عرفت إيمي أدامز النجاح الجماهيري العريض عام 2005 عندما شاركت في الفيلم
الاستعراضي «ساحر» على رغم انها ظهرت قبل ذلك في فيلم عرف
الرواج العالمي العريض
وهو «امسكني إن استطعت» من إخراج ستيفن سبيلبرغ إلى جوار ليوناردو دي
كابريو. إلا
أن دورها الصغير الحجم في هذا العمل لم يجلب لها الاعتراف الرسمي مثلما فعل
مع بطلة
الفيلم جنيفر غارنر، ما جعل أدامز من فئة النجمات اللاتي عرفن
الشهرة بعد طول
انتظار (كانت قد تعدت سن الثلاثين حينما ظهرت في الفيلم الذي أطلقها)،
ولكنها عرفت
في ما بعد كيف تثبت وجودها وتكرر التجارب الناجحة في أفلام مثل «الآنسة
بيتي غرو» و «ليلة في المتحف» و «حرب شارلي ويلسون» و
«تنظيف سانشاين» و «شك» و«جولي وجوليا»
والآن مع فيلمها الجديد الرومانسي الممزوج بالكوميديا «سنة كبيسة».
شاركت أدامز في بطولة أفلامها أكبر نجوم هوليوود، من طراز ميريل ستريب
وفيليب
سيمور هوفمان وبن ستيلر وتوم هانكس وفرانسز ماكدورماند، هذا
عدا دي كابريو الذي لم
يجلب لها الحظ.
يروي «سنة كبيسة» كيف تقرر إمرأة شابة طلب يد خطيبها بنفسها بعدما ضجرت من
طول
انتظارها مبادرة منه، وبما أنه سافر في رحلة مهنية من الولايات
المتحدة إلى إرلندا
البلد الوحيد الذي يسمح للفتيات بالتقدم من الرجال بهدف الزواج وذلك في 29
شباط (فبراير) فقط، أي مرة كل أربع سنوات عند
حلول سنة كبيسة، تلحقه هناك حتى تنفذ
قرارها ولكنها في الطريق تقع في غرام سائق التاكسي الذي يقودها
من العاصمة إلى
القرية الصغيرة والبعيدة جداً والتي يتواجد فيها الحبيب المزعوم.
الفيلم زاخر بالمواقف الطريفة وتقدم أدامز فيه الدليل على موهبتها
الفكاهية،
إضافة إلى قدراتها الدرامية المعروفة أصلاً.
التقتها «الحياة» في باريس حيث جاءت للترويج لفيلمها الجديد وحادثتها.
·
هل تؤمنين شخصياً بحكاية قيام
الآنسات بطلب أيدي الرجال في يوم واحد كل
أربعة أعوام؟
-
إنها من التقاليد القديمة جداً في إرلندا، خصوصاً في القرى الصغيرة التي لا
تزال تمارس بعض المعتقدات، لكنني شخصياً أعتقد بأن المرأة تقدر على طلب يد
حبيبها
حالياً أينما وحينما تريد.
·
لا شك في أن إمرأة جذابة مثلك
تجد نفسها محط أنظار الرجال في شكل مستمر،
أليس كذلك؟
-
الرد هو نعم بطبيعة الحال، لكنني لا أعير الأمر أي أهمية بالغة وأكتفي
بتوجيه
الابتسامات إلى المعجبين وحتى إلى هؤلاء الراغبين في الزواج مني طالما أن
إلحاحهم
لا يتعدى مرحلة معينة طبعاً.
·
وماذا إذا تعدى الإلحاح هذه
المرحلة المعينة؟
-
أتصرف بصرامة، وإذا استمر الإلحاح ألجأ إلى خدمات رجال الأمن أو الحراس
الشخصيين.
·
هذا في شأن المعجبين، ولكن ماذا
عن أهل المهنة من منتجين ومخرجين
ونجوم؟
-
أتصرف معهم مثلما أفعل مع غيرهم.
·
وهل يكفي الأمر مع المنتجين
وأصحاب النفوذ القوي؟
-
نعم ودعني أصرح لك بأنه لا يوجد من يقدر على إرغام إمرأة على فعل شيء لا
ترغب
به وإلا عبرنا الحدود وصرنا في ميدان الإجرام.
·
فلنغيّر الموضوع، هل أعجبتك
تجربة الكوميديا في فيلم «سنة كبيسة»؟
-
نعم، خصوصاً أنني معتادة على الأدوار الدرامية والرومانسية والاستعراضية
حتى
في حال مشاركتي في عمل ينتمي إلى اللون الفكاهي. ولكنني في «سنة كبيسة»
أضحك
الجمهور بحركاتي وتعبيرات وجهي منتقلة من لقطة الى أخرى من
العاطفة الى البكاء، ما
أثار إعجابي الشديد بالدور ودفعني إلى قبوله بلا تردد. فأنا شاركت فرانسز
ماكدورماند بطولة فيلم «الآنسة بيتي غرو» وهو من النوع
الكوميدي البحت، إلا أن كل
المواقف الضاحكة فيه أدتها ماكدورماند تاركة لي البكاء والغضب والنزوات
تجاه
الرجال. وكذلك في «ليلة في المتحف» حيث استولى بن ستيلر كلياً على العنصر
الكوميدي
في الفيلم، ولم أفعل أنا سوى التعبير عن القلق والخوف والحب.
أنا راضية جداً عن «سنة كبيسة» متمنية أن يفتح لي باب الأدوار الكوميدية
واسعاً
في المستقبل.
·
تمسكين المسدس في إحدى لقطات
الفيلم وتفعلين ذلك
بأسلوب راقٍ جداً من دون
أن تتخلي ولو للحظة واحدة عن جاذبيتك وأناقتك، علماً أنك ترتدين زياً من
لوي
فويتون... فهل نبعت طريقتك في أداء هذا المشهد منك أو من المخرج أناند
تاكر؟
-
صحيح انني أرتدي أحد موديلات لوي فويتون الأنيقة جداً من أول الشريط الى
آخره
وأحتفظ بأنوثتي في كل المواقف حتى الخطيرة منها على عكس النساء المغامرات
في
السينما اللاتي عادة ما يشبهن الرجال ويعتمدن الخشونة في
تصرفاتهن، وقد أتت
التعليمات الخاصة بهذا الجانب من شخصيتي في الفيلم من الشركة المنتجة وهي
يونيفرسال، حتى لا يصاب المتفرج بخيبة أمل مقارنة بالدور الذي أؤديه في
الفيلم في
شكل إجمالي والذي يتصف بالنعومة والأناقة، بينما لا تتعدى
حكاية المسدس لقطة واحدة،
غير أن التناقض بين عملية حمل المسدس ورقي أسلوب تصرفي يخلق موقفاً فكاهياً
وهذا هو
المطلوب أصلاً.
حصص خصوصية
·
أديت في فيلم «جولي وجوليا»
شخصية طباخة من الدرجة الأولى، فهل تتميزين
بهذه الصفة في حياتك اليومية؟
-
أديت في هذا الفيلم شخصية إمرأة حقيقية لا تزال على قيد الحياة وألّفت
بنفسها
الكتاب الذي تحوّل إلى سيناريو سينمائي حيث تروي مغامراتها كطباخة تتلمذت
على يد
طباخة ثانية معروفة عالمياً هي جوليا شايلدز التي مثلت دورها
في الفيلم ميريل
ستريب. وللرد على سؤالك، انا لست طباخة ماهرة في الحياة اليومية بل طباخة
عادية
بمعنى أنني أعرف كيف أسلق البيض وأحضّر المعكرونة وأشوي اللحم... ليس أكثر
من ذلك.
لكننا اضطررنا أنا وستريب لمتابعة حصص خصوصية بإشراف «شيف» عالمي حتى نقنع
المتفرج
بأننا فعلاً نحضّر الوجبات الخيالية التي صورتنا الكاميرا ونحن نعدّها. ولم
يلجأ
المخرج إلى أي بديلة، لا من أجلي ولا من أجل ستريب.
أعترفُ بأنني فكرت في وقت ما بطلب بديلة من أجل لقطات محددة وصعبة التنفيذ،
إلا
أنني عندما رأيت ستريب تشترط أداء كل المواقف المطبخية بنفسها
قررت أن أرفع التحدي
بدوري وفعلت مثلها. لقد تلقيت درساً في القناعة وفي الروح المهنية من خلال
عملي إلى
جوار عملاقة من طرازها.
·
ما هي الأطباق التي صرت تحضرينها
الآن مثل «الشيف»؟
-
المعكرونة بالسمك التي لا يجب وضع الجبن فوقها أبداً، ثم العجة اليابانية
وهي
لا تتميز بأدنى علاقة بالعجة التقليدية، وطبق «الساوركراوت» الألماني
واللحم على
طريقة «بورغينيون» الفرنسية، وغيرها. ولكن صدقني إذا قلت لك
إنني لا أقضي وقتي أمام
الفرن إطلاقاً.
·
عملتِ إلى جانب ستريب في فيلم
أخر هو «شك»، فهل تجمعكما صداقة ما الآن؟
-
لا أعتقد بأن ستريب من النوع الذي يحبذ الارتباط بعلاقة ما مع زميلاتها
الممثلات خارج إطار العمل. فهي امرأة كتومة تفصل بين حياتها
المهنية والشخصية
بطريقة حازمة، وبالتالي كل ما أستطيع قوله هو أننا نتمتع بعلاقة تسيطر
عليها قواعد
الذوق، ليس أكثر من ذلك. كما أنني أعتقد أنها غيورة على عملها وتخشى أن
تسعى
الزميلات إلى إرغامها على البوح بأسرار قدراتها الفذة أمام
الكاميرا.
·
وهل تجمعك صداقة مع غيرها من أهل
المهنة السينمائية؟
-
نعم فأنا من أكثر المقربات الى بن ستيلر والمخرج مايك نيكولز وروبرت دي
نيرو
وفيليب سيمور هوفمان.
·
ألاحظ أنك تذكرين رجالاً فقط؟
-
هذا صحيح وأنت تلفت نظري إلى هذه الواقعة، فيبدو فعلاً أن صحبة بنات جنسي
لا
تثير اهتمامي كثيراً.
مسألة انسجام
·
وماذا عن ليوناردو دي كابريو
وأنت مثلت معه في فيلم «إمسكني إذا قدرت»؟
-
أنا مثلت أيضاً مع توم هانكس في «حرب شارلي ويلسون» ولكنني لم أرتبط بعلاقة
صداقة أو من أي نوع، لا معه ولا مع دي كابريو. إنها مسألة انسجام بين
الأشخاص وهذا
لا يحدث في كل الأوقات ولا مع كل الناس، وهذا أمر طبيعي.
·
كيف تفسرين عدم رواج اسمك بعد
مشاركتك دي كابريو بالتحديد بطولة فيلم
«إمسكني
إذا قدرت»؟
-
لا أتحكم بمعطيات القدر وهذا ما حدث لي، مثلما صار العكس تماماً إثر
مشاركتي
في فيلم «ساحر» الذي فتح أمامي أبواب النجومية الدولية على رغم عدم وجود دي
كابريو
فيه.
أنا أؤمن بالحظ في كل خطوة من خطوات حياتي ولا يوجد من وعدني بالشهرة
والثروة
حينما قررت ممارسة مهنة فنية أصلاً، وبالتالي أشكر السماء على
كل الخيرات التي
تعترض طريقي بينما أجد الأمور غير السارة طبيعية جداً ولا يحق لي الشكوى
منها
إطلاقاً.
·
ما هي هواياتك؟
-
أنا رياضية جداً، أمارس السباحة وركوب الخيل والملاكمة والتاي كويندو وركوب
الدراجات. وغير ذلك أمارس الرقص الكلاسيكي والحديث وأتابع دروساً في
الغناء.
الحياة اللندنية في
03/09/2010
آلان كورنو المقيم في الظل سيّد سينما
التشويق الفرنسية
ابراهيم العريس
كان يعرف أنه يتألم كثيراً... لكنه لم يكن يعرف أن آلامه لن تنتهي إلا
بموته.
ومن هنا، حين اشتغل المخرج الفرنسي آلان كورنو على فيلمه الأخير (والمعروض
حالياً) «جريمة
حب»، شاءه - ولكن لم يشأه كثيراً - أشبه بوصية له.
بالأحرى عودة
منه الى سينما التشويق الإجرامية التي صنعت مجده السينمائي طوال ما يقرب من
ثلث
قرن. أي منذ ترك «مهنته» كمساعد لكوستا غافراس، لا سيما على فيلم «الاعتراف»
البوليسي/ السياسي، ليتجه الى الإخراج بادئاً مسيرته بفيلم بوليسي مقتبس من
«هاري
القذر» وسيظل كورنو يقول دائماً إن لقاءه ايف مونتان في بلاتوه «الاعتراف»،
واعجابهما معاً بفيلم «هاري القذر» هو ما دفعه الى خوض الإخراج... ومنذ
اللحظة التي
وافق فيها مونتان على العمل تحت ادارته. منذ ذلك الحين أدار كورنو مونتان
غير مرة،
لكنه أدار غيره من نجوم السينما الفرنسية.
وفي الوقت نفسه صار هو نجماً من
نجوم الإخراج في هذه السينما، حتى وإن لم يتكرر حضوره في
المهرجانات العالمية
ممثلاً لها، وحتى وإن كان قد آثر دائماً أن
يبقى في الظل منكباً على عمله مخرجاً
وكاتباً، وأحياناً ممثلاً... وفي معظم الأحيان مختاراً لموسيقى أفلامه -
الجاز الذي
أحبه دائماً -. أما أفلامه فلم تكن دائماً بوليسية حتى وإن صُنِّف كورنو
دائماً
مخرجاً بوليسياً، أو تشويقياً بالأحرى على النمط الهتشكوكي. فالحال أن
الذروة في
فيلموغرافيا كورنو تبقى بفضل فيـلمين له، غير بوليـسـيين:
أولهما «حصن
ساغان» عن رواية شهيرة للوي غارديل، تدور أحداثها في حصن كولونيالي صحراوي،
بين
موريتانيا وجنوب الجزائر، وثانيهما «كل صباحات العالم» عن رواية موسيقية
لباسكال
كينيار، أحد كتّاب الموجة الأحدث في الرواية الفرنسية، عن عازف من القرن
الثـامن
عـشر يـسـتعيد ذكرياته. واللافـت هـنا هو أن هـذين الفـيـلمـين - غير
البوليسيين -
هما اللذان حققا لكورنو مجداً مهرجانياً وجوائزياً: فالأول عرض في احدى
دورات
مهرجان «كان» وحقق نجاحات نقدية وجماهيرية عريقة، فيما تمكن الثاني من أن
ينال سبع
جوائز سيزار (المعادل الفرنسي للأوسكار الأميركي)، ورشح لفوز كبير - لم
يحققه على
أية حال - في الغولدن غلوب ومهرجان برلين.
بعيداً من التشويق
ومع
هذا، تظل لكورنو سمعته الكبيرة كواحد من أفضل مخرجي أفلام التشويق في
السينما
الفرنسية، وهي السمعة التي عززها فيلمه الأخير «جريمة حب»، وكاد يمر مرور
الكرام
لولا وفاة مخرجه في هذا الوقت بالذات، ما جعله وفيلمه الأخير طبعاً، حديث
الصحافة
والأوساط السينمائية الفرنسية. والحقيقة إذا استثنيا «حصن ساغان» و «كل
صباحات
العالم» فسنجدنا في فيلموغرافيا كورنو أمام متن سينمائي يتراوح بين أفلام
الجريمة
وأفلام التشويق، مع اطلالات تكاد تكون انثروبولوجية (على الهند من خلال
أفلمته
لرواية انطونيو تابوكي الشهيرة «ليل هندي»، وعلى اليابان من خلال رواية
اميلي
نوثومب المعروفة «خف ورجفان»).
ومن بين أفلام كورنو الأكثر شهرة في هذا
المجال فيلم «التهديد» من تمثيل ايف مونتان،
الذي صوّر جزؤه الأخير في كندا، مع انه
لم يكن يحتاج الى هذا حتى يبدو فيلماً أميركياً. ذلك أن عقدة الفيلم
البوليسية
وأجواءه وعوالمه و «قدريته» تكاد كلها تكون هوليوودية بامتياز، وهو نفس ما
يمكن أن
يقال عن «السلسلة السوداء» (الذي عرض بدوره في مهرجان «كان» عام 1979)...
وهو فيلم
اختار كورنو لبطولته نجمين كبيرين في السينما الفرنسية، سرعان ما مات كل
منهما:
باتريك ديفاير، لا سيما ماري ترنتينيان (ابنه جان - لوي، ونادين ترنتينيان،
التي
صارت امرأته منذ ذلك الحين وظلت كذلك الى النهاية). ويومها أتى «السلسلة
السوداء»
تالياً لفيلم كورنو الأول «بوليس بيتون 357» (المقتبس كما قلنا من «هاري
القذر».
أما في عام 1984، فإن كورنو تمكن من جمع صوفي مارسو وجيرار ديبارديو لبطولة
«حصن
ساغان» الذي يعرف بكونه أكثر الأفلام الفرنسية مدخولاً في ذلك الحين، إلاّ
انه
الفيلم الذي جعل كورنو مذّاك، واحداً من أكثر السينمائيين الفرنسيين حديثاً
عن
الكولونيالية ودفاعاً عن الشعوب التي اكتوت بنارها. وهو موقف أكده بدوره
حين أبدى
اهتمامات كثيرة بشعوب الشرق (ومنها الشعوب الإسلامية) التي حين سئل بعد
أحداث 11/9/2001
عنها، قال بكل وضوح، انه شديد التعاطف مع هذه الشعوب ويفهم غضب الشعوب
المسلمة على الغرب، لكنه لا يفهم كيف ان الغرب يتهم كل
المسلمين بالإرهاب، مع ان
المجتمعات العربية والمسلمة التي تؤيد هذا
الإرهاب أو تسكت عنه لا تتعدى الـ 4 في
المئة من مسلمي العالم!
امرأتان
مهما يكن، وعدا عن موقف من هنا أو
موقف من هناك، لم يكن آلان كورنو أبداً من المخرجين الذين يرون
ان السياسة يجب أن
تكون لها مكانة كبيرة في أفلامهم... شهدت
على هذا أفلامه السابقة... ولكن كذلك وفي
شكل خاص، فيلمه الأخير «جريمة حب». وهذا الفيلم - من دون أن يعتبر تحفة
سينمائية (نادرة
هي أفلام كورنو التي يمكن أن تحظى بمثل هذا النعت) -، يعتبر من الانتاجات
السينمائية الفرنسية الجيدة... ويكاد عالمه يلخص القوانين السينمائية
التشويقية (التي
استقاها كورنو من أجواء المعلمين الكبيرين ألفريد هتشكوك وفريتز لانغ، من
دون
ان ننسى ما يدين به، هنا، لمواطنه كلوزو، لا سيما في «الشياطين» عن رواية
بوالو -
نار سيجاك)... إذ هنا لدينا ذلك الاستخدام المتقشف، لأقل عدد ممكن من
الشخصيات، وما
يمكننا اعتباره وحدة الزمان والمكان، الى جانب العالم «التلميحي» - حيث
معظم الأمور
تقال في شكل موارب، ما يشرك المتفرج حقاً
في وضع أسس الموضوع وتوقع الحبكة المفاجئة
- ناهيك بالتجاور الخلاق بين الموت
(الجريمة) والجنس (المحظور)، ولعبة التلاعب بين السيد (السيدة)
والعبد (العبدة)،
حيث ان الفيلم كله انما يتمحور حول ثنائي
أنثوي تمثله كريستين سكوت توماس، ولودونين
سانييه.
الأولى سيدة أعمال تدير فرعاً فرنسياً لشركة عالمية، والثانية
مساعدتها وتلميذتها. والحبكة هي حكاية
الصراع الخفي - ثم المتضح بالتدريج - بين
المرأتين، في تدرج لانفراط العقد، المهني والحميم، بينهما -. لن نقول هنا
كيف ينتهي
الصراع وإن كنا نعرف - من العنوان على الأقل - ان في الأمر جريمة. سنقول
فقط ان
آلان كورنو عرف كيف ينهي حياته - المهنية بالتوازي مع الجسدية - كما بدأها:
على
الطريقة الأميركية. ولعل هذا خير ما يمكن فناناً نزيهاً، متكتماً دؤوباً أن
يفعل.
الحياة اللندنية في
03/09/2010
انطلاق مشروع «باص الأفلام» في
الأردن
عمان - «الحياة»
وقع الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الأردنية «اورنج الأردن» نايله
الخوام
وجورج داود مدير عام الهيئة الملكية للأفلام مذكرة تفاهم
لمشروع «باص الأفلام».
ويهدف المشروع إلى عرض أفلام تعليمية وترفيهية، إضافة الى نشر وتنمية
الثقافة
السينمائية لدى فئة الأطفال وذلك في مختلف محافظات المملكة وبخاصة المناطق
النائية
التي لا توجد فيها الإمكانيات التقنية.
وقالت مجموعة الاتصالات الأردنية انها جهزت حافلة مجهزة بأجهزة حاسوب حديثة
وتم
ربطها من خلال شبكة داخلية موصولة بالانترنت ذي السرعات
العالية التي تقدمها اورنج،
فيما قامت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بتزويد الحافلة بأجهزة صورة
وصوت ومادة
العروض.
وقالت خوام في حديثها عن هذه الشراكة أن «ما تقدمه اورنج الأردن من خدمات
لا
يقتصر على تقديم أحدث التكنولوجيا في مجال الاتصالات للمواطنين
وإنما تساهم وفي شكل
كبير في تنمية مجتمعية شاملة من خلال شراكاتها المميزة مع العديد من منظمات
المجتمع
المدني التي تساهم وفي شكل كبير في رفعة وتقدم الوطن والمواطن». وأضافت:
«تأتي هذه
الشراكة مع الهيئة الملكية للأفلام خير دليل على ما تقوم به
اورنج في تنمية المجتمع
وعلى كل الأصعدة».
وأشار جورج داود، إلى أن الهيئة تسعى إلى توسيع مظلة نشاطها من خلال توطيد
شراكاتها مع المؤسسات الوطنية. وأضاف أن أهمية المشروع تكمن في
تركيزه على فئة
الأطفال وبخاصة في المناطق البعيدة. وأشاد بدور مجموعة الاتصالات الأردنية
في «تسهيل انطلاقة المشروع وتوفير الحافلة
وطاقمها في خدمته». وأوضح أن هذا «المشروع
الجديد الفريد من نوعه يسدّ ثغرة مهمة من حيث استهدافه أطفالاً
قلّما تتوافر لهم
فرصة مشاهدة أفلام ذات جودة، كما أنه يندرج في إطار جهود الهيئة إلى تعزيز
الثقافة
السينمائية والقطاع المرئي والمسموع في شتى أرجاء المملكة».
ويذكر أن المشروع انطلق في حزيران (يونيو) حيث أتمت الحافلة حتى الآن جولات
عدة
في محافظات إربد والكرك والمفرق وعمان، حيث قامت بتنظيم عروض
أفلام لمجموعة كبيرة
من الأطفال في قرى الأطفال SOS
ومدينة الحسن الرياضية وحديقة طارق بالتعاون مع
مديرية ثقافة إربد إضافة إلى عروض في منطقة غور الصافي وطبقة فحل في
الأغوار
الشمالية والصالة الرياضية في المفرق وحدائق الملكة رانيا العبد الله في
منطقة
القويسمة، وقد عبر الأطفال عن سعادتهم بمثل هذه العروض وتمنوا
تكرارها في شكل دوري،
على أن تستمر الحافلة في جولاتها لتشمل جميع محافظات المملكة.
الحياة اللندنية في
03/09/2010 |