المسألة لا تأخذ أكثر من 5 دقائق.. يصعد الرجل الى الأتوبيس
المزدحم.. ينظر حوله باحثا عن فريسته إلى أن يجدها. قد تكون مرتدية غطاء
الرأس أو
قد تكون بدونه.. قد تكون كاشفة عن جزء من كتفيها أو ساقيها أو قد تكون
متوارية داخل
عباءة سوداء فضفاضة.. لا يهم ما ترتديه.. مادامت تملك ما يبحث
عنه.. ينظر حوله نظرة
أخرى ليطمئن أن أحدا لا يراقبه ثم يتجه نحوها.. يلتصق بها ثم تبدأ رحلة يده
نحو
جسدها.. تلك الرحلة التى ينفس فيها عن ذكوريته، إحباطاته، كبته وهواجسه،
وهنا تصبح
أمامه نتيجتان متوقعتان لا ثالث لهما.. إما أن تصمت هى أو أن
توبخه، وفى الحالة
الثانية مازال يملك خيارات، إذ يمكنه ببساطة أن يرفع صوته فى وجهها فتتراجع
هى خوفا
من الفضيحة. انتهى الموقف، على الأقل بالنسبة له ولكن بالنسبة لها لم ولن
ينتهى
الموقف أبدا خاصة أنه لم يكن الأول ولن يكون الأخير.
عن تلك الدقائق الخمس
تدور أحداث فيلم «678» الذى قام بتأليفه وإخراجه «محمد دياب» وبدأ عرضه
التجارى يوم
الأربعاء الماضى.
ذلك الفيلم الذى لا يمكننا الفصل بين مستواه الفنى وبين
القضية التى جرأ على طرحها بينما فضل المجتمع أن يغلق عينيه وفمه وإذنه كى
لا يراها
أو يسمعها أو حتى يتحدث عنها.
* 3
نساء
فى «678»
نحن نشاهد القضية من خلال3 نساء.. تفرقهن
اختلافات اجتماعية ودينية وثقافية بل
واقتصادية ويجمعهن التحرش بقهره وصوره المختلفة.
فى هذا الفيلم تجد «فايزة»
أو «بشرى» الموظفة الشابة المحجبة التى يرهقها زوجها برغباته الجنسية التى
تعجز عن
تلبيتها بعد أن غلبها التحرش الذى تتعرض له يوميا فى الأتوبيس ونزع منها
إحساسها
بالجنس ولذته ويرهقها أبناؤها بمصاريف المدرسة التى تعجز عن
سدادها بسبب الخصم الذى
قضى على مرتبها الحكومى نتيجة لجوئها إلى «التاكسى» الذى ينقذها أحيانا من
التحرش.
أيضا هناك «صبا سامى» أو «نيللى كريم» ابنة الطبقة الراقية والتى تسكن فى
فيللا بإحدى المناطق السكنية الحديثة والفاحشة الثراء. «صبا»
غير المحجبة ابنة رجل
مهم تعمل فى مجال الحلى والأنتيكات ومتزوجة من طبيب يلعب دوره «أحمد
الفيشاوى»
وتعيش حياة زوجية مستقرة سرعان ما تنهار
بسبب المباراة التى فاز فيها المنتخب
المصرى.
تذهب «صبا» إلى المباراة مع زوجها وهى على وشك أن تزف إليه خبر
حملها ولكن الجمهور المنتشى بفرحة الفوز لا يمهلها الفرصة. إذ
ينقض عليها بعد
المباراة ويخطفها من زوجها لتصبح هى وليمة المتحرشين فى تلك الليلة.
حياة «صبا» تتبدل بعد ما حدث إذ يتركها زوجها
ويفضل النوم بالمستشفى ويخبرها أنه عاجز عن
النظر إليها لأن رجولته أصيبت فى مقتل. «صبا» تفقد الجنين
ولكنها تقرر ألا تظل
سلبية فتبدأ فى إلقاء محاضرات بأحد المراكز الثقافية عن الطرق التى يمكن
للمرأة بها
الدفاع عن نفسها إذا تعرضت للتحرش.
الشخصية الثالثة هى «نيللى رشدى» أو «ناهد»
والتى يمكنك التعامل معها باعتبارها المعادل السينمائى لـ «نهى رشدى» أول
امرأة مصرية ترفع قضية ضد متحرش وتفوز فيها، إذ حكمت المحكمة
عليه وقتها بالسجن
لمدة 3 سنوات.
الصراع الذى تواجهه «نيللى» يبدأ من قسم الشرطة حين يحاول
الصول إقناعها بأن تحرر محضر اعتداء بدلا من محضر تحرش، بينما
تصر هى على المواصلة،
قبل أن يحبطها خطيبها وأسرته بإصرارهم على أن تتنازل عن القضية فالستر هو
الحل حتى
إن كان سترا وهميا وزائفا.
*
نقاط التقاء
الشخصيات الثلاث لا تسير فى طرق منفصلة، فهناك نقاط التقاء كثيرة
نجح فى صياغتها «محمد دياب» مؤلفا ومخرجا مثل ذلك المشهد الذى
نراه 3 مرات لـ «فايزة»
بعد أن ضربت من تحرش بها فى الأتوبيس بـ «الدبوس» ثم نزلت مسرعة لتجد سيارة
فارهة أمامها كادت أن تصدمها. ذلك المشهد الذى نراه فى بداية
الفيلم يتكرر مرة أخرى
لنكتشف أن صاحب السيارة هو «أحمد الفيشاوى» زوج «صبا» والذى كان عائدا لتوه
من
الأتيليه الخاص بها بعد أن أخبرته أنها عاجزة عن مسامحته.
المشهد يتكرر مرة
ثالثة ولكننا نراه من بلكونة خطيب «نيللى» بعد أن أقنعها بضرورة التنازل عن
القضية.
أحداث الفيلم تتطور فى مسارات مختلفة فـ «فايزة» تتحول إلى مجرمة تطارد
المتحرشين بـ«المبرد» وتلجأ الى «صبا» التى تقنعها بأن ما
فعلته هو الصواب. «نيللى»
أيضا تنضم إليهما ويقررن شن هجوم ثلاثى فى الاستاد، نفس الموقع الذى شهد
مأساة «صبا».
يبدأ خط درامى آخر فى الظهور من خلال شخصية ضابط المباحث «ماجد
الكدوانى» الذى يهمل زوجته التى على وشك أن تضع مولودها ويتفرغ
لملاحقة النساء
الثلاث وإيقاف سلسلة جرائمهن.
مشهد الاستاد هو بحق من أفضل مشاهد الفيلم فـ «صبا»
تعلم جيدا أن المنتخب إذا فاز فهذا يعنى أن التحرش سيحدث لا محالة ولكن من
ناحية أخرى هى تريده أن يحدث كى تنتقم، ولكن ألمها يقهرها ولذا عندما يسجل
منتخب
زامبيا هدفا ضد مصر تنتفض من جلستها لتشجع زامبيا و فجأة تنضم
إليها «فايزة»
و«نيللى» لتردد النساء الثلاث بصوت مجروح «زامبيا.. زامبيا».
*
نهايات مختلفة
علينا الاعتراف بأننا هنا أمام فيلم مهم على مستوى
القضية التى يطرحها، تستطيع أيضا أن تستشعر تلك الجدية فى الهم والطرح
والمستوى
التى يتم به معالجة القضية، بل أهم ما يحسب لهذا الفيلم أن تحولاته
ونهاياته كانت
إلى حد ما ذكية وغير مستهلكة، ولكن على المستوى الفنى يعانى الفيلم مشاكل
لا تقلل
من أهميته.
أولى هذه المشاكل هو تخبط مسارات الفيلم أحيانا بسبب إصرار محمد
دياب على أن يربط التحرش بمشاكل أخرى كالفقر والإحباط
الاجتماعى والكبت الجنسى وهو
ربط منطقى ولكن فى بعض المشاهد كان يفقد المؤلف «محمد دياب» السيطرة على ما
يربط
هذه المشاكل ببعضها البعض.
ثانيا: إنك فى لحظات تشعر وكأن هؤلاء النساء
الثلاث يقفن على الجبهة فى حرب ضد بلد المتحرشين، والشىء الذى يرسخ بداخلك
هذا
الإحساس هو أن الفيلم لم يكن معنيا بدرجة كبيرة فى أن يمنح المتحرشين أى
صفة درامية
تبرر حصولهم على لقب «متحرش». أى إنه لم يخلق لهم أبعاد تفسر
أفعالهم.
أيضا
فيما يتعلق برسم الشخصيات، جاءت شخصية «نيللى رشدى» أكثر الشخصيات نضجا
واكتمالا،
خاصة فى المشهد الذى تترك فيه وظيفتها بعد أن تغلق الخط فى وجه عميل حاول
التحرش
بها من خلال كلام غير لائق، والمشهد الذى تقف فيه على المسرح
لتقديم فقرة الـ «ستاند
اب كوميدى» الخاصة بها، ذلك المشهد الرائع الذى ينتهى بدموعها بعد أن أضحكت
الناس وأبكتهم على قصتها مع التحرش وفقدانها الإحساس بالأمان.
«صبا
سامى»
تتراجع بعد ذلك المشهد الموجع الذى تضرب
فيه بقسوة رجلا صغيرا «أو بجملة أخرى» طفلا
حاول أن يلعب دور الرجل بما يعنيه من ذكورية فجة حاول التحرش
بها وتقنع «فايزة» بأن
العنف ليس الحل فتتهمها فايزة بأن «سفورها» هو السبب فى تعرضها للتحرش وبأن
خلاعتها
هى التى دفعت الرجال للتجرؤ جنسيا على «فايزة» ومثيلاتها.
كلام «فايزة»
يجعل «صبا» تقوم بقص شعرها والصعود إلى
الأتوبيس لتطعن أحد المتحرشين والذى نكتشف
أنه زوج فايزة «باسم سمرة» قبل أن تسلم نفسها إلى الضابط «ماجد
الكدوانى».
وبالرغم من أن «بشرى» أجادت فى لعب دور «فايزة» إلا أن تحولات الشخصية تبدو
تائهة أحيانا فبدون سبب مقنع قررت «فايزة» أن تتخلى عن سلبيتها
وتتحول إلى رقيب
يطارد المتحرشين وبدون سبب مقنع قررت أن تستعيد حياتها الجنسية مع زوجها
بعد أن
شاهدت زميلتها فى العمل مستجيبة للتحرشات التى كانت تتعرض لها فى نفس
الأتوبيس.
فى نهاية الفيلم تفوز «نيللى» بالقضية، تستطيع أن ترى «صبا» جالسة وقد أعاد
إليها الحكم توازنها النفسى، أيضا كان ذلك الحكم بمثابة بداية
جديدة لـ «فايزة»
الذى بدأ الأمل فى التسرب إليها. ولذا كان المشهد الأخير لها وهى فى انتظار
الأتوبيس. أصبح عليها أن تتخذ القرار وأن تعرف أيهما أفضل
بالنسبة لها «العنف أم
التحرك الإيجابى».
أهم ما يحسب لهذا الفيلم نقطتان أولاهما شخصية الضابط
التى لعبها «ماجد الكدوانى» والذى بعد أن ماتت زوجته وأصبح عليه أن يتولى
رعاية
ابنة رضيعة تحول وأصبح متضامنا مع النساء الثلاث. ذلك التضامن الذى لا تملك
له
تفسيرا سوى أنه فجأة أصبح مطالبا بلعب الدورين «دور الرجل ودور
المرأة» ولذا شعر
للمرة الأولى بمعاناة هؤلاء النساء الثلاث وأفرج عن «صبا» بعد أن جاءته
لتسليم
نفسها.
ثانيا : ربما يعانى الفيلم من مشاكل فى بنائه ولكن هذا لا ينفى عنه
صفتين أساسيتين، الجدية والجرأة.
مجلة روز اليوسف المصرية في
18/12/2010
رواية «جين أوستِن» تتحول إلى أجمل الأفلام الرومانسية على
الإطلاق
كبرياء وتحيّز: قصّة حب السيد «دارسي» و «إليزابيث بينيت»!!
رؤى - محمد القاسمي:
«إنّه لأمر معروف أنّ أي رجل أعزب لديه ثروة، يتوجّب عليه أن يتزوّج»...
الكل يعرف هذه المقولة من رواية الكاتبة الإنجليزية جين أوستن «كبرياء
وتحيّز»، ولسوء الحظ هذه هي مهمّة الأم «السيّدة بينيت» التي تكرّس حياتها
لتزويج بناتها الخمس بأفضل وأغنى الرجال في المنطقة.
الرومانسية تبدو طارئة جداً في رواية أوستن لأن الزواج هو صفقة تجارية،
والشخصيات في القصّة يعتبرونه كذلك صفقة أكثر من كونه رباطا مقدّسا. كبرياء
وتحيّز هي أفضل روايات أوستن لأنها أوجدت شخصين خُلِقا ليحبّا بعضهما، ولا
يكترثان للمال ولا للمتعة ولا لبعضهما. والأمر مخيّب للآمال كثيراً عندما
يرفض أحدهما الآخر، لكن حين يرفضان كليهما، لا نشعر بالراحة إلاّ حين تعود
المياه إلا مجاريها.
المخرج «جو رايت» بدأ الفيلم بشكل جميل حين جعل «إليزابيث» تسير في الخارج
لوحدها وتحمل معها كتابا، وذلك ليبيّن أنها تختلف عن بقيّة شقيقاتها وتستحق
الأفضل.
«كيرا نايتلي» التي تلعب دورها أظهرت جمال الشخصية بإختلافها عن الآخرين
بإستقلاليتها وبآرائها المختلفة، والصعب هو إظهار لُطفِها وعدم قدرتها على
المسامحة بسبب ذلك الشيء الذي يسمّى «كبرياء».
أداء «كيرا نايتلي» مُبهر جداً لدرجة أنّها ترشّحت كأفضل ممثلة في جوائز
الأوسكار وعمرها لم يتجاوز العشرين، فقد كانت عفوية جداً وجعلت من القصة
الروائية فيلما راقيا لأبعد المستويات، ورأينا كيف لفتيات شابّات يدخلن
حرباً مع عقولهن وقلوبهن، ولا يعرفن ماذا يجب أن يرضين أكثر، لذلك هذا
الفيلم مصقول أكثر من بقية الأفلام التي تدور في نفس الحقبة الزمنية
«نهايات القرن الثامن عشر»، فترة ليست كالعصور البدائية ولا كالعصر
الفيكتوري، فإننا لا نشاهد هنا الفتيات يرتدين فساتين كما لو كُنّ قطعة
فنية كالتي رأيناها في فيلم «فانيتي فير»، بل يرتدين فساتين بسيطة تتلطّخ
بالوحل في حاشيتها حين يمشين في الخارج، وهنا تكمن روعة الحياة الريفية
البسطة.
تتعمّق الأحداث في الفيلم وتزداد تعقيدا حين تكتشف «إليزابيث» أنّ «دارسي»
هو السبب في إلغاء زواج شقيقتها الكبرى «جين» من صديقه «بينغلي»، وتبريره
للأمر بأنه زواج يطمع للثروة والمكانة الإجتماعية، خصوصاً بعد أن تزوجّت
شقيقتها الصغرى «ليديا» بأحد الضبّاط «ويكهام» بعد فضيحة كبرى بهربها من
المنزل.
والكثير من الأمور يُفترض أن تحدث قبل النهاية السعيدة، وأنا شخصياً أعجبني
المشهد في المطر حين كان كل من «إليزابيث» و»دارسي» يتناقشون نقاشاً حاداً
وبإنفعالية شديدة، وهذا الجدال يخدم أمرين: توضيح سوء التفاهم، وأيضاً يسمح
للشخصيتين برؤية كل منهما وجها لوجه ليدركا تضحياتهما وأسباب تصرفاتهما،
فليس من الكافي أن يحبّا بعضيهما فقط، بل أن يريا الطيبة ويحبانها في داخل
كل منهما، وهنا حقاً تكمن المشاعر الحقيقة في القصّة.
الفيلم متميّز جداً بفريق عمله، من المخرج الشاب «جو رايت» الذي كان هذا
أول أعماله ومروراً بالممثلين الموهوبين من المخضرمين والشباب، وإنتهاءً
بالفنيّين المبدعين في التصوير وتصميم الديكور والأزياء والماكياج
والموسيقى التصويرية الرائعة جداً التي أضافت لمسة جمالية على الفيلم، الذي
استخدم فيها الموسيقار الإيطالي «داريو ماريينيللي» مقطوعات البيانو في
الأغلب لروعتها في إيقاظ الشعور. وقد نال الفيلم أربعة ترشيحات لجوائز
أوسكار وتترأسهم جائزة أفضل ممثلة لـ: كيرا نايتلي، وترشّح أيضاً عن فئة
أفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم ديكور وأفضل تصميم أزياء، وحصد على إعجاب
النقّاد والجماهير من كافة أنحاء العالم.
عندما قبِل «دارسي» و «إليزابيث» ببعضهما، شعرت بسعادة مطلقة. لماذا؟؟ أنا
لا اُختَرَق بسهولة في معظم الأفلام.. لكن هذا الفيلم مختلف عن غيره، لأن
«دارسي» و «إليزابيث» أشخاص طيبون ولطفاء لأنهم يفضّلون فعل الشيء الصحيح
حتى لو لم يكن يلائمهم. فأي شخص يضّحي بسعادته من أجل الآخرين يستحق
السعادة الأبدية.
الأبام البحرينية في
18/12/2010
السائح
بقلم: كمال رمزي
يعتمد هذا الفيلم على أداء إنجلينا جولى، هى البطلة بلا منازع برغم وجود
جونى ديب إلى جوارها، والاثنان من كبار نجوم هوليوود. «إنجلينا» هنا، تؤدى
دور امرأة بالغة الأناقة، باردة وساخنة فى آن، ذات ابتسامة غامضة، ونظرات
لا يمكن سبر غورها، أحيانا تبدو مهيأة للحب، سهلة المنال، وأحيانا تعطى
إحساسا أن قلبها كجلمود صخر. إنها رقيقة وقاسية، تتابعها كاميرا مراقبة وهى
فى طريقها للجلوس فى مقهى. ساعى البريد يسلمها رسالة، نقرأ معها سطورها
القليلة التى تتضمن اعتذار عشيقها السابق «ألكسندر» عن ما فعله معها، ويطلب
منها أن تسدى له خدمة أخيرة: تركب القطار والمتجه لفينيسيا، وتتعرف على رجل
فى طوله، كى تضلل مطارديه المكلفين باصطياده، ولا يفوتها، قبل مغادرة
المقهى أن تحرق الخطاب.. أكثر من مراقب يندفع نحو طاولتها الخالية ليأخذ
رماد الرسالة، وعن طريق مواد كيماوية، وبرامج كمبيوتر، تتمكن الجهة
الرقابية من قراءة الرسالة المحترقة.
«السائح» يمزج بين عدة أنواع فيلمية: شىء من أعمال التجسس، وعناصر من أفلام
المافيا، ولا يخلو من مواقف رومانسية، ومن الممكن إدراجه فى نمط أفلام
الحركة، ولا تفوته بعض الإشارات السياسية، والفيلم فى هذا يبدو كمن يجرى
وراء عدة أرانب فلا يطول أيا منها.
«إنجلينا» أو «إليز» ــ حسب اسمها فى الفيلم ــ تركب القطار، ويتم مراقبتها
عن طريق المخبرين فى أفلامنا المصرية.. تتلفت وهى تسير فى الممرات بحثا عن
رجل فى طول عشيقها «ألكسندر». أخيرا ترى «جونى ديب»، بشارب وسكسوكة وشعر
رأس طويل. تجلس أمامه، تعرف أنه سائح أمريكى اسمه «مارك»: مدرس رياضيات
قادم إلى مدينة الجداول المائية للاستشفاء من حب فاشل. علامات الدهشة
الممتزجة بالآمال الذكورية ترتسم على وجهه حين تقوده إلى فندق بالغ الأبهة،
وتخطر موظف الاستقبال أنها و«مارك» سينزلان فى ذات الجناح.. أمام نافذة
تقبله قبلة ساخنة، الرقباء يلتقون لهما عدة صور. وبينما هو يتهيأ لاستكمال
ما بدأ، تدخل حجرة النوم وتغلق الباب، يحاول فتحه لكنها أغلقته بإحكام،
يضطر للنوم على أريكة.. ومن ألطف مواقف الفيلم، حين يندمج معها فى قبلة
ساخنة، ولكن جلبة النادل، الذى يحضر طعام الإفطار توقظه من الحلم الجميل،
ويخطره أن المرأة غادرت، ودفعت الحساب.
المراقبون يستمرون فى عملهم، ينتمون إلى أكثر من جهة: الشرطة الأمريكية مع
الإنتربول، للقبض على «ألكسندر» المتهرب من دفع ضرائب تبلغ «774» مليون
دولار. وثمة عصابة روسية، من مخلفات الحرب الباردة، رئيسها ضخم الجثة، شديد
القسوة، يقتل بدم بارد، كوَّن ثروة طائلة من القمار والدعارة، وكان يثق فى
تابعه «ألكسندر» الذى سرق منه مليارات الدولارات، وها هى ساعة تصفية الحساب
دقت، وهو، شأنه شأن الشرطة الأمريكية، يدرك أن «إليز» هى الطريق إلى
الهارب.. «إليز» هى عميلة المباحث المدربة، ولكن مشكلتها أنها تقع فى حب
مَن تستدرجه إلى فخها، كما حدث مع ألكسندر.. ينغمس الفيلم فى مطاردات
طويلة، بين الجداول، وفوق أسطح المنازل. تنتهى بقتل الروسى الشرير، واكتشاف
أن «السائح» ما هو إلا «ألكسندر» بعد أن أجرى عمليات تغيير ملامح. يترك
شيكا بالضرائب وينطلق مع «إليز».. إنه فيلم خفيف، باهت، تشوبه البرودة،
ملامح جامدة من جونى ديب، ولا تشفع له ابتسامة إنجلينا جولى.
الشروق المصرية في
18/12/2010
«الكاثوليكى»
يهدى دورته لـ«شادية» ويقبل اعتذارها عن عدم
الحضور
محسن
حسنى
اعتذرت الفنانة المعتزلة شادية عن عدم حضور حفل افتتاح المهرجان الكاثوليكى
للسينما المصرية يوم ١١ فبراير رغم إعلان اسمها كأول المكرمين خلال دورة
هذا العام.
شادية أبلغت الأب بطرس دانيال مدير المركز رئيس المهرجان اعتذارها رسمياً
عن عدم الحضور مؤكدة له فى الوقت ذاته أنها تشعر بسعادة بالغة لتكريم
المركز لها لكنها تعتكف فى منزلها منذ أكثر من ٢٠ عاماً ويقتصر وقتها على
العبادة فقط، لذا سترسل الفنانة شهيرة نيابة عنها لتتسلم درع التكريم.
قال الأب بطرس دانيال لـ«المصرى اليوم»: «تقبلنا سبب اعتذارها لأننا
بالأساس مركز دينى ونقدر قيمة الاعتكاف، وسيتم تكريم الفنانين الكوميديين
سمير غانم وإسعاد يونس ومحمود القلعاوى وميمى جمال، وتقديراً لفن شادية
سيتم إهداء الدورة لاسمها حيث سيتم تشغيل عدد من أغنياتها الوطنية والدينية
بين كل فيلم وندوة وقبل وبعد حفلى الافتتاح والختام».
وعن جديد دورة هذا العام قال دانيال: «ستضاف جائزة باسم (الأب يوسف مظلوم)
المدير السابق للمركز، تقديراً لإسهاماته فى أنشطة وخدمات المركز، كما
سيتضمن كتيب الدورة الحالية معلومات عن آخر ١٠ دورات وسنأخذ كلمة من كل
المكرمين هذا العام لوضعها فى الكتيب، كما سنحرص على وجود شخصية موسيقية فى
لجنة التحكيم التى يترأسها الدكتور سمير سيف».
وعن الأفلام المشاركة خلال دورة هذا العام قال الأب دانيال: «تم اختيار ٤
أفلام نحتفظ بأسمائها لحين الاستقرار على بقية الأفلام التى سنختارها نهاية
ديسمبر الحالى ونتمنى أن يصل عددها إلى ٦، لأن هناك ٦ أيام مخصصة للأفلام
بالإضافة ليومى الافتتاح والختام، حيث يبدأ المهرجان يوم ١١ فبراير وينتهى
يوم ١٨ من الشهر نفسه».
وأشار دانيال إلى أن المخرج سمير سيف اقترح أن تضم لجنة التحكيم رموزاً من
زمن الفن الجميل بالإضافة لرموز من فن الجيل الحالى، وقال: «الدكتور سيف
يتأنى فى اختيار أعضاء لجنة التحكيم حتى لا يضم أفراداً يتضح فيما بعد أنهم
مشاركون فى أحد الأفلام المتنافسة، لذا يؤخر الترشيحات لحين الاستقرار على
كل الأفلام».
المصري اليوم في
18/12/2010
دخل عالم الساحرة المستديرة بالمصادفة
نجم الكرة المغربي بودرباله يتفرغ للفن..
ويقتحم السينما بفيلم رومانسي
القاهرة –
mbc.net
كشف عبد العزيز بودرباله -نجم كرة القدم المغربي في الثمانينيات من القرن
الماضي- أنه دخل عالم الفن لكي يثبت أن الرياضيين أيضا مبدعون وليست
موهبتهم فقط في أقدامهم.
وأكد أنه لو عاد به الزمن لاحترف التمثيل والغناء بدلا من كرة القدم التي
انقطعت صلته بها نهائيا منذ 3 سنوات، مشيرا إلى أنه متفرغ الآن للساحة
الفنية والسياسية.
وقال عبد العزيز بودرباله في حوارٍ لصحيفة الأهرام المصرية نشرته السبت 18
ديسمبر الجاري إنه في الثمانينيات وقت أن كان لاعبا تلقى عروضا فنية
وغنائية، ولكن فكرة أن يقوم لاعب كرة بالغناء كانت غير مقبولة، الأمر الذي
جعله يرفضها.
ولفت الفنان واللاعب المغربي إلى أنه كان يتمنى أن يكون موسيقيا حيث درس
العزف على العود، ولكن الكرة أخذته من الفن، وحسب ما أكد فإن دخوله إلى
عالم كرة القدم جاء مصادفة ومن غير تخطيط.
وظل الحنين إلى الفن يطارده ويعيش معه إلى أن جاءت له العام الماضي فرصة
الوقوف أمام الكاميرا في مسلسل الفرقة الذي حقق نجاحا كبيرا، وقام ببطولة
المسلسل إلى جانب حشد من نجوم المغرب، ومنهم محمد مجد ونزهة الركراكي،
وآمال عيوش، ويوسف الجندي، ومصطفي السلاوي، وأخرجه محمد نصرات.
وعن هذه الخطوة قال إنه اقتنع بفكرة المسلسل الذي يرصد قضية الرقي الفكري
والإنساني حول فريق، وكيفية تعامل أفراده بعضهم مع بعض، ويهدف إلى تقوية
العمل الجماعي من خلال ما تواجهه الفرقة من المشاكل الأسرية والفوارق
الاجتماعية والمادية في المجتمع.
ولفت أن النجوم المشاركين معه في المسلسل أراحوه في العمل وأعطوه طمأنينة،
وأضاف "لهذا كان من الصعب أن أضيع الفرصة، خاصة أن العمل يحمل رسالة
مهمة".
ومن بعده جاءت له عروض فنية عدة ولكن لم يجد فيها الموضوع الذي يتفق مع ما
يريد من فكر وفن، خصوصا أنه يدرك أنه قدوة ومثل، وخلال الأسابيع المقبلة
سيدخل فيلما جديدا بعنوان دفء الحياة سيخرجه إبراهيم شكيري وتأليف حمادة
زكراني وتشاركه البطولة نجاة خير الله التي عرفها الجمهور المصري من خلال
فيلم الوعد.
وعن المواضيع والقضايا التي يحب تجسيدها في التمثيل قال "أحب الرومانسية،
وتابع نجم الكرة المغربية "عموما أنا لن أقبل أي عمل إلا إذا كنت مقتنعا به
وأيضا أن يكون كل شيء فيه متقنا، وأتمنى أن أقدم في مشواري الفني أعمالا
تدخل الذاكرة وتكون لها قيمة".
الرياضيون موهوبون في التمثيل
وعن غايته من دخول الساحة الفنية قال بودرباله "أحب أن أتحدى نفسي، وفي
حياتي كنت أمام تحديات كثيرة، وقلت لنفسي ما المانع في أن أدخل في تحدٍ
وأجرب التمثيل، وبالفعل أخذت خبرة، والحمد لله العمل لاقى قبول الجمهور".
واستطرد قائلا "من جانب آخر، أنا لم أدخل الفن من أجل الشهرة أو المال
وإنما أردت أن أقول إن الرياضيين أيضا مبدعون وليست موهبتهم فقط في
أقدامهم".
وردا على سؤال إذا عاد به الزمن فهل سيصبح رياضيا أم فنانا، أجاب نجم
الساحرة المستديرة قائلا "دخلت عالم الكرة بالمصادفة حيث كنت ألعب في
الشارع، ولكني كنت سأكون موسيقيا، فأنا عازف عود ودرست الموسيقى، كما أنني
أغني وغنيت في الإذاعة والتليفزيون مع عبد الوهاب الدوكالي، وغنيت أيضا في
أوبريت عن فلسطين.
وعن علاقته بعالم الرياضة حاليا أوضح أن هذه العلاقة انقطعت منذ 3 سنوات،
وأضاف "حاليا متفرغ للفن والسياسية، فأنا منخرط في حزب الأصالة
والمعاصرة".
وعن رأيه في حال الكرة المغربية قال "في حالٍ سيئة لأن الكرة العربية أصلا
حالها معقد والحديث عنها يحتاج شهورا".
وأيد بودرباله إطلاق لقب فنان على بعض اللاعبين، وخص بالذكر المصريين محمود
الخطيب ومحمد أبو تريكة.
وبدأ بودرباله مسيرته الطويلة في الملاعب بنادي الوداد الرياضي، واحترف في
عدة فرق سويسرية وفرنسية، وكان بين تشكيلة منتخب المغرب المشارك في بطولة
كأس العالم لكرة القدم عام 1986. وقدم أداء عالي المستوى، وساهم بشكل
كبير في تحقيق أداء بالغ القوة والجمال في الأداء وحقق شهرة عربية كبيرة.
الـ
mbc.net في
18/12/2010 |