هي فنانة رقيقة إلى أبعد الحدود، ذات ملامح هادئة، لكن لم تمنعها تلك
الملامح من الظهور في مسلسل «الحارة» بدور بائعة مخدرات. وتعيش نيللي كريم
حالة من النشاط هذه الأيام بسبب وجود أكثر من عمل لها في الفترة الأخيرة،
فقد قدمت مع النجم هاني رمزي فيلم «الرجل الغامض بسلامته».. والآن هي
متواجدة بقوة مع الزعيم عادل إمام في فيلم «زهايمر». ومن المقرر أن يعرض
لها في الفترة القادمة فيلم «876».
«العرب» التقت معها للوقوف على آخر أخبارها الفنية، وكيف كانت التجربة مع
الزعيم ورمزي.. وإلى نص الحوار..
·
بداية.. حدثينا عن تجربتك في
مسلسل «الحارة»؟
- قدمت دور منى، وهي بنت من الحارة تنتمي إلى الطبقة تحت المتوسطة. تشعر
بالحقد الشديد خاصة بعد وفاة والدها وهي تتاجر بالمخدرات، وأؤكد أنني كنت
خائفة جدا من هذا الدور لأنه جديد عليّ تماما والجمهور لم يرني بهذه
الأدوار من قبل، وأنا بطبيعتي لم أتميز بالبروفات قبل تجسيد المشاهد، فلا
يمكن للمخرج أن يأخذ مني أي رد فعل قبلما تدور الكاميرا. فلا بد أن يعطي
المخرج إشارة البدء لكي أقوم بالتمثيل. لكن عندما دخلت الأستوديو شعرت أنني
منى بالفعل.
·
ما أصعب مشهد قدمتِه بالمسلسل؟
- أول مشهد؛ فدائما أول مشهد لأي عمل فني يكون أصعب مشهد للفنان، وبعد ذلك
يدخل في سياق الشخصية والدور يصبح سهلاً بالنسبة له، ففي مسلسل «الحارة»
كان أصعب مشهد بالنسبة لي هو أول مشهد مع الفنان صلاح عبدالله عندما سألته
«هل الحشيش حرام؟»، لأن آخر مرة تقابلت مع صلاح كانت منذ 10 سنوات أثناء
تصوير الفوازير وتم إعادة بعض المشاهد معه أكثر من 25 مرة، وكان يشجعني
فأحببت أن أوضح له أنني أصبحت أحترف التمثيل. والمشهد الآخر أيضا كان مع
باسم سمرة عندما ضربني فيه والمشهد لم يتكرر مرة ثانية بل المخرج وافق عليه
من أول مرة، فهو أصعب مشاهد المسلسل.
·
ما رأيك في الدراما الرمضانية
العام الحالي؟
- لم يكن مميزاً في شهر رمضان هذا العام غير 6 أعمال والبقية لم يكن بها
جدية، والحارة كانت من المسلسلات المميزة لأن كاتب القصة أحمد عبدالله وضع
خبرة الأفلام التي قدمها بالسينما في هذا المسلسل.
·
ما تقييمك للبطولة النسائية
المطلقة؟
- أعتقد أن نجمات الفن عائدات بقوة، وهذا العام كان به أكثر من مسلسل تتحمل
بطولته نجمات مثل مسلسل هند صبري وغادة عادل وميس حمدان وداليا البحيري.
·
هل تستطيعين الآن تحمل عمل
باسمك.. أي بطولة مطلقة؟
- بالتأكيد في الوقت الحالي يمكن أن أتحمل مسؤولية فيلم، لكن المهم الورق
والمخرج وفريق العمل كله حتى يتحقق النجاح للعمل، فليس الفنان وحده هو عامل
النجاح بل لا بد أن تكتمل كل العناصر الأخرى.
·
كيف كان التعامل مع يوسف شاهين؟
- رائع؛ فقدمت معه فيلم «إسكندرية نيويورك» وكان دوري بالفيلم راقصة وليس
ممثلة. وتمت أكثر من مقابلة بيني وبين يوسف شاهين. وكانت الرقصة بالفيلم
عبارة عن قصة حب وتم التصوير خلال أسبوع والتدريب لمدة شهرين.
·
هناك دعوى قضائية لمنع عرض فيلم
«876».. ما تعليقك؟
- الفيلم تم اختياره للعرض في أكثر من مهرجان وأثنى عليه النقاد ومرّ على
الرقابة ولم يعرض حتى الآن، فكيف رآه مقيم الدعوى حتى يعترض على عرضه. وقصة
الفيلم تتحدث عن التحرش لمنعه وليس للدعوة له. والفيلم هو بطوله جماعية
بيني وبين بشرى ونورى وباسم سمرة وماجد الكدواني وأحمد الفيشاوي، وقصة
وإخراج محمد دياب في أولى تجاربه الإخراجية.
·
ماذا يعني رقم 876 ليحمل اسم
الفيلم؟
- اسم الفيلم يرتبط بموضوعه حيث إن هذا الرقم هو رقم أتوبيس تركب به ثلاث
سيدات من مستويات اجتماعية مختلفة ويتعرضن لمشكلة التحرش الموجودة في مصر،
ويعالجها الفيلم من خلال أحداثه، وأقوم بدور واحدة من البنات الثلاث
اللواتي يتعرضن للتحرش.. وأنا سعدت بهذا العمل لأنه يتناول مشكلة تخص
المرأة التي لم تأخذ حقها في السينما لأنه ليس معنى أن هناك فيلمين يتحدثان
عن مشكلات نسائية أن الموضوعات النسائية أخذت حقها في التناول لأن من وسط
عشرة أفلام يكون هناك فيلم واحد فقط هو الذي يقترب من مشكلة تخص المرأة،
وهي نسبة قليلة بالنسبة لعدد الأفلام المنتجة سنويا.
·
ماذا عن حقيقة حدوث واقعة تحرش
حقيقية أثناء تصوير الفيلم؟
- كنا نصور مشاهد في الإستاد وتعرضت بنات من الكومبارس إلى التحرش من
كومبارس آخرين، وما حدث أمر يتكرر يوميا في الشارع المصري، وللأسف في أي
مكان يكون به تجمعات كبيرة يكون التحرش أول شيء يدور في ذهن الشباب، ودائما
ما تتعرض له الفتيات بعد أي مباراة، وهذه الحادثة ليس لها علاقة بالمشهد
الذي كنا نصوره لأنه مشهد لجمهور يشجع في الإستاد وليس كما قيل إنه مشهد
تمثيلي عن التحرش وتحول إلى واقع كما كُتب في الصحافة.
·
حدثينا عن دورك في فيلم
«زهايمر»؟
- أقوم بدور ممرضة للفنان الكبير عادل إمام.. والفيلم يتحدث عن مرض
الزهايمر الذي انتشر بسرعة خاصة بين الأشخاص المتقدمين في العمر، والفيلم
دراما إنسانية ويدور أيضا في إطار الكوميديا. والفيلم تم تصويره بمنتهى
الالتزام والكل احترم مواعيد العمل. وبالنسبة لي كنت أعشق المشاهد التي
تجمعني مع النجم عادل إمام لأنني أشعر بأنني أقف أمام فنان كبير له تاريخه،
وكل هذا يشعرني بالمسؤولية.
·
وقفتِ أمام نجوم كبار في عدة
أعمال، لكن من تريدين الوقوف أمامه؟
- عمر الشريف؛ لأنه ممثل من طراز خاص وأنا أعشق كل أدواره في كل مراحل
عمره.
·
ما القادم بالنسبة لأعمالك
الفنية؟
- فيلم «خانة اليك» مع المخرج سامح فهمي ولديّ عرض في فبراير في «بحيرة
البجع».
·
ما أحب أعمالك لك؟
- فيلم «سحر العيون» لأنه أول بطولة مطلقة لي، وفوازير «حلم ولا علم»،
وفيلم «أنت عمري»، وكذلك أفلام «غبي منه فيه»، و «آخر الدنيا»، و «واحد
صفر»، و «إسكندرية نيويورك»، ومسلسل «وجه القمر».
·
حدثينا عن تجربتك مع الفنان
هاني رمزي؟
- قدمت معه مؤخراً فيلم «الرجل الغامض بسلامته» وأقدم فيه دور فتاة
استقراطية تدعى لميس ولها قصة حب مع الفنان هاني رمزي، والفيلم مليء
بالمواقف الكوميدية وأنا لا أبالغ في الكوميديا أو الافتعال بل أعطي على
قدر الموقف.
العرب القطرية في
28/11/2010
الآن: الخليج على الخارطة العالمية كمكان تصوير
محمد
رُضـــا
الجزء الرابع من «المهمّة: مستحيلة« وعنوانه الكامل
«المهمّة
مستحيلة: البروتوكول الشبح» الذي بوشر بتصويره في مدينة دبي ليس سوى
واحداً من عدّة مشاريع أجنبية ستصوّر في هذه المنطقة من العالم من الآن
وحتى مطلع
الربيع المقبل.
-
هناك فيلم للفرنسي جان-جاك أنو بعنوان »ذهب أسود« سيتم تصويره
في قطر من بطولة أنطونيو
بانديراس ويدور حول اكتشاف البترول العربي في
الثلاثينات.
-
جزء من فيلم «نخبة القاتل« للمخرج غاري مكندري سيتم تصويره في
الأردن التي أصبحت بديلاً للعراق حينما قامت المخرجة كاثرين
بيغيلو بتصويرها فيلمها
الأوسكاري «خزنة الألم« هناك. الفيلم الجديد من بطولة روبرت دينيرو وجاسون
ستاتهام
وكلايف أووَن.
-
فيلم آخر سيتم تصويره في الأردن هو »غرترود بَل« على إسم الكاتب
البريطاني الذي كانت له صولاته وجولاته في الشرق الأوسط راسماً
معالم العلاقة
البريطانية مع العالم العربي في عشرينات القرن الماضي. الفيلم من إخراج
السينمائي
الألماني ?رنر هرتزوغ
-
في الأردن أيضاً، ومع مطلع العام المقبل سيباشر بتصوير
فيلم عنوانه »تعليم«
An Education
من بطولة دومونيك كوبر.
-
فيلم آخر يتم
تصويره في الإمارات العربية المتحدة هو انتاج أسباني/ فرنسي (فلامينغو دبي)
من
بطولة فانيسا باراديس وسيرجيو لوبير. فانتازيا .
-
وعلى مقربة من العالم العربي،
هناك في تركيا ثلاثة مشاريع تم اختيار ذلك البلد الشاسع مكانا لتصويرها
بينها فيلم »العنكبوت« لروبرت سيغل مع الممثل (العراقي
الأصل) أندي سركيس (المخلوق القزم في
سلسلة »سيد الخواتم«.
بالنسبة لفيلم »المهمّة: مستحيلة- 4« فإن هذا الفيلم
الذي تموّله باراماونت هو أكبر تلك الأفلام انتاجياً ويجمع لجانب توم كروز
كل من
جيرَمي رَنر (أحد ممثلي »خزنة الألم« الرئيسيين) والبريطاني سايمون بَغ،
والهندي
آنيل كابور والروسي فلاديمير ماشكوف. والاهتمام الإعلامي
الكبير الذي حظيه قيام
شركة باراماونت باختيار دبي كمكان تصوير الجزء الرابع من مغامرات »المهمّة
مستحيلة«
كان في محلّه، كذلك الأثر الذي تركه على
ساحة الإنتاجات السينمائية العالمية كبير
وبالغ الأهمية في عالم مليء بالإختيارات ومتخم بالمنافسة بين
الدول الساعية لأن
تعرض خدماتها المختلفة مقابل أن تجذب رؤوس الأموال والمشاريع السينمائية
اليها
اما المخرج براد بيرد فينتقل عبره من سينما الأنيماشن الى السينما
الروائية الحيّة. وكان المخرج وممثله الأول قد جالا مدينة دبي،
بحثاً عن الأماكن
الصالحة لتصوير مشاهد جلّها من المطاردات التي تتطلّب خبرة مهنية عالية.
ولن يُكتفي
بتصوير مشاهده في دبي، بل هناك، وحسب السيناريو مشاهد سيتم التقاطها في
فانكوفر، في
كندا كما في ستديوهات براغ، في الجمهورية التشيكية.
والمتوقّع حدوثه، حين ينطلق
الفيلم الى عروضه العالمية خلال الصيف المقبل، طغيان تلك المشاهد التي سيتم
تصويرها
في دولة الإمارات على سواها ليس فقط لأن جزءاً لا بأس به من الأحداث يدور
فيها، بل
أيضاً لأن الغرب اعتاد أماكن التصوير الأميركية والكندية
والأوروبية الغربية
والشرقية والجديد دائماً يفوز على القديم خصوصاً في المجال البصري، حيث
تتسع حدقة
العين مندهشة وهي تتابع أحداثاً تقع في بلد تتعرّف فيه، ولو لُماماً، على
ثقافة
ومجتمع وتكوين جغرافي ومعماري يختلف تماماً عن المعتاد.
ومع أن فيلم »لعبة
عادلة«، الذي تم إنتاجه إماراتياً، وهو بطولة شون بن وناوومي ووتس، فشل في
حشد
جمهور أميركي غفير (رغم أنه تمتّع بتقدير عال بين النقاد
الأميركيين والغربيين
عموماً) الا أنه سجّل جانباً آخر من الحضور الإماراتي في الساحة الدولية.
والواقع
أن مسألة الربح والخسارة تتبع خبرات عليها أن تتوفّر بكثافة وعقول تعمل
بمنأى عن
الأماني والتمنيّات وحدها، ولديها معلومات فعلية عن أوضاع
السوق وأحواله المختلفة.
الصعوبة هنا هي كيف يمكن أن يلتحق الإنتاج المحلّي غير العربي بعداد
الأفلام
الثلاثة الناجحة بين كل عشرة أفلام منتجة وليس العكس. معادلة تتطلّب
إلماماً يبدأ
من السيناريو وينتهي الى آخر تفاصيل العرض والتوزيع.
لكن إذا كان النجاح أمراً
بالغ الأهمية فإن المثابرة لا تقل عنه أهمية. إنه ما يحفز الأساس ويرفع
البنيان
ويحقق النتائج المأمولة.
والى الآن فإن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والوضع
المضطرب هناك، كذلك السياسة الاستعلائية العنصرية للحكومة والمستوطنين، نجح
هذا
كلّه في دفع شركات الأفلام الأجنبية للتصوير في كل مكان آخر حول الكوكب إلا
في
إسرائيل (باستثناء أفلام تدور أحداثها- او بعض أحداثها- في
إسرائيل ولابد من إتمام
العملية هناك). السبب بسيط: مع هذا الاضطراب في الوضع، فإن شركات التأمين
ترفض أن
تترك الأفلام تُصوّر هناك خشية أن تتعرّض لخضّة أمنية فتخسر تأمينها على
سلامة
فريق العمل او يتعرّض الفيلم للتأخير ما يؤدي أيضاً الى قيام شركة التأمين
بتغطية
الكلفة الإضافية.
لكن،
وإلى جانب ذلك، هناك انحسار التأييد السياسي لإسرائيل بين المخرجين وعدد
كبير من
السينمائيين أنفسهم، كما تبدّى حين رفض كل من البريطاني مايك
لي والفرنسي جان-لوك
غودار حضور مناسبتين مختلفتين تم دعوتهما اليهما.
في المقابل، فإن الوضع المستقر
لإمارة قطر ولدولة الإمارات والمملكة الأردنية يشجّع على القدوم ونقل معالم
جديدة
غير مألوفة للمشاهدين.
ويصاحب كل ذلك بالطبع تلك المهرجانات الدولية المقامة في
كل من الدوحة ودبي وأبوظبي ونجاحها في ربط المحلي بالعالمي. طبعاً الكثير
من
التفاصيل لا زالت تنقص بعض هذه المهرجانات. الكثير من المطبّات تحت أقدامها
والكثير
من الطموحات لا زالت بعيدة المنال. لكن المهرجان من حيث المبدأ
بحد ذاته، فعل صحيح.
من الآن سيجيء وقت دفع فواتير إنجاز ما هو أكثر من مجرّد إقامة مهرجان
ودعوة ضيوف.
وهذه هي المرحلة التالية التي لابد من
ترقّبها.
الجزيرة الوثائقية في
28/11/2010
ندوة حول الخيال فى الفيلم الوثائقى بمكتبة الإسكندرية
كتب محمود التركى
يحل المخرج محمد سعيد محفوظ ضيفاً على منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية يوم
السبت 11 ديسمبر المقبل الساعة السابعة مساء، لمناقشة تساؤل حول هل يمكن
للفيلم الوثائقى أن يتضمن أحداثاً خيالية؟
وصرحت الدكتورة شيماء الشريف رئيسة منتدى الحوار بأن الندوة ستطرح أسئلة،
كثيراً ما يتم تجاهلها فى هذا المجال، على المستويين النظرى والمهنى، مثل:
هل يمكن أن يندرج فيلم ذو قصة خيالية أو فى عالم الأحلام تحت بند الفيلم
الوثائقى؟ ويفرض ذلك أسئلة أخرى أكثر حساسية، تتعلق بمصداقية الفيلم،
والفرق بينه وبين الفيلم الدرامى.
وأضافت: لقد فازت أفلام فى مهرجانات وثائقية رغم أن قصصها تدور فى العقل
الباطن لصناعها مثل فيلم "أى كلام" للمخرج محمد سعيد محفوظ، الذى فاز
بجائزة مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية عام 2009، مما يشكل تحدياً لمن
يرفضون قبول الخيال فى الفيلم الوثائقى، ليس كحافز فحسب، بل كإطار للقصة
وبؤرة لفكرتها.
المخرج محمد سعيد محفوظ عمل من قبل مقدماً ومخرجاً للبرامج الوثائقية
بتليفزيون أبو ظبى، ويعمل حالياً فى هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"
بلندن، يقول "إن على من يفكر فى هذا التوجه الجرىء أن يتذكر كيف أن الحلم
انعكاس للواقع، ومؤشر لشخصية أبطاله.. وأن فيلماً وثائقياً يصور أحلام
إنسان اليوم، سوف تكون له بالتأكيد قيمة لا محدودة بعد عشرات السنين".
سعيد يعد حالياً رسالته لنيل درجة الدكتوراه فى مجال الإعلام الحديث وصناعة
الأفلام من جامعة رويال هولواى البريطانية بلندن.
ومن المقرر أن تعرض الندوة الفيلم الوثائقى "أى كلام" كنموذج مباشر لهذه
الفكرة، ويروى قصة صحفى يخضع لعملية جراحية لإزالة ورم من رأسه، وتحت تأثير
المخدر يرى حلماً يعكس نظرته للسنوات الماضية من مشواره المهنى، وكيف تأثر
فيها بالأحداث الجارية من حوله، ونظرة الجمهور له، والفيلم يتميز بالسخرية
الحزينة، ويرى بعض النقاد أنه يمثل المعادل الوثائقى لأفلام المخرجيْن
المصرى يوسف شاهين والأمريكى روبرت فوس.. وتبلغ مدة الفيلم 17 دقيقة.
ويستضيف منتدى الحوار، إلى جانب مخرج الفيلم، الناقد السينمائى هاشم النحاس
والكاتب الصحفى خالد محمود رئيس القسم الفنى بجريدة الشروق والذى سيدير
الندوة.
اليوم السابع المصرية في
28/11/2010
"ابن القنصل".. محاولة جادة لتقديم كوميديا خفيفة الظل
إيهاب التركي
رغم أن فيلم "ابن القنصل" لا يختلف كثيراً عن أفلام العيد الخفيفة التى
تعتمد على تقديم جرعة مرحة من الكوميديا لجمهور العيد لا أكثر، الا أنه حمل
بعض صور الاختلاف الملفتة، أولها اننا أمام حالة كوميدية جيدة رغم أن أبطال
الفيلم ليسوا من نجوم أفلام الكوميديا، الفيلم نفسه أكثر المحاولات
الكوميدية جدية التى قدمت فى هذا العيد. والأمر الثانى أن الكيمياء والألفة
بين ابطال الفيلم الثلاثة "أحمد السقا" و"خالد صالح" و"غادة عادل" كانت
واضحة على الشاشة على عكس كثير من الأفلام الأخيرة التى ظهر فيها الممثلون
كأنهم جزر متباعدة ومعزولة، بعضهم خفتت موهبته وتراجعت امكاناته اما مجاملة
لبطل الفيلم النجم، أو اعتماداً على أن البطل هو من سيقوم بكل شىء وما هم
الا ضيوف شرف بمساحة كبيرة، اننا فى "ابن القنصل" أمام "أحمد السقا" مختلف
يقبل بالمشاركة فى بطولة فيلم لا تكون شخصيته الدرامية هى الشخصية المحورية
للأحداث، وهو أيضاً يقدم دوراً مختلف عن الشكل النمطى لأدوار الأكشن
ويتنازل عن وسامته بالظهور أغلب وقت الفيلم بلحية كثيفة، ويفسح المساحة
لاظهار ملامح أداء كوميدية من خلال شخصية جادة، ويبدو متفهماً تماماً
لقواعد الخدعة المهمة لحبكة الفيلم حينما يبدو أغلب الفيلم دمية تحركها
شخصية القنصل قبل الانقلاب الذى يحول الأحداث تماماً حينما يكتشف المشاهد
أن الخيوط كلها فى يده منذ البداية، كما اننا نجد ايضاً أن خالد صالح يقوم
بدور كوميدى كاريكاتورى على شاشة السينما فى تحدى جديد عليه، ربما يكون
الماكياج مبالغاً فيه والباروكة مزعجة ولكن يذوب الأمر مع كون الفيلم يميل
الى الكاريكاتورية، ونرى أيضاً "غادة عادل" تكسر نمطية أدوار الفتاة
البريئة وتقوم بدور فتاة ليل، ورغم أن الأداء بالنسبة للثلاثة كان يفلت
أحياناً وتغلب عليه المبالغة الا أنهم حافظوا على الحالة الكوميدية للفيلم
فى أغلب المشاهد، مشاهد البداية والنهاية فى الفيلم هى الأكثر حيوية ورشاقة
من مشاهد الوسط خاصة فى المنزل حيث ظهرت حالة من المط والتطويل. أفيش
الفيلم يبلور حالة الاختلاف حيث انه من الأفيشات المصرية القليلة التى لا
تتصدر فيه صورة النجم وحده الافيش، بل أن صور الأبطال الثلاثة تظهر صغيرة
لصالح التصميم الذى يصور بطاقات الأبطال الثلاثة مع تعليقات طريفة عليها.
العوامل المختلفة عن السائد ساهمت كثيراً فى منح الفيلم قدر كبير من
الحيوية بشكل نسبى، نحن أمام شخصيات تتحرك فى اطار خدعة، والأفلام التى
تقوم على الخدع تحتاج الى اقناع المشاهد ان ما يشاهده هو الحقيقة، وتكشف
النهاية الخدعة بتفاصيلها ويعتمد الكشف غالباً على ثغرات متعمدة موجودة
بالحبكة الرئيسية لا تبدو قيمتها كبيرة أثناء مشاهدة الفيلم، لكن أهميتها
تزداد مع الكشف عن الخدعة، وفى "ابن القنصل" نحن أمام قصة نصاب يخرج من
السجن بعد قضاء مجموعة أحكام تصل الى أكثر من 30 عاماً، ويفاجىء بشاب ملتحى
يطارده ويؤكد له انه ابنه الذى أنجبه من احدى الراقصات قبل دخوله الى
السجن، ونتتبع محاولات الابن اقناع الأب المتشكك بطبعه بانه ابنه، وفى
النهاية يوافق الابن على ادعاء الشاب لانه لا يجد لنفسه مأوى سوى منزل هذا
الابن الملتحى عضو تنظيم دينى متطرف، تسير أحداث الفيلم بشكل كوميدى طريف،
العلاقة متناقضة بين الأب النصاب محب النساء والابن المتدين المتشدد الذى
يسعى لتقويم سلوك والده، وحينما تدخل فتاة الليل كضلع ثالث فى هذه العلاقة
تزداد التناقضتات الكوميدية وبالتالى الضحكات من حقيقة علاقتها بالأب
ومحاولاته المستمرة للانفراد بها من خلف ظهر الابن المتشدد.
فكرة النصب على النصاب من أكثر الأفكار التى تتيح لكاتب السيناريو مساحات
للاثارة والتشويق، وهى مساحات لم يركز عليها سيناريو "أيمن بهجت قمر" الذى
ركز أكثر على المواقف الكوميدية التى نجح فيها. قصة الفيلم تحيل المتفرج
الى الفيلم الأمريكى
Matchstick Men لنيكولاس كيج والذى تتشابه فكرته العامة مع الفيلم حيث يروى الفيلم
الأجنبى حكاية بطلين يمارسان النصب وأحدهما يقرر الاعتزال وتظهر له فجأة
فتاة تدعى انها ابنته، وبالاشتراك مع صديق البطل تقوم الفتاة بالاستيلاء
على أمواله، لكن سيناريو "ابن القنصل" حاول تمصير كثير من تفاصيل الأحداث
والاجتهاد فى تغيير ملامح الحبكة حتى يصدق المشاهد الأحداث، وساهم المخرج
"عمرو عرفة" ومدير التصوير "محسن أحمد" فى منح الفيلم شكل خاص باظهار ملامح
جمالية خاصة من مدينة الاسكندرية حيث تدور الأحداث، وعوضت هذه المشاهد
قليلاً فتور أجزاء كثيرة من الفيلم تدور فى غرف مغلقة، ولم يكن يعيب الفيلم
سوى ذلك البطء والترهل فى منتصف الفيلم، وقبل الكشف عن حقيقة شخصيات
الفيلم.
الدستور المصرية في
29/11/2010 |