رصيد محمد أمين كمخرج
له توجه سياسي معروف يشي بتمرده ويعلن عصيانه، كما يؤكد رفضه لسينما
التسلية
وانحيازه للفن المشتبك، في أولى تجاربه منذ أكثر من خمسة عشر
عاما قدم أمين هموم
مجموعة من الشباب المكبوت بشكل غاية في البساطة والعمق معتمدا على التسمية
الدارجة
للأفلام الجنسية وهي التعريف 'الوقور' الذي ابتدعه الناس وأطلقوه على
الفيلم
الإباحي معرفين إياه بالفيلم الثقافي، الإسم التقطه المخرج
والسيناريست الذكي ووضعه
عنواناً لأول أفلامه 'فيلم ثقافي'، من يومها وحتى الآن عهدنا عليه الفعل
السينمائي
بشكل مختلف فهو يناقش أخطر القضايا بأبسط المفردات والأساليب، ومن يشاهد
فيلمه
الثاني 'ليلة سقوط بغداد' يمكنه إدراك هذه الميزة، فقد حول
المأساة السياسية الكبرى
الى كوميديا إنسانية بالغة الشجن والتأثير فهو يسخر من ضعف الأنظمة
وتبعيتها ويتهكم
على الجبناء ويضع خيارا وحيدا لمواجهة المهازل والإهانات يتمثل في المقاومة
المسلحة
كوسيلة ناجعة للتخلص من العجز الذي أشار إليه بالعجز الجنسي،
عامدا إلى تأكيد معنى
الرجولة وارتباطه بالموقف السياسي، كانت الرسالة بليغة وجد صادمة، فالفيلم
إنقسم
تجاهه الجماهير إلى فريقين، فريق يراه عملا فذاً وجريئاً وفريق آخر يرى فيه
مباشرة
وسوقية، وبرغم تباين الآراء في مصر إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية
عرضته في
واحد من أهم مهرجاناتها واحتفت بالمخرج ورأت أنه واعد ومبشر،
كان طبيعيا أن يشق
محمد أمين طريقه بثبات وقوة في مضماره الفني المنفرد لكن أتت الرياح بما لا
تشتهي
السفن وظل الفتى الواعد عاطلا عن العمل والإبداع أكثر من خمس سنوات حتى
حانت اللحظة
وجاء عام 2010 حاملا معه الفرج فكان الفيلم الثالث 'بنتين من
مصر' علامة ضوئية أخرى
على طريق الشوك وصرخة مكتومة في فضاء ملبد بالغيوم، إذ يعاود السيناريست
والمخرج
التحذير ودق أجراس الخطر ملفتاً النظر إلى اللوحة الإنسانية والاجتماعية
التي تتبدى
فيها ملامحنا بوضوح فنرى أنفسنا على الهيئة الحقيقية غير تلك
التي يرسمها الإعلام
الحكومي ويداري عوراتها وندوبها فنظل واهمية بأن صورتنا هي الصورة
النموذجية
المثلى، لوحة الخطر والسقف المفتوح الذي يتطاير منه الشرار والعمق المخيف
داخل
الكدر للمكان الذي يشبه سجن أبو غريب يقطع به المخرج المشاهد
كأنه فاصل إعلاني عن
اقتراب كارثة بتنا قاب قوسين أو أدنى منها في تزامن واحد مع الآية القرآنية
المستمرة كخلفية صوتية دالة على المعنى الكلي للحكاية من أولها الى آخرها،
حيث نسمع
قول الله تعالى 'ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الفاسقون'، وقد جاء ذكر الآية
الكريمة في المشهد الأول بعد عبور سيارات أمن تسبق موكباً رسمياً لشخصية ما
حسب ما
أوحت به اللقطة السريعة دون الإشارة لما هو أكثر من ذلك، وتلك الطريقة
التعبيرية
نلحظها كثيرا من الفيلم الذي لم يكن المخرج محمد أمين يلتزم
فيه بالطريقة السردية
التقليدية، أي أنه أهمل عن وعي تفاصيل الحدوتة الدرامية فلا هو معني تماماً
بأزمة
العنوسة وارتفاع سن الزواج عند الفتيات إلى ما بعد سن الأربعين أو حجم
التنازلات
التي تقدمها الفتاة لتظفر بفرصة زواج وتتخلص من شبح العنوسة
الى الأبد، ليست هذه
المقاصد الأساسية في الفيلم إنما هي إشارات لنتائج غاية في السوداوية
والانهيار أدت
إلى خلق حالة ميئوس منها على كل المستويات فخلفت ضحايا وأدت الى تشوهات
اجتماعية
وسلوكية تبدت في عدة مظاهر من بينها الشاب الثوري الذي باع
نفسه للسلطة ليأمن مكرها
فتحول من ثوري الى عميل، كذلك المثقف المحبط يتخلى عن دوره ويتوارى معطيا
ظهره
للحياة مكتفيا بإعلان سخطه على الواقع المتردي 'العفن' على حد قوله، وأيضا
يتبع
أمين مواطن الخلل ويرصد آثاره السلبية المدمرة على الشخصية
المصرية فتطالعنا نماذج
لشباب عاطل في سن الزهور اكتست ملامحهم بالكآبة وأصبح هدفهم الوحيد هو
الفرار من
جحيم الرتابة والبؤس، حتى الشخصية الايجابية المتمثلة في دور طارق لطفي،
المهندس
الزراعي الذي شق الصحراء وحولها إلى واحة خضراء ينتكس ويؤول
مصيره الى نفس الشيء
الهروب خارج البلاد خوفاً من السجن فهو الذي اقترف جريمة تخضير الصحراء!،
تكررت
حالات الهروب والسفر في السيناريو لاستخلاص معنى الاختيار الوحيد المتاح
لدى البعض
وهو اختيار قسري يشبه النفي لذا جاءت اللقطة الصادمة في مشهد
سفر أحد الشباب، حيث
ركزت عليه الكاميرا وهو يبصق في أحد الصناديق قبل مغادرته البلاد مباشرة في
سياقها
من الناحية الدرامية لكنها تركت على المستوى النفسي غصة في قلب المشاهد
فالسخط
والرفض مهما بلغت درجتهما لا يستوجب أن نبصق على بلادنا اللهم
إلا إذا كان البصق
موجه إلى آخرين وهنا يمكن إدراك المعنى وإلتماس العذر.
حياة البطلتين في فيلم 'بنتين من مصر' هي صورة لحياة ثمانية ملايين
بنت مصرية تتشابه ظروفهن الاجتماعية
ويعانين من نفس المشاكل، الحرمان من الحب والاحتواء والرغبة
الطبيعية ولديهن ذات
الكبرياء الذي تكسر على صخرة الاحتياج واليأس ففرض نمطاً جديدا قوامه
التنازل وقبول
الإهانة ووضعها في خانة الضرورات تبيح المحظورات وهو ما يعكس تحولا خطيرا
في
المنظومة الاجتماعية ويؤكد انهيارها بالكامل وهذا ما اتضح
جلياً في مسيرة البطلتين
'صبا
مبارك وزينة، وهما طبيبتان مجتهدتان قدمتا تنازلا تلو الآخر حتى وصلتا الى
القاع، حيث لا مقام بعد ذلك غير الانتحار أو الانتظار المعني الذي لخصه
مشهد
النهاية للبطلتين في مطار القاهرة وهن ينتظرن العريس الخليجي
المنقذ ليقرر مصير
إحداهن وتنزل التترات دون أن يأتي المجهول الغائب فيبقى الوضع على ما هو
عليه ويطول
الانتظار بنا وبكل الأبطال إلى أجل غير مسمى!
اعتمد أمين في محاولة إقناع
المشاهد بوطأة الظرف الراهن على حساسية الإضاءة والبطء النسبي في إيقاع
الأحداث
واستخدام الظلال والتكوين اللوني للمشاهد الإيحائية، فضلا عن التعبير
التصديري
للموسيقى الذي ساهم بشكل جيد في استشعار المحنة والإنفعال بها الى حد
الاستغراق في
تفاصيلها والتوحد معها.
المفردات الفنية كلها كانت جامعة مانعة أضيف إليها نوازع
الألم التي أفرزتها غدد التعاسة بفعل نشاطها المفاجىء والسريع بعد سنوات من
الكمون!
القدس العربي في
13/07/2010
فيلم 'خلف الشمس' الواقع الفلسطيني يتحدث عن نفسه
أنس أبوسعده
في ذاك المساء الجميل، تسارعت دقات قلبي وقلوب كل من عايش معي
فترة المخاض الطويلة لمشروع 'نقطة تحول' بفيلمه الأول 'خلف
الشمس' ... لم يبخل أحد
وطوال هذه الفترة التي امتدت لأكثر من عام كامل في رفدنا بالملاحظة القّيمة
أو
الفكرة المبتكرة لتطوير هذا المشروع وإثراء هذه التجربة الدرامية
الفلسطينية
الفريدة.. كانت هذه التجربة شيقة بالرغم من كونها مجازفة واضحة
خاصة وأنها الأولى
بهذا الحجم في التاريخ الفلسطيني: أن يجازف مواطن فلسطيني وينتج فيلماً
درامياً
طويلاً تكتب قصته، يُصور، يُنتج ويُمثل أدواره ممثلون فلسطينيون، والاهم من
ذلك كله
أن يجسد الواقع الفلسطيني كما هو تحت احتلال ما زال جاثماً على الأرض..
في
الواقع، كان هذا حلمي بعيد المنال كما كان طموحي في أن أرى
الواقع الفلسطيني وهو
يتحدث عن نفسه ضمن قصة أو قصص واقعية ولو كانت حتى رمزية.. كنت أحلم أن أرى
نفسي
وكمواطن فلسطيني عايش فترة أواخر السبعينيات والثمانينات وعايش خلالها
الانتفاضة
المباركة الأولى وأن أنقل هذه الصورة التي هي في الواقع لا
تقدم جديداً للفلسطيني
الذي عايشها وذاق مرها قبل حلوها.. كان حلمي أن أنقل هذه الصورة وهذا
الواقع إلى
الإنسان الذي لا يعرفنا ولا يتخيل واقعنا كما هو.. ذلك الإنسان الذي طالما
تخيلنا
وكأننا لسنا ببشر عاديين أو على الأقل هواة للموت وتفجير
أنفسنا بمناسبة وبغير
مناسبة..! ذلك الذي يتصور دائماً أننا نكره الحياة ونمقتها ونسعى إلى
دمارنا وقتل
أنفسنا سعياً..!
حلمت أن يتحدث الواقع ومن خلال هذا الفيلم عن عشقنا للحياة لكن
بدون احتلال، بدون قهر أو ظلم.. كان طموحي أن ينقل الواقع الذي
لا يحلم فيه أطفالنا
إلا أحلاماً سوداء وأمعاءهم خاوية وليس كغيرهم من الأطفال.. كان حلمي أن
يعرف
الإنسان الغربي بالذات البيت الفلسطيني بكل أركانه: الأم الأب والأبناء
والبنات على
حقيقته.. لم يكن في بالي أن أنتج فيلما هوليوودياً أنافس به 'أفاتار'
أو أي فيلم
آخر أنتجته السينما الأمريكية أو غيرها.. كنت على يقين تام أن إمكانياتنا
محدودة
للغاية، وأن ثقافتنا السينمائية متواضعة لا يمكنها أن تدفع الإنسان
الفلسطيني خاصة
في الأراضي الفلسطينية المحتلة للاصطفاف على أبواب السينما لحضور عرض
الفيلم.. كنت
على يقين تام من ندرة نقاد سينمائيين بالمعنى الحرفي للتسمية
لأنه لا توجد الأعمال
السينمائية الفلسطينية الصرفة إلا بعدد بسيط أحترمها وأحترم من أنتجها..
أحترم
أيضاً كل الأعمال التي تحدثت عن فلسطين وقضاياها بطريقة محترمة حتى لو كانت
في
غالبيتها تعتمد على التمويل الأجنبي بغض النظر عن القائمين
عليها..
في التاسع
من حزيران/يونيو 2010م وفي مسرح وسينماتك القصبة في مدينة رام الله،
وبتظافر الجهود
لكل من المنتج أنس أبوسعده وكاتب القصة والسيناريو والحوار
سليم دبور والمخرج رفعت
عادي وكل طاقم الفيلم بدون استثناء وكل من حمل الحلم بإخراج الفيلم الأول
من مشروع 'نقطة تحول' : فيلم 'خلف الشمس' إلى النور..
رأيت هذا الحلم وقد تحول إلى حقيقة
تفاعل معها الجمهور التي امتلأت القاعة به بالبكاء والضحك
والتصفيق.. لقد سمعت
عتاباً من أصدقاء حضروا العرض لم يبكوا أو أنهم لا يتذكروا أنهم بكوا من
زمن وهم
يرون أنفسهم يبكون.. وهم يرون واقعهم وتجاربهم الواقعية التي عايشوها على
شاشة
سينما فلسطينية.. تحدثت الصورة قبل الصوت والموسيقى عن الواقع
بحذافيره.. لم تنس
شيئاً عن الفقر وقسوة الاحتلال ولا عن المقاومة السلمية وأنواع التعذيب في
أقبية
السجان للإنسان الفلسطيني الأعزل.. كما لم تنس الإرادة والشموخ الذي نفتخر
به.. لم
يهمل المخرج ولا طاقم الفيلم إظهار المشاعر الإنسانية الفياضة التي تميز
الإنسان
الفلسطيني دائماً.. رأينا بانوراما للواقع الفلسطيني بجمال
تلاله وجباله ووديانه..
جعلنا الفيلم نضحك من الأعماق حين كانت تختلط المشاعر وتخرج الحركة العفوية
والأداء
المميز من أحد الممثلين لتجعلنا نضحك ونبكي في نفس الوقت للإسقاطات الذكية
التي
يرمز إليه ذاك المشهد..
أنا هنا وفي هذا المقال لا أحاول أن أظهر وكأني صنعت
فعلا خارقا بتحمل إنتاج هذا الفيلم، لكني وفي نفس الوقت أعتز بأنني خضت
تجربة تضيف
بالتأكيد زخماً جديداً وقوياً للسينما والدراما الفلسطينية التي أتطلع أن
تكون
رائدة بين أقرانها العربية.. أؤمن أن الدراما بشكل عام هي
صناعة وصناعة مربحة، يمكن
أن تدر الربح الوفير على الوطن لو تبنتها أيادي وطنية تقدر الدراما وتعرف
أن القصة
الفلسطينية عميقة وغنية بشكل يؤهلها كي تكون رافداً قوياً لهذه
الدراما..
المبدعون على الأرض الفلسطينية كثر، كل ما يحتاجونه هو هذه الأيادي
التي تسندهم وتوفر لهم الدعم المادي الكافي لتضعهم على
الطريق.. لقد اعتاد
الفلسطيني ومن خلال المؤسسات غير الحكومية أن يبدع في مجالات الدراما
وغيرها لكن
حين يتوفر المانح الذي يمول العمل، لكن بهذه الطريقة وبرأيي الشخصي لا يمكن
للدراما
أن تتحول إلى صناعة تدر الدخل لميزانية الدولة وأن نكون مصدراً
للدراما للشاشة
العربية وغير العربية.. المطلوب أن ننتج دراما بدعم ذاتي لنصنع دراما
بالشكل الذي
نريد وكي يكون حلماً فلسطينياً خالصاً.. هذا الحلم الذي أتمنى أن يتحقق في
القريب
العاجل.. أتمنى أن يتحقق لي الحلم بأن أرى هذا الفيلم وان يكون
نجاحه محققاً خاصة
بعد أن تبدأ عروضه الرسمية من جامعة النجاح الوطنية في الثاني عشر من
تموز(يوليو)
الجاري وعلى مسرح الأمير تركي وأن تمتليء
القاعة كما امتلأت يوم العرض الأول وأن
يكتب النجاح للدراما الفلسطينية كما كُتب لفيلم 'خلف الشمس' في
عرضه الأول هذا
النجاح الباهر وأن تكون فرحتنا جميعاً عارمة ونجاح هذه التجربة محقق..
كاتب عربي
فلسطيني يقيم في هولندا
القدس العربي في
13/07/2010
'بحر
غزة' وثائقي يعرض الصورة 'الحقيقية' لما حدث لأسطول
الحرية
لندن ـ 'القدس
العربي':
'ماذا حدث'، سلسلة جديدة من البرامج
التوثيقية تعرضها بي بي سي
عربي ابتداء من الأسبوع المقبل، تبحث في ما وراء الحدث محاولة الوقوف على
حقيقة
المجريات وخلفياتها.
باكورة هذه السلسلة سوف تكون بعنوان 'بحرغزة'، حيث ستغوص
بي بي سي بين لجاته الأمنية والسياسية والأمنية والعملياتية لتروي واقع ما
حدث
لـرحلة 'اسطول الحرية'، التي انتهت مأساوياً بمقتل 9 من ركاب سفينة 'مرمرة'
من ذوي
الجنسية التركية بعدما اقتحمتها قوات الجيش الخاصة الاسرائيلية.
اطلع معدو هذه
الحلقة الأولى من سلسلة 'ماذا حدث' على مئات الوثائق والصور وتنقلوا بين
بريطانيا
وتركيا وإسرائيل وتحدثوا مع شهود عيان في محاولة حثيثة لرسم
صورة واقعية عما حدث،
لاسيما وان ما رافق الحدث من روايات متباينة، بعضها متناقض، جعل الغوص في
صميم مياه
غزة ضرورة اعلامية. وقد اشتمل الشهود العيان بعض الناشطين الذين كانوا على
ظهر
السفينة كالفلسطيني أسامة قشوع والبريطانية سارة كولبورن
والامريكي كيفين أوكيف
والتركي حسن جميل، بالاضافة الى أفيتال إيبوفيتش، المتحدثة باسم الجيش
الإسرائيلي
وإمي ايالون، رئيس البحرية الإسرئيلية السابق، الذي قدم شهادته كخبير عسكري
بحري
وسياسي سابق يرصد الأحداث عن بعد.
ركزت الحلقة أيضاً على الجانب الإنساني متقصية
وضع مئات الركاب الذي كانوا على ظهر السفينة قبل وبعد سيطرة الجنود
الإسرائيلية
عليها، وتطرقت الى تفاصيل التحضيرات التي سبقت عملية انطلاق سفن الأسطول،
وكيف يتم
شراء السفن والمحاولات الاسرائيلية لمنع عملية الشراء وتدمير السفن وحقيقة
الخسائر
المتعلقة بقيمة سفن الأسطول التي صادرتها إسرائيل.'
يعرض 'بحر غزة' صوراً خاصة
ونادرة لما حدث على ظهر السفينة مرمرة، خاصة وان الجنود الإسرائيليين
صادروا كل
الأجهزة الالكترونية مع وسائل التسجيل والبث التي كانت على
متنها.
'بحر
غزة'
يبث مساء الثلثاء 13 تموز (يوليو) 19.30
بتوقيت غرينتش ويعاد بثه في اليوم التالي
الاربعاء 01.30 و 08.30 و13.30 بتوقيت غرينتش.
القدس العربي في
13/07/2010
ماذا يعني أن تصنع فيلماً في
السعودية؟ يا للخيبة!
لندن – من أحمد عبد الله
منتجة سعودية: علينا أن نذهب الى أبوظبي أو دبي كي يتم
الاعتراف بنا بدلا من أن يحدث ذلك في بلادنا.
تكاد تجربة المخرج السعودي الشاب عبدالمحسن المطيري في انتاج فيلمه الجديد
"رجل
بين عصابتين وقبر" تجسد محنة السينما في بلاد "الحرام فيها أكثر من الحلال"
وفق
الشرطة الدينية التي تجوب الطرقات.
فانتاج هذا الفيلم كان بجهد شخصي من متطوعين في التمثيل والانتاج، وحتى
المكان
الذي صور فيه، كان شقة استأجرت لاكثر من ساعة فقط.
صحيفة "ذي ناشنول" التي تصدر باللغة الانكليزية في أبوظبي تناولت تجربة
المطيري
بتقرير يكشف الصورة المعتمة في بلاد لا توجد بها صالات للعروض السينمائية.
وتعاطفت الصحيفة في تقريرها الذي كتبه "كاريل مورفي" مع حماسة واندفاع
عبدالمحسن
المطيري "29 عاماً" على الرغم من عدم وجود ميزانية لانتاج فيلمه، فهو واحد
من
المواهب الشابة التي لا تلقى الدعم في وطنها.
وقال المطيري لصحيفة "ذي ناشونال" "لا أتوقع أن أجني مالاً من هذا الفيلم،
فقط
لأُظهر الى الجمهور موهبتي في الاخراج والاصرار على التواصل مع العمل
السينمائي
الصعب".
لأن العاطفة ومواجهة الصعاب – حسب المطيري- مطلوبة في اخراج فيلم في بلاد
مثل
السعودية تضع العقبات أمام الانتاج السينمائي.
ولا توجد صالات للسينما في المملكة العربية السعودية التي يسيطر الخطاب
الديني
المتشدد على مقاليدها الاجتماعية.
وتعد المؤسسة الدينية صالات السينما "أماكن خطيئة"! فهي بتفسيرها تسمح
باختلاط
الرجال بالنساء وتنشر الفساد وتصرف العباد عن دينهم الاسلامي.
وقال الفنان محمد الظهيري لصحيفة "ذي ناشونال" "أننا نعود مائة سنة الى
الوراء،
فلا يوجد بلد في العالم مثل السعودية لا توجد فيه صالات عرض سينمائي، فهي
جوهر
الثقافة المعاصرة ولا يمكن تجاهلها".
وبعد اغلاق قسم الدراما في جامعة الملك سعود عام 2000، أضحت السعودية بلا
مدارس
أو معاهد سينما. الامر الذي دفع المطيري الى شراء بعض معدات
انتاج فيلمه من شبكة
الانترنت لأنها لا تباع في البلاد.
ولاحقت الشرطة الدينية فريق عمل المخرج عبدالمحسن المطيري أكثر من مرة
وأوقفتهم
عن التصوير مع انه لا توجد أي ممثلة في كادر الفيلم.
ويرى المطيري أن غياب دور العرض دفع السعوديين الى مشاهدة الافلام في
المنازل،
ويندر ان يقام مهرجان سينمائي في البلاد "حتى مهرجان جدة
السينمائي ألغي من قبل
وزارة الداخلية عشية افتتاح دورته السنوية الرابعة، بعد النجاحات المتواضعة
التي
حققها".
وقال ممدوح سالم منظم مهرجان جدة السينمائي "كان الأمر أشبه بصدمة عندما
منعوا
استمرار المهرجان وبعد ستة أشهر من العمل ودعوة المشاركين".
ولم تسمح الظروف الاجتماعية في السعودية الى المطيري وزملائه في الاطلاع
على
المهرجانات السينمائية العالمية أو المشاركة بافلامهم، سوى مرة
واحدة عندما سافر
إلى نيوزيلندا لمتابعة مهرجان سينمائي.
وشكل المطيري مع مجموعة من هواة السينما مجموعة "تلاشي" لدعم مشاريع انتاج
الافلام السينمائية حيث تشغل المجموعة شقة صغيرة للتحاور
وتبادل الافكار بين
أعضائها.
وأُنتجت مجموعة من الافلام القصيرة التي تتراوح بين ثلاث دقائق إلى 30
دقيقة،
رُكز فيها على موضوعات حساسة في المجتمع السعودي مثل التمييز
ضد المرأة والاعتداء
الجنسي على الأطفال، وعدم الاختيار الارادي للشريك عند الزواج.
ويرى خليف محمد أحد أعضاء جماعة "تلاشي" ان الحياة في السعودية اشبه بنكتة،
فالانسان لا يستطيع أن يتسوق خلال اوقات رفع آذان الصلاة.
وحتى أفراد أسرة المخرج عبدالمحسن المطيري لا تشجعه، بل وتسخر منه أحيانا
وتطالبه البحث عن عمل حقيقي!.
وقالت مريام موصلي وهي منتجة وكاتبة من مدينة جدة "ان الانترنت فتح نافذة
مضيئة
لايصال الفيلم السعودي الى الجمهور في انحاء العالم والمشاركة في مهرجانات
سينمائية
كما هو الحال في مهرجاني أبوظبي ودبي في دولة الامارات
المجاورة للسعودية".
وأكدت موصلي ان الامارات أضحت منصة لعرض النتاج السعودي المتواضع من
الافلام.
وكتبت "علينا أن نذهب الى أبوظبي أو دبي كي يتم الاعتراف بنا بدلا من أن
يحدث
ذلك في بلادنا".
وقالت" "ربما حصول المخرجين السعوديين على جوائز من مهرجانات عربية يدفع
المسؤولين الى إعادة التفكير بهم ومنحهم الفرصة لممارسة حرية
العمل السينمائي".
وثمة بارقة أمل ضعيفة بزغت مؤخرا باعلان وزير الإعلام السعودي عبد العزيز
خوجة
برغبة التلفزيون الحكومي شراء وبث أفلام قصيرة لمخرجين سعوديين.
ولم تستطع صحيفة "ذي ناشونال" الحصول على تاكيد من الوزير الخوجة حول هذا
الامر،
الا ان بعض صناع الفيلم السعودي مثل فهد الاسطة يشكك في هذا الامل بقوله
"لقد
تعودنا على الوعود فقط..".
وقال ممدوح سالم منظم مهرجان جدة السينمائي انه سبق وان
حاول الاتفاق مع قناة
تلفزيون روتانا في بث الأفلام السعودية التي عرضت في المهرجان الا انه فشل.
وتعود ملكية شركة "روتانا" الى الأمير الوليد بن طلال ابن شقيق العاهل
السعودي،
وهو واحد من أغنى رجال العالم. وسبق وان انتقد المتشددين في بلاده، وتوقع
أن يتم
افتتاح صالات لعرض الأفلام في السعودية.
ميدل إيست أنلاين في
13/07/2010 |