بعد شهرين كاملين من التفكير، اتخذت الفنانة «هالة فاخر» قرار ارتداء
الحجاب، وعلى الرغم مما سوف يترتب على قرارها من أمور تتعلق بمستقبلها
الفني، فإنها تغلبت على تخوفها، واستجابت لاستفتاء قلبها، وكان الحجاب الذي
سوف تظهر به في أعمالها المقبلة، سواء تلفزيونية أو سينمائية.
عن شعورها بعد الحجاب، وردها على الشائعات التي أثيرت حولها، ومستقبلها
الفني، تحدثت هالة فاخر لـ«الشرق الأوسط»..
·
ما هو شعور الفنانة هالة فاخر
بعد قرار ارتداء الحجاب؟
- صدقوني. إنني منذ ارتداء الحجاب أشعر بسعادة، وحالتي النفسية جيدة، وليس
مثلما نُشر في بعض المواقع الإلكترونية بأنني أشعر برهبة وخوف من اتخاذي
هذا القرار، فارتداء الحجاب لم يأت في يوم وليلة، بل أخذ مني تفكيرا لشهرين
كاملين.. ولكم أن تتخيلوا قرارا يستحوذ عليّ 60 يوما كاملة من التفكير؟! لا
أنكر أنني كنت متخوفة، ولكن استفتيت قلبي وتوكلت على الله، سبحانه وتعالى،
وأطلب من الله أن يثبتني.. وادعوا لي.
·
البعض يقول إن الحجاب خطوة جاءت
بعد أن وصلتِ إلى درجة الاكتفاء فنيا.. فما ردك؟
- منذ أن ارتديت الحجاب وهناك أقاويل تقال عني، ولا أعلم سببها، لكن ما
أستطيع أن أقوله إن ارتدائي للحجاب هو قرار شخصي، وعلاقة بيني وبين الله،
سبحانه وتعالى، والذي يريد أن يقول شيئا فليقل، ولن أجيب على مثل هذه
المهاترات.
·
ألا تخشين من تقلص أدوارك بعد
الحجاب؟
- لم أفكر في هذا الأمر، ولكني أعتقد أنها ستزيد بعد أن ارتديته، وللعلم
فأنا خلال أعمالي الدرامية الأخيرة والأفلام التي قدمتها في الفترة
السابقة، بعيدا عن فيلم «كباريه»، ظهرت وأنا أضع «إيشاربا» على رأسي، كما
قدمت مسلسل «شرف فتح الباب» بالحجاب، ولم يشعر المشاهدون به، حيث قدمت
شخصية سيدة مصرية ربة منزل، وطبيعي جدا أن تضع غطاء على رأسها، وما أعنيه
أن أدواري لن تتغير على ما أعتقد.
·
في رأيك.. هل يمكن أن يتجنب بعض
المخرجين هالة فاخر في أعمالهم بسبب الحجاب؟
- المخرجون الآن يعلمون أنى ارتديت الحجاب، وهناك أدوار كثيرة تقدم للمحجبة
في أفلامنا أو مسلسلاتنا، لأننا من خلال هذه الأعمال نرصد الواقع، والواقع
يقول الآن إن نحو 80 في المائة من النساء والفتيات محجبات، ومن يريد أن
تشارك معه هالة فاخر في أي من أعماله بالتأكيد، فسيقدمني بالشكل الذي
يرضيني ويناسب حجابي، وعلى سبيل المثال الفنانة عبلة كامل محجبة، ولا يشعر
أي من المشاهدين أثناء مشاهدته لها أنها محجبة، وبصراحة فقد وضعت هذه
الفنانة الجميلة أمام عينيّ وأنا أرتدي الحجاب.
·
بصراحة، ما الذي تغير في هالة
فاخر بعد الحجاب؟
- لم يتغير فيّ أي شيء، فأنا كما أنا، والحجاب لا يغير في شخصية الإنسان
إلا للأفضل، فأنا أضحك، وأخرج، وأفعل كل شيء أريده، طالما لا يخلّ
بالاحترام، وهذا طبعي، سواء الآن أو قبل أن أرتدي الحجاب.
·
هل عُرضت عليكِ أعمال بعد الحجاب
سواء تلفزيونية أو سينمائية؟
- هناك عملان للتلفزيون إن شاء الله سأدخل تصويرهما قريبا، والدوران
مكتوبان بشكل يتناسب مع حجابي جدا، لكن لم يعرض علي أعمال سينمائية في
الوقت الحالي بحجم التي سبق أن قدمتها، مثل دوري في فيلم «حلم العمر» و«حين
ميسرة»، وهي أعمال تشرفت بالعمل فيها، وأضافت إلى تاريخي، ولا أستطيع أن
أعود خطوة إلى الوراء لمجرد أن أكون موجودة.
·
وهل اعتذرت عن تصوير الجزء
الثالث من السيت كوم «بيت العيلة»، كما تردد؟
- هذه شائعات لا أساس لها من الصحة، والعمل نفسه لم تتم كتابته حتى الآن،
فبعد نجاح الجزأين (الأول والثاني)، تحمسنا جدا لفكرة جزء ثالث، خاصة أن
الجمهور ارتبط بالمسلسل، ونال إعجابهم واستحسانهم.
·
ما رأيك في ارتداء بعض الفنانات
الحجاب ثم قيامهن بخلعة؟
- هن أحرار، وأنا لست بصدد الحكم عليهن، وأدعو للجميع بالهداية.
·
إذن لماذا هاجمت بعض الفنانات
اللاتي ارتدين الباروكة بدلا من الحجاب في أعمالهن؟
- لم يحدث ذلك على الإطلاق، فكل ما قلته خلال أحد لقاءاتي التلفزيونية إني
لا أستطيع أن أرتدي الباروكة بدلا من الحجاب، وهذا ما أقتنع به، ولن أنافق
نفسي، ففوجئت بتصريحات تنشر أني هاجمت بعض الفنانات، وهذا لم يحدث مطلقا،
لأني ليس لي دخل بقرارات الآخرين؛ فكل شخص حر فيما يفعل.
·
هل ستؤدين فريضة الحج هذا العام؟
- إن شاء الله، وقد سبق أن أديت الحج من قبل، لكن هذه المرة ستكون الأولى
لي بالحجاب، لذا أشعر أن لها مذاقا مختلفا، وبإذن الله سأقوم بأداء هذه
الفريضة في كل عام؛ فما أحلى الذهاب إلى بيت الله الحرام، وأتمنى من الله
أن ينال ثواب الحج كل مسلم ومسلمة.
الشرق الأوسط في
05/11/2010
مظهر أبو النجا لـ «الشرق الأوسط»: أنا الوحيد القادر على
إضحاك عادل إمام
قال: «يا حلاوة» كانت تأشيرة دخولي للبيوت العربية
أحمد صبري
«يا حلاوة».. عبارة اشتهر بها الفنان المصري مظهر أبو النجا عندما رددها
كثيرا خلال أعماله الفنية في المسرح والسينما والتلفزيون، حيث كانت بمثابة
تأشيرة دخوله للبيوت العربية والمصرية، بل إنها باتت تميمة النجاح لأفلام
كثيرة خلال مرحلة السبعينات والثمانينات، ويقول إنه الوحيد القادر على
إضحاك عادل إمام، وإنه يستعد للعمل معه في مسرحية جديدة.
ومن فرط عشقه للمسرح قام أبو النجا بتكوين فرقة مسرحية تحمل اسمه ليتبنى
عبر عروضها المختلفة تحقيق حلمه القديم في إحياء الحركة المسرحية في مصر من
جديد واستعادة جمهور المسرح إليه. ويرى أبو النجا أن سبب إحجام الجمهور عن
الذهاب إلى المسرح يرجع لتكلفة التذاكر الباهظة، وهو يتبع نظرية تقول إن
خفض قيمة تذاكر دخول المسرح إلى خمسة جنيهات وحتى عشرين جنيها كحد أقصى،
سيعوضه الأعداد الكبيرة التي سوف تحضر العرض وذلك سيحقق إيرادات عالية أيضا
مع توسيع قاعدة المشاهدة. وإلى تفاصيل الحوار الذي أجرته معه «الشرق
الأوسط» في الاسكندرية..
·
ما الجديد في مشروعك الذي طرحته
على المسؤولين وقلت إنه يمثل بعثا جديدا للحركة المسرحية في مصر؟
- هذا المشروع باختصار شديد يهدف إلى استعادة المسرح المصري لجمهوره الذي
أصبح في حالة إحجام اضطراري عن الذهاب إلى المسرح، نظرا لارتفاع قيمة
التذاكر التي بلغت حدا أصبح لا يسمح إلا لطبقات معينة بدخوله، حيث وصلت إلى
مبالغ تكفي الواحدة منها مصروف بيت مصري لمدة شهر.. خفض قيمة التذكرة يؤدي
لزيادة عدد رواد المسرح وبالتالي تعويض أي خسائر يمكن أن يتسبب فيها خفض
قيمة التذكرة إلى خمسة جنيهات كحد أدنى، وعشرين جنيها كحد أقصى..
·
ولكن أليست هذه الأسعار الرمزية
قد تؤدي إلى عدم تغطية مصروفات العرض من إيجار المسرح وأجور الفنانين
وخلافه؟
- في الماضي كان تعداد السكان في مصر عشرين أو ثلاثين مليون نسمة، وكانت
المسارح كلها كاملة العدد، الآن تعداد المصريين أصبح 85 مليونا ومع ذلك لا
يستطيع سوى مسرح أو اثنين لكبار النجوم مثل عادل إمام وسمير غانم، جذب
الجمهور، والسبب ارتفاع ثمن التذاكر، فالمسرح بالأساس جمهوره من الموظفين
متوسطي الحال ولو أصبح ثمن التذاكر في متناول أيديهم سيقبلون فورا على
المسرح، وسبق وأن قمنا بتجربة عرض مسرحية «فلاح خمس نجوم» وهي بطولتي مع
الفنانين ضياء الميرغني ومحمد الصاوي في القرى والبلدات الصغيرة بالريف وقد
لاقت نجاحا وإقبالا منقطع النظير عندما خفضنا أسعار التذاكر..
·
عرفك الناس بعبارة «يا حلاوة»..
فما هي قصتها ومتى كانت؟
- هذه الجملة هي «وش السعد» علي.. وكانت بمثابة تأشيرة دخول لي لكل البيوت
العربية وقلتها لأول مرة في فيلم «شياطين إلى الأبد» مع عادل إمام وناهد
شريف وصفاء أبو السعود بداية السبعينات، حيث اقترح علي مخرج الفيلم محمود
فريد أن يكون لي «لازمة» أي جملة أشتهر بها، وخيرني بين أن أقول «يا خرابي»
أو «يامه» أو «يا لهوي» أو «يا حلاوة»، فاخترت الأخيرة ورددتها بالفعل داخل
أحداث الفيلم، بعدها تكررت مشاركاتي مع عادل إمام لثمانية أفلام قلتها في
كل فيلم منها، ووجدت كل المخرجين بعد ذلك يطلبون مني أن أقولها وكلما ذهبت
لبلد عربي أو أوروبي يطلبها مني الجمهور.
·
أين أنت من السينما والتلفزيون؟
- شاركت في الكثير من الأفلام والمسلسلات في الفترة الأخيرة، منها فيلم
«رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» مع محمد هنيدي، وفي رمضان هذا العام قدمت
مسلسل «بابا نور» مع الفنان حسين فهمي، وفي رمضان الماضي قدمت مسلسل
«الأدهم» مع الفنان الشاب أحمد عز، وكانت لي مشاركة في سيت كوم «راجل وست
ستات» مع الفنان أشرف عبد الباقي.
·
من يعجبك من نجوم الجيل الحالي؟
- أنا أحب أحمد عز جدا، لأنه نموذج مشرف للفنان المصري الحقيقي، فهو
بالإضافة إلى جديته في العمل وحرفيته العالية، فإنه قد بهرني أيضا بالتزامه
الديني، وأذكر أننا قد سافرنا في إحدى المرات إلى أوكرانيا لتصوير مشاهد في
مسلسل الأدهم، وهناك تقربت منه ورأيت كيف هو ملتزم بالصلوات وبالأخلاق،
وبرأيي أنه يعتبر «رقم واحد» الآن في أداء دور «الجان» الرومانسي في
السينما المصرية، كما أنه يتميز بأداء أدوار «الأكشن» بحرفية عالية جدا.
أما على مستوى الكوميديا فأعتبر الفنان أحمد حلمي هو أهم كوميديان في الجيل
الحالي بمصر.
·
وماذا عن ذكرياتك مع الفنان عادل
إمام الذي شهدت أعمالك معه أولى انطلاقاتك نحو الشهرة والنجومية؟
- يكفيني فخرا أنني الوحيد في مصر الذي يستطيع إضحاك عادل إمام فهو لمن لا
يعرفه لا يضحك على شيء بسهولة، وأذكر مرة العام قبل الماضي أنني كنت قد
ذهبت وزوجتي إلى مسرحه لمشاهدة مسرحية «بودي جارد» وقد أرسل لي يدعوني
لحجرته بعد المسرحية وجلست معه وكانت معنا زوجتي وفوجئت به يضحك معي
ويقلدني ويقول: «يا حلاوة»، وعندما هممنا بالانصراف قال لي «يا مظهر أنا
عاوز أضحك مفيش حد بيضحكني».. فقمت بأداء مشاهد كوميدية لي بعدد من
المسرحيات التي لم يسنح الوقت له بمشاهدتها، ثم ذكرته ببعض المواقف القديمة
فما كان منه إلا أن وقع على الأرض ودمعت عيناه من الضحك ومنحني شرف أن أكون
الوحيد في مصر القادر على إضحاكه كما يضحك هو الملايين.
·
وهل نراك قريبا معه في عمل فني
يجمعكما؟
- بالفعل، فمن المنتظر أن أشارك الفنان عادل إمام مسرحيته الجديدة التي ما
زالت في مرحلة التجهيز والإعداد، وبرأيي أنها سوف تكون قنبلة فنية مدوية،
وسوف يشارك فيها أيضا الفنان الكبير سعيد صالح، والحقيقة أن مشاركتي مع
عادل إمام في عمل مسرحي كانت إحدى أمنياتي، حيث شاركته الكثير من الأفلام
السينمائية، لكنني لم أشاركه بالمسرح حتى الآن.
الشرق الأوسط في
05/11/2010
فوضى مواعيد المهرجانات العربية لا تزال مستمرة
موزعة بين أبوظبي والدوحة وقرطاج ودمشق والقاهرة
طارق الشناوي
هل من الممكن أن نجد حلا لتلك الفوضى وحالة التضارب في المواعيد التي تعاني
منها كل المهرجانات العربية؟! يبدأ التزاحم العربي العربي مع بدايات شهر
أكتوبر (تشرين الأول) ويزداد اشتعالا كلما أوغلنا أكثر في شهر أكتوبر
ويواصل السخونة في نوفمبر (تشرين الثاني) ثم يصل إلى الذروة في شهر ديسمبر
(كانون الأول)، لأن الكل يسعى لإنهاء نشاطه السينمائي قبل احتفالات
الكريسماس حيث إن أغلب النجوم العالميين يحرصون على قضاء العيد في بلادهم.
الأشهر الثلاثة التي تشهد ذروة الصراع السينمائي تجبر المهرجانات على أن
تعرض تقريبا نفس الأفلام الهامة سواء العالمية أو العربية فهم مجبرون على
عرض عدد محدود من الأفلام التي حققت رواجا ونجاحا في هذه الأشهر السابقة
مباشرة لإقامة المهرجان. مثلا فيلم «نسخة مصدقة» للمخرج الإيراني عباس
كيروستامي شاهدته معروضا في مهرجان «أبوظبي» وبعد 48 ساعة فقط من انتهاء «أبوظبي»
شاهدته في مهرجان «الدوحة» والأسبوع القادم يعرض في مهرجان «دمشق»، وبعد
ذلك سوف تعثر عليه معروضا في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الذي يفتتح
30 نوفمبر، لينتقل بعدها بأيام إلى مهرجان «مراكش» وكأنه «كعب داير» في كل
المهرجانات العربية.
مثلا النجمة يسرا كانت أحد نجوم افتتاح مهرجان «أبوظبي» بعدها انتقلت إلى
«الدوحة» لترأس لجنة التحكيم وقبل يوم واحد من ذهابها إلى «الدوحة» كانت في
تونس للمشاركة في افتتاح مهرجان «قرطاج» وبالتأكيد ستشارك بالحضور في
مهرجان «دمشق» الذي يفتتح بعد غد كما أنها عضو في المكتب الفني لمهرجان
القاهرة وحضورها مفروغ منه وبعد ذلك ستنتقل إلى مهرجان «دبي» لأنها أحد
الضيوف الدائمين في «دبي».. وبالطبع ما تفعله يسرا تستطيع أن تجد له
تنويعات لأغلب نجوم ونجمات السينما العربية.. الأفلام العربية أيضا تعاني
من نفس المأزق فهي أفلام صارت نادرة.
أتحدث بالطبع عن الجيد منها وهكذا مثلا شاهدت الفيلم اللبناني «شتي يا
دنيا» في مهرجان «أبوظبي» حصل على جائزة المهرجان وانتقل إلى مهرجان
«الدوحة» وسوف يعرض في القاهرة في مسابقة الفيلم العربي.. فيلم «رسائل بحر»
عرض في «أبوظبي» داخل المسابقة الرسمية وانتقل بعدها إلى «قرطاج» للمسابقة
أيضا.. وظل مهرجان القاهرة لديه مأزق يتكرر سنويا في الحصول على أفلام داخل
مسابقته الرسمية حيث إن لائحة المهرجان باعتباره تابعا لاتحاد المنتجين
الدوليين الذي يشترط ألا يسمح بعرض فيلم رسميا في المسابقة إذا كان قد سبق
له الاشتراك في مسابقة أخرى، ولهذا أنشأ مهرجان القاهرة قبل نحو عشر سنوات
مسابقة على هامش فعالياته تمنح جائزة أفضل فيلم عربي حيث لا تخضع هذه
المسابقة لشروط الاتحاد الدولي.. وظل مهرجان القاهرة لديه مأزق في العثور
على فيلم مصري وليس فقط عربي!! لماذا يرفض صناع الأفلام المصرية المشاركة
في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتمثيل بلدهم.. الحقيقة ليست متعلقة
بمهرجان القاهرة فحسب، وإنما بمهرجان الإسكندرية أيضا في كل عام يعاني من
نفس المأزق يظل المهرجان يلهث من أجل أن يحصل على فيلم مصري لإنقاذ وجه
السينما المصرية!! قبل نحو شهرين في مؤتمر صحافي أعلنت إدارة مهرجان
القاهرة أنها غير قادرة على العثور على فيلم مصري ولكن بعد الكثير من
المحاولات وأيضا الاعتذارات تمكنت من الاتفاق على فيلم «شوق» لخالد الحجر
يعرض في المسابقة الرسمية لأنه لم يسبق عرضه في أي مسابقة رسمية من قبل،
وسوف يعرض في المسابقة العربية فيلما «الطريق الدائري» لتامر عزت وهو من
الأفلام محدودة التكاليف، وأيضا «الميكروفون» لأحمد عبد الله الحاصل مؤخرا
على جائزة مهرجان قرطاج «التانيت الذهبي» لأفضل فيلم عربي وأفريقي.. لم
أشاهد الأفلام الثلاثة ولا أستطيع أن أحكم عليها فنيا ولكن كثيرا ما اضطر
المهرجان في دورات سابقة إلى الموافقة على عرض أفلام مصرية داخل المسابقة
الرسمية دون المستوى من أجل ألا يتساءل أحد؛ كيف نقيم مهرجانا مصريا ولا
تشارك فيه مصر إلا على الهامش.
والحقيقة أن إدارة المهرجان ليست جهة منتجة للأفلام وبالتالي غير مسؤولة عن
عدم مشاركة الأفلام المصرية.. وتقلصت الجاذبية وتضاءل الحرص من منتجي
الأفلام على الوجود في المهرجان خاصة بعد انطلاق مهرجانات خليجية وهي على
الترتيب طبقا للأقدم زمنيا «دبي»، «أبوظبي»، «الدوحة» ثلاثة مهرجانات تمنح
السينما العربية مساحات من الاهتمام وأيضا ترصد جوائز تصل إلى قرابة مليون
دولار. ولهذا فإن المنتجين والنجوم والمخرجين صاروا يذهبون إلى هذه
المهرجانات التي تدفع مقابلا ماديا ضخما لمن يحصل على الجائزة..
الغريب في الأمر أن فيلم «المسافر» الذي أنتجته أيضا وزارة الثقافة المصرية
لم يشارك في مهرجان القاهرة في الدورة الماضية بينما شارك في «فينسيا» ثم «أبوظبي»
ثم «دمشق» ثم في نهاية الأمر شارك في مهرجان الإسكندرية قبل شهرين؟!
تاريخيا، «مهرجان القاهرة» هو أول مهرجان عربي يرصد ميزانية للفيلم العربي
الفائز مقدارها 100 ألف جنيه، وذلك قبل نحو 15 عاما وكانت تساوي وقتها نحو
30 ألف دولار الآن صارت لا تتجاوز 18 ألف دولار، وهو مبلغ هزيل بالطبع خاصة
لو قارنته بالمهرجانات الخليجية الثلاثة..
أضاف المهرجان مؤخرا جائزة للسيناريو تصل أيضا إلى 18 ألف دولار ولكن في كل
الأحوال الإغراء المادي لم يعد يشكل أي عامل جذب للفيلم المصري ولا الفيلم
العربي لأن المهرجان يعاني أيضا من تضاؤل إقبال الأفلام التي تمثل السينما
العربية.. أتذكر مثلا أنه في العام قبل الماضي عرضت إدارة المهرجان على
إلهام شاهين منتجة وبطلة فيلم «خلطة فوزية» الاشتراك رسميا وبعد أن رحبت
إلهام تلقت دعوة من مهرجان «أبوظبي» في دورته الثانية التي أقيمت عام 2008
في موعد يسبق مهرجان «القاهرة» بنحو شهر ونصف وتقضي شروط مهرجان «القاهرة»
بأن المسابقة الرسمية لا تسمح إلا بالعرض الأول للفيلم، ولهذا لم يتمكن
«خلطة فوزية» من المشاركة رسميا في مهرجانا القاهرة وذهبت بالفيلم إلى «أبوظبي»
وبالفعل حصلت إلهام على جائزة أفضل ممثلة وقدرها 75 ألف دولار!! في العام
الماضي حاول مهرجان القاهرة أن يعرض فيلم «بالألوان الطبيعية» ورغم أن
المخرج أسامة فوزي كان قد اتفق مع مهرجان «أبوظبي» على العرض فإن النسخة لم
تكن جاهزة ولهذا لم يعرض في «أبوظبي» وانتظرنا أن يعرض في مهرجان القاهرة،
لكن المخرج بعد أن اكتشف أنه لن يلحق بـ«أبوظبي» حاول أن يعرض فيلمه في
«دبي» متجاوزا «القاهرة». لم تنجح محاولته في «دبي» وفاته «القاهرة»!! فيلم
«الحاوي» لإبراهيم بطوط المخرج والمنتج شارك به في مهرجان «الدوحة» في
دورته الثانية.. الفيلم تم إنتاجه في إطار السينما المستقلة المحدودة
التكاليف ولهذا فإن الجوائز بالتأكيد تشكل عامل جذب خاصة إذا علمنا أن
تكلفة هذا الفيلم قبل المونتاج لم تتجاوز 6 آلاف دولار وذلك طبقا لما أكده
مخرج ومنتج الفيلم «إبراهيم بطوط» ولهذا لم يفكر المخرج في الذهاب به
لمهرجان «القاهرة» وحصل من «الدوحة» على 100 ألف دولار قيمة جائزة أفضل
فيلم عربي.. أيضا فيلم «ميكروفون» للمخرج أحمد عبد الله شارك في مهرجان
«روتردام» قبل شهرين وهو يقع أيضا في إطار الأفلام المستقلة حصل أيضا على
جائزة «قرطاج» ولن يصبح أمامه فرصة لكي يشارك في المسابقة الرسمية التي
تشترط أن الفيلم يعرض لأول مرة في المهرجان ولهذا يمثل مصر في مسابقة أخرى
وهي المسابقة العربية التي تسمح للفيلم الذي سبق له المشاركة في أي مهرجان
أن يتنافس فقط في تلك المسابقة الهامشية.
تستطيع أن تجد أيضا في هذا المأزق حالة التزاحم في فترة زمنية محدودة.. لو
عقدنا تنسيقا فيما بينها بالتأكيد سوف تعثر على أفلام ولن تكرر نفس العروض.
بالطبع يبدو أن الحل نظريا سهل إلا أن صناع المهرجانات لو سألتهم ستكتشف
أنهم ليسوا أحرارا في تحديد الموعد، إنهم مرتبطون بالرعاة مثل شركات
الطيران التي تمنح تخفيضات لإدارة المهرجان لديها مواعيد محددة تستطيع
خلالها فقط أن توافق على هذا التخفيض الذي تمنحه للمهرجان وما ينطبق على
شركة الطيران يتكرر أيضا في الفنادق التي تمنح تخفيضات هائلة لإدارة
المهرجانات ولكنها تشترط اختيار التوقيت المناسب بالنسبة لها وليس بالضرورة
أن يصبح مناسبا للجمهور، ولو لم تتوافق المواعيد التي تحددها شركات الطيران
والفنادق فلن يقام المهرجان ومن هنا تبدو لي الأزمة على الأقل في المستقبل
القريب غير قابلة مع الأسف الشديد للحل!!
الشرق الأوسط في
05/11/2010 |