أحد المباهج القليلة لمهنة مراجعة الأفلام والكتابة عنها أن تجد
فيلما صغيرا ممتعا ينضح بالمواهب وبالخيال، ويستخدم إمكانيات السينما -أو
يحاول أن
يستخدمها- لتجسيد هذا الخيال.. لذلك أقول إنني خرجت مبتهجا
وسعيدا بعد مشاهدة فيلم
«سمير
وشهير وبهير» الذي كتبه وقام ببطولته الثلاثي الموهوب «أحمد فهمي» و«شيكو»
و«هشام ماجد» في تجربتهم المشتركة الثانية
بعد فيلم «ورقة شفرة»، وأخرج فيلمهم
الثاني «معتز التوني» في تجربته الأولي كمخرج.. قوة «سمير وشهير وبهير»
وتميزه
الأكبر في خياله الخصب، وهو -أي الخيال- نقطة الضعف الكبري في كتابة معظم
الأفلام
المصرية التي يطلق عليها من باب التجاوز أفلاما كوميدية، ليس
هناك استسهال في بناء
الأحداث والتفصيلات ولا حتي في رسم الشخصيات أو ابتكار الإفيهات، ولذلك أعد
«سمير
وشهير وبهير» أفضل أفلام الموسم الكوميدية التي شاهدتها حتي الآن رغم أنه
ليس من
الأفلام ذات الإنتاج الضخم.
من حيث الشكل لا جديد من حيث الفكرة وهي عودة
أبطال الفيلم إلي الماضي باستخدام ما يشبه آلة الزمن التي قدمت
بتنويعات مختلفة في
أفلام كثيرة بكل لغات العالم تقريبا، أما من حيث المعالجة فهناك طزاجة
وحيوية وذكاء
وخفة ظل وخيال خصب في صياغة فانتازيا كوميدية ظريفة لا تخلو أيضًا من «مورال»،
فالإخوة الثلاثة الذين تم إنجابهم في ظروف غريبة حقا يعرفون
عندما يعودون إلي سنوات
السبعينيات (نحو ثلاثين عاما إلي الوراء) أنه إذا لم يتزوج والدهم بأمهاتهم
الثلاث
فلن يولدوا أبدا، ويقول أحد هؤلاء الاخوة «سمير»: إن كل ما سيحدث في هذا
الماضي
سيؤثر حتما في المستقبل بعد ثلاثين عاما، ويعني ذلك ببساطة أن
الماضي لا يمنحهم فقط
وجودهم البيولوجي الذي وضع في تلك السنوات البعيدة، لكنهم سيتعلمون أن
الرحلة إلي
الماضي (التاريخ) هي دعوة للاكتشاف والمعرفة حتي بالنسبة لأقرب الناس
إليهم،
والحقيقة إن فيلم «ورقة شفرة» يتقاطع مع «سمير وشهير وبهير» في
تلك النقطة التي
تجعل من الماضي كنزا ووسيلة للاكتشاف ومحاولة التغيير.
يمكن تقسيم
السيناريو إلي جزئين: الأول في الحاضر، ويتم من خلاله تقديم الحالة الغريبة
لثلاثة
أشقاء ولدوا في نفس اليوم، ومن ثلاث أمهات مختلفات، ومن أب واحد معجباني
اسمه «منير
البحطير» يلعبه في الحاضر محمود الجندي وفي الماضي «شريف رمزي»، ويقدم في
هذا الجزء
ملامح كل شاب من الثلاثة بلمسات سريعة بعد أن أصبحوا في سن الشباب، وفي
كلية واحدة
هي كلية الهندسة: «سمير» (أحمد فهمي) عاشق «أحمد السقا» الذي
يعمل دوبلير فاشلا له
في الأفلام، وينتهي كل مشهد بإصابته، وقيام «السقا» بأداء المشهد بنفسه،
و«شهير» (شيكو) وهو شاب رومانسي يكتب الأغاني أو
يدعي ذلك، و«بهير» (هشام ماجد)، وهو
شاب مُرفَّه لثراء أمه التي تمتلك مصنعا للملابس الداخلية،
وتقدم أيضا ملامح سريعة
لأم كل شاب: أم «سمير» التي كانت ممثلة مبتدئة وأصبحت تعمل في صحيفة صفراء،
وأم «شهير» التي كانت ممرضة وأصبحت تعمل في محل
كوافير، وأم «بهير» التي تمتلك مصنع
الملابس الداخلية، وفي هذا الجزء أيضًا يُكلف الثلاثة بإنجاز مشروع هندسي
في
الكلية، ولكن توفيرًا للوقت يقررون سرقة مشروع أستاذهم «د. بصير» الذي عمل
عليه
لمدة 30 عامًا متصلة، وعندما يشغّلون الجهاز المبتكر يعودون
فجأة إلي السبعينيات،
وهنا يبدأ الجزء الأساسي الذي نسجت تفصيلاته ببراعة، ويستهدف هذا الجزء
الإجابة علي
التساؤل العجيب وهو: كيف تزوج رجل واحد من ثلاث نساء في يوم واحد منذ 30
عامًا؟
وتنشأ الكوميديا من مستويات مختلفة أولها: التناقض المألوف بين
القادمين من الحاضر
إلي الماضي، وثانيها: محاولة كل شاب من الثلاثة (خاصة سمير) منع والده من
الزواج من
أي امرأة إلاّ أمه حتي يمنع إنجاب والده لأخويه، وثالثها: اتفاق الأشقاء
الثلاثة
علي أن يبقي الماضي كما هو بدفع الأب الشاب المعجباني بأن
يتزوج أمهاتهم الثلاثة،
ورابعها: من التناقض بين ما يعرفونه في حاضرهم وما يكتشفونه في الماضي،
وخاصة فيما
يتعلق بـ«سمير» الذي يكتشف أن أمه الممثلة السابقة لم تكن فوق مستوي
الشُبهات.
هذا هو الهيكل العام للسيناريو الجيد المكتوب بإتقان يثبت أن جيل
«فهمي»
و«هشام» و«شيكو» «شايف كويس» أفلام كوميدية وخصوصًا الأفلام الأمريكية، كما
أنهم
يعرفون كيف يبنون السيناريو بطريقة متوازنة لا تطغي فيه شخصية
علي الأخري، وتتطور
فيه الأحداث عند نقطة مُحدَّدة، وتمتزج فيه صناعة الإفيه مع تقدم الأحداث
للأمام،
وكلها «بديهيات» نفتقدها في كثير من أفلام المضحكين الجدد، بل وفي أفلام
«عادل
إمام» نفسه كما شاهدنا في فيلم «بوبوس».
ولكن أكثر ما أعجبني عند الثلاثي
المؤلف خيالهم الواسع ليس فقط البحث عن أفكار غير تقليدية،
ولكن في تقديم مواقف
كوميدية شديدة الظرف منها مثلاً استغلال شخصيات حقيقية مثل «عبدالحليم
حافظ» الذي
يقدم له «شهير» أغنية «قارئة الفنجان» علي أنها من تأليفه، كما يقنعه بأن
يغني
أغنية «العنب» علي ألحان أغنية «يا خلّي القلب»، ومثل التوأم
«حسام وإبراهيم حسن»
اللذين يظهران في السبعينيات كطفلين أحدهما أهلاوي والآخر زملكاوي، ومثل
«يوسف
شاهين» الذي لا يظهر صراحة، ولكننا نعرف أنه أرسل سيناريو «إسكندرية ليه»
لكي يقوم
ببطولته «سمير» الذي أصبح ممثلاً ناجحًا في السبعينيات، ولكن الأخير يقرأ
نصف
السيناريو فلا يفهم شيئًا، ولا ينسي أن يسأل من سلّمه
السيناريو عما إذا كان يستطيع
الاتصال بخالد يوسف إذا لم يجد «شاهين»؟!
هذا هو الخيال الخصب الذي أعنيه،
والذي يأخذك بعيدًا عن الإفيهات المستهلكة ومشاهد الإضحاك
باستخدام العاهات
البشرية، حتي الإفيهات «غير البريئة» التي استخدمت مرة بسلاسة وبدون إزعاج
وكأنها
شفرة لا يفهم حلها إلاّ أبناء الأجيال الشابة، ربما كانت الملاحظة الأوضح
علي مشاهد
السبعينيات أنها تعاملت مع تلك السنوات كوحدة واحدة دون تدقيق،
وهذا أمر شائع بين
هذا الجيل، يعني فترة ظهور «حليم» في أيامه الأخيرة يصعب أن تجتمع مع
الإعداد لفيلم «اسكندرية ليه» قد يقال إن الرحلة إلي
الماضي تستغرق ثلاثة أيام هي عمر إعداد أو
سرقة المشروع، ولذلك لابد من التكثيف، لا بأس من التبرير ولكن
ما لم أجد له تبريراً
اختراع تصوير جزء ثان من فيلم عنتر بن شداد، في السبعينيات، ليست المشكلة
في عدم
حدوث ذلك لكن الأمر معقد بالنظر إلي أن «فريد شوقي» ابتعد تقريباً عن
الأكشن في
السبعينيات، كما بدا أن الهدف فقط تقديم مشاهد الحركة في
«عنترة» القديم كما هي
وبدون الخيال المعتاد، ولو تعب الثلاثي قليلاً لاكتشفوا أن سينما
السبعينيات قدمت
فيلم كارتيه في السبعينيات بعنوان «الأبطال» بطولة أحمد رمزي، ولكنهم
استسهلوا
قليلاً في هذا الجزء.
الملاحظة الثانية الواضحة في الفيلم تتمثل في أن
تنفيذ السيناريو وتجسيده لم يكن علي مستوي اتقان كتابته، الحقيقة أن
السيناريوهات
جيدة الصنع تحتاج إلي مخرج أكثر احترافاً وليس مخرج في أولي
تجاربه مثل «معتز
التوني»، ورغم أن المخرج ممثل كوميدي جيد ظهر في أفلام سابقة كما أدي دور
المخرج في
الفيلم، فإن ايقاع كل مشهد بدا مضطرباً، وافتقدنا اللقطات القريبة المتوسطة
في كثير
من الافيهات فبدا كما لو أن الممثلين يقومون بإلقاء الحوار دون تأثير، لم
يتم أيضاً
التوظيف المقبول لموسيقي «خالد حماد»، ولا استخدامها بشكل أفضل
لإعطاء أجواء
السبعينيات، ولولا بعض المؤثرات البصرية والتنويع في الانتقالات بين
المشاهد بدلاً
من استخدام القطع لكنا أمام تنفيذ تقليدي متواضع لفيلم «فانتازي» كما يجب
ألا نبخس
حق مصممة الملابس «ريم العدل» التي لولاها لما شعرنا بعودة
الزمن إلي الوراء!
الثلاثي فهمي وهشام وشيكو بينهم كيمياء تغطي علي قلة خبرتهم
التمثيلية،
مازال «شيكو» هو الأفضل والأصلح لأن يكون ممثلاً جيداً »ريليه «هشام ماجد»
وأخيراً
فهمي، أما البطلات فأفضلهن الموهوبة إيمي سمير غانم التي أشعر أنها طاقة
مدهشة في
مجال الكوميديا، وتحتاج إلي فرص أخري تظهر من خلالها هذه الطاقة، تأتي
بعدها إنچي
وجدان خفيفة الظل ثم الوجه الجديد «رحمة» التي كانت مناسبة
لدورها، حتي «حسن عبد
الفتاح» الذي يبالغ في أفلامه بدرجة مفزعة يبدو هنا معقولاً خاصة في مشاهد
سنوات
السبعينيات، وكان شريف رمزي مقبولاً في دور الأب في شبابه، لم يستطع الجيل
الحاضر
أن يغير من شخصيات السبعينيات إلا إلي الأسوأ بحيث أصبح «عبد
الحليم» يغني للعنب
أظن أن هذه اللمحة سواء تمت شعورياً أو لا شعورياً، تضيف اعترافاً جديداً
من
الثلاثي بأنهم علي استعداد لانتقاد جيلهم في أفلام قادمة، بدلاً من مواكبة
خياله
وانفتاحه فقط في أعمال للتسلية والترفيه.. لا أكثر.
المخرج معتز التوني: كنت في حاجة ماسة لهذه الفرصة
رغم أن فيلم «سمير وشهير وبهير» يعد أولي تجاربه في
الإخراج السينمائي، إلا أن الفنان الشاب معتز التوني استطاع تحقيق حلمه في
الإخراج
الذي عمل من أجله في التمثيل حتي يصل لقلوب الناس، الفيلم ذات
الطابع الشبابي
والكوميدي يتميز بأنه يجمع ما بين مجموعة من فريق العمل المقربين من بعضهم
البعض
سواء في الفكر أو في السن.. وقد قرر معتز التوني الابتعاد عن التمثيل ليركز
بشكل
أفضل في الإخراج قائلاً: «أنا في الأساس خريج معهد السينما قسم
الإخراج وعملت
بالفعل كمساعد مخرج في أكثر من فيلم مصري وتدربت تحت أيدي مخرجين كبار..
ومن
الأفلام التي عملت بها «تيتو» و«حرب أطاليا» و«ميدو مشاكل» و«عن العشق
والهوي»
وغيرها، أما دخولي لمجال التمثيل فكان لإشباع هوايتي فيه، لكنني لم أقصد أن
أمتهنه
فغايتي في النهاية هي الإخراج».
وعن اختياره كمخرج لأول مرة في الفيلم قال
التوني: «لقد رشحني المنتج والسيناريست محمد حفظي، بالإضافة
إلي ترشيح المنتج وائل
عبدالله أيضا الذي تعاونت معه كمخرج مساعد في أكثر من فيلم.. كما رشحني له
أصدقائي
الثلاثة وأصحاب القصة أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو.. وقد قرأت القصة وأعجبت
بها
كثيرا لأنها متميزة وذات طابع كوميدي خفيف.. وكنت في حاجة ماسة
لهذه الفرصة لإثبات
قدرتي الإخراجية ولم أجد أفضل من البداية بهذا السيناريو الجيد والمكتوب
بعناية..
بالإضافة إلي أنني أميل بطابعي إلي الأفلام
الكوميدية لذا اخترت أن أبدأ مشواري
الإخراجي به».. وأضاف: «لم تكن هناك أي صعوبات في تنفيذ
الفيلم، فبعد انتهائنا من
وضع التعديلات علي سيناريو الفيلم بدأنا في التحضير له في شهر فبراير
الماضي وقد
قمنا باختيار الديكورات والملابس الخاصة بالشخصيات وأماكن التصوير في هذا
الوقت..
ثم بدأنا في شهر أبريل الماضي وانتهينا منه في منتصف مايو.. وبعدها
انتهيت من مراحل مونتاج الفيلم بالكامل وأصبح جاهزًا للعرض بمنتصف شهر
رمضان».. كما
أبدي التوني إعجابه باختيار الشركة المنتجة لعرض الفيلم بموسم
عيد الفطر معللا أنه
موسم للأفلام الخفيفة ويتناسب مع طبيعة وقصة الفيلم التي تدور حول فانتازيا
ثلاثة
شباب يسافرون عبر الزمن ليعودوا لفترة السبعينيات.. وأضاف أن الشركة
المتحدة قامت
بتوزيع 48 نسخة من الفيلم في العديد من دور العرض بمصر.. أما
عن مشاريعه الإخراجية
المقبلة قال معتز التوني: إن هناك عدة مشاريع بينه وبين المنتج وائل
عبدالله لكنهما
لم يجتمعا معا بعد لحين الاطمئنان علي نجاح «سمير وشهير وبهير».
روز اليوسف اليومية في
22/09/2010
ورأى ابطال فيلم "سمير " و "شهير " و "بهير
"
كتب
ايه رفعت
أحمد فهمي: الفيلم لتسلية الناس ولا يخدش الحياء
رغم اعتماد الفيلم علي فكرة الفانتازيا إلا أن أحمد فهمي يؤكد
نجاح (تيمات) الأفلام الجديدة مهما كانت قائلاً «الجمهور يطلب التجديد
دائماً..
وغالباً ما تنجح الأفلام ذات التيمات الجديدة فمثلاً النجاح الذي حققه فيلم
«كده
رضا» ليس لأنني أنا المؤلف ولكن هذا هو الواقع.. وكمثال آخر فيلم «الجزيرة»
والذي
كان فيلماً «مصرياً» أكشن خالصاً وليس تقليداً للأفلام الأجنبية..
وكذلك
الأمر بالنسبة للفانتازيا في فيلم «سمير وشهير وبهير» فموضوع الفيلم الذي
يعتمد علي
السفر عبرالزمن لم يكن بالجديد ولكننا حاولنا دمجه في قصة لها طابع كوميدي
وتتناسب
مع التغيرات المجتمعية. وأضاف: لقد أبدي عدد من الجمهور
إعجابهم بقصة الفيلم لدرجة
أن المنتج د. محمد العدل اتصل وهنأني علي النجاح وقال لي إن من يشاهد
الفيلم ولا
يضحك فعلي الأقل سيبتسم.. وهذا بالرغم من عدم وجود رسالة محددة
فنحن قمنا بكتابة
القصة علي سبيل تسلية المشاهد فقط مع عدم وجود إفيهات كوميدية ولكننا
اعتمدنا فيه
علي كوميديا الموقف.. حتي أن المخرج عندما كان يقوم بتنفيذ التريلر لم يجد
سوي إفيه
واحد فقط ليضعه كعامل جذب للناس. فعندما كتبناه كان هدفنا أن الناس تكون
مبسوطة ولا
تشاهد أي مشهد يخدش الحياء أو تخجل الأسرة منه، مع عدم الاستخفاف بعقول
الناس
بالطبع.
وعن غيابه لمدة ثلاث سنوات منذ نجاح أول أفلامهم «ورقة شفرة» قال
أحمد: «لقد قضينا ما يقرب من 9 أشهر في كتابة فيلمنا الجديد (رجل العناب)
وانتهينا
من تحضيره بالكامل خلال 6 أشهر، وكان من المقرر أن يتم تنفيذه مع شركة
السبكي،
والمخرج سامح عبد العزيز..
ولكن تم تأجيل الفيلم لانشغال الشركة والمخرج في
إنتاج فيلم آخر. وعندما وجدنا الوقت يمر طويلاً، ولا يسمح لنا بالانتظار
لمدة 9
شهور أخري طلبنا العمل في فيلم آخر مع شركة إنتاج خارجية لحين
تفرغ عبد العزيز
للفيلم، ولكن السبكي رفض وحدثت بيننا مشاكل لم تنته سوي بتدخل محمد حفظي
ووائل عبد
الله لفسخ عقدنا مع السبكي.
فهمي قال إنهم تعرضوا للعديد من المواقف
المضحكة أثناء تصوير الفيلم وكان علي رأسها سخرية الجمهور الذي
شاهدهم أثناء
التصوير في شوارع القاهرة وكانوا يضحكون علي شكلهم وملابسهم.
أما بالنسبة
للمشاكل فقال: إنها كانت طبيعية وتمر بشكل سريع ومن أكبر المشاكل التي
تذكرها أثناء
التصوير، معاناته عندما ذهب ليزور أمه (إيمي سمير غانم) في الصحراء لأنها
بدوية.
شيكو: الجمهور اعتبرنا شوية عيال
شيكو أحد أبطال
العمل أكد أنه تجمعه سنوات صداقة مع أحمد فهمي وهشام ماجد تصل إلي 15 سنة،
مشيراً
إلي أنه يتمسك حتي الآن بفكرة البطولة الجماعية لهم لحين انتهاء الأفكار
التي
يمكنهم تقديمها، بشرط أن ينفصلوا قبلما يشعر الجمهور بالملل من
ظهورهم ليسير كل
منهم في طريقه محتفظاً بالنجاح الذي حققه مع الفريق.
حيث يقول: « لقد كنا
في حاجة ماسة لكي ننزل للسوق بأسرع وقت بعدما ضاعت منا سنوات في تحضير فيلم
(رجل
العناب) الذي صورنا منه يوماً واحداً ثم حدثت بعض المشاكل مع الشركة
المنتجة فكانت
لدينا فكرة منذ ثلاث سنوات وهي عن ثلاثة أبناء من أب واحد
وأمهات متفرقة، ثم أضفنا
عليها فكرة أخري، وهي السفر عبر الزمن للتعرف علي أهاليهم عندما كانوا
شباباً.
وأضاف «طريقة كتابتنا للأفلام لا تكون مثل المسلسلات كل منا يكتب حلقة
منفصلة ولا تكون أيضاً كالذين يكتبون عدة مشاهد كلاً منهم علي حدة، ولكننا
نقوم
بتأليف المواقف مع بعضنا البعض ونكمل الأفكار من بعضنا».
وبرغم تأكيده علي
وجود عدد من المشاهد التي كانت موجودة في السيناريو ولم يستطيعوا تقديمها
في الفيلم
سواء لضيق الوقت لظروف خارجة عن أرادتهم أكد أيضاًَ أن شركة الإنتاج لم
تبخل علي
الفيلم بأي تجهيزات منها إمداداهم بمجاميع غفيرة تصل إلي 150
شخصاً يرتدون ملابس
فترة السبعينيات ليملأوا الشوارع بجانب السيارات والديكورات التي تعبر عن
فترة
السبعينيات ويحتل 70% من قصة الفيلم.
وأضاف: التعاقد مع شركة أوسكار
للإنتاج والتوزيع السينمائي تم بشكل ودي ونحن أحببنا العمل
معهم كثيراً حتي أننا
تعاقدنا علي تقديم 3 أفلام مع الشركة.. والآن نستعد لعقد جلسات عمل مع وائل
عبد
الله لكي نتفق علي مشروع فيلمنا المؤجل (رجل العناب).
عن كواليس تصوير
الفيلم قال: كل ما أذكره أن كل الكواليس كانت خفيفة وفكاهية.. فنحن مجموعة
من
الشباب في سن واحد تقريباً نعمل مع فريق عمل في نفس المرحلة العمرية وبنفس
التفكير.. فكان شريف رمزي دمه خفيف جداً في التصوير، أما
المخرج معتز التوني فكان
(مصيبة)..
وأذكر يوماً كان لدينا تصوير في أول شارع الهرم بملابس السبعينيات، ثم
انتقلنا لتصوير مشهد آخر بنفس الملابس.. فكنت أقود سيارتي التي تنتمي لهذا
العصر
بملابس وباروكة من السبعينيات.. وكان الناس في الشارع تنظر لي
علي أنني مجنون. وكل
المواقف الكوميدية كانت تمر بسلاسة ولم تتواجد أي مشاكل لأننا كنا نعمل
بروح خفيفة (كأننا شوية عيال صغيرين خارجين نلعب).
وتحدث شيكو عن عمل الثلاثي بروح
واحدة قائلاً: حتي الآن نحن الثلاثة نشكل قوة موحدة فنحن نرفض
أي دور يعرض علينا
بشكل منفرد، أولاً لعدم وجود خبرة كافية لكل منا لكي يعمل وحده، وثانياً
لأنني
عندما أعمل وحدي سأحتاج لأبطال مشاركين بجانبي (طب ما أصحابي أولي من
الغريب)..
ولكننا ننوي أن ننفصل في حالة واحدة إذا شعر الجمهور بالمملل من وجودنا
معاً.. بشرط
أن ننفصل في قمة نجاحنا.
هشام ماجد: الناس «زهقانة» ومحتاجه تجديد
هشام ماجد أكد أنه يدخل مع أصدقائه السينما وينتظر ردود الأفعال
حول فيلمه وقال إنه يشعر بالسعادة بوصول إيرادات فيلم «سمير وشهير وبهير»
إلي مليون
ونصف في أيام العيد فقط وبعرضه في 48 سينما. ورغم علمه أن هذا
الرقم ليس بالكبير
مقارنة بباقي الأفلام التجارية التي تعرض في العيد إلا أنه أكد أنه يعد
نجاحًا
كبيرًا لم يكن يتوقعه. وعن كتابة السيناريو قال هشام: «لقد كتبنا الكلام
الذي يعبر
عنا خاصة وأن الثلاثة شخصيات عبارة عن شباب في نفس المرحلة
العمرية ولكن كان هناك
ارتجال أثناء تأدية المشهد.. خاصة أن المخرج معتز التوني من سننا و(نفس
الدماغ)
وهذا ما جعله سلسًا ولا يلتزم بالنص أو
بالمشاهد».
وأضاف: «هناك عدة مشاهد
وشخصيات ومواقف قمنا بإدخالها علي العمل أثناء التصوير حتي بعد
التعديلات التي قمنا
بها علي السيناريو في مراحل التحضير.. وأذكر أن هناك مشهدًا لي عندما أعود
بالزمن
لأري أمي في شبابها بمرحلة السبعينيات، وعندما أدخل بيت جدي أجد (السفرجي)
العجوز
الذي يعيش معي في عام 2010 وقد كان صغيرًا في السن. فهذا المشهد لم يكن
موجودًا
بالسيناريو وتمت إضافته في آخر نسخة له.. ولاقي نجاحًا كبيرًا
بين الجمهور». وعن
اعتماد الفيلم علي فكرة الفانتازيا قال هشام: «الناس تحتاج دائمًا للجديد
فيجب
علينا أن نقدم لهم ما يجذبهم ويختلف عن باقي تيمة الأفلام الموجودة..
وعندما يقول
البعض إن الجمهور يريد الأكشن أو الكوميدي أو التراجيدي فقط
فهذا ليس صحيحًا. وأكبر
دليل أن الأفلام المتفردة تنجح.. لأن (الناس زهقانه)».
وأكد هشام أن فيلم
«سمير
وشهير وبهير» كان (ربنا مبارك فيه) فتصويره كان سلسًا للغاية وسهلاً واستمر
لثلاثة أسابيع ونصف فقط بينما لم يستمر التحضير له طويلاً، فلم توجد أية
مشاكل بين
فريق العمل ولا عوائق في التصوير.
وأضاف هشام أن صديقيه فهمي وشيكو عُرض
عليهما أدوار بطولة خارج الثلاثي لكنهما رفضا، مبررًا أنه لا
يزال لديهم الكثير
ليقدموه معًا.. وأفكار كثيرة لم يحققوها وعن العمل بالدراما التليفزيونية
قال هشام
إنه يتمني العمل في المسلسلات ولكن هناك فكرة مسلسل لم تكتمل بعد ولم يتم
الاتفاق
عليها بينهم.. وخلال الأيام القادمة سيعقد الثلاثي جلسات عمل مكثفة مع
الكاتب محمد
حفظي والمنتج وائل عبدالله للاتفاق علي المشروع القادم سواء إذا كان
مسلسلاً أم
فيلمًا.
روز اليوسف اليومية في
22/09/2010
"فرحة مصرية" لاختيار رسائل بحر للمنافسة في الأوسكار
مصطفي البلك
جاء اختيار فيلم رسائل بحر للمخرج داود عبدالسيد لتمثل مصر في
المسابقة الرسمية لجائزة الأوسكار العالمية لأفضل فيلم اجنبي غير أمريكي
لعام 2010 بعد أن تلقت مصر متمثلة في إدارة مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي خطاباً من أكاديمية العلوم والفنون للسينما التي تشرف علي مهرجان
الأوسكار العالمية لاختيار فيلم مصري لدخول المنافسة. وهذا الاختيار صاحبه
ردود أفعال سعيدة من نجوم السينما المصرية ونقادها وصناعها.
يقول المخرج سامح عبدالعزيز إننا جميعاً في مصر سعداء باختيار فيلم
مصري للمنافسة علي جائزة الأوسكار العالمية وإن دل هذا فهو يدل علي أن
السينما المصرية مازالت بخير وأن العديد من الأعمال السينمائية التي قدمت
في الفترة الأخيرة جيدة وتستحق دخول المنافسات العالمية وأن تحصد جوائز هذه
المهرجانات.
يضيف أن السينما المصرية علي مدي تاريخها الطويل قدمت الكثير من
الروائع التي تجعل له مكاناً علي خريطة السينما العالمية وهذا التاريخ كان
وراء الخطاب الذي وصل من إدارة مهرجان الأوسكار لاختيار أحد الأفلام
المصرية لدخول المنافسة علي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم اجنبي غير أمريكي
لعام 2010 وهذا الاختيار تشريف للسينما المصرية وخطوة للأمام تصل من خلالها
السينما المصرية للعالمية خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت مايطلق عليه سينما
المهرجانات رغم قلة الانتاج السينمائي ولهذا وجدنا أن العديد من هذه
الأفلام تحصد وتشارك في العديد من المهرجانات العالمية.
يقول الموزع السينمائي محمد حسن رمزي: أنا سعيد أن تشارك مصر في
المنافسة داخل المسابقات الرسمية لمهرجان الأوسكار ووجدت هذه السعادة من
رجل الشارع المصري الذي قابلني وقال لي مبروك الأوسكار وهذا مؤشر طيب
وكأننا حصلنا علي الجائزة كما أن الفيلم المصري له تواجد عالمي وأن الكثير
من الأفلام المصرية شاركت وحصدت جوائز مهرجانات عالمية وكان من ضمنها فيلم
المسافر وأن مجرد الإعلان عبر وسائل الإعلام العالمية عن وجود فيلم مصري
ضمن الأفلام المشاركة في مهرجان عالمي يعتبر تعريف بالسينما المصرية
للعالم.
يقول الناقد أحمد رأفت بهجت إن الأفلام المصرية رغم أن الكثير منها
اعتبره أفلاماً تجارية إلا أن هناك أفلاماً جيدة تستطيع المنافسة ودخول
المهرجانات العالمية ففيلم المسافر الذي يشارك حالياً في مهرجان الإسكندرية
شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا ومن قبله فيلم ألوان السما
السابعة وفيلم خلطة فوزية لمؤلفته هناء عطية والمخرج مجدي أحمد علي حصد 10
جوائز عالمية من روتردام ووهران وتاور مينا وكذلك فيلم واحد صفر الذي عرض
في مهرجانات دولية عديدة أبرزها فينسيا ونحن نشهد هذا العام ترشيح رسائل
بحر للأوسكار للفيلم الأجنبي والناطق بغير الانجليزية شيء جيد ومشرف وأن
اللجنة التي اختارت هذا الفيلم كانت موفقة في الاختيار.
ويشير المخرج خالد بهجت إلي أن الانتاج السينمائي رغم ماتعرض له خلال
الفترة الماضية من تراجع وضعف إلا أن هناك العديد من الأعمال الجيدة وخاصة
ما اطلق عليه السينما المستقلة مثل فيلم هليوبوليس الذي شارك في العديد من
المهرجانات العالمية كما أن هناك أفلاماً يطلق عليها أفلام مهرجانات وأيضاً
شاركت في العديد من المهرجانات الدولية وحصدت الكثير من الجوائز رغم أن هذه
الأفلام لم تنجح جماهيرياً وأن فيلم رسائل بحر حقق النجاح الجماهيري وكان
ينافس علي شباك الايرادات وشارك في العديد من المهرجانات وحالياً يدخل
المنافسة علي جوائز الأوسكار وهذا يسعد كل مصري خاصة وانه المهرجان الدولي
الأشهر عالمياً وهذا الاختيار والمشاركة اضافة للسينما المصرية.
آسر ياسين :
الأوسكار شرف كبير للسينما المصرية
فكري كمون
فيلم "رسائل بحر" بطله آسر ياسين سعيد بهذا الاختيار وقال انه شرف
كبير للسينما المصرية أن يمثلها هذا الفيلم وهو شيء غير مستبعد علي
السينمائي الكبير داوود عبدالسيد صاحب فكرة ومخرج الفيلم وقال إن هذا
الفيلم يتنافس مع العديد من الأفلام العالمية ومجرد اختياره بينها خطوة
جيدة لأنه يتضمن صورة فنية رائعة والحمد لله كنا جميعاً موفقين في هذا
الفيلم أضاف أن مهرجانات مثل "كان وأوسكار" محافل لها وزنها وربما تكون
المشاركة في "كان" لها طعم آخر ولكن الأوسكار له سمعته الرفيعة.
أوضح أنه لا يستطيع أن يتوقعپفوزه كأحسن فيلم أجنبي في هذه المسابقة
لأن التوقعات هنا لها حسابات أخري حسب قيمة المهرجان كما أن داوود عبدالسيد
عندما قدم فيلمه فإنه لم يكن يفكر في الأوسكار أو كان أو غيرهما.
وقال آسر إن الفيلم هو الثاني له الذي لعب بطولته بعد فيلم "الوعد"
للكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج محمد ياسين الذي كان أول خطواته علي
الطريق.
أشار إلي أنه لم يكن بعيداً عن دراما رمضان المسلسلة هذا العام حيث
شارك في الحلقة الأخيرة من مسلسل "الجماعة" عندما لعب دور عبدالعزيز كامل
وزير الأوقاف الذي كان له موقفه في ادانة مواقف الجماعة وقال إن تجربته مع
"الجماعة" كان يرعاها أيضاً الكاتب وحيد حامد مؤلف المسلسل ومحمد ياسين
مخرج العمل الذي أثق في قدراته الفنية ورعايته لي.
الجمهورية المصرية في
22/09/2010 |