فجأة.. أسفر خالد أبوالنجا عن وجه سياسى لم يكن يتوقعه أى من المتابعين
لأعماله الفنية، إذ أعلن تأييده المطلق للدكتور محمد البرادعى وللجهود التى
يبذلها لفرض «التغيير» كأمر واقع فى الحياة السياسية المصرية، واستناداً
إلى ذلك أعلن أبو النجا انضمامه إلى «جمعية التغيير» التى أطلقها الدكتور
البرادعى ووجه الدعوة إلى زملائه للانضمام إليها.. فما الذى يعنيه كل
ذلك؟.. هذا ما يجيب عنه خالد فى هذا الحوار:
■
لماذا أقحمت نفسك فى السياسة؟
- طول عمرى مشغول بالسياسة، وظهور البرادعى شجعنى على التعبير عن رأيى،
لأننى ضد الظهور دون وجود ما يشجع على ذلك.
■ ما سبب تأييدك المطلق للدكتور البرادعى؟
- دائما أتحمس لأى عمل يتعلق بالعدالة الاجتماعية، وبصراحة.. أرى أن مصر
تتجه نحو الأسوأ، وعندما ظهر البرادعى كان طوق نجاة، لأنه قدم الإطار
الصحيح الذى يعتمد على ديمقراطية حقيقية ومساواة بين أبناء الوطن، وأن يكون
لدينا دستور حقيقى يضمن نزاهة الانتخابات.. هذه المطالب جماهيرية، وتمسك
البرادعى بها لتكون ضمان ترشحه للرئاسة يؤكد أنه جاء بهدف التغيير،
والمفروض أن تكون متحققة منذ سنوات طويلة، لكن هذا لم يحدث، فأصبحنا نعود
إلى الخلف بسبب تراجع الرئيس حسنى مبارك عن تصريح قاله عند توليه الرئاسة،
خاص بعدم الاستمرار لأكثر من فترتين رئاسيتين، والحل الوحيد لإنقاذ البلد
هو التحول إلى الديمقراطية الحقيقية بعد ثورة يوليو، فلا يجوز أن نقول إننا
نعيش مرحلة انتقالية طوال هذه السنوات.
■ موقفك المعارض جعل البعض يضمك إلى القائمة
السوداء المعارضة للنظام؟
- لا أعترف أساسا بوجود هذه القائمة، والبعض يتصور وجودها بسبب سياسة الخوف
التى تسيطر علينا طوال الوقت، كما أننى أظهر بشكل دائم فى الصحف والمجلات
وقنوات التليفزيون، ولم يستطع أحد منعى، وإذا حاول وزير الإعلام نفسه منعى
سأقف ضده وأشكوه للنائب العام، لأن مصر تمر بمرحلة مهمة.
■ لكنك منعت من الظهور فى أحد البرامج مؤخرا.
- هذا الكلام كتبه أحد النقاد فى مقال، لكن الحقيقة أن الحلقة تم إلغاؤها
بناء على طلبى، لأننى فوجئت بالقناة تذيع تنويهات عن استضافتى بسبب عيد
ميلادى، فاتصلت بإدارة القناة لأن عيد ميلادى لا يوافق هذا اليوم، وتم
تدارك الخطأ وإلغاء الحلقة، وهذا جعل البعض يتصور أن التليفزيون ألغى
استضافتى لأسباب أمنية.
■ ما سبب التفاف البعض حول البرادعى؟
- كل الشخصيات التى قابلتها تؤيد التغيير، وأرى أن كل مطالب البرادعى
وطنية، وفى الوقت نفسه ليست جديدة، وهو شخص نظيف للغاية، مما جعل البعض
يلتف حوله، وإذا أجريت انتخابات الآن لن يفز بها شخص سواه، ومن يرى غير ذلك
شخص محبط ولا يثق فى نزاهة الانتخابات.
■ نتائج الانتخابات السابقة لا تعبر عن وجود نية
للتغيير؟
- التغيير حدث قبل الانتخابات السابقة والأرقام التى ظهرت لا تعبر عن إرادة
الناس، وأعتقد إذا أطلق البرادعى موقعاً إلكترونياً خاصاً به سينضم إليه
ملايين المصريين، ليس من أجل الجاه أو المال مثل الحزب الوطنى الذى يتمسح
فيه البعض لأهداف شخصية، وليس لديهم أى حجج لدعم هذا الحزب، لأنه فقد
شرعيته ومصداقيته، ولا يستطيع أى شخص الآن أن يقول إن النظام أصبح مفيداً
لمصر، لأن البلد يسير من سيئ إلى أسوأ داخليا وخارجيا، ولا يتوافر لدى
القيادة السياسية نية لوضع برنامج صريح للقضاء على هذه المشاكل، بل يسعى
النظام إلى تلميع نفسه حتى يدارى أخطاءه.
■ لماذا قررت أن تستقطب البعض لجبهة البرادعى؟
- وقفت مع البرادعى لأنه رجل مستقل لا يتحدث بلسان حزب معين، كما أن مطالبه
وطنية ولا يضايقنى إطلاقاً أن أكون من أنصاره، بل يشرفنى الانضمام إلى
جبهته، لأنه قبل أن يظهر على الساحة السياسية شرّف مصر وحصل على جائزة نوبل
فى السلام، بسبب موقفه من الحرب الأمريكية على العراق، وبصراحة لا أرى
رموزاً سياسية أو أبطالاً غيره يصلحون لقيادة مصر.
■ هل تعتقد أن مصر تحتاج إلى أبطال؟
- الوضع فى مصر لا يحتاج إلا أبطالا ورموزاً، بعد أن أصبح المرتشى والظالم
والسيئ فى المراكز العليا وفى المناصب المهمة وداخل البرلمان، لذا نحتاج
إلى أبطال فى نزاهة البرادعى كى يعيدوا كل شىء إلى وضعه الصحيح.
■ هل ستختار الرئيس مبارك إذا ترشح فى الانتخابات
المقبلة؟
- ليس لدى شك فى وطنية الرئيس مبارك، لكن لا يوجد أحد فى الشارع الآن مع
النظام الحالى، وأنا مع التغيير وتداول السلطة حتى لو لم يظهر البرادعى.
المصري اليوم في
02/07/2010
فى الزنزانة.. عالم رحب
بقلم: كمال رمزي
أشعر بالحرج إذا اعترفت بسعادتى لأن صلاح عيسى جرى اعتقاله عدة مرات، لكن
ماذا أفعل وهذا هو إحساسى فعلا، انتابنى بعد قراءة تلك الفصول الثرية،
الممتعة، التى وردت فى «شخصيات لها العجب»، والتى تبين بجلاء أن الأيام
المظلمة لها جانبها المشرق، وأن ليالى العزلة، والوحدة، من الممكن أن تكون
مزدحمة بالتأملات، والذكريات، والآمال.. عند صلاح عيسى، يغدو المعتقل عالما
شديد الاتساع، فاللحظة تتحول إلى تاريخ طويل، تستدعى أحداث الماضى، فتكتسب
معانى جديدة، والشخصيات التى يلتقيها، خاصة ممن كان لهم سطوة ونفوذ فى
الماضى، يراهم من منظور آخر، بعد ضياع السلطة والقوة، فيدرك أن قسوة المرء،
وجبروته، مجرد قناع للضعف والخوف، فها هو «حمزة البسيونى»، قائد السجن
الحربى المرعب، لسنوات طويلة، يصبح سجينا، يقوده فى ممرات المعتقل مخبر لا
شأن له، لا يتردد عن زجره لأى سبب، وحينها يرد صاحب الصولجان السابق
«بكلمات نفاق مبتذلة» وينفذ تعليمات المخبر بدقة.
صلاح عيسى لا يتشفى فيمن يشرب كأس المهانة الذى سقاه لآخرين، فقط يرصد
ويتأمل، بدرجات متفاوتة من العطف والتسامح، تصل إلى ذروتها الإنسانية عندما
تجمعه الزنزانة مع فرسان السياسة، والوطنية، فى الأيام الخوالى، ويتلمس،
بأسلوبه المرهف الجميل، سمات فؤاد سراج الدين، الذى رأى فيه «رجلا ألوفا فى
غير ترخص، متواضعا فى غير ضعة، وكبيرا بلا تكبر، يملك قدرة تؤهله لاكتساب
مودة الآخرين، ولا يترك فرصة تمر بدون أن يجد أرضية مشتركة تجمع بينهم
وبينه»، وطبعا، لا يفوت صلاح عيسى، المفتون بالتاريخ، أن يتعرض لمصطفى
النحاس وثورة 19 وحريق القاهرة، فتبدو صفحاته وكأنها رحلة فى النفوس، وفى
التاريخ، وفى العلاقات الإنسانية، فها هو، بمنتهى الرضا، يتولى تنظيف
وتشميس بطانتى زملاء الزنزانة، كبار السن، فؤاد سراج الدين، ومحمد
عبدالسلام الزيات.
من ثقب باب الزنزانة الانفرادية، فيما يشبه عين الكاميرا، ينظر صلاح عيسى
ما يدور بالخارج، يستشف طبيعة شخصيات محاطة بضباب كثيف، فعندما يرى «شمس
بدران» يصفه بأنه «أشبه بجنرال بروسى بقامته الطويلة وجسمه العملاق وملامحه
الصارمة، فتشككت فيما قرأته عن أنه لم يكن يعرف شيئا فى العلوم العسكرية».
وإذا كان صلاح عيسى، بأمانة، لم يسبر غور «شمس بدران»، فإنه تمكن من رصد
دور المعتقل فى صنع الإرهابيين، فعلى العكس من الصورة الكاريكاتورية التى
رسمتها الصحافة لـ«شكرى مصطفى»، والتى قدمته ككائن مختل عقليا، يتعقب
الكاتب تلك التحولات التى أدت بذلك الشاب الغلبان ــ الذى وجد نفسه معذبا
فى معتقل ــ إلى ما أصبح عليه.. بعد قراءة ما كتبه صلاح عيسى عن رفقته
الممتعة فى معتقله الرحب، الذى ضم فيمن ضم: فتحى رضوان، محمد حسنين هيكل،
عبدالفتاح حسن، أبوالعز الحريرى، يدرك المرء أن هؤلاء المعتقلين، أطول
بقاء، وأنقى سيرة، من جلاديهم.
الصباح العراقية في
02/07/2010
سينما الأنبار في ذكرى عيدها تنهار!
الانبار – ملاذ اسماعيل
ستبقى من ذكرى عيد السينما
العراقية الرابع والستين ذكرى حزن بداخل المهتمين بشؤون
السينما والمسرح بالعراق
وبداخلي شخصيا فالقصة بدأت عندما اتصلت
بزميلين لي وطلبت منهم بمناسبة ذكرى عيد
السينما العراقية ان يخبروني عن واقع بناية السينما بالرمادي اين وصل بها
الحال حيث
كنا نذهب لعرض نشاطاتنا كطلاب ضمن عروض النشاط المدرسي
او بالاعياد نذهب لرؤية عروضها الجميلة في الثمانينيات
والتسعينيات اذ احيانا تعرض هذه السينما
افلاما لايوجد لها مثيل حتى بدور العرض
السينمائي ببغداد خصوصا الافلام الهندية
الجديدة فأفرحني زميلي عمر الدليمي بأصوات
العراق ان السينما كان يسكنها مهجرون وعوائل فقيرة متعففة، قام مجلس
المحافظة
والسيد محافظ الانبار قاسم الفهداوي بتوزيع دور واطئة الكلفة عليهم بدلا من
بقائهم
بداخلها، ظننت ان هذه البناية ستعود احسن مما كانت واذا بي اتفاجأ بتقرير
على قناة
الحرة وفقا لمراسلها بالانبار الزميل عمر العبيدي عن نية مجلس المحافظة
بتهديم
البناية لدخولها بجدول الاستثمار بالمحافظة لانشاء (مول) او سوق تجاري
متعددة
الطوابق، اما السينما فليس لها بديل وبالفعل بوشر بتهديم البناء ونقابة
فناني
الانبار ساكتة ومصابة بخرس وعجز وشلل ووزارة الثقافة صامتة ازاء ذلك وكأن
موضوع
الثقافة لا يخص وزارة الثقافة، فلو اقترحوا بديلا لمجلس المحافظة على ان
تكون بناية
بديلة داخل الرمادي لا خارجها اظن انهم سيوافقون ولكن الصمت قتل بناية
السينما وهي
في عز شبابها فهذه البناية كانت بداية انشائها بعد عقد مساطحة لعائلة (ابو
فلوس) مع
الدولة في اواسط السبعينيات وكانت دار عرض سينمائية ومسرحية لكونها اكبر
قاعة في
المدينة والمحافظة، منها نشاطات وفعاليات فناني الانبار وايضا النشاط
المدرسي وعادت
ملكيتها للدولة بعد انتهاء العقد وتعرضت البناية للقصف والتدمير الجزئي
بالاضافة
لنزوح العوائل المتضررة من القصف او فترة التهجير وسكنهم داخل بناية
السينما
الوحيدة بالرمادي.
اننا نفرح حينما يفكر مجلس محافظتنا بأن يكون البناء بمستوى دول
الخليج ودولة الامارات ولكن ليس على حساب معلم حضاري او ثقافي ويبقى بلا
بديل
فالامارات ودول الخليج ايضا لديهم اهتمامات سينمائية ومسرحية ومنها اخر
مهرجان وكان
معظم الفائزين من العراق رغم الواقع المرير لهذا الفن بالعراق فالسينما
هي(لغة
الشعوب ولغة التواصل فيما بينهم).
الصباح العراقية في
02/07/2010 |