من اللافت أن أغلبية جمهور الفيلم المصري «نور عيني» الذي يعرض حالياً في
دور السينما المحلية من معجبي المطرب والممثل تامر حسني، ومعظمهم لم تتعد
أعمارهم الـ18 عاماً، وانطلقت آراء «التيمورية» حول الفيلم من إعجابهم بـ«مطرب
الجيل» حسب وصفهم، وبأغانيه التي قدمها في الفيلم، في المقابل كان لمنة
شلبي التي شاركت حسني البطولة متابعون لم يتوانوا عن نقدها، وعن الاتفاق
على ان دورها في الفيلم ليس الأفضل، مقارنة بأدوارها السابقة، فحسني وشلبي
شكلا دعامتين متوازنتين لاستقطاب جمهور يحبهما لدرجة عدم اكتراثه بقصة
الفيلم نفسها، او بطريقة الإخراج او حتى السيناريو، فالتسليط في الآراء كان
منصباً على أبطاله أكثر من أي ركن آخر موجود في صناعة الفيلم الذي اخرجة
وائل احسان.
ويحكي «نور عيني» قصة شاب يتخذ من الغناء طريقاً لتحقيق احلامه، وخلال
مسيرته يتعرف الى فتاة تأسره على الرغم من الفارق الاجتماعي بينهما، إذ
انها تنتمي الى عائلة فقيرة، الا انه يتحدى عائلته وزصدقاءه ويبقى معها،
وتتعرض حبيبته الى حادث يفقدها بصرها، فيصر على الوقوف الى جانبها، ويتحدى
معها مواجهة الحياة، ويصبح هو عينها التي ترى بها، ويتعرض الاثنان الى
مواقف اجتماعية وعاطفية كثيرة في الفيلم الذي ينتهي بعودة البصر الى
الحبيبة. الفيلم تتخلله اغانٍ خاصة قدمها حسني، وشارك البطلين العمل عبير
صبري ومنة فضالي، ومنحه مشاهدوه علامة تراوحت بين ست الى 10 درجات.
هوس
قالت نها سلامة (15 عاماً)، التي تلقب نفسها بالتيمورية «جئت لحضور الفيلم
لأنني من معحبات تامر حسني، وأتابع جميع اخباره، والفيلم جميل، وحسني ظله
خفيف، حتى انه أنسانا مأساة حبيبته التي فقدت بصرها»، مانحة الفيلم 10
درجات.
أما رؤى كاظم (17 عاماً) فرأت أن تامر حسني فنان متكامل «فهو مطرب وممثل
وملحن وكاتب ويستحق التقدير والإعجاب، ودوره كان مميزاً كعادته، فهو حريص
على انتقاء ادواره من اجل إرضاء محبيه»، وأعطت الفيلم العلامة التامة.
والإعجاب لم يختلف مع نورا محمد (18 عاماً)، التي قالت «انا اعشق هذا
الفنان الذي يعبر عن حالنا، ويقدم لنا كل ما هو ممتع وجميل، فدوره في
الفيلم انساني، ويشبهه كثيراً، فهو قريب من الناس، ويساعد الاخرين، وخيّر،
وصاحب مبدأ في الحياة»، على حد تعبيرها، مانحة الفيلم 10 درجات.
فيما قال حمود يسير (20 عاماً) «تامر حسني مطرب الشباب، ويعبر عن همومه
وأحلامه، وفي التمثيل ينتقي ادواره كي يستفيد منها الناس، لأنه يعرف انه
نموذج يحتذى به»، مانحاً الفيلم 10 درجات.
وفي رأي مختلف قال محمد الصاوي (33 عاماً) «الفضول وحده جاء بي لمشاهدة
تامر حسني، محطم قلوب العذارى، وملهم الشباب، حسب وسائل اعلامية، ولكن
للأسف جئت وشاهدت شخصاً لا يمت للفن بصلة، لا في الصوت ولا في الصورة، وهذا
مؤشر خطير على عقلية الجيل الجديد من العرب اذا كان تامر حسني نموذجه»،
مانحاً الفيلم ست درجات.
وأبدى صابر علام (17 عاماً) اعجابه بالأغاني التي قدمها حسني، مضيفاً
«الفيلم لم يعجبني، وكان مملاً جداً»، مانحاً الفيلم ست درجات.
سوسن علي (16 عاماً) قالت «تامر حسني كان اهم من منة شلبي، وظهر في الفيلم
كانه ابنها، وليس حبيبها، وكان على المخرج ان يختار ممثلة اصغر سناً كي
تلائم شخصية حسني المرحة»، مانحة الفيلم ثماني درجات.
نمطية
لم تقتنع شذى رأفت (25 عاماً) بمشهد عودة البصر الى سارة (وهو اسم الشخصية
التي لعبت دورها منة شلبي)، «فقد كان ضعيفاً وعادياً، ولا يتناسب مع تاريخ
شلبي الفني وأدوارها المعقدة التي قدمتها من قبل»، مضيفة «شعرت بأن شلبي لا
تتناسب والدور الى جانب تامر حسني، فشخصيتهما مختلفتان كلياً ولم يشكلا
ثنائياً ناجحاً في الفيلم»، مانحة الفيلم ست درجات.
ورأى ثائر بركات (30 عاماً) ان منة شلبي اختارت ان تؤدي هذا الدور كي تؤكد
على قدرتها في التنوع الا انها اخفقت، موضحاً «فحركاتها لا تتغير وردود
فعلها وابتسامتها تستخدمها في كل ادوارها ولا جديد في الأداء ابداً»، مانحا
الفيلم ثماني درجات «لأن تامر حسني تفوق على منة».
في المقابل، اثنى مصطفى الفلاسي (18 عاماً) على اداء منة شلبي التي يعتبرها
اهم ممثلة في جيلها على حد تعبيره «فقد اثرت في كثيراً، وتعاطفت معها، وهذا
دليل على اتقانها الدور»، وقيم الفيلم بـ 10 درجات. ووافقه الرأي محمد
المزروعي (17 عاماً)، الذي يعتبر شلبي اجمل ممثلة في الوسط الفني خصوصاً في
مصر، «فهي ممثلة من الطراز الثقيل، وحلم الشباب ان يقترنوا بفتاة تشبهها»،
مشيراً الى ان شلبي وحسني شكلا ثنائياً رائعاً وجميلاً، مانحاً الفيلم تسع
درجات. أما بالنسبة لسها عبدالغفور (25 عاماً) فذكرت ان شلبي نمطية في
تمثيلها، ولا تقدم اي جديد ينبئ بتطور الأداء الفني لديها، وحسني تفوق
عليها كثيراً، ومنة فضالي كانت اهم منها بكثير»، مانحة الفيلم سبع درجات.
استياء
لما اكرم (18 عاماً) أعربت عن استيائها من عبير صبري في الفيلم، وقالت «هذه
الفنانة بعد ان خلعت الحجاب عادت للفن بشكل متطرف جداً، وكأنها تعوض ما
فاتها، فصبري اسوأ شيء في الفيلم، لذا لن اعطيه اكثر من ست درجات». وقالت
موزة المنصوري (19 عاماً) «اعجبت كثيراً بالفيلم، وأضحكني تامر حسني
كثيراً، وأسعدني بأغنياته، الا انني استأت من منظر عبير صبري التي التزمت
فترة بالحجاب، وقدمت برامج دينية، ومع ذلك ظهرت بشكل مستفز في الفيلم»»،
وأضافت «صبري هي الحلقة الأضعف في الفيلم، وأنا رصدت ردود فعل كثيرة اثناء
مشاهدتي بالتهكم عليها والاستياء من منظرها»، مانحة الفيلم تسع درجات. علي
خلف (30 عاماً) أسف على عبير صبري التي خسرت على حد تعبيره «رضا الجمهور
عنها»، موضحاً «بالغت في ارتداء الملابس المثيرة، والجمهور مهما كان
منفتحاً لن يحترم هذا الإسفاف في اظهار المفاتن الى هذه الدرحة بعد رحلة مع
الحجاب والالتزام»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
أبطال العمل
حسني
ولد تامر حسني في 16 من أغسطس عام 1977 ووالده هو المطرب حسني فرغلي
ووالدته سورية الجنسية، انفصل والده عن والدته وهو في السابعة من عمره،
وعاش هو وأمه وشقيقه الأكبر حسام دون مصدر رزق، فعمل تامر في سنوات عمره
الأولى في محطة بنزين وسوبر ماركت وبيع العطور في الشارع، وكذلك عمل عامل
بناء، كانت بداياته الفنية عندما تعرف إلى المذيعة سلمى الشماع، التي قدمته
في احدى حفلات الاوبرا، إذ استمع اليه المنتج نصر محروس الذي عرض عليه
الاشتراك مع بعض المطربين الشباب مثل شيرين عبدالوهاب في ألبوم غنائي واحد.
ومن نجاح ذلك الألبوم انطلق بعدها الى عالم النجومية وعمل في السينما
والغناء، ومن أشهر اعماله في الغناء «كل مرة» «بنت الايه» «اكتر حاجة». وفي
السينما قدم فيلم «عمر وسلمى» و«كابتن هيما».
شلبي
أما منة شلبي فولدت في عائله فنية، إذ إن والدتها هي الراقصة والفنانة
المعتزلة زيزي مصطفى، لذلك كان من السهل على شلبي الدخول للوسط الفني منذ
الصغر، إذ ظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية والفوازير للأطفال، كما
أكسبها ذلك عدم الخوف من الوجود في أماكن التصوير منذ نعومة أظافرها.
وقبل أن تقتحم شلبي مجال التمثيل كممثلة فعلية ظهرت لمدة ثلاث ثوان فقط في
فيلم العاصفة إلا أن البداية الحقيقية لها كانت عندما رشحها الفنان محمود
عبدالعزيز لبطولة فيلم الساحر أمامه من إخراج الراحل رضوان الكاشف، وجاء
اختيار منة شلبي بالمصادفة البحتة، عندما شاهدها في أحد الأفراح وكان يبحث
عن فتاة تجسد دور ابنته في هذا الفيلم.
فضالي
أما منة فضالي فبدأت التمثيل حين قدمتها والدتها التي كانت تعمل مساعد مخرج
إلى المخرج مجدي ابوعميرة، الذي اعجب بها واسند اليها دورا في مسلسل «أين
قلبي» امام يسرا عام ،2002 وأعقبته الاشتراك في مسلسل «الناس في كفر عسكر»
من اخراج نادر جلال في العام التالي، وشاركت في العام نفسه في مسلسل «حمزة
وبناته الخمسة»، اشتركت منة خريجة كلية سياحة وفنادق، في مسلسل «عفاريت
السيالة» عام 2004 مع الكثير من النجوم، ويعتبر هذا الدور نقطة تحول في
حياتها، وأعقبته بالعديد من المسلسلات مثل «آن الأوان»، و«سوق الزلط» «طائر
الحب»، و«سكة الهلالي» مع النجم يحيى الفخراني، و«الملك فاروق» الذي لعبت
فيه دور الملكة فريدة، شاركت فضالي المولودة عام 1983 في السينما بالعديد
من الأعمال التي بدأتها مع فيلم «الباشا تلميذ» مع كريم عبدالعزيز، وغادة
عادل ثم «شباب سبايسي»، و«الشبح»، و«الفراغ القاتل»، و«مفيش فايدة»، و«كاريوكي»،
و«نور عيني»، و«الديلر».
حول الفيلم
مشاجرة إعلامية نشبت بين عبير صبري، التي شاركت في فيلم «نور عيني» ومخرج
الفيلم وائل احسان، عبرت فيها صبري عن استيائها من حذف معظم مشاهدها في
الفيلم وظهور اسمها في ترتيب متأخر في التتر، الأمر الذي نفاه احسان، الذي
قال: «تعاملت معها كما تعاملت مع كل الممثلين بالفيلم، والمنتج محمد السبكي
لم يتدخل في الفيلم، ولم يطلب حذف مشاهد عبير صبري نتيجة خلافهما معا كما
تقول، لأنه يعرف حدوده معي مخرجاً، مثلما أعرف أنا حدودي معه منتجاً، وأنا
عملت معه في ثلاثة أفلام من قبل، ولم يتدخل أبداً في فنيات الفيلم، ونحن
متفقان على ابراز منه شلبي وتامر حسني».
وبدروها ردت صبري على إحسان «إذا كان المنتج والمخرج يعرفان من البداية
أنهما لن يبيعا إلا بتامر حسني ومنة شلبي، فكان يجب أن يأتيا بممثلين
كومبارس يجسدون الشخصيات الباقية في الفيلم لا أن يأتيا بنجوم (ويبهدلوهم)
معهما».
قالو عن الفيلم
«فيلم جميل ومتكامل، وبطولته الثنائية تحترم».
الناقد المصري: طارق الشناوي
«مضحك وفيه قصة وحبكة ونتيجة، لكنه بطيء في احداثه، ما قد يسبب الملل،
ودور منة شلبي مختلف عن ادوارها السابقة، لكنه ليس الأفضل».
مدحت محمد من «تونتي دوت كوم»
«السيناريو الضعيف وقف حاجزاً أمام خفة ظل تامر حسني وتاريخ منة شلبي».
محمود عبدالشكور من «روز اليوسف»
«حسني تفوق على منة شلبي في الأداء والحضور».
الناقد: أحمد الشافعي
«لم يعجبني على الإطلاق، والسيناريو ضعيف، وكان على وائل إحسان التريث».
الناقدة من مجلة الجامعة:سيرين عبدالفتاح
المخرج وائل إحسان
مخرج مصري لمع في بداية الألفية الجديدة بعد إخراج فيلم «اللي بالي بالك»
لمحمد سعد، وحقق ايرادات عالية، وضعته في مصاف المخرجين النجوم، ليعمل
بعدها مع عدد من النجوم الشباب مثل أحمد حلمي في أفلام «مطب صناعي» و«ظرف
طارق» و«زكي شان» ومع محمد هنيدي في «عندليب الدقي» و«وش إجرام» و«رمضان
مبروك أبوالعلمين» ومع كريم عبدالعزيز في فيلم «الباشا تلميذ»، حتى إنه رفض
ان يخرج فيلما يقوم ببطولته عادل امام أخيراً، لأنه حسب تصريح له «لا يصلح
ان يلتقي رأسان كبيران في عمل واحد».
الإمارات اليوم في
19/09/2010
'وتــر
ع وطــن'
سعيد أبو
معلا
أن تكون لديك نية تقديم كوميديا جيدة لا يعني انك ستقدم كوميديا
جيدة.. تلك المسلمة هي جوهر ما يحصل كل عام مع 'وطن ع وتر'.
وتبدو لنا مشكلة
المسلسل الفلسطيني الكوميدي العصية على الحل في السيناريو، ولا يبدو لنا
أيضا أن
القائمين على العمل تعلموا من تجاربهم السابقة، فلم يراكموا الخبرات ليكون
وليدهم
في كل سنة جديدة أفضل وأجمل وأقوى وأعمق.
هنا علينا التأكيد أن بعض الموضوعات
التي يتناولها المسلسل معروفة للمواطنين وهو ما يجعلها جيدة ومناسبة لصنع
مفارقات،
وهو ما ينتج عنها كوميديا تضحك المواطن عندما تشعره بالتفوق، فيما البطل
الكوميدي
على الشاشة شخصية بعيدة عنه ولا تقاربه، لكن المصيبة أن سيناريوهات بعض
الحلقات هي
تهريج وأحيانا ارتجال وليست نصوصا درامية متعوبا عليها ومبنية
بوعي قل أو
صغر.
هنا نرى أن 'وطن ع وتر' يقتات على كمية التناقض في حياتنا اليومية وفي جميع
مناحيها، لكن ذلك لوحده لا يجعلنا نصنع دراما تحتاج الى أن
تأخذ من هذه التناقضات
وتذهب بها إلى مساحة الفن الكوميدي الذي له أصوله وتقنياته الفنية وليس
العكس
بطبيعة الحال، حيث أن ذلك العكس هو ما يتكرر.
خذوا مثلا حلقة زيارة هيفاء وهبي
لغزة وتذويبها الحصار، تلك فكرة رائعة يفترض بها أن تثمر حلقة كوميدية من
العيار
الثقيل في ضوء تناقض غزة وهيفاء، هيفاء رمز الجسد والجنس والاغراء
والإثارة، وغزة
بما تحمل من معاني رمز حصار وصمود وتسيطر عليها حركة إسلامية
هي حماس، كيف سيكون
الحال عندما يلتقي قطبان متناقضان.
الحلقة التي روجت إعلانيا وإعلاميا كانت سمجة
ومليئة بالسخف والتهريج كحلقات كثيرة غيرها.. السؤال المستحق هنا: لماذا؟
هنا يبدو
أن القائمين على المسلسل لا يحملون الوعي بقيمة الافكار التي يطرحونها وإلا
لقدموا
معالجات درامية كوميدية أكثر وعيا، وأكثر قدرة على الاضحاك،
وأكثر احتراما
للمشاهدين.
عند الحديث عن الاخراج والانتاج فحدث ولا حرج، فالعيوب الانتاجية لا
تعد ولا تحصى، ربما المسلسل ينتج بميزانيات قليلة أو هكذا يقول
القائمون عليه، لكن
المؤكد انه برنامج مطلوب سياسيا، ولا يعقل أن لا يخصص لمسلسل 'مطلوب'
ميزانية
محترمة تدفع بانجاز حلقات أكثر اكتمالا من الناحية الفنية.
وحتى لو صدقنا حديث
فريق العمل، الذين يؤكدون أنهم لم يتلقوا دعما من جهات سياسية، إلا أن
التجربة تقول
ان العمل 'المطلوب' أو 'المحبوب!' يفترض به أن يكون قادرا على البيع في سوق
الدراما، صحيح أن سوق الانتاج التلفزيوني الفلسطيني ضعيف بكل
المقاييس لكن العمل
الذي خاض تجربة الانتاج لسنوات عدة كان يجدر بالقائمين عليه رفض أن يجتروا
أنفسهم
شكلا ومضمونا وقيما فنية. النتيجة هنا أن كل الحلقات تعيدنا لمستوى الجزء
الأول..
ومع ذلك أرفض بشكل مطلق أي دعوة لمنع بث المسلسل.. فكرة المنع تؤذي أكثر من
كوارث 'وطن ع وتر'.
ناقد من فلسطين
القدس العربي في
19/09/2010 |