تؤمن الفنانة السورية سوزان نجم الدين أن الفن رسالة، وليس مجرد شهرة،
وتسعى من خلاله إلى تحقيق أهداف إنسانية وخيرية حتى تكون قدوة إيجابية في
المجتمع. تمتلك شركة إنتاج وتقوم بالتمثيل، وقامت أخيرا بتصوير أغنية «سلام
غزة الأبطال» التي ساندت فيها شعب غزة المحاصر.. قامت خلال مشوارها الفني
بالتمثيل في كثير من الأعمال الدرامية السورية، منها «نهاية رجل شجاع»،
«الكواسر»، «الثريا»، «خان الحرير»، «حنين»، «صلاح الدين»، «أمهات»،
«الظاهر بيبرس»، «ملوك الطوائف»، «طيور الشوك»، «زوج الست»، «فرصة العمر»،
«جبران خليل جبران». وقدمت أوراق اعتمادها في مصر من خلال مسلسل «نقطة
نظام» لكنه لم ينل النجاح المنتظر، وتسارع الآن بالمشاركة في مسلسل «امرأة
سيئة السمعة» للحاق بالموسم الرمضاني. «الشرق الأوسط» قابلتها في القاهرة
لمعرفة سبب وجودها في مصر وأهم تفاصيل عملها القادم. فإلى نص الحوار:
·
ما سر زيارتك الأخيرة لمصر؟
- أقوم الآن بتصوير مسلسل «مذكرات امرأة سيئة السمعة» بمشاركة الفنانة لوسي
وخالد زكي، والمسلسل مكتوب بشكل رائع، فقد استمتعت بقراءته ولم أستطع
التوقف عن استكماله. وهو يدور حول أحدث الحياة اليومية ويتخلله صراع الخير
والشر الأبدي، وكيف أن الشر أصبح أقوى هذه الأيام، ومحاولة جنوده لتحطيم
الناجحين. وفي النهاية تظل المبادئ والإخلاص في العمل والإيمان القوي بالله
دائما هي الملاذ الأخير والأقوى.
·
ما طبيعة دورك في المسلسل؟
- أجسد دور أستاذة جامعية ملتزمة، تدافع عن مبادئها وتعيشها.. فهي دائما في
حالة رفض للنفاق والكذب، وهي صادقة في كل تصرفاتها، مما يدخلها في صدامات
حادة مع المجتمع الذي أصبح قوامه الأساسي من معدومي المبادئ الذين يحاولون
تدميرها وإلصاق التهم بها طوال الوقت.
·
تكثيف وجودك من خلال الأعمال
الدرامية في مصر هل هو من أجل الشهرة؟
- مما لا شك فيه أن مصر هي هوليوود الشرق ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، ولكن
كل ممثل يأتي إلى مصر وله هدف، فهناك من يهدف إلى المال، ومن يهدف إلى
تحقيق عمل عربي مشترك، وقد شاركت بهدف تحقيق عمل عربي مشترك، والعمل الذي
شاركت فيه كان وطنيا. والممثلون المصريون احتضنوا هذا التعاون بين الطرفين
المصري والسوري، وصب هذا التعاون في مصلحة البلدين معا.. ومنذ أن بدأت الفن
وضعت نصب عيني أن أترك بصمة إيجابية في هذه الحياة.
·
انزعجت من اسم المسلسل، فلماذا
أقدمت على العمل فيه؟
- كما قلت، فالمسلسل مكتوب بشكل رائع، وبالنسبة للاسم فأنا خشيت أن الاسم
قد يكون غير لائق، ولكن القائمين على العمل كانت لهم وجه نظر في أنه لافت
للغاية للجمهور.. ومع الوقت جلست مع نفسي فوجدت أن الحق معهم وأن الاسم
فعلا شيق وغامض، وأعتقد أنه سيكون مصدر جذب للمشاهدين والصحافيين للكتابة
عن هذا العمل.
·
تتردد شائعات عن وجود خلافات
ومشكلات على بطولة العمل مع الفنانة لوسي؟
- لا توجد أي مشكلات بيننا.. ولم أكن أحب أن تظهر هذه الشائعات ونحن بصدد
البدء في العمل. فأنا أقتنع تماما بالبطولة الجماعية، وكل دور صاحبه بطل.
ولكن بالنسبة لشخصيتي فهي المحرك الأساسي لكل أحداث المسلسل، ونحن نتعاون
من أجل نجاح العمل، والمشاهد هو من يستطيع الحكم على البطل مهما قيل.
وعموما بطل المسلسل ليس بالضرورة من يحصل على أعلى نسبة مشاهدة، بل هو صاحب
الدور المهم.. وأنا أحب لوسي جدا وأتابعها منذ «ليالي الحلمية» ولها باع
طويل في الدراما المصرية. وفي أول يوم تصوير لها، أحضرت تورتة وورودا
للاحتفال بها وتهنئتها والاطمئنان عليها، حيث كانت تعاني بعض المتاعب
الصحية واحتفلنا سويا والتقطنا الكثير من الصور.
·
وماذا حدث بينكما داخل كواليس
العمل؟
- لم نتقابل سوى في عدد قليل من المشاهد حتى الآن، ولكن تربطنا علاقة جميلة
سمتها الود والاحترام على الرغم من أن المشاهد التي سوف تجمعنا ستحتوي على
مشكلات وخلافات وصدامات.. ولوسي تقوم بدور بلطجية (في المسلسل) تحاول
اعتراض طريقي، فندخل في صراع. أما على المستوى الشخصي، فلوسي تحاول أن
تخرجني من أزمة وفاة والدي، وقد احتوتني جيدا خلال تلك الفترة.
·
وكيف تعاملت مع تلك الأزمة؟
- الحمد لله.. هو قضاء الله وأنا مؤمنة بالقضاء والقدر. وأيضا فالمخرج
والمنتج وفريق العمل ككل لا علاقة لهم بهذا الموضوع ولا ذنب لهم ولا يجب أن
يتحملوه معي، ولكنهم كانوا بجانبي. وما أحزنني بشدة أني لم أكن معه في
الفترة الأخيرة من حياته، وأنا مازلت في حالة الحزن والحداد.. ولكن الحزن
في القلب، ولكنه ليس الحزن على الموت بحد ذاته لأنه حق ونهاية طبيعية لكل
إنسان على وجه الأرض، وإنما الحزن على الفراق، والفراغ الكبير الذي يتركه
رب الأسرة عند رحيله خصوصا إن كان إنسانا عظيما كنجم الدين الصالح، ولكن
سرعان ما تحول الحزن إلى فخر واعتزاز بأب ورجل ترك وراءه كل ما هو جميل على
الصعيد الإنساني والثقافي والسياسي.
·
أنت بديلة للفنانة نيلي على
الرغم من فارق السن الكبير بينكما؟
- الفنانة نيلي دائما شباب ولا نشعر قط بسنها الحقيقي، ولكني أرفض كلمة
بديلة.. فأنا لم أكن أعرف أن الدور عرض عليها.. وهي أول مرة أقوم فيها بعمل
عرض على غيري من قبل، ولكني لم أكن أعرف.
·
كيف تعاملت مع اللهجة المصرية؟
- لم أقلق فكل شيء سهل بالتدريب.. وبالفعل بدأت التدريب على اللهجة المصرية
وأعمل الآن أيضا على حفظ الدور جيدا. وأنا لا أقدم على عمل إلا عندما أكون
جاهزة تماما له.. وأعد الجمهور أنه لن يشعر بأني سورية.
·
لماذا لم تنتجي العمل على الرغم
من كونك تملكين شركة إنتاج في سورية؟
- الفكرة بالطبع قائمة، ولكن حاولت أن أوجلها لفترة.. وفي غضون التفكير عرض
علي مسلسل «امرأة سيئة السمعة»، وهو ليس أول عمل لي في مصر، فقد شاركت من
قبل في مسلسل «نقطة نظام».
·
وهل توقفك عن العمل لمدة عامين
بعد «نقطة نظام» كان بسبب فشله؟
- عرض علي أكثر من دور في العامين في السينما والدراما، لكني لم أجد نفسي
في هذه الأعمال. والجدير بالذكر أنني كنت أحضر لفيلم سينمائي (منطقة حرة)
من تأليف الكاتب الصحافي سامي كمال الدين وكنا بصدد اختيار فريق العمل،
الذي يشاركني فيه عدد من مختلف الدول العربية من مصر وسورية والكويت. وهذا
المشروع كان يحتاج لإنتاج ضخم، وأعتقد أنه سيكون عملا مهما في السينما
المصرية.. كما عرض علي أكثر من عمل درامي سوري لم تناسبني ولم تناسب
تاريخي، وهذا سبب توقفي تلك الفترة حتى وجدت هذا العمل من تأليف محمد مسعود
وإخراج خالد بهجت.
·
ولكن الشخصية التي تقدمينها قي
«امرأة سيئة السمعة» شخصية مستهلكة وقدمت من قبل؟
- الخير والشر والصراع بينهما لا ينتهي أبدا، وبالفعل قدمت من قبل، ولكن
لكل وجهة نظره يقدمها بطريقته. وبمجرد البدء في قراءة السيناريو إذا وجدت
نفسي مقتنعة بالشخصية وأفكارها ودوافعها أقبل الدور، والشخصية المثالية
موجودة في الحياة، وفي النهاية هي إنسانة لها مشاعر وأخطاء في موازاة
التزامها بالمبادئ وأعتقد أن هذا هو الجديد.
·
كيف كان استعدادك بعد أن تم
تعيينك أخيرا الأمين العام المساعد لشؤون سورية في اتحاد المنتجين العرب؟
- بالتأكيد، شرف لأي فنان أن يتم اختياره كممثل لبلده.. وهو أمر بالغ
الأهمية، خاصة وأن هذا المنصب يتطلب الكثير من العمل لتحقيق أهداف الاتحاد
الذي يسعى جاهدا لتنفيذها على مستوى العالم العربي. وقد سعدت كثيرا بهذا
المنصب وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية.. وسوف أشارك في حملة الأيادي
البيضاء التي ينفذها اتحاد المنتجين العرب، بالتعاون مع صندوق الأمم
المتحدة للسكان، بعد تعييني في منصب الأمين العام المساعد لاتحاد المنتجين
العرب.
وتهدف هذه الحملة إلى توجيه الإعلام إلى النماذج المشرفة للمرأة، بعد ما
أساء لها كثيرا في السنوات الأخيرة، وذلك سيكون بإبراز دور النساء اللاتي
قدمن الكثير من العطاء والخدمات في قضايا المرأة، ونعد الآن خطة لإصدار أول
وكالة أخبار خاصة بالمرأة العربية فقط، للمساهمة في تحقيق هذا الغرض.
كما سعدت أخيرا لاختياري المرأة النموذج والوجه الإعلامي لسورية لعام 2010،
وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظن جمهوري بي، فهناك لجنة مختصة باختيار
المرأة النموذج في كل بلد على حدة، تحتوي على مجموعة من الأساتذة والمختصين
في عالم الأسرة والمرأة ليدرسوا إذا ما كانت المرأة التي يقع عليها
الاختيار ناجحة في منزلها وعملها الاجتماعي والإنساني والفني.
وبالمناسبة فأنا أعتبر الأديبة والشاعرة دولت العباس هي المرأة النموذج
بالنسبة لي، فهي أم مثالية زرعت بداخلي القيم والأخلاق، ودائما ما تحثني
على العلم والنجاح والإصرار على التفوق.
·
قيامك بالأعمال الخيرية بشكل
علني هل يرجع لكونك شخصية عامة أم من أجل الشهرة؟
- لم أقم بأي من تلك الأعمال من أجل الشهرة، فهو دافع إنساني محض.. وأنا
أقوم بهذا في العلن من أجل أن أكون قدوة للفنانين والناس كافة.. وقمت
برعاية حملة لمكافحة السرطان، وأخرى لمكافحة الإيدز، كما قدمت الكثير من
المشاريع الخيرية للمكفوفين، ومنها «جمعية الوئام للنساء الكفيفات» في
سورية، فهم ناس يحتاجون من يهتم بهم ويرعاهم وحاليا أقوم بالتجهيز لبرنامج
لذوي الاحتياجات الخاصة لاكتشاف مبدعين يتغلبون على إعاقتهم، وأسعد جدا
بالوجود مع المعاقين، وبالمناسبة أنا أتعلم منهم مهارات كثيرة، فهم
يستخدمون كافة مهاراتهم بخلاف الإنسان العادي.
·
قمت بتصوير أغنية «سلام غزة
الأبطال».. هل ستشهد الساحة الغنائية مطربة جديدة؟
- لست مطربة ولن أكون مطربة أبدا، والفيديو كليب كان عملا إنسانيا.. وفوجئت
بعروض من ملحنين يعرضون أعمالهم ولكني رفضت. وأنا إنسانة طبيعية أحب أن
أسمع كاظم الساهر، ونانسي عجرم، وأصالة نصري، وشيرين عبد الوهاب، ونجوى
كرم، وملحم بركات، وغيرهم الكثير، وأعترف لهم بأنهم مطربون.. إلا أن هيفاء
وهبي مطربة ظريفة، وتجيد الأداء في بعض الأغاني.
·
سفراتك طويلة وأعمالك متنوعة،
فكيف تنسقين بين العمل وبين البيت؟
- عندي أربعة أولاد: (سهير، سارة، حازم، وحيان) وأنا لا أفضل الفن عليهم
كما يتردد، والعلاقة بيننا قائمة على الثقة والصداقة والاحترام، وأحب أن
يوجد أطفالي دائما معي في الجمعيات الخيرية ليتعرفوا على الأطفال الأيتام،
وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتعلموا روح المبادرة ومساعدة الآخر، وأولادي
لديهم ميول فنية؛ سواء في الغناء أو الإخراج.
وفي ختام الحوار، كشفت سوزان نجم الدين عن استعدادها لخوض مجال السينما من
خلال المشاركة في فيلم سينمائي عربي يدور حول الصراع العربي الإسرائيلي تحت
إدارة المخرج الفلسطيني سعيد البيطار، قائلة إن «الفيلم يطرح قضية الصراع
العربي الإسرائيلي بشكل مختلف، حيث يلقي الضوء على عنصر (سرقة الزمن)،
ويبين كيف تسرق إسرائيل الوقت من العرب والفلسطينيين بشكل خاص»، معتبرة
العمل بمثابة الرسالة التي تلامس ضمير الإنسان العربي.
الشرق الأوسط في
07/05/2010 |