الناقد السينمائي أمير العمري من نقاد السينما الذين يتعاملون مع
الأفلام بجدية، والمعنى هنا أن الكتابة عن الفيلم تتحرك نحو اعتبار الفيلم
إنتاج ثقافي وفني له مداخله الخاصة به، كما انه يحتوي على رؤية وتصور معين،
بالإضافة الى حضور الخلفية التقنية الفنية الجيدة الكفيلة بإنجاح الفيلم
ولا شيء غيرها.
أصدر الناقد عددا من الكتب ومنها: سينما الهلاك والذي تحول في طبعته
الثانية الى ما يشبه القاموس الموسع حول اتجاهات وأشكال السينما الصهيونية.
هناك أيضا عدّة كتب منها كتاب "اتجاهات جديدة فى السينما" و" هموم
السينما العربية" و"السينما الصينية الجديدة وكتاب مترجم حول المخرج أوليفر
ستون وآخر ما كتبه ألفه"حياة في السينما".
يهتم الناقد أمير العمري كثيرا بالأفلام وفقدها، ذلك النقد الذي أتفق
على تسميته بالنقد التطبيقي الذي يتعامل مع الأفلام مباشرة، وهو يقابل
النقد الأدبي التطبيقى الذي يتعامل مع النصوص الأدبية.
لا نريد أن ندخل في تصنيفات نقدية سينمائية مباشرة، وما يمكن أن يقال
فعلا إن إقامة الناقد بلندن لفترة طويلة ومغادرته لمصر، قد جعلت قلمه
متحررا من الشللية الضيقة، ومراعاة ظروف الإنتاج والصداقة ومتطلبات وضرورات
الحياة، وهذا ما أنعكس على كتاباته بشكل واضح، ورغم ذلك لابد من الإشارة
بأن تعامل الناقد مع الأفلام الأجنبية، يرفع من قيمة الكتابات النقدية،
ربما لأمر يخص المستوى الفني للفيلم الأجنبي، وهذا ما ينطبق أيضا على بعض
الأفلام العربية، كما في هذا الكتاب"اتجاهات فى السينما العربية".
ولازلت أذكر أهمية ذلك الكتاب النقدي التطبيقي الذي أصدره العمرى
وهو"اتجاهات جديدة في السينما" والمقصود بذلك السينما العالمية.
هناك فرق واضح في مستوى الكتابة النقدية السينمائية الخاصة بالفيلم
الأجنبي وتلك الكتابة بالفيلم المصري. ورغم ذلك، فإن الفيلم العربي "غير
المصري" يختل مكانة خاصةعند الكاتب، بحسب ما هو معروض في المهرجانات
السينمائية التي يحضرها الناقد كثيرا أما الأفلام المصرية التجارية فلا
تحضى من الناقد باهتمام إلا المتميز منها أو ما أشتهر منها بطريقة إعلامية
تلفت الانتباه.
سنرى في الإهداء الوارد في الصفحة الخامسة من هذا الكتاب ما يساعدنا
على فهم بعض جوانب العملية النقدية لدى الكاتب. يقو ل الإهداء:"الى جيل
جديد يسعى بجدية لفهم لغة السينما". وأول مفاتيح تلك فكرة فهم الفيلم نفسه،
حيث يكون مسعى الناقد أن يستوعب الفيلم بقدر الإمكان ويفهم أبعاده، مع
التركيز على المستوى الفني والتقني وهذا يعني فهم السينما.
النقطة الثانية "الجدية التي يتعامل بها الناقد أمير العمري، وهي
الكلمة الواردة في الإهداء، حيث تتضح الجدية في التعامل مع الفيلم وبالتالي
لا تضيع الكتابة النقدية في تفاصيل هامشية وربما خارجية.
أما الاختيار الثالث فيتمثل في مصطلح الجيل الجديد الوارد في الإهداء،
وهنا ندرك بأن الجانب المستقبلي هو المهم بالنسبة بالناقد العمرى، ليس على
مستوى تعاقب الأجيال فقط، ولكن على مستوى التعامل مع الأساليب الجديدة في
النقد السينمائي كلما كانت الظروف سانحة.
تطرح مقدمه الكتاب قضية هوية الفيلم العربي، ليس فقط فى إطار مصطلح
الهوية الواضح، عندما يكون الإنتاج خاصا بدولة عربية معينة، حيث يبقى
الفيلم المصري عربيا، وكذا السوري أو الجزائري والكويتي والعراقي وغيره.
ولكن أيضا عندما يتداخل مفهوم الهوية ويتشابك مع اختلافات في المعنى، لأن
هناك أفلاما يتم إنتاجها من قبل أطراف ليست عربية، ولكن رغم ذلك فالموضوع
عربي والمخرج عربي، وهذا ما ينطبق على أفلام أجيال من العرب التي تستقر
وتعيش في فرنسا أو بلجيكا وتعمل في أفلام ذات طبيعة عربية.
بصرف النظر عن مناقشة هذا الموضوع والوصول فيه الى نتائج محددة، يجمع
الكتاب أفلام كثيرة لا نجد لها تعريفا جامعا إلا قولنا بأنها أفلام عربية
وهي كذلك في جانب من جوانبها، وعلينا أن نقبل باتساع هذا المصطلح "السينما
العربية" لكي لا يكون ضيقا كما أعتدنا في سنوات ماضية كان الإنتاج فيها
محصور في إنتاج الدولة الرسمي.
من الأفلام التي يتناولها الناقد.. فيلم طرفايه أو باب البحر لمخرجه
المغربي داود أولاد سيد في ثالث تجربة روائية طويلة له، وسوف نجد أن الناقد
يرتفع بقلمه كلما كان الفيلم جيدا كما في هذا الفيلم، حيث يضيء المقال بعض
المناطق الخبيئة في الفيلم، ولاسيما وان أسلوب أولاد السيد يعتمد على عدم
التصريح المباشر وإخفاء الكثير من الأشياء بانتظار أن يكشفها المتفرج
بنفسه.
نفس الأمر ينطبق على فيلم"أخي عرفات" لرشيد شهراوي من فلسطين، حيث
يكشف الناقد عناصر التميز الواضحة لهذا الفيلم، من حيث جمعه لحضور الممثل
مع الشخصية الرئيسية فتحي عرفات، شقيق ياسر عرفات وكذلك الربط بين العام
والخاص وآثاره الأسئلة المتتالية.
يقول أمير العمرى:"غير أن أبرز ما يميز الفيلم ذلك الوجه الآخر لياسر
عرفات الذي يخرج به المشاهد من خلال روايات فتحي عن شقيقه، وما يحتفظ به من
عشرات الصور النادرة منذ الطفولة، والتراجيديا التي تجعل نهاية الرجلين
متقاربة زمنيا، وكأنها تشهد على نهاية عصر، وبداية عصر آخر".
لا نستطيع القول بأن مقالات الكتاب متوازية بشكل واضح، فالأفلام يمكن
أن تكون غير جيدة منذ البدء ويحكم نهائي وتصبح القضية في سرد ما يؤيد هذا
الحكم السلبي. وأما ان يكون الرأى ايجابيا فباقي المقال يعمل على توضيح ذلك
واثبات هدة النتيجة.
سوف نجد ذلك في عدد من المقالات. إلا ان الأفلام المباشرة سياسيا لا
تستجيب لذائقة الناقد كما في فيلم"أحلام"العراقي لمحمد الدراجي، وكذلك فيلم
"عبور التراب" من كردستان.
يمرّ الناقد على أفلام كثيرة مثل" حليم" لمخرجه شريف عرفة من مصر،
و"كيف الحال" من السعودية، ورغم الفارق بين الفيلمين، إلا ان الناقد يتعامل
بهدوء مع"كيف الحال" ويبالغ في تقديم سلبيات"حليم". أي أن الناقد يضع
اعتبارات معينة خارجية ولا يركز دائما على الفيلم فقط، وهذه صورة تدفعها
ظروف ممارسة النقد السينمائي وعلاقته بالقضايا الذاتية والنفسية.
لا يقع الاهتمام بالأفلام من داخلها دائما، بل من خلال التأثر بما
يكتب ويشاع عنها ليجد الناقد نفسه في النهاية بين أن تكون الدعاية في مستوى
الفيلم أو العكس. هذا ما حدث للفيلم الجزائري"بركات" لمخرجته جميلة صحراوي.
بالنسبة لأفلام التونسية لا نكاد نجد إلا فيلما واحدا وهو "عرس الذيب"
للمخرج جيلاني السعدني، بينما يبقى فيلم "كسكسي بالسمك" لمخرجه عبد اللطيف
قشيش فيلما فرنسيا، رغم أنه يعالج قضايا الجاليات العربية المغاربية في
فرنسا ويتطرق الى الثقافة المحلية الأصلية.
من الأفلام المغربية التى يتعامل معها الناقد أمير العمري بالنقد،
فيلم "قلوب محترقة"للمغربي أحمد المعنوني، والناقد يطري الفيلم كثيرا، لأنه
يستجيب لعدد من التساؤلات الجمالية والفكرية. كما ان الفيلم يعبر عن
الكيفية وليس مجرد الرسالة أو موضوع الفيلم، ولعل ذلك من أهم شواغل الناقد،
حيث يتم التركيز على المسألة الجمالية قبل كل شيء.
جاء فى الكتاب:"يجعل المعنوني من فيلمه قصيدة بصرية بليغة، فيها من
الذات بقدر ما فيها من الواقع، لكنه ليس شاعرا من شعراء زمن البطولات
والآمال الكبيرة والجموع الصاعدة المتطلعة الى الكلمة الرنانة، بل شاعر
الانكسار الفردي".
هناك أفلام كثيرة يتناولها الناقد وفي الغالب يكون مدخل كتاباته،
مناقشة الهالة الإعلامية حول الفيلم، ثم محاولة دحضها، وفي جميع الأحوال لا
يمكن لأي فيلم إلا نادرا أن يرتقي الى مستوى الهالة الإعلامية المتوقعة
ولكن يمكن ان يحدث العكس، فنكتشف أن هناك فيلما جيدا لم يتم التركيز عليه
إعلاميا، وبذلك تظلم بعض الأفلام لأن الجانب الاعلامي فيها كان طاغيا وعند
المشاهدة الفعلية نجد ان هذه الهالة أعلى مما هو متوقع.
يصعب على الناقد أن يتخلص من الإعلام، لأنه يشاهد الفيلم أحيانا وهو
مدفوع بهذه الدعاية. والواقع أن الناقد أمير العمر ينشغل كثيرا بهذا
الموضوع، فالأفلام التى لا يعرف عنها أي شىء مسبق تبقى هى الأفضل بالنسبة
إليه، بينما الأفلام التى يسمع أو يقرأ عنها مسبقا لا تنال عنده الرضى.
هذا ينطبق على فيلمين وربما أكثر وهى أحلام وسكربنات.في جميع الأحوال
يركز الناقد على أفضل ما في الأفلام، واللغة التي يستخدمها من النوع السهل
والبسيط وهي لغة تصل الى هدفها مباشرة،لغة مختصرة وبليغة وقد جاء ذلك
بالطبع ربما بسبب كثرة التعامل مع الصحافة الإعلامية.
يتطرق الناقد الى أفلام كثيرة منها مثلا أفلام من لبنان مثل"بدي
أشوف"و"على الأرض السماء". كما يتطرق الى بعض الأفلام المصرية،مثل "عين شمس
وبصره" و"هي فوضى" و"الغابة"، وهي أفلام متباينة المستوى، مع تركيز شديد
على التجارب الجديدة للشباب وفي اختيار الموضوعات غير المستهلكة.
من الأفلام السورية التي يناقشها الناقد.." خارج التغطية" لعبد اللطيف
عبد الحميد وفيلم "حسيبة" لريمون بطرس.
أيضا هناك نقاش لبعض الأفلام ذات الإنتاج المشترك، مثل فيلم"كل ما
تريد لولا تناله" للمغربي نبيل عيوش، والفيلم الفرنسي "بلديون" لرشيد أبو
شارب، وفيلم" الاندلس" للمخرج آلان غومي.
والحقيقة أن بعض الأفلام المذكورة في الكتاب ليس لها علاقة بالسينما
العربية، ومن ذلك الفيلم الاخير المذكور سابقا، وكذلك فيلم"موسم الجفاف"
لمحمد هارون من تشاد، فهو فيلم افريقي، وفي جانب آخر يصنف فيلم"البيت
الأصفر" على أنه فيلم أمازيغي،غير عربي رغم انه إنتاج جزائري، كذلك الأمر
بالنسبة للفيلم الكردي "عبور التراب" وبهذا يرتبك مصطلح السينما العربية أو
يزداد غموضا.
إن أغلب الأفلام التي تم ذكرها في الكتاب هي مشاهدات من مهرجانات،
والرؤية هنا من داخل المهرجانات السينمائية، ولذلك لا نجد حضورا لمستوى
تعامل الجمهور مع هذه الأفلام، وحتى النجاح الذي يذكر أحيانا هو نجاح على
المستوى الاعلامي وليس ذلك النجاح التجاري المقترن بصناعة السينما.
من الطبيعي أن نقول بأن هذه الأفلام وغيرها مما لم نذكره مما تعرض لها
الكاتب بالنقد، هى من أفلام المهرجانات، وهي اختيارات فيها سيطرة واضحة
للجانب النخبوي، ولا ضير فى ذلك طالما ان الكتابة فيها الكثير من الإمتاع
وتضيء جوانب من السينما تحتاج الى المزيد من التركيز والإضاءة.
العرب أنلاين في
08/07/2010
جدل الهوية والأسبقية
أول فيلم إماراتي روائي طويل
الجدل حول هوية الأفلام وجنسيتها جدل قديم قدم صناعة السينما نفسها
فقد استقطب هذا الفن وتلك الصناعة دائماً فنانين ومبدعين ومستثمرين من بلاد
مختلفة للعمل في مراكز هذه الصناعة بغض النظر عن جنسيتهم وصنعوا أفلامهم
ليشاهدها الجمهور في أي مكان وكل مكان وليبقى الجدل حول هويتها وجنسيتها
هماً من هموم أهل الاختصاص فالبعض يرى أن هوية الفيلم وجنسيته يكتسبها من
جنسية مخرجه ومبدعه في حين يرى البعض الآخر أن هوية الفيلم تتحدد بجهة
الإنتاج أو بغلبة جنسية معينة على العاملين والممثلين والموضوع وأماكن
الأحداث والتصوير وفي الأسبوع قبل الماضي قدمنا على هذه الصفحة الفيلم
الاماراتي الجديد «دار الحي» بوصفه أول فيلم إماراتي روائي طويل كما ورد في
المواقع الرسمية وعلى لسان صناعه ورغم اشارتنا لوجود أعمال أخرى سابقة إلا
أن الإشارة كانت عابرة لأن الحديث كان يتركز بشكل أساسي على الفيلم نفسه
الذي كانت الدوحة تشاهده في نفس الوقت وبالعودة للموضوع نفسه كان يجب تخصيص
هذه المساحة لبيان اختلاف الأراء حول الاسبقية والهوية في وصف هذا الفيلم
أو ذاك. وبشكل عام فإن قائمة الأفلام الإماراتية الروائية الطويلة تضم
قرابة العشرة أفلام بعضها معروف بشكل واسع وتتوفر عنه معلومات كافية وبعضها
الآخر يكاد أن يكون لغزاً من الألغاز خصوصاً حول مصيره النهائي وأسباب عدم
عرضه مثل فيلم «المهد» التاريخي للمخرج محمد ملص.. والذي تقول عنه جريدة
البيان الاماراتية إنه أول فيلم إماراتي روائي طويل.. والذي تدور أحداثه في
الفترة التاريخية التي سبقت ظهور الاسلام ومحاولات أبرهة ملك الحبشة غزو
مكة المكرمة.. وقد تم بالفعل تصوير الفيلم في مناطق مختلفة من الإمارات
وسوريا لكن المعلومات والأخبار عن الفيلم تبدو غامضة بعد ذلك وتصل إلى حد
الحديث عن إعدام نسخة الفيلم أو احتفاظ المخرج محمد ملص بنسخة وحيدة منه..
أما أول فيلم إماراتي روائي طويل وفق بعض التعريفات فهو فيلم «عابر سبيل»
للمخرج علي العبدول الذي انتج في عام ١٩٨٩ من قبل شركة أفلام اليمامة
وأستديوهات المجموعة الفنية ولعب بطولته عائشة عبدالرحمن وبلال عبدالله
وتبلغ مدة الفيلم ٧٥ دقيقة وقد شارك الفيلم في تظاهرة أفلام من الإمارات في
عام ٢٠٠١ ومن الغريب أن هناك معلومات عن فيلم بنفس الاسم من انتاج ٢٠٠٤
ومدته ١٣ دقيقة ولا تذكر البيانات اسم المخرج ولا الشركة المنتجة ولا
الممثلين!! وتكتفي بسرد ملخص لقصته! أما فيلم «حلم» للمخرج هاني الشيباني
فهو من تمثيل بلال عبدالله وفاطمة البلوشي ونواف الجناحي فتقول المعلومات
إنه أول فيلم روائي اماراتي طويل يعرض للجمهور في قاعات السينما الاماراتية.
وقد شارك في الدورة الرابعة لتظاهرة أفلام من الإمارات.. وفي عام ٢٠٠٦ شهدت
صالات العرض الاماراتية والخليجية أيضاً عرض فيلم «عقاب» الإماراتي وهو من
انتاج وإخراج وتأليف وبطولة مجيد عبدالرزاق الذي تصف بعض المراجع أنه تاجر
اماراتي كما يرد في بعض المواقع اسم فيلم آخر له هو فيلم «رمال عربية» دون
معلومات اضافية.. ثم يأتي بعد ذلك الفيلم الاماراتي الروائي الطويل «حنة»
للمخرج صالح كرامة والذي عرض للمرة الأولى في مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي بأبوظبي ثم في مهرجان أفلام الخليج في دبي قبل أن ينتقل
للعرض في عدد من الدول العربية في عروض خاصة.. ويحظى في الغالب بتقدير نقدي
متميز يضعه ضمن أهم الأفلام الروائية الخليجية وتدور أحداثه حول عدد من
الشخصيات الإنسانية البسيطة في مدينة دبي في فترة اقتحام ثورة وسائل
الاتصال الحديثة لحياة البشر وتلاشي أنماط العيش التقليدية المتوارثة وقد
استعان المخرج في تجسيد العديد من هذه الشخصيات بأشخاص اعتياديين غير
محترفين للتمثيل ولم يسبق لهم الوقوف أمام الكاميرا من قبل.. ثم نأتي بعد
ذلك إلى فيلم إشكالي آخر من ناحية الهوية هو فيلم «حنين» للمخرج محمد
الطريف السوداني المقيم في الامارات منذ كان في السادسة من عمره اضافة إلى
اسم أمجد أبو العلا كمخرج منفذ رغم أن أحداث الفيلم تدور كلها تقريباً ما
بين الشارقة ودبي إلا أن أبطاله من الفلسطينيين والبدون الذين يعيشون في
بلدان خليجية مختلفة أو من الوافدين المقيمين في تلك البلاد وقد تباينت
الاراء والمواقف النقدية من الفيلم ففي الوقت الذي اختير فيه الفيلم
للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي في نوفمبر ٢٠٠٦ رفض اشتراك الفيلم في مهرجان دبي السينمائي سواء في
المسابقة الرسمية أو في التظاهرات الموازية وهو الأمر الذي اختلفت الآراء
في تفسيره.. وبقدر نخبوية معظم الأفلام السابقة يأتي فيلم «طرب فاشون»
التجاري الجماهيري مخالفاً تماما لهذا الاتجاه ومثيرا أيضاً لاشكاليات
الهوية فالفيلم من اخراج المخرج الكويتي محمد دحام الشمري وسيناريو وحوار
الكاتب القطري طالب الدوس عن قصة وبطولة ميساء المغربي لكن احداثه كلها
تدور في الامارات العربية المتحدة ويلعب بطولته باسم عبدالأمير ومنى شداد
وأحمد الجسمي.. وتدور فكرة الفيلم حول أساليب الشهرة من خلال قصة زوجة
غيورة لمطرب مشهور والتي تطمح في أن تصبح بدورها مطربة شهيرة دون أن تملك
أية موهبة باستثناء جمالها وفي أبريل من العام الماضي عرض في مهرجان الخليج
السينمائي أحدث أفلام المخرج الاماراتي نواف الجناحي والذي كان قد أخرج من
قبل عدداً من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة وتحمل الفيلم الروائي
الأول للمخرج اسم «الدائرة» وتدور أحداثه حول العلاقة القدرية التي تجمع ما
بين كاتب صحفي ومجرم محترف ليطرح الفيلم من خلال هذه العلاقة عدداً من
الاسئلة الوجودية والفلسفية وقد استقبل الفيلم استقبالاً نقدياً ايجابياً
ثم أخيراً وكما ذكرنا في السابق يأتي فيلم »دار الحي» الذي تصفه بعض
المراجع والمواقف والصحف بأنه الفيلم الروائي الإماراتي الأول اعتماداً على
عدد من المعطيات التي ذكرناها من جنسية مخرجه وجهة انتاجه وموضوعه وموقع
أحداثه.. وهي كلها عناصر تتوفر بدرجات مختلفة في غيره من الأفلام التي ورد
ذكرها ويطرح هذا الأمر برمته أكثر من قضية من أهمها تشتت وتفرق وتناقض
المعلومات حول هذه السينما الفنية في الامارات العربية الأمر الذي يلقي على
عاتق الجهات السينمائية الرسمية النشطة في هذه الدولة مسؤولية حفظ وأرشفة
هذه الأعمال وغيرها من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة التي صنعت في
السنوات الأخيرة واحدة من أنشط الحركات السينمائية في المنطقة العربية
وكذلك مسؤولية إنشاء موقع رسمي يكون مرجعاً للباحثين والمهتمين بهذه
السينما.
الراية القطرية في
08/07/2010 |