رغم تألقه في منطقة “الأكشن” يقدم كريم عبدالعزيز فيلمه الجديد “فاصل
ونواصل” بعيداً عنها ويؤكد أنه يتعمد ذلك . النجم الشاب الذي أصبح لقبه
“أبوعلي” بعد وصول مولوده، وهو اسم فيلم له، يتحدث عن فيلمه الجديد وحقيقة
طلبه الابتعاد عن منافسات موسم عيد الأضحى إلى إجازة نصف العام الدراسي
وتدخله في اختيار الأبطال . يفسر في هذا الحوار عودته للتلفزيون بعد غياب
طويل وحقيقة طلبه عشرين مليون جنيه أجراً عن المسلسل والمسؤولية الأكبر
التي أصبح يشعر بها منذ وصول شقيق لابنته ملك .
·
من الذي حمسك لفيلم “فاصل
ونواصل”؟
- الشخصية التي ألعبها جذبتني لأنها غنية بالدراما
الإنسانية، وأميل لهذه النوعية من الشخصيات، فالبطل يتعرض لصدمة تجعله ينسى
كل ما حوله والفيلم به أيضاً لمسة كوميدية . باختصار عندما قرأت هذا الفيلم
شعرت أنه سينقلني إلى منطقة فنية جديدة فلم أتردد في قبوله .
·
هل غيرتم اسم الفيلم من “11
سبتمبر” إلى “فاصل ونواصل” حتى لا تعطوا إيحاء للجمهور بأن الفيلم يناقش
أحداث 11 سبتمبر الشهيرة؟
- لم يكن هذا سبب تغيير العنوان، رغم أن الفيلم لا
يتعرض بالفعل لتلك الأحداث، وإنما تاريخ 11 سبتمبر هو التاريخ الذي يحدث
فيه تحول في حياة البطل بالكامل، أما تغيير الاسم فاضطررنا إليه لأننا
عندما قدمنا السيناريو للرقابة فوجئنا أن هناك فيلماً آخر يحمل نفس الاسم .
·
هل معنى هذا أنه لا علاقة للفيلم
بالسياسة؟
- الفيلم إنساني وبه كوميديا وبعض مشاهد “الأكشن”
وليست له أي علاقة من قريب أو بعيد بالسياسة .
·
ماذا عن دورك فيه؟
- ألعب دور سائق تاكسي تتوفى زوجته وتترك له طفلاً
صغيراً ويدخل في صراع مع والد زوجته على حضانة الطفل .
·
لكن شخصية سائق التاكسي تم
تقديمها كثيراً من قبل، فما الجديد الذي تقدمه فيها؟
- الفيلم لا يركز على مهنة سائق التاكسي مثلما حدث
مثلاً في فيلم “ليلة ساخنة” للفنان الكبير نور الشريف أو “على جنب يا أسطى”
لأشرف عبدالباقي، وإنما على قصة البطل نفسه من الناحية الإنسانية .
·
هل تدخلت في اختيار أبطال فيلمك؟
- أحترم أي مخرج أعمل معه واختيار الممثلين من
مسؤوليات المخرج، ولا تنسوا أنني تربيت على هذا بحكم كوني ابناً لمخرج كبير
هو محمد عبدالعزيز، لكن إذا كان لي رأي يظل استشارياً .
·
هل كنت وراء تأجيل عرض فيلمك من
موسم عيد الأضحى إلى إجازة نصف العام؟
- هذا أيضاً ليس قراري، وإنما قرار المنتج، لكن
الغريب أن البعض يفسر أي شيء على هواه حتى إنني سمعت كلاماً عن طلبي تأجيل
الفيلم لخوفي من المنافسة مع نجوم أفلام العيد، وهذا لم يحدث ومع احترامي
لكل زملائي وأساتذتي من النجوم الكبار، وكثيراً ما دخلت منافسات من قبل
ونجحت ولا يمكن أن تكون رغبة المنتج عرض الفيلم في توقيت معين ثم أضغط أنا
عليه لعرضه في توقيت آخر، فالمنتج هو صاحب القرار لأنه هو الذي أنفق على
الفيلم وهو أدرى شخص بالتوقيت الذي يستطيع تحقيق مكسب فيه .
·
ألا ترى أن ابتعادك عن “الأكشن”
يجعلك تخسر جزءاً من جمهورك؟
- لم أبتعد عن “الأكشن” لكنني حريص على التنويع في
أدواري، كما أنني أقدمه باعتباره إطاراً لقصة إنسانية مثلما حدث في “واحد
من الناس” و”ولاد العم” وغيرهما . ورغم نجاحي في “الأكشن”، لا أحب أن
يصنفني الجمهور على أنني نجم أكشن فأنا ممثل أحب أن أؤدي مختلف الأدوار
وأرفض الوقوف في منطقة واحدة مهما حققت فيها من نجاح .
·
هل ترى أن تجربة الأفلام التي
تجمع أكثر من نجم ناجحة أم تسبب المشكلات والخلافات؟
- أراها تجربة ناجحة جداً بدليل فيلم “ولاد العم”
الذي جمعني مع شريف منير ومنى زكي وكان واحداً من أجل أفلامنا نحن الثلاثة،
ولهذا أتمنى أن تتكرر التجربة وأعمل مع نجوم آخرين يكون لديهم نفس الحماس
لفكرة البطولة الجماعية لأن السينما طوال تاريخها بها أفلام رائعة اعتمدت
على البطولة الجماعية وحققت نجاحاً كبيراً، وليس شرطاً أبداً أن تكون كل
أفلامي بطولة مطلقة .
·
في فيلمك الجديد “فاصل ونواصل”
تستعين بالفنانة الشابة دينا فؤاد، فهل هذا تخل عن وجود نجمات في أفلامك
خاصة أنك استعنت من قبل بمنى زكي ومنة شلبي وغادة عادل؟
- دينا فؤاد فنانة متميزة واجتهدت جداً في دورها
وأراها الأنسب له لكن لا يوجد أبداً موقف من العمل مع النجمات، بل أتمنى أن
أكرر التجربة مع منة وغادة ومنى، والمهم في النهاية أن يكون هناك دور يناسب
أياً منهن، لأنه مثلما لابد أن أقتنع أنا بدوري، فمن حق أي منهن أن تكون
مقتنعة تماماً بالدور التي ستلعبه .
·
بعد غياب طويل عن التلفزيون،
قررت العودة أخيراً بمسلسل جديد بعنوان “ضد مجهول” ما الذي حمسك له؟
- تلقيت عروضاً كثيرة للعودة للتلفزيون، لكنني كنت
خائفاً جداً من جمهوره وكنت أريد أن أتواجد كضيف في البيوت من خلال عمل غير
عادي وهو ما عثرت عليه أخيراً في “ضد مجهول” وهو عنوان مبدئي، وهناك تفكير
في تغيير الاسم إلى “على الله”، والمسلسل إنساني جداً، ويعتمد على عنصر
التشويق وهو من أهم عناصر نجاح أي عمل درامي، وكتبه أحمد فهمي ويخرجه أحمد
نادر جلال الذي أشعر معه بتفاهم فني كبير بعد أن عملنا معاً في خمسة أفلام
.
·
هل صحيح أنك طلبت عشرين مليون
جنيه أجراً عن المسلسل؟
- فوجئت بمن يتحدث عن أجري في الصحف قبل أن أتحدث
أنا عنه مع المنتج، فالكلام غير دقيق وإن كنت أتمنى أن أحصل على أكثر من
الأجر الذي كتبه البعض ما دمت أستحقه، لكن في النهاية أنا لا يمكن أن أبالغ
في أجري وتركيزي الأكبر وأنا أعود للتلفزيون على تقديم عمل محترم يستحق أن
أعود به ويجعلني أحافظ على ثقة الناس .
·
هل مشاركتك كضيف شرف في مسلسل
“الجماعة” أحد أسباب حنينك للشاشة الصغيرة؟
- بالفعل شعرت بالحنين للتلفزيون، خاصة أنني غائب
عنه منذ سنوات طويلة عندما شاركت في بداياتي في مسلسل “امرأة من زمن الحب”
مع الفنانة القديرة سميرة أحمد وبعدها ركزت فقط على السينما .
·
ما إحساسك بعد وصول شقيق لابنتك
“ملك”؟
- ابني “علي” جعلني أشعر بمسؤولية أكبر، فقد كنت
أبا لبنت والآن لبنت وولد وهذا يسعدني بالتأكيد ويجعلني أكثر مسؤولية كأب
وأتمنى أن أحسن تربيتهما .
·
هل اخترت اسم علي تعلقاً منك
بفيلمك “أبوعلي”؟
- لا، وإنما لأنه اسم عمي وأنا وزوجتي هايدي
اتفقنا عليه منذ أن عرفنا أن المولود ولد .
·
هل أغضبك انتحال شخصيتك على
“فيسبوك”؟
- بالتأكيد شعرت بقلق لأن هناك من ينتحل شخصيتي
ويتحدث مع جمهوري باسمي، ولذلك بمجرد أن عرفت بالأمر أعلنت أنه لا علاقة لي
بالأمر وأنه لا توجد صفحة باسمي في هذا الموقع .
الخليج الإماراتية في
08/01/2011
ناقد: مصر الأكثر حضورا في سينما العالم..
لأهداف منها «تهويد» تاريخها
أحمد رأفت بهجت يقول في كتابه «مصر وسينما العالم» إن
الحصر المبدئي لهذه الأفلام يتجاوز 500 فيلم
القاهرة: «الشرق الأوسط»
يرى ناقد مصري أن هناك شغفا عالميا بمصر القديمة عبر عنه مخرجون من
الشرق والغرب في أفلام روائية وتسجيلية منذ بداية ظهور السينما في نهاية
القرن التاسع عشر لأهداف بعضها «غير بريء.. مثل تهويد» التاريخ الفرعوني.
ويقول أحمد رأفت بهجت في كتابه «مصر وسينما العالم» إن الحصر المبدئي لهذه
الأفلام يتجاوز 500 فيلم، «وهو عدد لا يستهان به ولا أعتقد أنه توافر
تقديمه عن أي شعب ينتمي إلى البلدان التي أنتجت تلك الأفلام».
ويضيف أن الملكة كليوباترا حظيت بأكبر عدد من الأفلام السينمائية التي
قدمت عن ملك أو ملكة في التاريخ القديم والحديث، إذ زاد عدد الأفلام التي
تناولت حياتها على 50 فيلما أولها «كليوباترا» للفرنسي جورج ميلييه عام
1899، ثم أنتجت عنها أفلام في دول منها بريطانيا والولايات المتحدة
وإيطاليا وألمانيا واليونان والبرازيل والمكسيك ونيوزيلندا والسويد
واليابان.
وأنهت كليوباترا حياتها منتحرة عام 30 قبل الميلاد مع بدء احتلال
روماني أنهى حقبة الاحتلال البطلمي الذي بدأ مع غزو الإسكندر الأكبر لمصر
في 332 قبل الميلاد.
لكن بهجت ينبه إلى أن السينما لم تتعامل مع ملوك مصر القديمة من باب
أهمية أدوارهم التاريخية، بل يرجح أن هذا الاهتمام «يخفي أهدافا منها
السياسي والديني وغالبا التجاري، بحيث تصبح مصر في النهاية وسيلة لا غاية
تستدعى من خلالها بعض الصور والأحاسيس المرتبطة بالعهد القديم...».
والكتاب الذي أهداه مؤلفه إلى المخرج المصري شادي عبد السلام
(1930-1986) صدر عن مهرجان القاهرة السينمائي، ويقع في 352 صفحة كبيرة
القطع.
ولبهجت مؤلفات منها «الصهيونية وسينما الإرهاب» و«هوليوود والشعوب»
و«اليهود والسينما في مصر» و«الشخصية العربية في السينما العالمية». ويرى
المؤلف أن حياة كثير من ملوك مصر القديمة تعرضت لحملات تشويه «وهكذا فعل
اليهود مع خوفو عندما زعموا أنهم بناة الهرم الأكبر» الذي شيده خوفو وهو
ثاني ملوك الأسرة الفرعونية الرابعة (2613-2494 قبل الميلاد) مستشهدا بفيلم
«أرض الفراعنة» الذي أخرجه الأميركي هوارد هوكس في 1955 وشارك في كتابته
مؤلف رواية «الصخب والعنف» الأميركي وليام فوكنر الحاصل على جائزة نوبل في
الآداب عام 1949.
ويشدد على أن بعض هذه الأفلام لم يكن معنيا بالتاريخ المصري في حد
ذاته قدر اهتمامه بالتعبير عن أفكار سياسية، ومنها الحرب الباردة بين
الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، حتى إن «البعض يربط على سبيل
المثال الصراع بين النبي موسى ورمسيس الثاني في فيلم (الوصايا العشر)
(1956) بالصراع بين أميركا نصيرة الضعفاء والأقليات ورمسيس الحاكم المستبد
الذي لا يؤمن بالله الواحد، كانعكاس رمزي للحكام الشيوعيين».
ويضيف، في تصريحات لوكالة «رويترز»، أن «عظمة» رمسيس أهدرت في عشرات
الأفلام، وأن فيلم «الوصايا العشر» أضاف إلى شخصيته «ملامح جديدة تقربه من
طغاة الحاضر»، وهم الزعيم النازي أدولف هتلر والفاشي موسوليني والسوفياتي
جوزيف ستالين.
ويسجل أن شخصية رمسيس الثاني قدمت في أكثر من 30 فيلما، وأن اليهود
ادعوا أنه فرعون موسى «ولا يزال كتاب السينما يستمدون أفلامهم من هذه
المؤرخات الزائفة دون أن يجهدوا أنفسهم في معرفة دوافعها وتنقية ما بها من
زيف واختلاق. محاولات تهويد رموز الحضارة المصرية حافلة بالكثير من القصص
والحكايات المضللة» التي تكتسب قوة من خلال أفلام ذات إنتاج ضخم مثل
«الوصايا العشر» للأميركي سيسيل دي ميل.
ويقول بهجت إن دي ميل «نجح على أقل تقدير في أن يجعله (رمسيس) النموذج
والمثل للاستعباد والتسلط والتآمر»، وأن الفيلم بتناوله رمسيس على هذا
النحو «لم يسمح لأي سينمائي بأن يشذ عنه»، نظرا لأن دي ميل «نجح في أن يفرض
سطوته» على الإنتاج السينمائي الأميركي من خلال موقعه كمستشار خاص للحكومة
الأميركية لشؤون السينما منذ عام 1953، حيث يقول بهجت إنه «جهاز على صلة»
بوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
ومن الأعمال التي قلدت نهج دي ميل فيلم الرسوم المتحركة «أمير مصر»
الذي أخرجه الأميركي ستيفن سبيلبرغ في 1998.
وفي فصل عنوانه «أجواء من الموسيقى والغناء»، يقول المؤلف إنه منذ
الفيلم الأميركي «فتى الملايين» عام 1934 توالت الأفلام الموسيقية التي
تدور في الأجواء المصرية القديمة والحديثة، ومنها الفيلم الكندي - الفرنسي
«كل ما تريده لولا» (2007) الذي يقدم «في إطار المواقف الاجتماعية ذات
المنظور الأحادي للمجتمع المصري، تلك القائمة على تفاصيل يشوبها التشويه
والتدليس».
الشرق الأوسط في
08/01/2011
«678» ..
ضربة في الصميم وضربات كثيرة طائشة
كتب
محمود عبد
الشكور
أصعب ما تواجهه عندما تكتب عن الأفلام أن تجد عملاً مهماً وجريئاً
يبدأ قوياً ومبشراً بفيلم كبير ثم ينتهي بطريقة تقليدية عادية.. في هذه
الحالة يصعب
عليك كثيراً الجهد المبذول، ولكنك لا تستطيع إلا أن تكون صريحاً مع قارئك
وصريحاً
وأميناً مع صناع الفيلم (بوصفهم أيضاً من القراء المفترضين) الحالة
النموذجية لهذا
المأزق الصعب تجدها في فيلم (678) الذي كتبه واخرجه السيناريست
الموهوب «محمد دياب»
في أولي تجاربه كمخرج. من حيث الجرأة والأهمية «انت أمام أول فيلم روائي
طويل يناقش
قضية التحرش الجنسي، وإن كان هناك فيلم روائي قصير بعنوان «ملكية خاصة» سبق
في
تقديم طرح جرئ للقضية، ومن حيث المجهود فأنت أمام فريق جيد من
الممثلين والفنيين
الذين قدموا أفضل ما لديهم، أما من حيث السيناريو - وهنا مشكلة - فأنت أمام
حالة
غريبة: بداية قوية جداً برسم جيد للشخصيات ومعاناتهم النفسية، ثم نصل في
النهاية
إلي درجة متوسطة لأسباب كثيرة منها: دخول حبكة بوليسية لم تفد
الدراما كثيراً في
وقت لا يحتاج فيلمنا إلي هذا النوع من الحبكات، ومنها إصرار المؤلف علي
اغلاق أقواس
الدراما فيما لا تحتاج قضيتنا إلي أي إغلاق علي كل المستويات، ومنها تراجع
جرعات
الصراع وانحساره فيما تحتاج القضية إلي صراع مشتعل لا يتوقف،
ومنها التعامل السطحي
مع الطرف الآخر في الجريمة (الرجل ) مما أضعف الدراما وجعلها كطريق له
اتجاه واحد.
في كل عنصر من هذه العناصر لنا كلام «وتفصيل، لكننا سنبدأ من ملاحظتين:
الأولي هي أن الفيلم - كما تقول العناوين - مأخوذ ومستلهم من قصص حقيقية،
وهذا
الأمر ليس ميزة وليس عيباً لأننا سنتعامل مع ما شاهدناه ففقط
ولا ينبغي الاحتجاج
بأن هذا ما حدث في القصة الحقيقية لأن دراما الواقع تتحول علي الشاشة إلي
كائن آخر
مستقل تماماً، مما يحتاج إلي منطق مواز لكي يقنعك بأن ذلك قد حدث بالفعل أو
من
الممكن أن يحدث، وأي فشل في بناء هذا المنطق الموازي سيجعلك لا
تصدق ما تراه حتي لو
كان حدث فعلياً في الواقع، والعكس أيضاً صحيح، بمعني أن اتقان البناء
الدرامي يمكن
أن يجعلك تصدق بل وتتأثر بما يستحيل حدوثه في الواقع، وهذا يفسر لك مثلاً
لماذا بكي
الجمهور، تأثراً بما حدث للمخلوق الخيالي الفضائي «إي . تي »،
ولا شك عندي أنه«محمد
دياب» يعرف تماماً أنه عبارة عن قصص حقيقية لا يمكن أن تفعل شيئاً أمام
مشكلات
السيناريو، وقد نجح «دياب» باقتدار في تقديم، أحد أفضل الأفلام المستلهمة
من وقائع
حقيقية هو فيلم «الجزيرة»، ليس لأنه التزم بالواقع، ولكن لأنه انطلق منه
إلي بناء
خلاق يقدم مزيجاً مدهشاً بين وقائع حدثت في الصعيد، وأجواء
متأثرة بالأفلام
الأمريكية، وأصداء واضحة من التراجيديا الاغريقية، وعلي وجه العموم، فإن
«دياب»
أثبت في أفلامه السابقة ككاتب (خاصة في
الجزيرة وأحلام حقيقية) أنه يشتغل جيداً علي
مادته الدرامية، كما أنه يمتلك حرفة كتابة السيناريو، ويتابع
بذكاء الابتكارات في
السرد دون أن يفلت منه موضوعه أو شخصياته.
أما الملاحظة الثانية فهي خاصة
باسم الفيلم (678) بالمعني المباشر هذا هو رقم أتوبيس النقل
العام الذي تحدث فيه
إحدي جرائم التحرش في الفيلم ولكني شاهدت محمد دياب يقول في التليفزيون إن
المقصود
هو التصاعد في الظاهرة رقمياً ( من ستة إلي سبعة إلي ثمانية)، هنا معني
جميل وعميق،
ولكني أشك أن يكون قد وصل لأن الفيلم ينتهي بإغلاق الأقواس
تقريباً، دون أن يتركها
مفتوحة، ولأن الأرقام العربية تقرأ من اليمين إلي اليسار وليس العكس، ولذلك
كان من
الأفضل أن يكتب اسم الفيلم علي الافيش هكذا: «ستة.. سبعة .. ثمانية».. إذا
دخلنا
إلي الفيلم نفسه، سنقول إننا أمام بداية قوية ومتماسكة بل
ومبشرة بفيلم استثنائي،
ومستمر بهذه القوة حتي ظهور شخصية المقدم «عصام» التي يجسدها ببراعة
واقتدار «ماجد
الكدواني» في أحد أفضل أدواره ، ثم يأخذ الفيلم بعد ذلك مساراً آخر، في هذا
الجزء
الأول نجاحات في كل الاتجاهات: تقديم الشخصيات النسائية
الثلاث: «فايزة» «بشري»
موظفة الشهر العقاري التي تتعرض للتحرش المستمر في الأتوبيسات مما يؤثر علي
علاقاتها الحميمة مع زوجها موظف الأمن «عادل» «باسم سمرة»، و«صبا» ذات
المستوي
الاقتصادي الأعلي «صاحبة جاليري» التي تتعرض للتحرش في الأستاد
وأثناء مباراة لمصر
مما يؤدي إلي شرخ في علاقتها مع زوجها الطبيب «شريف» «أحمد الفيشاوي» حيث
يتخلي
عنها تقريبًا فتجهض نفسها لأنها لا تريد أطفالاً منه، و«نيللي» «ناهد
السباعي»
موظفة البنك التي تتعرض للتحرش بها أثناء سيرها في الشارع، يساندها خطيبها
وزميلها
في البنك «عمر» «عمرو السعيد» في اصرارها علي ضرورة عقاب المتحرش قانونيا،
ثم تتعرض «نيللي» لضغوط من الجميع لسحب القضية حفاظًا
علي سمعتها.
في هذا الجزء الذي
نعود فيه إلي الماضي مرتين تتقاطع مصائر الشخصيات وتلتقي بطريقة سلسة لا
افتعال
فيها، ونكتشف أن الفروق الاقتصادية لا تخلق فروقًا في الاستجابة للمأساة
التي تعتبر
عارًا علي الضحية تمنعها في أحيان كثيرة من البوح خصوصًا في
حالة «فايزة» الفقيرة
والأم لولد وبنت، نلاحظ أيضًا ذكاء السيناريو في القضاء علي وهم دور ملابس
الضحية
في ارتكاب جريمة التحرش لأن «فايزة» محجبة، وكل من «صبا» و«نيللي» ترتديان
ملابس
محتشمة، كما ينجح دياب بذكاء في تقديم صور مختلفة من التحرش
«في الأتوبيس وفي
الأستاد وفي الشارع بل وهناك أيضًا التحرش السمعي عن طريق التليفون»، ومن
نجاحات
السيناريو في هذا الجزء رسم الشخصيات الرجالية «عادل وشريف وعمر» بطريقة
أضعف وأكثر
اهتزازاً من شخصيات النساء، «عادل» مثلاً غير قادر علي الانفاق
وتوفير مصروفات
ابنائه الدراسية، ولكنه لا ينسي واجباته الزوجية الحميمة وامتناع زوجته
عنه،
و«شريف» يسقط في أول اختبار لمساندة زوجته ضحية التحرش، و«عمر»
متردد بين حبه،
وتفهمه لدفاع خطيبته عن حقوقها، وبين ضغوط أسرته لسحب القضية والتنازل عنها
من أجل
السمعة، ثم يغلف هذه النجاحات القدرة علي نقل إحساس النساء الثلاث بالمهانة
علي
اختلاف مكانتهن الاجتماعية والاقتصادية، ثم رسم مناخ عام
لمجتمع ذكوري، تعبر عنه
أغنية «أبوالليف» «دولا مجانين» التي يبدأ بها الفيلم، ثم تجد الأغنية
ترجمتها
الواقعية عندما يصف متحرش في الأتوبيس «فايزة» بأنها مجنونة لأنها ضربته
بآلة حادة
جزاء ما فعله، بل إن تطور الشعور بالقهر والمهانة خاصة في حالة «فايزة» إلي
عنف كان
مبررًا تمامًا، سواء بتشجيع من «صبا» التي تدرب النساء علي مواجهة التحرش
بألعاب
الدفاع عن النفس، أو لإحساس، المرأة عمومًا بأن القانون لا
يحميها بدليل أمين
الشرطة الذي كان علي استعداد لإثبات واقعة التعدي علي «نيللي»، ولكنه ليس
علي
استعداد لتسجيل واقعة التحرش.. رغبة في الستر كما يزعم.
مع تكرار وقائع
اعتداء «فايزة علي المتحرشين في الشارع وفي الاتوبيس، يظهر المقدم عصام
ويستغرق في
اكتشاف لغز الدماء علي أرضية الأتوبيسات، يذهب إلي المستشفيات التي يوجد
بها
المتحرشون، وينجح بذكاء في الايقاع بأحدهم، بل وتظهر زوجة
الضابط الحامل «مروة
مهران» التي تريد أن تضع بنتًا، يتحول الفيلم إلي هذا الخط البوليسي الذي
سيقودنا
حتما إلي «فايزة» ورفيقتها «صبا»، هنا يسقط السيناريو في حفرة عميقة أدت
إلي خلل
عميق انتهي في رأيي إلي تخبط لم يخرج منه الفيلم حتي مشهد النهاية، الضابط
الذكي
الذي نجح في الوصول إلي مرتكبي جرائم إصابة المتحرشين يقرر
ببساطة أن يطلق سراحهم
فورًا، قد يكون السبب تعاطفه معهم، وقد يكون «مش عايز وجع دماغ»، كما يفهم
من
كلامه، ولكن السؤال الأهم هو: ولماذا أضاع وقته ووقت الفيلم في الوصول إلي
قرائن
تدين «فايزة» و«صبا»، المشكلة الأخطر التي لم يكتشفها «دياب»
أن اطلاق سراح «فايزة»
و«صبا» أعطي أحساسا - أظن أنه حقيقي - بنهاية الفيلم نفسه، وفي أضعف
الإيمان فقد
أدي هذا التصرف الغريب من الضابط إلي اضعاف الصراع نهائيا كما دفع
السيناريست إلي
افتعال صراعات جديدة وصولاً إلي النهاية الثانية وهي رفض «نيللي»
التنازل عن القضية
ضد الشاب المتحرش، ثم يأتي التساؤل المهم: أيهما أفضل في دعم قضية الفيلم:
الافراج
عن «فايزة» و«صبا» وديا، أم القبض عليهما في حين يشهد علي الاثنتين
المتحرشون من
الرجال؟!
بدا لي أن الفيلم منذ مشهد اطلاق سراح فايزة وصبا يبحث عن صراع
ويبحث عن نهاية أيضا، وهذا أسوأ مأزق يمكن أن يقع فيه فيلم من الأفلام،
انطلقت
الأحداث بسبب ذلك في اتجاهات شتي الضابط تموت زوجته وهي تنجب
له طفلة، الضابط يكرر
الافراج عن صبا بعد أن استخدمت السلاح الأبيض في ضرب «عادل» - زوج «فايزة»
الذي
حاول التحرش بـ«صبا» مشادة مفتعلة بين «فايزة» و«صبا» و«نيللي» حول استخدام
العنف
مع المتحرشين، في المشادة تقوم كل واحدة بتحليل نفسية الأخري
والصوت في الحقيقة -
هو صوت المؤلف، طفل صغير يتحرش بـ «صبا» فتضربه بعنف ثم نيللي وهي ترفض
التنازل عن
قضيتها بمساعدة خطيبها، ويكتب علي الشاشة أن الشاب المتحرش بـ «نيللي» حكم
عليه
بثلاث سنوت، وبعد عام صدر قانون يعتبر التحرش جريمة، ولكن
البلاغات ضد هذه الجريمة
محدودة، أي أننا عدنا إلي المربع الأول: امرأة محاصرة تشعر بالعار فلا تقوم
بالإبلاغ، وهكذا اصبحنا بعد الضربة الأولي الصائبة، أما ضربات طائشة في كل
اتجاه
نكاد نغلق الأقواس بصدور القانون ضد التحرش، وتصبح الكرة
ببساطة في ملعب المتحرشات،
ودون أن يصل إلينا من قريب أو بعيد معني التزايد في الحالات ولو رقميا.
طبعًا لن تفهم مغزي انجاب الضابط لطفلة اللهم إلا لتبرير تعاطفه مع
«صبا»
مع أنه متعاطف اصلاً، وسبق له الافراج عن «صبا» و«فايزة»، وليس مفهومًا
ايضا مغزي
موت زوجة الضابط المسكينة، ولكن الثغرة الأكبر في غموض فكرة
التحرش نفسها، هل هي
نوع من الشذوذ النفسي الذي لا علاقة له بالتعليم أو طبيعة العمل أو حتي
الزواج، أم
أنه مجرد نتيجة للكبت والفراغ؟ المتحرشون نمر عليهم سريعا كالأشباح ومنهم
شاب عاطل
وآخر متزوج لا تعرف بالضبط طبيعة علاقته مع زوجته، ولدينا زوج
فايزة، الذي يعمل
موظفا في الأمن (!) بل ان لدينا طفلاً صغيرًا لا نعرف بالضبط هل تأثر بكليب
هيفاء
الذي يحاول الفيلم أن يلمح من خلاله إلي المواد المثيرة التي تبثها
الفضائيات،
الحقيقة أن الفيلم يفتقد الطرف الثاني للجريمة وهو تحليل شخصية
القائمين بها كان
ذلك أفيد بكثير للدراما من هذا الضابط الغريب الذي يهوي فيما أعتقد حل
الألغاز ثم
يقوم بعد ذلك بالإفراج عن المتهمين؟!
الغريب أن محمد دياب المخرج كان أفضل
من دياب السيناريست في تجربته الأولي كان واعيا بمعني خلق الجو
والعناية بتفصيلات
المكان كان مناسبا استخدام تلك الكاميرا المهتزة التي تنقل قلق الشخصيات
وظروفها
غير الطبيعية صورة أحمد جبر رسمت مساحات واسعة من اللون الأسود في كثير من
التكوينات ونقلت تفصيلات ذكية خاصة في مشاهد الأتوبيس الداخلية
مونتاج عمرو صلاح
كان جيداً خاصة في تتابعات مشاهد التحرش في الاستاد وفي مشهد مطاردة نيللي
لسائق
السيارة الذي تحرش بها ربما زادت قليلا مشاهد الاختفاء التدريجي مما أثر
علي الحالة
الكابوسية التي رسمها الفيلم والتي تؤكدها موسيقي هاني عادل
كان هناك إسراف أيضا في
جعل الصورة ضبابية بصورة متكررة وهو تعبير مباشر وكثير الاستخدام لترجمة
معني
الصدمة والذهول والتشويش ولكن نجاح دياب الأهم كمخرج كان في قيادة ممثليه
بصورة
جيدة، عموماً بشري في أفضل أدوارها وإن كانت مشاهدها الأولي
ونظراتها وشعورها
بالمهانة أقوي وأفضل من انفعالات النهاية مثل مشهد مواجهتها لزوجها بعد
اكتشاف
تحرشه بالنساء نيللي كريم التي اجتهدت كثيراً في أداء شخصية محيرة لا تعرف
بالضبط
هل هي متزنة أم مضطربة والرائعة ناهد السباعي التي تألقت في
أحد أفضل مشاهد الفيلم
ستاند أب كوميدي تراجيدي وأعتقد أنها تستحق ترشيحا عن دورها كأفضل ممثلة
مساعدة
والرائع ماجد الكدواني في أداء مختلف وهادئ ورصين رغم مشكلات الشخصية ومدي
إقناعها
علي الورق وباسم سمرة في دور جيد وأخيراً أحمد الفيشاوي الذي
لم تسعفه الشخصية ولم
يستطع أن يضبط حتي بعض مخارج الألفاظ ثم عمرو السعيد الذي يمتلك وجها
محايداً لا
يبدو عليه صراع الشخصية الداخلي العنيف.
لا تحتاج أفلام القضايا المهمة إلي
إغلاق الأقواس ولا حاجة لها بمحقق بوليس ذكي بقدر ما تحتاج إلي
شغل كبير علي
الجوانب النفسية إن مشهد قيام فايزة بتذنيب نفسها في حوش المدرسة بدلاً من
ابنها
أقوي بكثير من مشهد مواجهة مفتعلة مع زميلاتها ومشهد طفلين يتناولان الطعام
في
إعلان علي الأتوبيس أكثر تأثيراً من وفاة أم أثناء الولادة كان
فيلمنا في حاجة إلي
أن تنطلق شخصياته بحرية بدلاً من قيادتها إلي نهاية مغلقة وربما غاب عن
صناع الفيلم
أن المتفرج ينزعج ويهتم أكثر كلما انهزم الأبطال وليس عندما ينتصرون.
روز اليوسف اليومية في
09/01/2011
«الرصاص
المسكوب».. ٣٠ دقيقة تسجيلية عن مقاومة الفلسطينيين
بالصمود وليس بالسلاح
محسن
حسنى
على مدار ٣٠ دقيقة هى مدة عرض الفيلم التسجيلى «الرصاص المسكوب» حاولت
المخرجة ألفت عثمان تأكيد معنى آخر للمقاومة الفلسطينية غير مقاومة السلاح،
وهى المقاومة بالصمود وإعادة بناء المنازل التى تهدمها جرافات الاحتلال
الإسرائيلى والدفاع عن الأرض لآخر نفس حتى لو كان الثمن هى الحياة ذاتها.
العرض الأول لفيلم «الرصاص المسكوب»، تم فى نقابة الصحفيين الشهر
الماضى، وهو ثانى تجربة تسجيلية للمخرجة بعد «عصافير الشارع» الذى ناقشت من
خلاله ظاهرة أطفال الشوارع فى مصر.
عن تجربة «الرصاص المسكوب» تقول ألفت عثمان: «وصل عدد ساعات التصوير
الخام التى صورتها بفلسطين إلى ٨ ساعات، اخترت منها نصف ساعة فقط للتعبير
عن محور محدد، وهو أن الفلسطينيين لديهم أداة أخرى بخلاف السلاح - للمقاومة
لا تقهر، وهى الصمود والمكوث فى الأرض حتى لو كان الثمن هو إزهاق الأرواح،
وقد ورد بالفيلم عدة نماذج، وهناك من يقيم المخيمات على أطلال المنازل التى
هدمتها جرافات الاحتلال، وهناك من يعيد بناء منزله فتأتى الجرافات وتهدمها
من جديد ثم يعود لبنائها من جديد، وهكذا».
وتضيف: «صورت فيلمى فى ٧ مناطق فلسطينية مختلفة، ٥ منها داخل غزة، هى
العطاطرة وحى الزيتون ومخيم جباليا وجباليا وبيت لاهيا، بالإضافة لمكانين،
هما مخيم الشاطئ ورفح الفلسطينية، وقد بدأت تصويره يوم ٢١ يناير عام ٢٠٠٩
فى توقيت حرج للغاية، حيث كانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من غزة برياً،
بينما كانت طائراتها لاتزال تحلق فوق غزة وتضرب بعض الأهداف، وقد قبلت
المخاطرة بروحى، ليس حبا فى عمل فيلم، وإنما من أجل مشاركة الفلسطينيين
محنتهم».
أكدت مخرجة الفيلم أن الصعوبات التى واجهتها قبل دخول غزة كانت أكبر
بكثير من الصعوبات التى واجهتها بعد الدخول، موضحة: واجهت عقبات كثيرة فى
إجراءات دخولى، وكانت مسألة سفرى صعبة للغاية، والبعض من أصدقائى نصحنى
بصرف النظر عن تلك الفكرة لكننى كنت مصرة على تنفيذها، وبعد أن وصلت إلى
غزة استقبلنى صديق فلسطينى كان يدرس فى القاهرة، وساعدنى فى وضع خطة
للتصوير واختيار توقيت التصوير، بينما رفضت قوات حماس التعاون معى، بل
رفضوا أن أصور معهم، وبعضهم وضع يده على عدسة الكاميرا حين أدرك أننى
أصوره، وفى أحد الأيام تعرضت للخطر حين خرجت للتصوير فى مخيم جباليا بغزة
بعد السادسة مساء، فى حين أن قوات حماس تحظر التجوال بعد السادسة مساء،
وفجأة وجدت فوهات الرشاشات الآلية دخلت شباك سيارتى، ولحسن الحظ كان معى
صديق فلسطينى أكد لهم أننى أجنبية، وأننى موجودة هنا لتصوير فيلم سينمائى
ليس إلا، فتركونا نعود لمحل إقامتنا».
ميزانية الفيلم بحسب مخرجته لم تتعد ٢٠ ألف جنيه، نصفها تقريبا تم
إنفاقه على المونتاج، حيث أجرت لفيلمها مونتاجاً مبدئياً عند حسين القلا،
ثم استكملته عند شريف مندور، وعن التكلفة تقول المخرجة: «حب السينما
التسجيلية والتعاطف مع شعب غزة هما الدافعان وراء تصويرى هذا الفيلم، لذا
لم أعبأ بتكلفته التى تحملتها دون حساب لمردوده المادى، فأنا لا أعرف كيف
سأعوض ما أنفقته، لدينا كصناع للسينما التسجيلية طريقان لا ثالث لهما،
جوائز المهرجانات، ومقابل العرض التليفزيونى، وقد تلقيت عرضا من إحدى
المحطات غير المصرية، لكننى رفضته، لأنها كانت ستأخذه بشكل حصرى وأنا أريد
أن يُعرض فيلمى فى محطة مصرية».
المصري اليوم في
09/01/2011
حادث «القديسين» يؤثر على إيرادات السينما
كتب
نجلاء أبوالنجا
أثرت كارثة كنيسة القديسين على إيرادات السينما المصرية، وسادت حالة
ارتباك كبيرة عند صناع السينما نتيجة الحزن العام فى مصر كلها، وانعكست على
إيرادات الأفلام المعروضة، وأدت أيضا لحدوث بعض الارتباك فى خريطة الأفلام
المنتظر عرضها خلال موسم نصف العام، بسبب حالة الاكتئاب والخوف من تفجيرات
أخرى خاصة فى المولات الكبرى، التى تكثر بها دور العرض السينمائى، مما أدى
إلى رفع الحالة الأمنية داخلها.
وتضاربت تصريحات السينمائيين فى وصف حالة سوق السينما المصرية، فقد
أكد بعضهم أن الأمور تسير على مايرام، بينما قال البعض الآخر إن الإيرادات
انخفضت بشكل كبير حيث تعرضت ثمانية أفلام بعضها مستمر من موسم عيد الأضحى،
وهى «زهايمر» و«بلبل حيران» و«ابن القنصل» و«محترم إلا ربع»، وانضم إليها
يوم ١٥ ديسمبر «٦٧٨»، ثم «بون سواريه» يوم ٢٢ ديسمبر، ثم «الوتر» يوم ٢٩
ديسمبر، وأخيرا «الشوق» يوم ٥ يناير، بينما تضم خريطة موسم اجازة نصف السنة
أفلام «فاصل ونعود» لكريم عبدالعزيز و«٣٦٥ يوم سعادة» لأحمد عز و«كف القمر»
للمخرج خالد يوسف، و«الفيل فى المنديل» لطلعت زكريا و«إذاعة حب» لمنة شلبى.
المنتج وليد صبرى أكد أن حادث الكنيسة أثر سلبا على الحالة النفسية
للشعب المصرى، وبالتالى انعكس على حالة السينما، وللأسف الشديد هناك شواهد
تؤكد هذه الآثار السلبية، حيث تدهورت إيرادات أسبوع رأس السنة رغم أنها
أيام أعياد وإجازات، وكان مفترضاً أن تحقق السينما ملايين فى هذا الأسبوع،
لكن للأسف الأزمة خسفت بالإيرادات الأرض، فمثلا فيلم «الوتر» الذى عرض مساء
يوم ٢٩ ديسمبر وقبل الحادث حقق فى أول يومين ٣٠٠ ألف جنيه، وكان يفترض أن
يحقق يوميا ما يعادل هذا المبلغ -بحد أدنى- نظراً لظروف الامتحانات، ويكون
مجموع إيرادات الأسبوع الأول حوالى مليونين ونصف أو ثلاثة ملايين جنيه، لكن
أزمة الكنيسة عصفت بايرادات الفيلم، ووصل إجمالى إيرادات الفيلم فى أول
أسبوع إلى ٦٠٠ ألف جنيه فقط. ويبقى الأمل فى الأيام المقبلة أن يتم حل
الأزمة واحتواء الحالة النفسية السيئة، ويتم تعويض الخسائر .. كما نتمنى أن
تحصل الأفلام التى ستعرض فى الفترة المقبلة، وبالتحديد فى النصف الثانى من
يناير على فرصة أفضل.
المنتج وائل عبدالله قال لاشك أن الأزمة أثرت بقوة على المجتمع وحالته
وعلى السينما وأوراقها وخطتها، لكن لم يتم التغيير الجذرى فى الخريطة
العامة للسينما فى موسم نصف السنة أملا فى أن تنتهى الأزمة باستثناء فيلم
«كف القمر»، الذى تم تأجيله إلى شهر مايو بناء على رغبة منتجه كامل أبوعلى،
لكن أعتقد أن الخوف الحقيقى سيتمثل فى المرحلة المقبلة، وهناك احتمالان..
أولهما أن يتم احتواء الأزمة الحالية، وبالتالى تتحسن الأمور بشكل تدريجى
.. والاحتمال الثانى، لا قدر الله، أن تتفاقم الأزمة، وتحدث مشكلة أخرى،
وهذا يحمل خطرا على السينما وكل شىء.
عبدالجليل حسن، المسؤول الإعلامى فى الشركة العربية للإنتاج والتوزيع
السينمائى أكد ايضا أن الأفلام المعروضة تأثرت إلى حد كبير، بسبب الحادث
وحالة الاكتئاب، التى أصابت الناس بالإضافة إلى موسم الامتحانات، وقال:
انخفضت الإيرادات إلى النصف تقريبا، منها «زهايمر» و«محترم إلا ربع» و«٦٧٨
و«بون سواريه»، أما «الشوق» الذى عرض بعد أيام من الحادث، فلم تتضح
إيراداته حتى الآن، أما فيلما « ٣٦٥ يوم سعادة» و«الفيل فى المنديل»، فلم
يتحدد موعد عرضهما حتى الآن، لكنهما مازالا على قائمة أفلام نصف السنة .
وأوضح محسن بغدادى، المسؤول العام بشركة المجموعة الفنية المتحدة، أنه
بحكم طبيعة الشعب المصرى، الذى تفاعل مع الأحداث، تأثرت السينما، لكن
المؤثر الأكبر على الانخفاض الملحوظ فى الإيرادات هو الامتحانات، وقال:
الإيرادات تقل فى موسم الامتحانات بنسبة ٢٠ % ومن الطبيعى أن يكون معدل
الإيرادات منخفضاً إلى حد ما، وقد تكون أزمة الكنيسة، بالاضافة للامتحانات
كان وراء ضعف الإيرادات.
ميسون حافظ، المسؤولة الإعلامية بشركة الماسة، أكدت وجود تشديدات
أمنية على دور العرض، وسيتم تكثيفها مع طرح الأفلام الجديدة، وقالت: فيلم
«فاصل ونعود» سيعرض يوم ١٩ يناير الجارى، ويتم الآن عمل الدعاية اللازمة
وطرح الافيشات، ولن تتغير خريطتنا والسينما كصناعة ترفيهية يمكن أن تكون
جانباً إيجابياً وسط حالة الاكتئاب، التى يعانيها الناس، والفيلم الوحيد
الذى لم يحسم أمره هو «إذاعة حب» لمنة شلبى لأنه لم يتم الانتهاء من بعض
مراحله الفنية رغم أنه من المقرر عرضه يوم ٢٧ يناير.
منيب شافعى، رئيس غرفة صناعة السينما، نفى إمكانية حصر تأثيرات الأزمة
الحالية على السينما بدقة لأنها تواكبت مع موسم الامتحانات، وقال: السينما
صناعة، ولابد من الالتزام بالعروض السينمائية والخريطة الموضوعة، فليس
منطقيا أن نتوقف عن السينما بسبب أى ظروف.
«المصرى اليوم» حصلت على إيرادات أسبوع الأزمة، وبالتحديد من الأربعاء
٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ إلى الأربعاء ٥ يناير ٢٠١١، جاءت كالتالى:
حقق «زهايمر» مليوناً و٢٨٠ ألف جنيه، وبذلك يصل إجمالى إيراداته إلى
٢٣ مليوناً و٣٣٨ ألف جنيه فى تسعة أسابيع، و«بون سواريه» مليون و١٨٠ ألف
جنية، بإجمالى ثلاثة ملايين و٦٠٠ ألف جنيه فى أسبوعين، و«الوتر» ٦٠٣ ألف
جنيه فى أول أسبوع عرض، و«بلبل حيران» ٥٩٥ ألف جنيه، وبإجمالى إيرادات ١٨
مليوناً و٥٠٤ آلاف جنيه فى ثمانية أسابيع، و«ابن القنصل» ٤٥٤ ألف جنيه،
وبإجمالى إيرادات ١٤ مليوناً و٤٨٨ ألف جنيه فى ثمانية أسابيع، «٦٧٨» ٤٣٣
ألف جنيه، وبإجمالى إيرادات أربعة ملايين و٣٧٩ ألف جنيه فى ثلاثة أسابيع،
و«محترم إلا ربع» ٣٧٢ ألف جنيه، وبإجمالى إيرادات وصل إلى ٩ ملايين و٩١٦
ألف جنيه فى تسعة أسابيع عرض.
المصري اليوم في
09/01/2011 |