فيما يشبه التوجه نحو الهجوم على الأفلام السينمائية الجيدة التى تدفع
المشاهد إلى التفكير، يفاجأ صناع السينما يوما بعد الآخر بدعاوى قضائية
تطالب بعدم عرض أفلامهم السينمائية، كان آخرها فيلم "بنتين من مصر" بطولة
الفنانة زينة وصبا مبارك وطارق لطفى وإياد نصار ونهال عنبر ورامى وحيد
وأحمد وفيق ورولا محمود وعمر حسن يوسف.
وفوجئ المخرج محمد أمين بالمحامى عبد الحميد شعلان برفع دعوى قضائية ضد
الفيلم، وصفه بأنه يدعو للفجور ويحرض على الرذيلة، حيث صرح أمين لـ "اليوم
السابع" أنه يحترم جميع وجهات النظر وأنه يقدم سلعة إلى الجمهور ومن حق أى
شخص أن يتذوقها كما يريد، لكنه لا يفهم كيف لمحام أن يرفع قضية ضد الفيلم
من خلال مشاهدته لـ"التريلر" فقط على القنوات الفضائية، حيث كان المحامى
أعرب عن استيائه من "التريلر" المعروض كدعاية للفيلم.
وأوضح أمين أن فيلمه أبعد ما يكون عن التحريض على الرذيلة أو الدعوى إلى
الفجور، والإساءة لسمعه فتيات مصر، وطالب أى شخص ينتقد الفيلم أن يشاهده
أولا ثم يحكم عليه بالسلب أو الإيجاب.
وطالب أمين المحامى برؤية الفيلمه السينمائى الجديد "بنتين من مصر" الذى
تدور أحداثه حول فتاتين يعانين من العنوسة رغم أنها يتمتعان بالجمال
والثقافة، ويبرز الفيلم الكثير من مشاكل وعيوب المجتمع التى يمر بها حاليا،
منها الهجرة غير الشرعية والبطالة.
وتأتى تلك الدعوى القضائية بعد يومين فقد من عرض الفيلم بالسينما، وهو
الأمر نفسه الذى حدث مع فيلم "عصافير النيل" إخراج مجدى أحمد على وبطولة
فتحى عبد الوهاب وعبير صبرى، حيث اعتبره المحامى نبيه الوحش يحرض على
الفجور وملئه بمشاهد ساخنة ليس لها مبرر فى السياق الدرامى للفيلم، وأنه
تقدم ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بمحاكمة عاجلة لعبير صبرى.
والمفارقة أن الوحش استند فى دعواه إلى "التريلر" الخاص بالفيلم، بل إنه
أكد أنه وضع فى حافظة مستندات البلاغ إعلان "التريلر" الذى يتم عرضه على
القنوات الفضائية، واتهم الفيلم بأنه يخاطب المراهقين.
وقال الوحش: "إن هناك ربطاً بين زيادة حوادث التحرش والاغتصاب وما تقدمه
السينما المصرية الآن من أفلام تخاطب الغرائز، وأنه ربما يعد دراسة قانونية
بها إحصائيات دقيقة تربط بين عرض الأفلام ذات المضمون الجنسى ونسبة حوادث
التحرش خلال فترة عرضها".
بينما أكدت الفنانة عبير صبرى أن نبيه الوحش يسعى إلى تحقيق شهرة على حساب
الفنانين المصريين، ولا يجب أن تداول الصحافة تصريحاته وقضاياه التى يرفعها
على الأعمال الفنية، خصوصا أنه أصبح محترفا فى ممارسة تلك اللعبة للدعاية
والترويج لنفسه.
والأمر نفسه تكرر مع فيلم "بالألوان الطبيعية" تأليف هانى فوزى، وإخراج
أسامة فوزى، وبطولة كريم قاسم ويسرا اللوزى، حيث تعرض لهجوم شديد واتهمه
الكثيرون بالإساءة إلى طلبة كلية فنون جميلة، وهو ما نفاه مؤلف العمل هانى
فوزى، وأكد أن هناك قصورا فى فهم الأفلام لدى البعض.
اليوم السابع المصرية في
20/06/2010
«أيام
الفرج» وأعمال أخرى في رمضان
أسمهان توفيق: الإنتاج الكويتي مؤثر في الدراما
العربية
عبد الستار ناجي
واحدة من رموز الحركة
الفنية في الكويت والخليج، فنانة نذرت حياتها للعمل الفني، وبدأت مشوارها،
منذ
مرحلة مبكرة من تاريخ الحركة الفنية في الكويت، فكانت حاضرة
اساسية في النسبة
الاكبر من الاعمال الدرامية المسرحية والاذاعية، لتنطلق بعدها الى افاق
اوسع وارحب
على الصعيدين الخليجي والعربي، وهي في كل مرة، تحقق حضورها ببصمتها
واسلوبها
المقرون بالالتزام، هكذا هي الفنانة القديرة اسمهان توفيق،
التي استطاعت ان تحقق
ذلك الحضور، وعبر كم من البصمات الفنية، التي رسخت قيمتها ومكانتها وايضا
اختياراتها العالية الجودة، كما تظل الفنانة اسمهان توفيق،
تمثل حالة من الانتماء
الحقيقي للدراما الكويتية ونجومها وتاريخها ومفرداتها، كممثلة من الطراز
الاول، او
ككاتبة تمتلك ادواتها في التعبير عن كم من القضايا والارهاصات التي تشغل
مجتمعها
وشعبها. وهي تستهل حديثها عن جديدها بقولها:
انا في حالة دائمة من الجديد
والتجديد، ولولا ذلك لما كنت، ولما حققت تلك الاستمرارية على مدى اكثر من
اربعة
عقود من الزمان.
وتستطرد الفنانة القديرة اسمهان توفيق قائلة:
على
مدى الفترة الماضية، انجزت اعمال درامية عدة، من بينها المسلسل البدوي «وعد
لزام»
الذي انتجه الشاعر الفنان خالد البذال، وشارك في بطولته عدد مرموق من نجوم
الوسط
الفني، بينهم جاسم النبهان وزهير النوباني وخلاد امين وخالد البريكي وريم
عبدالله
وفايز العامر وتأتي مشاركتي في العمل كضيفة شرق، واشير الى ان المسلسل كتبه
ندا
الظفيري واخرجه الفنان البحريني جمعان الرويعي، وهو من الاعمال
البدوية التي اتوقع
لها كثيراً من النجاح.
وتتابع:
كما انجزت مسلسل «ايام الفرج» من
تأليف السيناريست الشاب عبدالعزيز الحشاش ومشاركة الفنان الكبير غانم
الصالح وباسمة
حمادة، وفي اطار اجتماعي يناقش هذا العمل كماً من القضايا الاجتماعية، عبر
معالجة
درامية تمثل مرحلة متجددة من مسيرة الدراما الكويتية.
·
وهذه الأيام تصورين
مسلسل «خيوط ملونة»؟
اجل، انا في الدوحة هذه الايام، لتصوير المسلسل الخليجي
«خيوط
ملونة» وهو ايضا من تأليف الشاب الموهوب عبدالعزيز الحشاش واخراج الفنان
منير
الزعبي وبودي ان اشير الى ان المسلسل يتعرض لقضايا الطبقة الفقيرة.
وهو أمر
ظل لسنوات طويلة بعيدا عن الدراما، فنحن نتابع كفاح ابناء تلك الطبقة من
اجل تحقيق
ذاتها وتأمين العيش الكريم.
·
ماذا عن فريق المسلسل؟
المسلسل من بطولة
الفنان القطري عبدالعزيز جاسم وهدية سعيد وزهرة عرفات وهبة الدري، واشير
الى ان
المسلسل سيعرض خلال الدورة الرمضانية المقبلة، من خلال
تلفزيوني «دبي».
·
كيف
ترين الدراما الكويتية اليوم؟
حديثي لن يكون عن الدراما الكويتية، بل عن
الانتاج الكويتي بشكل عام، واستطيع ان اقول ان الانتاج الكويتي مؤثر في
الدراما
العربية، ويحتل موقعة المتقدم على خارطة الانتاج الدرامي والفني العربي شكل
عام،
وخلال السنوات الخمس الاخيرة، باتت الدراما والانتاج الفني
الكويتي يحققان قفزات
كبيرة، كما اتسعت دائرة انتشار الفن الكويتي، الذي تجاوز حدود الفضائيات
الكويتية
الى الفضائيات الخليجية والعربية بشكل عام، كما استطاع الفنان والمبدع
الكويتي ان
يحتل موقعه ويحقق حضوره الخصب في جميع المواقع.
·
كيف ترين انتقالك بين الكويت
والدوحة والرياض وايضا من قبلها ابوظبي والمنامة.
انا فنانة محترفة، واتحرك
على مستويين الاول، هو كوني ممثلة، والثاني كوني كاتبة، ومن واقع الاحتراف
في
الاتجاهين، فانني اجد نفسي حيث تأتي الفرصة، وليس علي ان استقر في مكان
واحد، وانا
لا اطرح نفسي، كبديلة لاحد، فحضوري واعمال وقدراتي واضحة، وان
ظلت البوصلة الذاتية
تشير دائما الى الكويت، فالكويت في القلب، وهي الحبيبة والدار.
·
حينما تكتبين
...
لمن؟
اكتب من اجل التعبير عن قضايا المرأة، وايضا جيلي، ولعلهم قلة
اليوم في العالم العربي، الذين يكتبون عن قضايا المرأة والظروف
التي تحيط بها،
وحالة التحدي الحقيقي الذي تعيشه.
وتتابع:
كما انني اكتب من اجل
بلورة معطيات ومضامين جديدة، من شأنها التحفيز للتغيير وايضا من القوانين
والتشريعات الجديدة، التي تحمي الانسان، والمرأة على وجه
الخصوص.
وتكمل:
كما انني حينما اكتب، اعبر عن جيلي، والمراحل
التاريخية التي مر بها، وهي بلا ادنى شك، مراحل خصبة وثرية وعامرة بكم من
المتغيرات، وهي انعكاس الى القضايا الكبرى التي عاشتها الامة العربية
والمنطقة.
·
وكيف ترين دور الفضائيات الخاصة
والجديدة؟
لكل ما هو جديد،
في هذا الفضاء الخصب، انظر اليه بشكل ايجابي، على انه اضافة لرصيد الاعلام
العربي
بشكل عام، وتحقيق حالة من الثراء والتنوع، حتى وان اختلفنا حول
هذا الامر او ذاك،
ولكن المحصلة النهائية هي لصالح الاعلام والفن العربي، بدليل هذه الغزارة
من
الانتاج الدرامي الذي راح بتطور وينمو ويزدهر واشيد هنا بالدور الذي تقدم
به عدد من
الفضائيات، في تفعيل دور المنتج المنفذ، وايضا خلق حالة من التنافس ومنح
فرص
متجددة، امام الانتاج والمنتج الكويتي والخليجي والعربي.
·
الا يداهمك الحنين
للمسرح؟
من عاش المسرح مع الراحل صقر الرشود وجيل الكبار في الحركة المسرحية
في الكويت، حتما يظل المسرح بين ضلوعه، نابضا مشبعاً بالحب
والحنين ولكن اين ذلك
النص، وذلك المبدع الذي يوازي قامات الكبار من امثال الراحل الكبير صقر
الرشود الذي
تشرفت بالعمل معه في النسبة الاكبر من اعماله الخالدة.
·
كلمة
اخيرة؟
ما اروع ان تكون الصحافة الفنية في الخندق ذاته الذي يتحرك به
الفنان... برافو.
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
20/06/2010 |