً»، قبل أن ترديه برصاصتها الوحيدة، متجاوزة فشل رجل القانون الآخر
ليبـيف (مات دايــمون) في النيل منه، يكون الماريشال كوغـبيرن (أداء قدير
لجيف
بيردجيز) في مهمته الشخصية البديلة للانتقام من المجرم ند بيبر
(باري بيبر).
بطولات
ما الذي جرى للقانون في العام 1877، زمن أحداث الرواية ومسرحها؟ كان
ضحية العصيان والتحصّن بأرض لا تُقتَحم. كل الأنذال يهربون من العدالة
ليختبئوا في
الأحراش وجرود الجبال. إنهم خصوم الأمن الاجتماعي، والنجاسة
الشريرة. الربّ أباح
دماءهم، لأنهم استسهلوا إسالتها من دون ذمّة أخلاقية. الأخوان كوين وعيا أن
البطولة
ليست شخصانية بل ملك للطبيعة، وعليه نرى المواقع جبّارة الحضور بصُوَرها
الباهرة،
التي تعكس عظمة خالقها، ضاغطة بتأويلها الديني حيث القدر لا
تشكّله النفوس، بل منطق
البقاء المحصّن بالسلاح وناره القاتلة. من هنا، يفهم مُشاهد «عزم حقيقي»
لماذا أورد
الأخوان كوين الإشارة الإنجيلية في مفتتح فيلمهما، والقائلة «الشريرُ
يَهرُب وَ لا
طَارِد» (سفر الأمثال، 1.28). ذلك أن قيامة ماتي شرط عائلي،
لأن «الشرير تأخذه
آثامه وبحبال خطيئته يُمسك» (22.5). يُسمع صوتها وهي في أربعينياتها، تسرد
تفاصيل
الغدر وسطرا من رسالتها: «أماه، غداً سأباشر في المغامرة»، لأن تشيني يمكن
أن يفر،
فيما لن يكلِّف أحدٌ نفسه عناء مطاردته. لكن، «عليه أن يدفع
الثمن بشكل أو بآخر،
لأن لا شيء مجّانيا، ما عدا نِعَم الرَبّ»، بحسب خطبتها الأولى. هذا النفَس
الديني
واجبٌ، درامياً، لتحويل «جان دارك الريف الأميركي» إلى نورما ديزموند،
البطلة
المعاصرة في فيلم «سانسيت بوليفار» (1950) لبيلي وايلدر، التي
تتماهى بنجوميتها
الآفلة مع جريمتها التي ارتكبتها قبل يوم واحد. تتلبّس ماتي قوة شخصية
نورما
باستخدامها اللغة وحجّتها، قبل أن ترتكب هي «جريمتها» القانونية بقتل
تشيني. ولا
ريب في أن الأخوين كوين تنبّها بفطنة إلى فخامة الحوارات التي كتبها بورتيس،
المغلّفة بكَمّ متنوّع من الاستعارات الشكسبيرية.
ما يتفوه به الثلاثي ماتي ـ
كوغبيرن ـ لبييف مجموعة من التعابير التي لا تمتّ بصلة
لمحتدهم: هي ابنة راعي بقر،
الثاني تخلّى عن دراسته باكراً ليضع نجمة القانون على صدره ويطارد الخارجين
على
قانونه (في مشهد المسيرة الأولى، يُخبر كوغبيرن الصبية أن زوجته الثانية
أرادت
إغراءه بدراسة القانون)، بيد أنه أرفقها بزجاجات الويسكي
الرخيص، ليبقى ثَمِلاً
بقية حياته، قبل أن يتحوّل إلى ممثل في سيرك جوّال. بينما الثالث تكساسي
وضيع يقول
لهما: «أنا غير أليف مع نيران بهذا الحجم، إذا نستعمل ناراً أقلّ لتسخين
الفاصولياء». ولعل هنا مكمن الغرابة في تجسيد شخصيات بورتيس
بحسب رؤية الأخوين
كوين، إذ إنها تشكّل جماعة بشرية متنافرة، تجتمع على استخدامات لغوية أكبر
مقاماً
من طبقتها ولسانها، بالإضافة إلى أن بهاءها التراجيدي لا يتساير والجدب
الجغرافي
الصقيعي الذي يحيط بمسيرتها الطويلة. تأخذ ماتي، الشبيهة ببطلة
متسوّلة من العهد
القديم بحسب كلمات الناقد الأميركي ريتشارد كورليس، بثأر والدها، ويبقى
الدين
الأخلاقي بشأنها مرهوناً بالسكّير العجوز الذي عليه إنقاذ الصبية من سمّ
أفعى
المغارة، التي سقطت فيها إثر رجّة إطلاقها الرصاص. وحين يفلح
في إيصالها إلى أقرب
دار حضرية، يقول كلمته بإنهاك مفخم: «إني أشيخ»، إيذاناً بتصحيح الكذبة
السينمائية:
إن بطل الغرب الأميركي غير خالد وغير معصوم
من الإثم والموت، تماماً كما كانت عليه
حال الشاب لويلن موس بطل «لا موطن للعجائز»، الذي لم تنفعه
خبرة حربه في فيتنام من
تفادي اغتياله على أيدي أفراد عصابات المكسيك، هو الذي خاتل بنجاح رصاصات
المهووس
بالموت أنتون شاغورا.
)لندن)
السفير اللبنانية في
08/01/2011
عمر الشريف:
فضلت «إشاعة واحدة لا تكفى» على عشرات العروض
المغرية
كتب
محسن محمود
تعاقد المنتج محمد ياسين مع النجم العالمى عمر الشريف على بطولة فيلم
«إشاعة واحدة لا تكفى» تأليف يوسف معاطى وإخراج سعيد الماروق، ويشاركه
البطولة أحمد عز ودنيا سمير غانم وشادى خلف.
«إشاعة واحدة لا تكفى» مقتبس من فيلم «إشاعة حب»، وسوف يجسد عمر الشريف
الدور الذى جسده الفنان الراحل يوسف وهبى، بينما يلعب أحمد عز الدور الذى
سبق أن قدمه عمر الشريف، وتؤدى دنيا سمير غانم الدور الذى قدمته الراحلة
سعاد حسنى، وسيسند دور الراحل عبدالمنعم إبراهيم إلى الفنان الشاب شادى
خلف.
أبدى عمر الشريف سعادته بتوقيع التعاقد، وقال: الفيلم هو الوحيد الذى وقّعت
على تصويره من بين عشرات العروض المغرية مادياً ومعنوياً، لأننى أعرف أن
المنتج محمد ياسين يقدم دائما أعمالاً تستحق التقدير، كما أن يوسف معاطى
كاتب له تاريخ كبير من النجاحات السينمائية والتليفزيونية، وسعيد الماروق
مخرج شاب سبق أن عمل فى السينما الأمريكية ونال ثقة المخرجين الأمريكيين،
ولكن هذا لا يعنى أنه سيخرج الفيلم على الطريقة الأمريكية.
محمد ياسين قال لـ«المصرى اليوم»: عقدنا مؤخرا جلسة عمل جمعتنى بيوسف معاطى
وعمر الشريف الذى رحب بفكرة معاطى وتحمس لها، لكنه تخوف من دور العبقرى
يوسف وهبى واعتبره صعبا ويحتاج إلى مجهود كبير، وقد استغرق التعاقد معه ربع
ساعة فقط بعكس النجوم الشباب، وأعتبره إنجازاً وإضافة لنجوم شركة «أرابيكا»،
ومن المقرر بدء التصوير خلال شهر مارس المقبل، وأتمنى أن نلحق بالموسم
الصيفى أو «عيد الفطر»، وقد بدأ يوسف معاطى فى كتابة السيناريو، ويتم
التفاوض لتصوير الفيلم داخل منتجع سياحى.
ياسين رصد ميزانية كبيرة للفيلم الذى وصفه بأنه «ضخم ويضم نجوما كباراً»،
وقال: أسعى لتوفير جميع الإمكانيات اللازمة للتصوير حتى يخرج الفيلم بأفضل
شكل ممكن، وهذا ما أفعله فى جميع أفلامى، وقد اخترت الماروق لإخراجه لأنه
أبهرنى، عندما شاهدت فيلم «٣٦٥ يوم سعادة» الذى تولى إخراجه، وعندما اقترحت
أسمه على النجم عمر الشريف رحب جدا، وأكد أنه سعيد بالتعاون معه.
ياسين أكد أن الشركة ستترجم نسخاً من الفيلم وتدبلج أخرى بعدة لغات منها
الإنجليزية والفرنسية والإيطالية لعرضه فى أمريكا وأوروبا، اعتمادا على
نجومية عمر الشريف هناك، وقال: سأعتمد على شباك التذاكر الذى أتوقع أن يحقق
إيرادات كبيرة، بالإضافة إلى عرضه فى عدد من القنوات الفضائية.
أكد السيناريست يوسف معاطى أن الفيلم قصته مستوحاة من فيلم «إشاعة حب»، لكن
الأحداث لن تكون متطابقة بينهما، وقال: الأدوار المكتوبة ستكون فيها شخصيات
مميزة، ومختلفة عن الفيلم الأصلى، وبها العديد من المفاجآت.
عبر المخرج سعيد الماروق عن سعادته بتولى إخراج الفيلم، وقال: المنتج محمد
ياسين منحنى حرية مطلقة، وترك لى حرية التصرف، وهو لا يهمه سوى العمل
الراقى والناجح، واليوم يسند لى مثل هذه المهمة الرائعة، وهى أن أصور مع
ممثل عالمى مثل عمر الشريف، فهذه ثقة كبيرة، وأعتبره نجاحى الكبير، وأعد
بخروج فيلم على مستوى عالمى.
المصري اليوم في
08/01/2011
حزب الوفد يعرض فيلم «هو النهارده إيه» عن الوحدة الوطنية
كتب
محسن حسنى
إختار مسؤولو حزب الوفد الفيلم الروائى القصير «هو النهارده إيه»
للعرض فى مقر الحزب يوم الثلاثاء المقبل كخطوة على طريق تهدئة الأوضاع بين
عنصرى الأمة، وهو فيلم مدته ٣٠ دقيقة يناقش العلاقة بين المسلمين والأقباط
فى مصر، وستعقب عرضه ندوة موسعة يتحدث فيها كل من الدكتور عماد جاد، رئيس
وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام،
ونبيل عبدالفتاح، نائب مدير المركز ورئيس تحرير تقرير الحالة الدينية فى
مصر، بالإضافة لأسرة الفيلم المخرج سامح الشوادى والمؤلف ماهر زهدى
والأبطال كمال أبورية وجيهان راتب.
الاختيار كان فكرة المستشار عصام شيحة، المسؤول الإعلامى بالحزب وهو
نفسه الذى سيدير الندوة وأكد لـ«المصرى اليوم» أن التوقيت الحالى يحتاج
لمثل تلك الأعمال لمعالجة مشاكلنا وأن العرض والنقاش بعده سيكونان أفضل
بكثير من دفن رؤوسنا بالرمال.
أضاف شيحة: اخترت للندوة خبيرين من مركز الأهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية، أحدهما مسلم (نبيل عبدالفتاح) والآخر مسيحى (عماد جاد)،
وكلاهما لديه باع طويل فى مناقشة مشكلة الاحتقان الطائفى، وسيتطرق الحوار
لما حدث مؤخرًا من تفجيرات فى الإسكندرية، كما يتحدث صناع العمل عن الجوانب
الفنية فيه ومدى بساطة العلاقة بين المسلم والمسيحى فى مصر دون الحاجة
لشعارات براقة أو قبلات متبادلة بين أطراف رسميين فى الجانبين.
أكد شيحة أن معالجة قضية مثل هذه بشكل سينمائى - حتى ولو بفيلم روائى
قصير - أفضل بكثير من معالجتها بخطب ونصائح اجتماعية، وقال: نقاشنا لواقع
العلاقة سيكون حرًا ولكن لن نتطرق لتوقعات الجناة المسؤولين عن تفجيرات
كنيسة القديسين، لأنها مسألة لاتزال قيد البحث. وقال ماهر زهدى مؤلف الفيلم
لـ«المصرى اليوم»: عرضنا الفيلم الأربعاء الماضى فى مركز رامتان الثقافى
بالهرم ولقى استحسان الحضور، لأننا لم نضع فيه شعارات براقة، كما لم نصور
هلالاً بجانب صليب، أو معانقة قسيس لشيخ، وإنما يحكى الفيلم قصة إنسانية من
واقعنا تعكس مدى بساطة وحميمية العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر.
وأضاف: «هو النهارده إيه» سيتم عرضه فى المركز الكاثوليكى يوم
الأربعاء المقبل، وهذه القصة من الواقع، وحدثت معى بالفعل، واستغرقت
كتابتها حوالى شهر، واستغرق إنتاجها فى قطاع قنوات النيل المتخصصة حوالى
شهر آخر، وقد حصد عدة جوائز منها جائزة أفضل سيناريو فى مهرجان القاهرة
للإعلام العربى وجوائز أفضل سيناريو، وأفضل إخراج، وأفضل تمثيل «رجال
ونساء» من مهرجان المجلس القومى لحقوق الإنسان. الفيلم ميزانيته ١٨٠ ألف
جنيه، ومعظم الممثلين حصلوا على أجور رمزية.
المصري اليوم في
08/01/2011
الرجل الوطواط 'المسلم' يثير غضب
الأميركيين
ميدل ايست أونلاين/ باريس
مدونون أميركيون ينتقدون استعانة الشخصية الفرنسية الشهيرة بمهاجر
من الجالية الإسلامية، ويرون فيها أهدافا سياسية.
استعان بطل القصة المصورة، الرجل الوطواط المعروف بـ "باتمان"، بمسلم
لمساعدته في مكافحة الجريمة في باريس فصار عليه مواجهة المدونين المحافظين
في الولايات المتحدة الذين رأوا في ذلك اختيارا يخدم أهدافا سياسية.
لقد اعتاد الرجل الوطواط المعروف بـ "باتمان" منذ ولادته في العام
1939 التصدي للمجرمين والنازيين والمرضى نفسيا، وصار عليه اليوم بعد أن
استعان بمسلم لمساعدته في مكافحة الجريمة في باريس مواجهة مواطنيه
المحافظين في الولايات المتحدة.
"الرجل الوطواط الفرنسي 'باتمان' مهاجر من الجالية الإسلامية، يدعى
بلال الصالح وهو جزائري الهوية، سني المذهب، رياضي ومتين البنية" هكذا يصفه
المدون الأميركي ورنر تود هستون.
ويضيف الكاتب الأميركي المحافظ بسخرية واضحة "يبدو أن الرجل الوطواط
لم يعثر على رجل فرنسي حقيقي ليكون المنقذ" في إشارة يستدل منها بأن الكاتب
يستبعد من دائرة الفرنسيين الحقيقيين الملايين من الفرنسيين المتحدرين من
دول شمال أفريقيا.
وفي التفاصيل، استعان "باتمان" الرجل الوطواط في العددين الأخيرين من
قصته المصورة اللذين صدرا في ديسمبر/كانون الأول بعدد من "الأبطال"
لمساعدته على مكافحة الجريمة في المدن الكبرى من العالم. ووقع خياره في
فرنسا على شاب في 22 من العمر من ضاحية سين – سان – دوني حيث اندلعت أعمال
عنف في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 أغرقت فرنسا في أزمة.
وتعيد الصفحة الأولى من القصة المصورة تلك الأحداث الخطيرة إلى
الذاكرة، حيث نشاهد مجموعة من ثلاث صور تحمل العبارات التالية "باريس،
مدينة الثقافة" و"باريس، مدينة الموسيقى والمطبخ الراقي والنبيذ" و"باريس
مدينة الحب" مشوهة بخربشة تقول " يعيش الغضب" وبصور مجموعة من المشاغبين
المقنعين والزجاجات الحارقة.
وتعتقل الشرطة الشاب البريء بلال الصالح، الذي يتعرض إلى التعذيب.
ولكن الشاب وبفضل والدته المؤمنة بالإسلام يتحول إلى بطل لا يعرف قلبه
الحقد ويصبح الرجل الوطواط الفرنسي الساعي إلى نصرة الحق والعدالة.
ولكن المشكلة بالنسبة للمدونين المحافظين في الولايات المتحدة، أن
البطل يؤمن بالإسلام واختياره تم لأهداف سياسية. ويقول ورنر تود هستون "في
الوقت الذي يرهب فيه المسلمون فرنسا والإرهاب الإسلامي يضرب العالم بأسره،
نقدم لقراء الرجل الوطواط قصة تثير الضياع".
وتنصح مدونة "الرجل الأبيض الغاضب" الناشر منح البطل المسلم قدرات
خاصة منها دفن النساء لحد العنق في الرمال وتحطيم رؤوسهن بالحجارة" في
إشارة إلى عقوبة الرجم في بعض البلدان الإسلامية.
وقد رفض الناشر الدخول في هذا الجدل، ولكن مؤلف القصة البريطاني دافيد
هين قال إنه اخترع الشخصية التي كان يحب أن يشاهدها في قصة مصورة لو كان
فرنسي الجنسية وأضاف الكاتب "إن مشاكل الضواحي والأقليات طاغية على الأحداث
الفرنسية في ظل حكومة ساركوزي، ولم يكن أمامي سوى هذا الاختيار".
وقد هاجمت مواقع إسلامية وأخرى محسوبة على اليسار الأمريكي موقف
المحافظين الرافض لوجود بطل مسلم الديانة. ويذكر أن نسخ القصة المصورة نفذت
من المكتبات في سرعة قياسية.
ميدل إيست أنلاين في
08/01/2011 |