يلقبونها بناومي كامبل الجديدة مع انها إثيوبية لا إنكليزية. إنها ليا
كيبيدي
التوب موديل التي بلغت حديثاً الثلاثين من عمرها والتي تعتبر أول امرأة
سوداء
تختارها دار «إيستيه لودر» لمبتكرات التجميل، سفيرة رسمية لها، وهذا غير
مشاركتها
الدورية في أكبر عروض الأزياء في باريس وميلانو ونيويورك
وطوكيو ولندن وتمثيلها دور
غوتشي وريفلون ودولشي إيه غابانا وإيف سان لوران وتومي هيلفيغر وغيرها في
حملاتها
الإعلانية المصورة.
ومثل عدد من عارضات الأزياء الفاتنات، تحولت كيبيدي الى السينما حيث
مثلت في
فيلم «وردة الصحراء» للسينمائية الأميركية - الألمانية الجذور شيري هورمان،
الذي
يروي سيرة عارضة الأزياء الصومالية واريس ديري التي عرفت أوج مجدها في
تسعينات
القرن العشرين قبل أن تبوح للعالم بسر ختانها وهي طفلة في ظروف
غير صحية، وأن تصير
سفيرة الأمم المتحدة لحقوق المرأة في أفريقيا.
التقت «الحياة» ليا كيبيدي في باريس وحادثتها.
·
كيف حصلت على دور واريس ديري في
فيلم «وردة الصحراء» بدلاً من نجمة أميركية
زنجية مثل هالي بيري أو غيرها؟
-
أعتقد بأن القدر لعب دوره لمصلحتي من جوانب عدة، أولها أن
موازنة الفيلم لم
تسمح باللجوء إلى نجمة من طراز بيري التي تتقاضى أحد أعلى الأجور في
هوليوود، ثم
لأنني مثل ديري أحترف عرض الأزياء ومثلها أيضاً أنتمي حقيقة إلى أفريقيا
ومثلها
أشعر بالتضامن مع المرأة الأفريقية، فأنا أسست جمعية من أجل
مساعدة النساء بعد
الولادة إذا كانت صعبة... فكل هذه العناصر جعلت مني الممثلة المثالية للدور.
·
هل كنت تعرفين واريس ديري من
قبل؟
-
طبعاً مثل كثيرين من الناس، ولكنني لم أكن قد تعرفت إليها
شخصياً.
·
وهل حدث اللقاء بعد اختيارك
الدور؟
-
نعم وعلى الفور، وحتى قبل أن يتم توقيع العقد، إذ إن المخرجة
أرادت معرفة
رأيها بي، ومن حسن حظي أننا عثرنا على نقاط كثيرة مشتركة بيننا في المزاج
وفي
تصورنا لأمور الحياة، وبالتالي دعمتني ديري كلياً.
·
هل كان من الصعب تقمص شخصية
موجودة بالفعل وليست خيالية نابعة من فكر مؤلف
سيناريوات؟
-
لا، لأنني لم أعتمد سياسة التقليد إطلاقاً، واكتفيت بالإمساك
بالخيط الرفيع
الذي يربط في الحقيقة بين ديري وبيني وطورته إلى أن جعلته يلتصق بشخصيتي
ورحت أمثل
الدور وكأنني أحكي قصتي الخاصة. إنها كانت طبختي ولم أبح بها لأحد ولا حتى
للمخرجة
وأنا أرويها لك الآن لأنها حكاية مضت.
·
لكنك لست ممثلة في الأساس؟
-
لقد ظهرتُ سابقاً في فيلمين أميركيين ولكن في دور صغير في كل
مرة، إلا أنني
أعتز بهما لأنهما سمحا لي بالعمل إلى جوار نيكولاس كيج وروبرت دي نيرو.
·
وهل خضعت لاختبار معين في
التمثيل قبل حصولك على بطولة «وردة الصحراء»؟
-
ليس بالمعنى المفهوم، ولكنني قضيت ساعات طويلة أتحدث مع
المخرجة عن تصوري
للعمل الدرامي وكيفية مواجهته، ويبدو أنني أقنعتها في نهاية الأمر.
إلى الموت
·
هل تعتقدين بأن واريس ديري غيرت
أي شيء عندما أعلنت رسمياً عما حدث لها وهي
صبية؟
-
طبعاً، فهي أثارت الانتباه في العالم إلى ما يحدث في أفريقيا
وكيف تخضع البنات
لعملية الختان، خصوصاً في ظروف غير صحية تؤدي إلى الموت في كثير من
الأحيان. هذه
العادة وإن كانت لا تزال موجودة، تراجعت إلى حد كبير بالمقارنة مع ما كانت
عليه قبل
عشرين سنة مثلاً. ولا تزال ديري تكافح في إطار نشاطها كسفيرة
للأمم المتحدة إذ إن
معركة المرأة الأفريقية لم تنته بعد.
·
وهل تعتقدين بأن فيلم «وردة
الصحراء» سيغير بدوره بعض الأمور؟
-
أتمنى من كل قلبي أن يأتي الفيلم عنصراً مكملاً لما تفعله ديري
أصلاً.
·
ما هي نظرتك إلى السينما
الأفريقية الحالية؟
-
السينما الأفريقية تعاني بلا أدنى شك من قلة الإمكانات المادية
التي قد تسمح
للمواهب الكامنة فيها بالظهور على المستوى المحلي أولاً ثم الدولي. ولكن
على رغم
ذلك، أعرف أن هناك مخرجين لا يقبلون الهزيمة ويكافحون بشتى الوسائل من أجل
أن
يفرضوا وجودهم في الساحة السينمائية. وهم يصورون أفلامهم مثلاً
بالهاتف الخليوي
ويعرضونها أمام منتجين أفارقة وغربيين من أجل أن يعثروا على الدعم المادي
الضروري
لتحويل الأفلام المصورة هاتفياً إلى نسخ سينمائية مسجلة على شرائط عادية أو
في
حالات أخرى بهدف إعادة تصوير الأفلام بطريقة أكثر طبيعية.
ولكن الوضع الفني أصبح يتسم بالصعوبات نفسها تقريباً حتى في العالم
الغربي،
وأعرف أن مخرجاً سينمائياً فرنسياً صوّر فيلمه حديثاً بواسطة الخليوي أيضاً
وعرضه
على منتجين وفي النهاية حصل على دعم من شركة منتجة أميركية كي يحول فيلمه
إلى شريط،
بينما لم يشجعه أحد في بلده.
وفي مهرجان «كان» الأخير حصد الفيلم الذي مثل دولة تشاد واسمه «رجل
يصرخ» لمحمد
صالح هارون على جائزة لجنة التحكيم. فالوضع يدعو إلى الأمل ولكن في شكل
طفيف يحتاج
إلى جهود جبارة من السلطات أو الأشخاص القادرين مادياً داخل البلاد
وخارجها. وفيلم
صالح هارون مثلاً عبارة عن إنتاج مشترك بين التشاد وفرنسا.
·
هل أنت مستعدة للمشاركة في أفلام
أفريقية فقيرة مادياً، علماً أن مهنتك
كعارضة أزياء توب موديل لم تعودك على الكسب القليل؟
-
نعم بطبيعة الحال، ولا أربط بين عملي كعارضة أزياء ومهنتي
الجديدة كممثلة.
وإذا كنت قد توصلت إلى مرحلة من النجومية الدولية في عرض الأزياء والوقوف
أمام
عدسات المصورين، فأنا لا أزال ممثلة مبتدئة وذلك على رغم رواج
فيلمي «وردة
الصحراء». وعلى العموم مهما كانت درجة نجاحي في السينما فلن أرفض أبداً
المشاركة في
فيلم أفريقي لمجرد أن إمكاناته المادية ضئيلة، بينما يمكنني الرفض إذا كان
السيناريو لا يثير اهتمامي إطلاقاً أو أن المخرج يفشل في
إقناعي بقدراته الفنية.
ولكنني أضع هذه الشروط نفسها على الأفلام ذات الإمكانات الكبيرة ومهما كانت
جنسيتها، أفريقية أو هوليوودية. فالربح المادي لا يحتل عندي المرتبة
الأولى، وعلى
الأقل ليس بالنسبة إلى عملي في السينما. أما الموضة فتخضع
لقواعد ثانية.
·
أنت أول امرأة زنجية تصير سفيرة
لدار إيستيه لودر، فما رأيك في هذا
الإنجاز؟
-
أعتبر أنني فتحت الطريق بواسطة هذا الإنجاز مثلما تسميه بنفسك،
أمام
الأفريقيات من أجل حصولهن على اعتراف دولي لدى الشركات العالمية. وإذا كانت
هذه
الدار قد اختارتني سفيرة لها، فالأمر يعني أنها صارت تأخذ الزبونة
الأفريقية في
الاعتبار وتبتكر ما يناسبها، وهذا شيء جيد في حد ذاته يسلط
الضوء علينا
كأفريقيات.
كامبل الجديدة
·
بلقبونك بناومي كامبل الجديدة،
فما رأيك؟
-
أنا أكره المقارنات في شكل عام مع احترامي الشديد لكامبل، إلا
أنها بريطانية
المولد رغماً عن جذورها الأفريقية، بينما أنا مولودة في أديس أبابا وكبرت
هناك قبل
أن يكتشفني وكيل متخصص في الموضة ويفتح لي باب العمل كعارضة أزياء دولية.
لقد عملت
عارضة في أثيوبيا أصلاً، وناومي لم تعمل إلا في العالم الغربي،
الأمر الذي يعني أن
ظروفنا ليست متشابهة بالمرة.
·
هل هناك فوارق كبيرة بين مهنة
التوب موديل في أثيوبيا وفي الغرب؟
-
الفوارق شاسعة من حيث الإمكانات التي تتمتع بها دور الأزياء
أساساً بطبيعة
الحال، وأما عن أصول المهنة فهي واحدة.
·
قرأنا أنك أسست ماركة ثياب
إثيوبية؟
-
نعم، أنها ماركة «لملم» التي تسمح للحرفيين الإثيوبيين بترويج
منتجاتهم
المصنوعة يدوياً من القطن المحلي، وأنا أسست هذه الماركة بعدما لاحظت كيف
أن الحرفة
الخاصة بالنسج مهددة بالانقراض في إثيوبيا. والمنتجات تباع عالمياً بواسطة
موقع على
شبكة الإنترنت أديره بنفسي.
·
هل أنت متزوجة؟
-
نعم من إثيوبي ولنا طفلان صغيران.
·
بصفتك عارضة أزياء ترتدين أجمل
ما تبتكره أكبر أسماء الموضة، من هو مصمم
الأزياء المفضل لديك؟
لا أرتـدي فـساتـيـن أو تـنـانيـر شـانيل أو ديـور أو سـان لـوران في
حيـاتـي
اليومية، بل أفضّل تشكيل موضتي بنفسي من طريق اختيار ما يعجبني عند هذا
المبتكر أو
ذاك.
الحياة اللندنية في
08/09/2010
آمال وخيبات في السينما الإيرانية
المعاصرة
ندى الأزهري
يتمثل أمل السينما الإيرانية في إكمال مسيرتها التي بدأتها منذ عقود
على المسرح
المحلي والعالمي في مخرجين عدة من أجيال مختلفة ويعقد الأمل في شكل خاص على
ثلاثة
منهم. الأول أعلن اخيراً عزمه على وقف تنفيذ فيلمه الجديد في إيران والثاني
منع من
إكمال مشروعه الذي سبق ونال الموافقة عليه والثالث شبه موقوف
عن العمل. نتحدث هنا
عن السينمائيين الذين قرروا البقاء والعمل في إيران.
حكاية جعفر بناهي باتت معروفة، أما كيارستمي فقد صرح، نهاية الشهر
المنصرم، على
صفحات مجلة « شرق» الإصلاحية عن قراره وقف مشروع فيلمه «الأب والابن» الذي
كان ينوي
تحقيقه في إيران، وعن عدم رغبته بالعمل في بلده بسبب ما حدث لأصغر فرهادي.
أصغر
فرهادي هو «الأمل» الجديد لهذه السينما بحسب كثيرين وأولهم
كيارستمي، وهو كان بصدد
تصوير فيلمه الجديد «طلاق نادر وسيمين» حين قررت السلطات منعه من إكماله
بسبب
تصريحات كان قد أدلى بها في حفل ختام «عيد السينما الإيرانية» الذي تنظمه
سنوياً
هيئة «دار السينما» (نقابة السينمائيين).
جمع العيد الذي ينظم في أيلول (سبتمبر) من كل عام لاختيار أفضل
الأفلام الوطنية،
أعمال العام الماضي والحالي معاً بسبب عدم تنظيمه السنة الماضية، وهكذا حصد
فيلم «عن إيلي» معظم الجوائز، وفي حفل الختام
ألقى أصغر فرهادي مخرج الشريط كلمة قال
فيها ما معناه أنه كان يتمنى لو كان ضمن الحاضرين كل من بناهي
(ينتظر صدور الحكم
بحقه لاتهامه بتصوير فيلم بالسر عن الانتخابات) ومخملباف (في فرنسا) ونادري
(يعمل
في الولايات المتحدة).
لم يمر تصريح ذهادي مرور الكرام، إذ خلال أكثر من أسبوع انشغلت
الصحافة
الإيرانية بهذا «الحدث»، الذي أثار المعنيين من مسؤولين وسينمائيين. بعدها
مباشرة،
صرح معاون وزير الثقافة لشؤون السينما جواد شمقدري بأن التصريح الأولي
المعطى
لفرهادي لتصوير «طلاق نادر وسيمين» قد ألغي بسبب خطاب هذا
الأخير في عيد السينما.
وفي اليوم التالي شن كيارستمي في حديثه المذكور أعلاه هجوماً على «الأشياء
الغريبة»
التي تحدث للسينما الإيرانية، وقال بأنه
يأسف لكون المخرجين في إيران لا يتمتعون
بأية ضمانة مهنية، فقد ألغي تصريح العمل لفرهادي وأوقف عرض
فيلم للأطفال «حدث من
نوع 1 وحدث من نوع 2» وصودر وهذا على رغم حصوله على الموافقة بالعرض. وأشار
المخرج
الشهير في مقابلته مع «شرق» إلى أنه على عتبة النهاية ولا يرغب بلقاء
مسؤولي
السينما الإيرانية وأضاف: «رغبة السيد فرهادي هي رغبة مخرجين
آخرين أيضاً ولا تجب
معاقبته. لا حق لأحد بوقف مشروع فالمخرج يعيش على آماله». كيارستمي انتهز
الفرصة
أيضاً لينتقد تصريحات معاون الوزير الذي كان قد منع عرض فيلمه «نسخة طبق
الأصل» في
إيران بسبب ملابس الممثلة «غير المحتشمة» فقال: «أبدى السيد
شمقدري نياتا حسنة في
بعض الأحيان، ولكن هجومه على بينوش كان غير مقبول(...) ملابسها كانت لائقة
وسأظل
اختار ثياب الممثلين وأماكن التصوير... لقد ذهب «نسخة طبق الأصل» إلى
الأوسكار
ولديه حظ بالفوز وكان يمكن لذلك أن يكون فرصة استثنائية
لإيران. كان بودي لو كان
هناك أخلاق بدلاً من القوانين».
وبموازاة ذلك، بدأت التحركات لرفع المنع عن تصوير شريط فرهادي، فاجتمع
أعضاء من «دار
السينما» مع المدير العام للرقابة والتقويم الذي قرر بأن إكمال تصوير فيلم
«طلاق
نادر وسيمين» ممكن شرط... تغيير المخرج! وبقيت ردود الأفعال والتصريحات
والبيانات الصحافية التي نشرتها معظم الصحف الإيرانية تتفاعل، فمن بيان
لشمقدري
«حول
بعض الجاهلين الذين يأملون بهدم الجمهورية الإسلامية، وهو مرض خاص بكبار
المخرجين المدّعين في السينما الإيرانية»، إلى المعني الأول بالقضية فرهادي
الذي
ذكر في لقاء مع جريدة «باني فيلم» بأن كلماته قد أسيء فهمها،
شارحاً «أملت بأن يكون
السيد بناهي هنا وأن يعود نادري لإيران، لا أتدخل بمشاكلهما السياسية، إنها
مجرد
أمنية مهنية لمخرج»، مضيفاً بأنه يأسف كون الأهم بالنسبة له «بات ممنوعاً».
وغداة نشر البيان الصحافي المتعلق بفرهادي لمعاون الوزير، اتخذ وزير
الثقافة
موقف الدفاع عن معاونه ونشرت صحيفة «باني فيلم» تصريحات الوزير الذي انتقد
أصغر
فرهادي لصعوده إلى مسرح «دار السينما» وفي معصمه شريطة خضراء (رمز
الإصلاحيين)،
وقال: «إن كلمات السيد فرهادي لها صبغة سياسية لأنه أمل بأن
يعود السيد مخملباف -
المناهض للثورة - إلى إيران» وأضاف الوزير «لن نمد السجادة الحمراء للسيد
مخملباف
وعائلته ولن ندخل كذلك في جدل مع السيد فرهادي لكننا ننتقد المخرجين فلم
يكن
مقبولاً تصفيق الحاضرين بحماسة للسيد فرهادي». وكانت قضية
فرهادي قد أعادت إلى
الضوء المشاكل القائمة منذ فترة في طهران بين المسؤولين وبين نقابة
السينمائيين
التي وصفها شمقدري بأنها «خلية حرب ومكان لتجاوز الفشل السياسي لبعض
المجموعات».
وأعلن أخيراً أن رئيس الجمهورية ووزير الثقافة سيبذلان ما بوسعهما
للرد بايجابية
على المطالب «المشروعة» لعالم السينما، كما تم التصريح بعودة تصوير فيلم
«طلاق نادر
وسيمين» الذي يذكر أن الممثلة الشهيرة «ليلا حاتمي» تقوم بدور البطولة
فيه.
الحياة اللندنية في
08/09/2010
القائمون عليه ينفون ترويجه لقضية شيعية
«جنوب السماء».. فيلم لبناني - إيراني عن حرب يوليو 2006
بيروت -
AFP
منذ أشهر، ينشط فريق سينمائي لبناني إيراني في تصوير فيلم بإمكانات
ضخمة في جنوب لبنان «يسلط الضوء على زاوية إنسانية» من حرب يوليو 2006 بين
حزب الله والجيش الإسرائيلي، بحسب ما يقول المنتج المنفذ علي بوزيد.
ويروي الفيلم قصة شابين من حزب الله يقاتلان في قرية عيتا الشعب
الحدودية مع إسرائيل والمعاناة التي مرت بها زوجة أحدهما التي أنجبت تحت
القصف، وخطيبة الآخر التي رأت أحلامها تنهار في لحظة، بسبب اندلاع الحرب
وابتعاد الحبيبين.
ويقول علي بوزيد من شركة ريحانة غروب التي تمول الفيلم بالاشتراك مع
مؤسسة «فدك» الإيرانية، «سيكون الفيلم من أضخم الأعمال السينمائية التي
صورت في لبنان»، رافضا الإفصاح عن كلفته النهائية.
إلا أنه أشار إلى استخدام إمكانات ضخمة. فقد تم بناء حي كامل في بلدة
أنصارية الجنوبية القريبة من صيدا، أكبر مدن الجنوب، بالإسمنت والفلين،
لتجسيد حي في عيتا الشعب مع مسجد ومنازل ومرآب ومقهى وغيرها من التفاصيل.
ويقول بوزيد «تعذر تصوير المشاهد في عيتا الشعب نفسها، لكونها تقع على
الحدود، ولن يكون سهلا نقل آليات ومعدات عسكرية إلى هناك. فاخترنا أنصارية
لأسباب لوجستية وكونها لا تبعد كثيرا عن بيروت» (66 كلم).
وقدم الجيش اللبناني جزءا من الآليات، بينما قام المنتجون بتصنيع
هياكل ومجسمات لدبابات «ميركافا» الإسرائيلية. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس
الذي زار موقع التصوير أن الانفجارات التي كانت تفتعل خلال التصوير تدوي
كقصف حقيقي وتتسبب بدمار في المنازل الإسمنتية التي تم بناؤها خصيصا لهذه
الغاية.
ومن عيتا الشعب، انطلق عناصر حزب الله في 12 يوليو 2006 لخطف جنديين
إسرائيليين، وتلا ذلك حرب مدمرة استمرت 33 يوما وأدت إلى مقتل أكثر من 1200
شخص في الجانب اللبناني معظمهم مدنيون و120 في الجانب الإسرائيلي غالبيتهم
من العسكريين.
إلا أن منفذي الفيلم لا يسعون إلى تقديم «فيلم وثائقي» عن الحرب.
ويقول بوزيد «لا يمكن أن ندعي أننا نضيء على الحرب بشكل عام، فهي حدث
ضخم، إنما نسلط الضوء على جزء صغير منها ونروي قصة الناس والصمود مع تغليب
الجانب الإنساني».
وتقول الممثلة السورية كنده علوش التي تلعب دور «نسرين»، الممرضة
وخطيبة المقاوم «يوسف»، إن «الفيلم ليس سياسيا وإن كان يحكي قضية وطنية. ما
لفتني خصوصا أنه يحكي قصة إنسانية لمجموعة أشخاص ويدخل في تفاصيل حياتهم
اليومية وانعكاسات الحرب عليها».
والفيلم من إخراج الإيراني جمال شورجه المعروف بأفلامه عن الحرب
العراقية الإيرانية خصوصا.
وعلى موقعها على الإنترنت، تعرف مؤسسة «فدك» الشريكة في الإنتاج عن
نفسها باللغة الفارسية بأنها «مؤسسة ثقافية تهتم بنشر الثقافة الإسلامية
على قاعدة التعليم الصحيح للنبي محمد والأئمة»، مشددة على دور الجمهورية
الإسلامية الإيرانية في إحياء هذه الثقافة. وتؤكد الممثلة اللبنانية كارمن
لبس التي تقوم بدور «الأم الروحية» للمقاومين والسكان في عيتا الشعب، أنها
كمحترفة، «سعيدة بالتجربة السينمائية مع إيرانيين» بعدما خاضت تجارب أخرى
مع سينمائيين فرنسيين وإنجليز وأميركيين.
وتقوم كارمن بدور المرأة التي رأت زوجها وولدها يتعذبان ويقتلان
أمامها على أيدي الإسرائيليين، لكنها لم تيأس وازدادت تمسكا بالأرض.
ومن الممثلين اللبنانيين الآخرين، يوسف الخال وبيار داغر ودارين حمزة
وباسم مغنية. وقد بدأ فريق الفيلم العمل في يونيو وتنقل في قرى جنوبية
أخرى.ويقول مدير الإنتاج علاء قبيسي إنه «تم إشراك حوالي ثلاثة آلاف مواطن
جنوبي في لقطات عدة من الفيلم»، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن صعبا «فالناس
هنا عاشوا مرارا أجواء المواجهات بين الإسرائيليين والمقاومين وفصول
التهجير والنزوح». غير أن الجنوبيين لم يتحملوا بسهولة وجود علم إسرائيلي
يرفرف فوق رؤوسهم، فتحركوا احتجاجا عندما عمد فريق العمل إلى تحويل مدرسة
رسمية في بلدة برج رحال إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية رفع عليها العلم
الإسرائيلي وانتشر فيها ممثلون بملابس عسكرية إسرائيلية. ويقول قبيسي
«استفزهم ذلك كثيرا، لكن الأمر سوي بعدما شرحنا الغرض من رفع العلم».
وبعدما كان مقررا أن تقوم الممثلة المصرية حنان ترك بدور «حنان»،
الزوجة الحامل، اعتذرت في اللحظة الأخيرة وحلت محلها الممثلة السورية نسرين
طافش. وتم الربط بين هذا الانسحاب وبين حملة تعرضت لها ترك في مجلة «روزا
ليوسف» المصرية التي اعتبرت الفيلم أداة للترويج للسياسة الإيرانية
وللطائفة الشيعية. ويقول بوزيد «هذا ليس صحيحا، سبق أن نفذنا مع الشركة
الإيرانية فيلم (الغرباء) الذي يتناول القضية الفلسطينية، وهي ليست قضية
شيعية»، مضيفا أن «جنوب السماء» مجرد فيلم «درامي مع رسالة شريفة».
العرب القطرية في
08/09/2010 |