قبل أقل من شهر قادت المسؤولة الإعلامية روني تشايزن سيارتها قبيل
منتصف الليل من حفلة عشاء حضرتها عائدة إلى بيتها. طريقها معروفة: من
هوليوود بوليفارد إلى منطقة بيفرلي هيلز، ولكي تصل عليها أن تمر بسنست
بوليفارد، ثم تعرج شمالا لتدخل أحد الشوارع الكثيرة في منطقة بيفرلي هيلز
التي تنتشر على جوانبها المنازل والفيلات الكبيرة. في النهار، تلك الشوارع
هادئة، فما البال ليلا؟ إذ عرجت يسارا، وقادت سيارتها في أحد تلك الشوارع
لحقها رجل على دراجة وأفرغ فيها خمس رصاصات أودت بحياتها. بعد نحو أسبوع
حاصر البوليس ذلك الرجل في الشقة المتواضعة التي يعيش فيها في منطقة
متواضعة بدورها، فما كان منه إلا أن أجهز على نفسه. بعد أسبوع آخر أو نحوه
صدر قرار مكتب البوليس ومفاده أنه على عكس التأويلات، قام القاتل هارولد
مارتن سميث بعملية قتل روني تشايزن بمفرده من دون شركاء وذلك بدافع السرقة.
وبذلك، قال البوليس، يكون سميث قد وضع خاتمة القضية، ولو أن البوليس سيواصل
التحقيق.
الرواية البوليسية رفضت من قبل معظم السينمائيين الذين عرفوها، ففيها
ثغرات متعددة. أولا: لِمَ لمْ يسرق اللص شيئا إذا ما كان الدافع هو السرقة؟
ثانيا: ماذا عن القضايا التي رفعتها ضد أشخاص لديهم علاقة مع المافيا
الروسية؟ ثالثا: إذا لم تكن المسألة مسألة سرقة، وليس القاتل مهووسا بالقتل
بلا سبب، كيف يمكن أن يضع البوليس نهاية للقضية؟ وما زال التحقيق في
الجريمة مفتوحا.
هذه شخصية أخرى من شخصيات السينما التي لا تحتاج إلى تعريف: جوني ديب
ابن الثانية والأربعين الذي انطلق، ككثيرين سواه، من فيلم رعب («كابوس شارع
إلم»- 1984) ووضع بصمته الشخصية المختلفة حتى في أدواره الصغيرة الأولى
وأضاف إليها ملامح خاصة حين انتقل لبطولة أفلامه المتنوعة.
إنه الممثل الذي يفضله المخرج تيم بيرتون على سواه وعمل معه للآن سبع
مرات، مؤكدا - في حديث بيننا تم في نيويورك - أنه الممثل الأكثر اختلافا في
فنه عن أي ممثل آخر يعرفه.
جوني ديب، الذي ترك الولايات المتحدة ليعيش مع زوجته وأولاده في فرنسا
وليصطدم، أول ما فعل ذلك، بقوانينها الضرائبية، لديه الوقت لكي يخطط
لشخصياته ويتنكر لها غير آبه بما إذا كان المشاهد سينسى ذات يوم كيف هو
شكله الحقيقي على الشاشة. بجانب أفلامه تحت إدارة بيرتون التي بدأت بـ
«إدوارد سيزرهاند» سنة 1990 وامتدت لتشمل «إد وود» و«سليبي هولو» من بين
أخرى لتنتهي - حتى الآن على الأقل - بفيلم «أليس في أرض العجائب»، وجدناه
أيضا في واحد من أكثر المسلسلات السينمائية نجاحا وشعبية: «قراصنة
الكاريبي». ليست أكثر أفلامه تعبيرا عن ثقافته وفنه، لكنها تبقى متميزة
باختياراته في الأداء. بتلك النظرة التي تجمع الخفة والجدية من دون أن تغمس
الكثير في أي اتجاه وحده.
فيلمه الجديد «السائح» هو قصة حب ممتزجة مع قصة جاسوسية وهو الفيلم
الأول الذي يظهر فيه أمام أنجلينا جولي. التجربة، كما يقول كانت ثرية على
أكثر من صعيد وفيها اكتشف جانبا جديدا من أنجلينا لم يكن يعرفه.
·
كيف يختلف دورك في «السائح» عن
أدوارك الأخرى؟
- غالبا ما ألعب دور الرجل المتوتر والخائف (يضحك) عادة ما تكون هناك
عناصر من شخصيتي في كل دور، لكن هنا ربما كانت العناصر أكثر خصوصا عندما
يتعلق الأمر بالرغبة في التنظيم ومتابعة التفاصيل فأنا منظم وتفصيلي
(يضحك). هناك أشياء صغيرة عليها أن تخرج مني أو تجدها عاكسة لشخصيتي مهما
كانت صغيرة وموزعة. إنها الحقيقة.
·
هناك العديد جدا من الأفلام التي
تم تصويرها في فينيسيا. ما الذي شدك إلى المدينة؟.. «فاجأك» بكلمة أخرى؟
- ما فاجأني هو سؤالي لنفسي: لماذا لم أزر هذه المدينة وأمضي فيها بعض
الوقت القيم من قبل؟ لماذا كان عليّ أن أنتظر فرصة تصوير فيلم فيها؟ أعتقد
أن العديد من السياح يطرحون على أنفسهم سؤالا مثل هذا السؤال. نعم المدينة
قديمة وقنواتها المائية ممرات للمراكب، لكنها ما زالت مدينة ساحرة. الشيء
المثير بالنسبة لي أن التصوير كان يتم ما بين العاشرة صباحا والثانية بعد
الظهر. خلالها كنت أتمشى في أرجاء المدينة بين المشهد والمشهد. إنها مدينة
من الشعر وهناك الكثير مما كتب فيها وعنها أيضا. إنها أيضا مدينة أرواح.
أقصد أن أقول إنها مكان سحري.
·
أخبرني المخرج أنك كنت تضيف بعض
العبارات إلى الحوار وأن الفيلم استفاد من طريقتك الساخرة في الوصف.
- نعم كانت هناك فرص سانحة في بعض المرات لإضافة نوع من الحوار الذي
اعتبرته مناسبا. حوار متهكم أو بالحقيقة بضع كلمات لا معنى محددا لها، كما
حدث في المشهد الذي يتقدم مني فيه شخص يتحدث الإيطالية التي لا تفهمها
الشخصية التي أمثلها، فما كان مني إلا أن بادلته بكلمات إسبانية لا تعني
بدورها شيئا. لكن المشهد أصبح، فيما أعتقد، لطيفا. كنت أحاول في أماكن
متفرقة أن أضيف ما وجدته ووجده معي المخرج مثيرا كإضافة مناسبة للشخصية.
بالمناسبة، تلك الكلمات الإسبانية التي تسمعها لا تعني شيئا للممثل
الإيطالي الذي فوجئ بها خلال التصوير لأنه كان يتوقع أن أكون حفظت ردا
بالإيطالية. كل ما قاله: «هذه الكلمات ليست إيطالية» (يضحك).
·
هل لك أن تحدثنا عن المخرج
فلوريان هنكل فون دونرسمارك؟ وهل شاهدت فيلمه السابق «حياة الآخرين»؟ وما
رأيك به؟
- بالطبع. حين خرج «حياة الآخرين» وشاهدته قلت في نفسي يا له من مخرج
رائع. أعجبت كثيرا بهذا الفيلم واعتقدت أنه فيلم خارق على أكثر من صعيد،
خصوصا، وربما لا أضيف جديدا على مجمل الآراء التي قيلت في الفيلم لحد الآن،
الناحية الإنسانية. لذلك كنت فرحا كثيرا حين سمعت أنه سيقوم بإخراج هذا
المشروع ووجدتها فرصة رائعة. فكرت أنه اختيار جيد، فالفيلم السابق كان
دراما سياسية وهذا الفيلم جاسوسي وهو إنسان جيد يصغي وتعرف من إدارته
للتصوير أنه ملم كثيرا. كذلك هو أطول رجل في العالم ويتكلم نحو 800 لغة
(يضحك) ويعرف كل شيء عن كل شيء وموهوب بشدة كمخرج. أعتقد أنه سيبلغ شأنا
كبيرا.
·
المرء يكاد ينسى، من كثرة ما
شاهدك في حلقات «قراصنة الكاريبي» وفي أفلام تيم بيرتون كيف تبدو على
الشاشة في مواصفات طبيعية. هل تعلم ذلك؟
- صحيح (ضحك) أعتقد أنني أعرف ما تقصد. أولادي تفاجأوا أيضا حين
شاهدوني في هذا الفيلم. حين قرأت سيناريو «السائح» تخيلت أن الطريقة
الصحيحة للعب هذا الدور هو جعل فرانك (اسم الشخصية التي يؤديها جوني) يبدو
مثقفا. لذلك زودته بلحية على غرار أساتذة جامعة ويسكنسن. لكنه شخص بلا
مرتفعات أو منخفضات كبيرة. وهذا القرار تبعه أيضا قرار اللحية وتصفيف
الشعر.
·
هل هي لحية حقيقية؟
- لا. مركبة. لو كان عليّ تربية لحيتي للغاية فإن التصوير سوف لن يبدأ
قريبا. شعر ذقني يأخذ وقتا طويلا لكي ينمو.
·
ذات مرة، ليست بعيدة، قرأت أنك
مهتم بتمثيل سلسلة «الرجل النحيف» (سلسلة أفلام بوليسية انطلقت في
الثلاثينات والأربعينات) وحين شاهدتك في هذا الفيلم شعرت كما لو أنك تمهد
فعلا لإيجاد الشخصية المناسبة لبطل تلك السلسلة. هل هذا الشعور صحيح؟
- ملاحظة في مكانها بالفعل. حاولت هنا تأسيس الشخصية هناك وفي أوضاع
ومشاهد لم أكن أعرف أن أحدا سيلتقطها. شخصية «الرجل النحيف» في تلك الأفلام
التي أداها وليام باول كانت من تلك الشخصيات التي أسرتني وتابعتها أيضا في
الخمسينات حين كنت صبيا. هناك سحر بين باول وبين (بطلة الفيلم) ميرنا لوي.
تكتشف بعد حين أنهم كانوا يصورون هذه الأفلام في سبعة عشر يوما. هذا أشبه
بالمعجزة حين نقارن ذلك بما بات التصوير يتطلبه وكيف أن الكيمياء بين
الشخصيات تحتاج لوقت أطول لكي يتم هذه الأيام. أنا معجب بذلك النوع من
السينما. أي شيء مثله همفري بوغارت يعجبني. أي أفلام شرلوك هولمز القديمة
كما مثلها باسيل رابون. فإذا كنت أستطيع أن أكون جزءا من هذا العالم ولو من
خلال إعادة صنعه فإن ذلك يسعدني كثيرا. نعم الملامح تكشف عن اهتمامي
بالمشروع المقبل. هذا صحيح.
·
أعلم أنك مرتبط بمشروعين آخرين
هما إعادة صنع وإنتاج لأفلام سابقة. «الظلال الداكنة» و«لون راينجر». هل لك
أن تحدثنا عنهما؟.
- نعم. «الظلال الداكنة» هو واحد من تلك الأفلام القديمة التي أقصدها
حين أقول إنها تعجبني كثيرا. إنه مشروع مطروح ولا أدري من كم سنة، ومؤخرا
بدأنا بتطوير الفكرة، والمخرج تيم بيرتون هو الذي سيقوم بإخراج هذا الفيلم.
والسبب في أن توم وأنا مهتمان بهذا المشروع هو أننا كنا منغمسين في مشاهدته
على التلفزيون. كنت أهرع من المدرسة الساعة الثالثة لكي أجلس أمام
التلفزيون وكان هذا المسلسل أحد تلك المسلسلات الأهم في حياتي أو هكذا شعرت
آنذاك. بالنسبة لفيلم «لون راينجر» فإن اهتمامي به لا يوصف. لديّ الطريقة
التي سأؤدي بها الدور محفوظة من الآن. أيضا الرسالة التي أود للفيلم أن
يقدمها حول الأميركيين الأصليين (الهنود الحمر) وكيف عاملهم الإنسان
الأبيض.
·
لقد جربت ذلك حين أخرجت فيلمك
الوحيد «الشجاع» قبل خمس عشر سنة. هل ترى نفسك تعود إلى الإخراج في
المستقبل؟
- لا أعتقد. الفيلم الذي ذكرته جاء في مرحلة مبكرة وما كان يجب أن
يأتي. لقد استعجلت القرار في أن أصبح مخرجا. لكن لا تفهمني خطأ. في النهاية
حققت ما أردت وأنا فخور به.
·
هل اكتشفت أنجلينا جولي جديدة
غير تلك التي كنت شاهدتها في الأفلام؟
- بكل تأكيد. الشيء المثير للملاحظة هو أنني شاهدت بعض أعمالها
السابقة ودائما ما كنت معجبا بها كممثلة. شاهدت مثلا «استبدال» الذي لعبته
قبل عامين. أعتقد أن دورها فيه كان خاليا من الشوائب تماما. لذلك قبل أن
ألتقي بها كنت عرفتها كممثلة ورغم أنني لا أتابع الأخبار الخصوصية للممثلين
ولا أسمح لحياتي الخاصة أن تصبح مادة للعناوين الصحافية، إلا أنني كنت أعلم
أنها معتادة على نوع من الشهرة سببه الاهتمام الإعلامي الكبير بها وبزوجها
براد بت، لذلك كنت أسأل نفسي عما سأتوقعه حين ألتقي بها. لذلك فحين التقيت
بها شعرت بسعادة كبيرة. ارتحت كثيرا إذ وجدتها متواضعة وذات روح تسمح
للممثل بمشاركتها الوجود في إطار العمل. خلف الكاميرا يبني ما أمام
الكاميرا من علاقات مهنية. وأعتقد أنها وزوجها لديهما عائلة رائعة وجميلة.
إنها امرأة خاصة جدا.
·
هذا كلام جميل. أعتقد أنها
تستحقه رغم أن النظرة الإعلامية وحتى النقدية في بعض الأحيان حيالها
محدودة.
- هذا ما هو مؤلم يا صديقي. الإعلام لا يكترث للإنسان في الممثل بل
يسعى دائما لتلبية حاجة مفبركة يعتبرها أساسية للبيع.
·
ما هو الإطراء التي تنتظره؟ ما
الذي تود سماعه حولك كممثل؟
- يا إلهي.. أفضل إطراء يمكن لشخص أن يسمعه هو حين يقول له ابنه إنه
أفضل رجل في العالم. حين يقول له أحبك.
الشرق الأوسط في
17/12/2010
أحلي من الشرف مفيش!
كتبت : هبة عبدالعزيز
كلما طالعت عناوين كتب ساخرة مثل' مصر ليست
أمي.. دي مرات أبويا' و' مصر المخروسة' و' دمار يا
مصر' و' بلد متعلم
عليها'.
لا أستطيع أن أمنع نفسي من التفكير في ألذ شرير عرفته السينما
المصرية! لقد
كان توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن'1924 ـ1988' لا يطيق أن يجيب أحد
في سيرة
مصر, حتي لو كان الأمر علي سبيل الهزار والقفشة انطلاقا من
حبه ووطنيته
وانتمائه.
ذات مرة وبعد نهاية التصوير, اصطحب' الدقن' معه ممثلا شابا
ليوصله في طريقه بالسيارة. كان ذلك قبل نحو40 عاما وكان ذلك الممثل
الشاب هو
الكوميديان إبراهيم نصر الذي كان ينتقد الأحوال العامة في البلد ويبدو أنه
تفوه
ببعض الألفاظ التي أزعجت الشرير الضاحك ورآها مساسا بمصر,
فتوقف فجأة بالسيارة
وأقسم بأنه لن يتحرك خطوة واحدة أخري إلا بعد أن يقبل ابراهيم نصر تراب
الوطن
ويعتذر لمصر! لم يكن الممثل الشاب قد اقترف جريمة, فقط مجرد لحظة غضب
عابرة من
فنان في مقتبل العمر يمتلأ بمشاعر الحب والغيرة تجاه وطنه,
ومع ذلك كان ملك الضحك
مصرا علي موقفه.. وكم كان الأمر جنونيا!
فالدنيا ليل والطريق مقطوع والسماء
تمطر بغزارة, وامتثل الفنان الشاب محترما حالة الغيرة
الوطنية التي أبداها
أستاذه!
هنا دعوني أذكركم بأشهر إفيهات وقفشات أستاذي وأستاذنا كلنا نحن شباب
الساخرين, وأفكر معكم بصوت عال كيف يمكن أن يكون لهذه الافيهات إسقاط علي
الواقع.
1ـ أحلي من الشرف مفيش.. يا آه يا آه!
الشعار الذي كان يجب
علي نجمة هوليوود جينفر لوبيز أن تتذكره جيدا قبل أن تتورط في زيجة طائشة
من'
واحد طباخ' لم تستمر سوي3 أشهر. كان ذلك قبل15 عاما, والآن بعد
أن تزوجت
من ممثل شهير وأنجبت توأما ها هو الزوج السابق' الندل'
يهددها بفيلم إباحي كان
قد صوره لها في شهر العسل ويعرضه لوسائل الإعلام في مزاد علني ليرسو علي من
يدفع
أكثر!
2ـ آلوه.. يا أمم!
النداء الذي تتجنب الأمم المتحدة الرد عليه
كلما وقع انتهاك اسرائيلي
جديد لحقوق الإنسان الفلسطيني.
3ـ العلبة فيها
إيه.. فيها فيل!
النتيجة التي تصل إليها لجان التحقيق الدولية حين تكون
إسرائيل هي الطرف المدان في جرائم ضد الإنسانية!
الأهرام اليومي في
17/12/2010
«توظيف»
عمر الشريف
بقلم
سليمان جودة
يأتى عمر الشريف إلى البلد، ويخرج منه كثيراً هذه الأيام، دون أن يشعر
أحد بيننا، بأن الدولة تدرك قيمة هذا الفنان العظيم، وتتعامل معه، بالتالى،
بما يليق بمكانته، وطاقته، واسمه، ووزنه فى مجاله عالمياً!
وحين يستعرض الواحد منا مسيرة عمر الشريف، منذ بدايته المبكرة، يكتشف
فى لحظة أنه كان وكأنه يعمل منذ البداية، على أن يكون رمزاً لبلده، وأن
يأتى عليه يوم، وقد جاء هذا اليوم فعلاً، ليشار إليه، فى كل ركن من أركان
العالم، ويقال: هذا فنان مصرى!
يأتى هذا الفنان النادر، فى كل مرة، إلى بلده، فيلتف حوله المعجبون،
من كل طبقة، ومن كل اتجاه، وكل لون.. لا على أنه فنان سوف يضع توقيعه على
أوتوجراف لواحد منهم هنا، أو آخر هناك فقط، لكن على أنه رمز حقيقى، لديه فى
فنه، وفى حياته، وفى أعماله، ما يستحق به هذا الالتفاف والإعجاب، وكأنه -
مع الفارق طبعاً - نيلسون مانديلا، فى جنوب أفريقيا!
عمر الشريف، مرة أخرى، فنان حقيقى، وعنده من الموهبة، أكثر مما لديه
من التهافت الإعلامى، الذى يمارسه غيره من الفنانين، ليظلوا فى إطار
الصورة، وفى بروازها، ورغم أنه زاهد فى ممارسة هذا التهافت، من أى نوع،
فإنه لا يكاد يظهر فى مكان، حتى تحيط به الكاميرات، وتطوقه العدسات، من كل
ناحية، لا لشىء، إلا لأنه ينطوى فى داخله على مضمون، وفى أعماقه جوهر يتكئ
عليه، وربما كانت صورته، ثم درجة حضوره، فى مهرجان القاهرة السينمائى
الأخير، أبلغ دليل على معنى ما نقول!
تنفق الدولة، سنوياً، مئات الملايين من الدولارات، فى سبيل أن يتواجد
لها سفير فى كل دولة، على امتداد العالم.. وبطبيعة الحال، فإن السفير فى
حالة كهذه، يظل يتصرف طول الوقت، وفق بروتوكول حازم لا يخرج عنه، لدرجة أنه
لو ابتسم، فى أى حفل، أو أى مناسبة، فإنه يفعل ذلك، بحساب، وبمقاييس،
ومعايير، تعرفها وزارة الخارجية، ويعرفها أبناؤها!
ولكن.. على الجانب الآخر.. يبقى عمر الشريف سفيراً لنا، ليس فى عاصمة
محددة، ولا فى بلد بعينه، وإنما فى أركان الأرض الأربعة.. وهو سفير بحكم
طبيعته، وحالته، وثقله، متجاوز لكل البروتوكولات، ونافذ من كل قيودها،
ومتحرر من كل مقتضياتها الرسمية القاسية!
عمر الشريف، سفير بلا سفارة، وبلا وزارة خارجية، وهو ثروة هائلة فى
انتظار حكومة فى بلده، تعرف كيف «توظفه» إذا شاء هو.. وشاءت هى!
اليوم السابع المصرية في
17/12/2010
ثقافات / سينما
المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي
مهرجان وهران يرفع ستائره بالخارجين عن القانون
كامل الشيرازي من الجزائر
انطوى المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي على مفاجآت مثيرة، تمثلت
في افلامه وجوائزه وضيوفه ولجان تحكيمه، فضلاً عن مناقشة رواده لكافة
القضايا الخاصة بصناعة السينما، وبدأت فعاليات المهرجان، عندما رفع ستائره
بالخارجين عن القانون.
الجزائر: بعد انتظار طويل، رفع المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي
ستائره في مدينة وهران (450 كلم غرب الجزائر) ليلة الخميس، في طبعة شدّد
عرّابوها على أنّها ستكون عنوانا كبيرا لتحديات أكبر، وشهدت أولى فقرات
المهرجان عرض الفيلم المميّز "الخارجون عن القانون" لمخرجه الجزائري "رشيد
بوشارب".
ووفاءً لعرفه السنوي، كرّم مهرجان وهران الفنان الجزائري الراحل
"العربي زكال" ومواطنته المخضرمة "شافية بوذراع"، إضافة إلى الفنانة
الكويتية "حياة الفهد" التي تأخرت عن الموعد بسبب مرض شقيقتها، وبعثت
برسالة هاتفية إلى رواد العرس السينمائي الجزائري الممتد إلى الـ23 من
الشهر الجاري.
وفي غياب وزيرة الثقافة الجزائرية "خليدة تومي"، وحضور نخبة من ألمع
الشخصيات والفنانين الجزائريين والعرب، شهد حفل افتتاح التظاهرة تركيزا من
لدن المنظمين على منح الحدث بعدا جديدا، وذكرت "أسماء ليتيم" الرئيسة
الشرفية للمهرجان، أنّ إدارة الأخير تتطلع إلى ترسيخ معالم سينما عربية
متحررة من القيود.
صناعة السينما العربية
من جهته، ألّح "مصطفى عريف" محافظ المهرجان الذي خلف مواطنه "حمراوي
حبيب شوقي" على أهمية الاعتناء بالصناعة السينمائية العربية وتمكينها من
فضاءات أكثر رحابة وفاعلية، معتبرا أنّ نجومية الفن السابع يصنعها فرسان
الإخراج والسيناريو وغيرهم من رجال الظلّ وليس "نجوم البساط الأحمر" في ردة
فعل صريحة على المنتقدين لغياب الأوزان الثقيلة عن مهرجان دأب على مغازلة
كبار وجوه السينما العربية في طبعاته الثلاث المنقضية.
وستعرف التظاهرة اعتبارا من زوال الجمعة، عرضا متتاليا لثلاثة عشر
فيلما روائيا طويلا، وما لا يقل عن 21 فيلما قصيرا، وستتنافس هذه الأعمال
الـ34 على سبع جوائز تتصدرها الجائزة الكبرى "الأهقار الذهبي".
وتضم المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة ما يلي:"الساحة" لدحمان أوزيد
و"طاكسيفون" لمحمد سوداني (الجزائر)، "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار
و"آخر ديسمبر" لمعز كمون (تونس)، "المنسيون" لحسن بن جلون (المغرب)، "شتي
يا دني" لبهيج حجيج (لبنان)، "مرة أخرى" لجود سعيد و"حراس الصمت" لسمير
ذكرى (سوريا)، "عقارب الساعة" لخليفة المريخي (قطر) و"ثوب الشمس" لسعيد
سالمين (الإمارات العربية المتحدة) "كارنتينا" لعدي رشيد عثمان و"ابن بابل"
لمحمد الدراجي (العراق)، إضافة إلى "ميكروفون" لأحمد عبد الله (مصر).
ويرأس الروائي الجزائري البارز "رشيد بوجدرة" لجنة التحكيم، علما أنّ
بوجدرة عُرف بأعماله المثيرة للجدل وإسهاماته العديدة في الرواية والسينما
والمسرح مثل "التطليق"، "ألف عام وعام من الحنين" و"تيميمون" والتي ترجمت
أيضا إلى مختلف اللغات.
كما تضم لجنة التحكيم كوكبة من المثقفين والفنانين في تخصصات متنوعة،
مثل النجمة السورية "سوزان نجم الدين"، الناقد المغربي "أحمد بوغابة"،
الموسيقار التونسي "ربيع الزموري"، إضافة إلى هالة زريقات من الأردن،
"كولات نوفل" من لبنان، والمخرج الإماراتي "عبد الله حسن أحمد".
في الشق الخاص بمسابقة الأفلام القصيرة، تشارك الأفلام التالية:
"خويا" ليانيس كوسيم، "العابر الأخير" لمؤنس خمار، قراقوز" لعبد النور
زحزاح (الجزائر)، "يوم مر ويوم أمر" لأمجد الرشيد (الأردن)، "عايش" لعبد
الله آل عياف و"القندرجي" لعهد كامل (السعودية)، "صابون نظيف" لمليك عمارة
و"هوس" لأمين شيبوب (تونس)، "القسم" لصلاح قويدر (ليبيا)، "مسيرة
السرطانات" لحفيظ أبو لحيان، و"الروح التائهة" لجيهان البحار (المغرب)،
"المنز" لعبد الله البطاشي (عمان)، "سبيل" لخالد المحمود، "صولو" لعلي
الجابري (الإمارات العربية المتحدة)، "الدرس الأول" لعرين العمري (فلسطين)،
"المطحنة" لرامي قديح، و"سالدا" لرين رزوق (لبنان)، "كناري" لمحمد بوعلي"
و"القفص" لحين الرفاعي (البحربن)، "السيدة المجهولة" لفجر يعقوب (سوريا)
و"أحمر باهت" لمحمد حامد (مصر).
وأسندت رئاسة لجنة تقييم هذه الأفلام القصيرة إلى المخرج التونسي
ابراهيم اللطيف، وبعضوية الممثلة السورية "نادين سلامة"، المخرج المغربي
"محمد نظيف"، ناهيك عن "صالح عمران" من البحرين، و"سالم دندو" من
موريتانيا.
تكريم صاخب لزكّال، بوذراع وحياة الفهد
كعادته التي كرسها في افتتاح سائر دوراته، كرّم مهرجان وهران ثلاثة
وجوه بارزة في سماء الفن السابع العربي، ويتعلق الأمر بفقيد الجزائر
"العربي زكال"، الفنانة "شافية بوذراع" ونظيرتها الكويتية "حياة الفهد"
التي دغدغت أحاسيس الحاضرين بكلمة متميّزة عبر الهاتف.
وتسلمت ابنتا زكّال درع التكريم، وسط تأثر بالغ للحضور برحيل الفنان
الجزائري الذي انطفأت شمعته فجأة في السابع عشر سبتمبر/أيلول الماضي بعد
مسيرة استمرت 76 عاما، وزكّال ممثل اشتهر بمزجه بين خصال فريدة طبعها بقوة
شخصيته وتواضعه وإنسانيته.
شارك زكّال في رائعة "معركة الجزائر" للايطالي الشهير "جيلو
بونتيكورفو"، إضافة إلى "العفيون والعصا" لمواطنه "أحمد راشدي" وكذا "وقائع
سنوات الجمر" لمحمد لخضر حمينة، و"ريح الجنوب" وغيرها من الأعمال الأخرى
على غرار "شرف القبيلة"، "حصاد الحديد"، "من هوليوود إلى تمنراست"، "فاطمة
جزائرية داكار"، "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب و"النخيل المجروحة"
للتونسي عبد اللطيف بن عمار، اللذين شكّلا آخر أعمال المرحوم.
كما كان لزكّال حضور مكثف عبر عشرات المسرحيات مثل "موت خادم السفر"،
"القاعدة والاستثناء"، و"هي قالت وأنا قلت"، دون نسيان تألقه في الدراما
التلفزيونية.
من جانبها، كانت الفنانة الجزائرية "شافية بوذراع" نجمة حفل الافتتاح،
حيث دعت هذه المرأة التي ضحت بـ47 سنة من حياتها للفن، إلى الالتصاق
بالجذور وتحصين الهوية.
وكان حضور من تكنّى "أم الجزائريين" قويا في أعمال عديدة منذ تقمصها
شخصية "لالة عيني" في سلسلة "دار السبيطار" للأديب الجزائري الراحل "محمد
ديب"، وصولا إلى "الشاي والنعناع" لعبد الكريم بهلول، "شرف عائلتي" لرشيد
بوشارب، "صرخة الرجال" لعكاشة تويتة، "المغترب والأبيض والأحمر" لمحمد
زموري وطائفة غير قليلة من الأعمال السينمائية والتليفزيونية.
ويُنتظر أن تحضر الفنانة الكويتية "حياة الفهد" في وقت لاحق إلى
مهرجان وهران، ويرتبط اسم هذه الشاعرة والإعلامية والناقدة وكاتبة
السيناريو ومعدة برامج اذاعية، بالفيلم الكويتي "بس يا بحر" لخالد صديق
الذي نال جوائز في عدة مهرجانات دولية، "خرج ولم يعد"، "عائلة بوجسوم"،
"عمر الشقا"، "رقية وسبيكة" وغيرها من الأعمال الفنية الأخرى.
واستمتع عشاق السينما العربية برائعة "الخارجون عن القانون" وما
تضمنته من إيحاءات وتراميز وخطاب سينمائي راق، في انتظار ما سيجود به عرس
هذه السنة في قادم الأيام.
إيلاف في
17/12/2010 |