مملكة الحيوان
مع أن كليهما تناول موضوع العنف المنفلت في المجتمعات الغربية، فإن الفرق
بين فيلمي «القاتل الذي في داخلي» الذي تناولناه نقديا في عدد سابق و«مملكة
الحيوان»، يتمثل في شكل هذا العنف وطبيعة ممارسيه. الأول اتخذ طابعا فرديا،
لكنه في فيلم ديفيد ميشو الجديد «مملكة الحيوان» مال نحو تجسيد طابعه
الاجتماعي أو ما يعرف بالعصابات العائلية، لكنه لم يصل الى مستوى «العراب»
في سعته وتشعباته، فظل محصوراً بمساحة عائلة كروي، التي قتلت شرطيين، بل
بتعبير أدق، نفذت بهما حكم الاعدام بهما، انتقاما لموت أحد أفرادها على يد
بعض رجال شرطة مدينة ملبورن الأسترالية، كما حدث في الواقع. وقصة الفيلم
استمدها الصحفي والمخرج ديفيد ميشو من وقائع جريمة قتل متعمد حدثت في شارع
ويلش ستريت في العام 1988 وراح ضحيتها شرطيان أستراليان. على هذه الأرضية
بنيت أحداث الفيلم، فجاء واقعيا الى حد بعيد بكل ما بذله مخرجه من جهد
لعبور فكرته حدود دائرة جريمة محلية وصولا الى عرض موسع الى مستوى العنف في
المجتمع الأسترالي.
ثلاث شخصيات في الفيلم مثلت والى حد كبير أركان الحكاية، وكل منها عبرت
دراميا عن مثيلاتها اجتماعيا. فالمراهق، جاشو كودي (الممثل الواعد جيمس
فريشفيل) جاء الى بيت جدته جانين كودي (الممثلة جاكي ويفر) بعد موت والدته
بسبب تناولها جرعة زائدة من المخدرات، لقد أجبر على الدخول الى البيت الذي
حاولت أمه منعه من الذهاب اليه، فظل بعيدا عنه طيلة سنواته السبع عشرة،
لكنه وبعد فراقها لم يجد غيره ملاذا. لقد احتضنته جدته جانين مع بقية
أولادها الذين ربتهم على الجريمة، وأوكلت مهمة ادارة أعمالها الى بكرها
أندرو كودي (الممثل بين مندلسون). الثلاثة سيشكلون لاحقا عماد حكاية سردت
بطريقة سينمائية اختلفت نبرتها ومالت كثيرا الى الهدوء بل الى الهمس
أحيانا، وقدمت فكرة قريبة من مفهوم «الإرث الاجتماعي»، التي هي موضع جدل
كبير بين علماء الاجتماع وعلم الجريمة. الحكاية أحالت وصول الشخصيات الى ما
وصلت اليه من عنف، الى العلاقة العائلية، أي الى موروثها الأخلاقي
والتربوي، ولهذا ظلت شخصية المراهق جاشو تمثل تقاطعا في سياق هذا الموروث،
باعتباره دخل بيت جدته وهو غير ملوث اليدين، رغم رداءة سلوك والدته المدمنة
على المخدرات. ربما شكل سلوكها والمناخ الذي عاش فيه، مع أنه لم يظهر جليا
في الشريط، جزءا من الموروث العام لعائلة كروي التي تقودها الجدة، المرعبة
في أنانيتها وعدم اكتراثها بمصير أولادها، المشتغلين في تجارة المخدرات
واللصوصية. وقد لعبت الممثلة جاكي ويفر دورها بشكل رائع لدرجة بدت لنا
وكأنها وحش بشري عديم المشاعر، لم تتأثر حتى بموت ابنها الذي قتلته الشرطة
عمداً. برودة الدم التي قتلوا بها ابنها قابلتها ببرودة دم مخيفة.
مجريات الأحداث طرحت سؤالا عن السلطة وسوء استخدامها من جهة، ورد فعل الناس
حولها وما يترتب عليها من مواقف غير معروفة أو محسوبة بعناية من جهة أخرى.
ولعل فكرة الانتقام من الشرطة التي تحمس لها الأخ الأكبر وساعده في تنفيذها
صديقه المقرب باري براون، تعبر عن التباس العلاقة بشكل واضح. بالقدر نفسه
تفسر العلاقة المتوترة بين المراهق جاشو وبقية أبناء جدته واختلاف نظرتهم
الى الخصم، أو حتى في معنى السلوك الجرمي برمته، ومن هنا رأينا كيف كان
الصراع الداخلي، المخيف، يشتد بين المراهق المرعوب وأندرو الذي ظل يخشى
ذهابه الى الشرطة والإعتراف أمامها بتفاصيل جريمة القتل التي نفذها ضد
رجالها، والتي إطلع الفتى على تفاصيلها كاملة.
بدوره ظل الفتى خائفا طوال وجوده في بيت جدته من هذا الوحش الذي قتل صديقته
ويريد من دون تردد قتله الآن، ولهذا اختار لحظة الإنتقام المناسبة بعدما
تأكد من تدخل جدته لصالح ولدها وتخطيطها لتبرئته على حسابه الشخصي. هذا
الوضع أوحى للفتى بخطة ذكية أنقذت عائلة كروي من الشرطة لكنها مكنته من قتل
أندرو قبل أن يقتله الأخير. لقد اكتملت تفاصيل صورة العائلة التي دخلها
الصبي وصار جزءا منها عنوة. لقد دخل عائلة قريبة الى نفسه، حسب أنها ستحميه
من خطر الخارج، فوجدها وبعد زمن قصير لا تقل رعبا عن العالم الذي يخيفها
وتحاول الابتعاد عنه أو الانتقام منه. قال لنا ميشو في البداية إن فيلمه
يدور حول عائلة واحدة، فكيف سيصبح الأمر عندما ستكبر الصورة تحت عدسة مجهر
حساس كحساسية كاميرات ديفيد ميشو نفسه؟!
لعب ميشو لعبته بمهارة حين اقنعنا انه يريد الاكتفاء برصد جزء من المجتمع
الاسترالي العنيف من خلال قصة واقعية عاشها، لكنه في الواقع أراد نقل
تفاصيل المجتمع الكبير. لقد نجح فيلم «مملكة الحيوان»- والاسم بالمناسبة
موحى ومباشر عكس تفاصيله المتخلصة من أكثر مساوئ أفلام المغامرات وعالم
الجريمة العائلي- في عرض موضوعه بطريقة سينمائية خاصة، كانت الكاميرا هي
وسيلة سرده الأكثر جمالا ومتعة، الى جانب سيناريو مكتوب برشاقة وتمثيل رائع
حتى للفتى المراهق. وجاء عمل ديفيد ميشو مقنعا في معظم تفاصيله، وما حصوله
على جائزة التحكيم في مهرجان سندانس الأخير إلا تحصيل حاصل. فما ينتظر
«مملكة الحيوان» وفريق عمله أكثر من جائزة وأكثر من اعجاب في المستقبل
القريب؟
نازك الملائكة في فيلم
تجري الإستعدادات في القاهرة لتصوير المراحل الأولى من الفيلم الروائي
الجديد «عاشقة الليل» الذي يتحدث عن جوانب مهمة من سيرة حياة الشاعرة
العراقية الكبيرة الراحلة نازك الملائكة. كتب قصة الفيلم الكاتب العراقي
المقيم في القاهرة خضير ميري ويخرجه المصري خالد يوسف، وتجسد الفنانة يسرا
شخصية نازك الملائكة. تشارك في التمثيل مجموعة من الفنانين المصريين
والعراقيين من بينهم هند كامل وأميرة جواد وأحمد السقا ومحمود لطفي وأحمد
عبد الوارث. يذكر أن الشاعرة الكبيرة عاشت سنوات طويلة في القاهرة حتى
وافاها الأجل بعد صراع طويل مع المرض.
العراق في مهرجان القاهرة السينمائي
يشارك العراق بأربعة أفلام في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي،
اثنان منها سيدخلان مسابقة الأفلام العربية، الى جانب منافسة فيلم حيدر
رشيد «محنة» ضمن المسابقة الدولية لأفلام الديجيتال. أما «ضربة البداية»
لشوكت كوركي (بطولة شوان عطوف و كوفار أنور و سهيلة حسن و ناصر حسن)
فسيشارك ضمن قسم الأفلام العربية الجديدة. وفي مسابقة الأفلام العربية
يشترك «ابن بابل» لمحمد الدراجي الى جانب «حي خيالات المآتة» (انتاج
2010)، وهو من اخراج حسن علي وبطولة عبد الله شوكت, فاليد معروف وسولاف
غريب، وتدور أحداثه حول أسراب الغربان التي تهاجم الأراضي الزراعية ومحاولة
أصحابها حماية محاصيلهم منها, فتقوم معركة شرسة بين الجانبين، أكثر
الخاسرين فيها أطفال القرية نفسها.
«انجاز» يعرض دعماً لـ15 فيلماً
بعد أسابيع من إغلاق باب تقديم طلبات الاشتراك في دورة العام 2010، وجه
المهرجان الدعوة الى السينمائيين العرب من مختلف أنحاء العالم، لتقديم
طلباتهم للاشتراك في دورة العام 2011 من برنامج «إنجاز» الهادف الى تقديم
الدعم، لـ15 فيلماً وثائقياً وروائياً بمنح مادية تصل إلى 100 ألف دولار
أميركي، وفي موعد أقصاه نهاية شهر شباط (فبراير) من العام المقبل.
من جهة أخرى أعلنت الدورة السابعة من المهرجان عن تنظيمها عروضا خاصة بـ«سينما
الأطفال» إذ ستعرض خمسة أفلام منها: البولندي «شجرة السحر»، أحد أكثر أفلام
الأطفال حصداً للجوائز خلال العام الجاري، والياباني «جزيرة النسيان:
هاروكا والمرآة السحرية» ومن فرنسا سيعرض المهرجان «سر إليانور» وتدور قصته
حول ولد صغير يقاتل لإنقاذ أبطال القصص الخيالية رغم أنه ليس من هواة
المطالعة ولا يتقن القراءة، الى جانب النرويجي «الفضة السحرية».
الأسبوعية العراقية في
28/11/2010
رهنت الموافقة على "زنا المحارم" بتنفيذ ملاحظاتها
الرقابة المصرية ترفض "كف مريم" خوفًا من غضب الأقباط
جنة أحمد نور -
mbc.net
أكد د. سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية بمصر، استحالة الموافقة
على فيلم "كف مريم" للمخرجة إيناس الدغيدي، والذي يناقش مسألة "التطرُّف
المسيحي"، خاصةً بعد المواجهات الأخيرة بين الأقباط وقوات الأمن بسبب
الترخيص لبناء كنيسة.
في نفس الوقت، أشار خطاب إلى أن الموافقة على فيلم "زنا المحارم" للمخرجة
نفسها مرهونة باستجابة أسرة الفيلم لملاحظات الرقابة على العمل الذي
يتضمَّن مشاهد جنسية خادشة للحياء.
وقال خطاب، في تصريحٍ لـmbc.net: "من المستحيل أن تتم الموافقة على فيلم "كف مريم" الذي يناقش
التطرُّف المسيحي في ظل هذه الأحداث التي تشهدها مصر مؤخرًا ، وخاصةً بعد
أحداث العمرانية والهرم بشأن المبنى الكنسي".
وأضاف: "لا أحد يفرض علينا أي شيء، ولا نناقش القضايا والأفكار فحسب، بل
نناقش أيضًا التقنيات وطريقة المعالجة أيًّا كان إبداع كاتب السيناريو.
والموضوعات كثيرة وساخنة كلها، ولكن نناقش موضوع المعالجة كما حدث في فيلم
"زنا المحارم". وهذا ما يهمنا حتى يكون توجُّه المخرج والمؤلف ايجابيًّا
لمجتمعه".
وبشأن موقف الرقابة من فيلم "زنا المحارم"، أوضح خطاب أن الرقابة أرجأت
قرارها النهائي بشأن الفيلم إلى نهاية هذا الأسبوع عندما يتم اللقاء بين
الرقباء ومخرجة الفيلم وكاتب السيناريو د. رفيق الصبان.
ولفت إلى أن الرقابة لم توافق على سيناريو "زنا المحارم" إلى الآن، وأن ذلك
لن يكون قبل قبول أسرة الفيلم بتعديل بعض متطلبات وملاحظات الرقباء؛ لأن
الفيلم به مشاهد خشنة كثيرة وتخدش الحياء والآداب العامة للمجتمع المصري.
وأكد أن اللقاء مع أسرة الفيلم سيكون لتعديل المعالجة وبعض المشاهد، مشيرًا
إلى أنه في حال رفض التعديل عليهم الذهاب بالفيلم إلى لجنة التظلُّمات
العليا؛ لأنه في هذه الحالة سيكون عملا ًمرفوضًا رقابيًّا.
الدغيدي والرقابة
من جانبها، قالت المخرجة إيناس الدغيدي إنها كثيرة الاصطدام بالرقابة، وفي
كل أفلامها تقريبًا، وأعربت عن خشيتها من تعرُّض رواية "الصمت" التي تم
تحويلها إلى سيناريو "زنا المحارم" لنفس مصير رواية "كف مريم" التي واجهت
حربًا في الرقابة أيضًا.
ولفتت إلى أن رواية "كف مريم" التي طلبت الرقابة تأجيلها بسبب الأحداث
الأخيرة بين الأقباط والأمن؛ تسلِّط الضوء على التطرُّف، مشيرةً إلى أن
التطرُّف إذا وجد في دينٍ فمن المؤكد وجوده في الدين المقابل.
وقالت الدغيدي: "بصراحة اقتنعت بتأجيل "كف مريم"؛ ليس لأنني لا أريد الدخول
في مشكلات؛ لأنني طول عمري مخرجة متمردة، وأحب وأجيد العمل في جو المشكلات
والأزمات، ولكن "كف مريم" كمشروعٍ فنيٍّ قائمٌ، ولن أرفضه، والقصة قمت
بشرائها من سعيد سالم، وكنت أريد تحويلها إلى مسلسل أيضًا".
في ذات السياق أكد السيناريست د. رفيق الصبان أن رفض الرقابة لـ"زنا
المحارم" ليس قطعيًّا، وإلا ما كانت طلبت استدعاء أسرة العمل للنقاش وإبداء
الملاحظات بشأنه.
واعتبر مطالبة الرقابة باللقاء للنقاش دون رفض السيناريو يجعل هناك أملاً
في عبوره إلى كاميرات التصوير، مشيرًا في نفس الوقت إلى أنه ومخرجة الفيلم
لم يتم إبلاغهما برأي الرقابة في المشاهد موضع الخلاف في السيناريو، ومن ثم
لا يعرف على أي شيء يعترضون "حتى يمكنا الرد عليهم".
الـ
mbc.net في
28/11/2010
تنتج ستة أفلام جديدة من بينها «ظل البحر»
إيمجنيشن أبوظبي.. خطوة متقدمة للانطلاق
بالسينما
الإماراتية إلى العالمية
خلال الدورة الماضية
لمهرجان كان السينمائي الدولي -مايو 2010- تم اختيار فيلم «لعبة عادلة» ضمن
المسابقة الرسمية للمهرجان وهذا الفيلم يأتي ضمن مشاركة
اماراتية في الانتاج من
خلال شركة «ايمجنيشن أبوظبي» احدى ابرز الجهات الانتاجية في المنطقة. وهذا
ما ساهم
برفع العلم الاماراتي على قصر المهرجانات في مدينة كان الفرنسية. وقد كانت
تلك
التجربة بمثابة الاعلان الحقيقي عن ميلاد صرح انتاجي ضخم حمل
وهو ينطلق الى
العالمية معه السينما الاماراتية والعربية الى فضاءات ارحب من الحضور
العالمي
والدولي.
فمنذ تأسيسها في سبتمبر من عام 2008م، استطاعت شركة «ايمجنيشن
أبوظبي» التابعة لشركة أبوظبي للإعلام ان تخطو خطوات كبيرة في
مجال صناعة السينما
في مراكز الفن السابع الرئيسة في هوليوود وبوليوود وكان وجنوب شرق آسيا عبر
شراكات
عدة جمعتها مع شركات الانتاج السينمائي العالمية.
ونشير الى ان هذه الشركة
استطاعت ان تخصص ما يقارب -مليار دولار أميركي- خلال 5 سنوات لتطوير وتمويل
المنتج
السينمائي الموجه للأسواق العالمية والأسواق الناطقة باللغة العربية، ان
تركز اسمها
في خريطة الانتاج السينمائي العالمي عبر مجموعة أفلام قامت بالمساهمة في
إنتاجها،
من أبرزها «اسمي خان» و«لعبة عادلة» و«المجانين» بمشاركة
مجموعة من نجوم السينما
أمثال نعومي واتس وشاروخ خان وريتشارد جير وآخرين.
لم تكتفِ «ايمجنيشن
ابوظبي» التي يرأس مجلس إدارتها محمد خلف المزروعي مدير عام شركة أبوظبي
للإعلام،
بالاشتراك في الانتاج السينمائي العالمي. بل فتحت آفاقاً رحبة
في إطار دعم الابداع
السينمائي المحلي فاختارت 6 من نصوص السيناريو الاماراتية لتمويلها
وإنتاجها بصورة
أفلام سينمائية على رأسها فيلم «ظل البحر» للمخرج نواف الجناحي والكاتب
محمد حسن
أحمد الذي أعلن عنه أثناء مشاركة الشركة في مهرجان «كان»
السينمائي الدولي، ليكون
هذا الفيلم هو باكورة إنتاج الشركة للسينما الاماراتية، وقد تم الانتهاء من
تصويره
منذ ايام قليلة وهو من بطولة النجم الكويتي احمد ايراج وعدد اخر من النجوم
الشباب
في دولة الامارات العربية المتحدة.
عن خطة الانتاج لشركة «ايمجنيشن أبوظبي»
بما يتصل بدعم السينما الاماراتية، يقول محمد خلف المزروعي:
-
لقد صرّحنا
حين أطلقنا هذه الشركة أننا بتأسيسها إنما نسير بمواكبة استراتيجية إمارة
أبوظبي
والتحول إلى مركز عالمي مؤثر في قطاع الاعلام والسينما
والثقافة والفنون والجذب
الاستثماري.
وبإعلاننا عن تمويل وإنتاج وتطوير قائمة الأفلام الاماراتية
الستة التي أعلنا عنها، نعكس التزامنا تجاه صناعة السينما في
دولة الامارات، وسنعمل
في كل فيلم من هذه الأفلام مع مجموعة من أفضل المواهب الاماراتية بهدف
إنتاج أفلام
عالية الجودة مبنية على محتوى ومضمون محلي. مدير عام مهرجان أبوظبي
السينمائي
الدولي عيسى المزروعي يرى ان دعم «ايمجنيشن أبوظبي» بإنتاج
أفلام إماراتية لم يأتِ
بصورة مجاملة للمبدع الاماراتي، ويقول: لقد اختارت لجان متخصصة مجموعة من
أفضل
السيناريوهات المقدمة من قبل المبدعين الاماراتيين. وتم اختيار الأفضل
فيها، ولم
يتم الدعم والاختيار كون المخرج أو كاتب النص إماراتي، بل جاء
ذلك كون تلك النصوص
ستقدم أفلاماً ذات مضمون راقٍ يقدم صورة الفن الاماراتي للعالم بصورة جادة
ومشرقة،
وإجابة عن سؤالكم حول إمكانية ان يكون فيلم الافتتاح في إحدى الدورات
القادمة
لمهرجان أبوظبي السينمائي فيلم إماراتي، أقول : أتمنى ذلك.
ولكن أمنيتي
تتجاوز ذلك بان يكون هذا الفيلم الاماراتي هو فيلم الافتتاح لمهرجانات
دولية لأنني
أعتقد ان ذلك سيخدم السينما والفن المحلي أكثر بكثير، وأعتقد
ان خطوة إيمجنيشن بدمج
المواهب المحلية بالخبرات الخارجية من أهل الصنعة السينمائية خطوة موفقة
وتسير
بالاتجاه الصحيح».
تتنوع قائمة الأفلام الاماراتية الستة بين الدرامي
والكوميدي والميلودرامي والكوميديا الرومانسية، والأفلام هي: شاعر المليون،
جن،
ألاسكا، مونسون، علي وعائشة، وفيلم ظل البحر الذي يتناول قصة حي إمارتي
«فريج».
حيث يحول التراث والعادات دون التعبير عن الحب والعواطف بشفافية في علاقة
-منصور-
مع -كلثم- وتستمر الحكاية برحلة اكتشاف النفس التي تأخذ أبطال الفيلم من
رأس الخيمة إلى أبوظبي.
وحول فيلمه «ظل البحر» الذي أعلن عن إنتاجه في
مهرجان «كان» يقول المخرج الاماراتي نواف الجناحي:
-
لقد عملت والكاتب محمد
حسن أحمد على تجهيز سيناريو الفيلم منذ أكثر من عام، وكان هدفنا إنتاجه
بشكل شخصي
ومستقل إلى ان فتحت «ايمجنيشن أبوظبي» الأبواب لإنتاج الأفلام الاماراتية.
وبالفعل حظينا بالموافقة على إنتاج الفيلم، وما جذبني لقصة الفيلم هو تخطيه
للحدود الجغرافية إنسانياً رغم احتفاظه بخصوصية ملامح الزمان
والمكان والشخوص
الاماراتية، معبّراً من خلال الفيلم عن الحنين إلى الماضي الذي كان يحفل
بجمال
وطيبة العلاقات الانسانية بين أفراد المجتمع، وأتوقع ان يجذب هذا الفيلم
بعد تنفيذه
الجمهور بكافة شرائحه بغض النظر عن الجنسيات.
وأعتقد أنها فرصة لتعريف
الجمهور حول العالم بثقافتنا ومجتمعنا المحلي، وأعتقد ان بادرة ايمجنيشن
أبوظبي
-
في إنتاج هذا الفيلم هي الخطوة الصحيحة التي ينبغي ان تنتهجها شركات
ومؤسسات
الانتاج في الدولة لدعم السينما في الدولة، لأنها السبيل الوحيد الذي ينمو
من خلاله
صناعة الانتاج السينمائي بشكل فعّال. وأتوقع ان يعرض العمل في عدد من
المهرجانات
الدولية في ظل الدعم الحقيقي الذي تقدمه «ايمجنيشن أبوظبي»
للفيلم وللسينما
الاماراتية بشكل عام».
أما المخرج والكاتب الاماراتي أحمد عرشي الذي شارك
بعدة أفلام هوليوودية كمخرج متدرب وأخرج مجموعة من الأفلام القصيرة.
فلقد
حظي نصه «ألاسكا» بموافقة من إدارة ايمجنيشن أبوظبي على إنتاجه بعد إكمال
سيناريو
الفيلم الذي يدور حول مغامرة كوميدية عن اثنين من طلاب الامارات اللذين
يدرسان في
الولايات المتحدة اللذين تفرض عليهما إحدى «الأخويات» هناك
والتي يريدان الانضمام
إليها ان يسافرا إلى ولاية «ألاسكا» في أقصى الشمال البارد وهناك تحدث
مفارقات
ومواقف كوميدية لهذين الطالبين اللذين يصطدمان بثقافة وطبيعة حياة مختلفة.
حول سيناريو فيلمه يقول عرشي: «رغم ان بعض المواقف وأجزاء من الحكاية تطابق
قصة واقعية، إلا ان الجزء الغالب فيها هو متخيل، ولا مانع لديّ
من ان يسند الاخراج
لغيري من المخرجين حتى وان كان من جنسية غير إماراتية -وان كنت أفضل ان
يكون المخرج
إماراتيا- لان النص وروحه إماراتي، وأتمنى ان يجري التصوير بذات موقع النص
وهو
ولاية «ألاسكا» لما يحمله ذلك من تجسيد واقعي للنص.
وبعد هذه الاطلالة على
هذا الصرح الانتاجي الضخم والذي سيكون له ابعد الاثر في اثراء الساحة
الانتاجية
الاماراتية والخليجية والعربية والدولية... نظل دائما بانتظار
الحصاد السينمائي
الجديد.
النهار اللبنانية في
28/11/2010 |