بعد أكثر من سنة من عرضه الأول في مهرجان فينسيا "2009" يعرض فيلم
"المسافر" في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي السادس والعشرين
لدول البحر المتوسط "14 - 19 سبتمبر".. وبعد الكثير من الجدل حول فيلم مصري
مولته وزارة الثقافة بميزانية تجاوزت العشرين مليوناً ولمخرج يخطو الخطوة
الأولي في مجال الفيلم الروائي الطويل بعد فيلمين قصيرين وإقامة شبه دائمة
في إيطاليا يشاهد جمهور المهرجان في الإسكندرية هذا العمل الذي يضع المتفرج
المصري أمام تساؤلات لن تجد لها إجابة شافية أبدا.
فماذا في هذا العمل اثار حماس وزارة الثقافة بعد طول توقف حتي تنفق
هذه الميزانية الكبيرة علي فيلم لمخرج مبتديء؟
لقد شهد الذين ساندوا المخرج وروجوا له عند وزير الثقافة بأن
السيناريو الذي تقدم به هذا المخرج يتسم بالعبقرية "!" ويستحق الدعم. مع ان
أكثر ما يلفت النظر في هذه التجربة الأولي هو اضطراب السيناريو. ولكن ما
حيلتنا والسيناريو العبقري والذي اشرف علي إنتاجه موظف عبقري في وزارة
الثقافة وتولي إخراجه نفس هذا المؤلف العبقري.. ثم ها هي النتيجة التي سوف
يحكم عليها جمهور السينما بنفسه...ماذا يريد ان يقول لنا المخرج - المؤلف؟
وكيف قال ما قاله في التجربة التي شاهدناها والتي تبدو شديدة الارتباك.
محبطة فعلاً وعاجزة عن تحقيق أي قدر من الترفيه أو الإثارة. اللهم إلا
إثارة التساؤلات. وشحنة من الفضول جعلت الجمهور يتحفز للفرجة بعدما احاط
بالفيلم من جدل بعد فشله في فينسيا وعدم حصوله علي جوائز ذات قيمة في أي من
المهرجانات التي شارك فيها. ثم منع مشاركته في مهرجان القاهرة "2009" وعدم
اشتراكه ضمن الأعمال التي عرضت في المهرجان القومي والاثنان ترعاهما وزارة
الثقافة منتجة الفيلم فضلا عن تأخر عرضه التجاري في مصر حتي الآن..
ثم من هو المسافر؟ وإلي أي جهة يتوجه ؟!!.
الشخصية الرئيسية - راوي الفيلم - رجل عجوز علي المعاش تافه كان
موظفاً في مكتب تلغراف. وهو الآن لا يتذكر من حياته الماضية سوي ثلاثة أيام
فقط.. اليوم الأول تقع أحداثه في بورسعيد عام 1948. والثاني تدور وقائعه في
الإسكندرية عام 1973. والثالث في القاهرة عام .2001
وهذه التواريخ الثلاثة يفترض لو أننا تأملناها ان تستدعي ثلاثة أحداث
مفصلية في حياة المصريين وتاريخهم المعاصر. فالأول تاريخ النكبة وحرب 1948
مع إسرائيل. والثاني تاريخ العبور ونصر أكتوبر. والثالث عام الثلاثاء
الأسود "11 سبتمبر" حين قامت الدنيا ولم تقعد بعد سقوط برجي التجارة في
نيويورك وإعلان أمريكا الحرب علي الإرهاب..
هذه التواريخ المختارة تستدعي فقط هذه الأحداث إلي ذاكرة المتفرج ولكن
الذاكرة البصرية التي استدعاها العجوز المصري "حسن" بطل الفيلم في هذه
الأيام الثلاثة تحديدا التي شكلت بنية الفيلم لاتتضمن أي شيء من ذلك علي
الإطلاق. فلن تري في اليوم الأول سوي دعارة واغتصاب واستعمار إنجليزي وفي
اليوم الثاني لامبالاة. وأغاني وطنية في الخلفية ولكن ليس بها أي معادل
مرئي علي الشاشة. استهانة بالغة بالموت. وتداخل عبثي بين صخب المآتم
والأفراح وانهيار الخط الفاصل بين الاثنين مع صور هزلية للمقريء الذي يتلو
القرآن وذلك الذي يكتب الكتاب في الأفراح. ثم الموت الغالب والكآبة تغلف
الصور والأجواء عموما. وفي اليوم الثالث يجد مظاهر للتدين بلا دين. وقرآناً
يفرغه الناس من معانيه بالعنف والهمجية والقسوة وإنتاج الأطفال بلا ضوابط
جنسية أو شرعية!
فالمسافر إذاً ليس له زمان يسافر فيه. وإنما مجرد تواريخ مبعثرة لا
تعنيه كثيراً رغم أنها غيرت الدنيا. ولا وطن يتوجه نحوه لأنه غير منتم. ولا
ملاذ ينجيه من العبث إلي العبث والتحرر من الخوف.. وقد بدأ الرحلة عابثا
يقتنص فتاة كانت لغيره ويغتصبها. وينهيها ساخرا من امرأة تشبه الفتاة
الأولي. تحمل "قُرطة" أبناء من رجال تلهو بهم وهي مازالت حاملاً من مجهول
لم تشأ ذكر اسمه"!!!"
بورسعيد 1948
في ذلك اليوم يهبط حسن موظف التلغراف بطل الفيلم ليتسلم عمله فتبدو
المدينة في قبضة الإنجليز وملكا للعسكر. والمصريون قوادين "سعيد طرابيك"
يجلس أحدهم في الميناء ينفث دخان الكيف ويحرض المومسات المصريات اللاتي
يرفهن الجنود الإنجليز.
يسأل القواد "حسن" إذا كان له في الكيف المخدر.
وحين لم يجده من هؤلاء يحيله إلي "أصوات" النسوة هؤلاء الغانيات أثناء
ممارستهن الجنس وافتعالهن أصواتا تعبر عن النشوة. فحسن الموظف الفقير
لايملك فاتورة الجنس المباشر. ويمكن ان يكتفي "بالسماع" وممارسة الجنس
شفوياً "!!" مع لحن ياحبيبي تعالي الحقني شوف اللي جرالي وأصوات لواحظ وراء
جدران السفينة مثيرة فيطالبها صانع الكيف بمراعاة الزبائن!!
وساعي البريد "علاء مرسي" شاب مصري أفاق يرفض تسليم التلغراف الذي
أرسلته "نور" الفتاة الأرمنية "سيرين عبدالنور" الجميلة التي يشتهيها رجال
بورسعيد والتي سوف تأتي لزيارة المدينة ليوم واحد إلي الشاب فؤاد سليم الذي
أحبته رغم أنها لاتحفظ ملامحه. لكنه أعجبتها شجاعته وحبه للمخاطرة.
حسن "خالد النبوي" ينتزع التلغراف وينتحل شخصية فؤاد "عمرو واكد"
ويبحث عن "نورا" بنفسه بمساعدة كابتن السفينة شبه الأفاق "يوسف داود" حتي
يعثر عليها بمحض الصدفة ويوهمها بأنه الشخص الذي انجذبت إليه وينتهي الأمر
باغتصابها مع لحن أغنية لشادية "ياحسن ياخولي الجنينة" يظهر في نفس اليوم
فؤاد الذي أنقذ حسن من الغرق وذلك حين أراد أن يبدو شجاعاً فسقط في البحر
ويتزوج من نورا ويزف إليها مع موسيقي أغنية "اتمخطري ياحلوة يازينة"
فالمخرج حشد الألحان المصرية التي ارتبطت بالمرحلة وشاعت وجعلها خلفية
لأحداث حفظتها ذاكرة "حسن" ولكنها أحداث بدلالات كريهة.
وفي هذا اليوم الواحد عام 1948 يتم اغتصاب "نورا" الأرمنية علي لحن
لشادية وتزف إلي "فؤاد" علي رقصة الشمعدان وفي نفس اليوم تحمل في أحشائها
بذرة لتوأم سوف نتعرف عليهما لاحقًا بعد 25 سنة في الإسكندرية وان كنا لن
نصل إلي إجابة السؤال: من هو الوالد الحقيقي لهذا "التوأم" المغتصب أم
الزوج؟؟!!
الإسكندرية ..73 الموت والهَطَل
بعد 25 سنة يلتقي حسن مع نادية ابنة "نورا". توأم "علي" الذي نعرف أنه
مات غرقا من دون أن نراه.. يصل "حسن" حين تستدعيه "نادية" لأنها وجدت الشبه
كبيراً جدا بينه وبين شقيقها. وقد اكتشفت ذلك من الصورة التي حرصت الأم
"نورا" علي الاحتفاظ بها وهي تغادر بورسعيد والصورة تضم الأم ومعها حسن
الذي اغتصبها وفؤاد الذي تزوجها في ليلة واحدة. وقد تم التقاطها ساعة
الزفاف. واختارت الابنة "حسن" دون الرجل الآخر بسبب التشابه الكبير بينه
وبين علي مع أننا في اليوم الثالث سنجد أن الحفيد ورث من "فؤاد" "الزوج"
شكل أنفه. حسب تشخيص الطبيبة "نسمة".
إذن من هو الأب الحقيقي؟ السؤال يكرر نفسه ثانية؟
وفي هذا اليوم الثاني. نعرف أن نورا الأم ماتت منذ ست سنوات. مما
يحيلنا إلي تاريخ آخر هو "1967" وإن تم ذلك دون اشارة مباشرة.. وتتزوج
نادية الجميلة ابنة "نورا" من أهطل وعاطل ومحروم من أي وسامة "!!" وفي هذا
اليوم الطويل جدا كسابقه يتزامن الموت مع الفرح "فرح نادية مع مأتم علي
أخيها" حيث ينقلب "الصوان" المعد للعزاء إلي فرح من خلال مشاهد هزلية غريبة
تنطوي علي دلالات وتطرح تساؤلات أخري حول ما يريد المخرج ايصاله تحديدا
خصوصا حين يجمع بين المقرئ والمأذون في مشهد كاريكاتوري ساخر. ويستخدم
الأغنيات الوطنية المحببة لدي المصريين في خلفية مشاهد لا علاقة لها
بالمعاني التي تحملها الأغنيات!!
وفي هذا اليوم تموت "نادية" أو يوحي لنا بذلك وفي أحشائها جنين سنراه
في "اليوم الثالث" عام "2001 أي بعد 27 سنة" جنين لم يتحدد نسبه أيضا.. فهل
هو ابن حرام من "حسن" أو ابن شرعي من "فؤاد". ثم لماذا أسمته الأم الأرمنية
"علي"؟ ما هي ظروف ميلاده أو نشأته؟ أسئلة يفترض أنها لا تعني المخرج ولا
تعنينا كذلك في فيلم يطرح أسئلة أكثر أهمية بكثير من خلال شريط الصوت الذي
امتلأ بالأغاني المصرية في خلطة مع أغاني غربية. وبعضها يبدو مقطوع الصلة
تماما بالصور الملازمة ومشاهد تبدو بدورها مقطوعة الصلة بالواقع وبزمن
الأحداث مثل المشهد الذي يضم رتلا من عربات الكارو والغوازي فوقها وكأننا
في فيلم عن الغجر في صحراء محافظة الشرقية وليس في الإسكندرية عام "1973"..
أيضا مشاهد المشرحة ومشهد المقابر وعملية البحث عن جثة "علي" ووقائع دفنه
في المدافن العامة مع نماذج موظف المشرحة وعهدي صادق والتربي عبدالعزيز
مخيون والحوار الغريب الذي نسمعه علي لسانه وأسلوبه في دفن الميت مشاهد
مُلغزة وكئيبة تنفي قداسة الموت وقسوة ولا مبالاة الشخصيات في مواجهته بما
فيها الشخصية المحورية "حسن" الذي يطلب من "نادية" في سخرية كريهة أن تحجز
لهما مكانين إلي جوار الثلاجة "يقصد ثلاجة المشرحة" حيث تحفظ جثة علي الذي
يفترض أنه ابنه وشبهه.. الخ.
اليوم الثالث القاهرة 2001
وهو الجزء الذي قام بتمثيله عمر الشريف الذي يؤدي مرحلة الشيخوخة في
حياة "حسن" الذي لعب دوره خالد النبوي في "اليومين" الأولين.
لا تسأل عن حجم التشابه بين الممثلين وكيف هان علي المخرج "أحمد ماهر"
العبقري والمحظوظ أن يقدم الشخصية الواحدة من خلال اثنين من الممثلين لا
يتشابهان بالمرة شكلا ولا موضوعا ولا أداءً. ونحن نعرف أن "المكياج" من
العناصر الخلاقة التي تضع الممثل في مراحل عمرية مختلفة توهم المتفرج بها..
ولكن اسم "عمر الشريف" يساوي أكثر عند تسويق الفيلم وأكثر وأكثر أمام
جمهور السينما محليا وعالميا بغض النظر عن الضربة القاضية التي تصيب عملية
التلقي نفسها في مقتل. فالارتباك أصاب حتي عنصر التشخيص. واختيار الممثلين
حتي ظهر الجزء الأخير من بطولة عمر الشريف مقطوع الصلة بما قبله.. أعني
بالأجزاء التي قام بتمثيلها "خالد النبوي".
لعب دور الحفيد "علي" الممثل شريف رمزي. وجسد شخصية الموظف البسيط في
مطافيء القاهرة. وقد التقي الاثنان في القاهرة وأثناء شهر الصيام مما أعطي
المخرج فرصة لاستعراض فقير وشاحب الأثر. لمظاهر هذا الشهر.. وأضفي مشاهد
تكشف عن مدي التناقض بين الدين ومظاهر التدين. واختار من الدعاء والآيات ما
يكرس التعصب ومظاهر الفقر الروحي والعنف الوحشي الذي جسده مدرب الديوك في
مباراة تضاعف تكثيف الملامح السلبية التي تعكسها الشخصيات ثم المستشفي
الجامعي الفاقد لأي قدرة علي إسعاف مريض. وانتهازية الطبيبة الميسورة التي
تملك مستشفي خاصاً. والتي تستغل اصابة "علي" لتكمل رسالتها في الماجستير.
فهي طبيبة تجميل وتحتاج إلي "أنف" بتصميم معين يساعدها. ومن خلال هذه
الطبيبة يكتشف "حسن" أن هذه "الأنف" التي يحملها "علي" تتشابه مع أنف
"فؤاد" زوج "نورا" هناك شك إذن في نسبه"!!" ولكن الشيخ الهرم في هذا العمر
رغم عدم انتمائه يحتاج إلي انتماء عاطفي في هذه المرحلة من العمر ومن هنا
دفء علاقته مع علي حفيده وان لم يكن حفيده.
لعب عمر الشريف دوراً يذكرنا بأدوار لعبها في هذه المرحلة المتقدمة من
العمر "إبراهيم وزهور القرآن" وجسد شيخوخة رجل يمكن أن يصاب بالتوهان
ويجرفه النوم إلي ما يشبه الحلم الذي يجسد النهاية ويعيد إليه امكانية
اللقاء مع امرأة التقاها ذات يوم في مصادفة مغتصبة اقتنصها.. وفي نهاية
"الحلم النهاية" يستيقظ علي صوت امرأة تجلس قبالته في نفس المركب وتشبه
"نورا" التي اغتصبها منذ 53 عاما.. امرأة ولود ولعوب ومزواجة ثم ينتهي
الفيلم ومعها رحلة "المسافر" التي بدأت بالبحر المتوسط والقناة وانتهت
بمركب فوق نهر النيل.. ومرت بمراحل حكم فاروق والسادات وحسني مبارك دون
اشارة إلا عبر تواريخ مختارة تحمل في حد ذاتها الكثير جدا من الدلالات مع
صورة واحدة للرئيس السادات في مكتب ضابط البوليس أثناء التحقيق في غرق
"علي".
ظروف استثنائية
الفيلم توفرت له ظروف إنتاجية استثنائية بالنسبة لمخرج يبدأ أولي
خطواته. وتوفر له من ناحية أخري طاقم من الفنيين المصريين المبدعين مثل أنس
أبو سيف. وقد أنجز بهذه الامكانيات معظم مراحل ما بعد الانتهاء من التصوير
الذي قام به مصور ايطالي لا يعتبر أفضل من مديري التصوير المصريين لا أقول
أنجزها في ايطاليا موطنه الثاني. وأعتقد أن اختيار الفيلم داخل مسابقة
فينسيا لا يعود إلي تميز الفيلم بقدر ما يعود إلي أسباب أخري دعمت هذا
الاختيار.. والمتشكك يعود للمقالات التي رافقت عرض الفيلم في مهرجان فينسيا
وردود أفعال جمهور المهرجان وقتئذ!
***
أتوقع أن يفوز هذا الفيلم بجائزة ما في مهرجان الاسكندرية الذي سوف
تعلن جوائزه اليوم.. وحينئذ سيكون لنا عودة للكلام عن الفيلم ومشاركته في
الاسكندرية وعرضه لأول مرة علي جمهور مصري وذلك بعد أكثر من سنة وأكثر من
جولة في المهرجانات الأخري.
المساء المصرية في
19/09/2010
عمر الشريف يحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان
الإسكندرية
مجدي الطيب: جوائز المهرجان جاءت في محلها وجائزة
المسافر تعتبر رد جميل لصناع الفيلم
رضوى الشاذلي
أعلنت صباح الأحد جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته السادسة
والعشرين والذي اختتمت وقائعه مساء اليوم نفسه، وجاء إعلان الجوائز ضمن
مؤتمر صحفي حضره كل من ممدوح الليثي - رئيس المهرجان - ومفيدة التلاتلي -
المخرجة التونسية ورئيس لجنة التحكيم - ووليد سيف - مدير المهرجان - فيما
غاب النقاد عن حضور المؤتمر واكتفوا بالتعليق علي الجوائز، حيث أعربت
الناقدة ماجدة موريس عن رضاها الشديد عن جوائز المهرجان، وأكدت أن بطل
الفيلم الألباني إيرفين بيجليري الذي حصل علي جائزة أفضل ممثل عن فيلمه
«شرق غرب شرق» يستحق بالفعل الجائزة، وكذلك الفيلم السلوفيني «تسعة وست
دقائق» الذي حصل علي جائزة أفضل إخراج لمخرجه إيجور ستيرك، ووصفت ماجدة
موريس هذه الأفلام بأنها تجارب مهمة، وتبين حجتنا الخائبة في أفلامنا التي
نرميها علي ضعف الأمكانيات، خصوصًا أن هذه الأفلام من دول فقيرة، وهي أفلام
متواضعة الإنتاج بما فيها الفرنسي «مرحبًا» الذي حصل علي جائزتين، وهي من
جانبها تري أن عمر الشريف يستحق عن جدارة جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن
دوره في فيلم «المسافر»، كذلك أعلن الناقد مجدي الطيب عن رضاه الشديد عن
اختيارات لجان تحكيم المهرجان للأفلام الفائزة، وفيما يتعلق بحصول عمر
الشريف علي جائزة لجنة التكيم الخاصة أشار إلي أنها جائزة مهمة وهو
يستحقها، وإعطاء الجائزة له تعتبر نوعا من رد الجميل من قبل إدارة المهرجان
لصناع الفيلم، خصوصًا أن الدورة كادت أن تنعقد دون وجود فيلم مصري واحد،
وأضاف: «كانت هناك تكهنات قبل بدء الدورة بأن يحصل فيلم «المسافر» علي
جائزة ليس لأنه تابع للوزارة وليس كمحاولة لإنقاذ وزير الثقافة من الهجوم
الذي تعرض له الفيلم والقول بأن الوزارة أهدرت أموالاً ضخمة علي هذا
الفيلم، ولكن لأن دورة المهرجان هذا العام كادت أن تنطلق دون أي فيلم مصري،
فالبتالي المهرجان رد الجميل لصناع الفيلم فهو يعتبر طوق نجاة للمهرجان
وكنا نتمني أن تذهب الجائزة لعمر الشريف وليس لأي عنصر آخر بالفيلم وهذا
ماحدث بالضبط وجائزة لجنة التحكيم مهمة، وباقي الجوائز جاءت في محلها»، وقد
حصل المخرج الإسباني خافييه ريبيللو علي جائزة أفضل عمل أول عن فيلمه
«امرأة بدون بانيو»، فيما حصل مدير التصوير الكرواتي برانكوا لينتا علي
جائزة أحسن إنجاز فني عن فيلمه «السود»، وجائزة أفضل ممثلة ذهبت إلي زرينكا
سيفيتزيتش من البوسنة عن فيلمها «الطريق من البوسنة»، وذهبت جائزة أحسن
سيناريو لثلاثة من المؤلفين الفرنسيين هم فيليب ليوريه وإيمانويل كورسول
وأوليفه آدم، وذلك عن الفيلم الفرنسي «مرحبًا»، كذلك جاءت جائزة أحسن فيلم
من نصيب نفس الفيلم أيضًا الذي أخرجه فيليب ليوريه، من جهته حصل عمر الشريف
علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وذلك عن فيلمه «المسافر»، وهو الفيلم
المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، وفيما يتعلق بمسابقة
الأفلام الروائية القصيرة فحصل علي جائزة أفضل فيلم «صولو» للمخرجة ليلي
سامي، وجائزة لجنة التحكيم ذهبت إلي فيلم «النشوة في نوفمبر» إخراج عائدة
الماشف، أما في أفلام الديجيتال الروائية فقد حصل فيلم «أحمر باهت» علي
جائزة أحسن فيلم، وهو من إخراج محمد حماد، وذهبت لجنة التحكيم الخاصة
بالمسابقة لفيلم «ضل راجل»، وهو من إخراج تامر المهدي، وحصل فيلم «مش عارف»
للمخرج أحمد النجار علي جائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام التسجيلية، فيما
ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «اسمي جورج»، وهو من إخراج محسن
عبدالغني، وجاءت جوائز مسابقة أفلام الرسوم المتحركة كالتالي حصل فيلم «هم
هم برجن» علي جائزة أفضل فيلم، وهو من إخراج أحمد صلاح الدين، وحصل فيلم
«عقول» علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو الفيلم الذي أخرجه أحمد
عبدالوهاب.
الدستور المصرية في
19/09/2010 |