أفضل ممثل هذا العام هو الأردنى «إياد نصار» لأنه أدى بعبقرية وفهم بعمق
شخصية حسن البنا، واستطاع بموهبة فنان مثقف أن يعبر عن التناقض فى شخصية
مؤسس «الجماعة» والصراع الداخلى بين النوازع الدينية النبيلة وأدوات
السياسة الملتوية، أما أسوأ ممثل فى 2010 فهو الكوميديان حجاج عبد العظيم
الذى قدم واحداً من أردأ أدواره فى «زهرة وأزواجها الخمسة» وجمع بين الغلظة
والفجاجة فى عشرات الأدوار الأخرى التى يستهلك بها موهبته بدافع «النحت»
والرغبة فى قبول أى عمل قبل أن ينصرف عنه المنتجون.
وتستحق القديرة «سوسن بدر» لقب أفضل ممثلة سواء من خلال الأعمال التى
قدمتها فى السينما أوالتليفزيون، ولو كان هناك «أوسكار» لأحسن أم لرشحتها
لتلك الجائزة، فقد قدمت أدوار الأم هذا العام بتنويعات مختلفة بين الكوميدى
والتراجيدى والإنسانى، شاهدتها فى «الشوق» و«678» على الشاشة الفضية، وفى «عايزة
اتجوز» و«الحارة» تليفزيونياً فوجدتها قد وصلت إلى قمة نضوجها الفنى، أما
الأسوأ فهى «عبلة كامل» التى استغرقتها إعلانات مساحيق الغسيل والسمن
النباتى، وقدمت فى رمضان مسلسلاً كوميدياً مهلهلاً وظهرت فيه مفتعلة
ومتكلفة، وفقدت كثيراً من بريقها ورصيدها عند الناس.
وفى الغناء، يمتعنى صوت وائل جسار فى العاطفى والدينى وتترات المسلسلات،
وهو مطرب صداح، يشدو من قلبه وبإحساسه، ولا يستعرض عضلاته الصوتية فى
الأداء، رغم أن إمكاناته تسمح له «بالفزلكة» ورش «العُرب» على الألحان كما
يفعل آخرون، ومن الأصوات النسائية لا تزال صاحبة الصوت الملائكى الحانى «إليسا»
هى الأفضل، وإن كانت ألحان أغنياتها أصبحت تتشابه كثيراً، وربما هى لا تجيد
الغناء سوى من هذه الطبقة، لكنها مغنية تخترق قلبك وتستطيع تمييز صوتها
وطريقة أدائها بين مئات المطربات. أما عن الشعر الغنائى فالجوكر دائماً فى
السنوات العشر الأخيرة هو «أيمن بهجت قمر» الذى أصبح له قاموسه الخاص،
ومفرداته المميزة التى يلتقطها من على ألسنة الناس فى الشارع ويحولها إلى
أغان وأشعار، وكلماته فى مقدمتى مسلسلى «العار» و«أهل كايرو» من أجمل ما
سمعت.
وفى السينما، أثبت خالد أبو النجا أنه ليس مجرد «ولد حليوة» لكنه فنان صاحب
حلم ومشروع سينمائى خاص، وهو يمتلك كل المقومات ليصبح نجم السنوات القادمة،
وإسهامه فى إنتاج فيلم «ميكروفون» وتجارب جريئة أخرى يرشحه للحفاظ على
تواجده فى المقدمة، والنجاة من موجات الصعود والهبوط المفاجئة لزملائه من
هذا الجيل.
ولولا حالة «التوهان» وعدم التركيز الفنى التى تمر بها الصاعدة الجميلة
يسرا اللوزى لرشحتها هى الأخرى لتكون «فيديت» السينما الأولى خلال الفترة
المقبلة، بشرط أن تتخلص من طابعها «الخواجاتى» ولم يلفت انتباهى من مذيعات
البرامج الحوارية الجديدات هذا العام سوى مذيعة الـ «أون. تى . فى» ريم
ماجد، فهى لا تقلد أحدًا، ولها أسلوبها الخاص جداً وتستخدم مفردات عامية
موحية ومعبرة ومنتقاة بعناية شديدة، بحيث تحافظ دائماً على رقتها وتهذيبها
ولا تنزلق أبداً إلى السوقية أو الفجاجة.
ويعجبنى أيضاً أحمد المسلمانى بحسه الوطنى وثقافته الموسوعية وذكائه الشديد
فى اختيار الأخبار والموضوعات والمقالات التى يتناولها فى «الطبعة الأولى»
ويعلق عليها بطريقته السلسة الناعمة والموجعة فى نفس الوقت، ولكن لا يعجبنى
استخدامه لألفاظ مثل «زبالة» و«حقيرة» بشكل شبه يومى.
مجلة أكتوبر المصرية في
02/01/2011
أفراح و أحزان النجوم
محمد حسن
مر عام 2010 ولكن أحداثه السعيدة والحزينة لا تزال فى ذاكرة النجوم..
أحداث سعيدة
* زواج الممثلة والمطربة اللبنانية مايا نصرى من المخرج السينمائى إيهاب
لمعى وإقامة الزفاف فى لبنان بلد العروس.
* إنجاب الممثلة الشابة راندا البحيرى لابنها الأول «ياسين» من زوجها رجل
الأعمال المصرى.
* إنجاب الممثلة الشابة «نور» اللبنانية ابنها الأول «ليوناردو» من زوجها
رجل الأعمال السورى يوسف.
* الفنان كريم عبد العزيز يرزق بابن ثان يطلق عليه اسم «على».
* انطلاق قناة تليفزيونية جديدة لفترة مؤقتة على شاشات التليفزيون المصرى
لعرض تراث التليفزيون احتفالاً باليوبيل الذهبى على إنشائه برئاسة عمر
زهران.
* عودة عيد الفن بعد قرار من رئيس الجمهورية بعودته عقب لقائه بالنجم طلعت
زكريا.
* إعلان النجم عادل إمام عن عودته للعمل فى المسلسلات من خلال مسلسل «فرقة
ناجى عطا الله» بعد غياب 25 عاماً منذ آخر مسلسل «دموع فى عيون وقحة» عام
1985.
* إعلان الفنان محمود عبد العزيز عودته للتليفزيون من خلال مسلسل «الملك»
بعد غياب خمس سنوات منذ عام 2005 فى مسلسل «محمود المصرى».
جوائز وتكريمات
* حصول الممثل الشاب «سامح حسين» على الجائزة الذهبية فى مهرجان الإعلام
بالأردن عن مسلسله «اللص والكتاب».
* سوسن بدر وعمرو واكد يحصلان على جائزتى أحسن ممثل وممثلة من مهرجان
القاهرة السينمائى الدولى سوسن عن الفيلم المصرى «الشوق» وعمرو عن الفيلم
الإيطالى «الأب والغريب».
* تكريم حسن يوسف وماجدة وعفاف راضى عن أعمالهم فى مهرجان دمشق السينمائى.
* تكريم صفية العمرى وليلى علوى فى مهرجان القاهرة السينمائى عن مجمل
أعمالهما.
مفاجآت
* القبض على شقيقة الممثلة زينة بتهمة بيع الهيروين ثم الإعلان عن براءتها.
* إصابة النجم صلاح عبد الله بجلطة فى المخ ثم شفائه تماماً وعودته إلى
العمل الفنى حيث قام بتصوير فيلم «الفاجومى» مع خالد الصاوى ويؤدى فيه دور
الشيخ إمام عيسى.
* إعلان الممثلة الشابة منة فضالى اعتزالها الفن بعد الهجوم الذى شن عليها
من قبل الجمهور والنقاد بعد تصوير لحفلة عيد ميلادها وهى ترقص بخلاعة ثم
عودتها للتمثيل مرة أخرى.
* إعلان طلاق رانيا فريد شوقى ومصطفى فهمى ثم إعلان عودتهما.
* طلاق الممثلة إيمان العاصى بعد زواج 8 شهور من زوجها المليونير صاحب إحدى
شركات الأدوات الكهربائية الكبيرة.
* غلق استديو «قناة اليوم» فى القاهرة بسبب تأخر المسئولين بالقناة عن دفع
إيجار الاستديو لمدينة الإنتاج الإعلامى مما تسبب ذلك فى اختفاء برنامج
«القاهرة اليوم» الذى يقدمه عمرو أديب.
* إعلان الفنانة سميرة أحمد خوض انتخابات مجلس الشعب عن دائرة باب الشعرية
ثم الإعلان عن عدم فوزها.
رحيل
فى عام 2010 رحل عن عالمنا العديد من نجوم الفن ورموزه من كُتَّاب
وممثلين..
* المؤلف أسامة أنور عكاشة عن 68 عاماً.
* الفنان فؤاد أحمد عن 70 عاماً.
* الفنان نظيم شعراوى عن 80 عاماً.
* المخرج صلاح السقا عن 81 عاماً.
* الفنان عبد الله فرغلى عن 82 عاماً.
* الفنانة برلنتى عبد الحميد عن 76 عاماً.
* المؤلف مهدى يوسف عن 56 عاماً.
* الفنان والمخرج المسرحى الكبير أنور رستم عن 75 عاماً.
قضايا
* الممثلة ميسرة أقامت دعوى سب وقذف ضد الممثلة ريم البارودى وحكمت المحكمة
الاقتصادية بحبس ريم وغرامة 20 ألف جنيه وقامت هى بعد ذلك بالاستئناف. ولم
يحكم فيه بعد.
* إيمان البحر درويش أقام دعوى تعويض على شركة
ART
بسبب تسجيل إحدى الفقرات التى اعتبرها إساءة إليه وحكمت المحكمة الاقتصادية
له بتعويض قدره 100 ألف جنيه.
خلاف
* الفنانة المعتزلة شادية أعلنت خلافها مع أى عمل يقدم قصة حياتها بعد
إعلان المؤلف ماهر زهدى كتابته لمسلسل عنها. وهددت شادية اللجوء للقضاء
وتوقف العمل.
مجلة أكتوبر المصرية في
02/01/2011
.. والذى منه
محمد ناصر
ختام العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وقبيل رحيل عام 2010 بأيام..
فيلم «678» يدخل بالسينما إلى منطقة من المناطق الحساسة المسكوت عنها فى
المجتمع عندما يعرى واقع ظاهرة التحرش الجنسى.
والأهم فى هذا الفيلم أن صناعه لم يكتفوا بأنهم قدموا موضوعاً جديداً لم
يسبق تناوله على شاشة السينما. وإنما حرصوا على أن يأتى تناول القضية بجرأة
صارمة وأن يكون الحل على نفس الدرجة من الصدمة.. الأمر الذى دفع البعض
للمطالبة مؤخراً بحكم قضائى بوقف عرض الفيلم باعتباره فيلمًا يحرض المرأة
على العنف.
.. وإذا كان ذلك رد فعل لم يكن فى حسبان صناع الفيلم فإن حوادث الفيلم
الجادة والمأساوية أيضاً لم تكن فى حسبان جمهور المراهقين الذى قاتل للحصول
على تذكرة دخول الفيلم عن تصور أنه من نوعية الأفلام التى يصنفها هؤلاء
«المراهقون» بأفلام المناظر أو التعبيرات الساخنة.. خرج جمهور الفيلم من
هذه الشريحة مصدوماً فى جدية الفيلم ومأساوية التناول.. وفوجئ صناع الفيلم
بأن فى المجتمع من لم يستقبل الفيلم على أنه تعرية وكشف لشكل من أشكال
العنف ضد الأنثى فى مجتمعاتنا. وإنما رأى فى الفيلم تحريضًا للأنثى على أن
تواجه الأزمة بالعنف. العنف ضد الرجل «الرجل من نوعية أولئك الرجال
المصابين بهوس ممارسة التحرش»..
.. والذى زاد من حدة الصدمة لمجتمعنا «الذى هو مجتمع ظاهرى يشهد مداً من
التدين». الفيلم قدم قصصاً لثلاث إناث مستوحاة من حكايات واقعية حدثت
بالفعل.. ثلاث من شرائح مجتمعية مختلفة فى المجتمع. ولم يغفل صناع الفيلم
أن يكون «للمحجبة» نصيب من التعرض للتحرش.
.. حمل الفيلم تساؤلات عن أسباب هوس التحرش تساؤلات أحدثت اشتباكًا لم يحسم
بعد. نتناوله فى مقال قادم.
مجلة أكتوبر المصرية في
02/01/2011
بانوراما سينمائية:
أفـلام أقـل.. ودمــاء جـديـدة والمستقلون يحصدون الجوائز
محمود عبدالشكور
أفْرز الموسم السينمائى لعام 2010 عدة ظواهر سلبية وإيجابية تستحق التعليق
والدراسة، أبرز الظواهر السلبية انكماش عدد الأفلام التى تم عرضها خلال
العام الحالى بعد أن كانت 40 فيلماً مثلاً فى عام 2008، واضطراب مواسم عرض
الأفلام خاصة الموسم الصيفى اضطراباً واضحاً، لدرجة أنه لم يتم خلال موسم
الصيف لعام 2010 إلا تسعة أفلام فقط فى حين كنا نصل أحيانا إلى 14 فيلماً
وكان من أسباب هذا التقلص الكمى لعرض الأفلام: أزمة أنفلونزا الخنازير
والطيور فى بداية الشتاء، ثم موسم الامتحانات ودخول شهر رمضان فى قلب
الموسم خلال ذروة فترة الصيف، كما ساهمت مباريات كأس العالم فى جنوب
أفريقيا فى هروب الموزعين من موسم الصيف، بل إن نجماً مثل عادل إمام عرض
فيلم زهايمر فى موسم عيد الأضحى لأول مرة منذ عدة سنوات.
يؤكد كل ذلك أن الموزعين مازلوا يتعاملون عشوائياً مع السوق وإن كانت هناك
محاولات بين فترة وأخرى بخلق مواسم بديلة تحاول استقطاب الجمهور بعيداً عن
الصيف والاجازات، أما الأفلام التى تم عرضها فى عام 2010 فى دور العرض فهى:
(1) كلمنى شكراً ، (2) أحاسيس (3) رسائل البحر، (4) عايشين اللحظة، (5) ولد
وبنت، (6) قاطع شحن (7) عصافير النيل، (8) هليوبوليس، (9) تلك الأيام، (10)
نور عينى، (11) عسل أسود، (12)الديلر، (13) الثلاثة يشتغلونها (14) اللمبى
8 جيجا (15) بنتين من مصر، (16)الكبار، (17) لا تراجع ولا استسلام، (18)
الرجل الغامض بسلامته (19) سمير وشهير وبهير، (20)عائلة ميكى، (21)أولاد
البلد، (22) زهايمر، (23) ابن القنصل، (24) بلبل حيران، (25)محترم إلاَّ
ربع، (26) بصرة، (27) 678، (28) بون سواريه.
والطريف أن الموسم السينمائى اتاح عرض فيلم فلسطينى هو «المرّ والرمان»
الذى كتبته وأخرجته نجوى نجار، أما الأفلام المصرية التى حصدت الجوائز فى
مهرجانات 2010، فأبرزها ينتمى لتيار السينما المستقلة، وتحديدا فيلم «حاوى»
الذى كتبه وأخرجه إبراهيم البطوط، وفاز بجائزة افضل فيلم فى مسابقة مهرجان
الدوحة للأفلام العربية، وفيلم «ميكروفون» الذى حصل على التنين الذهبى فى
مهرجان قرطاج العريق، وحصد جائزة افضل فيلم عربى فى مهرجان القاهرة
السينمائى، ومن الأفلام التى لم تُعرض تجارياً، ولكنها فازت بجوائز، فيلم
«الشوق» لمؤلفه سيد رجب، ولمخرجه خالد الحجر وقد حصل الفيلم على الهرم
الذهبى، وعلى جائز أفضل ممثلة سوسن بدر فى مهرجان القاهرة السينمائى
الأخير، وعرض أيضاً من انتاجات السينما المستقلة فيلم «الطريق الدائرى»
الذى كتبه وأخرجه تامر عزت، واشترك فى المسابقة العربية لمهرجان القاهرة.
لو تأملت قائمة أفلام العام التى عرضت فى الصالات أو شاركت فى المهرجانات
ستكتشف نشاطاً واضحاً فى مجالا الأفلام المستقلة التى شاهد الجمهور لها
فيلمى «هليوبوليس» و «بصرة» ولكن دون نجاح أو حتى صمود تجارى يذكر. وهذا
يدعونى إلى تكرار ما طالبت به مراراً بأن يكون توزيع الأفلام المستقلة غير
تقليدى بما يتناسب مع نوعية الأفلام وأن تتاح فرصة وصول هذه الأفلام فى
التجمعات الشبابية بعيدا عن الصالات المغلقة عموما مجرد نشاط وتواجد
الأفلام المستقلة الروائية الطويلة، ومجرد حصولها على الجوائز أمر يضيف
للسينما المصرية، كما أنها نجحت فى اجتذاب نجم مثل خالد أبوالنجا ليساهم فى
إنتاج فيلم «ميكرفون» ولو قام كل ممثل شاب أو نجم بدعم فيلم مستقل واحد
تمثيلاً أو إنتاجاً لكانت الصورة أفضل مما يحدث الآن.
وبالإضافة إلى تيار السينما المستقلة الذى بدأ فى التفاعل المباشر مع جمهور
الصالات وعلى نطاق أكبر، فإن الأفلام التى دعمتها وزارة الثقافة مثل «رسائل
البحر» و «عصافير النيل» و «تلك الأيام» بالإضافة إلى فيلم «المسافر» الذى
عرض أخيراً فى مهرجان الإسكندرية، يمكن أن تساهم فى تقديم مواهب جديدة،
وسينما مختلفة مهما اتفقنا أو اختلفنا حول هذا الفيلم أو ذاك.. وعموما فإن
قلة الأفلام المعروضة لم تمنع أبدا من تقديم عدة أسماء جديدة فى عالم
الكتابة السينمائية مثل سيد فؤاد «كلمنى شكراً»، وأشرف حسن «أحاسيس» وألفت
عثمان «عايشين اللحظة»، وأحمد عبدالله «هليوبوليس» وأحمد رشوان «بصرة»،
وشريف نجيب «لا تراجع ولا استسلام» وعلى الرغم من تفاوت مستوى أفلامهم إلا
أن مجرد دخول دماء جديدة إلى مجال الكتابة ظاهرة جيدة، والأفضل سيثبت نفسه
مستقبلاً، ولو خرجنا فى كل عام بكاتبى سيناريو على مستوى رفيع نكون قد
حققنا شيئاً جيداً، وقد اثبت السوق أنه يتسع لكل الأجيال من داود عبدالسيد
ويوسف معاطى وأيمن بهجت قمر، وبلال فضل إلى خالد دياب صاحب فيلمى «بلبل
حيران» و «عسل أسود» وشقيقه محمد دياب مؤلف فيلم «678»، ومحمد أمين صاحب
رائعة «بنتين من مصر»، بل إن عام 2010 شهد عودة نجم افلام الواقعية الجديدة
فى مجال الكتابة المخضرم بشير الديك وللأسف لم تكن العودة جيدة من خلال
فيلم «الكبار»، ولكن الأمل موجود أن يعود فى عمل أفضل.
الأسماء الجديدة كانت أيضاً فى مجال الإخراج مع أسماء مثل كريم العدل «ولد
وبنت» ، وأحمد غانم «تلك الأيام» وأحمد عبدالله «هليوبوليس»، وأحمد رشوان
«بصرة» ومحمد العدل «الكبار» ومعتز التونى «سمير وشهير وبهير»، ومحمد دياب
«678» واعتقد أيضا أننا لو خرجنا كل عام بمخرجين متميزين يكون السوق قد نجح
فى دعم الصناعة ودفعها للأمام، ولا شك أن الأصداء الطيبة التى لاقاها فيلم
«هليوبوليس» هى التى دفعت منتجاً فى السوق مثل محمد حفظى يتحمس للمشاركة فى
إنتاج الفيلم الرائع «ميكروفون» لنفس المؤلف والمخرج الشاب الموهوب أحمد
عبدالله وبالمناسبة فإن حفظى هو أيضا منتج أحد أظرف أفلام العام تجارياً
وفنيا وهو فيلم «سمير وشهير وبهير» مما يعنى أن فكرة نجاح المستقلين فى
اختراق السوق ليست مستحيلة، ولكنها تحتاج إلى درجة عالية من الخيال
والابتكار والمثابرة.
تستطيع أيضاً أن تجد فى افلام 2010 العديد من الأسماء الجديدة فى عالم
التمثيل على سبيل المثال لا الحصر، لديك «حورية» التى لعبت دور فجر شقيقة
غادة عبدالرازق فى فيلم «كلمنى شكراً» ومى سليم المغنية التى اجتهدت كثيرا
فى أداء الدور النسائى الأول فى فيلم الديلر، ولدينا الأردنية الموهوبة صبا
مبارك فى دورها الأول فى فيلم روائى مصرى طويل فى «بنتين من مصر»، وليلى
سامى فى تجربتها الأولى غير الموفقة فى «تلك الأيام» ورحمة إحدى بطلات
«سمير وشهير وبهير» الثلاثة، ويارا جبران التى ظهرت فى فيلمى «بصرة» و
«678»، والمخرجة نبيهة لطفى فى أول أدوارها السينمائية فى «رسائل البحر»
والواعدة صاحبة الحضور وخفة الظل إيمى سمير غانم فى أفلام مثل «بلبل حيران»
و«سمير وشهير وبهير» و«عسل اسود»، وإيرينى فارس فى دور الابنة التى تبحث عن
شاب يهتم بها فى فيلم «عائلة ميكى» كما ظهر أحمد داود كبطل لفيلم «ولد
وبنت» أمام مريم حسن التى قدمت من قبل دورا واحداً فى فيلم «45 يوم» كلها
اسماء جديدة تحاول أن تقدم نفسها جنباً إلى جنب مع نجوم الشباك الذين
مازالوا يتصدرون الساحة: من عادل إمام إلى أحمد السقا وأحمد حلمى، وهناك
محاولات من بعيد تنجح حيناً وتتراجع إحيانا لخلق أبطال آخرين مثل عمرو
عبدالجليل ومحمد رجب، وياسمين عبدالعزيز، والملاحظ عموما فى 2010 أن بعض
النجوم اصبحوا يقفون محلك سر من الناحية الفنية رغم تقديمهم أفلامًا تحقق
إيرادات جيدة، من هؤلاء مثلاً تامر حسنى ومحمد سعد وهانى رمزى، لا تستطيع
مثلاً خيال ومغامرة سمير وشهير وبهير بفيلم قادم من الثلاجة مثل الرجل
الغامض بسلامته، ولا يمكنك أن تقارن تفكك سيناريو فيلم «نور عينى» بإحكام
وجرأة فيلم مثل «بنتين من مصر» ولا يمكن أن تقارن المعنى فى فيلم بسيط مثل
«عائلة ميكى» بلا معنى فى فيلم محمد سعد لعام 2010 الذى حمل اسم «اللمبى 8
جيجا»..
اعتقد أيضاً أن أفلام عام 2010 تُنبىء بأن كوميديا الافيهات يمكن أن تتراجع
مستقبلاً لأنه دون وجود سيناريو قوى ومتماسك سيشعر المتفرج بالملل، ولكن
المشكلة دائماً فى تعلق الجمهور بالنجوم فيدخل فيلم عادل إمام وحلمى ثم
يعطيهم فرصة للتجديد فى كل مرة، فإذا تراجع المستوى من فيلم لآخر فمن
المحتمل أن ينصرف إلى أفلام أخرى تعنى بالدراما بقدر عنايتها بالضحك.
وتبقى قائمة الأفضل بين أفلام 2010، والتى استأثر بنصيب كبير منها فيلم
رسائل البحر لمؤلفه ومخرجه داود عبدالسيد وهو بالمناسبة الفيلم الذى اختير
عن جدارة لتمثيل مصر فى مسابقة الأوسكار، بالتأكيد رسائل البحر هو أفضل
فيلم، كما أن مخرجه داود عبد السيد هو أفضل مخرج، ويستحق أيضاً أفضل
سيناريو مناصفة مع فيلم بنتين من مصر الذى كتبه محمد أمين ويستأهل رسائل
البحر لقب أفضل ديكور أنسى أبوسيف مناصفة مع حامد حمدان عن فيلم كلمنى
شكراً وأفضل موسيقى تصويرية لراجح داود وأفضل مونتاج منى ربيع. أما أفضل
تصوير فسيتحقه رمسيس مرزوق عن عصافير النيل. وافضل ملابس ريم العدل عن سمير
وشهير وبهير، ومروة عبدالسميع عن الثلاثة يشتغلونها. وأفضل فيلم كوميدى لا
تراجع ولا استسلام، وأفضل ممثل كوميدى أحمد مكى عن شخصية «حزلقوم» فى نفس
الفيلم.
أما أفضل الممثلين والممثلات، فقد أخترت خالد النبوى كأفضل ممثل عن دوره فى
«الديلر» وزينة وبشرى كأفضل ممثلتين عن دورهما فى «بنتين من مصر» و «678»
واخترت شويكار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى كلمنى شكرا مناصفة مع دلال
عبدالعزيز عن دورها فى عصافير النيل، واخترت سعيد صالح كأفضل ممثل مساعد عن
دوره فى زهايمر مناصفة مع ماجد الكدوانى، عن دوريه فى لا تراجع ولا استسلام
و 678 كما اخترت الرائعتين زينة وصبا مبارك كأفضل ثنائى فنى، ورامى غيط
كأفضل ممثل صاعد عن دوريه فى «كلمنى شكراً» و«ولاد البلد» والثلاثى إيمى
سمير غانم وسامية أسعد وإيرينى فارس كأفضل وجوه نسائية صاعدة.
مجلة أكتوبر المصرية في
02/01/2011
سينما الديجيتال.. قنبلة العام
أحمد إبراهيم
من أهم مفاجآت عام 2010 السينمائى، ظهور جيل جديد من السينمائين الشبان..
جيل أقرب للهواية منه للاحتراف، حمل كاميراته ومعداته «الديجيتال» ليضرب
بكل قواعد السينما التجارية عرض الحائط، فأفلامهم بلا هيمنة لنجم أوحد ولا
سيطرة لمنتج.. شباب جديد من فدائيى السينما، صنع أسلوبا جديدا، وحاز الكثير
من الإعجاب الجماهيرى وحقق الكثير من المكاسب السينمائية والفنية، وحصد
العديد من الجوائز من مهرجانات عالمية مهمة، ومن بين هؤلا المبدعين الشبان
المخرجان إبراهيم البطوط، وأحمد عبد الله، والأول لا يعتمد على سيناريو فى
أفلامه، مقدما أسلوبا جديدا أعتقد أن أحدا لا يشاركه فيه- فى السينما
المصرية طبعا- والثانى يكتب أفلامه ويخرجها كما أنه يمارس المونتاج،
بالاضافة للإخراج وكتابة السيناريو.. والاثنان قدما تجربتهما الثانية فى
2010، فقدم البطوط صاحب «تحفة عين شمس العام الماضى» فيلمه «حاوى»، وقدم
أحمد عبد الله فيلم «ميكرفون»، ولو حاولنا رصد المكاسب من وراء هاتين
التجربتين سنجد أنها بلا حصر...فعن التمثيل حدث ولا حرج طاقات تمثيلية أقل
ما يقال عنها إنها مبهرة، أما من ناحية التكنيك فلقد أفرزت التجربتان اثنين
من مديرى التصوير الواعدين، الأول «هشام فاروق» والثانى: محمود لطفى» وكذلك
«أمير خلف» كموسيقى تصويرية فجمله الموسيقية هادئة ولكنها معبرة مفعمة بروح
المشهد حاضنة لمعانيه.. وأخيرا لقد فتح الاثنان باب الإبداع الحر لأجيال
جديدة من السينمائيين قادرة على التعبير عن روح الوطن وعن عبقرية الفنان
المصرى القادر بفنه أن يجوب كل أطراف المعمورة رافعا اسم مصر مشرقا
متفردا....
مجلة أكتوبر المصرية في
02/01/2011
|