(إللي هيجيب سيرة أبويا ها امسح به البلاط)..
هكذا تصرح السيدة جينا التي طلت علينا فجأة
كابنة للريحاني.
إن الأهانة الحقيقية ليست في تطاول هذه السيدة علي الشعب المصري فقط،
وإنما في سكوتنا علي هذه الجريمة المفتعلة التي تنزع فيها عنا تاريخنا
وتراثنا الفني، وهو أمر لايدين هذه السيدة،
بقدر مايدين تلك المؤسسات الرسمية التي تحتفي بها
وتكرمها دون أن تتحق من هويتها، مستغلة في ذلك إنشغال هذا الشعب العظيم
الطيب في بحثه عن لقمة عيشه دون أن يلتفت إلي مزاعمها التي تنزع عنه تاريخه
وتراثه ورموزه.
الإساءة إلي الشعب المصري
نشرت جريدة صوت الأمة في عددها (٧٧٤)
مقالاً بعنوان (جينا..
من يشوه صورة أبي نجيب الريحاني في مسلسل سأمسح به البلاط.. وأمي انفصلت
عنه بعد أن ضبطته مع أخت فاطمة رشدي،
وبعدها تزوج من بديعة مصابني، وأخفي عنها خبر عودته لأمي ولإنجابي).
هذا هو عنوان التحقيق الذي نشرته جريدة صوت الأمة، ومن المؤكد أن الذي يشوه تاريخ نجيب الريحاني،
ليس هو الشعب المصري الذي أحبه وصنع أسطورته، وإنما هذه السيدة التي طلت علينا فجأة بدون دليل،
وبألفاظ سوقية: (من يشوه صورة أبي سأمسح به البلاط)،
ومن المؤكد ان الذي يسيء إلي الريحاني ليس هذا الشعب المصري العظيم، وإنما
هذه السيدة التي تسيء إليه بأقوالها، وهي تسيء إليه حين تدعي إنهاأبنته،
لأنه كان متزوجاً زواجاً كاثوليكياً.
تزييف تاريخ الريحاني
كان الرجل ملتزماً يستعد للزواج من فيكتورين ناعوم بعد أن يعتنقا الإسلام،
ولم يكونا قد تحولا بعد، ولكن السيدة جينا تدعي انه أسلم في محاولة منها إلي التقرب من
الجماهير التي عشقته كما يقول طارق الشناوي في مقالته بعنوان
(إسلام نجيب الريحاني).
الإساءة إلي الريحاني
وحين تدعي هذه السيدة بأن أمها ضبطت الريحاني مع أخت فاطمة
رشدي، فإنها تسيء إلي تاريخ هذا الفنان العظيم الذي صنع البسمة علي شفاة
جماهيرنا الطيبة، بل وتلوث سمعته.
الخط الواهي بين جينا والريحاني
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف بدأ سيناريو هذا النسب؟ وكيف
بدأ الخيط؟ بالطبع هناك خط واهن تستند إليه هذه السيدة في نسبها المفاجئ
للريحاني، وهو:-
أولاً: وجود علاقة فعلية بين الريحاني وبين لوسي أم جينا عام ٧١٩١، ولكنها
انتهت عام
٠٢٩١»دون عودة«
كما يؤكد الريحاني في مذكراته.
ثانياً: ان السيدة جينا تزوجت من مصري،
وتعلمت العربية،
وعرفت مقدار الريحاني في وجدان الجماهير، وهو الرجل الذي أقام مع أمها علاقة قبل مجيئها
إلي العالم بحوالي عشرين عاماً.
ثالثاً: الذي بدأ أول هذا الخيط هو المخرج زغلول الصيفي الذي يرجع له في
الأساس إكتشاف السيدة جينا، وقد كتب لها مذكراتها، ويبدو أنه أراد في البداية ان يبحث عن موقف ليعلن فيه عن
نفسه تحت الأضواء فا أنت تقرأ خبراً في أخبار النجوم
(٨/٢١/٨٠٠٢) يقول: (لم تكن ندوة الاحتفاء بنجيب الريحاني، ندوة عادية،
فقد تخللها عدم التنظيم، بجلب أحد الضيوف الذي أخذ يتحدث عن جينا إبنة الريحاني،
وفي إثبات إنها إبنته أخذ الضيف واسمه المخرج زغلول الصيفي يتحدث عن
ذكرياته هو شخصياً، وحياته الخاصة)..
بالضبع لم يكن لديه مايثبت إكتشافه من أن جينا هي إبنة الريحاني، ولكن كان
لديه ما يعلن به عن نفسه لكي يعود للأضواء، وقد اختفي بعدها تماماً، بأن ألقي بالكرة إلي قلب مهرجان القاهرة السينمائي عام
٧٠٠٢، وبدأت الحكاية تنسج خيوطها عبر السنوات الثلاث الماضية، لتحتل السيدة
التي كانت معجبة بالريحاني صدارة الإعلام المصري وتكريمات المؤسسات
الثقافية الكبري والتي وقعت ضحية لهذه الخدعة،دون أن تسأل نفسها .
- كما يقول إبراهيم العريس -
عه صحة نسب هذه السيدة إعتماداً
علي طيبة هذا الشعب الطيب.
حكايا السيدة جينا الوهمية
تروي السيدة جينا في مذكراتها، بأنها جاءت هي وأمها إلي مصر
عام ٩٤٩١، وقد ذهبتا مباشرة إلي المستشفي اليوناني حيث يرقد نجيب الريحاني
مريضاً، وفي حجرته حضر العديد من أعضاء الفرقة للأطمئنان عليه، فأصدر امراً
لصراف الخزينة بصرف مكافأت لكل العاملين بمناسبة تشريف ابنته.
وبالطبع لم يكن الأمر سراً، فقد عرف القاصي والداني ان للريحاني إبنة تقيم معه
-هي وأمها- في المستشفي، (لاحظ ان فيكتورين كانت تقيم معه هي والخادمة
كريستين، ولم يكن بديع خيري يفارقهم)-
، والغريب في هذا الأمر ان جميع أفراد فرقة
الريحاني الذين حصلوا علي مكافآت مالية،
صمتوا عن هذا الأمر، والأغرب أن فيكتورين زوجة المستقبل، لم تنطق حرفاً
واحداً، والمثير للدهشة ان بديع خيري ظل يتكتم هذا الخبر مدي الحياة، ولم
يشر له حتي-
سراً-
لأولاده،
الذين يعرفون ان الريحاني عقيم لاينجب، والأكثر إدهاشاً
ان الصحافة التي لم تفارقه لم تكتب حرفاً واحداً
عن هذه الواقعة، أو الوقائع التي ترويها السيدة جينا في مذكراتها.
إن مرض الريحاني كان مدوياً بعد إصابته بالتيفود، وكان يعالجه د.بحر الدمرداش الذي طلب دواء
الإكرومايسين له،
ولم يكن موجوداً
في مصر، فأرسل مكرم عبيد -وزير المالية آنذاك-
في طلبه من أمريكا، وقد مات الريحاني بعد ان تناول جرعة زائدة من هذا
الدواء.
كان الجميع يتابعون حالة نجيب الريحاني في المستشفي اليوناني،
شعباً وحكومة وصحافة وفنانين ومثقفين وأدباء وجميع فئات الشعب، وبالطبع لو
كانت إبنته جينا وأمها لوسي تقيمان معه في المستشفي -كما تزعم - لتصدرت
أخبارهما وصورهما وتصريحاتهما وصراخهما وكلماتهما جميع وسائل الإعلام،
ولتضمنت حكاياتهما مذكرات أصدقاء الريحاني والمقربين منه، ولظهرت صورهما
بملابسهما السوداء في جنازته وأصبح انتسابهما للريحاني كالشمس دليلاً
ساطعاً
ياسيدتي..
كفاك إساءة لأسطورة الفن المصري نجيب الريحاني..
كفاك تزييفا لتاريخه المشرف..
وكفاك تطاولا عليه وعلينا..
وكفاك استهتارا واحتقارا لعقولنا..
اتركيه ينعم في قبره بحب هذا الشعب الطيب.
واتركيه يرسم البسمة علي وجوه البسطاء منا
أخبار النجوم المصرية في
08/07/2010
وديع ٧٠ عاما من الفن
الصافي
بقلم: طارق الشناوي
في لبنان يحتفلون بمرور ٠٧ عاما علي احتراف »وديع الصافي«
الغناء
.»وديع« يقترب حاليا من التسعين انه الآن هو المطرب الأول في عالمنا العربي
الذي يصل الي هذه المرحلة العمرية ولايزال صوته يصدح بالغناء طوال هذه
السنوات فهو مطلوب في المهرجانات والحفلات..
صحيح أنه في السنوات الأخيرة لم يعد قادرا علي الحركة خارج
حدود لبنان حتي إن المركز الكاثوليكي المصري قبل بضعة أشهر عندما تقرر منحه
جائزة تقديرية انتقل إلي بيروت نائب رئيس المركز الأب
»بطرس دانيال« لكي يمنحه درع التكريم عن مشواره الفني المرصع بعشرات من
النجاحات!!
»وديع الصافي« أتيح لي أن ألتقي به بضع مرات في القاهرة اتذكر منها مثلا
ندوة بنقابة الصحفيين عندما وجهته إليه الدعوة وسارع بتلبيتها بدون أي شروط
ولم يحصل سوي علي شهادة تكريم ورقية، وبعدها بدأ في الغناء بالعود وكان
يصاحبه ابنه »جورج«
وكانت سهرة لا تنسي..
الفنان والانسان »وديع
الصافي« وجهان لعملة واحدة بداخل هذا الفنان الكبير روح التسامح لم تغادره
وأروي لكم هذه الواقعة.. كان أحد المدعين قد انتحل شخصية ابنه وبدأ يتصل
بالأثرياء يطلب المساعدة بحجة أن »وديع الصافي« يعالج في المستشفي ولايجد
أموالا وصدق هذه الحيلة عدد منهم، وكالعادة فأن أي كذبة مهما طال بها الأمد
سوف يتم اكتشافها وعلي الفور طلب من قوات الشرطة التدخل وتم عمل كمين
وإلقاء القبض علي المدعي فما الذي فعله »وديع« ذهب الي قسم الشرطة ثم ألتقي
بالجاني في قسم الشرطة وطلب المجرم من »وديع« العفو عنه فغني له وديع »الله يرضي عليك يا ابني..
ظهري انكسر والهم دوبني..
الله يرضي عليك يا ابني«..
وبكي الشاب تأثرا ولم يكتف »وديع«
بهذا القدر بل منحه أيضا ما تيسر من أمواله
القليلة..
هل رأيتم تسامحا أكثر من هذا..
»وديع الصافي« غني لكبار الملحنين أمثال »عبدالوهاب«، »فريد الأطرش«،
»رياض السنباطي«، »الأخوين رحباني«،
»بليغ حمدي«.. غني باللبنانية والمصرية وشارك في عدد من الأفلام
والمسرحيات.. اسمه »وديع فرنسيس« أما »الصافي« فلقد اشتهر صوته بالصفاء
وهكذا ارتبط به هذا التشبيه الذي صار بعد ذلك اسما له.. كانت بدايته دينية
داخل مدرسة كاثوليكية وبدأ في تعلم الانشاد الديني وهكذا تم تأسيس صوته علي
النغم الأصيل..
في لبنان صار »وديع«
العلامة الغنائية مثل »فيروز«
و»الرحبانية«..
رمز لبنان هو العلم الذي لاتري فيه فقط العلم المرصع بشجرة الأرز لكن
الفنانين الكبار يصنعون أسم البلد وعلمها ورمزها!!
في تاريخ الغناء اللبناني من المؤكد ان »وديع«
و»فيروز« و»الرحبانية« حالة إبداعية خالصة جدا..
ولوديع حكايات عديدة مع أهل الفن المصريين..
حكي مرة أنه عندما ألتقي مع »عبدالحليم حافظ«
في جلسة خلال الستينيات كان حاضرا »عبدالوهاب«
و»فريد«
و»فوزي« بدأ »وديع« الغناء فقال له »عبدالحليم حافظ«
مداعبا: احنا بعدك نروح ننادي الصبح ونبيع لبن..
أنه صوت الجبل كما يطلقون عليه دائما!!
في العالم العربي بعض المبدعين لايجوز أن نسأل عن جنسيتهم مثل »أم
كلثوم«، »عبدالوهاب«، »السنباطي«، »فريد«، »عبدالحليم«، »فيروز« وبالتأكيد
»وديع« واحد منهم ورغم ذلك فان »وديع الصافي«
قبل
٥١ عاما منحته الدولة الجنسية المصرية تقديرا لفنه وهي بالتأكيد جنسية
شرفية فهو مرحب به دائما علي الأراضي المصرية..
لا أحد من الممكن ان يسأل عن جنسية فنان بحجم
»وديع« الفني.. من الأغاني التي حققت له شهرة عريضة في مصر »ياعيني ع الصبر ياعيني عليه«
التي لحنها له »رياض«، »البندك«
وكتبها »نجيب نجم« وواجهت هذه الأغنية مأزقا كاد يطيح بها عندما اعتقد أحد
المسئولين في الاذاعة وقتها قبل ربع قرن انها من تأليف الشاعر المشاغب »أحمد فؤاد نجم«
وليس »نجيب نجم« وكانت أشعار »فؤاد نجم« ممنوعة من التداول ولا يتم السماح
باغانيه ولهذا منعت الأغنية بدون معرفة الأسباب وظل »وديع« لايدري ما هو
السر في عدم التصريح بالأغنية..
لولا ان تم حذف اسم الشاعر في البداية حتي
تذاع الأغنية ثم بناء علي تدخل »وديع«
الشخصي وتم تدارك الأمر بعد ذلك وصارت الأغنية منسوبة الي كاتبها الشاعر
»نجيب نجم« وهو بالمناسبة الشقيق الأكبر لنجم الكوميديا »محمد
نجم«!!
غني »وديع الصافي« أكثر من دويتو مع كبار المطربات مثل »فيروز«
و»صباح« إلا انه بذكاء أيضا لم يبتعد عن هذا الجيل وعندما أتم ٠٧ عاما من
الغناء حرص علي ان يغني علي المسرح مع »نجوي
كرم« و»وائل كافوري«
وبرغم رصيده الضخم من الأغاني الناجحة الخاصة به إلا انه كثيرا
ما يتطلع لتقديم أغاني للآخرين..
من أشهر أغنياته التي أعاد تقديمها »الاطلال«
لأم كلثوم تلحين رياض السنباطي شعر ابراهيم
ناجي سوف تشعر ان الأغنية مطعمة بمذاقه الخاص..
كما غني رائعة نجاة »أيظن«
شعر
»نزار قباني« وموسيقي »محمد عبدالوهاب«
ومن المفارقات ان »وديع
الصافي« قام بتغيير بضع كلمات لتتناسب معه كرجل حيث أن »نزار«
يقول »حتي فساتيني التي أهملتها«
بينهما »وديع الصافي«
قام بتغييرها الي »حتي سراويلي التي أهملتها«
وبالطبع لم يكن »وديع«
في حاجة الي إجراء مثل هذا التغيير لأن
الناس عندما قال »سراويلي«
بدأت تنتبه الي ان الأصل هو »فساتيني«!!
في حدود علمي الغناء ٠٧ عاما رقم لم يحققه أي مطرب آخر في العالم.. »شارل أزنافور«
المطرب الفرنسي الأرمني الأصل »لازال«
يصدح بالغناء ولكنه أصغر من »وديع«
بثلاث سنوات..
بالطبع الزمن يأخذ من الصوت إلا أن الفنان الأصيل يعوض ذلك بالخبرة وهكذا
يظل »وديع« قادرا علي أن يواصل الغناء حتي الآن..
احتفال
٠٧ عاما بالغناء ليس احتفالا لبنانيا انه احتفالا مصريا ايضا لوديع صاحب
الصوت والأداء »الصافي«!!
أخبار النجوم المصرية في
08/07/2010 |